منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 03 - 2016, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 11671 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القتل والضرب

خر 21 : 12-36

القتل والضرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
12 من ضرب انسانا فمات يقتل قتلا. 13 ولكن الذي لم يتعمد بل اوقع الله في يده فانا اجعل لك مكانا يهرب اليه. 14 واذا بغى انسان على صاحبه ليقتله بغدر فمن عند مذبحي تاخذه للموت. 15 ومن ضرب اباه او امه يقتل قتلا. 16 ومن سرق انسانا وباعه او وجد في يده يقتل قتلا. 17 ومن شتم اباه او امه يقتل قتلا. 18 واذا تخاصم رجلان فضرب احدهما الاخر بحجر او بلكمة ولم يقتل بل سقط في الفراش 19 فان قام وتمشى خارجا على عكازه يكون الضارب بريئا.الا انه يعوض عطلته وينفق على شفائه. 20 واذا ضرب انسان عبده او امته بالعصا فمات تحت يده ينتقم منه. 21 ولكن ان بقي يوما او يومين لا ينتقم منه لانه ماله. 22 واذا تخاصم رجال وصدموا امراة حبلى فسقط ولدها ولم تحصل اذية يغرم كما يضع عليه زوج المراة ويدفع عن يد القضاة. 23 وان حصلت اذية تعطي نفسا بنفس 24 وعينا بعين وسنا بسن ويدا بيد ورجلا برجل

25 وكيا بكي وجرحا بجرح ورضا برض. 26 واذا ضرب انسان عين عبده او عين امته فاتلفها يطلقه حرا عوضا عن عينه. 27 وان اسقط سن عبده او سن امته يطلقه حرا عوضا عن سنه 28 واذا نطح ثور رجلا او امراة فمات يرجم الثور ولا يؤكل لحمه.واما صاحب الثور فيكون بريئا. 29 ولكن ان كان ثورا نطاحا من قبل وقد اشهد على صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلا او امراة فالثور يرجم وصاحبه ايضا يقتل. 30 ان وضعت عليه فدية يدفع فداء نفسه كل ما يوضع عليه. 31 او اذا نطح ابنا او نطح ابنة فبحسب هذا الحكم يفعل به. 32 ان نطح الثور عبدا او امة يعطي سيده ثلاثين شاقل فضة والثور يرجم. 33 واذا فتح انسان بئرا او حفر انسان بئرا ولم يغطه فوقع فيها ثور او حمار 34 فصاحب البئر يعوض ويرد فضة لصاحبه والميت يكون له 35 واذا نطح ثور انسان ثور صاحبه فمات يبيعان الثور الحي ويقتسمان ثمنه.والميت ايضا يقتسمانه. 36 لكن اذا علم انه ثور نطاح من قبل ولم يضبطه صاحبه يعوض عن الثور بثور والميت يكون له

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

أعلنت الوصايا العشر كراهية الله للقتل، فجاءت الوصية صريحة "لا تقتل". أما الشريعة فكشفت عن تفاصيل أكثر لهذه الوصية، وربطت بين القتل والضرب المؤدي إلى إصابات مستديمة في الجسم، تتلخص في الآتي:

أ--القتل عمدًا: عقوبته قتل القاتل، ولا يمكن أن يحميه شيء، حتى إن احتمى بمذبح الرب..

+++ لا تتمادى فى غضبك فتخرج من فمك ألفاظ مهينة للاَخرين , فأنت بهذا تقتلهم أدبياً و ليس مادياً, وهذا أيضاً أمر صعب و يؤدى إلى متاعب نفسية كثيرة . فلا تتهاون فى ذلك مستنداً على أنهم أهل بيتك , فهذة خطية صعبة أمام الله و عقوبتها كبيرة. و تذكر أن عملك الأساسى هو تشجيع الاَخرين ليقتربوا إلى الله و يعملوا عملاً بناء.

وقد حرمت الشريعة افتداء القاتل المستحق القتل بالمال، لأن دم القتيل يُدنس الأرض، بهذا ساوى بين الغني والفقير، وصاحب السلطان والمحتقر. ولا يحكم بالموت على قاتل على شهادة شاهد واحد، إنما بعد ثبوت الجريمة على فم شاهدين أو ثلاثة.

ب‌.القتل بالمسئولية: مثل إنسان أهمل في ضبط ثوره النطاح.

أو حفر بئرًا وأهمل في تغطيتها . كذلك إن أهمل في بناء سورٍ لسطح بيته وسقط إنسان عن السطح، فيعتبر صاحب البيت كقاتل... هكذا جعل الرب الإهمال خطية يتحمل صاحبها المسئولية.

++إحذر الأهمال الذى يضر غيرك سواء فى أعمالك أو كلامك و إن حدث يلزم أن تعوض و لا يكفى الأعتذار , و كما تريد ألا يهملك الاَخرون لا تهملهم أنت أيضاً. بل إهتم بحياة الاَخرين و مشاعرهم أكثر من اهتمامك بممتلكاتك و راحتك . فلا تكن أنانياً فتحدث أضراراً دون قصد منك . و لكن كن رحيماً و راعى مشاعر الاَخرين


ج. القتل مع غير العمد : كان للقاتل في هذه الحالة الحق في الهروب من أمام وجه وليّ الدم إلى إحدى مدن الملجأ. وكانت هذه المدن رمزًا للسيِّد المسيح، الملجأ الذي تلجأ إليه النفس التائبة فتحتمي فيه فلا تسقط تحت حكم الموت، أما إن خرجت عن الإيمان به وتركته فتهلك بخطيتها.

د. الضرب: تظهر نظرة الله المقدسة للحياة الإنسانية ليس فقط في عدم القتل، وإنما أيضًا في عدم احتماله أذية إنسان، أيًّا كان. فإن أُصيب عبد أو أمَة إصابة مستديمة يتحرر فورًا، وإن حدثت أذية لإنسان حرّ فعين بعين وسن بسن ويد بيد ورجل برجل... حتى يتأدب الضارب ويتعظ الشعب كله. على أن الشريعة بهذا منعت المضروب أن ينتقم لنفسه بأكثر مما أصابه. فنحن نعلم أن الإنسان في طبعه البدائي لا يسكت غضبه إلاَّ بانتقام أشد، لأن الضارب هو الذي ابتدأ، لكن الشريعة أرادت أن تضع له حدًا، حتى متى نضج الإنسان روحيًا يعرف كيف يقابل الشر بالخير.

و أيضاً قاعدة "عين بعين" وضعت لإرشاد القضاة، وليس كقاعدة للعلاقات الشخصية، فهي تتلاءم مع عقوبة الجريمة. وهكذا تمنع العقوبات القاسية الوحشية التي كانت متفشية في كثير من البلاد القديمة. فسواء كنت أبا أو قاضيا، يجب عليك إصدار القرارات المناسبة ليكون التأديب فعالا. فالعقاب الشديد الصرامة ليس عدلا، كما أن العقاب الأقل من اللازم، لا قدرة له على التعليم. فاطلب من الله حكمة قبل إصدار أحكامك.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة :ربى الحبيب ... عجيب هو حبك و اهتمامك فعندما خرج الشعب من مصر كأمة بلا خبرة، التزمت أنت يا الله بكل احتياجاتهم ليس فقط الخاصة بتحريرهم من بيت العبودية فحسب، وإنما برعايتهم ماديًا أيضًا إذ كنت تهتم بقوتهم اليومي، كما اهتميت بالتشريع لهم في أمور العبادة والحياة المدنية . فصرت لهم يا الله الأب والقاضي والطبيب تتكفل بكل التزاماتهم إ.... فأنت ليس فقط تهتم بالعبد والفقير واليتيم والأرملة والغريب، وإنما حتى بالحيوانات والأرض؟! فكم بالأحرى يكون اهتمامك بنا.... أشكرك يا إلهى على هذا الأهتمام الذى لا أستحقه.
 
قديم 09 - 03 - 2016, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 11672 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الهي الحبيب ،
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نشكرك علي اهتمامك لنا ..
نشكرك علي حبك الغامر
الذي لم يفرق بين غني وفقير او سيد وعبد
نشكرك علي ارشادك لنا في كل اشياء حياتنا ..
فلتهبنا يا رب من حبك العظيم
لكيما نفيض به علي من حولنا فيعروفونك
انك انت الاله المحب للكل .
 
قديم 09 - 03 - 2016, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 11673 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العبد العبراني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



خر 21 :1-11

العبد العبراني

1 وهذه هي الاحكام التي تضع امامهم. 2 اذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا. 3 ان دخل وحده فوحده يخرج.ان كان بعل امراة تخرج امراته معه. 4 ان اعطاه سيده امراة وولدت له بنين او بنات فالمراة واولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده. 5 ولكن ان قال العبد احب سيدي وامراتي واولادي لا اخرج حرا 6 يقدمه سيده الى الله ويقربه الى الباب او الى القائمة ويثقب سيده اذنه بالمثقب.فيخدمه الى الابد. 7 واذا باع رجل ابنته امة لا تخرج كما يخرج العبيد. 8 ان قبحت في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه يدعها تفك.وليس له سلطان ان يبيعها لقوم اجانب لغدره بها. 9 وان خطبها لابنه فبحسب حق البنات يفعل لها. 10 ان اتخذ لنفسه اخرى لا ينقص طعامها وكسوتها ومعاشرتها. 11 وان لم يفعل لها هذه الثلاث تخرج مجانا بلا ثمن
++++++++++++++++++++++++++++++++


عرفت الشعوب الوثنية نظام الرق، وقد أيَّد بعض فلاسفة العالم الوثني هذا النظام، كنظام طبيعي وضروري


لم يكن ممكنًا للشريعة اليهودية أن تمنع هذا النظام دفعة واحدة، لهذا التزمت بتقديم قواعد ونظم تحفظ للعبد حقه الإنساني، وتنزع عنه -إلى حد كبير- جانب الإذلالي، ليعيش كإنسان وأخ تحت ظروفه القاسية. . و لقد ذكر الكتاب المقدس وجود الاستعباد، ولكنه لم يشجع عليه أبدا.


