03 - 07 - 2012, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 111 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
ايقونة عمانوئيل الايقونة من اعمال الاخ دعاس زياد ابراهيم الايقونة من اعمال الدكتورة ميرنا الراهب تميل هذه الايقونة بطبيعتها الى النمط الروسي في رسم الايقونات اما عن عمانوئيل اسم عبري معناه ((الله معنا)) انه الابن الذي تحبل به العذراء وتلده (اش 7: 14). وستكون هناك دلائل تاريخية على مولده وعند مولده، تبرر تسميته ((الله معنا))، لأنه قبل أن بعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير ستهجر أرض شمال فلسطين والشام وينقذ الله يهوذا من هذين العدوين (اش 7: 16 و 17). وسيأكل في أيام نموه زبداً وعسلاً (اش 7: 15) لقد تنبأ اشعياء بمولد عمانوئيل أي المسيح المنتظر قبل مولده بسبعة قرون وثلث وكانت تنبؤاته رمزاً للمسيح (مت 1: 22). كلمة عمانوئيل المذكورة في الكتاب المقدس بسفر اشعياء : עמּנוּאל و التي تعني الله معنا او معنا الله ف عمانو تعني معنا (عم تعني مع و مانو ضمير الجمع) و أيل تعني الله |
||||
03 - 07 - 2012, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 112 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
شجرة يسى
أيقونة من الجبل المقدس - آثوس، تعود للقرن السابع عشر هذه أيقونة نسب يسوع البشري وتالياً نسب أمه مريم. نرى في أسفل الأيقونة رجلاً شيخاً مُستلقياً على الأرض هو يسّى الصدّيق والد داود النبي والملك. يًذكر يسّى في إنجيل متى 1: 6 وفي إنجيل لوقا 3: 23 في لائحة أجداد يسوع. يخرج من بطنه جذع شجرة تتفرّع منها الأغصان وتنتهي في الأعلى مع صورة مريم تحمل الطفل يسوع. نرى على الأغصان رسم 24 من الأنبياء والأجداد: 12 من جهة، و12 من جهة أُخرى. منهم ملوك كما يتبين من ملابسهم والتيجان على رؤوسهم والصولجان في أيديهم، ومنهم أنبياء يلبس بعضهم قبعات. يحمل كل منهم لفافة مفتوحة عليها كتابة من نبوءات تتعلق بمريم. كُتبت أسماء الأشخاص على اليمين باللون الأحمر قرب صورتهم مثل زخريا، إرميا... أما أسماء الأشخاص على اليسار فكُتبت على اللفافة التي يحملونها مثل يعقوب، داود... في أعلى الأيقون ملاك يُتوجان والدة الإله، ويحمل كل منهما لفافة مفتوحة كُتبت عليها نبوءة عن مريم الإنجليزية: Jesse - العبرية: יִשַׁי - اسم عبري ربما كان معناه "رجل" وهو ابن عوبيد وأبو داود وابن ابن راعوث وبوعز (را 4: 17 و 22 و مت 1 : 5). وأبو ثمانية بنين منهم داود (1 صم 16 : 10 إلخ و 17 : 12), أو سبعة بنين لهم نسل (1 أخبار 2 : 15). وكان له ابنتان من زوجة غير أم داود (1 أخبار و 2 : 16 و قارن 2 صم 17 : 9). كُتب نسبه مرتين في العهد القديم (را 4 : 18 - 22 و 1 أخبار 2 : 5 - 12). ومرتين في العهد الجديد (مت 1 : 13 - 5 ولو 3 : 32 - 34). ويدعى غالباً يسى البيتلحمي (1 صم 16 : 1 و 18 و 17 : 58). بحيث أن داود كان يدعى ابن يسى بعد أن اشتهر بأعماله الخاصة (1 أخبار 29 : 26 و مز 72 : 20). وقد التجأ يسى إلى مغارة عدلام مع داود خوفاً من شاول (1 صم 22 : 1). ووضع داود أباه يسى وأمه تحت رعاية ملك موآب وحمايته مؤقتاً (1 صم 22 : 4). وكان بواسطة داود يعد من آباء الملوك والمسيح (1 أشعيا 11 : 1 و 10). وفي كنيسة المهد في بيت لحم حائط من الفسيفساء يرجع تاريخه إلى القرن الثاني عشر رسمت عليه شجرة يسى وفروعها. وبولس في رو 15 : 12 يشير إلى إتمام نبوة أشعيا عن أصل يسى أي المسيح. |
||||
03 - 07 - 2012, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 113 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
العذراء التي أصيبت بطلقة رصاص العذراء التي أصيبت بطلقة رصاص (Pyrovolitheisa) عام 1833 م، عندما كان الأتراك يحتلّون الجبل المقدّس. تجرأ جندي وأطلق النار على أيقونة والدة الإله الحائطية التي فوق باب مدخل الدير فأصاب يدها اليمنى؛ وأصيب هو بالجنون فشنق نفسه في شجرة زيتون مقابل مدخل الدير. هذا الجندي كان ابن أخ قائد الفرقة المحتلّة، فأصبح الدير في خطر إلا أن رفيق هذا الجندي شهد ما حصل ونقل الخبر للقائد الذي شعر بأن هذا فيه تدّخل إلهي ورفض أن يدفن جسد الجندي. |
||||
03 - 07 - 2012, 06:18 PM | رقم المشاركة : ( 114 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة العنصرة تحتفل الكنيسة المقدسة بعيد عظيم من أعز أعيادها وهو عيد العنصرة أو عيد حلول الروح القدس. عشرة أيام كاملة هي مابين الصعود والعنصرة لم يبرح التلاميذ أورشليم تنفيذاً لوصية ربنا يسوع المسيح حينما قال لهم "و ها أنا أرسل لكم ما وعد به أبي فاقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لو 24 : 49). "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة فصار بغتة من السماء صوت ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" ( أع 2 : 1 ـ4) . يصف لنا لوقا الإنجيلي في اعمال الرسل حلول الروح القدس على جماعة التلاميذ مع مريم العذراء وهم مجتمعون في العلية. وتذكرنا الريح والنار والعلية وكل ما حدث بصورة جبل سيناء عند استلام موسى للوصايا وإقامة "العهد" مع الشعب في البرية. إنه الروح القدس ينزل الآن ليعطي العهد الجديد للتلاميذ ويحوّلهم من "جماعة" إلى "كنيسة"تقارن أيقونة العنصرة نصوص الكتاب المقدس كلها، وتتبع الليتورجيا، وترسم نظرة شاملة تتخطى نبذةً تاريخيةً تعرض حادثاً ما. الأشعة تشير الى عدد الرسل الإثني عشر السنة النار تستقرّ على رأس بطرس الرسول إن مشهد العنصرة على مسرح مرتفع، عليّة مفتوحة في أعلاها كأنها مجذوبة نحو السماء، نحو الينبوع الأبوي، مصدر الألسنة النارية والقدرة الثالوثية. نرى في العلية بولس ومرقس ولوقا، إن لوجودهم بلاغة الرمز، لأنه يوسع مجمع الرسل حاوياً كل جسم الكنيسة. العذراء لا تظهر في هذه الأيقونة لأن مجمع الرسل هنا هو يمثل الكنيسة وقد تقبلوا المواهب بشكل السنة نارية استقرت على كل واحد وكل رسول شخصياً. القديس بولس الرسول، لم يكن موجوداً يوم العنصرة، نراه بين التلاميذ الإثني عشر ايضاً. القديس مرقس الإنجيلي، الذي لم يكن موجوداً في ذلك اليوم نراه ايضاً. الأيقونة تعرض الرسل الإثني عشر الكمال السري الذي حل محل أسباط إسرائيل الإثني عشر. إنهم ينتظرون "أن يلبَسوا قوة من العلاء". يجلس الرسل على مقعد مقوس، الجميع على مستوىً واحد وبحجم واحد. انهم متساوون بالكرامة. المسيح في هذه الأيقونة حاضر وغير منظور، وهو الذي يقود الكنيسة ويسوسها بالروح القدس. إن الروح القدس يهب كل شيء، يفيض النبوة يكمل الكهنوت وقد علم الأميين الحكمة وأظهر الصيادين متكلمين باللاهوت. القديس بولس الرسول، لم يكن موجوداً يوم العنصرة، نراه بين التلاميذ الإثني عشر ايضاً. يعبّر الشيخ بيديه المبسوطتين عن الرجاء الكامن في العالم على الرغم من اليأس الجهنمي. لا يقع الإنسان مطلقاً في اليأس والقنوط والله لن ييأس منه. إن اليد المبسوطة للمسيح لن تبقى فارغة. الأرض مفتوحة أسفلاً كقوسٍ مظلمٍ حيث ينتظر سجين بثياب ملك، انه العالم المشبع من الأيام منذ سقطة آدم. إنه جالس في الظلمة وظلال الموت أسيراً. يبسط الشيخ يديه ليتقبل هو أيضاً النعمة، اللفائف الإثني عشر هي كرازة الرسل وهي مهمة الكنيسة الرسولية والوعد بالخلاص. مبارك انت ايها المسيح الهنا يا من أظهرت الصيادين الغزيري الحكمة اذ سكبت عليهم الروح القدس وبهم اصطدت المسكونة يا محب البشر المجد لك |
