منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 05 - 2014, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 111 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

سعيد بن كاتب الفرغاني

ظهر هذا المهندس الرائع في عهد أحمد بن طولون التركي الأصل والذي تربي في بلاط الخليفة في بغداد. أراد الاستقلال بالبلاد، فاهتم بتعيين المصريين في جمع الضرائب عوض الدخلاء، وأتاح للأقباط فرصة ممارسة شعائرهم الجينية وبناء الكنائس والأديرة، ومباشرة أعمالهم التجارية والزراعية... وكان الوالي ميالًا لحياة البذخ... غير أنه كان متسرعا في استخدام السيف فقتل في يوم واحد 18000 نسمة. لم يضع ضرائب جديدة على الأقباط لكنه طالب البابا ميخائيل الثالث بـ20000 دينارًا، وإذ لم يكن معه المال ألقاه في السجن... واضطر البابا إلى بيع قطعة أرض للبطريركية.

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
بنى سعيد مقياس النيل بالروضة في أيام الخليفة العباسي المتوكل، ولما تولى أحمد بن طولون الولاية طلب منه إنشاء قناطر توصل مياه إلى مدينة "القطايع" التي اختطها لنفسه ولحاشيته، وقد أعجب ابن طولون بهذا العمل، لكنه ألقى بمهندسه في السجن ونسيه تماما، بعد فترة أراد ابن طولون أن ينشئ جامعا فريدا يزينه بثلاثمائة عمود، وهذا يستوجب هدم عدد كبير من الكنائس لجلب الأعمدة إذ سمع المهندس أرسل إلى ابن طولون يخبره أنه يستطيع عمل جامع فريد يقوم على عمودين مع إبدال الأعمدة الأخرى بدعائم من الأجر لأنها تقاوم الحريق، فاستدعى ابن طولون المهندس من السجن ووضع تحت تصرفه مئة ألف دينار. لا يزال هذا المسجد "مسجد ابن طولون" يعتبر قطعة فنية رائعة. أعجب به ابن طولون فوزع الكثير من الهدايا والصدقات يوم افتتاحه ونال ابن كاتب الفرعاني 10000 دينار. لكنه عاد يسأله إنكار مسيحه. وإذ رفض كان نصيبه السيف.
يروى لنا المسعودي، وهو مؤرخ عربي ولد ببغداد ومات سنة 956 أن ابن طولون سمع عن فيلسوف قبطي من أعالي الصعيد بلغ من العمر 130 عامًا، برع في الفلك والجغرافيا. استدعاه إلى مدينة "القطايع" وأكرمه، ثم سأله عن سر بلوغه هذا العمر، فأجاب "دربت نفسي يا مولاي على الاعتدال في الملبس والمأكل والمشرب، وأغلب الظن أن هذا هو السر". سأله عن منابع النيل فأجاب أنها حسب ظنه مستقرة على الجبال الشامخة حيث توجد بحيرة واسعة وحيث يستوي الليل والنهار على مدار السنة، أعجب به ابن طولون فوهبه عطايا جزيلة وصرفه بإكرام. وكانت إجابته عن ينابيع النيل دقيقة عرفها الباحثون الأوروبيون بعد ذلك بتسعة قرون (1).
نترك الحديث عن القديس ساويرس بن المقفع من رجال القرن العاشر وبدء القرن الحادي عشر إلى المقال التالي: "العصر الفاطمي".
______________
1- إيريس حبيب المصري قصة الكنيسة القبطية. ج 1، بند 586
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 112 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي


سماحة الفاطميين
الحاكم بأمر الله (996-1020م)
شخصيات قبطية في العصر الفاطمي
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 113 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

سماحة الفاطميين

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
يعتبر العصر الفاطمي من أفضل العصور الإسلامية بالنسبة للأقباط، تمتعوا فيه بالكثير من الحرية في ممارسة العبادة، كما كان لهم نشاط فني كبير. لا تزال أثارهم الرائعة تملآ المتحف القبطي. هذا وقد سمح لهم بتولي مناصب كبيرة في الدولة، ووجد من بينهم كُتَّاب ونُسَّاخ وأطباء مشهورين.
انتصر المعز لدين الله الفاطمي في غزوه على مصر سنة 972، فأقام الدولة الفاطمية، وإذ خشى من غزو السوريين على مصر ترك تونس وجعل من القاهرة عاصمة لدولته الممتدة من مراكش إلى سوريا، فانتعشت مصر اقتصاديا وفنيا، وإذ عرف هذا الحاكم بعلمه وقدراته مع اتساع فكره وعدالته استطاع أن يكسب كل الطاقات للعمل لحساب دولته، وانتشرت الطمأنينة في البلاد.
سمح للأقباط بترميم كنائسهم وتجديدها، كما أقام منهم أبو اليمن يوسف متوليا للخراج ليس فقط في مصر بل وفلسطين.
جاء بعده العزيز (976-996) يحمل ذات روحه فانصرف الأقباط إلى العمل بأمان، فازداد دخلهم، وعم الرخاء. واستطاعوا دفع الضريبة بسهولة ورضى. كما قاموا ببناء كنائس عديدة وتجديد الأديرة... وبسبب الانسجام بين العزيز بالله وأمرائه وبين القبط قال الوزير اليهودي ابن كلس في حقده بأن من يبتغى الربح عليه أن يعتنق المسيحية فهي دين الحق ودين المغانم معا.
من بين من نال منزلة سامية لدى العزيز الطبيب القبطي أبو الفتح منصورين مقشر...
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 114 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

