24 - 01 - 2014, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 101 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
تقليل فترة الانسحاق والإسراع إلى الفرح في بدء حياة التوبة، كثيرًا ما يكون الإنسان منسحقًا متضعًا يبكي على خطاياه، وفيما هو هكذا... يأتيه من ينصحه بترك الحزن، على اعتبار أن المسيح قد غفر له خطاياه، وبالتالي يدعوه إلى حياة الفرح! فيترك انسحاقه الذي هو سبب حرارته. ويمضي الوقت يفتر. إن كل خطية لم تستوف ما يلزمها من الانسحاق، يمكن أن تعود. أو على الأقل يعتاد الإنسان اللامبالاة، فيفتر. القديس بولس الرسول في كل مجده الروحي، لم يفارقه انسحاقه، ولم ينس خطاياه، بل كان يقول: "أنا الذي لست مستحقًا أن أدعي رسولًا، لأني اضطهدت كنيسة الله" (1كو15: 9). وداود النبي كذلك، بعد أن نال الموعد بمغفرة خطيته، وضعها أمامه في كل حين (مز50). وكان في كل ليلة بدموعه يبل فراشة (مز6). وإذ حافظ القديس بولس، وداود النبي القديس على انسحاق قلبيهما، استمرا في حرارتهما الروحية ولم يفترا. لا تسرع إذن إلى حياة الفرح. بل إن أتاك، قل: [أنا لا أستحقه]. أو على الأقل: ليكن لك انسحاقًا الداخلي، مهما عشت في فرح الروح... |
||||
24 - 01 - 2014, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 102 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الكسل والتهاون وفتور الحياة الروحية سبب آخر للفتور هو الكسل: الكسل والتهاون إنهما سببان واضحان من أسباب الفتور لا يحتاجان إلى شرح. فهما ضد الجهاد الروحي وضد السعي إلى الكمال. وبهما يقصر الإنسان في الصلاة والسهر، وفي التغصب اللازم لكبح جماح النفس... إن ملكوت الله لا يعطي للكسالى، وإنما للذين يجاهدون. وقد قال الكتاب: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (إر48: 10). خاتمة:- وبعد، إن موضوع الفتور موضوع طويل، أكتفي بهذا الذي قلناه فيه، على أن أعود إليه في كتاب خاص إن شاء الله. |
||||
24 - 01 - 2014, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 103 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الاكتئاب وحرب الكآبة
|
||||
24 - 01 - 2014, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 104 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الكآبة المقدسة لاشك أنه توجد كآبة مقدسة، تدفع إليها دوافع روحية، ويسلك فيها الإنسان بأسلوب روحي، وتكون مؤقتة وليست منهج حياة.. 1 - مثال ذلك نحميا Nehemiah، الذي لما سمع أن أورشليم سورها منهدم، وأبوابها محروقة بالنار، وشعبها في عار عظيم.. يقول: "فجلست وبكيت، ونمت أيامًا وصليت..." (نح1: 4). حتى أن الملك ارتحشستا لاحظ عليه ذلك وقال له: "ما هذه إلا كآبة قلب" فأجابه نحميا: " كيف لا يكمد وجهي والمدينة بيت مقابر آبائي خراب، وأبوابها قد أكلتها النار" (نح2: 2، 3). هذه الكآبة دفعت نحميا إلى الصلاة والصوم، وإلى عمل إيجابي فعال أزل به أسباب قد أكلتها النار" (نح2: 2، 3). 