منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 06 - 2014, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 101 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في فساد الطبيعة وفعل النعمة الإلهية
1 – التلميذ: أيها الرب إلهي، يا من خلقتني على صورته ومثاله، امنحني تلك النعمة التي أظهرت لي كبير عظمتها وضرورتها للخلاص، حتى أغلب بها طبيعتي الشريرة، التي تجذبني إلى الخطيئة والهلاك.
”فإني أشعر أن شريعة الخطيئة في جسدي تقاوم شريعة روحي، وتستعبدني“ (رومانيين7: 23)، لأُطيع شهوة الحواس في أُمورٍ كثيرة. وليس في استطاعتي مقاومة أهوائها، إن لم تؤيدني وتضرم قلبي بفيض نعمتك القدوسة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – لا بد من نعمةٍ – ونعمةٍ عظيمةٍ – من قلبك، لقهر الطبيعة، “المائلة دومًا إلى الشر منذ حداثتها“ (تكوين 8: 21).
لأنها إذ زلت في آدم الإنسان الأول، وفسدت بالخطيئة، فقد سرى عقاب هذه الوصمة إلى جميع الناس، بحيث إن تلك الطبيعة نفسها، التي أبدعتها صالحةً مستقيمة، لم تعد الآن تمثل سوى الرذيلة والوهن في الطبيعة الفاسدة، لأنها، إن تركت وشأنها، فهي لا تتحرك ولا تميل إلا إلى الشر والأُمور الدنيئة.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
فإن ما تبقى لها من قوةٍ قليلة، إنما هو كجذوةٍ كامنةٍ في الرماد.
وتلك الجذوة هي العقل الطبيعي، المكتنف بظلامٍ كثيف: فإنه لا يزال قادرًا على تمييز الخير من الشر، والفرق بين الحق والباطل، ولكنه عاجزٌ عن إتمام كل ما يستصوب، لأنه لم يعد يتمتع بأنوار الحقيقة كاملة، ولا برغباته سالمة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – فلذلك، يا إلهي، ”أنا ألتذ بشريعتك، بحسب الإنسان الداخلي“ (رومانيين 7: 22)، عالمًا أن “وصيتك صالحةٌ وعادلةٌ وقدوسة“ (رومانيين 7: 12)، بل معلنًا وجوب الهرب منكل شرٍ وخطيئة، ولكني “بالجسد مستعدٌ لشريعة الخطيئة“ (رومانيين 7: 25)، إذ أُطيع شهوة الحواس أكثر من العقل.
لذلك “فإن إرادة الخير حالصةٌ لي، وأما إتمامه فلا أجده“ (رومانيين7: 18).
لذلك، كثيرًا ما أقصد المقاصد الصالحة، ولكنني، لأقل مقاومة، أرتد وأفشل، لعدم وجود نعمةٍ تسند ضعفي.
ومن ثم، فإني أعرف سبيل الكمال، وأرى جليًا كيف ينبغي لي أن أعمل، ولكن ثقل فسادي الذاتي يرهقني، فلا أرتقي إلى كمال أسمى.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – آه! ما أشد احتياجي إلى نعمتك، يا إلهي، لكي أبدأ الخير، وأمضي فيه، وأُتمه! فأنا. “بدونها، لا أستطيع أن أعمل شيئًا“ (يوحنا 15: 5)، “ولكني بك أستطيع كل شيء، إن شددتني نعمتك“ (فيلبيين 4: 13).
يا لها من نعمةٍ سماويةٍ حقًا، لا قيمة بدونها الاستحقاقات الذاتية، ولا وزن للمواهب الطبيعية.
فإنه لا الصنائع ولا الثروة، ولا الجمال ولا القوة، ولا الذكاء ولا الفصاحة، هي ذات قيمةٍ لديك، يا رب، بدون النعمة.
فموتهب الطبيعة مشتركةٌ بين الصالحين والأشرار، أما النعمة أو المحبة، فهي عطية المختارين الخاصة: إذا اتسموا بها، كانوا أهلًا للحياة الأبدية.
وهذه النعمة ساميةٌ جدًا، بحيث لا موهبة النبوة، ولا صنع الآيات،
ولا سمو التأمل، أيّاَ كانت درجته، يمكن أن يعد شيئًا بدونها.
بل ولا الإيمان نفسه، ولا الرجاء، ولا سائر الفضائل مرضيةٌ لديك، بدون المحبة والنعمة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – فيا أيتها النعمة الجزيلة الغبطة، المغنية بالفضائل من كان مسكينًا بالروح، والجاعلة الغني بوفرة الخيرات، متواضعًا بالقلب، هلمي وحلي فيَّ، إملإيني، في الغداة، من تعزيتك، لئلا تخور نفسي من الإعياء ويبوسة الروح.
أتضرع إليك، رب، أن أجد نعمةً في عينيك، “فنعمتك تكفيني“ (2كورنثيين 12: 9)، وإن لم أحصل على سائر ما تبتغيه الطبيعة.
إن جربت وعنيت بكثرة الضيقات، فلن أخاف شرًا، ما دمت نعمتك معي.
فهي قوتي، وهي تمنحني المشورة والمعونة.
هي أقوى من جميع الأعداء، وأحكم من جميع الحكماء.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – هي معلمة الحق وملقنة التأديب، نور القلب وفرج الضيق، هازمة الغم ومزيلة الخوف، مغذية العبادة ومفيضة الدموع.
أي شيءٍ أنا بدونها، سوى خشبةٍ يابسة، وجذعٍ غير نافع، لا يصلح إلا للطرح؟
فلتسبقني إذن نعمتك يا رب، ولتتبعني، ولتجعلني أعكف دائمًا على الأعمال الصالحة، بحق ابنك يسوع المسيح، آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 06 - 2014, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 102 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في أنه يجب علينا أن ننكر ذواتنا ونقتدي بالمسيح في حمل الصليب
1 – المسيح: يا بني، بمقدار ما تستطيع الخروج من ذاتك، يتسنى لك أن تلج فيَّ.