الحاكم بأمر الله (996-1020م)

شوه هذا العصر "الحاكم بأمر الله" الذي عرف بعنفه الشديد مع الجميع؛ حتى مع المسلمين، وبتصرفاته الشاذة... فقد عاش السبع سنوات الأولى من حكمه بالعدالة، لكن شخصيته اتسمت بالغموض والهوس. فكان يركب حمارًا رمادي اللون ويتسلق به جبل المقطم في الظلام بدعوى أنه يرقب النجوم ويتعرف على أسرارها. بدأ يمارس العنف على الجميع فأمر بمصادرة كل أحذية النساء ليمنعهن من الخروج، كما حرم عليهن التطلع من النوافذ أو الجلوس على أسطح المنازل. أمر بقتل الكلاب، وعدم ذبح الماشية في غير عيد الأضحى، منع بيع البيرة والخمر، وأمر بترك الكروم حتى تجف وصب العسل في النيل.
بعد ثلاث سنوات ركز عنفه على الأقباط:

1- أمرهم بلبس ثياب سوداء وعدم ارتداء ثياب زاهية أو ناعمة.
2- منع تشغيل أي مسلم في بيت قبطي، أو "مراكبي" في سفينة قبطي.
3- يعلق كل قبطي صليبًا من خشب وزنه خمسة أرطال.
4- قطع رأس وزيره القبطي فهد بن إبراهيم، وطرد الأقباط من الوظائف الحكومية، وأمر بهدم الكنائس ومصادرة أوقافها، وأثار العامة على الأقباط، فكانوا يغتصبون ممتلكاتهم ويهينونهم ويقتلونهم.
5- استدعى أحد أراخنة الأقباط "غبريال بن نجاح" وسأله أن ينكر مسيحه فيجعله وزيرا له، وإذ رفض أمر بجلده ألف جلدة، وقد أسلم الروح عندما بلغوا نصف عدد الجلدات.
6- استدعى عشرة من كبار الأقباط وأمرهم بإنكار إيمانهم واعتناقهم الإسلام، وإذ رفضوا انهال عليهم جنوده بالجلد فاستشهد ستة منهم، ومات واحد بعد إنكاره الإيمان، أما الثلاثة فعادوا تائبين بعد موت الحاكم بأمر الله.
7- سجن البابا زكريا، ثم أمر بإلقائه أمام أسود جائعة فلم تمسه. فقام بنفسه بالإشراف على تجويع الأسود وتلطيخ ثياب البابا بدم شاه وتقديمه للأسود للمرة الثانية، وإذ لم تمسه أطلق سراحه.

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
8- أمر كاتبه القبطي ابن عبدون أن يوقع بالنيابة عنه الأمر بحرق كنيسة القيامة، فجبن ووقع القرار، لكنه بعد أيام استغنى عنه وقتله وصادر ممتلكاته.
9- لم يحتمل الكاتب القبطي "بقيرة" أن يرى كل هذه الأحداث، فترك مكان عمله ديوان الخليفة وجاء بصليب يحمله ليدخل قصر الخليفة، عند الباب صار يصرخ: "المسيح ابن الله"، فاستحضره الحاكم بأمر الله وأمره بإنكار إيمانه، وإذ رفض أمر بسجنه مع تطويق عنقه بسلسلة حديدية. وقف بغيرة يصلى بحرارة عجيبة، وكان متهللًا بالروح. وإذ جاءه صديق له يدعى مينا يسأله أية رسالة يقدمها لأهله، قال له: "قل لهم طيبوا نفوسكم لأنني سأكون معكم الليلة". وبالفعل أفرج عنه الحاكم، فكان يجول يشجع المتضايقين، وبعد ثلاثة أيام تغير الحال، وسمح الحاكم بأمر الله للأقباط أن يباشروا أعمالهم بكل حرية.
جاء الظاهر لإعزاز دين الله (1020-1036م) يحمل روح المودة. فسمح لمن أنكر الإيمان المسيحي تحت ضغوط أن يرجع إن أراد، إذ قال أن الدخول في دين الإسلام يجب أن يكون اختياريا لا تحت تأثير القوة... ويعتبر هذا أهم حدث في عهده، وهو حدث فريد.
أما في عهد المنتصر بالله (1036-1101) حيث ضعفت الدولة الفاطمية، ونهب المرتزقة الأتراك قصر الخليفة، فاحتاج إلى المال، وتعرض البابا خرستودولوس للسجن.
اتسم الأمر بحكم الله (1102-1131) بالسماحة مع الأقباط، وكان يزور الأديرة... غير أنه أصدر أمرا بالتزام جميع النصارى بالجزية مهما كان مركزه.
في عهد الحافظ لدين الله (1131م.-1149م) عين بهرام الأرمني وزيرًا، لكن إذ أخذ رضوان السلطة من بهرام أوقع بالأقباط وأذلهم.
هكذا بوجه عام عرف الفاطميون بسماحتهم، لولا انهيار مملكتهم في نهاية عصرهم، ودخولهم في حرب مع الأفرنج في سوريا مما كلفهم مصاريف باهظة، وكان ذلك سببا في الضغط على الأقباط.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 115 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