بل يتمتع العبد بالعتق من العبودية في السنة السابعة من عبوديته .و للعبد حق الخيار أن يترك بيت سيِّده أو يطلب أن يبقى معه كل أيام حياته ، فيقدمه سيِّده إلى الباب ويثقب أذنه، علامة الطاعة الكاملة.
و ان خرج لا يخرج العبد فارغًا بعد تحرره، بل يأخذ معه من الغلات والقطيع ومن البَيْدر والمعصرة.


عالجت المسيحية مشكلة "نظام الرق" بطريقة موضوعية، إذ لم تشأ إثارة العبيد ضد سادتهم، الذين كانوا يمثلون في المملكة الرومانية نصف تعدادها، إنما طالبت العبيد بالطاعة ، كما أنها آمنت حتى بإمكانية تأثير العبد على سيِّده خلال الحياة المقدسة في الرب.


لقد بدأ نظام الرق ينهار من جذوره،فقد ألزمت الكنيسة أولادها أن يعاملوا العبيد إخوة لهم . ولا ننسى أن السيِّد المسيح قد أُسلم مقابل ثلاثين من الفضة كأنه بيع كعبد، فدخل إلى زمرة العبيد، ولم يأنف منهم بل قدّس حياة المؤمنين منهم.
وإيضاً إذ عاش بعض السادة بروح الإنجيل التزموا بتحرير عبيدهم بواعز داخلي، دون وجود أمر صريح بذلك.


++++ ليتك تشعر بمسئوليتك نحو من حولك و تعطيهم حقوقهم قبل أن تطالبهم بالواجبات, و إن أخطأت فى حقهم ينبغى أن تعتذر و إن كان هذا الخطأ أمام الناس فيكون الأعتذار إيضاً أمام الناس و تعوضهم عن أى ضرر نتج من إساءتك نحوهم. و إن أصابهم اى ضرر مادى يلزم تعويضهم بأكثر مما أصابهم , فهذا دليل توبتك و محبتك.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

الهي الحبيب ، نشكرك علي اهتمامك لنا .. نشكرك علي حبك الغامر الذي لم يفرق بين غني وفقير او سيد وعبد ... نشكرك علي ارشادك لنا في كل اشياء حياتنا .. فلتهبنا يا رب من حبك العظيم لكيما نفيض به علي من حولنا فيعروفونك انك انت الاله المحب للكل .
 
قديم 09 - 03 - 2016, 06:41 PM   رقم المشاركة : ( 11674 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيشة بطعم الموت

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عيشة بطعم الموت
إذا أردتَ أن تعرف كيف تكون الحياة حينما يمتلكها الشيطان...
إذا أردتَ أن تعرف كيف يتسلط الشيطان على بني البشر، وماذا يعطي لهم، وماذا يأخذ منهم...
إذا كان لديك فضول لمعرفة كيف تنتهي حياة كل من أعطى للشيطان الفرصة ليكون هو سيد حياته والمتسلط عليه؛ فعليك بقراءة السطور القليلة القادمة.
*
طالعتنا كل وسائل الإعلام العالمية في ذلك اليوم .. الخميس الموافق 25/6/2009 بنبإ وفاة مغني البوب الشهير والمعروف بـ“ملك البوب”؛ مايكل جاكسون، البالغ من العمر خمسين عامًا، إثر نوبة قلبية مفاجئة. وأعتقد، أخي الحبيب، أنك تعرف على الأقل اسم هذا المغني؛ إذ إن شهرته بلغت ما لم يبلغه أحد من قبل. وقد جاء اسمه بموسوعة جينيس الشهيرة للأرقام القياسية، حيث تصدّر أحد ألبوماته الغنائية والذي صدر عام 1984 قائمة المبيعات، كالأكثر مبيعًا في التاريخ؛ إذ بيع منه حوالي 104 مليون نسخة. وحصل على 13 جائزة “جرامي” خلال مشواره المهني، وأيضًا على جائزة “مغني القرن” من حفل جوائز الأغاني العالمية. وخلال مشواره باع حوالي 750 مليون نسخة من ألبوماته.
*
طبعًا، بالمنظور البشري وبمقاييس النجاح العالمية، يراه العالم من أكثر البشر نجاحًا وشهرة، وبالتأكيد يتمنى الكثيرون من أهل العالم الوصول إلى نصف ما وصل إليه هذا الرجل. لكن إليك، عزيزي القارئ، الجانب الآخر من حياة هذا المغني الشهير، والتي توضّح لنا أمرًا غاية في الأهمية؛ وهو أن عطايا العالم، مهما عَظُمت، فهي تحمل بداخلها تعاسةً وشقاءً تغطي على كل مظاهر السعادة التي قد تبدو للآخرين.
*
في نهاية 2003 اتُّهِم مايكل جاكسون في قضية أخلاقية مشينة، تناقلتها وسائل الإعلام على الملإ. وبالطبع كانت فضيحة كُبرَى وصدمة عُظمَى لكل مُحِبيه ومُعجَبِيه. وفي عام 2005 رفع عليه أحد العاملين معه قضية يطالب فيها بتعويض قدره 12 مليون دولار، وهي مقدار مستحقاته لدى المغني الشهير. في عام 2007 بلغت ديونه 200 مليون دولار. تردد كثيرًا في وسائل الإعلام المختلفة أنه أحد أكبر المسؤولين عن عبادة الشيطان في العالم. ومنذ عدة سنوات كُتِبت في إحدى المجلات مقالة مُطَوَّلة عن مايكل جاكسون كشفتت بالصور حقائق ومفاجآت غير عادية؛ فقد ذكرت تلك المجلة أن مايكل جاكسون يرتدي قمامة واقية طوال الوقت خوفًا من الإصابة بأي مرض، وذكرت أيضًا أنه لا ينام على سرير كباقي البشر بل يرقد يوميًا في صندوق زجاجي مليء بالأُكسجين النقي، والأكثر من ذلك أنه حتى يخاف من السير على قدميه؛ لذلك فهو يتحرك أغلب الوقت على كرسي متحرك خوفًا من الإصابة بالميكروبات حينما تلامس قدميه الأرض. فيا لها من حياة تعيسة يملؤها الخوف الشديد من الموت!
*
وللأسف، فقد انتهت حياته فجأة وبدون مقدمات، غالبًا دون أن يفكِّر في مصيره الأبدي!
لقد ظل خائفًا من الموت، دون أن يبحث عن سبب الخوف أو الطريقة الوحيدة لعلاج هذا الخوف، دون أن يطلب الراحة والسعادة الأبدية ما بعد الموت، والتي أعدّها، له ولك ولي، ربنا الغالي يسوع المسيح بموته لأجلنا على عود الصليب.
*
ما رأيك، أخي الحبيب؟
هل تظن أن هذا المغني، الذي ملأت شهرته الأسماع والأبصار، كان سعيدًا؟
وكيف يكون سعيدًا والخوف يطارده أينما ذهب؟
كيف يكون سعيدًا وهو ينام في صندوق مغلق يُذكِّره كل لحظة بصندوقٍ آخر سيوضع فيه حين يموت؟
كيف يكون سعيدًا وهو يتحرك على كرسي متحرك ولا يستمتع بسيرٍ طبيعي على قدميه لمجرد أنه خائف من الإصابة بميكروب صغير قد يدمر صحته؟
بل دعني أسألك السؤال الأخير، والذي يحوي داخله الإجابة على كل الأسئلة السابقة:
كيف يكون سعيدًا بدون المسيح؟
*
بدون المسيح تعاسة وشقاء بلا نهاية، مهما بلغ الثراء والغنى. فما الذي تفعله كنوز الدنيا لإنسان يخاف الموت
؟!
أو كما قال المسيح:
«لأنه مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟»
(مرقس8: 36).
فكل من أراد أن يعيش لشهوات العالم وملذاته، ينطبق على حياته قول المرنم:
“عيشة بطعم موت”.
*
فهو يتنفس لكنها أنفاس متلاحقة لاهثة؛ نتيجة الخوف الذي يكتنفه. يأكل لكنه لا يعرف طعمًا للأكل؛ من فرط المخاوف التي تطارده. ينام لكنه لا يستريح؛ إذ تؤرقه الأحلام المزعجة والأفكار المروعة عن ما بعد الموت. يبتسم لكنها ابتسامة صفراء تخفي خلفها كل ألوان الشقاء والتعاسة والخوف. يمتلك المال لكنه لا يستطيع شراء السعادة. تزحمه جماهير المعجبين أينما ذهب، لكنه يشعر بالوحدة بينهم حينما يتذكر يوم الممات وكيف سيواجه مصيره وحيدًا؟
تتهافت عليه وسائل الإعلام من شتى بقاع الأرض لإجراء حديث معه، وهو يطمع في لحظات قليلة يشعر فيها براحة داخلية. قد يكون محاطًا برجال الحراسة الخاصة، لكنه يتشوق للحظة أمان حقيقية تريح نفسه وتُهَدِّئ ضميره المُثْقَل.
*
أخي الغالي، دعني أسألك
:
أيَّة حياة تريد؟
هل تريد حياة تلهث فيها وراء إشباع فراغك الداخلي بالشهوة والمال والشهرة، لتجد نفسك في النهاية وقد ازداد الفراغ داخلك، وامتلأ كيانك بخوف وضيق شديد، وصرتَ حبيسًا في سجن الخطية وعبدًا للشيطان؟!