2 - ومثل نحميا كان عزرا الذي لما رأي أخطاء الشعب، اكتأب وصام وصلي، نجح في تطهير الشعب، ولم تستمر كآبته (عز9، 10). 3 - ونقرأ في بستان الرهبان عن دموع الآباء القديسين، وعن تلك النصيحة المشهورة: [اجلس في قلايتك وابك على خطاياك]. 4 - نسمع أيضًا عن الكآبة التي تصحب التوبة والصوم، وتساعد على التواضع وانسحاق القلب. ومن أمثلتها ما ذكر عن الصوم في سفر يوئيل (يوء2: 12 - 17). وما ذكر عن صوم أهل نينوى وتذللهم أمام الله في المسوح والرماد (يون3). كذلك توبة داود وكيف كان يبلل فراشة بدموعه (مز6). كانت كآبة الخطاة تتحول إلى توبة، وتنتهي بالفرح، وبعزاء داخلي في أعماق القلب، وتؤدي إلى إصلاح السيرة كلها. ولعل هذا ما يقصده الكتاب بعبارة" بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا7: 3). ونسمع أيضًا عن الكآبة في الخدمة مثل قول القديس بولس الرسول: "مكتئبين في كل شيء، ولكن غير متضايقين" (2كو4: 8). وهكذا كانت الكآبة في الخدمة مصحوبة بالعزاء، كقول الرسول: "إن الله يعزينا في كل ضيقتنا، حتى نستطيع أن نعزي الذين هم في ضيقة" (2كو1: 4) ولعل من أروع الأمثلة للكآبة المقدسة، أن السيد المسيح في البستان حزن واكتأب (مت26: 37، 38) وكانت نفسه حزينة حتى الموت. ومن أمثلة هذا النوع أيضًا -مراثي إرمياء- وكثير منها نبوءات عن السيد المسيح. ومع ذلك قال المسيح لتلاميذه: "لكني سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16: 20). من كل هذا نري أن الكآبة المقدسة تكون لأسباب روحية، ومصحوبة بالعزاء وبالرجاء، وتتحول أخيرًا إلى فرح، وهي مؤقتة وليست صفة مستمرة. |
||||
24 - 01 - 2014, 06:28 PM | رقم المشاركة : ( 105 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الكآبة الطبيعية ومن أمثلتها الحزن على وفاة عزيز كبكاء مريم ومرثا عند قبر لعازر. ومن أمثلة هذا النوع أيضًا - أيوب بعد وفاة أولاده، وبناته وخراب بيته، وضياع صحته. وكذلك بكاء يعقوب، لما سمع أن ابنه يوسف قد افترسه وحش رديء (تك37: 34). هذا حزن طبيعي، |
||||
24 - 01 - 2014, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 106 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الكآبة الخاطئة وأسبابها | أسباب الاكتئاب هي التي تحوي الخطية داخلها: 1 - مثل كآبة إنسان في قلبه شهوة خاطئة لم يستطيع أن يحققها. مثال هذا النوع كآبة آخاب الملك، لما رجع إلى بيته مكتئبًا مغمومًا، لأنه لم يستطع أن يغتصب حقل نابوت اليزرعيلي (1مل21: 4) Naboth the Jezreelite. وقد قادته هذه الكآبة إلى القتل والظلم والكذب ليحقق شهوته. 