شخصيات قبطية في العصر الفاطمى


  1. البابا ابرام بن زرعة من شخصيات العصر الفاطمي
  2. القديس ساويرس بن المقفع من شخصيات العصر الفاطمي
  3. الأنبا إيليا أسقف طموه من شخصيات العصر الفاطمي
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 116 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

البابا ابرام بن زرعة من شخصيات العصر الفاطمي

1- البابا ابرام بن زرعة من شخصيات العصر الفاطمي.
سيامته بطريركًا

كان ابرام بن زرعة السرياني الجنس تاجرًا ذا أموال كثيرة. يتردد على مصر مرارًا، وأخيرًا استقر فيها.
عرف هذا الرجل بتقواه وصلاحه خاصة محبته للفقراء مع علمه، لهذا عندما خلا الكرسي البطريركي. إذ كان الآباء الأساقفة مجتمعين في كنيسة أبى سرجة للتشاور في أمر سيامة البابا، ودخل عليهم هذا الأب، أعجبوا به وأجمعوا على اختياره. سارعوا به إلى الإسكندرية حيث تمت سيامته في كنيسة القديس مارمرقس بكونه البابا 62. قام بتوزيع نصف ممتلكاته على الفقراء، وقدم النصف الأخر لعمارة الكنائس.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
محبته للفقراء

عرف هذا البابا بحبه للفقراء واهتمامه بهم، لهذا في أيامه إذ تعين قزمان الوزير القبطي أبو اليمن واليا على فلسطين، أودع عند البابا مئة ألف دينارًا إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك فلما بلغ البطريرك خبر ثورة القرمطيين على بلاد الشام وفلسطين ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر، فأخبره الأب بما فعله بوديعته، فسر بذلك وفرح فرحًا عظيمًا.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

أعماله الرعوية

من مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع كل من يأخذ رشوة من أحد لتقدمته بالكنيسة.
حرم أيضا اتخاذ السراري، وشدد في ذلك كثيرًا، وقد خاف الكثيرون الله وحرروا سراريهم، وجاءوا يقدمون التوبة على يديه. غير أن أحد الوجهاء لم يبال بحرمان البابا للأمر، وكان البابا ينصحه كثيرا ويطيل أناته عليه، وأخيرا إذ رأى أن هذا الرجل قد صار مثلا شريرا أمام الشعب قرر أن يذهب بنفسه إلى داره ويحدثه في الأمر. وإذ سمع الرجل ذلك أغلق باب داره ولم يفتح له، فبقى البابا ساعتين على الباب يقرع، وإذ رأى إصرار الغنى على عدم فتح الباب والسلوك في حياة فاسدة. قال "إن دمه على رأسه". ثم نفض غبار نعله على عتبة الباب. وفى الحال انشقت عتبة الباب أمام الحاضرين وكانت من حجر الصوان... ولم يمض وقت طويل حتى طرد الرجل من عمله وفقد كل ماله وأصيب بأمراض مستعصية، وصار مثلا وعبرة للخطاة.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
في مجلس المعز