أم تريد حياة تملؤها البهجة والراحة والسلام الحقيقي من فاديك ومخلصك ربنا يسوع المسيح؟!
دعنا من قصة هذا المغني الذي انتهت حياته، وهو الآن يواجه مصيره الأبدي، ولنفكر مليًّا في مصيرنا نحن الأحياء قبل أن تنتهي رحلتنا على الأرض!
*
هل أنت مستعد للأبدية
؟!
هل أنت مطمئن من جهة مصيرك الأبدي
؟
هل جئتَ يومًا تائبًا نادمًا على خطاياك وقدّمتَ نفسك وحياتك للمسيح تاركًا العالم خلفك؟
هل قبلتَ صليب المسيح وطلبتَ منه أن يغفر لك خطاياك ويطهرك من كل إثم؟
*
أخي الحبيب، لا تدع أمرًا آخر يشغلك عن مصيرك الأبدي!

لتأتِ الآن تائبًا عن كل الماضي، ليس خوفًا من الموت لكن حبًّا فيمن أحبك وأسلم نفسه لأجلك.
أرجو أن تصلي من قلبك هذه الصلاة:
سيدي الحبيب، يا من أحببتني ومُتَّ لأجلي على الصليب، آتي إليك الآن كما أنا بكل ما فيَّ من عيوب وآثام وخطايا، واثقًا في حبك الكافي وصليبك الشافي وقلبك العافي الكبير. أُسَلِّم لك حياتي لأعيش لك ما تبقى من حياتي سعيدًا مكتفيًا بشخصك يا من تملأ كل احتياج. أشكرك لأنك تسمع وتستجيب. آمين.
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 09 - 03 - 2016, 06:46 PM   رقم المشاركة : ( 11675 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صيامنا المسيحي صيام خلاصنا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الصعوبة التامة أن يصعد أحد إلى قصر امبراطور عظيم ويدخل إلى مجلسه وهو من عامة الطبقة الكادحة الفقيرة الغير متعلمة، وبكونه مُعدماً ليس له سوى الثوب الرث الذي يرتديه، فهو يعتبر غير لائق أن يذهب حتى باب القصر ليترجى أن يدخل أو حتى يطلب شيئاً، لأنه يخجل من مظهره الذي لا يليق بالمجد الإمبراطوري العظيم.
وأيضاً الطفل الرضيع لا يستطيع أن يذهب إلى أمه مهما ما كانت حاجته شديدة إليها، لأنه في حالة عجز طفولته لا يقدر على ان يُتمم إرادته، لأن كل ما في يده هو أن يبكي بصوت عال حتى تسمعه أمه فتأتيه وتسدد حاجته حسب ما يتناسب معه.
والإنسان في شقاء فقرة الروحي واللاهوتي وانعدام الفضيلة وعجزه الطفولي، لا يقدر على أن يصعد سلم المجد الإلهي لكي يصل للعلو البهي ليتواجد في الحضرة الإلهية، فكما أن للطيور والأسماك أو الحيوانات طبيعتها الخاصة التي تؤهلها لتتكيف مع البيئة التي تعيش فيها، لأن الأسماك لا تقدر أن تحيا على الأرض، والحيوانات لن تقدر على أن تسكن الأشجار الشاهقة وتبيت فيها، هكذا لن يقدر أحد ان يحيا في السماوات أن لم يكن حاصل على الطبيعة التي تكيف كل قواه مع بيئة المكان الذي يعيش فيه.
وبكون الإنسان في طبيعته الساقطة عاجزٍ تماماً على أن يصل لملكوت الله، مهما ما بذل وأعطى وصنع من أعمال صالحة للغاية – رغم أهميتها وضرورتها – فأن ملك المجد بنفسه وذاته تنازل من علوه وقَبِلَ أن يهبط لمستوى إنسانيتنا المُعدمة من البرّ والتقوى العاجزة أن تصل لبداية الطريق الإلهي الصحيح، إذ أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائرا في شبه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبي 2: 7 – 8)، لأنه ونحن تحت ضعفنا مات في الوقت المُعين – كالتدبير – لأجل الفجار (رومية 5: 6)، بهدف أن يرفعنا لمستواه الإلهي الفائق، لأنه مكتوب: "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يوحنا 3: 13)
فألبسنا طبيعته الخاصة، التي كست عُرينا ولاشت خزينا، فصرنا مؤلهين على نحوٍ خاص، لا بحسب أعمال في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (تيطس 3: 5)، وقدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي نصير بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2بطرس 1: 3 – 4)، وبذلك صار برّ الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون (رومية 3: 22)، فكل من آمن به لا يخزى (رومية 10: 11)، لذلك نظل شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور (كولوسي 1: 12)، فالآب بواسطة الابن الحبيب جذبنا بروحه لكي يحضرنا أبناء إلى مجده، لا دينونة علينا ولا عيب فينا، لأننا صرنا في ابنه الحبيب، لأننا معه نُصلب لنموت عن إنسانيتنا الساقطة ونحيا بقيامته صائرين غرسه الخاص للتمجيد.
فرب المجد والحياة نزل أقل من الملائكة من جهة أنه لبس جسدنا القابل للموت، لكنه ارتفع بجسم بشريتنا لأعلى من الملائكة ليجلسنا معه في السماوات عن يمين القوة والعظمة بخلاص أبدى مضمون مختوم بدم حمل بلا عيب ولا دنس، دم ابن الله الحي الذي دخل به مرة واحدة للأقداس فوجد لنا فداءً أبدياً لا يحتاج أن يقدم أحد شيء آخر ليثبته أو يناله، بل يتوب ويؤمن فقط فيناله ويصير قوة في حياته الخاصة فيتغير كل يوم عن شكله بتجديد ذهنه ويتطبع بالطبع الإلهي ليرتفع كل يوم – في نمو – مع المسيح الرب إلى العلو الذي قصد أن يرفعنا إليه حسب التدبير الأزلي الذي للثالوث القدوس، ومن هنا يأتي صيامنا في هذه الأيام الحلوة التي نحيا فيها قوة عمل مسيح الخلاص ونعيش في ذكر دائم، لأن الرب لازال وسيظل يعمل فينا ويغيرنا على صورة مجده الخاص، لأن خلاصه خلاص أبدي، ومفعوله مفعول ذات سلطان لا يتوقف قط، فلننتبه لمسيح القيامة والحياة ونصوم بتقوى رافعين القلب إلى العلو الحلو الذي لبهاء مجد الحضرة الإلهية، لأن هذه الأيام هي ربيع نفوسنا لكي نرتوي من النبع الذي لا ينضب، نبع الخلاص والبرّ وفرح الحياة الجديدة التي لنا فيه آمين
 
قديم 09 - 03 - 2016, 07:00 PM   رقم المشاركة : ( 11676 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بشاعة الخيانة: طلب يهوذا لذّة وقتية فنال حسرة أبديّة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
متى 14:26-16 "حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: ‏مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً ‏لِيُسَلِّمَهُ".‏
مرقس 10:14-11 "ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ. ‏وَلَمَّا سَمِعُوا فَرِحُوا وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ".‏
يوحنا 2:13 "فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ".‏
لا يوجد إنسان في الوجود معصوم عن ارتكاب الخطيَّة والمعاصي والأعمال الغبية. فكل إنسان منا يعرف يقيناً، ‏سواء من خبرته الشخصية أو من معرفة ما يدور حوله، أننا كبشر نخطئ باستمرار. وقد تسبب خطايانا خسارة كبيرة ‏لنا ولغيرنا، وتجعلنا آسفين لفترة طويلة جداً. ولربما لا ينفع حتى الأسف والندم.‏
في الآيات المقتبسة هنا من الإنجيل المقدّس، نجد أن أحد رسل الرّب يسوع المسيح قد ارتكب حماقة لا تقارن بغيرها ‏بسبب ثقلها وفظاعتها. كان يهوذا الإسخريوطي رسولاً ومرافقاً للرَّب يسوع في السنوات الثلاث الأخيرة من خدمته ‏الأرضيّة، ومع ذلك ارتكب حماقة وجريمة فظيعة أدت به أن يخسر كل شيء. لقد كان أمين صندوق الجماعة ‏المسيحية الأولى المكونة من شخص الرّب يسوع والرُّسل الإثني عشر وبعض النسوة. ومع ذلك خان يهوذا أولاً ‏أمانة الصندوق بسرقة المال الذي كان مُؤتَمَناً عليه، ثم خان سيده وربه، وانتهت حياته بشكل بشع وفظيع جدّاً.‏
كان يهوذا يتمتع بمزايا روحية يتمنّاها كل واحد منا: لقد اختاره الرّب من بين التلاميذ الاوائل ليكون أحد الرُّسل ‏الإثني عشر. ولمدة تزيد على ثلاث سنين، رافق يهوذا الرّب يسوع وبقية الرُّسل في تجوالهم، ورأى بأم عينيه، وسمع ‏بأذنيه، واختبر شخصياً عظمة ومجد الرّب يسوع: رآه يشبع الجياع، ويشفي المرضى، ويقيم الموتى، ويهدئ العاصفة، ‏ويمشي على الماء. وسمع تعاليمه السامية وأمثاله الرائعة. والأهم من كل هذا أنه حظي بعلاقة قريبة مع رب المجد ‏يتمنّاها كل مؤمن بشخص الرّب يسوع. ولكن رغم كل ما اختبره ورآه وسمعه، فإنه ارتكب أكبر وأغبى حماقة يمكن أن ‏يرتكبها إنسان في الوجود: لقد أقدم يهوذا على خيانة معلمه وسيده وربه، وذلك مباشرة بعد أن قام الرّب بغسل ‏رجليه مثل بقية الرُّسل. أجل: قام الرّب يسوع بغسل أرجل يهوذا بدافع المحبَّة، ولكن يهوذا اختار بملك إرادته أن ‏يخون السيد من أجل حفنة من المال.‏
ثلاثة أسئلة تتعلق بخيانة يهوذا:‏