2 - وهناك كآبة سببها الغيرة، والحسد... مثالها كآبة الابن الأكبر الذي رفض أن يدخل بيت أبيه ليشترك في الفرح بأخيه، قائلًا إن أباه لم يعطه جديًا ليفرح مع أصدقائه، بينما ذبح لأخيه العجل المسمن (لو15: 28 - 30). ومثال ذلك أيضًا كآبة أي إنسان يشعر أن غيره قد حصل على شيء، بينما هو أحق منه به. 3 - هناك كآبة أخري سببها الفشل. بينما الفشل لا يعالج بالكآبة، وإنما بمعرفة أسبابه، ومعالجة هذه الأسباب بطريقة إيجابية، أما مجرد الكآبة، فإنها تضيف إلى الفشل مشكلة أخري تحتاج إلى حل. وتزداد الخطورة في مثل هذه الكآبة إذا كان سببها الفشل في ارتكاب خطية كفشل أمنون أولًا في الخطيئة مع ثامار (2صم13). وكفشل آخاب أولًا في اغتصاب حقل نابوت... ومثل فشل أي طالب في القدرة على الغش أثناء الامتحان، أو فشل إنسان في الانتقام لمقتل أحد أقربائه. إنه فشل في ارتكاب خطية الاكتئاب عليه هو خطية أخري. 4 - وهناك كآبة سببها اليأس: مثل يأس عيسو، لما علم أن البركة قد انتقلت إلى أخية وانتهي الأمر، وقال له أبوه إسحق: "ماذا أصنع لك يا ابني؟ قد جاء أخوك بمكر، وأخذ بركتك، أني قد جعلته سيدًا لك" فلما سمع عيسو كلام أبيه، صرخ صرخة عظيمة ومرة جدًا (تك27: 33 - 38). ورفع صوته وبكي.. 5 - وهناك كآبة إنسان ينحصر بالضيقات. ويبقي فيها حزينًا بلا رجاء. وعلاجه أن يقول لنفسه كما قال داود النبي: "لماذا أنت كئيبة يا نفسي؟ ولماذا تحزنينني؟ توكلي على الله" (مز42: 11). لا تجمع المشاكل، وتكومها أمامك وتقف حزينًا، بلا حل، بلا رجاء، بلا اتكال على الله، إذكر قول الكتاب: " لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1تس4: 13). إن الكآبة التي بلا رجاء، هي كآبة خاطئة. حتى لو كانت بسبب طبيعي، كالبكاء على ميت، أو بسبب روحي كالبكاء على خطية. لذلك إن أحاطت بك المشاكل، فرقها، ضع الله بينك وبينها، فتختفي ويظهر الله، بمعونته. 6 - هناك كآبة أخري سببها الحساسية الزائدة.. إذ قد يوجد إنسان حساس جدًا نحو كرامته، أو حساس جدًا نحو حقوقه، يتضايق جدًا لأي سبب، أو لأقل سبب، أو بلا سبب، يريد معاملة خاصة، في منتهي الرقة، في منتهي الدقة، في منتهي الحرص فإن لم يجدها، وطبعًا نادرًا ما يجدها حينئذ يكتئب.. 7 - وهكذا يأتي الاكتئاب أيضًا للذين لا يعيشون في الواقع بل يرفضونه، ولا يضعون له سوي بديل خيالي لا يتحقق. فهم ثائرون على وضعهم، ولكنهم لا يحاولون تغييره بطريقة عملية، توصلهم إلى ما يريدون، إنما يكتفون بالثورة، يبقون حيث هم في كآبة وفي سخط على كل شيء. وإن أتتهم لحظات سعادة تكون ببعض أحلام اليقظة التي يعيشون فيها في خيال يتمنونه، ثم يستيقظون من أحلامهم وخيالاتهم، ليجدوا واقعهم كما هو، فيزدادوا سخطًا عليه، وتزداد كآبتهم. ونصيحتنا لهؤلاء أن يكونوا واقعين فإما أن يعيشوا في قناعة تسعدهم، راضين بما عندهم بل شاكرين أيضًا، وإما أن يعملوا على تغير الواقع عمليًا، ولا يكتفون بالكآبة. 8 - وقد يأتي الاكتئاب بسبب ضيق الصدر وعدم الاحتمال.. الإنسان الواسع الصدر والقلب يستطيع أن يمرر أشياء كثيرة تذوب في قلبه ولا يضيق بها، أما الذين لا يحتملون، فلابد أن يصلوا إلى الكآبة. كذلك سعة الفكر تعالج الكآبة تعالج الكآبة... فبدلًا من الاكتئاب، يفكر في حل. الإنسان الذكي، إذ أحاطت به مشكلة أو ضيقة. بدلًا من إرهاق أعصابة ونفسيتنه بالمشكلة ومتاعبها... يشغل ذهنه بإيجاد حل للخروج من المشكلة، فإن وجد الحل يبتهج، وتزول حدة المشكلة، وإن لم يجد، يصبر، والذي لا يستطيع أن يصبر، لا شك أنه ضيق الصدر، وهذا تزداد كآبته ويكون سببها قلة الحيلة. 