عرف المعز لدين الله الفاطمي بعدله وسماحته وولعه بالعلوم الدينية، فكان يدعو رجال الدين للمناقشة أمامه.
كان لديه وزير يهودي يدعى ابن كلس، طلب منه أن يسمح لرجل من بنى جنسه يدعى موسى أن يناقش البابا في حضرته فرحب المعز بذلك، وعرضها على البابا بطريقة مهذبة، فذهب إليه البابا ومعه الأنبا ساويرس أسقف الاشمونين. أذن البابا للأسقف أن يتكلم. فقال:
"ليس من اللائق أن أتحدث مع يهودي في حضرة الخليفة" احتد موسى جدًا وحسبها إهانة واتهامًا له بالجهل. وفى هدوء أجابه الأسقف: "يقول إشعياء النبي عنكم أن "الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف" (إش 1: 2)".
أعجب الخليفة بهذه الدعابة ورأى الاكتفاء بذلك، لكن الوزير اليهودي حسبها إهانة شديدة، فبدأ مع صديقه موسى يبحثا في العهد الجديد حتى وجدا العبارة: "من كان له إيمان مثل حبة خردل يقول لهذا الجبل انتقل فيكون" (مر11: 23، مت 21: 21) فأطلعا الخليفة عليها، وسألاه أن يطلب بابا الأقباط بنقل الجبل المقطم إن كان له إيمان ولو كحبة خردل.
استدعى الخليفة البابا وسأله عن العبارة فقال أنها صحيحة، عندئذ سأله أن يتمم ما جاء بها وإلا تعرض الأقباط جميعا لحد السيف. طلب البابا منه مهلة ثلاثة أيام، وخرج على الفور متجها إلى كنيسة العذراء (المعلقة) وطلب بعض الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة والأراخنة وأوصاهم بالصوم والصلاة طيلة هذه الأيام الثلاثة. وكان الكل مع البابا يصلى بنفس واحدة في مرارة قلب. وفى فجر اليوم الثالث غفا البابا إبرام من شدة الحزن مع السهر، وإذ به يرى القديسة العذراء مريم تسأله: ماذا بك؟ فأجابها": أنت تعلمين يا سيدة السمائيين بما يحدث". فطمأنته، وطلبت منه أن يخرج من الباب الحديدي والمؤدى إلى السوق فيجد رجلا بعين واحدة حاملا جرة ماء، فانه هو الذي ينقل الجبل.
قام البابا في الحال ورأى الرجل الذي أشارت إليه القديسة مريم وقد حاول أن يستعفى لكنه إذ عرف ما رآه البابا وضع نفسه في خدمته متوسلًا إليه ألا يخبر أحدا بأمره حتى يتحقق الأمر. عرف البابا أن هذا الرجل يسمى "سمعان" يعمل كخراز، جاءته امرأة ليصلح لها حذاءها وإذ كشفت عن رجلها لإثارته ضرب بالمخراز في عينه فقلعها، فصرخت المرأة وهربت. وإنه يقوم كل يوم في الصباح الباكر يملأ بجرته ماء للكهول والشيوخ ثم يذهب إلى عمله ليلقى صائما حتى الغروب.
ذهب البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة مع كثير من الشعب إلى ناحية جبل المقطم وكان الخليفة بجوار البابا، وكان الوزير اليهودي قد أثار الكثيرين ضد الأقباط...، وإذ اختفى سمعان وراء البابا... صلى الجميع ولما صرخوا "كيرياليسون" وسجدوا، ارتفع الجبل فصرح الخليفة طالبا الأمان... وتكرر الأمر ثلاث مرات، فاحتضنه البابا... وصارا صديقين حميمين.
طلب منه المعز أن يسأله في أي أمر، وكان يلح عليه فلم يشأ أن يطلب وأخيرا سأله عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقريوس بمصر، فكتب له منشورًا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا وشكره وامتنع عن قبول المال فازداد كرامة في عيني المعز من أجل تقواه وزهده.
ذهب المعز بنفسه في وضع أساسات الكنيسة ليمنع المعارضين.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
نياحته

جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام ثم تنيح في السادس من شهر كيهك.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 117 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

القديس ساويرس بن المقفع من شخصيات العصر الفاطمي

من أبرز الشخصيات ليس فقط في العصر الفاطمي بل وفى تاريخ الكنيسة القبطية.
كاتب خصب يجيد اليونانية والقبطية والعربية، له دراية واسعة في الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة وطقوسها وعقائدها، كتب الكثير من الكتب والميامر، أشهرها كتابه عن تاريخ بطاركة الإسكندرية حيث استقى مادته من مراجع يونانية وقبطية كثيرة. يحوى سير الآباء من القديس مارمرقس حتى الأنبا شنودة (البابا 55)، تنيح في حوالي التسعين من عمره دون أن يكمل الكتاب حتى عصره، قام بعده كثيرون يكملون هذا العامل الشيق.
دخوله في مناقشات دينية جريئة وبحكمة مع اليهود والمسلمين والخلقيدونيين، أحيانا في حضرة الحكام، أعطته قدرة خاصة في الكتابة في الإلهيات؛ لذلك جاءت كتاباته خاصة في التوحيد والتثليث مصدرا رئيسيًا للكتاب العرب المسيحيين في هذه الأمور، إذ كتب بأسلوب يناسب عصره والجو المحيط به، مستخدما عبارات مناسبة لثقافة عصره.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 118 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

الأنبا إيليا أسقف طموه من شخصيات العصر الفاطمي

فى أواخر الدولة الفاطمية تغير وضع الأقباط إذ صاروا في شدة وضيق، وذلك بسبب تغير معاملة الحكام لهم من سماحة وملاطفة إلى تضييق وتشديد، وبسبب ما حل بالبلاد من فوضى وجوع وأمراض... لكن الله لم يترك نفسه بلا شاهد ففي عهد البابا خريستودولس نسمع عن عمل الله في حياة الكثيرين ومنهم:
1- بينما كان الأنبا ايليا أسقف طموة يصلى سطع على أيقونة السيدة العذراء نورًا باهرًا جدًا، فتهلل المصلون في قلوبهم... كان الله يؤكد حلوله وسط شعبه، ومساندة القديسين لهم.
2- انتشر وباء الجدرى فراح ضحيته 21،000 طفلًا، لذلك أسرع البعض إلى بيسوس راهب قديس بجير أنبا يحنس كاما بالإسقيط يطلبون صلواته عن الشعب المصري، فبقى يصلي طول الليل حتى الفجر، عندئذ جاء إلى الوفد يقول "عودوا في طمأنينة، وقولوا للذي أرسلكم إن سيدنا المسيح قد تحنن علينا، وسيرفع عنا هذا الوباء بنعمته". وبالفعل رجعوا ليجدوا الوباء قد تلاشى.
3- الأنبا ميخائيل أسقف تانيس: يسمى أبو حبيب ميخائيل بن بدير الدمنهوري، ترهب بدير القديس مقاريوس، وكان صديقًا لبقيرة الرشيدى، اختفى معه ومع بعض الأراخنة في دير أنبا يحنس كاما عند الراهب بيسوس لمدة خمسة عشر يومًا حيث انشغلوا بكتابة ومراجعة سير الآباء البطاركة (من البابا 56 إلى البابا 65)، وكانوا يسهرون حتى منتصف الليل. اختاره البابا فيلوثاوس (البابا 63) كاتبا خاصا له، وسامه البابا أنبا خريستوذلوس (البابا 66) أسقفا على تانيس ناحية بحيرة المنزلة.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 119 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