السّؤال الأول: لماذا أقدم يهوذا الإسخريوطي على فعل الخيانة الفظيع؟
كان يهوذا رجلاً له امتيازات كثيرة جدّاً. لقد كان رسولاً وأميناً لصندوق الجماعة المسيحيّة الأولى، ومرافقاً لرّب المجد ‏يسوع بشكل شخصي، ومرافقاً أيضاً لأقدس جماعة بشريّة كانت على وجه الأرض، ومع ذلك جازف بكل شيء ‏وأصبح ذكره مرتبطاً بالسرقة والخيانة.‏
أجاب النّاس على هذا السّؤال بطرق شتّى محاولين فهم الدوافع التي أدت بيهوذا أن يخون سيده، ومما قالوه:‏
‏1. إن يهوذا كان الرسول الوحيد الذي لم ينحدر من الجليل، فاسمه في اللغة العبرية يهوذا الاسخريوطي أي ايش ‏كريوت، وكلمة ايش تعني رجل، أي أن يهوذا كان رجلاً من كريوت وليس الجليل بخلاف بقية الرُّسل. في حين أن ‏الرّب يسوع وبقية التلاميذ كانوا جليليين، ولربما أن ذلك ولّد لديه إحساساً بعدم الانتماء قاده إلى ارتكاب خيانة ‏الرّب.‏
‏2. آخرون قالوا أن يهوذا علم بالمؤامرة التي كان يحيكها رجال الدين اليهود مع والي روما للقضاء على الرّب يسوع ‏وتلاميذه، وأراد بالتالي أن ينجو بجلده عن طريق العمالة والخيانة.‏
‏3. آخرون فسّروا خيانته بسبب خيبة أمله من الرّب يسوع. فقد توقع يهوذا أن يُقدم المسيح على مواجهة ‏الاحتلال الروماني لفلسطين بالثورة العسكرية، ولكن الرّب يسوع علّم عن محبَّة الأعداء، وعن نبذ العنف، وعدم ‏اللجوء إلى القوة لحل المشاكل.‏
لجأ المفسرون إلى تحليل اسم يهوذا قائلين أن معنى كلمة اسخريوطي في صيغتها اليونانية تعني "حامل الخنجر"، وبما ‏أنه كان عضواً في إحدى الحركات اليهودية التي كانت تحارب الوجود الروماني في فلسطين بالثورة والعنف، فقد انضم ‏إلى حلقة التلاميذ وتبع الرّب يسوع راجياً أن يكون المسيا المنتظر والملك الموعود به لخلاص اليهود من ظلم روما. ‏ولكن آماله خابت، فقام بالخيانة على أمل دفع المسيا إلى اللجوء إلى العنف ومقاومة القبض عليه، ولكن ذلك لم ‏يحدث.‏
‏4. مفسرون آخرون قالوا أن يهوذا لم يستطع أن يخفي حقيقته الداخلية عن الرّب يسوع. ففي محضر الرّب، عرف ‏يهوذا حقيقة نفسه بأنه عريان ومكشوف، ولا يستطيع أن يظهر أمام الرّب بمظهر البر والتقوى كبقية الرُّسل. ‏وبالتالي لجأ إلى خيانة الرّب للتخلص من إحساسه بالعار والخطيَّة.‏
‏5. إجابات أخرى مثل القول بأن يهوذا تعرض للخداع من قبل رجال الدين اليهود، أو أنهم هددوه بالقتل أو ‏الحرمان إن لم يسلمهم المسيح.‏
الأسباب الخمسة التي ذكرتها هنا هي مجرد محاولات بشرية لفهم دافع يهوذا للخيانة. ولكننا في العودة إلى الكتاب ‏المقدّس نجد أن السبب الحقيقي الاوّل للخيانة قد ذكر بكل وضوح وصراحة، وهذا السبب هو الطمع ومحبَّة المال ‏التي هي أصل لكل الشرور. فيهوذا الذي تفسير اسمه "تسبيح الله" أصبح اسمه مرتبطاً بالعار والخيانة. ارتكب يهوذا ‏حماقته التي لم تُغْفَرْ بسبب محبَّة المال والطمع تماماً كما نقرأ في متى 15:26 حين قال يهوذا لرؤساء الكهنة: "مَاذَا ‏تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ". أي أن يهوذا فاوض رؤساء الكهنة على ثمن ‏الخيانة، وحصل على 30 قطعة من الفضة، وبهذا المبلغ باع صداقته وعلاقته بالرّب يسوع، وأخذ يبحث عن ‏الفرصة المناسبة لتنفيذ خيانته.‏
باع يهوذا سيده من أجل حفنة من المال، وللأسف الشديد ما أكثر الذين يبيعون شرفهم وحياتهم وانتماءهم ‏ووطنهم من أجل المال، فيهوذا لم يكن حالة استثنائية، وما أكثر أمثاله في العالم اليوم من مرتزقة وخون يعبدون ‏ويخدمون المال.‏
نقرأ في يوحنا 1:12-8 "ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ ‏مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ ‏طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. ‏فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ ‏وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ قَالَ هَذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقاً وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى ‏فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: ﭐتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ ‏حِينٍ". نجد هنا أن يهوذا قد اعترض على قيام مريم بسكب الطيب على رجلي الرّب يسوع، وكانت حجته الظاهرة ‏هي الحرص على الفقراء. ولكن الإنجيل المقدّس يخبرنا بوضوح أن يهوذا كان سارقاً، وكان يأخذ لنفسه ما يلقى في ‏صندوق الجماعة المسيحية الأولى.‏
كان المال ولا يزال يعمل العجائب في حياة النّاس. محبَّة المال والطمع تدفع النّاس إلى أبشع الممارسات مثل السرقة ‏والنفاق والنصب والاحتيال والزنى والخيانة وحتى القتل. وكم أدى المال إلى فساد رجال السياسة ورجال السلطة، ‏سواء كانت سلطة مدنية أو عسكرية أو حتى دينية. يحول المال النّاس اللطفاء إلى وحوش كاسرة، ويدمر علاقات ‏إنسانية رائعة بين النّاس.‏
محبَّة المال تدفع البعض إلى خيانة أوطانهم وشعوبهم. وتدفع الموظف أو العامل إلى سرقة المؤسسة أو المصنع الذي ‏يعمل فيه. محبَّة المال تدفع القوي إلى استغلال الضعيف، وتدفع رجالاً ونساءً إلى الدعارة والسقوط في أحضان ‏الخطيَّة.‏
‏ كان يهوذا يسرق من الأموال القليلة التي كانت تلقى في الصندوق. ومع أن يهوذا سمع تعاليم الرّب يسوع ضد ‏السّرقة وضد الطمع وضد محبَّة المال، إلا أن كل ذلك لم يؤثر في حياته، لأنه أراد التمتع الوقتي بالمال والخطيَّة. ‏ورويداً رويداً أصبح بليد الشعور، ومن سرقة صغيرة إلى سرقة أكبر ثم إلى أكبر خيانة، لأن الثمن كان كبيراً جدّاً، أي ‏ثلاثين من الفضة، وهذا المبلغ كان يعادل ثمن عبد بحسب شريعة العهد القديم. (خروج 32:21). يدل عرض ‏رجال الدّين بدفع ثمن عبد للقبض على رب المجد يسوع على مقدار الكراهيّة والكبرياء في قلوبهم. ويبرهن قبول ‏يهوذا لهذا المبلغ على درجة السّقوط الرّوحي والأخلاقي التي هبط إليها. لقد أعطى يهوذا المال والطمع فرصة ‏للسيطرة على حياته. لقد أصبح عبداً للمال ولم يعد يرى أي شيء إلا مصلحته الخاصة جداً. ‏
كان يهوذا تلميذاً للرَّب، ولكن ذلك لم يمنعه من السرقة والخيانة، لأن محبته للمال فاقت محبته للرَّب. وهذا تنبيه لنا ‏أن نبقي محبتنا وثقتنا بالرّب قوية لكي لا ننهزم ونسقط بسبب الطمع ومحبَّة المال.‏
في قصة سكب مريم للطيب على قدمي الرّب يسوع نجد موقفاً صحياً ورائعاً من المال: فبالنسبة لمريم رأت في المال ‏وسيلة لتعبر عن محبتها وعبادتها وتفانيها لشخص الرّب يسوع له المجد. أي أن مريم استخدمت المال لغرض صالح ‏ومقدس. أما بالنسبة ليهوذا، فإن هذه المحبَّة الفيّاضة التي ظهرت في عمل مريم كانت خسارة، فيهوذا تحسّر على ‏المال لأنه أراده لنفسه، وكأن لسان حاله كان يقول إن الرّب يسوع لا يستحق المال.‏
عبّرت مريم عن محبتها للرَّب بالعطاء غير المحدود، أما يهوذا، فإن المال كان عائقاً أمامه. وبقي يهوذا بعيداً عن الرّب ‏لأن قلبه كان نحو المال، حتى قادته أطماعه أن يخون الرّب في سبيل المال. وهكذا فإن موقفنا من المال والممتلكات ‏الأرضية يعكس بوضوح موقفنا وعلاقتنا بالرّب. نقرأ في تيموثاوس الأولى 6:6-10 "وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ ‏تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ، لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ ‏فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا. وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النّاس ‏فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ، لأَنَّ محبَّة الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ ‏بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ". أجل: محبَّة المال دفعت يهوذا إلى أن يتحالف مع الشيطان ضد رب المجد. لقد أحب المال أكثر من ‏الرّب الذي سبق وأن سمعه يعلّم قائلاً: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ‏الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (متى 26:16). وهكذا ارتبط اسم يهوذا على مدى التاريخ بالعار والخيانة والطمع ومحبَّة ‏المال.‏
السبب الثاني لخيانة يهوذا هو إتمام نبوات الكتاب المقدّس. نقرأ في العهد القديم عدداً كبيرا من النبوات التي ‏تتحدث عن آخر أيام الرّب يسوع على الأرض، وعن صلبه، وموته، وقيامته، ثم صعوده حياً إلى السَّماء. وتوجد في ‏جملة هذه النبوات آيات تتعلق بالخيانة التي سيرتكبها شخص ضد الرّب يسوع، وبأن هذا الشخص سيكون من ‏مرافقيه، وبأنه سيقبض ثمن هذه الخيانة مبلغ ثلاثين من الفضة، وبعد ذلك يندم ويعيد المال ويموت في خطاياه. ‏
‏*. زكريا 11:11-13: "فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا". فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ ‏الْفِضَّةِ. فَقَالَ لِي الرّب: "أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ". فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى ‏الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرّب".‏
‏*. مزمزر 9:41: "أَيْضاً رَجُلُ سَلاَمَتِي الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!".‏
‏*. مزمور 8:109: "لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ".‏
‏*.مزمور 25:69: "لِتَصِرْ دَارُهُمْ خَرَاباً وَفِي خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ".‏
‏*. مزمور 28:69: " لِيُمْحَوْا مِنْ سِفْرِ الأَحْيَاءِ وَمَعَ الصِّدِّيقِينَ لاَ يُكْتَبُوا ".‏
يعرف الله النّهاية من البداية. وقد عرف الرّب يسوع حقيقة شخص يهوذا من بداية دعوته له، حيث قال عنه ‏لجميع التّلاميذ وبحضورة: " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ. قَالَ عَنْ ‏يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ". (يوحنّا 70:6-71). لم ‏تكن خيانة يهوذا لشخص الرّب يسوع قضاءً مفروضاً عليه، بل كانت عملاً اختار يهوذا القيام به بكل إرادته، ‏وعرف الله هذه الحقيقية حتّى قبل سقوط يهوذا في مستنقع الخيانة المخزي.‏
السّؤال الثاني: ما الذي خسره يهوذا بسبب خيانته؟
‏1. أول وأفظع خسارة أصابت يهوذا كانت خسارة حياته الأرضية بالانتحار، علماً بأن قتل النفس خطية. قادت ‏الخيانة إلى الانتحار. ينسى الإنسان أو يتناسى في لحظة ارتكاب الخطيَّة، أن نشوة ولذة الخطيَّة اللحظية تقود إلى ‏نتائج فظيعة ومدمرة وخطيرة. فعندما استلم يهوذا المال فرح بهذه الثروة الكبيرة التي أخذها من رجال الدين ‏اليهود، ولكن فرحته لم تدم، وأدرك سريعاً بشاعة ما عمله.‏
نقرأ في متى 3:27-6 "حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ ‏الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً. فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ ‏وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ".‏
‏*مات يهوذا قبل أن يموت الرّب يسوع.‏
‏*عُلّق يهوذا على حبل المشنقة قبل أن يعلق الرّب يسوع على عود الصليب.‏
‏*أطلق يهوذا حكم الموت على نفسه قبل أن يطلق بيلاطس حكم الموت صلباً على يسوع.‏
‏*مات يهوذا بحبل المشنقة، قبل أن يضرب الرّب يسوع بالسياط.‏
‏*مات يهوذا في عبوديّة إبليس والخطيَّة، قبل أن يطلق سراح باراباس.‏
‏*التف حبل المشنقة على رقبة يهوذا، قبل أن يوضع إكليل الشوك على رأس الرّب يسوع.‏
‏*مات يهوذا وبقي في قبره. ومات الرّب يسوع بعده، ولكنه قام في اليوم الثالث.‏
‏*يعاني يهوذا من الدينونة والعذاب إلى الأبد، ويملك الرّب يسوع في مجده الى الأبد.‏
‏2. الشيء الثاني الذي خسره يهوذا هو غفران الرّب يسوع له. صحيح أن يهوذا أدرك أنه قد أخطأ كما قال ‏لرجال الدين في متى 4:27 "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً". وكنا نتوقع أن يتوب يهوذا بعد إدراك خطئه، أي ‏يجب تتم التّوبة بعد إدراك الخطأ، أما يهوذا فلم يتب؛ بل قتل نفسه مخالفاً ناموس الرّب القائل "لا تقتل" (خروج ‏‏13:20).‏
عندما عُلِّقَ الرّب يسوع على الصليب، صلى إلى الآب قائلاً: "يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" ‏‏(لوقا 34:23). واستجاب الآب لطلب الرّب يسوع، وغفرت خطايا من صلبوا رب المجد، إلا يهوذا فقد خسر ‏الغفران لأنه انتحر وأخذ حياته بيديه.‏
‏3. الشيء الثالث الذي خسره يهوذا هو السَّلام في القلب والنفس والرّوح. قال الرّب يسوع في يوحنا 27:14 ‏‏"سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ". لم يعطِ المال ‏ليهوذا أي راحة أو سلام في القلب، بل إحساس بالعار والفشل، لذلك ندم على عمله وانتحر بسبب عذاب ‏الضمير. لقد خسر السَّلام وامتلأت حياته بالاضطراب. أي أنّ فقدان السَّلام قاده للانتحار. وما أكثر الذين ‏ينتحرون في أيامنا بسبب الصراع النفسي الذي يعانون منه حيث لا سلام في العقل أو القلب أو الوجدان.‏
‏4. الشيء الرابع الذي خسره يهوذا هو اختبار حلول الروح القدس، والقوة التي تُحْدِث التغيير الحقيقي في حياة ‏الإنسان. فبعد أربعين يوماً من انتحار يهوذا، وعد الرّب يسوع التلاميذ الأحد عشر في أعمال الرُّسل 8:1 بأنهم ‏سينالون قوة بحلول الروح القدس عليهم ليشهدوا لكل العالم عن محبَّة الله التي تجسدت في موت الرّب يسوع وقيامته ‏وهبة الحياة الأبدية. وتم الوعد حقاً بعد عشرة أيام من صعود الرّب يسوع حياً إلى السَّماء، أي في يوم الخمسين أو ‏يوم العنصرة.‏
‏5. الشيء الأخير والأهم هو أن يهوذا خسر حياته الأبدية مع الله في ملكوت السماوات، وبدل ذلك فهو الآن ‏يتعذب في لهيب الجحيم.‏
السّؤال الثالث: ما هي الدروس التي نتعلمها من حياة يهوذا ومن خيانته للرَّب؟
‏1. الخطيَّة خادعة جداً ولا تفي بوعودها: دخل الشيطان قلب يهوذا عندما أخذ لقمته الأخيرة في عشاء الفصح مع ‏الرّب يسوع والتلاميذ، وظن يهوذا أن المال والمركز سيأتيان سريعاً، ولكن الذي جاء حقاً هو الحسرة والندم والموت ‏والانفصال الأبدي عن الله. ‏
‏2. من الممكن أن يكون الإنسان قريباً من الرّب، وأن تكون له شركة وعلاقة مع المؤمنين، وأن يشترك في الخدمة، ‏ومع ذلك لا يختبر هذا الشخص الخلاص. فمن الممكن أن يتبع إنسان معين شخص الرّب يسوع ولكن هذا الاتباع ‏يكون ظاهرياً وليس من القلب. تماماً كما قال الرّب يسوع في متى 21:7-23: "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا ‏رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ". لقد اعتمد يهوذا مثل بقية التلاميذ، كما وأنه وعظ بالإنجيل، ومع ذلك فإنه لم ‏يحصل على الخلاص نهائياً. هذا الكلام يعني أن الحضور إلى الكنيسة والاشتراك في خدماتها لا قيمة له إن لم يسلم ‏الإنسان قلبه بالكامل للرَّب، ويقبله مخلصاً شخصياً لحياته.‏
‏3. من الممكن أن تتاح للإنسان فرص عديدة للتّوبة، ومع ذلك يصرّ على عناده وعلى حياة الخطيَّة. كان لدى ‏يهوذا فرص عديدة للتّوبة. فالرّب يسوع أجلسه بجانبه في عشاء الفصح، وغسل رجليه مثل بقية التلاميذ، وأثناء ‏غسل الأرجل قال الرّب يسوع: "لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ" (يوحنا 11:13)، ولا بد أن هذه الكلمة كانت كالسهم ‏الموجّه إلى ضمير يهوذا ليستقيظ ويتوب، ومع ذلك أصر يهوذا على خيانته للرَّب.‏
‏4. يترك الله الإنسان ليسير في الطريق الذي اختاره، وينفذ القرارات التي يتخذها. فالرّب لا يفرض نفسه على ‏أحد، بل يتركنا لنعيش بحسب قراراتنا وأرادتنا. نقرأ في يوحنا 27:13 "مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ". فالرّب ‏ترك يهوذا ليعمل ما يريده، وهذا ما حصل فعلاً. ‏
‏5. الندم والحسرة بدون توبة حقيقية تقود إلى اليأس والفشل. تنتج الخطيَّة إحساساً فظيعاً في قلب الإنسان بالذنب ‏والعار والأسف، ولكن ذلك لا يكفي، لأن الذي يعيد علاقتنا مع الله هي التّوبة، أي تغيير الفكر والعقل وطريق ‏الحياة، والبدء مع الله من جديد بالاعتراف بالخطيَّة وطلب الغفران.‏
سيرة يهوذا تتحدانا اليوم: ‏
هل نبق أمناء للرَّب في كل شيء، أم نخونه في وقتنا وأموالنا وسيرتنا؟
هل نبيع الرّب مقابل حفنة من المال وشهوات العالم، أم نسير معه حتى النهاية؟‏
يدعونا الله الى أن نكون امناء دائماً، لكي نحصل على السعادة الحقيقية وبالتّالي على الحياة الأبدية.
 