||||
03 - 07 - 2012, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 115 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة القيامة "اليوم الجحيم تنهدت صارخة. قد انكسرت شوكتي .لأن الراعي صلب و أنهض آدم . والذين كنت مستولية عليهم فقدتهم .الذين ابتلعتهم باقتداري تقيأتهم بالجملة .لأن المصلوب أخلى القبور و اضمحلت شوكة الموت . فالمجد لصليبك يا رب و لقيامتك ". هذا ما تطلعك به الكنيسة الأرثوذكسية ، في ليتورجيا غروب السبت العظيم المقدس ، فبأجلى بيان ترسم كتاباتها أيقونة تعبّر أصدق تعبير عن تمرمر الجحيم عند معاينتها السيد ، آت بملكه ليحلّ القيود القديمة كما لعنة آدم السّاقط وجاعلاً كلّ شيء جديد. تعلّم كنيستنا المقدّسة ،أنّه بينما كان جسد المسيح يوم السبت في القبر ، كانت نفسه في الجحيم ، و قبل التجسد كانت أبواب الفردوس مغلقة أمام البشر ، و هنا يجب ألاّ نخلط بين الجحيم و جهنم . فالجحيم هي المكان الذي تذهب اليه أروح جميع الراقدين ، حيث لا مكافأة و لا خلاص . فهي بمثابة "سجن" لأنفس الخطأة و الأبرار . و بما أن المسيح مات على الصليب . طلب الموت انزال نفسه الى الجحيم . ولكن هذه حصلت على معطي الحياة الّذي حطم الموت و القيود الّتي منذ القديم ليزيل عنّا حمل الخطيئة الثقيل و يحررنا من اللّعنة التي كانت لآدم. و الأيقونة التي أمامنا توضح هذه الفكرة . على الرغم من أن الأيقونة تصوّر مجرى الأحداث يوم السبت العظيم فإنها تسمّى أيقونة القيامة لأنها تُنبئ بالاحتفال بقيامة المسيح وبالتالي بقيامة الأموات الآتية. أما بالنسبة لأيقونة القبر الفارغ، فإن التصوير الأعم لهذا الحدث نراه في أيقونة حاملات الطيب. الملاك يجلس على طرف القبر والعمامة على الطرف الآخر وهو يشير إليها بأصبعه مبشّراً النسوة بالقيامة: "لِمَ تطلبْنَ الذي في النور الأزليّ مع الموتى كإنسان؟ ليس هو ههنا لكنه قام". وبدرجة ثانية هناك زيارة بطرس ويوحنا القبر ورؤيتهما الأكفان موضوعة على حدة. يطغى على الأيقونة في الغرب الكثير من الواقعيّة التصويريّة، فتبقى أيقونة القيامة على هامش الحقيقة التاريخيّة والإنجيليّة خصوصاً، على سبيل المثال، بتصوير لحظة خروج المسيح من القبر: يظهر ملاك يدحرج الحجر والمسيح ناهض بالعلم في يده (علامة الظفر). الانطباع السائد هو أن الملاك دحرج الحجر ليخرج المسيح بينما يظهر حوله الجنود-الحرّاس بدهشة وخوف، على نمط إقامة لعازر، وهذا عكس الرواية الإنجيليّة. في رواية متى الإنجيليّ هناك حديث عن الملاك الذي يدحرج الحجر، ولكن قبيل ذلك تمّت زيارة النسوة للقبر. والغاية من ذلك إفساح المجال للنسوة لتعاينَّ أن القبر فارغ وليس لكي يخرج المسيح منه. قيامة المسيح لم يرها أحد ولا نعرف متى وكيف حصلت. الزلزال ودحرجة الحجر حصلا قبيل وصول حاملات الطيب المتحيّرات: "كيف ومن سيدحرج لنا الحجر"؟ أما الحرّاس فصاروا كالأموات عند مشاهدتهم الملاك الكثير الضياء واقفاً عند الحجر المدحرج عن باب القبر. لا تتكلّم أيقونة القيامة، والمعروفة بأيقونة "النـزول إلى الجحيم"، عن حدث ما حصراً، ولكن عن واقع الغلبة على الموت، هيمنة النور على الظلمة، ربط الشيطان وتحرير المعتقلين، الثقة بالقيامة والاستهتار بالموت، لأن عيدنا بقيامة المسيح هو نفسه عيدنا بهدمه للجحيم وإماتة الموت. "إننا معيدون لإماتة الموت وبهدم الجحيم...." (قانون الفصح) . لهذا السبب نجد أن فن رسم الأيقونات لا يرسم لحظة القيامة لأنه لم يوجد شاهد بشري ولا شهادة انجيلية قط عليها. أما الأيقونات(غير الأرثوذكسية) التي تصور المسيح لحظة القيامة فهي أيقونات متأخرة الظهور ومتأثرة بفن عصر النهضة في أوروبا وبالتالي فقد فقدت الحس اللاهوتي الصحيح(حتى القرن الثالث عشر كان المسيح يصور كشهيد على الصليب،ولكن كشهيد غالب منتصر.أما في العصور الوسطى فقد حول عصر النهضة هذا الفن الكنسي وبدأ يرسم المسيح متألماً على الصليب، ومبالغاً بتصوير كل بشاعات الألم والعذاب) أما فن الأيقونات الأرثوذكسية فيرسم القيامة في أيقونتين رئيسيتين الأولى: نزول المسيح إلى الجحيم.والثانية ترسم حاملات الطيب عند القبر. نترك لأيقونة النزول إلى الجحيم أن تتحدث عن نفسها في تقسيماتها الأربع التالية: تتجلى في هذه الأيقونة عقيدتي الفداء والقيامة، أما الفداء فنكتشفه من خلال جروحات المسيح علاوة على أنه بالصليب نزل إلى الجحيم أما القيامة فتظهرها هذه الأيقونة على أن قوة قيامة المسيح، قادرة على إقامة من يريد. فالأيقونة ترينا كيف أنه أقام آدم وحواء (الذين يمثلان البشرية كلها). وهذا مدلول قيامة لإقامة كثيرين. 1.مقطع يسوع المجلل بالنور: نرى هنا يسوع الغالب المجلل بالنور والمجد الإلهي يملؤه العطف والحنان والحب الذي بسببه قبل أن يتجسد وأن يتألم ويموت أيضاً. بالقوة والقدرة والانتصار. نراه الآن قد نزل إلى أسافل دركات الجحيم ليبشر الموتى وينهضهم بقيامته. وكما هو ظاهر في الأيقونة أنه اليوم حضر النور الساطع كالبرق (قانون الفصح). لينير الظلمة ويغلبها. حضر السيد ليكمل بشارته التي بدأت بالذين على الأرض واليوم يعلنها للذين في الجحيم "قد بشّر الأموات أيضاً بالإنجيل" (بطرس 6:4). كما نرى أيضاً في هذا المقطع من الأيقونة أن السيد قد جاء بقدرته القادرة على تحطيم الأقفال القوية التي احتجزت آدم وذريته "أيها المسيح.... فسحقت الأمخال الدهرية المثبتة الضابطة المعتقلين" (قانون الفصح) ولا يفوتنا أن نرى في الأيقونة أيضاً أنه الآن كشف عن مجده الحقيقي ونوره الساطع وقدرته الخالقة كل البرايا. اليوم كشف عن الهوية، الذي احتار به الشيطان من يكون. بالصليب الذي بيده و الّذي غدا بحنوّه و عظيم قدرته علامة فداء و نصرة على الموت فهو يظهر مجللاَ بالبياض دلالة على ألوهيته و الهالة التي تحيط به ، رمز نوره الساطع الّذي أنار به الظلمة و غلبها . وأبواب الجحيم تظهر محطمة عند قدمي السيد ، مفاتيحها و أقفالها المتكسرة قد تبعثرت أيضاً عند أقدامه. |
||||