فترة الحرب الصليبية

بدأت الحرب الصليبية الأولى (1096-1099) في أواخر الدولة الفاطمية. تعتبر هذه الفترة من أسوأ الفترات التي عاشها الأقباط، هي وفترة السلاطين المماليك.
يمكننا توضيح موقف الأقباط وحالهم أثناء الحروب الصليبية في النقاط التالية:

1- نجح الراهب الإيطالي بطرس الناسك في إثارة ملوك أوروبا وأمرائها للقيام بحملة تحت اسم "الصليب" بدعوى تخليص الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين، فتجمعت جيوش البارونات المسلحة كانوا فرسانا مدربين بلغ عددهم قرابة نصف مليون، لكن كان ينقصهم وحدة القيادة ودراسة ظروف البلاد التي يهاجمونها وطبيعتها مع عدم درايتهم بالدبلوماسية... هذا مع وجود مطامع شخصية فقد ظن أشراف أوروبا أنهم يصيرون ولاة على مدن الشرق الغنية بخيراتها تحت ستار الدفاع عن الأماكن المقدسة.
كان الكسيس إمبراطور القسطنطينية يظن أن هذه الحملات تدعم ملكه، وكان الخليفة الأفضل هو أيضًا يحسبها تقية من الزحف السلجوقى (قبائل تركمانية تتارية)... لكن سرعان ما اكتشف الاثنان خطأهما.
أما بالنسبة للأقباط فكانوا ضحية هذه الحملات... فمن ناحية كان المسلمون يرون المعتدين حاملين الصليب على صدورهم فظنوا أن الأقباط يتعاطفون مع هؤلاء الأوروبيين النازحين، خاصة وأن الأقباط كانوا قد سقطوا تحت ثقل جزية مبالغ منها في دلك الحين؛ ومن الناحية الأخرى كان اللاتين يتطلعون إلى الأقباط أصحاب الطبيعة الواحدة أنهم منشقون وخوارج، أشر من الهراطقة. لذلك عندما أحتل الصليبيون القدس منعوا الأقباط من الحج إلى هذه المدينة بدعوى أنهم ملحدون يقول بأن أحد مؤرخي الأقباط شكى من هذه المعاملة قائلا بأنه لم يكن حزن الأقباط بأقل من المسلمين، كما قال "بأي حق يمنع النصارى الأقباط من الحج إلى القدس أو الاقتراب من المدينة؟ إن الصليبين يكرهوننا كما لو كنا قد ضللنا عن الإيمان القويم (1)".