فكما أن السلام الداخلي ينشأ من الزهد في كل شهوةٍ خارجية، كذلك الاتحاد بالله، إنما ينشأ من التجرد الداخلي.
أُريد أن تتعلم إنكار ذاتك إنكارًا كاملًا، وأن تخضع لإرادتي من غير مقاومةٍ ولا تشكِ.
“إتبعني″ (يوحنا14: 6)، “فأنا الطريق والحق والحياة″ (متى9:9).
لا مسير بدون طريق، ولا معرفة بدون حق، ولا عيش بدون حياة.
أنا الطريق الذي يجب عليك اتباعه، والحق الذي يجب عليك الإيمان به، والحياة التي يجب عليك أن ترجوها.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
أنا الطريق الأمين، والحق الذي لا يغلط، والحياة التي لا تنتهي.
أنا الطريق القويم، والحق الأسمى، والحياة الحقة، الحياة السعيدة، الحياة الغير مخلوقة.
إن ثبت في طريقي، “فإنك تعرف الحق، والحق يحررك، فتدرك الحياة الأبدية″ (يوحنا 8: 32؛ 1تيموتاوس 6: 12).
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – ”إن شئت أن تدخل الحياة، فاحفظ الوصايا″ (متى 19: 17).
إن شئت معرفة الحق، فآمن بي.
”إن شئت أن تكون كاملًا، فبع كل شيء″ (متى 19: 21).
”إن شئت أن تكون لي تلميذًا، فأنكر ذاتك″ (متى 16: 24).
إن شئت أن تملك الحياة السعيدة، فاحتقر الحياة الحاضرة.
إن شئت الرفعة في السماء، فاتضع على الأرض.
إن شئت أن تملك معي، فاحمل الصليب معي.
فإن عبيد الصليب، هم وحدهم، يجدون طريق السعادة والنور الحقيقي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – التلميذ: أيها الرب يسوع، بما أنك قد عشت في الضيق، مزدرىً من العالم، هب لي أن يزدريني العالم، فأقتدي بك.
إذ “ليس العبد أعظم من سيده؛ ولا التلميذ فوق معلمه″ (يوحنا 13: 16؛ متى 10: 24).
ليتدرب عبدك في سيرتك لأن فيها خلاصي والقداسة الحقة.
وكل ما أطالع أو أسمع خارجًا عنها، فإنه لا ينعشني ولا يلذُّ لي بالتمام.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – المسيح: يا بني، بما أنك قد طالعت هذا كله وعرفته، “فالطوبى لك إن عملت به″ (يوحنا 13: 17).
”من كانت عنده وصاياي وحفظها، فهو الذي يحبني، وأنا أُحبه، وأُظهر له ذاتي″ (يوحنا 14: 21). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ”وأُجلسه معي″ (رؤيا 3: 21) في ملكوت أبي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – التلميذ: أيها الرب يسوع، ليكن لي كما قلت ووعدت، واجعلني أهلًا لذلك.
قد قبلت الصليب من يدك، قبلته وحملته، وسأحمله حتى الموت كما أمرتني.
حقًا إن حياة الراهب الصالح هي صليب، ولكنها صليبٌ يقود إلى النعيم.
لقد بدأت، فلا يجوز أن أرتد إلى الوراء، ولا يليق أن أترك ما بدأت.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – هيوا، إخوتي، نواصل السير معًا: فإن يسوع يكون معنا.
من أجل يسوع قد قبلنا هذا الصليب، فلنثبت من أجل يسوع على الصليب.
هو يكون ناصرنا، لأنه هو عريفنا وقائدنا.
ها إن “ملكنا يسير أمامنا ويقاتل عنا″ (1ملوك 8: 20؛ نحميا4: 20).
فلنتبعه بشجاعة، ولا يخشين أحدٌ الأهوال، ولنكن مستعدين “للموت بشجاعةٍ في هذه الحرب، ولا نجلبن على مجدنا عارًا″ (1مكابيين 9: 10)، بهربنا من الصليب.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 06 - 2014, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 103 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في أنه يجب على الإنسان أن لا يكون كثير الفشل، إذا سقط في بعض الزلات
1 – المسيح: يا بني، إن الصبر والتواضع في العسر ليسرانني أكثر من التعزية والعبادة الوافرة، في الرخاء.
لِمَ تغتم لأمر يسيرٍ يتهمونك به؟
بل هب الأمر أعظم من ذلك، فما يحق لك أن تتأثر له.
فأغض إذن عن تلك التهمة، فما هي بجديدة، ولا هي التهمة الأولى، ولن تكون الأخيرة، إن عمرت طويلًا.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
إنك شديد البأس، ما دمت لا تلقى مقاومة،
بل إنك تحسن المشورة للآخرين، وتعرف أن تقويهم بكلامك؛
ولكن، متى قرعت بابك فجأةً إحدى الشدائد، أعوزتك أنت المشورة والقوة.
تأمل في شدة وهنك، الذي كثيرًا ما تختبره في أيسر العقبات.
على أن تلك الأُمور وما شابهها، إنما تحدث لأجل خلاصك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – فانف القلق من قلبك ما استطعت، وإذا أصابتك الشدة، فلا تفشل، ولا ترتبك طويلًا.
احتمل على الأقل بصبر، إن كنت غير قادرٍ أن تحتمل بفرح.
فإن سمعت ما يسوءك، وشعرت بالاغتياظ، فاكبح نفسك، ولا تدع كلمةً نابيةً تخرج من فيك، فيعثر بها الصغراء.
فإن احتدام تأثرك سيخمد سريعًا، وألمك الداخلي سيلطف لعودة النعمة.
“إني لا أزال حيًا! -يقول الرب-“ (أشعيا 49: 18)، ومستعدًا لأن أنصرك وأُعزيك فوق المعتاد، إن توكلت عليَّ، ودعوتني بتقوى.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – فطب نفسًا وتأهب لاحتمال شدائد أعظم.