03 - 07 - 2012, 06:35 PM | رقم المشاركة : ( 116 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة عيد البشارة " اليوم رأس خلاصنا، وظهور السرّ الذي منذ الدهور. لأن ابن الله يصير ابن البتول. وجبرائيل بالنعمة يبشر. فلذلك ونحن معه لنتهف نحو والدة الإله. افرحي أيتها الممتلئة نعمةً الرب معكِ"(طروبارية العيد) لقد أُرسِلَ الملاك غفرئيل من السّماء من لدن الله إلى النّاصرة مدينة الجليل إلى بتولٍ بريئة من الدّنس ليبشّرها بالحبل بطريقةٍ غريبة... يظهر الملاك وكأنه قد أتى مسرعاً إليها حاملاً بإحدى يديه عصا ويشير بيده الأخرى إلى مريم العذراء قائلاً: "السلام لك". يأتي الملاك مسرعاً نحو العذراء ويتضح هذا من تموج ثيابه وحركة جناحيه وذلك ليبشرها بميلاد المخلص منها ويمسك بيده اليسرى العصا الملكية إشارة إلى رتبته وعظمة البشارة التى يحملها. نرى في أيقونات أُخرى حركة تعجب ورعدة من الخبر والبشرى المُرسل من أجلها وبيده يعطي العذراء البركة المرسلة إليها من الله. وإذ تفوّه نحوها بالسّلام بشّرها بأن منها سيوافي المخلّص. فأجابت البريئة من الفساد: "أخبرني كيف أصير محلاًّ رحباً ومكان التقديس للراكب على الشّاروبيم لأنّي ما عرفتُ رَجُلاً..." إنَّ تصريح العذراء بأنّها لم تعرف رجلاً قطّ لا يدلُّ على شكٍّ بل هو تساؤل عن كيفيّة إتمام الأمر. ولا يأتي في إطار التشكيك بالإعلان الإلهي على غرار ما حصل مع زكريّا، ولكن في إطار حرصها على الوفاء بنذورها والثّبات فيه. ويدها ترتفع تعبيراً عن الاستغراب الذي أصابها لدى مشاهدة الملاك وسماع بشارته. تُرسم السيّدة العذراء منحنية الرّأس إشارةً لخضوعها للأمر الإلهي حين قولها: "ليكن لي الآن حسب قولكَ" فلمّا تقبّلت السّلام بإيمانٍ حملت بالإله الذي قبل الأزل. ترسم السيّدة العذراء إمّا وهي واقفة أمام الملاك أو وهي جالسة على العرش الذي يعبِّر عن العرش الملكي إذ أنها الملكة أم الملك.يرمز الكرسي إذاً إلى عظمة السيدة العذراء وجلالها. أمّا القاعدة الّتي تحت رجليها فترمز لسموّ مكانتها. كما نرى أيضاً شعاع نور سماويّ يشرق عليها من فوق ، وحمامة بيضاء تهبط من العلى لتحل عليها رمزاً للروح القدس "إن الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله" الأبنية: وهي ترافق العذراء في أيقوناتها، التي تحمل مناسبات كأيقونة ميلاد العذراء والبشارة. الأبنية التي تدل على الهيكل التي تربت فيه هذه الفتاة النقية والتي تمثل العهد القديم، والأبنية الأخرى التي تمثل الهيكل الجديد والعهد الجديد الوشاح الأحمر الذي يربط بينهما (بين العهدين) والذي يدل على السيدة العذراء التي بواسطتها انتقلنا من العهد القديم إلى الجديد. تُرسَم أيقونة البشارة على الباب الملوكي لأنّه بالعذراء تمَّ اتحاد الله بالبشر، ومن خلال الاتحاد صارت أبواب السماء مفتوحة، وعادت علاقة الناس بالله. لذلك ندعو العذراء في صلواتنا باب السماء. قنداق العيد "إني أنا عبدك يا والدة الإله، أكتب لك رايات الغلبة يا جنديةً محامية. وأقدم لك الشكر كمنقذة من الشدائد لكن بما أن لك العزة التي لا تحارب. أعتقيني من صنوف الشدائد حتى أصرخ إليكِ افرحي يا عروساً لا عروس لها". |
||||
03 - 07 - 2012, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 117 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
المنديل المقدس : الأيقونة غير المصنوعة بيد تعيد الكنيسة الأرثوذكسية للمنديل المقدس في 16 آب - أغسطس ، وللقديس الرسول تدّاوس في 21 منه في عام 944 تم نقل أيقونة السيد المسيح المسمّاة " غير المصنوعة بيد " من مدينة الرها " أوديسا " في جنوب شرق تركيا حالياً إلى القسطنطينية حسب ما يذكر المؤرخ يوسيبيوس في كتابه تاريخ الكنيسة ( الجزء الأول ، الفصل الثالث عشر ). والتي تعود إلى القصة التي تقول أن ملك أوديسا أبجر المعاصر للرب يسوع، وقد أصيب بكامل جسده بمرض الجذام Leprosy ، وقد أرسل إلى الرب يسوع من يطلب إليه الحضور إلى أوديسا حيث قد ذاع صيت المعجزات التي يجريها في كل أنحاء سوريا ( متى 4: 14 ) ووصلت إلى مسامع أبجر، الذي وحتى دون أن يراه آمن بأنه ابن الله. فكتب له رسالة يلتمس منه فيها أن يأتي ليشفيه، وأرسل الرسالة مع أحد أشهر رسّاميه حنانيا إلى فلسطين وكلّفه أن يرسم صورة تشبه المعلم الإلهي. لا يشير يوسيبيوس إلى المنديل مباشرة، ولكن إلى الرسائل التي تم تبادلها بيون يسوع وأبجر والتي وصلت من خلال التقليد، وفيما يلي الترجمة لنص الرسائل التي انتقلت عبر الأجيال ( الترجمة للأب أفرايم لاش ) :" من أبجر ملك الرها إلى يسوع المخلص والطبيب العظيم الذي ظهر في أورشليم، تحية! لقد سمعت عنك وعن علاجاتك التي صنعت بدون أدوية، فعلى سبيل المثال جعلت الأعمى يبصر ثانية والمشلول يمشي وطهرت البرص وطردت الأرواح الشريرة وشفيت المرضى المعذبين منذ فترات طويلة. وعند سماعي لذلك تكونت لدي واحدة من فكرتين : إما أنك ابن الله أو الله نفسه. لذلك أتوسل إليك أن تأتي إليّ وتخلصني من العذاب الذي أعانيه وتبقى عندي، لأني سمعت أن اليهود يتآمرون عليك ويريدون أن يلحقوا الأذى بك. مدينتي صغيرة جداً لكنها كافية لكي نعيش كلينا فيها بسلام ". وصل حنانيا إلى القدس ليرى المعلم محاطاً بجمع غفير من الناس يصغي لحكمته ويعيق الوصول إليه، فوقف على صخرة عالية وشرع يرسم صورة وجه السيد من بعيد ولكن دون جدوى. لكن يسوع رآه ودعاه باسمه وحمّله رسالة للملك مشيداً فيها بإيمانه، ووعده أن يرسل تلميذه إليه ليشفيه ويهديه إلى طريق الخلاص. وكتب الرب يسوع إليه: " مبارك أنت الذي آمنت بي، رغم أنك لم تراني. لأنه مكتوب أن الذين رأوني لم يؤمنوا بي والذين لم يروني آمنوا ونالوا الحياة. وبخصوص ما كتبته أن آتي إليك فإنه من الأفضل أن أتمّم كل ما قد أرسلت من أجله وبعد ذلك أعود إلى أبي الذي ارسلني. وعندما أصعد إلى أبي سأرسل لك واحداً من تلاميذي وهو تدّاوس فهو يشفيك ويمنحك ومن معك الحياة والسلام، وسيمنح مدينتك حصانة تحميها من كل عدو " . وعندئذ سأل المعلم أن يؤتى له بمنديل وببعض الماء ، فغسل وجهه ونشّفه بالمنديل فانطبعت صورته الإلهية على المنديل، وقد حمل حنانيا المنديل والرسالة معه إلى أوديسا ، حيث وضع الملك المنديل على وجهه ونال شفاءً جزئياً لجسده عدا منطقة صغيرة بقيت حتى وصول التلميذ الذي وعد المخلص بإرساله وهو تدّاوس أحد التلاميذ السبعين ( يعيّد له في 21 آب أغسطس )، الذي بشّر بالإنجيل في الرها وقام بتعميد الملك أبجر وسائر الشعب فيها. وضع الملك أبجر المنديل في إطار ذهبي مرصع بالجواهر ووضعه في مكان فوق بوابة المدينة ونقش فوقها العبارة التالية " أيها الرب يسوع المسيح احفظ المؤمنين بك من كل مضرة ". وبقي الناس لفترة طويلة ينحنون أمام الأيقونة " غير المصنوعة بيد " لدى مرورهم عبر بوابة المدينة. حتى جاء أحد أحفاد أبجر وحكم المدينة وسقط في الوثنية، فأمر بنزع الأيقونة من مكانها. ويقال أن الرب ظهر في حلم لأسقف المدينة وطلب إليه أن يخفي الأيقونة. فجاء الأسقف مع كهنته ليلاً وأخفوا الأيقونة في أحد جدران السور وجعلوا أمامها قنديلاً مضيئاً وأغلق الحفرة بلوح من خشب ثم وضع طوباً لكي لا يعرف بها أحد. ومرت السنوات ونسي الناس الأمر، حتى عام 545 م حيث حاصر الإمبراطور الفارسي شوزروس ( بالعربية كسرى ) المدينة وبدا وضعها العسكري ميؤوساً منه، حيث ظهرت السيدة العذراء في حلم لأسقف المدينة أولابيوس Eulabius وطلبت منه أن يخرج الأيقونة من الجدار، وهي ستحمي المدينة من أعدائها. فجاء