10 - 10 - 2012, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 101 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
إحدى قريباتي تمت خطبتها رغم إرادتها . وذلك بالضغط عليها من أهلها. وهربت من المنزل كثيراً لهذا السبب . وفي كل مرة كنت أرجعها إلى أهلها . وطلب وكيل المطرانية خطابات من خطيبها ليفك الخطوبة , علماً بأنه يعمل بالخارج . والوكيل لا يريد أن يفك الخطوبة . ونخشى على هذه الإبنة من تكرار الهروب . فماذا نفعل ؟ 1- الخطبة ليست قيداً وليست عقداً . ولا يشترط لفكها رضاء الطرف الأخر . هي مجرد وعد بالزواج . وفترة الخطوبة هي فترة اختبار , ليرى فيها كل طرف إن كان يستطيع أن يحيا في الزيجة طول العمر مع الطرف الأخر أم لا . هي إذن ليست قيداً عليه . إن أراد أن يفك , يمكنه ذلك . 2- وليس من حق وكيل المطرانية أن يرفض فك الخطوبة . ولا يتوقف الأمر على رضا الخطيب . كل ما في الأمر أن الخطيبة إذا طلبت فك الخطوبة , تفقد الشبكة والهدايا الثابتة غير المستهلكة . ويمكن لوكيل المطرانية أن يأخذ عليها تعهداً برد الشبكة والهدايا . أو تركهما في المطرانية كوديعة إلى أن يأخذها الخطيب عندما يرجع من الخارج . 3- كذلك فإن تأخير فك الخطوبة , تضيع فرصاً على الخطيبة في خطبة أخرى . والمعروف أن البنات ظروفهن غير الرجال في الزواج , سواء من جهة السن , أو من جهة الفرص المتاحة . فتأخير فك الخطوبة ليس من صالح الفتاة . وفيه ضرر يحيق بها , لا يجوز لرجل الدين أن يسمح به . 4- لذلك يمكن للفتاة أن تقدم شكوي إلي أسقف الأيبارشية أو إلي البطريركية . وذلك إذا أصر وكيل المطرانية على عدم فك الخطوبة . أوتقدم شكوي إلي المجلس الإكليـريكي لفك هذا النزاع . وإعطاء الفتاة الحق في أن تتزوج من تريد في حدود وصايا الرب . 5- إن الزواج لا يمكن أن يتم بالإرغام . وعدم الرضا سبب لبطلان الزواج . أي أنه يجب أن يثبت رضا الطرفين في عقد الزواج . وإذا حدث الزواج بالإرغام يمكن أن يحكم القضاء ببطلانه . فكم بالأولى الخطبة .. ولا يصح أن يعلق الفتاة , ونضيع عليها الفرص بدون وجه حق . ولا يجوز لخطيب أن يظلم خطيبته ويعلقها . وبالحرى لا يجوز لرجل الدين أن ينضم إلى مثل هذا الخطيب , ويطلب موافقته أو يشترط ذلك ... 6- أما إذا كانت بينهما مشاكل مالية , فهذه لا علاقة لها بالخطوبة ... المشاكل المالية موضوع مستقل تماماً عن موضوع الخطوبة . وتوجد طرق أخرى لحله . ومن حق الخطيب أن يرفع قضية للحصول على ماله , إذا لم تستطع الكنيسة بطرقها الروحية أن تعطيه حقوقه . وهروب الخطيبة من البيت , لا يدل على أنها السبب في هذه المشاكل . ربما تتعلق هذه المشاكل بأسرتها... 7- إن هروب الفتاة درس لكل أبوين . في عدم إرغام ابنتهما على الزواج . ليس من حقهما مطلقاً أن تطيعهما الأبنة في الزواج بمن لا تريده ولا تحبه . ولا يصح أن يرغمها أحد الأبوين إرغاماً مادياً أو أدبياً أو نفسياً أو يهدداها بمرض أحدهما , أو بضياع الأسرة أو بالعقوق . لأنه لا يجوز أن تكون الفتاة ضحية لضغط أو لتهديد الوالدين . فلو فرض وضغطت على نفسها وأطاعتها . ثم فشل الزواج وعاشت تعيسة فيه , على من تقع المسئولية في تعاستها ؟ وهل يستريح ضمير الوالدين لذلك ؟ أم أن الله يطالبهما بدم هذه الفتاة ؟ ولا يقل أحد أن المحبة ستأتي بعد الزواج كلا فهذه مغامرة غير مضمونة مطلقاً .. لا يصح أن يعلق مستقبل حياة بأكملها على مثل هذا الإفتراض, الذي غالباً لن يتحقق , وخصوصاً مع فتاة هربت من البيت لهذا السبب .. وإن ضرب البعض أمثلة بحالات أخرى , تم فيها الزواج بالإرغام , وإستمر.. نقول لهم : ربما كان ذلك خضوعاً للأمر الواقع , مع عذاب داخل القلب . وهذا عمل غير إنساني . |
||||
10 - 10 - 2012, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 102 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
عندي وقت كثير ، ولا أعرف ماذا أعمل فيه ؟ ماأسعد , إذ عندك وقت . هناك من تثقلهم المسئوليات والمشغوليات , ولا يجدون لها وقتاً , ويتمنون ماعندك. إستغل وقتك من أجل فائدتك الشخصية , ومن أجل فائدة الأخرين . استفد من الوقت في نمو نفسك روحياً , وفكرياً , ودراسياً , ورياضياً , أيضاً إن كنت من هواة ذلك . هناك من يستغل الوقت لأجل ثقافته , وزيادة معلوماته , مما يفيده ويوسع مداركه , أو يزيد مواهبه وإمكانياته . كمن يتعلم الكمبيوتر , أو تلكس , أو ألة كاتبة , أو لغة أجنبية . يمكن أن يستفيد من الوقت روحياً : في قراءة الكتاب المقدس , وقراءة سير القديسين , وفي حفظ المزامير والصلوات والألحان وبعض أيات وفصول من الكتاب . ويمكن أن تستغل وقتك في الخدمة : في الإفتقاد , وزيادة الحالات المحتاجة , وحل مشاكل الأخرين , وما تتطلبه الكنيسة من خدمات .... يمكن أن تستفيد روحياً أيضاً , بتقضية الوقت في الصلاة , والتأمل , وحضور القداسات والإجتماعات الروحية . وإن كنت خادماً , يمكن أن تقضي وقتاً في تحضير دروس للخدمة . ويمكن أن تقضي وقتاً في مكتبة الكنيسة أو أية مكتبة دينية أخري متاحة لك . هناك من يقضي وقت فراغه في عمل إضافي يكتسب منه إيراداً يساعده في حياته , أو يساعد به إسرته وعلى أية الحالات يمكنك الإستفادة من الوقت حسبما يناسب سنك وروحياتك وثقافتك ومواهبك وهواياتك . فبعض الناس مثلاً لهم هوايات فنية أو أدبية يستغلون فيها وقتهم , كالرسم مثلاً , أو الموسيقى , أو كتابة القصص , أو تأليف الشعر والتراتيل . ولكن إحترس من أن تقضي وقتك فيما يضرك . إحترس من أن تقتل وقتك فيما يقتل روحياتك : في أفكار شريرة , أو في أحلام اليقظة . كذلك لا تقضي وقتك في مشاعر الضجر والسأم والقلق , أو طياشة الأفكار . كما لا تقضي وقتك من أصحاب السوء . ليكن وقتك معك ، ولا ضدك . |
||||
10 - 10 - 2012, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 103 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