لم يضع كل شيء، إن رأيت الشدائد أكثر إلحاحًا في مضايقتك، والتجارب أعظم شدة.
إنسانٌ أنت لا إله! بشرٌ أنت لا ملاك!
فكيف تستطيع أن تستمر دومًا على حالٍ واحدةٍ من الفضيلة. في حين أن الملاك لم يستطع ذلك في السماء، ولا الإنسان الأول في الفردوس.
“أنا الذي ينتاش المغمومين إلى الفرج“ (أيوب 5: 11)؛ والذين يعترفون بوهنهم، فإني أرفعهم إلى أُلوهتي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – التلميذ: رب، تباركت كلمتك، فإنها “أحلى في فمي من العسل والشهاد“ (مزمور 18: 11).
فما كنت أصنع في شدائدي ومضايقي الكثيرة، لو لم تشددني بأقوالك القدوسة.
حسبي أن أبلغ أخيرًا إلى ميناء الخلاص، وماذا يهمني أن أُعاني، دون ذلك، مشقاتٍ كثيرة وشديدة؟
هب لي نهايةً صالحة، هب لي عبورًا سعيدًا من هذا العالم.
أُذكرني يا إلهي، واهدني سواء السبيل إلى ملكوتك، آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 06 - 2014, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 104 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في أنه لا ينبغي لنا أن نفحص عن الأسرار السامية، ولا عن أحكام الله الغامضة
1 – المسيح: يا بني، إياك والجدال في المواضيع السامية، وفي أحكام الله الغامضة:
لا تسل لم الواحد مخذول هكذا، والآخر حاصلٌ على أعظم حظوة؛ لم هذا في الكرب الشديد، وذاك في رفعةٍ وتجلة.
فتلم أُمور تفوق كل قوى الإنسان، ولا عقل ولا جدال يستطيع أن يستقصي أحكام الله.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
فإذا وسوس لك العدو بهذه المسائل، أو سألك عنها بعض الناس من ذوي الفضول، فأجبهم بقول النبي هذا:”عادلٌ أنت يا رب، وأحكامك مستقيمة″ (مزمور 118: 137)؛
وبهذه الآية أيضًا:”أحكام الرب حقٌّ″ (مزمور 18: 10) وزكيةٌ في ذاتها.
إن أحكامي يجب أن ترهب لا أن تفحص، لأنها تفوق إدراك العقل البشري.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – ولا تبحث أيضًا عن استحقاقات القديسين، ولا تجادل في أيهم أقدس أو أعظم من غيره في ملكوت السماوات.
فإن أمثال هذه المباحثات، كثيرًا ما تولد النزاع والحصومات على غير جدوى، وتغذو الكبرياء والعجب الباطل، فينشأ عن ذلك الحسد والنفار، لأن الواحد يحاول، في صلفٍ، تفضيل هذا القديس، والآخر ذاك.
فالبحث عن هذه الأُمور، وابتغاء الوقوف عليها لا يأتيان بثمرةٍ البتة، بل يسوءان بالحري في أعين القديسين، لأني “لست إله نفار، بل إله سلام″ (1كورنثيين 14: 33)، وإنما يقوم هذا السلامبالتواضع الحقيقي، لا بالترفع الذاتي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – إن البعض يندفعون، في غيرة محبتهم، إلى تفضيل هؤلاء أو أُولئك من القديسين، ولكن تلك عاطفةٌ بشريةٌ لا إلهية.
أنا خالق القديسين جميعًا، أنا أعطيتهم النعمة، أنا وهبت لهم المجد؛
أنا عالمٌ بما استحق كل منهم، أنا قد “بدأتهم ببركات عذوبتي″ (مزمور 20: 4).
أنا سبقت فعرفت أحبائي قبل الدهور، “أنا اخترتهم من العالم، وليسو هم اختاروني أولًا″ (يوحنا 15: 16، 19)؛
أنا دعوتهم بالنعمة، واجتذبتهم بالرحمة، أنا قدتهم في مختلف التجارب؛
أنا أفضت عليهم تعزياتٍ عجيبة، أنا أعطيتهم الثبات، أنا كللت صبرهم.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – أنا أعرف الأول والأخير، أنا أشمل الجميع بحبٍ لا يقدر.
لي أنا يجب التسبيح في جميع قديسي، لي أنا، فوق كل شيء، تجب البركة والإكرام في كل واحدٍ منهم. فلقد مجدتهم وعظمتهم، وتقدمت فاخترتهم دون سابق استحقاق منهم.
فمن احتقر أحدًا من أصاغر أخصائي، فإنه لا يكرم حتى العظيم منهم، لأن “الصغير والعظيم أنا صنعتهما″ (حكمة 6: 8).
ومن تنقص أحد القديسين، فقد تنقصني أنا وسائر الذين في ملكوت السماوات.
إنهم جميعًا واحدٌ برباط المحبة، وليس لهم إلا رأي واحدٌ وإرادةٌ واحدة، وكلهم يحبون بعضهم بعضًا محبةً واحدة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – وما هو أسمى من ذلك أيضًا بكثير، أنهم يحبونني أنا أكثر مما يحبون ذواتهم واستحقاقاتهم؛ لأنهم قد خطفوا فوق أنفسهم، وتجردوا من الحب لذواتهم، فهم بكاملهم يرمون إلى حبي أنا، وفيه يستريحون متنعمين.
لا شيء يستطيع أن يحولهم أو يهوي بهم عن ذلك، لأن امتلاءهم من الحق الأزلي يضرمهم بنار محبةٍ لا تطفأ.
فليصمت إذن عن الجدال في أحوال القديسين، الناس الجسديون الحيوانيون، الذين لا يعرفون إلا محبة أفراحهم الخاصة، والذين ينقصون ويزيدون، بحسب ميلهم لا بحسب ما يرضي الحق الأزلي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – هو الجهل عند الكثيرين، ولا سيما أُولئك الذين، لقلة استنارتهم، قلما يعرفون أن يحبوا أحداَ محبةً روحيةً كاملة.