قديم 09 - 03 - 2016, 07:06 PM   رقم المشاركة : ( 11677 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بشاعة الخيانة: طلب يهوذا لذّة وقتية فنال حسرة أبديّة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
متى 14:26-16 "حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: ‏مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً ‏لِيُسَلِّمَهُ".‏
مرقس 10:14-11 "ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ. ‏وَلَمَّا سَمِعُوا فَرِحُوا وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ".‏
يوحنا 2:13 "فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ".‏
لا يوجد إنسان في الوجود معصوم عن ارتكاب الخطيَّة والمعاصي والأعمال الغبية. فكل إنسان منا يعرف يقيناً، ‏سواء من خبرته الشخصية أو من معرفة ما يدور حوله، أننا كبشر نخطئ باستمرار. وقد تسبب خطايانا خسارة كبيرة ‏لنا ولغيرنا، وتجعلنا آسفين لفترة طويلة جداً. ولربما لا ينفع حتى الأسف والندم.‏
في الآيات المقتبسة هنا من الإنجيل المقدّس، نجد أن أحد رسل الرّب يسوع المسيح قد ارتكب حماقة لا تقارن بغيرها ‏بسبب ثقلها وفظاعتها. كان يهوذا الإسخريوطي رسولاً ومرافقاً للرَّب يسوع في السنوات الثلاث الأخيرة من خدمته ‏الأرضيّة، ومع ذلك ارتكب حماقة وجريمة فظيعة أدت به أن يخسر كل شيء. لقد كان أمين صندوق الجماعة ‏المسيحية الأولى المكونة من شخص الرّب يسوع والرُّسل الإثني عشر وبعض النسوة. ومع ذلك خان يهوذا أولاً ‏أمانة الصندوق بسرقة المال الذي كان مُؤتَمَناً عليه، ثم خان سيده وربه، وانتهت حياته بشكل بشع وفظيع جدّاً.‏
كان يهوذا يتمتع بمزايا روحية يتمنّاها كل واحد منا: لقد اختاره الرّب من بين التلاميذ الاوائل ليكون أحد الرُّسل ‏الإثني عشر. ولمدة تزيد على ثلاث سنين، رافق يهوذا الرّب يسوع وبقية الرُّسل في تجوالهم، ورأى بأم عينيه، وسمع ‏بأذنيه، واختبر شخصياً عظمة ومجد الرّب يسوع: رآه يشبع الجياع، ويشفي المرضى، ويقيم الموتى، ويهدئ العاصفة، ‏ويمشي على الماء. وسمع تعاليمه السامية وأمثاله الرائعة. والأهم من كل هذا أنه حظي بعلاقة قريبة مع رب المجد ‏يتمنّاها كل مؤمن بشخص الرّب يسوع. ولكن رغم كل ما اختبره ورآه وسمعه، فإنه ارتكب أكبر وأغبى حماقة يمكن أن ‏يرتكبها إنسان في الوجود: لقد أقدم يهوذا على خيانة معلمه وسيده وربه، وذلك مباشرة بعد أن قام الرّب بغسل ‏رجليه مثل بقية الرُّسل. أجل: قام الرّب يسوع بغسل أرجل يهوذا بدافع المحبَّة، ولكن يهوذا اختار بملك إرادته أن ‏يخون السيد من أجل حفنة من المال.‏
ثلاثة أسئلة تتعلق بخيانة يهوذا:‏