إلى أي مدي يكون التعارف في فترة الخطيبة ؟وهل خروج الخطيبين معاً حرام ؟ خروجهما معاً ليس حرام بشرط أن يكون ذلك بمعرفة عائلة الخطيبة , وبشرط عدم الوقوع في أخطاء عاطفية . فترة الخطوبة هي فترة تعارف . فيها كل من الخطيبين يعرف الأخر , ويرى هل يمكن توافق من طبعه أم لا. ولكن كيف يمكن لهما أن يدرس كل منهما نفسية الأخر وأسلوبه وطبعه , إن لم يخرجا معاً ...! بعض العائلات تسمح لهما بالإلتقاء في البيت . وبعض العائلات يسمح بهذا الخروج في صحبة أخ أو أخت للخطيبة . ولا شك أن في هذا لوناً من التضييق لا يسمح بالتعارف الكامل . المهم في الأمر أن تكون الخطيبة حريصة على عفتها . فلا تسبب في أمور عاطفية , ربما تسبب فسخ الخطوبة فيما بعد , كما لا تعطي خطيبها فكرة حسنة عن أخلاقيتها . كما أن هذه الممارسات العاطفية لا تعطي فرصة كل منهما لدراسة الأخر ومعرفة طبعه وعقليته ونفسيته وصفاته الأخرى.. وبعد ذلك قد تنكشف الحقيقة بعد الزواج , ويحدث الخلاف , ولا يوجد علاج .. |
||||
10 - 10 - 2012, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 104 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما ذنب يعقوب في أنه أطاع أمه رفقة في الحيلة التي دبرتها له وخدع بها أباه لينال البركة فعاش حياة كلها تعب ( تك 47 : 9 ) , وخدعه خاله لابان في زواجه ( تك 29 : 25 ) وغير أجرته عشر مرات (تك 31 : 41 ) كما خدعه أبناؤه وقالوا له إن يوسف قد إفترسه وحش رديء ( تك 37: 31ــ33 ) . وتركوه ينوح عليه ويرفض أن يتعزى ( تك 27: 24،35 ) . فهل كان ممكناً أن يخالف أمه في أمر كان هو إرادة الله فيه ، منذ الحبل به ( تك 25 : 23 ) ؟ نعم كانت إرادة الله أن ينال يعقوب البركة . ولكن لم تكن إرادة الله أن يخدع يعقوب أباه . وكان يعقوب يعلم تماماً إن خداعه لأبيه خطية كبيرة يمكن أن تحل عليه اللعنة بسببها بدل البركة (تك27 : 12 ) . ولهذا ماكان يجوز له أن يطيع أمه في خطية . والمعروف أنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" ( أع 5 : 29 ) . وقد قال الرب : "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني" ( مت 10 : 37 ) . الطاعة للأم واجبة , ولكن داخل نطاق وصية الرب . ولا تكون طاعة في خطية . ولذلك قال الرسول "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب , لأن هذا حق" ( أف 6 : 1 ) . ونركز هنا على عبارة ( في الرب ) . لأن خارج ذلك لا تكون طاعة . تقول ماذنب يعقوب ؟ أقول لك ذنبه أنه خدع أباه , حتى لو كان ذلك بتدبير أمه . كان يمكنه أن يمتنع ويقول لأمه "لا أستطيع أن أخدع أبي" وفعلاً هو إعترض , ولكنه إستسلم للخديعة التي دبرتها أمه بعد قولها له "لعنتك على ياإبني" ( تك 27 : 13 ) . وفي الواقع كانت في قلبه رغبة هي التي جعلته يطيع الخديعة التي دبرتها أمه . بدأت هذه الرغبة منذ أنتهز جوع أخيه , فطلب منه أن يبيع له البكورية بأكلة عدس ( تك 25 :29ــ34) فبالإضافة إلى أنه أطاع أمه فيما ألبسته ملابس عيسو , وكست يديه وعنقه بجلد الجدي المشعر , فإن حديثه مع أبيه كان كله كذباً بقوله "أنا عيسو بكرك . قد فعلت كما كلمتني . قم إجلس وكل من صيدي .. الرب إلهك قد سر لي" ( تك 27 : 19 ــ 24 ) وكرر الكذب حينما عاد أبوه يسأله ( تك 27 : 24 ) . ذنب يعقوب ليس فقط طاعة أمه في الخطأ . إنما أيضاً كذبه , ولجوءه إلى طرق بشرية غير إلهية . وأيضاً إستغلاله عمي أبيه , وواضح أن أباه كان متشككاً ... |