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
من جانب آخر قان الحروب الصليبية (حروب الفرنجة) أرهقت كاهل البلاد، فزادت النفقات جدًا، وبالتالي صارت الحاجة إلى زيادة الضرائب خاصة على الأقباط ملحة، وبلغت الجزية التي يدفعها البابا عند سيامته ما بين 3000 و6000 دينارًا، كما صار الأراخنة يخشون رفض الخليفة اعتماد البابا.
في هذا الو الصعب كان يمكن بسهولة الوشاية لدى الخليفة بأن الأقباط يجمعون إيرادات الكنيسة ويقدمونها لمعاونة الإفرنج.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
2- بعد عقد معاهدة بين شاور والى مصر وبين الإفرنج، نكث كلاهما بوعده، زحف أمالريك ملك أورشليم اللاتيني بجيشه لغزو مصر، وإذ دخل بلبيس قتل كل من بها حتى الأطفال والنساء، قتل المسلم والمسيحي، وإذ شعر شاور بالخطر يحدق به، فألقى بعشرين ألف برميل قار على مدينة الفسطاط، عاصمة مصر لمدة ثلاثة قرون، وألهب رجاله النار بعشرة ألاف مشعل، وبقيت النار مشتعلة 54 يوما. وكان غالبيتهم من الأقباط، فقدوا كل ما لديهم.. وشعر المصريون ككل أن عاصمتهم ذهبت ضحية خيانة الإفرنج وشاور، فانضم الكثيرون إلى شيركوه... واستطاع شيركوه وصلاح الدين الأيوبى (ابن أخيه) أن يحطموا شاور ورجاله ويغتصبوا قصره في يومين.
لقد أدرك شيركوه خلال هذا الحريق أن الإفرنج لا يميزون بين مسلم وقبطي، وأن كثيرين من الأقباط استشهدوا على أيدي الإفرنج، كما حرقت كنائسهم، لكنه لم يلن.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
3- في الفترة ما بين نهاية العصر الفاطمي وبداية الحكم الأيوبي. ساد التوتر البلاد، وحل بمصر مجاعات، وطرد الأقباط من وظائفهم، وحرموا من ركوب الخيل، وألزموا بارتداء ثياب معينة، ووضعت عليهم جزية فوق طاقتهم، حتى اضطر البعض في صعيد مصر أن يصيروا عبيدا لكي يعيشوا، واضطر كثيرون إلى إنكار الإيمان.
في هذه الآونة صدر الأمر بهدم الكنيسة المرقسية بحجة أن الصليبيين يمكنهم أن يحتموا فيها عند نزولهم إلى الإسكندرية، وكانت أية في الضخامة والفن، عرض الأقباط أن يدفعوا 2000 دينارا لإنقاذها ولم يسمع لهم.
في سنة 1173 م. قامت حملة ضد النوبة، فهدم دير القديس سمعان بالقرب من أسوان وكنيسة بالقرب من ابريم، وألقى القبض على قاطنة الأديرة من بينهم الأسقف القبطي حيث بيعوا في سوق العبيد وعمّ التخريب مدينة قفط بصعيد مصر حيث تساوت بالأرض تماما (2).
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
4- اتسم عهد صلاح الدين الأيوبي بالاستقرار والعدالة مع الكرم والسخاء فأحبه المصريون جميعا، الأقباط والمسلمون، وأخلصوا له، وقد شعر الأقباط في عهده بالطمأنينة. للأسباب التالية:
أ- وجوده أوقف حركة الفوضى والتخريب التي سادت في أواخر العصر الفاطمي.
ب- ألغى الضرائب الهلالية العديدة التي أعدها آخر خلفاء الفاطميين.
ج- إن كان في أول يوم من تعيينه وزيرا بواسطة الخليفة العاضد بدلًا من شيركوه أصدر أمرا فيه يحرم على المسيحيين شغل وظائف الدولة، لكنه أدرك ما للأقباط من كفاءة وقدرة وأنهم لا يمثلوا خطرا بالنسبة لرغبته كزعيم أو للمسلمين في الشرف الأوسط لهذا اتخذ لنفسه كاتبا قبطيا هو الشيخ الرئيس صفى الدولة ابن أبى المعالي، الذي صار يخدم صلاح الدين إلى يوم وفاته (3)، وكان له أصدقاء أقباط، وأعاد القبط إلى العمل في الدواوين الحكومية كما رد لهم ممتلكاتهم المصادرة. هذا ما دفع بعض المؤرخين إلى القول بأن طرده للأقباط في بداية عهده كان يمثل حركة تطهير ضد الفاطميين أكثر منها كراهية للقبط.
هذا وقد شعر بأن المسيحيين الشرقيين على وجه العموم هم الذين مكنوه من استلام القدس بإلحاحهم على الصليبيين بتسليمها.
هذا وقد رافقه عدد ليس بقليل من القبط في حملته على الأراضي المقدسة بوصفهم كتبة وعمالا وفنيين، لذا وهبهم "دير السلطان" وسمح لهم بالحج إلى الأراضي المقدسة بعد أن منعهم الصليبيون.
د- قام المهندسان القبطيان أبو منصور وأبو مشكور ببناء قلعته على جبل المقطم، التي جعلها المقر الرسمي للحكومة، بقيت مقرا للحكومة حتى سنة 1874 م. حيث بنى إسماعيل قصر عابدين... كما قدم الأقباط أعمالا فنية رائعي في كل جوانب الفن... يسندهم في ذلك ما نالوه من طمأنينة وإن كانوا لم ينالوا ذات الامتيازات التي تمتعوا بها في عهد الفاطميين.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
5- مع ما اتسم به الأيوبيون الآخرون من سماحة، لكن كان للحملتين الصليبيتين اللتين شناها جاندى بريين والملك لويس التاسع الآثار المرة على حياة الأقباط، فمن جانت عامل الصليبيون الأقباط كملحدين فعندما احتلت الحملة الأولى في دمياط أقاموا من كنيسة روما اللاتينية مطرانا. واستباح الصليبيون قتل الأقباط أيا كان جنسهم أو سنهم. وفى نفس الوقت عندما بلغت الحملة إلى شواطئ دمياط حدثت اضطرابات عنيفة في القاهرة إذ ظن العامة أن الأقباط سيتواطئون مع الصليبين... الأمر الذي يشهد له المؤرخون الغربيون والشرقيون أنه لم يحدث قط (4). خلال هذه الاضطرابات ضغط الديوان على الأقباط لدفع مبالغ باهظة للحرب، حتى من رجال الدين. وعندما انطلق الجنود من القاهرة إلى دمياط حملوا كل كراهية ضد الصليبيين، وانتقموا منهم بنهب الكنائس التي في طريقهم وتخريبها وكان من شدة الضيق أن اضطر بعض الأقباط إلى الهروب فصرح النجاشي لابيليلا باستقبال عشرة ألاف قبطي (5).
إذ استرد الملك الكامل دمياط أدرك حقيقة موقف الأقباط، فقربهم إليه ورد لهم ما سلب منهم، وزار أديرة برية شيهيت مع حاشيته، فسادت المودة بين الأقباط والمسلمين، كان المسلمون يقدرون الأقباط فدعوا حنين بن اسحق "رأس أطباء عصره".
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
6- في عهد السلاطين المماليك، وهم أسرة حاكمة بدأت سنة 1250 م.، كانوا عبيدا وتحرروا، في حروبهم فيما بينهم كانت الاغتيالات تلاحقها اغتيالات، غير أن وحدتهم صارت حقيقة واقعة عند مواجهتهم لعدو مشترك (6).