السّؤال الأول: لماذا أقدم يهوذا الإسخريوطي على فعل الخيانة الفظيع؟
كان يهوذا رجلاً له امتيازات كثيرة جدّاً. لقد كان رسولاً وأميناً لصندوق الجماعة المسيحيّة الأولى، ومرافقاً لرّب المجد ‏يسوع بشكل شخصي، ومرافقاً أيضاً لأقدس جماعة بشريّة كانت على وجه الأرض، ومع ذلك جازف بكل شيء ‏وأصبح ذكره مرتبطاً بالسرقة والخيانة.‏
أجاب النّاس على هذا السّؤال بطرق شتّى محاولين فهم الدوافع التي أدت بيهوذا أن يخون سيده، ومما قالوه:‏
‏1. إن يهوذا كان الرسول الوحيد الذي لم ينحدر من الجليل، فاسمه في اللغة العبرية يهوذا الاسخريوطي أي ايش ‏كريوت، وكلمة ايش تعني رجل، أي أن يهوذا كان رجلاً من كريوت وليس الجليل بخلاف بقية الرُّسل. في حين أن ‏الرّب يسوع وبقية التلاميذ كانوا جليليين، ولربما أن ذلك ولّد لديه إحساساً بعدم الانتماء قاده إلى ارتكاب خيانة ‏الرّب.‏
‏2. آخرون قالوا أن يهوذا علم بالمؤامرة التي كان يحيكها رجال الدين اليهود مع والي روما للقضاء على الرّب يسوع ‏وتلاميذه، وأراد بالتالي أن ينجو بجلده عن طريق العمالة والخيانة.‏
‏3. آخرون فسّروا خيانته بسبب خيبة أمله من الرّب يسوع. فقد توقع يهوذا أن يُقدم المسيح على مواجهة ‏الاحتلال الروماني لفلسطين بالثورة العسكرية، ولكن الرّب يسوع علّم عن محبَّة الأعداء، وعن نبذ العنف، وعدم ‏اللجوء إلى القوة لحل المشاكل.‏
لجأ المفسرون إلى تحليل اسم يهوذا قائلين أن معنى كلمة اسخريوطي في صيغتها اليونانية تعني "حامل الخنجر"، وبما ‏أنه كان عضواً في إحدى الحركات اليهودية التي كانت تحارب الوجود الروماني في فلسطين بالثورة والعنف، فقد انضم ‏إلى حلقة التلاميذ وتبع الرّب يسوع راجياً أن يكون المسيا المنتظر والملك الموعود به لخلاص اليهود من ظلم روما. ‏ولكن آماله خابت، فقام بالخيانة على أمل دفع المسيا إلى اللجوء إلى العنف ومقاومة القبض عليه، ولكن ذلك لم ‏يحدث.‏
‏4. مفسرون آخرون قالوا أن يهوذا لم يستطع أن يخفي حقيقته الداخلية عن الرّب يسوع. ففي محضر الرّب، عرف ‏يهوذا حقيقة نفسه بأنه عريان ومكشوف، ولا يستطيع أن يظهر أمام الرّب بمظهر البر والتقوى كبقية الرُّسل. ‏وبالتالي لجأ إلى خيانة الرّب للتخلص من إحساسه بالعار والخطيَّة.‏
‏5. إجابات أخرى مثل القول بأن يهوذا تعرض للخداع من قبل رجال الدين اليهود، أو أنهم هددوه بالقتل أو ‏الحرمان إن لم يسلمهم المسيح.‏
الأسباب الخمسة التي ذكرتها هنا هي مجرد محاولات بشرية لفهم دافع يهوذا للخيانة. ولكننا في العودة إلى الكتاب ‏المقدّس نجد أن السبب الحقيقي الاوّل للخيانة قد ذكر بكل وضوح وصراحة، وهذا السبب هو الطمع ومحبَّة المال ‏التي هي أصل لكل الشرور. فيهوذا الذي تفسير اسمه "تسبيح الله" أصبح اسمه مرتبطاً بالعار والخيانة. ارتكب يهوذا ‏حماقته التي لم تُغْفَرْ بسبب محبَّة المال والطمع تماماً كما نقرأ في متى 15:26 حين قال يهوذا لرؤساء الكهنة: "مَاذَا ‏تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ". أي أن يهوذا فاوض رؤساء الكهنة على ثمن ‏الخيانة، وحصل على 30 قطعة من الفضة، وبهذا المبلغ باع صداقته وعلاقته بالرّب يسوع، وأخذ يبحث عن ‏الفرصة المناسبة لتنفيذ خيانته.‏
باع يهوذا سيده من أجل حفنة من المال، وللأسف الشديد ما أكثر الذين يبيعون شرفهم وحياتهم وانتماءهم ‏ووطنهم من أجل المال، فيهوذا لم يكن حالة استثنائية، وما أكثر أمثاله في العالم اليوم من مرتزقة وخون يعبدون ‏ويخدمون المال.‏
نقرأ في يوحنا 1:12-8 "ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ ‏مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ ‏طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. ‏فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ ‏وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ قَالَ هَذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقاً وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى ‏فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: ﭐتْرُكُوهَا. إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ ‏حِينٍ". نجد هنا أن يهوذا قد اعترض على قيام مريم بسكب الطيب على رجلي الرّب يسوع، وكانت حجته الظاهرة ‏هي الحرص على الفقراء. ولكن الإنجيل المقدّس يخبرنا بوضوح أن يهوذا كان سارقاً، وكان يأخذ لنفسه ما يلقى في ‏صندوق الجماعة المسيحية الأولى.‏
كان المال ولا يزال يعمل العجائب في حياة النّاس. محبَّة المال والطمع تدفع النّاس إلى أبشع الممارسات مثل السرقة ‏والنفاق والنصب والاحتيال والزنى والخيانة وحتى القتل. وكم أدى المال إلى فساد رجال السياسة ورجال السلطة، ‏سواء كانت سلطة مدنية أو عسكرية أو حتى دينية. يحول المال النّاس اللطفاء إلى وحوش كاسرة، ويدمر علاقات ‏إنسانية رائعة بين النّاس.‏
محبَّة المال تدفع البعض إلى خيانة أوطانهم وشعوبهم. وتدفع الموظف أو العامل إلى سرقة المؤسسة أو المصنع الذي ‏يعمل فيه. محبَّة المال تدفع القوي إلى استغلال الضعيف، وتدفع رجالاً ونساءً إلى الدعارة والسقوط في أحضان ‏الخطيَّة.‏
‏ كان يهوذا يسرق من الأموال القليلة التي كانت تلقى في الصندوق. ومع أن يهوذا سمع تعاليم الرّب يسوع ضد ‏السّرقة وضد الطمع وضد محبَّة المال، إلا أن كل ذلك لم يؤثر في حياته، لأنه أراد التمتع الوقتي بالمال والخطيَّة. ‏ورويداً رويداً أصبح بليد الشعور، ومن سرقة صغيرة إلى سرقة أكبر ثم إلى أكبر خيانة، لأن الثمن كان كبيراً جدّاً، أي ‏ثلاثين من الفضة، وهذا المبلغ كان يعادل ثمن عبد بحسب شريعة العهد القديم. (خروج 32:21). يدل عرض ‏رجال الدّين بدفع ثمن عبد للقبض على رب المجد يسوع على مقدار الكراهيّة والكبرياء في قلوبهم. ويبرهن قبول ‏يهوذا لهذا المبلغ على درجة السّقوط الرّوحي والأخلاقي التي هبط إليها. لقد أعطى يهوذا المال والطمع فرصة ‏للسيطرة على حياته. لقد أصبح عبداً للمال ولم يعد يرى أي شيء إلا مصلحته الخاصة جداً. ‏
كان يهوذا تلميذاً للرَّب، ولكن ذلك لم يمنعه من السرقة والخيانة، لأن محبته للمال فاقت محبته للرَّب. وهذا تنبيه لنا ‏أن نبقي محبتنا وثقتنا بالرّب قوية لكي لا ننهزم ونسقط بسبب الطمع ومحبَّة المال.‏
في قصة سكب مريم للطيب على قدمي الرّب يسوع نجد موقفاً صحياً ورائعاً من المال: فبالنسبة لمريم رأت في المال ‏وسيلة لتعبر عن محبتها وعبادتها وتفانيها لشخص الرّب يسوع له المجد. أي أن مريم استخدمت المال لغرض صالح ‏ومقدس. أما بالنسبة ليهوذا، فإن هذه المحبَّة الفيّاضة التي ظهرت في عمل مريم كانت خسارة، فيهوذا تحسّر على ‏المال لأنه أراده لنفسه، وكأن لسان حاله كان يقول إن الرّب يسوع لا يستحق المال.‏
عبّرت مريم عن محبتها للرَّب بالعطاء غير المحدود، أما يهوذا، فإن المال كان عائقاً أمامه. وبقي يهوذا بعيداً عن الرّب ‏لأن قلبه كان نحو المال، حتى قادته أطماعه أن يخون الرّب في سبيل المال. وهكذا فإن موقفنا من المال والممتلكات ‏الأرضية يعكس بوضوح موقفنا وعلاقتنا بالرّب. نقرأ في تيموثاوس الأولى 6:6-10 "وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ ‏تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ، لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ ‏فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا. وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النّاس ‏فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ، لأَنَّ محبَّة الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ ‏بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ". أجل: محبَّة المال دفعت يهوذا إلى أن يتحالف مع الشيطان ضد رب المجد. لقد أحب المال أكثر من ‏الرّب الذي سبق وأن سمعه يعلّم قائلاً: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ‏الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (متى 26:16). وهكذا ارتبط اسم يهوذا على مدى التاريخ بالعار والخيانة والطمع ومحبَّة ‏المال.‏