فالعاطفة الطبيعية والصداقة البشرية، لا تزالان، حتى الآن، تجذبانهم إلى هؤلاء أو أُولئك من الناس، فيتصورون الحالة في السماء، كما هي حالهم في هذه الدنيا.
ولكن البون عظيمٌ جدًا بين ما يتوهمه أُولئك القوم الغير الكاملين، وما يراه المستنيرون بوحيٍ سماوي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – فاحذر إذن، يا بني، أن تبحث، عن فضول، في تلك المسائل التي تفوق علمك، بل في هذا اجعل بالحري همك واجتهادك: أن تجد لك موضعًا ولو آخر الكل في ملكوت الله.
وهب أن أحدًا عرف أيٌّ هو أقدس أو أعظم من غيره في ملكوت السماوات، فماذا تنفعه تلك المعرفة، إن كان وقوفه على ذلك، لا يحمله على الاتضاع أمامي، ولا يستحثه على القيام بتسبيح اسمي تسبيحًا أعظم.
من يفكر في عظيم خطاياه، وقلة فضائله، وشدة بعده عن كمال القديسين، فإنه يأتي عملًا أكثر قبولًا لدى الله بكثير، ممن يجادل في عظمتهم أو صغارتهم.
إن التضرع إلى القديسين، بصلواتٍ حارةٍ ودموع، واستمداد شفاعتهم المجيدة، بروح الاتضاع، لخيرٌ من تقصي أسرارهم ببحث باطل.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
8 – لقد كان القديسون يسرون، ويسرون جدًا، لو عرف الناس أن يقتنعوا، ويكبحوا أحاديثهم الباطلة.
إنهم لا يفتخرون باستحقاقاتهم الذاتية، لأنهم لا ينسبون إلى أنفسهم شيئًا من الصلاح، بل إليَّ أنا ينسبون كل شيء، لأني أنا قد أعطيتهم كل شيء، عن محبةٍ مني غير متناهية.
إنهم لمفعمون من محبة الله ومن الفرح الطافح، بحيث لا ينقصهم شيءٌ من المجد، ولا يمكن أن ينقصهم شيءٌ من السعادة.
إن القديسين جميعًا، بمقدار ما تسمو درجة مجدهم، يزدادون اتضاعًا في أنفسهم، فيصبحون أكثر قربًا إليَّ، وإعزازًا عندي.
ولذلك تجد مكتوبًا:”إنهم طرحوا أكاليلهم أمام الله، وخروا على وجوههم أمام الحمل، وسجدوا للحي إلى دهر الدهور″ (رؤيا 4: 10).
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
9 – كثيرون يسألون عن ”من هو الأعظم في ملكوت الله″ (متى 18: 1)، وهم يجهلون هل يكونون أهلًا لأن يحصوا بين أصاغره.
إنه لأمرٌ عظيم، أن يكون الإنسان ولو الأصغر في السماء، حيث الجميع عظماء، ”لأنهم يدعون جميعًا -ويكونون- أبناء الله″ (متى 5: 9).
“الصغير يكون ألفًا، والخاطئ يموت وهو ابن مئة سنة″ (أشعيا 60: 22، 65: 20).
فإن التلاميذ، عندما سألوا عن “من هو الأعظم في ملكوت المساوات″ (متى 18: 1)، قد سمعوا هذا الجواب:”إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد، فلن تدخلوا ملكوت السماوات! فمن وضع نفسه مثل هذا الولد، فذاك هو الأعظم في ملكوت السماوات″ (متى 18: 3، 4).
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
10 – الويل لمن يأنفون أن يخفضوا أنفسهم طوعًا مع الصغار! فإن باب الملكوت السماوي منخفضٌ لا يمكنهم من الدخول!
“الويل أيضًا للأغنياء الحاصلين هنا على تعزياتهم!″ (لوقا 6: 24) لأنهم، عندما يدخل المساكين ملكوت الله، يقفون هم خارجًا يولولون.
افرحوا، أيها المتواضعون! وتهللوا، أيها المساكين!
“فإن لكم ملكوت السماوات″ (لوقا 6: 20) – أللهم إن سلكتم في الحق.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2014, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 105 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في أن كل أمل وثقة إنما يجب أن يوطَّدا في الله وحده
1 – التلميذ: رب، ما هو متكلي في هذه الحياة؟ وما هي أعظم تعزيةٍ لي من كل ما يبدو تحت السماء؟
أليس إياك أنت أيها الرب إلهي، الذي لا إحصاء لمراحه؟
أين كانت أحوالي حسنة بدونك؟ أم متى ساءت بحضورك؟

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
إني أُوثر أن أكون فقيرًا لأجلك، على أن أكون غنيًا بدونك.
وأُفضل التغرب على الأرض معك، على امتلاك السماء بدونك.
حيث أنت، فهناك السماء، وحيث لست أنت فهناك الموت والجحيم.
أنت موضوع بغيتي، فلا بد لي من السعي وراءك بالتنهد والصراخ والتضرع.
أخيرًا، ما من أحدٍ يمكنني أن أتكل عليه كل الاتكال، ليساعدني في حاجاتي، وفي الوقت المناسب، إلاك أنت وحدك يا إلهي.
”أنت رجائي“ (مزمور 141: 6)، أنت متكلي، أنت عزائي، أنت الأمين جدًا في كل شيء.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – ”الجميع يلتمسون ما هو لأنفسهم“ (فيليبيين 2: 21)؛ أما أنت فلا تقصد سوى خلاصي وتقدمي، محولًا لي كل شيءٍ إلى خير.
إنك، وإن جعلتني عرضةً لمختلف المحن والشدائد، فإنما توجه كل ذلك إلى نفعي، لأنك على ألف وجهٍ قد اعتدت أن تمتحن أحباءك.