||||
10 - 10 - 2012, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 105 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أنا إنسان صريح أحب الصراحة . ولا أحب أن أكون بوجهين : أجامل الغير بأحد الوجهين , بينما أتضايق من أخطائه .. ومع ذلك فإن هذه الصراحة تسبب لي مشاكل مع من أصارحهم برأي فيهم أو في تصرفاتهم . فهم يتبعون , ويسببون لي متاعب .فماذا أفعل ؟ هل من الحرام أن أتكلم بصراحة ؟ الصراحة ليس حراماً . لكن المهم مع من تكون ؟ وكيف تكون ؟ وما هو الأسلوب الذي تتكلم به , أثناء صراحتك مع غيرك ؟ هو أسلوب لائق أو غير لائق ؟ وهل هو أسلوب جارح , أو إسلوب قاس ؟ وهل يشمل إتهاماً ظالماً ربما بسبب معلومات غير سليمة قد وصلت إليك ؟ وهل أنت في صراحتك تتدخل فيما لا يعنيك ؟ وتتجرأ على ماهو ليس من إختصاصك ؟ كذلك أعرف الأسلوب الذي تتكلم به في صراحة ، مع شخص أكبر منك سناً أو مقاماً أو مركزاً : لا شك أن الصراحة معه تختلف عن صراحتك مع شخص في نفس سنك ومركزك , وتختلف عن صراحتك مع صديق ، توجد بينك وبينه دالة . وتسمح هذه الدالة أن تستخدم معه ألفاظاً لا تستطيع أن تستخدمها مع شخص كبير . إنك تستطيع في صراحتك أن تقول لصديقك "أنت غلطان" . وقد لاتستطيع أن تقولها لوالدك أو عمك , أو أي شخص له مهابة في نظرك . والصراحة أيضاً تحتاج إلى أدب في المخاطبة . ويلزمك فيها أن تكون حريصاً على إنتقاء الألفاظ . بحيث تستخدم ألفاظاً تصل بها إلى هدفك , دون أن تهين من تكلمه أو تجرحه أو تسيء إليه , لأن هذا غير لا ئق . لأن هناك أشخاصاً في صراحتهم يستخدمون ألفاظاً كرجم الطوب . ويحاولون أن يخفوا أخطاءهم هذه تحت إسم الصراحة !! وتكون إدانتهم , ليس على صراحتهم , إنما بسبب عدم حرصهم على أدب التخاطب في الصراحة , أو بسبب عدم اللياقة ... كذلك ينبغي أن تكون الصراحة في حكمة , حسب هدف روحي سليم . فهل الهدف هو التوبيخ والإهانة ومجرد النقد ؟ أم الهدف هو تبليغ رسالة معينة ؟ أم الهدف هو العتاب والتصالح . فإن كان الهدف سليماً , تكون الوسيلة الموصلة إليه سليمة أيضاً وتأتي بنتيجة طيبة . أقول هذا لأن البعض يظن أن هدف الصراحة هو توبيخ المخطيء أو من يظن أنه مخطيء , كما يفتخر أحدهم بصراحته قائلاً : أنا إنسان صريح : أقول للأعور أنت أعور , في عينه . فهل ياأخي إن قلت للأعور هكذا , تكون قد كسبته أم خسرته ؟ وهل لو عايرته بعبارة أنت أعور , تكون صراحتك هذه سبباً في إرجاع البصر إلى عينه العوراء !! أم هي صراحة لمجرد التجريح والإهانة والإيذاء ؟ ! وبلا فائدة تجنيها منها . مثل هذا الإنسان ( الصريح ) , يرى الصراحة إثباتاً لجرأته وشجاعته . فلو كان السبب هو الذات فقط , لا تعد صراحته فضيلة . أما الصراحة التي قال بها المعمدان للملك هيرودس "لا يحق لك أن تأخذ إمرأة أخيك" ( مر 6 : 18 ) , فقد كانت درساً للأجيال كلها في تحديد موقف الشريعة الإلهي من زواج خاطيء . كما لا ننسى أن يـوحنا المعمدان كان نبياً , بل أفضل من نبي ( مت 11 : 9 ) وبهذا الوضع كان له السلطان أن يوبخ .. فهل أنت لك السلطان , الذي به تستطيع أن توبخ , وفي صراحة ؟! إذن إذا تكلمت مع من هو أكبر منك , فأخلط صراحتك بالأدب والحكمة . وأمامك مثال أبيجايل في حديثها مع داود النبي : قامت بتبليغه الرسالة , وحذرته من الإنتقام لنفسه وإتيان الدماء . ولكن في منتهى الأدب والتواضع . سجدت عنه قدميه , وقالت له "علي أنا ياسيدي هذا الذنب . ودع أمتك تـتكلم في أذنيك , وإسمـع كلام أمتك" ( 1 صم 25 : 23 ، 24 ) . ولم تخاطبه إلا بعبارتي سيدي , وأمتك . وكانت تخلط الصراحة في تحذيره من الخطأ , بالمديح والإعتراف بعظم مركزه . وإشعاره بأنها تريد له الخير . وتخشى أن يكون إنتقامه معثرة قلب له حينما يقيمه الرب رئيساً لشعبه . وهكذا صارحته بكل إجلال وإحترام له , وبإقناع , ومركزها تحت قدميه . وهكذا تقبل منها داود هذه الصراحة وطوبها , وقال لها "مبارك عقلك , ومباركة أنت , لأنك منعتني اليوم عن إتيان الدماء , وإنتقام لنفسي" ( 1 صم 25 : 33 ) . حقاً ، إن هناك فرقاً بين الصراحة , وسلاطة اللسان . في الصراحة مع الكبار , ينبغي أن يحتفظ الإنسان بإحترامه لهم , وبتواضع قلبه وتواضع لسانه . ولايجوز له أن يرتئي فوق ماينبغي بل يرتئي إلى التعقل(رو3:12) . ومادام يعتبر الصراحة فضيلة , في الشهادة للحق , فلا يجوز أن يجعل فضيلة تضيع منه فضيلة أخرى . أعني الشهادة للحق لا يجوز أن تضيع الأدب والإتضاع ... أما عن إسلوب الصراحة إذ تكلم به الكبير مع الصغير . فأعمق مثل له حديث السيد المسيح مع السامرية . لقد كلمها عن حالها , في صراحة كشفت خطيئتها "كان لك خمسة أزواج . والذي لك الأن ليس هو زوجك" ( يو 4 : 18 ) . قال بأسلوب غير جارح , إذ إستخدم عبارة ( أزواج ) بدلاً من أية كلمة أخرى تخدش شعورها . وكذلك عبارة ( الذي لك الأن ) . كما أنه غلف عبارته الصريحة بكلمتي مديح من قبل وبعد : إذ بدأ بعبارة "حسناً قلت ليس لي زوج" وختم بعبارة "هذا قلت بالصدق" ..... لهذا لم تتعب المرأة صراحة الرب معها . بل على العكس قالت له "ياسيد أرى أنك نبي" ( يو 4 : 19). |
||||
10 - 10 - 2012, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 106 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أخي مهاجر إلى أستراليا , وأرسل لي أوراق للهجرة . وأنا متزوج , ولي بنت عمرها 12 عاماً وولد عمره عشرة أعوام . فهل أهاجر أم أبقى في مصر ؟ بماذا تنصحني ؟ علماً بأن سني لا يسمح لي أن أبدأ من جديد , وأنا خائف من تقديم أوراقي . نقطة مبدئية أحب أن أقولها لك : هل أخوك في المهجر قد وجد لك وظيفة هناك ؟ لأنه معنى أن تهاجر ولا تجد لك وظيفة , وإن أردت العودة إلى مصر , تكون وظيفتك فيها قد شغلها غيرك؟ في أستراليا , شهاداتنا العلمية المصرية غير معتمدة . فلا الطبيب يستطيع بشهادته المصرية , أن يشتغل طبيباً , ولا المهندس يشتغل مهندساً.. ولا بد من إجتياز إمتحان صعب جداً , والنجاح فيه نادر... ومن أجل هذا , عندما كنت في أستراليا , تقابلت مع رئيس الوزراء الفيدرالي , ووزير التعليم , وبعض وزراء الولايات , ووزراء الظل ( وزراء المعارضة ) لأبحث معهم موضوع إعتمادات الشهادات . لهذا أحب أن تتأكد تماماً من هذه النقطة قبل سفرك . ولا تعتمد على مجرد الوعود فهي ليست مضمونة .... النقطة الثانية هي إتقان اللغة الإنجليزية . وهي اللغة الإنجليزية باللهجة الأسترالية . وهناك ثلاث لهجات للغة الإنجليزية تختلف بعض الشيء . وهي لهجة إنجلترا , ولهجة أمريكا , ولهجة أستراليا .. على أية الحالات إن لم تكن تتقن الإنجليزية, فسوف تواجه صعوبات في الحياة هناك , وكذلك أولادك . نقطة أساسية أخرى من جهة مستقبل وتربية بنتك وإبنك . من جهة إتقانهما للغة الإنجليزية . من جهة إعتماد دراستهما والمرحلة التي يلتحق بها كل منهما ... ونقطة خطيرة أخرى وهي الناحية الأخلاقية . وهي موضوع صعب جداً وخطير سواء في أمريكا أو أستراليا أو أوروبا . وسهولة الإنحراف هناك . والتعرض للسقوط في غاية السهولة . بل الذي لا يقبل السقوط يعتبرشاذاً هناك !! لذلك أحب أن أذكرك يقول الشاعر : قدر لرجلك قبل الخطو موضعها .. تشاور مع أخيك على هذه النقاط , قبل أن ترسل أوراقك للهجرة . |
||||
10 - 10 - 2012, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 107 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
هل أعاتب صديقاً لي إذا أخطأ في حقي ؟ أم أحتمل إساءته وأصمت ؟ يمكن أن تعاتبه إن كان من النوع الذي يقبل العتاب وإن كان العتاب يأتي بنتيجة طيبة . وذلك لأنه ليس كل إنسان يقبل العتاب . فهناك من تعاتبه , فيثور ويحاول أن يبرر نفسه , ويكثر الجدل.. ويعتبر أنك تتهمه وتظلمه . وينتهي العتاب بنتيجة أسوأ . وقد قال الشاعر: ودع العتاب فرب شر كــان أولــه العتـــابـــا أما الصديق الواسع الصدر , المحب , الذي يقبل العتاب بصدر رحب وبموضوعية , فيمكن أن تعاتبه وتصفي الموقف معه . وقد صرح السيد الرب بالعتاب فقال : " إن أخطأ أخوك , فإذهب وعاتبه , بينك وبينه وحدكما . فإن سمع منك , فقد ربحت أخاك" ( مت 18 : 15 ) . وهنا يضع السيد شرطاً , أن يكون العتاب بينكما سراً . لأن البعض لا يقبل أن يظهر مخطئاً أمام الأخرين , بينما يقبل ذلك "بينك وبينه وحدكما" . ومع كل ذلك فإن السيد يقول إن نتيجة العتاب غير مضمونة . وذلك بقوله : "فإن سمع لك" . هنا وأقول نقطتين هامتين في العتاب : الأولى : هي إسلوب العتاب . فهناك من يعاتب في محبة , وقد يبدأ بذكر محاسن الصديق ومواقفه الطيبة , قبل أن يذكر نقطة العتاب .. بهذا يكون أسلوبه مقبولاً .. بينما هناك من يعاتب في عنف . وبألفاظ جارحة , وكأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب , ويحط