المطران إلى المكان الذي دلّته عليه السيدة ونبش الحائط فوجد الأيقونة " غير المصنوعة بيد " كما وضعها سلفه والقنديل أمامها لا يزال مضيئاً وقد انطبعت نسخة أخرى من الأيقونة على اللوح الذي يغلق الحفرة التي في الجدار. كان الفرس قد أضرموا خارج الأسوار ناراً كبيرة في احتفال لهم لما ظهر المطران على الأسوار رافعاً الأيقونة العجائبية، فهبت ريح قوية وردت النار باتجاه الجنود الفرس الذين فرّوا متراجعين عن المدينة. في عام 630 استولى العرب المسلمون على مدينة الرها، لكنهم لم يعيقوا إكرام الشعب للمنديل المقدس والذي ذاعت شهرته في الشرق بأكمله. وفي عام 944 أراد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين بورفيروغينيتوس ( 912 – 959 ) أن ينقل المنديل إلى القسطنطينية ودفع فدية عنها لأمير المدينة. وقد تم نقل الأيقونة " غير المصنوعة بيد " مع الرسالة التي أرسلها الرب يسوع للملك أبجر بإكرام واحتفال كبيرين إلى القسطنطينية. وفي السادس عشر من آب أغسطس من عام 944 وُضعت الأيقونة في كنيسة السيدة العذراء في المدينة. يوجد عدد من الروايات حول مصير الأيقونة بعد ذلك، إحداها تقول أن الصليبيين سرقوها إبّان فترة استيلائهم على المدينة ( 1204 – 1261 ) وأن السفينة التي كانت تقلّ حامليها غرقت ولاقوا حتفهم في مياه بحر مرمرة. وفي رواية أخرى أن الأيقونة نُقلت عام 1362 إلى جنوة في إيطاليا حيث حُفظت في دير مقام على اسم القديس برثلماوس الرسول. ومن المعلوم أن الأيقونة نسخت نفسها عدة مرات ، إحدى هذه النسخ موجودة على عباءة وقد ظهرت في جورجيا. ولربما يكون تعدد الروايات حول مصير الأيقونة غير المصنوعة بيد سببه وجود عدة نسخ منها. خلال فترة انتشار هرطقة حرب الأيقونات، قام المدافعون عن الأيقونات المقدسة بإنشاد ترنيمة للأيقونة غير المصنوعة بيد " . وفي دليل على صحة الإعتقاد بالأيقونات المقدسة كتب بابا روما غريغوريوس الثاني ( 715 – 731 ) رسالة إلى الإمبراطور البيزنطي أشار فيها لمعجزة شفاء الملك أبجر بواسطة الأيقونة غير المصنوعة بيد كحقيقة عامة ومعروفة. كما أن الأيقونة غير المصنوعة بيد كانت إحدى أهم كنوز الجيش الروسي لحمايته من الأعداء ، ومن المعروف أن المؤمنين الروس كانوا يتلون طروبارية الأيقونة عند دخولهم للكنيسة جنباً إلى جنب مع الصلوات الأخرى. وقد جعلت الكنيسة التعييد لهذه الأيقونة تماماً بعد عيد رقاد السيدة ، ويسمونه " أيقونة السيد على الكتان " ، وهناك تقديس خاص لهذا العيد في الأيقونوغرافيا الروسية . هذا وتعتبر أيقونة السيد غير المصنوعة بيد واحدة من أكثر الأيقونات شهرة على الإطلاق. شاع في الآونة الأخيرة في الأوساط غير الأرثوذكسية وفي بعض الأوساط الأرثوذكسية أيضاً أن الكفن المحفوظ في تورينو بإيطاليا هو نفسه الأيقونة غير المصنوعة بيد الذائعة الصيت. لكن الكنيسة الأرثوذكسية حذرة تجاه هذه النظريات خصوصاً وأن الكثير من الشكوك لا تزال تحوم حول كفن تورينو وتشكك في صحته. تشير الكتابات الواردة من القرن السادس حول المنديل المقدس باسم – المربّع أو الأربعة أضعاف ، تيتراديبلون – وفقاً للبروفسور لامب في جامعة كمبريدج ببريطانيا مؤلف معجم آباء الكنيسة اليونانية ، فإنه لو كان كفن تورينو مطوياً بطريقة ما إلى أربعة طيات فالمشاهد عندئذ لن يرى سوى الوجه. وتشير الدراسات التي أجريت على كفن تورينو أنه لربما قد تم طيّه في بعض الأجزاء لكي لا يظهر سوى الوجه، كما تشير دراسات حبوب الطلع العالقة بالكفن إلى أن بعضاً منها مصدره نباتات من الأناضول حث تقع مدينة الرها، بالإضافة إلى تلك التي من أورشليم والقسطنطينية. وبينما تبقى الكنيسة حذرة من التسليم بهذه النظريات لحين ظهور دليل قاطع على صحة أحداها، فإننا نستفيد من وجود " الأيقونة غير المصنوعة بيد " و " كفن تورينو " بغض النظر عن كونهما واحداً أم لا. فهما دلائل ملموسة على المسيح كلمة الله الأزلية الذي تجسد من أجل خلاصنا، وبإكرامنا لهما إنما نظهر الحب والإكرام للرب يسوع وحده وليس لمادتهما. ونلتمس من خلالهما النعمة والصحة والشفاء كما حدث للمرأة النازفة الدم التي لمست طرف ثوب يسوع ( لوقا 8: 43 – 48 )، ويمكننا أن نتذكر كلامه الخلاصي " طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه، لأني أقول لكم : إن أنبياء كثيرين وملوكا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا ، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا " ( لوقا 10: 23 – 24 ). |
||||
03 - 07 - 2012, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 118 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
ايقونة سيدة فلاديمير ( الفلاديميرية) تاريخ الهي و معجزات خالدة أيقونة فلاديمير العجائبية تظهر السّيّد بين ذراعي والدة الإله الّتي تحتضنه بشكلٍ وثيق لدرجة أنّ اليد اليسرى للسّيّد تحيط بها بالكليّة. والدة الإله في الأيقونة تنظر إلى الشعب ولكن دون أن تنفصل عن ابنها المرتبطة به ارتباطًا وطيداً. لا تستطيع الكلمات وصف نظرة والدة الإله في هذه الأيقونة العجائبيّة: فيها الحياة والموت، وفيها القيامة والأبدي في اليونانية هذه الأيقونة معروفة بالـ"إليوسا" (Eleousa) أي الأمّ الحنون. إنّ أيقونة والدة الإله (الفلاديمريّة) هي من الأيقونات الّتي، في التراث، إنّ القدّيس لوقا الإنجيليّ صوّرها. في الرّواية، في شأنها، أنّها مصورة على لوحٍ من المائدة الّتي كان مخلّصنا يتناول عليها الطعام مع أمّه الفائقة القداسة ويوسف الصّديق. كذلك ورد أنّ لوقا الإنجيليّ صوّر هذه الأيقونة في حياة والدة الإله وحملها إليها. فلمّا عاينت رسمَها عليها ردّدت قولها النبوي: "ها إنّه منذ الآن تطوبني جميع الأجيال" وأضافت: "لتكن نعمتي ونعمة المولود مني مع هذه الأيقونة". في القرن الخامس (حوالي 450 م)، نُقلت هذه الأيقونة من أورشليم إلى القسطنطينيّة على عهد الأمبراطور ثيوذوسيوس الأصغر. وبعد سبعمائة سنة، بعث بها، في القرن الثّاني عشر، بطريرك القسطنطينيّة لوقا خريسوفيرغ إلى كييف إلى الأمير العظيم يوري ابن الأمير فلاديمير دولغورو كوف فوُضعت في ديرٍ للعذارى في فيشغورود كييف الّتي كانت مدينة إقطاعيّة للأميرة التّقية أولغا. هناك اشتهرت الأيقونة بالعجائب العظيمة الّتي جرت بها. ولمّا كانت هذه الأيقونة من تصوير القدّيس لوقا الإنجيليّ استقبلها الرّوسيون بمحبة واحترام عظيمين. والكنيسة التي وُضعت فيها في مدينة فلاديمير، لاحقًا، سمّاها المؤرّخون القدماء "الشهيرة". واعتاد الأمراء ورؤساء العساكر الرّوسيّون أخذها معهم إلى الحروب. ولمّا كانوا يستعدّون للمعارك "كانوا يركعون باكين قدّام الأيقونة العجائبيّة ويصلّون ساعاتٍ طويلةٍ ذارفين الدّموع." في سنة 1155م ولّى الأمير العظيم يوري ابنَه الأمير أندراوس على مدينة فيشغورود. ذات مرة دخل إكليروسُ ديرِها إلى الكنيسة فرأوا الأيقونة تركت مكانها ووقفت في الهواء فوق وسط الكنيسة، فأعادوها إلى مكانٍ جديدٍ ولكنّهم