وأنت، في امتحانك هذا، لست بأقل استحقاقًا للمحبة والتسبيح، مما لو كنت ملأتني من التعزيات السماوية.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – ففيك إذن، أيها الرب الإله، أجعل كل رجائي وملجأي، وعليك أُلقي كل شدائدي ومضايقي، لأن كل ما أراه، خارجًا عنك، إنما أجده واهيًا غير ثابت.
فكثرة الأصدقاء لن تنفعني، وليس بوسع المناصرين الأشداء أن يعينوني، ولا المشيرين الفطناء أن يعطوني جوابًا مفيدًا، ولا كتب العلماء أن تعزيني، ولا شيءٍ نفيسٍ أن ينجيني، ولا مكانٍ خفيٍ نزهٍ أن يقيني، إن لم تعضدني أنت نفسك، وتنصرني، وتقوني وتعزني، وترشدني وتحفظني.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – فإن كل ما يبدو صالحًا لإنالة السلام والسعادة، ليس بشيءٍ من دونك، ولا يولي، في الحقيقة، شيئًا من السعادة.
فأنت إذن غاية جميع الخيرات، أنت ذروة الحياة وعمق الكلام؛ وأعظم تعزيةٍ لعبيدك، إنما هي الاتكال عليك، فوق كل شيء.
”إليك عيناي! إلهي عليك توكلت“ (مزمور 140: 8؛ 24: 2).”يا أبا المراحم“ (2كورنثيين 1: 3).
بارك نفسي وقدسها بالبركة السماوية، لتصبح مسكنًا لك مقدسًا، وسدةً لمجدك الأزلي، ولا يوجد في هيكل عظمتك ما يسوء في عيني جلالك.
التفت إليَّ بحسب وفرة صلاحك وكثرة مراحمك، واستجب صلاة عبدك البائس، والمنفي بعيدًا في بقعة ظلال الموت!
احفظ وصن نفس عبدك المسكين، في ما بين كثرة الأخطار التي تعتور هذه الحياة الفانية، لتصحبه نعمتك وتهده في طريق السلام، إلى وطن النور الدائم، آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2014, 03:12 PM   رقم المشاركة : ( 106 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

السفر الرابع: سر القربان الأقدس
" عظيمةٌ هي مهمة الكهنة، وعظيمة رتبتهم! فقد أعطي لهم ما لم يعط للملائك" (4 اقتداء 5: 1).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2014, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 107 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

تحريض على التناول المقدس

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
قول المسيح:-
تعالوا إليّ، يا جميع المتعبين والمثقلين، وأنا أريحكم (متى 11: 28)، يقول الرب.
أن الخبز الذي سأعطيه أنا هو جسدي لحياة العالم (يوحنا 6: 52).
خذوا كلوا، فهذا جسدي يُكسَر لأجلكم، اصنعوا هذا لذكري (1 كورنتس 11: 24).
من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنا فيه (يوحنا 6: 57).
إن الكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة (يوحنا 6: 64).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2014, 03:15 PM   رقم المشاركة : ( 108 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

بأي احترام يجب أن نتناول المسيح
صوت التلميذ:-
1 – ذلك هو كلامك أيها المسيح الحق الأزلي، وإن لم يقل في وقتٍ واحد، ولا كتب في موضعٍ واحد.
فمن حيث هو كلامك، ومن حيث هو حقّ، فعليَّ أن أقبله كله بإيمانٍ شاكرًا.
إنه لك، لأنك أنت قد نطقت به، وهو لي أنا أيضًا، لأنك من أجل خلاصي قد فهت به.
إني أرتاح إلى قبوله من فمك، لكي يكون أعمق انطباعًا في قلبي.
إنها لتستحثني هذه الكلمات الجزيلة الرقة، المملوءة عذوبة ومحبة، لكن آثامي ترعبني، ودنس ضميري يصدني عن تناول هذه الأسرار العظيمة.
تستدعيني عذوبة أقوالك، لكن كثرة رذائلي تثقلني.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – تأمرني أن أدنو إليك بثقة، إن أردت أن "يكون لي نصيبٌ معك" (يوحنا 13: 8)؛ وأن أتناول قوت الخلود، إن رغبت في نيل الحياة والمجد الأبدي!

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
تقول:" تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والمثقلي، وأنا أُريحكم" (متى11: 28)!
يا لها من كلمةٍ عذبة، مستحبةٍ أُذن الخاطئ! إذ إنك أنت، أيها الرب إلهي، تدعوني، أنا البائس المسكين، إلى تناول جسدك الأقدس!
فمن أنا، يا رب، حتى أجرؤ على الدنو منك؟
"ها إن سماوات السماوات لا تسعك" (3 ملوك 8: 27)، وأنت تقول:" تعالوا إليَّ جميعكم" (متى11: 28)!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – فما هذا التنازل والعطف الجزيل؟ وما هذه الدعوة المفعمة حبًا؟
كيف أجسر على المجيء إليك، وأنا لا أشعر في نفسي بشيءٍ من الصلاح، يسوغ لي مثل هذه الجرأة؟
كيف أُدخلك بيتي، وقد طالما أسخطت وجهك العطوف؟
إن الملائكة ورؤساء الملائكة يهابونك، والقديسين والصديقين يخافون منك، وأنت تقول: "تعالوا إليَّ جميعكم" (متى 11: 28)!
لو لم تكن أنت نفسك، يا رب، قد قلت هذا الكلام، فمن كان يصدقه؟
ولو لم تكن أنت نفسك الآمر بالدنو إليك، فمن كان يحاول ذلك؟
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – هوذا نوحٌ الرجل الصديق، قد اشتغل مئة سنةٍ في صنع التابوت، ليخلص به مع نفرٍ قليلين؛ وأنا كيف أستطيع أن أستعد في ساعةٍ واحدة، لأن أقبل باحترامٍ صانع العالم؟
إن موسى عبدك العظيم، وخليلك الخاص، قد صنع التابوت من خشبٍ لا يفسد، وغشاه بأخلص الذهب، ليجعل فيه لوحي الشريعة. وأنا الخليقة الفاسدة، أجسر على تناولك بمثل هذه السهولة، أنت واضع الشريعة ومعطي الحياة!