لم يكن السلاطين المماليك والأتراك يخشون قيام أية حركة ثورية من جهة الأقباط، ولعل هذا الإحساس جاء نتيجة الخبرة الطويلة منذ بدء الحروب الصليبية تأكد الكل أن الأقباط محبون للسلام، لم يستغلوا قط الحملات الصليبية ولا تعاطفوا مع الغربيين ضد إخوانهم المسلمين بمصر. كان كل ما يهم هؤلاء السلاطين هو استغلال إمكانيات الأقباط الغنية والإدارية والمالية. فقد عرف هذا العصر بالفقر المدقع والفوضى مع الدخول في حروب مما أرهق ميزانية الدولة، لهذا كان السلطان يلجأ أحيانا إلى قبطي محنك لتدبير الجانب المالي وجمع الضرائب، وفى نفس الوقت يلجأ إلى اغتصاب أموال الأقباط.
لقد وجد بعض السلاطين المعتدلين مثل السلطان قلاوون وابنه الأشرف خليل الذين أعادا الأقباط إلى وظائفهم بعدما عزلاهم... لكن هذا العصر في مجمله يعتبر نكبة على مصر كلها وعلى الأقباط بوجه خاص. فعاش الأقباط في عزلة تامة عن العالم. وكان ملوك إثيوبيا من وقت إلى آخر يضطرون إلى التهديد لعل السلاطين يعودون إلى شيء من التسامح.
يرى المؤرخ المسلم المقريزى وأيضًا المؤرخ القبطي المفضل بن أبى الفاضل كيف جمع عدد غفير جدًا من الأقباط عند القلعة لحرقهم جميعا وذلك في عهد بيبرس، سنة 1265 م.، وبعد جهد وافق السلطان على قبول جزية ضخمة منهم.
وفى سنة 1301 زار مصر وزير مغربي وكان الأقباط قد استراحوا فحرض الوزير الملك الظاهر محمد بن قلاوون على إذلال الأقباط، بغلق كنائسهم وإلزامهم ارتداء عمائم زرقاء وشد زنانير في أوساطهم.
أما عام 1320 م. فكان من أسوأ الأعوام التي عاشها الأقباط، إذ يروى لنا المؤرخ المسلم المقريزي في مرارة كيف هدمت الكنائس وقتل العابدون فها. وكيف تعبأ الجو العام في القطر كله ضد الأقباط... فتحولت كل طاقات البلاد لإذلالهم بكل صورة، تحدث المقريزي بالتفصيل بلغة الأسى على ما يحدث.
في عهد الناصر محمد بن قلاوون أرسلت حكومة أراجون (بأسبانيا) وفدا إلى السلطان ترجوه أن يصدر أمرا بفتح كنائس الملكيين وأن يفك أسر أسباني محتجز بمصر، فوافق على الطلبين، لكنه عاد فطلب جزية عن الأسير وألا يعود في أسره قبل خروجه من الإسكندرية. لكن الوفد رفض دفع الجزية بل وأمسكوا برسله ونقلوهم فسرا إلى أسبانيا... فثار السلطان وحرض حاشيته الشعب على مضاعفة بطشهم بالأقباط وطردهم من الوظائف لأنهم يشاركون الأسبان مسيحيتهم.
جاء ابن الملك الصالح الثاني. وكان متعسفا للغاية، ليس فقط على الأقباط المتمسكين بإيمانهم وإنما حتى على من جحد إيمانه أيضًا. فقد أقام الصاحب علاء الدين بن زنبق وزيرا الذي أسلم هو وكل عائلته، لكن قيل للملك أن إسلامه صوري، فقام بتعذيبه هو وأسرته وخدمه حتى عرف مكان أمواله فاستولى عليها ثم نفاه إلى قوص. كما قام بهدم الكنائس وبعض الأديرة وصادر جميع ممتلكات الكنيسة. كما قام بتعذيب البابا مرقس الرابع وسجنه، وأصدر أمرا لكل الولاة بطرد الأقباط من وظائفهم. تدخل ملك النوبة حتى أخرج البابا من السجن.
في سنة 1365، في عهد البابا يؤنس العاشر اغتصب الصليبيون ممتلكات المسلمين والأقباط، فاضطرت ابنة كاهن يدعى جرجس بن فاضل أن تقدم كل ممتلكاتها لتفتدى الكنيسة، وقامت السلطات باقتياد البابا إلى المحكمة حيث تعرض هو ورفقاؤه لإهانات بالغة، وصودرت ممتلكاتهم.
هكذا مع كل هجوم من جانب الإفرنج يزداد ثقل البطش بالأقباط، ففي عهد الأنبا متاؤوس الأول قام الإفرنج بحملة على الإسكندرية حيث نهبوا وسلبوا كما سبوا بعض النسوة ثم هربوا. ثار الأمير يلبغا على الأقباط، فألقى القبض على رئيس دير الأنبا أنطونيوس وعددا من الرهبان ليسوقهم إلى القاهرة. وفى الطريق كان يضربهم ويهينهم، ولم يسمح لهم بطعام أو شراب، ولما طلبوا منه قليل من ماء جاء يسخر بهم متشامخًا. إذ كان بينهم القديس مرقس الأنطوني. وهو شيخ مسن، رفع عينيه نحو السماء وقال: "ما دمت ترفض أن تعطينا ماء فالله سيرويننا من يده". وما كاد ينتهي من كلماته حتى صار سيل مياه تمطره السماء، فتوقف الكل وشرب الرهبان، ومع هذا لم يلن قلب يلبغا. إذ بلغوا أطفيح كان السلطان قد أصدر أمره بتركهم (7).
أما السلطان برقوق فكان يثق في البابا متاؤس الأول، قيل أنه استشاره قبل قبول السلطنة؛ كانت العلاقة بينهما طيبة، لذا طلب السلطان منه أن يتوسط لدى الملك داود بإثيوبيا. وعندما ثار العوام لحرق كنيسة المعلقة وأيضا دير شهران بدعوى وجود تجديد بهما أرسل السلطان قضاة الإسلام الأربعة الذين أثبتوا بهتان الدعوى.
في نهاية هذه الفترة إذ ساءت العلاقة بين مصر والحبشة، صار من المتعذر على بابا الإسكندرية أن يرسم مطرانا على أثيوبيا، فأشار البرتغاليون على ملك أثيوبيا أن يطلب من الحبر الروماني ذلك، فرسم طبيبا في الجيش يدعى بوزبار موداز ودعاه "بطريرك الإسكندرية"...
انشغل المماليك في نهاية عصرهم بحروب خارجية وبمنازعات داخلية فيما بينهم وجهت أنظارهم بعيدا عن الأقباط. وقد استراحوا مع بقية أخوتهم في عصر قلنصوة الغورى.
من الأحداث الكنسية الهامة في هذه الفترة، أنه بعد مرور حوالي عشرة قرون على مجمع خلقيدونية وجدت محاولة للوحدة بين روما من ناحية الأقباط والأثيوبيين من ناحية أخرى، وذلك في مجمع فلورنسا سنة 1438 / 1439 م.، نشرت الوحدة لكنها بقيت متوقفة تمامًا. أقيمت محاولة أخرى في القرن السادس عشر وكان بيان الوحدة معدا للتوقيع غير أن البابا البطريرك يؤنس الرابع عشر (1571-1586 م.) تنيح في الليلة السابقة للتوقيع. ألقى القبط على مندوب روما واتهم أنه جاسوس أجنبي، ودفعت روما عنه فدية لإطلاق سراحه، وتمكينه من العودة إلى بلاده.
____________
2- إيريس حبيب المصري قصة الكنيسة القبطية، ك 3، بند 160.
3- يعقوب نخلة روفيلة. تاريخ الأمة القبطية، 1899، ص 176.
4- د. عبد العزيز مرزوق الناصر محمد بن قلوون، ص 13. جاك تاجر، ص 168
7- إيريس حبيب المصري. ك 3، بند 286.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 05 - 2014, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 120 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

