1098 - حينما تتصل بأحد أحبائك في بلد ٍ آخر فغالبا ً ما تكون مكالمتك َ موضع ترحيب ٍ من قبل الآخرين ، وحينما تتصل بك زوجتك في عملك فغالبا ً ما تكون مكالمتها موضع ترحيب ٍ من زملائك حتى ولو كانوا منهمكين في اعمالهم . كذلك فإن الحديث مع الاشخاص الذين تهتم لأمرهم غالبا ً ما يكون قيما ً ولا يشكل أي ازعاج ٍ بالنسبة لك ، اما مع الغرباء فقد يكون الأمر معكوسا ً تماما ً . ينبغي ان تكون الصلاة أشبه بالحديث مع الاحباء ، لكن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي ان تتحدث مع الله بصورة ٍ دائمة ٍ وأن تخبره بكل شيء ، وكما يوضح الرسول بولس فس هذه الرسالة ضاربا ً المثل بنفسه ِ
كولوسي 1 : 3 – 14 ( ترجمة الاخبار السارة )
3. نحمد الله أبا ربنا يسوع المسيح، كلما صلينا من أجلكم،
4. على ما بلغنا من إيمانكم بالمسيح يسوع ومحبتكم لجميع الإخوة القديسين
5. من أجل الرجاء الذي هيأه الله لكم في السماوات، وهو الرجاء الذي سمعتم به في كلام الحق، أي في البشارة
6. التي وصلت إليكم كما وصلت إلى العالم كله، فأخذت تثمر وتنتشر فيه كما تثمر وتنتشر بينكم منذ سمعتم بنعمة الله وعرفتموها حق المعرفة.
7. وهذا تعلمتموه من أبفراس ، رفيقنا الحبيب في العمل لله والخادم الأمين للمسيح عندكم.
8. وهو الذي أخبرنا بما أنتم عليه من محبة في الروح.
9. لذلك نصلي كل حين من أجلكم، منذ سمعنا ذلك عنكم، ونسأل الله أن يملأكم بمعرفة مشيئته وبالحكمة والفهم الروحي،
10. حتى تسلكوا في حياتكم كما يحق للرب ويرضيه كل الرضا وتثمروا كل عمل صالح وتنموا في معرفة الله،
11. متقوين بكل ما في قدرته المجيدة من قوة لتتحملوا فرحين كل شيء بثبات تام وصبر جميل،
12. شاكرين الآب لأنه جعلكم أهلا لأن تقاسموا القديسين ميراثهم في ملكوت النور.
13. فهو الذي نجانا من سلطان الظلام ونقلنا إلى ملكوت ابنه الحبيب،
14. فكان لنا فيه الفداء، أي غفران الخطايا.
لم يلتقي الرسول بولس قط بالمؤمنين في كولوسي ، لكنه كان يصلي باخلاص ٍ لاجلهم . والامر الملفت للنظر هنا هو انه لم يكن يصلي لهم بصورة ٍ عامة ٍ فحسب بل كان يصلي ايضا ً لاجل التفاصيل ، وكان يطلب من الله ان ينمّيهم في الفهم والحكمة والاعمال الصالحة لكي يعرفوا الله بصورة ٍ أفضل . وهكذا لم يكن الرسول بولس بشعر بالتردد او الخوف من الصلاة لاجل الغرباء . إن الاحتياجات وطلبات الصلاة تنهال علينا من جميع الاتجاهات ، فهناك اشخاص ٌ نعرفهم معرفة ً سطحية ، وهناك اشخاص ٌ نعرفهم بالاسم او بالوجه فقط ، وهناك من لا نعرفهم في الاصل ، ولكن مهما كانت احتياجات هؤلاء فإن الجميع يحتاجون بصورة ٍ اساسية للنمو في معرفة الله .
في المرة القادمة التي تعرف فيها عن احتياج احد الغرباء لا تنشغل بالصلاة لاجل امور ٍ أخرى بل صلي لأجل احتياج ذلك الشخص ولأجل نموه ِ في الفهم والحكمة ومعرفة الله .