إن سليمان، أحكم ملوك إسرائيل، قد قضى سبع سنين، في تشييد هيكلٍ فخمٍ لتسبيح اسمك؛ واحتفل ثمانية أيامٍ بعيد تدشينه، وقرب ألف ذبيحة سلامة، وبين التهليل وهتاف البوق، وضع تابوت العهد، باحتفال، في الموضع المهيأ له؛
وأنا الشقيَّ، أفقر جميع الناس، كيف أُدخلك بيتي، وأنا لا أكاد أقضي في العبادة نصف ساعة – وحبذا لو استطعت أن أقضي، ولو مرةً واحدة، زهاء نصف ساعة، في عبادةٍ لائقة!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – إلهي، ما أعظم ما كان اجتهاد أُولئك في عمل ما يرضيك!
أما أنا، فواأسفاه! ما أقل ما أعمل، وما أقصر الوقت الذي أقضيه في إعداد نفسي للتناول!
إني في النادر أكون جامعًا حواسي وخواطري؛ وفي النادر جدًا أكون خاليًا من كل تشتت.
والحال أنه، في حضرتك، يا إلهي ومخلصي، قد كان من الواجب أن لا يخطر على بالي فكرٌ غير لائق، بل ولا أن تشغلني خليقةٌ البتة، لأني مزمعٌ أن أُضيف لا ملاكًا، بل ربَّ الملائك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – وفضلًا عن ذلك، فالفرق عظيمٌ جدًا، بين تابوت العهد مع ذخائره، وجسدك الأطهر مع مفاعيله المعجزة البيان، بين تلك الذبائح الناموسية، التي كانت رمز المستقبلات، وذبيحة جسدك الحقيقية، المتممة جميع الذبائح القديمة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
7 – فلم إذن لا أزداد اضطرامًا في حضرتك المهيبة؟
لم لا أستعد، باهتمامٍ أوفر، لتناول أقداسك، فيما أُولئك القديسون الأقدمون، من آباءٍ وأنبياء، وملوكٍ وأُمراء، مع الشعب كله، قد أظهروا مثل هذه الغيرة والتقوى في عبادة الله؟
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
8 – إن داود، الملك الجزيل الورع، قد رقص بكل قواه أمام تابوت الله، ذاكرًا ما سلف من إحساناتك إلى آبائه، وقد صنع آلات عزفٍ من أنواعٍ مختلفة، وصنف المزامير ورسم أن يرنم بها بفرح، وكثيرًا ما رنم بها، هو نفسه، على القيثار، بإلهامٍ من نعمة الروح القدس، وقد علم شعب إسرائيل، أن يسبحوا الله بكل قلوبهم، ويباركوه ويشيدوا له، كل يومٍ، باتفاق الأصوات.
فإن كان تابوت العهد قد أذكى حينئذٍ، بمنظره، مثل هذه التقوى، وذكر بمثل هذه الإشادة لله، فأي احترامٍ وتقوى، يجب عليَّ وعلى جميع الشعب المسيحي، أن نبدي الآن في حضرة هذا السر الأقدس، عند تناولنا جسد المسيح الجزيل الكرامة؟
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
9 – كثيرون يخفون إلى أماكن مختلفة، لزيارة ذخائر القديسين، فيدهشون لسماع أخبارهم، ومشاهدة ما شيد لإكرامهم من هياكل فسيحة؛ ويقبلون عظامهم المقدسة، الملفوفة بالحرير والذهب؛
وها أنت يا إلهي حاضرٌ هنا بقربي، على الهيكل، أنت قدوس القديسين، وخالق البشر، ورب الملائكة!
وما يحمل الناس على تلك الزيارات، إنما هو، في الغالب، فضول بشري، ورغبة التفرج على أشياء جديدةٍ لم يروها، ولذلك قلما يجنون منها ثمرًا لإصلاح أنفسهم، ولا سيما إذا قاموا بتلك التجولات عن خفة، ومن غير ندامةٍ حقيقية؛
أما هنا، في سر الهيكل، فإنك حاضرٌ كاملًا، أيها الإله "والإنسان يسوع المسيح" (1تيموتاوس 2: 5)، وكلما قبلناك فيه بأهليةٍ وعبادة، جنينا بوفرةٍ ثمار الخلاص الأبدي؛
ولكن ما يجذبنا إليه، ليس الخفة، ولا الفضول، ولا ميل الحواس، بل الإيمان الوطيد، والرجاء الحق، والمحبة الخالصة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
10 – أيها الإله خالق العالم غير المنظور، ما أعجب معاملتك لنا! ما أعذب وما ألطف تصرفك مع مختاريك! فإنك تقدم لهم ذاتك، ليتناولوك في سر محبتك!
إن ذلك لما يفوق كل إدراك، وإنه، هو خصوصًا، ما يجذب قلوب العباد ويضرم محبتهم.
فإن مؤمنيك الحقيقيين، الذين يوجهون حياتهم كلها إلى إصلاح ذواتهم، كثيرًا ما ينالون بوفرةٍ، من هذا السر الأسمى، نعمة العبادة وحب الفضيلة.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
11 – يا لنعمة هذا السر، العجيبة الخفية، التي لا يعرفها سوى المؤمنين بالمسيح! أما غير المؤمنين والمستعبدون للخطيئة، فلا يستطيعون أن يختبروها.
في هذا السر تمنح النعمة الروحية، فتسترجع النفس ما فقدته من الفضيلة، وتسترد جمالها الذي شوهته الخطيئة.
ولقد تعظم أحيانًا هذه النعمة، فتفيض في الإنسان، من العبادة، ما يجعله يشعر بتزايد قواه، لا في الروح فحسب، بل في الجسد الضعيف أيضًا.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
12 – أما نحن، فعلينا أن نبكي ونرثي جدًا لفتورنا وتهاوننا، لأننا لا نقبل، بشوقِ أعظم، على تناول المسيح، الذي فيه كل رجاء المعدين للخلاص وكل استحقاقهم.