شخصيات قبطية في عصري الأيوبيين والمماليك


خلال هذه الحقبة الطويلة برزت شخصيات قبطية كثيرة سواء من رجال الدين أو أصحاب مراكز في الدولة أو أصحاب مواهب فنية وأدبية من أطباء ومهندسين... وقد ذكرنا الأسماء البراقة أثناء حديثنا عن هذه الفترة: هنا أكتفي بذكر بعض الشخصيات، خاصة كتاب القرن الثالث عشر، إذ حدثت نهضة كتابية ضخمة خاصة من القرن الحادي عشر إلى الثالث عشر.
  1. القديس بطرس السدمنتى من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  2. ابن كاتب قيصر من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  3. ابن المكين من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  4. ابن كبر من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  5. أولاد العسال من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  6. الأنبا بولس البوشى من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  7. الشهيد بسطوروس من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  8. القديس أنبا برسوم العريان من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  9. البابا متاؤوس الأول من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  10. القديس الأنبا رويس من شخصيات عصري الأيوبيين والمماليك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب القديس كيرلس الأورشليمي - القمص تادرس يعقوب ملطي
رموز القديسة مريم في التسابيح القبطية القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب مصر في تاريخ خلاصنا - القمص تادرس يعقوب ملطي
قاموس المصطلحات القبطية كتاب لأبونا تادرس يعقوب ملطى


الساعة الآن 09:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024