9 - وقد تحدث الكآبة بسبب حرب خارجية من عدو الخير، دون ما سبب ظاهر.. يغرس في النفس أسبابًا للضيق ولو يخترعها، أو يكبر ويضخم في أسباب تافهة لا تدعو إلى الكآبة، أو يحاول أن يلهو بالإنسان كلما يسعد بوضع، يعزيه بأوضاع أخري كأنها أفضل مما هو فيه، فإن وصل إليها، يغريه بغيرها، أو بوضعه الأول. ويوجده في جو من التردد وعدم الثبات: يكون سببًا في الكآبة. فمثلًا إن كان راهب يعيش في الوحدة، يغريه بالخدمة وأكاليل الاشتراك في بناء الملكوت، وإن كان يخدم، يغريه بالوحدة وحياة التأمل والسكون والصلاة الدائمة، ومتعة الوجود في حضرة الله.. وهكذا لا يثبت على حال فيكتئب. وهذا يقودنا إلى سبب آخر للكآبة وهو الشك.. 10 - الشك إذا استمر، يحطم النفس، ويجعلها في حالة كآبة وقلق. سواء كان شكًا في إخلاص صديق أو في أمانة زوجة وعفتها، أو كان شكًا في حفظ الله ومعونته، أو شكًا في الإيمان.. أو قد يكون الشك في الطريق الذي يسلكه الإنسان أهو حسب مشيئته الله أم لا؟ أو قد يكون شكًا في تدابير ضد الإنسان وهو لا يدري.. أفكار الشك تخرج من العقل: لكي توجد عذابًا في النفس، وتقود إلى تصرفات تتناسب في الخطأ مع هذه الشكوك وحدتها. مثل زوج يشك في عفة زوجته، فيغلق عليها الأبواب والنوافذ، ويتجسس عليها، ويسمح لنفسه أن يفتش خطاباتها، وأدراجها، ويحقق معها في كل ما يشك فيه، ويجعل حياتها عذابًا.. وقد تكون بريئة كل البراءة.. يحاسبها على كل ابتسامه، وعلى كل كلمة، وعلى كل لقاء، وعلى كل حركة.. حياته تصبح في جحيم، وحياتهم تصبح في جحيم، وتكون للكآبة نتائج أخري خطيرة.. |
||||
24 - 01 - 2014, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 107 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الكآبة المرضية إن حرب الكآبة حرب معروفة، ومشهورة، على أننا نريد أن ننتقل إلى النوع الرابع منها وهو الكآبة المرضية. كما أن الشك المسبب للكآبة، إذ تطور قد يتحول إلى مرض، كذلك الكآبة قد تتحول إلى مرض. إذ تضغط الأفكار فيها على الإنسان حتى تحطم كل معنوياته، وتزيل منه كل بشاشة. فكر الكآبة يلصق بالمريض ولا يفارقه.. يكون معه في جلوسه وفي مشيه في نومه وفي صحوه، بأفكار سوداء كلها حزن وقلق وخوف، وصر كئيبة أمامه، بلا حل ولا رجاء. كآبة تضيع حياته، وروحياته، ونفسيته وعقله، باقتناع داخله أنه قد ضاع وانتهي.. 1 - كإنسان يظن مثلًا أن خطيته لن تغفر وأنه وقع في التجديف على الروح القدس (مت12: 31). وربما يكون الشيطان هو الذي ألقي في ذهنه هذا الفكر، حتى يوقعه في الكآبة، ثم في اليأس، على اعتبار أنه قد فقد أبديته، وأنه لا سبيل إلى الخلاص حسب تعليم الكتاب. أو قد يوصله إلى نفس الفكر ونفس الكآبة بأن يذكره بما قيل عن عيسو أنه: "لم يجد للتوبة مكانًا، مع أنه طلبها بدموع" (عب12: 17). ويخفي عنه كل