فإنه هو "قداستنا وفداؤنا" (1كورنثيين 1: 3)؛ هو تعزية المسافرين على الأرض، ونعيم القديسين الأبدي.
فمن دواعي الأسف الشديد، أن الكثيرين قلما يأبهون لهذا السر الخلاصي، الذي يفرح السماء ويحفظ العالم بأسره.
يا لعمى القلب البشري وصلابته! فالناس لا لا يعيرون انتباهًا أعظم لهذه العطية المعجزة البيان، بل إنهم، باستعمالهم لها كل يوم، يستدرجهم الأمر إلى عدم المبالاة!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
13 – فلو كان هذا السر الأقدس، لا يحتفل بإقامته إلا في مكانٍ واحد، ولا يقدسه إلا كاهنٌ واحدٌ في العالم، فبأي شوقٍ يا ترى، كان الناس يهرعون إلى ذلك المكان، وإلى كاهن اله ذاك، لكي يشهدوا إقامة الأسرار الإلهية!
أما الآن، فالكهنة كثيرون، والمسيح يقرب في أماكن كثيرة، لكي تزداد تجليًا نعمة الله ومحبته للبشر، بقدر ما يزداد التناول انتشارًا في العالم.
فشكرًا لك يا يسوع الصالح، الراعي الأزلي، الذي ارتضى أن يغذينا بجسده ودمه الكريمين، نحن البائسين المنفيين، وأن يدعونا، هو نفسه بكلام فيه، إلى تناول هذه الأسرار، قائلًا:" تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والمثقلين، وأنا أُريحكم!" (متى 11: 28).
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2014, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 109 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في أن الله يظهر، في سر القربان الأقدس عظيم جودته ومحبته للبشر
صوت التلميذ
1 – رب، إني اتكالًا على جودتك ورحمتك العظيمة، أُقبل إليك إقبال المريض إلى مخلصه؛ والجائع والعطشان، إلى ينبوع الحياة؛ والبائس، إلى ملك السماء؛ والعبد، إلى سيده، والخليقة، إلى خالقها، والمستوحش، إلى معزيه الحنون!
ولكن "من أين لي هذا: أن تأتي أنت إليَّ؟" (لوقا 1: 43)، من أنا حتى تهب لي ذاتك؟
كيف يجسر الخاطئ على الظهور أمامك؟ وأنت كيف ترتضي أن تأتي إلى الخاطئ؟
أنت تعرف عبدك، وتعلم أن ليس فيه شيءٌ من الصلاح، يستحق له هذه الموهبة.
فأنا أُقر بحقارتي، وأعترف بجودتك، وأُشيد بحنوك، وأشكرك لأجل فرط محبتك.

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
فإنك لأجل ذاتك، لا لأجل استحقاقاتي، تصنع ذلك، حتى تتضح لي جودتك على وجهٍ أجلى، وتزداد فيَّ محبتك، ويصبح التواضع أعظم قيمةً عندي؟
فإذ قد ارتضيت ذلك، وأنت أمرت أن يكون هكذا، فأنا أيضًا أرتضي بتلك النعمة، وعسى أن لا تحول آثامي دونها!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – يا يسوع الجزيل العذوبة والحنو، أيُّ احترامٍ وشكر، بل أي حمدٍ دائم يحق لك عليَّ، لتناولي جسدك الأقدس، الذي لا يستطيع بشر أن يوضح سمو منزلته!
ولكن فيم يجب أن أُفكر عند هذا التناول، حينما أدنو من سيدي، الذي لا أستطيع أن أُكرمه كما ينبغي، وأرغب، مع ذلك، أن أتناوله بورع؟
هل من أفكارٍ أفضل وأنفع لخلاصي، من أن أتضع أمامك اتضاعًا كاملًا، وأُشيد بجودتك غير المتناهية نحوي؟
أُسبحك، يا إلهي، وأرفعك إلى الأبد؛ إني أحتقر ذاتي، وأخضع لك في عمق حقارتي.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – أنت قدوس القديسين، وأنا رجس الخطأة، أنت تنعطف إليَّ، وأنا غير أهلٍ أن أنظر إليك!
أنت تأتي إليَّ، أنت تريد أن تكون معي، أنت تدعوني إلى وليمتك. أنت تريد أن تعطيني الطعام السماوي، خبز الملائكة لآكله، وما هو، في الحقيقة، إلاك أنت أيها "الخبز الحي النازل من السماء، والواهب الحياة للعالم" (يوحنا 6: 51)!
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – من هنا ينبعث الحب، من هنا يسطع الجود! فكم يجب لك علينا من الشكر والتسبيح، لأجل هذه الإحسانات!
ما أنفع وما أفيد ما كان رأيك للخلاص، حين وضعت هذا السر! ويا لها وليمةً عذبةً شهية، أعطيتنا فيها ذاتك طعامًا!
ما أعجب صنعك يا رب! ما أعظم قدرتك وما أسمى حقك عن البيان!
لأنك قلت فكان كل شيء، وما أمرت به قد كان.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
5 – إنه لشيءٌ عجيبٌ يغلب إدراك البشر، ويجب الإيمان به إيمانًا، أنك أنت أيها الرب إلهي، الإله الحق والإنسان الحق، تحوى كاملًا تحت شكل قليلٍ من الخبز والخمر، دون أن تفنى إذا أكلك متناولوك!
"فيا رب الجميع، الغني عن كل شيء" (2مكابيين 14: 35)، لقد شئت أن تحل فينا بسرك هذا. فاحفظ نفسي وجسدي بغير دنس، لأستطيع، بضميرٍ فرحٍ نقي، ولأجل خلاصي الأبدي، أن أُقدم وأتناول، بتواترٍ أكثر، أسرارك التي رسمتها ووضعتها خصوصًا لأجل مجدك ودوام ذكرك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
6 – إفرحي، يا نفسي، واشكري الله على هذه المنحة السنية، والتعزية الفريدة، التي قد تركها لك في وادي الدموع هذا.