رأوا في الحال أنّها عادت لتقف في الهواء. ويروي أحد المؤرّخين عن الأمير أندراوس بوغوليوبسكي:"أنّ إيمانه كان عظيمًا ومحبّته لوالدة الإله الفائقة القداسة حارّة، وعلى شفتيه كان دائمًا اسم المسيح واسم أمّه الفائقة النّقاوة". هذا بلغه خبر الأيقونة العجائبيّة وعدم رضاها بالمكان الّذي أُقيمت فيه ففكّر: "هل ترضى بأن تستقر في أرض سوزدال؟". وكان هذا الأمير ينوي، منذ زمن طويل، أن يبتعد عن جنوب روسيا إلى إقليم روستوف في الشمال ويوطّد هنالك إمارة مستقلّة عن كييف. فأخذ يصلّي بحرارةٍ قدّام الأيقونة وأقام صلاة الابتهال وأخذها بورعٍ مع جميع الكنوز، على غير علم من أبيه، وانطلق ليلاً من فشغورود إلى إمارته الشماليّة. في طريقه إلى سوزدال كان يحتفل بصلاة الابتهال قدامها ويرى منها العجائب الوافرة. فلمّا بلغ نهر فوزا أرسل فارسًا ليفتش عن معبر، وإذ به يغوص مع حصانه في الماء. فحزن الأمير عليه وصلّى من أجل نجاته أمام الأيقونة العجائبيّة وما إن أنهى صلاته حتّى ظهر الفارس بغتةً على النّاحية المقابلة من الشاطئ سالمًا. وحدث أيضًا أنّ الحصان الحامل مَتاع الكاهن المصاحب للأيقونة المقدسة رمى الخادم عن ظهره وكسر رجله وداس زوجة الكاهن وجرَّها بأسنانه حتّى لاقت حتفها. فابتهل الكاهن اليائس قدام الأيقونة المقدسة فعادت المرأة إلى الحياة وشفي الخادم. وقبل أن يبلغ الأمير مدينة فلاديمير لاقاه أهلها بفرح عظيم على نهر كْليازمة. ثم اتجه إلى روستوف ولكن على بُعد عشرة فراسخ من فلاديمير، عند مجرى النّهر، أُمسكت الخيل الجارة مركبة الأيقونة وامتنعت بقدرة خفية عن الجري إلى ما هو أبعد. فظنّ سائسها أنّها أُعيت فأوثقوا العربة إلى غيرها فأمسكت هذه أيضًا بتلك القوة ذاتها ولم تتحرّك من مكانها. وبعد أن صلّى الأمير بحرارةٍ قدام الأيقونة العجائبية تلقى الأمر من والدة الإله بأن يجعل أيقونتها في فلاديمير. فشرع لساعته في بناء كنيسة من حجر ووضعها هناك لوقت بصورة مؤقّتة. وسمّى المكان "المحبوب من الله" لأنّ والدة الإله أحبّته. شيّد الأمير في فلاديمير كنيسة بديعة جدًا سنة 1160 م وزيّنها بأبّهة عظيمة ونقل إليها الأيقونة العجائبية الّتي جملّها بنحو ثلاثين أوقية من الذهب ما خلا الفضة والحجارة الكريمة واللؤلؤ. من ذلك الحين سميّت الأيقونة العجائبية هذه بالـ"فلاديميريّة" وعُرف الأمير بـ"محبّ الله". هناك أيضًا تألّقت الأيقونة بالعجائب العظيمة. اشتركت هذه الأيقونة في معارك ومواقع عديدة شهدتها العساكر الرّوسية، بتأثير إيمان الأمراء والرؤساء والشعب أجمع بقوتها المنعمة. وبها ترتبط ذكريات عديدة مقدّسة. في سنة 1164 ذهب الأمير أندراوس ليواجه بلغار فوليج وأخذ الأيقونة مع الصّليب المحيي ثم تناول القربان المقدس قبل المعركة وصلّى لوالدة الإله قائلاً: "كلّ من توكّل عليك أيّتها السّيّدة لا يهلك فأنا الخاطئ لي فيك سورٌ وسترٌ". واقتدى به الجيش فقبّلوا الأيقونة باكين بعد أن صلّوا بحرارة واندفعوا برجاء وطيد وإخاء على الأعداء فهزموهم وبعد أن طاردهم الأمير بادر فقدم الشكر لوالدة الإله في مكان المعركة عينه. وفي ذلك الحين سطع من الصّليب الكريم ومن الأيقونة الفلاديميريّة نور شعّ على الجيش كلّه. فحُفظت ذكرى هذه الأعجوبة في التعييد الّذي يتمّ بالتطواف بخشبة صليب الرّبّ في أوّل آب. وقد عُيّن هذا العيد سنة 1164م برغبة الأمير أندراوس وموافقة الأمبراطور اليوناني مانوئيل الّذي رأى في اليوم عينه النّور من صليب الرّبّ وقهر الهاجريين بأعجوبة إلهيّة. بعد أن قتل المتآمرون الأمير أندراوس بوغوليوبسكي سنة 1175م، نهب الشعب المفتون بالفوضى وإغراء القتلة مدينتي بوغوليوبوف وفلاديمير فاندفع حينئذ الكاهن الّذي جاء مع الأمير القتيل من فيشغورود وفتح ممرًّا في أسواق المدينة المزدحمة فيها جماهير النّاس وهو مرتدٍ حلّة الكهنوت بكاملها وحاملاً الأيقونة العجائبيّة فأخمد الفتنة في الحال. وفي أوقات الفتن وسِني النكبات والملمات كان الشعب الرّوسي يلتجئ إلى والدة الإله أمام أيقونتها الفلاديميريّة. وبهذه الأيقونة كان رؤساء الكهنة يباركون الأمراء العظام والقياصرة عند استوائهم على العرش وتتويجهم وفي مناسبات أخرى مهمة من حياتهم. عام 1395 دخل أعمال الرّوسيّة فاتح الشرق المخيف تيمورلنك أو حيمورت أكساكر (الأعرج الحديدي) وأقترب بعساكره من حدود ريازان واستولى على مدينة آليتس وأسر أميرها وقتل مسيحيين كثرًا وبلغ الدونا واتجه إلى موسكو. فخرج الأمير باسيليوس ديمتريفتش مع عساكره إلى كولومنة ونزل على شاطئ نهر أوكا وهو متوكل على الله أكثر مما على قواه وصلى بحرارة مع جيشه وجميع الشعب إلى الله ووالدة الإله الفائقة القداسة لأجل إنقاذ وطنه وأمر بأن يكرّس الصّوم السّابق لعيد رقاد السيدة في جميع أعمال إمارته للصّلوات الحارة ولمجاهدات التوبة، وبأن تنقل أيقونة والدة الإله العجائبية من فلاديمير إلى موسكو. فإكليروس كنيسة رقاد السيدة الموفدون لنقلها، حملوها بعد القداس الإلهي وصلاة الابتهال في عيد رقاد السّيّدة. وبعد عشرة أيام من السير، اقترب المحفل المقدس بالأيقونة من حصون موسكو. وكانت جماهير النّاس الّتي لا تحصى على جانبي الطريق تصرخ باكية جاثية على ركبها: "يا والدة الإله خلصي الأرض الرّوسيّة". واستقبل الأيقونة المقدسة في حقل كوتشكوفا إكليروس موسكو وكلّ أسرة الأمير والشعب بالصّلوات الاحتفاليّة وشيعوها إلى كنيسة رقاد السّيّدة. ولم يذهب سدى إيمان الأرثوذكسيّين وابتهالهم وتقواهم، لأنّه في هذا اليوم عينه وفي تلك السّاعة الّتي كان أهالي موسكو يستقبلون فيها أيقونة والدة الإله نعس تيمورلنك وفي نومه رأى أنّ أمامه جبلاً عظيمًا وعليه أساقفة قدّيسون كثر مقبلون إليه بعكاكيزهم الذهبية وعاين أنّ العذراء فوقهم في نورٍ باهرٍ وعظمة لا توصف تحيط بها ملايين من الملائكة رافعين سيوفهم اللهيبية وكلّهم منقضّون عليه. ثم نظرت إليه والدة الإله مهددة إيّاه وأمرته بالجلاء عن الرّوسية. فأفاق تيمورلنك مذعورًا واستدعى رؤساء عساكره والمنجمين وحكماء قومه وسرد لهم الحلم. أجمع الكلّ أنّ السّيّدة في الرّؤيا هي حامية المسيحيين وهي والدة الإله الّذي يعبدونه وأنّ قوتها لا تقهر. عليه تراجع تيمورلنك مع كلّ جيشه. وقد أُسّس في موسكو على حقل كوتْشكوف حيث استُقبلت الأيقونة الفلاديمريّة في 27 آب ديرُ ستريتاسكي. بقيت إيقونة فلاديمير حوالي 242 عام قرب نهر كلازما ومن ثم نُقلت إلى موسكو ووُضعت في كاتدرائيّة الرّقاد في الكرملين. وبفضل حمايتها أُعفيت موسكو من هجوم الخان إيديجاي عام 1408 ومن أمير نوغاي مازفْشا عام 1451 ومن والده الخان سيدي-أحمد عام 1459. عام 1480 تقدّم الخان أحمد من موسكو ووصل إلى نهر أوغرا في ناحية غالوغا، فخرج الأمير يوحنّا الثّالث متشدّدًا بمشورة الأساقفة وصلواتهم لحماية الإيمان والوطن. ووقف الجيشان طول النهار ينتظران الهجوم ونهر أوغرة يفصلهما. فتمّ يومئذ خلاص الرّوسية العجيب بمعونة والدة الإله، لأنّ الأمير العظيم أمر