الآيات الخاطئة بقبول الله للخطاة مثل قوله: "من يقبل إلى لا أخرجه خارجًا" (يو6: 37). ومثل قول الرسول إن: "الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون " (1تى2: 4). أو يضع أمامه تلك الآية: "وأعطيتها زمانًا لكي تتوب عن زناها: ولم تتب" (رؤ2: 21). ويشعره الشيطان بأن التوبة لها زمان محدد، وأن زمانه قد فات. وهكذا يقطع رجاءه من الخلاص، حسبما قال داود في المزمور: "كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهة" (مز3). يضع أمامه ما ورد في (عب6: 4-8) ويدقق على عبارة: "لا يمكن تجديدهم للتوبة". وهذه هي طريقة الشيطان، قطع الرجاء، ليوقع في الكآبة واليأس. وطبعًا كل الآيات السابقة لها تفسير ومثل هذا الإنسان يحتاج إلى من يفهمه معني الكلمات، ويكلمه عن محبة الله التي لا حدود لها، وإنه قبل اللص في آخر حياته دون أن يحدد له زمانًا.. وكآبة اليائس ليست هي كآبة الوجه التي يصلح بها القلب (جا7: 3). 2 - وقد يكون سبب الكآبة المرضية هو عقدة الذنب. كأن يموت له أب أو ابن، فيشعر أنه السبب في موته، ويظل هذا الأمر يتعبه، ويجلب له حزنًا لا ينقطع. ويظل يقول: ربما أكون قد قصرت في حقه، ولولا تقصيري ما مات. ويظل الشيطان يذكره بمناسبات للتقصير وإن قال له أحد إنك لم تقصر، وجلبت له الأطباء والدواء، يقول في كآبته المرضية، ربما لو أحضرت له طبيبًا أكثر شهرة، ما مات.. ربما لو سافر إلى الخارج.. وهكذا تطوف به الأفكار وكلها كآبة. 3 - وربما سبب الكآبة هو مرض له، يظن أنه بلا شفاء.. أو يتوقع له نتائج خطيرة يصورها له الوهم بأسلوب يتعب نفسيته.. وما أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الكآبة المرضية، والتي تصيب الإنسان بحزن لا يتخلص منه، ولا يعطي نفسه فرصة للشفاء منه. |
||||
24 - 01 - 2014, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 108 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
أعراض وعلاج الاكتئاب والمريض بالكآبة، قد يكون ساهمًا باستمرار، كئيب الوجه، والملامح، وكثير البكاء، كثير الشكوى، يائسًا تطحنه الأفكار السوداء بلا رجاء. يظن أنه قد ضيع أبديته، أو ضيع نفسه ومستقبله، أو ضاعت صحته، أو أنه تسبب في ضياع غيره، أو أن ما ينتظره أسوأ مما هو كائن.. وقد تحاول أن تصحح له أفكاره فلا يقبل، وينظر إليك في يأس ثم يبكي، فهذا الذي تقوله، قد سبق أن سمعه من ذهنه قبل ذلك، وظهر له أنه حل عديم الجدوى. أو قد يرفض الحديث جملة، إذ لا فائدة منه، ويشعر أن من يكلمونه لا يحسون به. وهناك نوع عكسي، يريد أن يحكي عن متاعبه، لكي يجد حلًا.. ومشكلة هذا الشخص هي أنه إما لا يجد حلًا، فتزداد كآبته. أو يجد الشخص الذي يستريح إليه، فيظل يتردد عليه كثيرًا، وفي كل مرة يقضي ساعات في الكلام والحوار حتى يهبر منه هذا الشخص المريح، فيتعبه هذا الهروب، ويري أنه يفقد القلب الذي أراحه، وفقدانه يزيد كآبته. ومن جهة العلاج، هناك نوعان من المصابين بالكآبة.. أ - نوع يرفض العزاء ويرفض التفاهم. ب - ونوع يتشبث بالفكر، كلما يخرجونه منه يعود إليه، وكلما يشفي يعود مرة أخري إلى مرض كما كان، وربما أزيد..