السبب الثاني لخيانة يهوذا هو إتمام نبوات الكتاب المقدّس. نقرأ في العهد القديم عدداً كبيرا من النبوات التي ‏تتحدث عن آخر أيام الرّب يسوع على الأرض، وعن صلبه، وموته، وقيامته، ثم صعوده حياً إلى السَّماء. وتوجد في ‏جملة هذه النبوات آيات تتعلق بالخيانة التي سيرتكبها شخص ضد الرّب يسوع، وبأن هذا الشخص سيكون من ‏مرافقيه، وبأنه سيقبض ثمن هذه الخيانة مبلغ ثلاثين من الفضة، وبعد ذلك يندم ويعيد المال ويموت في خطاياه. ‏
‏*. زكريا 11:11-13: "فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا". فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ ‏الْفِضَّةِ. فَقَالَ لِي الرّب: "أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ". فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى ‏الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرّب".‏
‏*. مزمزر 9:41: "أَيْضاً رَجُلُ سَلاَمَتِي الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!".‏
‏*. مزمور 8:109: "لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ".‏
‏*.مزمور 25:69: "لِتَصِرْ دَارُهُمْ خَرَاباً وَفِي خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ".‏
‏*. مزمور 28:69: " لِيُمْحَوْا مِنْ سِفْرِ الأَحْيَاءِ وَمَعَ الصِّدِّيقِينَ لاَ يُكْتَبُوا ".‏
يعرف الله النّهاية من البداية. وقد عرف الرّب يسوع حقيقة شخص يهوذا من بداية دعوته له، حيث قال عنه ‏لجميع التّلاميذ وبحضورة: " أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ الاِثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ. قَالَ عَنْ ‏يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ لأَنَّ هَذَا كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُسَلِّمَهُ وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ". (يوحنّا 70:6-71). لم ‏تكن خيانة يهوذا لشخص الرّب يسوع قضاءً مفروضاً عليه، بل كانت عملاً اختار يهوذا القيام به بكل إرادته، ‏وعرف الله هذه الحقيقية حتّى قبل سقوط يهوذا في مستنقع الخيانة المخزي.‏
السّؤال الثاني: ما الذي خسره يهوذا بسبب خيانته؟
‏1. أول وأفظع خسارة أصابت يهوذا كانت خسارة حياته الأرضية بالانتحار، علماً بأن قتل النفس خطية. قادت ‏الخيانة إلى الانتحار. ينسى الإنسان أو يتناسى في لحظة ارتكاب الخطيَّة، أن نشوة ولذة الخطيَّة اللحظية تقود إلى ‏نتائج فظيعة ومدمرة وخطيرة. فعندما استلم يهوذا المال فرح بهذه الثروة الكبيرة التي أخذها من رجال الدين ‏اليهود، ولكن فرحته لم تدم، وأدرك سريعاً بشاعة ما عمله.‏
نقرأ في متى 3:27-6 "حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ ‏الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً. فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ ‏وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ".‏
‏*مات يهوذا قبل أن يموت الرّب يسوع.‏
‏*عُلّق يهوذا على حبل المشنقة قبل أن يعلق الرّب يسوع على عود الصليب.‏
‏*أطلق يهوذا حكم الموت على نفسه قبل أن يطلق بيلاطس حكم الموت صلباً على يسوع.‏
‏*مات يهوذا بحبل المشنقة، قبل أن يضرب الرّب يسوع بالسياط.‏
‏*مات يهوذا في عبوديّة إبليس والخطيَّة، قبل أن يطلق سراح باراباس.‏
‏*التف حبل المشنقة على رقبة يهوذا، قبل أن يوضع إكليل الشوك على رأس الرّب يسوع.‏
‏*مات يهوذا وبقي في قبره. ومات الرّب يسوع بعده، ولكنه قام في اليوم الثالث.‏
‏*يعاني يهوذا من الدينونة والعذاب إلى الأبد، ويملك الرّب يسوع في مجده الى الأبد.‏
‏2. الشيء الثاني الذي خسره يهوذا هو غفران الرّب يسوع له. صحيح أن يهوذا أدرك أنه قد أخطأ كما قال ‏لرجال الدين في متى 4:27 "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً". وكنا نتوقع أن يتوب يهوذا بعد إدراك خطئه، أي ‏يجب تتم التّوبة بعد إدراك الخطأ، أما يهوذا فلم يتب؛ بل قتل نفسه مخالفاً ناموس الرّب القائل "لا تقتل" (خروج ‏‏13:20).‏
عندما عُلِّقَ الرّب يسوع على الصليب، صلى إلى الآب قائلاً: "يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" ‏‏(لوقا 34:23). واستجاب الآب لطلب الرّب يسوع، وغفرت خطايا من صلبوا رب المجد، إلا يهوذا فقد خسر ‏الغفران لأنه انتحر وأخذ حياته بيديه.‏
‏3. الشيء الثالث الذي خسره يهوذا هو السَّلام في القلب والنفس والرّوح. قال الرّب يسوع في يوحنا 27:14 ‏‏"سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ". لم يعطِ المال ‏ليهوذا أي راحة أو سلام في القلب، بل إحساس بالعار والفشل، لذلك ندم على عمله وانتحر بسبب عذاب ‏الضمير. لقد خسر السَّلام وامتلأت حياته بالاضطراب. أي أنّ فقدان السَّلام قاده للانتحار. وما أكثر الذين ‏ينتحرون في أيامنا بسبب الصراع النفسي الذي يعانون منه حيث لا سلام في العقل أو القلب أو الوجدان.‏
‏4. الشيء الرابع الذي خسره يهوذا هو اختبار حلول الروح القدس، والقوة التي تُحْدِث التغيير الحقيقي في حياة ‏الإنسان. فبعد أربعين يوماً من انتحار يهوذا، وعد الرّب يسوع التلاميذ الأحد عشر في أعمال الرُّسل 8:1 بأنهم ‏سينالون قوة بحلول الروح القدس عليهم ليشهدوا لكل العالم عن محبَّة الله التي تجسدت في موت الرّب يسوع وقيامته ‏وهبة الحياة الأبدية. وتم الوعد حقاً بعد عشرة أيام من صعود الرّب يسوع حياً إلى السَّماء، أي في يوم الخمسين أو ‏يوم العنصرة.‏
‏5. الشيء الأخير والأهم هو أن يهوذا خسر حياته الأبدية مع الله في ملكوت السماوات، وبدل ذلك فهو الآن ‏يتعذب في لهيب الجحيم.‏
السّؤال الثالث: ما هي الدروس التي نتعلمها من حياة يهوذا ومن خيانته للرَّب؟
‏1. الخطيَّة خادعة جداً ولا تفي بوعودها: دخل الشيطان قلب يهوذا عندما أخذ لقمته الأخيرة في عشاء الفصح مع ‏الرّب يسوع والتلاميذ، وظن يهوذا أن المال والمركز سيأتيان سريعاً، ولكن الذي جاء حقاً هو الحسرة والندم والموت ‏والانفصال الأبدي عن الله. ‏
‏2. من الممكن أن يكون الإنسان قريباً من الرّب، وأن تكون له شركة وعلاقة مع المؤمنين، وأن يشترك في الخدمة، ‏ومع ذلك لا يختبر هذا الشخص الخلاص. فمن الممكن أن يتبع إنسان معين شخص الرّب يسوع ولكن هذا الاتباع ‏يكون ظاهرياً وليس من القلب. تماماً كما قال الرّب يسوع في متى 21:7-23: "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا ‏رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ". لقد اعتمد يهوذا مثل بقية التلاميذ، كما وأنه وعظ بالإنجيل، ومع ذلك فإنه لم ‏يحصل على الخلاص نهائياً. هذا الكلام يعني أن الحضور إلى الكنيسة والاشتراك في خدماتها لا قيمة له إن لم يسلم ‏الإنسان قلبه بالكامل للرَّب، ويقبله مخلصاً شخصياً لحياته.‏
‏3. من الممكن أن تتاح للإنسان فرص عديدة للتّوبة، ومع ذلك يصرّ على عناده وعلى حياة الخطيَّة. كان لدى ‏يهوذا فرص عديدة للتّوبة. فالرّب يسوع أجلسه بجانبه في عشاء الفصح، وغسل رجليه مثل بقية التلاميذ، وأثناء ‏غسل الأرجل قال الرّب يسوع: "لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ" (يوحنا 11:13)، ولا بد أن هذه الكلمة كانت كالسهم ‏الموجّه إلى ضمير يهوذا ليستقيظ ويتوب، ومع ذلك أصر يهوذا على خيانته للرَّب.‏
‏4. يترك الله الإنسان ليسير في الطريق الذي اختاره، وينفذ القرارات التي يتخذها. فالرّب لا يفرض نفسه على ‏أحد، بل يتركنا لنعيش بحسب قراراتنا وأرادتنا. نقرأ في يوحنا 27:13 "مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ". فالرّب ‏ترك يهوذا ليعمل ما يريده، وهذا ما حصل فعلاً. ‏
‏5. الندم والحسرة بدون توبة حقيقية تقود إلى اليأس والفشل. تنتج الخطيَّة إحساساً فظيعاً في قلب الإنسان بالذنب ‏والعار والأسف، ولكن ذلك لا يكفي، لأن الذي يعيد علاقتنا مع الله هي التّوبة، أي تغيير الفكر والعقل وطريق ‏الحياة، والبدء مع الله من جديد بالاعتراف بالخطيَّة وطلب الغفران.‏
سيرة يهوذا تتحدانا اليوم: ‏
هل نبق أمناء للرَّب في كل شيء، أم نخونه في وقتنا وأموالنا وسيرتنا؟
هل نبيع الرّب مقابل حفنة من المال وشهوات العالم، أم نسير معه حتى النهاية؟‏
يدعونا الله الى أن نكون امناء دائماً، لكي نحصل على السعادة الحقيقية وبالتّالي على الحياة الأبدية.
 