جيوشه بالرجوع عن النّهر رغبة منه في أن يعبره التتر. ولكنّ هؤلاء اعتبروا هذا الرّجوع اجتذابًا لهم إلى كمين وشرعوا يتقهقرون رويدًا وتملكهم في الليل رعبٌ راعب فرحلوا لا يلتفتون إلى الوراء. إنّ الخلاص من أحمد كان نهاية النّير التتري الّذي أثقل الرّوسية مئتي سنة. وكذكرى لهذا التحرير يقام تطواف سنوي من كاتدرائيّة الرّقاد إلى دير ستريتاسكي بالإيقونة الفلاديميريّة. وإلى هذا اليوم يُعرف نهر أوغرا "بزنّار والدة الإله الحارس أملاك موسكو". عام 1521، قاد الخان كازان محمد غيريّا، جيشًا عظيمًا ومعه تتر القرم ونوغاي وكازان وأغار بهم على تخوم موسكو. هؤلاء أعاثوا فسادًا وقتلاً في عدد من القرى المحيطة بموسكو، فالتجأ النّاس إلى الكرملين. وكانت الصّلاة قائمة ليل نهار بكثير من الدّموع. وفي منتصف الليل صلّى أحد السّذّج السّلماء باسيليوس باكيًا عند باب كنيسة رقاد السّيّدة، فقُطعت صلاته بغتةً وخُيّل إليه أنّ الباب يُفتح بقوة خفية وأيقونة والدة الإله العجائبية تخرج من مكانها وسُمع صوت منها قائلاً: "إنّي أخرج من المدينة مع الأساقفة الروسيّين القدّيسين". وامتلأت الكنيسة كلّها لهيبًا توارى في لحظة. وفي تلك الليلة أيضًا رأت إحدى الراهبات، وهي عجوز عمياء، في صومعتها في دير فوزْنيسينسكي أن جوقةً كاملةً من رؤساء الكهنة القدّيسين الّذين عاشوا في القرون الماضية وغيرهم من رجال النّور البهي يخرجون من الكرملين ذاهبين بباب سْياسْكي في ثياب مقدسة وفي وسطهم أيقونة والدة الإله العجائبية. إلاّ أنّهم ما كادوا يخرجون من باب فْلوروف حتّى لاقاهم القدّيس سرجيوس رادونيج والقديس برلعام الّذي من خوتينسكي وسقطا على أقدام الأساقفة القديسن وسألاهم:"أين تذهبون وعلى من تتركون المدينة؟" فأجابهم الأساقفة القديسون باكين:"إنّنا صلينا كثيرًا إلى الله الكليّ الرّحمة وإلى والدة الإله الفائقة القداسة لأجل الخلاص من الحزن المتوقّع. إلاّ أنّ الرّبّ لم يأمرنا بالخروج وحدنا من المدينة بل بأن ننقل أيقونة أمّه الفائقة النّقاء العجائبية، لأنّ النّاس ازدروا خوف الله واغفلوا وصاياه فسمح للبرابرة بأن يهاجموكم. فليعاقِب إذن النّاس أنفسهم الأن ويتوبوا إلى الله". وأخذ القدّيسان المجاهدان سرجيوس وبرلعام يستعطفان الأساقفة القديسين ليسترحموا بشفاعتهم دينونة الله العادلة وشرعا يبتهلان معهم إلى الرّبّ وإلى أمّه الفائقة النقاء. حينئذ رسم الأساقفة القدّيسون على المدينة علامة الصّليب وعادت أيقونة أمّ الإله إلى كنيسة الرّقاد. أسرعت الرّاهبة وروت الرؤية للشعب الرّوسي الّذي تجمّع في كنيسة الرّقاد وأقام صلاةً حارة. فأُنقذت موسكو والرّوسية كلّها بشفاعتها. وإنّ المؤرخين يخبرون بأنّ التتر همّوا بأن يحرقوا ضواحي موسكو إلاّ أنهم رأوا بغتةً حولها جيشًا كبيرًا جرارًا فأنبؤوا به عاهلهم الغازي هلعين فلم يصدق. وأرسل رجالاً غيرهم ليتحققوا الأمر فرأى هؤلاء أيضًا الجيش الرّوسي الجرار وأخبروه عنه فأرسل رجلاً آخر من أقاربه فرأى هذا أيضًا وارتعد وبادر إليه صارخًا: "لماذا تتباطأ أيّها الملك فلنسرعنّ في الهرب لأنّ جيشًا كثيفًا لا حدّ له آتٍ إلينا من موسكو!؟"... هكذا ولّوا الأدبار هاربين. تذكار هذه العجيبة يحتفل به في موسكو في تطوافٍ من كنيسة رقاد والدة الإله إلى دير ستريتاسكي في 21 أيار. "اليوم تتجمل ببهاء موسكو المدينة المجيدة لأنّها أيّتها السّيّدة قبلت أيقونتك العجائبية كضياء الشمس. فإليها نتبادر الآن ونضرع إليك صارخي: أيّتها السّيّدة والدة الإله العجيبة توسلي إلى المسيح إلهنا المتجسد منك لكي يخلّص هذه المدينة وجميع المدن والبلدان المسيحيّة ويحفظها غير مضيرة من جميع الغارات العدائية وينقذ نفوسنا لأنه الرّاحم المتحنن". لم تنجي أيقونة فلاديمير روسيا من هجمات التتار فحسب بل من الحروب الأخرى أيضًا كتدخل البولونيين والأسوجيين، ومن تسلط البابويّة عليها. عام 1812 عندما غزا الفرنسيّون روسيا نقل رئيس الأساقفة أغوسطينوس الأيقونة الفلاديميريّة بأمرْ سامٍ إلى موروم في أوّل أيلول وأرجعها إلى موسكو في 20 تشرين الأوّل بعد أن أخلاها الغزاة. وفي كانون الأوّل عام 1941، تقدّم الجيش الألماني من موسكو، فأمر ستالين أن توضع الأيقونة في طائرة تطوف فوق العاصمة المحاصرة. وبعد أيام قليلة بدأ الجيش الألماني بالإنسحاب. يُعيَّد لأيقونة فلاديمير في 21 أيّار ذكرى تحريرها من الخان محمد غيريّا عام 1521، وفي 23 حزيران ذكرى تحريرها من نير الخان أحمد عام 1480 وفي 26 آب ذكرى تحرير موسكو من جيش تيمورلنك عام 1395. |
||||
03 - 07 - 2012, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 119 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة "يوم الدينونة"... واحدة من أندر أيقونات العالم. ايقونة يوم الدينونة منذ أكثر من ثلاثمائة سنة وتحديدا في العام /1708م/، رسم "نعمت الله" وابنه "حنانيا" هذه الأيقونة التي تعتبر حتى يومنا هذا من أقدم وأشهر الأيقونات السورية ومن الأيقونات النادرةوالمهمة على مستوى العالم. تتوضع هذه الأيقونة في كاتدرائية "الأربعين شهيد" في حي "الصليبة" في مدينة "حلب"، وهي موجودة هناك منذ أن تم رسمها في القرن الثامن عشر خصيصا للكنيسة كتبرمنذ أكثر من ثلاثمائةسنة وتحديدا في العام /1708م/، رسم "نعمت الله" وابنه "حنانيا" هذه الأيقونة التي تعتبر حتى يومنا هذا من أقدم وأشهر الأيقونات السورية ومن الأيقونات النادرةوالمهمة على مستوى العالم. تتوضع هذه الأيقونة في كاتدرائية "الأربعين شهيد" في حي "الصليبة" في مدينة "حلب"، وهي موجودة هناك منذ أن تم رسمها في القرن الثامن عشر خصيصا للكنيسة كتبرع من "نعمت الله" وابنه. أما كلمة "أيقونة"، فترمز لكل صورة ذات موضوع ديني أو مسيحي بشكل عام حيث قد تمثل السيد المسيح أو "مريم العذراء" أو القديسين أو حتى مشاهد منالإنجيل المقدس، وكانت هذه الأيقونات تتواجد من الماضي في الكنائس أو البيوت. ومن ناحية ثانية، يعتبر كلا من الرسامين "نعمت الله" وابنه "حنانيا" من نسل عائلة "المصور" الحلبية الشهيرة والتي كان عميدهذه الأسرة "يوسف المصور" أبو "نعمت الله" من أشهر رسامي الأيقونات في منطقة "بلادالشام" وصاحب مدرسة خاصة به في فن رسم الأيقونات، حيث قدم هو ومن جاء من نسله لاحقاولأربعة أجيال أروع الأيقونات والتي لازال الكثير منها موجودا ويعرض في بعض من متاحف العالم. نادرة بالحجم والعدد... تعتبر هذه الأيقونة من الروائع ومن أروع ماتركته عائلة المصور للبشرية حيث تصور بأبعادها الكبيرة الحجم 600x 400 سم يومالحساب بكل التفاصيل الصغيرة التي ذكرت في "الكتاب المقدس"، وقد زرنا كاتدرائية "الأربعين شهيد" التي تحتضن هذه الأيقونة النادرة فقال لنا السيد "كيفورك" المسؤول عن خدمة الكنيسة: «تمثل هذه الصورة "دينونة العالم" أو "يوم الحساب" كما تحدث عنه الكتاب المقدس ونجد من الأعلى السيدالمسيح مع أمه "مريم" و"يوحنا المعمدان" وفي الأسفل الحواريين، وفي الطرف الأيمنهناك المؤمنين