ربما تخطر عليه فكرة الانتحار.. لكي يتخلص به من آلامه ومن حزنه فإما أن ينفذ الفكرة، أو يجدها هي أيضًا بلا فائدة، وذلك إن كان يؤمن بالأبدية، أو لأنه يفضل الكآبة على الموت أو لأنه يحاول أن يحل مشاكله عن طريق الخيال والفكر وأحلام اليقظة. وعمومًا يكون للكآبة تأثيرها السيئ على صحته.. من جهة إنهاك الأفكار، التي هي أيضًا تنهك الأعصاب، وأيضًا من جهة التعب النفسي وتأثيره على الجسد. وكذلك من جهة فكرة واحدة محيطة به، لا يعرف كيف يخرج من حصارها له.. إنه مرض يتعبه، ويتعب كل الذين حوله، ويتعب طبيبه، ويتعب مرشده الروحي.. ويحتار أب الاعتراف كيف يتصرف معه. |
||||
24 - 01 - 2014, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 109 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
الكآبة والاكتئاب ليس علاجًا لمشاكلك إن أول علاج لك هو أن تعتقد تمامًا من أعماق قلبك أن الكآبة ليست علاجًا لمشاكلك. تحدث لك مشكلة، كما أن جميع الناس تحدث لهم مشاكل. فتسبب لك هذه المشكلة حزنًا في قلبك أو ضيقًا. وهذا أيضًا يحدث لجميع الناس.. ولكنك أنت بالذات تستمر معك الكآبة مدة أطول مما يجب يلاحظ الكل أنها ليست كآبة طبيعية. ويحاولون أن يعزوك. أو أن يخففوا عنك. ولكنك بإصرار شديد ترفض أن تتعزي. فيسأم الناس من الحديث معك ويتركونك. فتجلس في كآبة أكثر وفي انطواء.. وهنا أسألك: هل استفدت شيئًا من كآبتك؟ هل عالجت مشكلتك؟ هل أراحتك نفسيًا من الداخل... أم تعبت بالأكثر؟! وهل أراحتك من جهة علاقتك بالناس. أم تعقدت علاقاتك بالأكثر؟! لا شك أنك خسرت بالكآبة. أكثر مما كنت تتوقع. وأصبحت كآبتك بسبب المشكلة، هي مشكلة أضخم من المشكلة التي اكتأبت بسببها! وبقيت المشكلة الأولي لم تحل.. مع إضافة مشكلة الكآبة إليها، ومع ما نتج عن ذلك من انطواء، ومن سوء علاقة مع الناس وخسارة الجو الهادئ الذي كنت تعيش فيه. كما إنك عرضت على الناس نقصًا ما كانوا يعرفونه فيك. وهو عدم احتمالك، وعجزك عن احتمال المشاكل... فلماذا هذا الإتلاف؟ كن واقعيًا. وفكر في حل مشاكلك ولا تركز على الاكتئاب. وإن لم تجد حلًا لمشكلتها، انتظر الرب.. أو احتمل وعش في واقعك. وإن اكتأبت بحكم الطبيعة البشرية لا تجعل هذه الكآبة تطول، ولا تجعلها تستمر، ولا تكشف نفسك هكذا قدام الناس. ولا تجعل الناس ينظرون إليك في إشفاق، أو في يأس من تغيير حالتك. حاول أن تكون أقوي من المشكلة. وإن لم تستطيع، حولها إلى الله الذي هو أقوي من الكل، والذي كل شيء مستطاع عنده (مت19: 26).. وبعد ذلك انسها في يدي الله. ولا تعد تفكر فيها. هناك مشاكل كثيرة، يمكن أن تحل بالإيمان، وبالتسليم، وبالصلاة.. ولكن لا توجد مشكلة واحدة يمكن حلها بالكآبة. إذن عليك أن تؤمن بأن الله موجود، وأنه لابد أن يتدخل وهو ضابط الكل، يري كل شيء، ولا تفوته ملاحظة شيء، وهو يعرف متاعبك أكثر مما تعرفها، ويشفق عليك أكثر مما تشفق على نفسك. ومادام الله يهتم، فلا تحمل أنت همومًا على كتفيك. اترك الأمر لله. هناك مشاكل في إمكانك حلها.. وهناك مشاكل أخري حلها في تركها، أو حلها في نسيانها. وربما تكون مشكلتك ( التي تبدو لك بلا حل) هي من هذا النوع. ولعلك تقول: وكيف أنسي؟ كيف أنسي المشكلة، وهي لاصقة بذهني أكثر من التصاق جلدي بلحمي؟ أفكر فيها كل حين، في جلوسي، في مشيي، في وجودي وحدي، وفي وجودي مع الناس، لا أفكر إلا فيها وإن قرأت أسرح فيها، ولا أتحدث في موضوع سواها. هى بالنسبة إلى كالنفس الداخل والخارج، أحسست أو لم أحس..!! |
||||
24 - 01 - 2014, 06:35 PM | رقم المشاركة : ( 110 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الحروب الروحية - البابا شنوده الثالث
المشغولية كعلاج للاكتئاب هنا، أقدم لك حلًا عمليًا وهو: المشغولية. إشغل نفسك باستمرار: واهرب من الفكر، من هذا الفكر الكئيب الذي فيك.. لابد أن تقتنع أن مداومة التفكير في المشكلة تضرك من كل ناحية: تضرك جسديًا وعصبيًا ونفسيًا، وترهقك، وتزيد المشكلة، وفي نفس الوقت لا وصول إلى حل.. إذن اترك هذا التفكير المرضي.. وفي صراحة قل لنفسك: كفاني تعبًا من هذا التفكير الذي لم يفدني بشيء.. وإن لم تستطيع، اشغل نفسك باستمرار. اشغل نفسك بأي شيء يبعد عنك الفكر المرهق. ومن هنا كان العمل المستمر مفيدًا للذين يشكون من الكآبة، إلى أن يتعبوا من العمل، فيناموا في راحة، وهكذا تستريح أعصابهم من إرهاق الفكر لها.. كما أن العمل يشعر الإنسان أنه قادر على إنتاج شيء، أو قادر على تحمل مسئولية، فيريحه هذا نفسيًا. كما تريحه ثمار عمله. وفي خلال ذلك يكون قد بعد عن الفكر... غير أن البعض قد يرفضون العمل أو يهربون منه، لكي يخلو عقلهم مع الفكر..! الفكر المرضي أصبح للأسف الشديد يشكل أهمية كبري في نفوسهم، لا يستغنون عنها. فهم يريدون أن يفكروا في المشكلة. يريدون أن يستمروا دائرين في هذه الدائرة. المفرغة التي لا توصل إلى حل..! فإن قبلوا العمل، تكون علامة صحية.. علامة على أنهم قلبوا الاستغناء عن الفكر، ولو قليلًا، في فترة العمل... وهذا حسن جدًا.. مجرد قبولهم العمل، أمر مفيد، حتى لو كان ذلك تغصبًا. وتزداد حالتهم تحسنًا، كلما قبلوا العمل برضي وبفرح ووجدوا فيه لذة.. وأحيانًا يكون رفضهم للعمل، بحجة أن أعصابهم مرهقة، وقدرتهم الجسدية لا تمكنهم من العمل..! وهذه الحجة قد تكون حقيقية عند البعض إلى حد ما.. وقد تكون وهمية عند البعض الآخر. أو يكون وراءاها عامل نفساني.. مثل شخص كلما يعرض عليه العمل، يشعر بإعياء جسدي مفاجئ، هو رد فعل لرغبته الداخلية في عدم العمل. على أية الحالات، يكون العمل حسب الطاقة، وقد يكون أيضًا عن طريق التدرج، حسبما يقدر المكتئب، وحسبما يستجيب للعمل. ويحسن عرض أعمال عليه، يختار منها ما يناسبه.. فإن لم يقدر على العمل اليدوي، هناك أنواع أنشطة يمكن أن يقوم بها.. وهناك ألوان من التسلية والترفيهات والقراءة قد تشغله.. وهناك علاج آخر هو الموسيقي. |
||||
|