قديم 10 - 03 - 2016, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 11678 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبي الحبيب، أبارك اسمك القدوس
وأشكرك لأنك ملأت قلبي بحبك ولطفك.
وأشكرك من أجل روحك الذي يحيا
في داخلي ويساعدني أن أكون
حساساً لاحتياجات الآخرين،
وأن ألمسهم بحبك، ورحمتك،
وتحننك، في إسم يسوع.
آمين
 
قديم 10 - 03 - 2016, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 11679 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تحنن يسوع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعًا كَثِيرًا، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ
إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا، فَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيرًا.
مرقس 34/6

إن التحنن هو شعور عظيم من عاطفة إيجابية تجاه الآخرين، وعادة ما يُدعم برغبة واستعداد للمساعدة. وكمسيحيين، لقد منحنا الرب الإله طبيعته. فلدينا طبيعة التحنن، والحب، والتسامح، والرحمة التي له. وهذه جميعها تعمل معاً. وكان الرب يسوع المثل الأكمل للشخص المتحنن. فكان مُهتماً للغاية، ومُحب، ولطيف مع كل شخص يتقابل معه

ففي إحدى المناسبات، يُخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع تحرك بتحنن تجاه الجموع وأخبر تلاميذه أنه ينبغي عليهم أن يُصلوا إلى رب الحصاد لكي يُرسل فعلة إلى الحقل(متى 32/15). وأنت واحد من أولئك الفعلة. فكون يسوع رب على حياتك فأنت صرت فاعلاً مؤثراً وستندفع للعمل بغض النظر عن الظروف الشاقة، وسوف تُسرع لمساعدة وبركة الآخرين

وفي مناسبة أخرى، أتى أبرص إلى يسوع، ولم يخذله السيد. بل، تحرك الرب بتحنن، ومد يده، ولمس الأبرص قائلاً، "... أطهُر (مرقس 41/1). وفي الحال، رحل البرص وعاد الرجل صحيحاً (مرقس 42/1)، إنها قوة التحنن

لقد قاده التحنن أن يجول يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس (أعمال 38/10). فدع نفس هذا التحنن يدفعك لتصل بالإنجيل وتخلّص أولئك الذين يتمرغون في الظلمة، لتُخرجهم من سلطان الشيطان إلى الرب الإله. وكلما كرزت بإنجيل ربنا يسوع المسيح، كلما فهمت أكثر تحننه، وحبه، وقوته. لا تنسى أنت ذراع الله الممدودة لمساعدة الآخرين

صلاة

أبي الحبيب، أبارك اسمك القدوس وأشكرك لأنك ملأت قلبي بحبك ولطفك. وأشكرك من أجل روحك الذي يحيا في داخلي ويساعدني أن أكون حساساً لاحتياجات الآخرين، وأن ألمسهم بحبك، ورحمتك، وتحننك، في إسم يسوع. آمين
 
قديم 10 - 03 - 2016, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 11680 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أشكرك يا رب
لأنك أعطيتني حياة جميلة
من السيادة، والقوة، والغلبة بكلمتك.
وأنا أختبر اليوم النجاح والإزدهار
في جميع شئوني لأني في المسيح.
وحياتي هي إعلان التميز ،
والفضائل، والكمالات الإلهية ،
في إسم يسوع.
آمين
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024