والذين نالوا ملكوت السماء وإكليل البر والشهادة، أما من الطرف الآخرفنجد العذاب للخاطئين مثل السكير والقاتل والذي يتكلم بأعراض الناس والذي يشهدالزور وكل له عذابه الخاص به وفقا للذنب الذي ارتكبه». وتعتبر هذه اللوحة من أبرز الأيقونات الموجودة ليس فقط في "سورية"، إنما على مستوى منطقة "بلاد الشام" بأسرها. وفي سبيلنا للاستزادة ومعرفةالمزيد عن هذه الأيقونة النادرة، التقينا الأب "بيير المصري" الباحث والدارس لفن الأيقونات والذي تحدث لنا عن خصائص ومزايا هذه الأيقونة في اللقاء الذي جرىبتاريخ 1 / 2 /2009 قائلا: «من الأمورالتي تميز هذه الأيقونة عن غيرها بادئ ذي بدء هو حجمها الكبير، حيث من النادر وجودأيقونات في مثل هذا الحجم على اعتبار أنه في حالة مثل هذه الأحجام يتم رسم "جدارية" (رسم المشهد على الجدار) مثل الجدارية الموجودة في دير "مار موسى الحبشي" في منطقة "النبك" بدلا من وضعها على قماش كما من حالة هذه الأيقونة. وقد تم تفصيل قياس هذه اللوحة خصيصا لكي تتناسب مع جدار كنيسة "الأربعين شهيد" حيث إذا نظرنا إلى شكل اللوحة فسنجد أنه عبارة عن مستطيل ينتهي في أحد أطرافه الضيقة بانحناءة أقرب إلى شكل القوس في الأعلى، واللوحة متوضعة بشكل عمودي على الجدار داخل قاعة الكنيسة». ولدى "نعمت الله المصور" العديد منالأيقونات المنتشرة في أماكن أخرى متفرقة حيث له لوحة ثانية مصنوعة من القماش في دير "البالامنت" في منطقة "البالامنت" في "لبنان" ولكن يقول الأب "بيير" أن هذهالأعجوبة الثانية اختفت خلال الحرب الأهلية اللبنانية مما جعل اللوحة الموجودة فيكنيسة "الأربعين شهيد" الوحيدة التي تمثل هذا النوع من الأيقونات القماشية فيالعالم على اعتبار أن بقية الأيقونات كانت ترسم عادة على قطع خشبية وبطول لا يتجاوزالمتر في المتوسط. "يوم الدينونة"... ويتابع الأب "بيير" قائلا: «أما الشيء الثاني الذي يميز هذه اللوحةفهو موضوع الدينونة أو "يوم الدين" حيث تمثل مشهدا يضم عددا كبيرا من الأشخاص. وقدقسمها هو إلى أربع مستويات (أو طوابق)؛ أعلاها يحوي العرش الإلهي وفيه السيد المسيحمع "مريم العذراء" و"يوحنا المعمدان". وفي المستوى الذي يليه يتواجد تلاميذ السيدالمسيح الاثني عشر. أما الثالث ففيه الأبرار والقديسين، وهنا توسع "نعمت الله" أكثرمن لوحته المرسومة التي كانت موجودة في دير "البالامنت" حيث استطاع هنا إعلاء منطقةالفردوس إلى فوق، وترك الجحيم كله للطابق السفلي مجسدا عددا كبيرا من العقوبات الموجودة في الجحيم. مذبح كنيسة الأربعين شهيدا وإذا قررنا أن نقسم اللوحة من الناحية العمودية فسنجد أنها مقسومة إلى قسمين عن طريق "نهر النار" وهو نهر أحمر ينزل من تحت عرش المسيح، إضافة إلى وجود الميزان الذي يقوم بحساب أعمال الإنسان أعلى ذاك النهر مع وجود كل من الملائكة والشياطين كل منهما على طرف يشده أحد طرفي الميزان إليه في مشهد تخيلي تصوره "نعمت الله المصور" للميزان ومحاولة اجتذاب صاحب هذه الأعمال إلى الجنة أو النار، هذا النهر يقسم اللوحة إلى قسمين: يمين المشاهد (أو يسار اللوحة) وهو الطرف المظلم وفيه الأبالسة والشياطين، وعلى يسار المشاهد (أو يمين اللوحة) نجد فيه الفردوس». الفردوس يمثل البيت الحلبي! ويضيف أن مشهد الفردوس هو من أجمل مشاهد اللوحة حيث يقول: «جمع "نعمت المصور" في هذا المشهد ما بين الزخرفة من خلال وجود أحجار الموزاييك الحلبية القديمة ذات اللونين الأسود والأبيض عند مدخل الجنة والتي نجد مثيلا لها في بوابات حلب القديمة، إضافة إلى أنواع أشجار كانت موجودة في بيوت "حلب" القديمة. أي أنه تصور الجنة بشكل "بيت حلبي عربي قديم"! وتوفرت في هذا المشهد الصغير من اللوحة كل العناصر الزخرفية والطبيعية الموجودة من البيوت الحلبية القديمة آنذاك». كل وجه مختلف عن الآخر... ويضيف الأب "بيير" أن من العناصر الأخرى التي تميز اللوحة، هي الرسم المميز للوجوه فيها حيث نرى الوجوه لكل من القديسين و الأبرار وحتى السيئين كل وجه مختلف عن الآخر وذي ملامح مختلفة في الوقت ذاته، وبالنسبة للألوان التي استخدمت في رسم اللوحة فكانت كلها ألوان طبيعية حيث يتابع قائلا: «كان الفنانون القدماء يجيدون استخدام المواد الطبيعية كألوان حيث كانوا يستعينون بأتربة محددة مع بياض البيض لعمل هذه التشكيلة من الألوان والتي نلاحظها في هذه اللوحة حيث فيها كل التدرجات اللونية التي كانت موجودة في ذاك الزمان من قاتمة أو فاتحة». أما المشهد الأكثر تأثيرا وحتى "طرافة" كما يقول فهو مشهد العذابات والأسباب التي أدت لها وهي مقسمة إلى /18/نوع من الخطايا منها السارقين والغشاشين والنمامين و حتى النساء الذين لا يرضعون أولاد الجيران أو الرجال الذين لا يقومون إلى قداس يوم الأحد، وتعبر هذه "العذابات" -كما يقول - عن النظرة تجاه خرق القيم الأخلاقية السائدة في نسيج المجتمع الحلبي آنذاك بكل أطيافه وحتى دياناته». أما آخر الأشياء التي تميز هذه الأيقونة فهو امتلاؤها بالتفاصيل الدقيقة المأخوذة معظمها من الكتاب المقدس مثل مشهد "العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات" وغيرها الكثير والتي تحتاج إلى بحث منفصل قائم بذاته. وخلاصة القول هو أن أيقونة "يوم الدينونة" قدمت في المجمل الكثير من العناصر والتي جعلتها بحق واحدة من أجمل ما رسم من هذا المجال، ومن أروع ما خلده سكان مدينة "حلب" خلال الفترة الماضية. أحمد بيطارع من "نعمت الله" وابنه. أما كلمة "أيقونة"، فترمز لكل صورة ذات موضوع ديني أو مسيحي بشكل عام حيث قد تمثل السيد المسيح أو "مريم العذراء" أو القديسين أو حتى مشاهد منالإنجيل المقدس، وكانت هذه الأيقونات تتواجد من الماضي في الكنائس أو البيوت. ومن ناحية ثانية، يعتبر كلا من الرسامين "نعمت الله" وابنه "حنانيا" من نسل عائلة "المصور" الحلبية الشهيرة والتي كان عميدهذه الأسرة "يوسف المصور" أبو "نعمت الله" من أشهر رسامي الأيقونات في منطقة "بلادالشام" وصاحب مدرسة خاصة به في فن رسم الأيقونات، حيث قدم هو ومن جاء من نسله لاحقاولأربعة أجيال أروع الأيقونات والتي لازال الكثير منها موجودا ويعرض في بعض من متاحف العالم. نادرة بالحجم والعدد... تعتبر هذه الأيقونة من الروائع ومن أروع ماتركته عائلة المصور للبشرية حيث تصور بأبعادها الكبيرة الحجم 600x 400 سم يومالحساب بكل التفاصيل الصغيرة التي ذكرت في "الكتاب المقدس"، وقد زرنا كاتدرائية "الأربعين شهيد" التي تحتضن هذه الأيقونة النادرة فقال لنا السيد "كيفورك" المسؤول عن خدمة الكنيسة: «تمثل هذه الصورة "دينونة العالم" أو "يوم الحساب" كما تحدث عنه الكتاب المقدس ونجد من الأعلى السيدالمسيح مع أمه "مريم" و"يوحنا المعمدان" وفي الأسفل الحواريين، وفي الطرف الأيمنهناك المؤمنين والذين نالوا ملكوت السماء وإكليل البر والشهادة، أما من الطرف الآخرفنجد العذاب للخاطئين مثل السكير والقاتل والذي يتكلم بأعراض الناس والذي يشهدالزور وكل له عذابه الخاص به وفقا للذنب الذي