فإنك كلما تجددين هذا السر، وتتناولين جسد المسيح، تتممين عمل فدائك، وتصبحين شريكةً في استحقاقات المسيح جميعها.
لأن محبة المسيح لا تنقص، ووفرة كفارته لا تنضب.
فعليك من ثم أن تستعدي دومًا لهذا العمل بتجديدٍ متواصلٍ في الروح، وتتأملي، بانتباهٍ جزيل، في سر خلاصك العظيم.
فإذا أقمت أو سمعت القداس، فينبغي أن يبدو لك هذا العمل عظيمًا وجديدًا ومستحبًا جدًا، كما لو كان المسيح ينزل في ذلك اليوم عينه، لأول مرة، في مستودع البتول، ليصير إنسانًا، أو كما لو كان يتألم ويموت معلقًا على الصليب لأجل خلاص البشر.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2014, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 110 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,417

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

في فائدة الإكثار من التناول
صوت التلميذ:-
1 – ها أنا ذا آتي إليك، يا رب، لكي أستفيد من عظمتك، وأفرح بوليمتك المقدسة، "التي هيأتها للبائس، بلطفك، يا الله" (مزمور 67: 11).
ها إن فيك جميع ما يمكنني وما يجب عليَّ أن أبتغي: أنت خلاصي وفدائي، ورجائي وقوتي، وبهائي ومجدي.
"فرح إذن اليوم نفس عبدك، فإني إليك رفعت نفسي" (مزمور 85: 4)، أيها الرب يسوع.
إني أبتغي الآن أن أتناولك بعبادةٍ واحترام، وأتوق أن أُدخلك بيتي، فأستحق أن تباركني مع زكا، وأن أُحصى بين أبناء إبراهيم.
إن نفسي تشتاق إلى جسدك، وقلبي يتوق إلى الاتحاد بك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس

كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
2 – هب لي ذاتك وحسبي، إذ لا تعزية تنفع خارجًا عنك.
إني لا أستطيع أن أكون بدونك، ولا يمكنني أن أحيا بغير افتقادك.
ولذلك ينبغي لي أن أُكثر التقرب إليك، وأن أتناولك دواءً لخلاصي، لئلا أخور في الطريق، إن حرمت هذا القوت السماوي.
فإنك هكذا قلت يومًا، يا يسوع الجزيل الرحمة، عندما كنت تكرز للجماهير، شافيًا أسقامهم المختلفة: "لا أُريد أن أصرفهم إلى منازلهم صائمين، لئلا يخوروا في الطريق" (متى 15: 32).
فعاملني على هذا النحو، يا من، لأجل تعزية المؤمنين، قد ترك لهم ذاته في هذا السر.
فإنك أنت غذاء النفس اللذيذ، ومن أكلك عن استحقاق، يكون شريكًا في المجد الأبدي، ووارثًا له.
إني كثيرًا ما أزل وأخطأ، وسرعان ما أتراخى وأفشل، ولذلك فلا بد لي من أن أُجدد نفسي، وأُنقيها، وأُضرمها، بواسطة الصلوات والاعترافات المتواترة، وتناول جسدك الأقدس. لئلا أتحول عن عزمي المقدس، بامتناعي طويلًا عن ذلك.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
3 – " فإن حواس الإنسان مائلةٌ إلى الشر منذ حداثته" (تكوين 8: 21)، وإن لم يسعفه هذا العلاج الإلهي، سقط عاجلًا إلى أسوأ حال.
فالتناول المقدس إذن يردع عن الشر، ويثبت في الخير.
فإن كنت الآن، وأنا أتناول أو أُقدس، كثيرًا ما أجد نفسي متهاونًا فاترًا إلى هذا الحد، فكيف بي لو لم آخذ هذا الدواء، وألتمس هذه النصرة العظيمة؟
فلذلك، إني -وإن لم أكن كل يومٍ على ما يجب من الأهلية وحسن الاستعداد لإقامة القداس- سأجتهد، مع ذلك، أن أتناول الأسرار الإلهية في الأوقات المناسبة، فأشترك في هذه النعمة العظيمة.
فإن هذه هي التعزية الخاصة بل الوحيدة للنفس المؤمنة، "مادامت متعزيةً عنك في الجسد المائت" (2كورنثيين 5: 6)، أن تكثر من تذكر إلهها، وأن تتناول حبيبها بقلبٍ عابد.
كتاب الاقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
4 – ما أعجب تنازلك لنا، وحنوك علينا! فإنك أنت أيها الرب الإله، خالق ومحيي جميع الأرواح، تتنازل وتأتي إلى نفسٍ بائسةٍ حقيرة، وتشبع جوعها بلاهوتك وناسوتك الكاملين!
يا لسعادة الروح، يا لغبطة النفس، التي تؤهل أن تقبلك بعبادةٍ، أنت ربها وإلهها، وأن تمتلئ، بقبولك، من الفرح الروحي!
آه! ما أعظم السيد الذي تقبله! وما أحب الضيف الذي تدخله بيتها! ما آنسة رفيقًا، وما آمنة صديقًا! ما أبهى وما أمجد العروس الذي تعانقه! إنه لجديرٌ بالحب أكثر من كل الأحباء، وفوق كل أمرٍ مشتهى!
فلتصمت السماء والأرض وكل زينتهما أمام وجهك، يا حبيبي الجزيل العذوبة! لأن كل ما فيها من مجدٍ وبهاء، إنما هو من فضل جودك، ولا يبلغ إلى بهاء اسمك، أنت الذي "لا إحصاء لحكمته" (مزمور 146: 5).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بدايةُ الاقتداء بالمسيح هي المعمودية المقدّسة
قداسة البابا عن الراهب القمص توماس التوماسي المرشح أسقفًا عامًا باسم الأنبا توماس
كتاب مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشي
الإقتداء بالمسيح - الراهب توماس أكيمبيس
في الاقتداء بالمسيح


الساعة الآن 06:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024