ارتكبه». وتعتبر هذه اللوحة من أبرز الأيقونات الموجودة ليس فقط في "سورية"، إنما على مستوى منطقة "بلاد الشام" بأسرها. وفي سبيلنا للاستزادة ومعرفةالمزيد عن هذه الأيقونة النادرة، التقينا الأب "بيير المصري" الباحث والدارس لفن الأيقونات والذي تحدث لنا عن خصائص ومزايا هذه الأيقونة في اللقاء الذي جرىبتاريخ 1 / 2 /2009 قائلا: «من الأمورالتي تميز هذه الأيقونة عن غيرها بادئ ذي بدء هو حجمها الكبير، حيث من النادر وجودأيقونات في مثل هذا الحجم على اعتبار أنه في حالة مثل هذه الأحجام يتم رسم "جدارية" (رسم المشهد على الجدار) مثل الجدارية الموجودة في دير "مار موسى الحبشي" في منطقة "النبك" بدلا من وضعها على قماش كما من حالة هذه الأيقونة. وقد تم تفصيل قياس هذه اللوحة خصيصا لكي تتناسب مع جدار كنيسة "الأربعين شهيد" حيث إذا نظرنا إلى شكل اللوحة فسنجد أنه عبارة عن مستطيل ينتهي في أحد أطرافه الضيقة بانحناءة أقرب إلى شكل القوس في الأعلى، واللوحة متوضعة بشكل عمودي على الجدار داخل قاعة الكنيسة». ولدى "نعمت الله المصور" العديد منالأيقونات المنتشرة في أماكن أخرى متفرقة حيث له لوحة ثانية مصنوعة من القماش في دير "البالامنت" في منطقة "البالامنت" في "لبنان" ولكن يقول الأب "بيير" أن هذهالأعجوبة الثانية اختفت خلال الحرب الأهلية اللبنانية مما جعل اللوحة الموجودة فيكنيسة "الأربعين شهيد" الوحيدة التي تمثل هذا النوع من الأيقونات القماشية فيالعالم على اعتبار أن بقية الأيقونات كانت ترسم عادة على قطع خشبية وبطول لا يتجاوزالمتر في المتوسط. "يوم الدينونة"... ويتابع الأب "بيير" قائلا: «أما الشيء الثاني الذي يميز هذه اللوحةفهو موضوع الدينونة أو "يوم الدين" حيث تمثل مشهدا يضم عددا كبيرا من الأشخاص. وقدقسمها هو إلى أربع مستويات (أو طوابق)؛ أعلاها يحوي العرش الإلهي وفيه السيد المسيحمع "مريم العذراء" و"يوحنا المعمدان". وفي المستوى الذي يليه يتواجد تلاميذ السيدالمسيح الاثني عشر. أما الثالث ففيه الأبرار والقديسين، وهنا توسع "نعمت الله" أكثرمن لوحته المرسومة التي كانت موجودة في دير "البالامنت" حيث استطاع هنا إعلاء منطقةالفردوس إلى فوق، وترك الجحيم كله للطابق السفلي مجسدا عددا كبيرا من العقوبات الموجودة في الجحيم. مذبح كنيسة الأربعين شهيدا وإذا قررنا أن نقسم اللوحة من الناحية العمودية فسنجد أنها مقسومة إلى قسمين عن طريق "نهر النار" وهو نهر أحمر ينزل من تحت عرش المسيح، إضافة إلى وجود الميزان الذي يقوم بحساب أعمال الإنسان أعلى ذاك النهر مع وجود كل من الملائكة والشياطين كل منهما على طرف يشده أحد طرفي الميزان إليه في مشهد تخيلي تصوره "نعمت الله المصور" للميزان ومحاولة اجتذاب صاحب هذه الأعمال إلى الجنة أو النار، هذا النهر يقسم اللوحة إلى قسمين: يمين المشاهد (أو يسار اللوحة) وهو الطرف المظلم وفيه الأبالسة والشياطين، وعلى يسار المشاهد (أو يمين اللوحة) نجد فيه الفردوس». الفردوس يمثل البيت الحلبي! ويضيف أن مشهد الفردوس هو من أجمل مشاهد اللوحة حيث يقول: «جمع "نعمت المصور" في هذا المشهد ما بين الزخرفة من خلال وجود أحجار الموزاييك الحلبية القديمة ذات اللونين الأسود والأبيض عند مدخل الجنة والتي نجد مثيلا لها في بوابات حلب القديمة، إضافة إلى أنواع أشجار كانت موجودة في بيوت "حلب" القديمة. أي أنه تصور الجنة بشكل "بيت حلبي عربي قديم"! وتوفرت في هذا المشهد الصغير من اللوحة كل العناصر الزخرفية والطبيعية الموجودة من البيوت الحلبية القديمة آنذاك». كل وجه مختلف عن الآخر... ويضيف الأب "بيير" أن من العناصر الأخرى التي تميز اللوحة، هي الرسم المميز للوجوه فيها حيث نرى الوجوه لكل من القديسين و الأبرار وحتى السيئين كل وجه مختلف عن الآخر وذي ملامح مختلفة في الوقت ذاته، وبالنسبة للألوان التي استخدمت في رسم اللوحة فكانت كلها ألوان طبيعية حيث يتابع قائلا: «كان الفنانون القدماء يجيدون استخدام المواد الطبيعية كألوان حيث كانوا يستعينون بأتربة محددة مع بياض البيض لعمل هذه التشكيلة من الألوان والتي نلاحظها في هذه اللوحة حيث فيها كل التدرجات اللونية التي كانت موجودة في ذاك الزمان من قاتمة أو فاتحة». أما المشهد الأكثر تأثيرا وحتى "طرافة" كما يقول فهو مشهد العذابات والأسباب التي أدت لها وهي مقسمة إلى /18/نوع من الخطايا منها السارقين والغشاشين والنمامين و حتى النساء الذين لا يرضعون أولاد الجيران أو الرجال الذين لا يقومون إلى قداس يوم الأحد، وتعبر هذه "العذابات" -كما يقول - عن النظرة تجاه خرق القيم الأخلاقية السائدة في نسيج المجتمع الحلبي آنذاك بكل أطيافه وحتى دياناته». أما آخر الأشياء التي تميز هذه الأيقونة فهو امتلاؤها بالتفاصيل الدقيقة المأخوذة معظمها من الكتاب المقدس مثل مشهد "العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات" وغيرها الكثير والتي تحتاج إلى بحث منفصل قائم بذاته. وخلاصة القول هو أن أيقونة "يوم الدينونة" قدمت في المجمل الكثير من العناصر والتي جعلتها بحق واحدة من أجمل ما رسم من هذا المجال، ومن أروع ما خلده سكان مدينة "حلب" خلال الفترة الماضية. |
||||
03 - 07 - 2012, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 120 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
ايقونة العذراء المطعونة في دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى سبب تسمية هذه الأيقونة المطعونة هو أنه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة واتى إلى المائدة بعد الجميع طالباَ غذاءه، فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهاَ إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة، وهذه الحادثة تكررت عدة مرات، فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: "يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟.. إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُ قواي المنهوكة". قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن، فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمّي ويبست يده . علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدءوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة. بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه، ولكن أنذرته بأن: "يده الجسورة لابد وأن يحكم عليها في مجيء المسيح الديّان"، ومنحته الصفح و الرحمة فأبصر وعاد كما كان، أما يده فبقيت يابسة حتى مماته. عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس، انذهل جميع الإخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية . أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى ألان وتعرض أحيانا على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية، تذكيرا بالأعجوبة وإرشادا لهم، أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة . |
||||
|