من شأن صديقه . فلا يقبل ذلك منه , ويرد عليه بالمثل ,ويشتعل الموقف . إذن إذا عاتبت , عاتب رقيق مقبول : النقطة الثانية : وهي سبب العتاب . المفروض أن يكون ذلك لسبب يستحق العتاب , وليس على أمور بسيطة تدخل تحت عنوان "المحبة تحتمل كل شيء" (1كو 13) . لأنك إن كنت تعاتب على كل صغيرة , وحتي علي التفاهات و بحساسية شديدة , فإنك بهذا الأسلوب تفقد أصدقائك ...! لذلك كن واسع الصدر , ولا تعاتب على أمور الصغيرة . هذه إحتملها في صمت , بل في محبة , وبحسن نية . ولا تفكر في أن صديقك أراد أن يسيء إليك . ربما كانت هفوة , زلفة لسان , عبارة فكاهة, بسبب نسيان ... إلخ . أما ماقاله السيد المسيح , عن تطور الموقف , وأن تشكوا للكنيسة , فلا شك أن هذا عن الأمور الخطيرة جداً , ذات النتائج غير المحتملة ... |
||||
10 - 10 - 2012, 07:26 PM | رقم المشاركة : ( 108 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
زوجي يتأخر مساءاً , ولا أعتقد أبداً أن عمله يستدعي ذلك . فماذا أفعل لمثل هذا الزوج الذي لا يهتم ببيته , وكأنه يهرب منه إلى غيره ؟! ليت كل زوجة تجعل بيتها محبباً إلى زوجها , يشتاق إليه كلما بعد عنه ... فغياب الرجل كثيراً عن بيته _ بدون سبب قهري _ يدل على أنه لا توجد علاقة قوية بينه وبين بيته وبين أهل بيته , وأنه لا محبة ولا إشتياق . وإيجاد المحبة والإشتياق لا يكون بكثرة العتاب , وبكثرة التحقيق معه و وبكثرة النكد والعكننة . فالرجل قد يهرب من البيت بسبب النكد . لذلك حاولي أن تكسبي زوجك بالمحبة , وبالكلمة الطيبة التي ترضيه . وتحدثي معه في نوعية الحديث الذي يروقه ويحبه . وإن وجدتيه زاهداً في الحديث , فلا ترهقيه . كذلك إبحثي متى بدأ يغيب ؟ هل حدث ذلك إثر شجار بينكما , أو مناقشة حامية , أو خلاف حول موضوع ما . إن كان الأمر هكذا , إصلحي نتائج ماحدث . كذلك إهتمي بيتك وبنفسك في البيت : إجعلي صورة البيت محببة إليه , وأيضاً صورتك البشوشة المملوءة حباً , التي تعتني به وتهتم به .. إحذري من تكبير الأمور , والشكوى لكثيرين , لئلا يزداد الأمر تعقيداً . والرب قادر أن يرجعه إلى بيتك , بصلاتك ... |
||||
10 - 10 - 2012, 07:26 PM | رقم المشاركة : ( 109 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
خطبت فتاة فاضلة . ولكني وجدت أن أمها حادة الطبع , كثيرة المشاكل ومتعبة . فهل أكمل زواجي بها, وتصبح هذه الأم المشاكسة حماتي .أنا متخوف . أم لا أتزوجها , وحينئذ يتعبني ضميري , لأنه ماذنب الإبنة , إن كانت أمها هكذا ؟ فبماذا تنصحني ؟ نعم ماذنب الإبنة , إن كانت أمها هكذا ؟ هل تقف الأم في طريقها , فتمنع عنها كل فرصة للزواج ؟ كثيراً ماسئلت هذا السؤال وكانت إجابتي هي : يمكنك أن تتزوج هذه الإبنة على شرطين : 1- أنها لا تكون قد ورثت شيئاً من طباع أمها , بل تكون على العكس ساخطة على طباع هذه الأم , عن إقتناع . 2- أنها تكون ذات شخصية مستقلة , بحيث لا تتبع أمها في المستقبل , ولا تكون تحت طاعتها في أخطائها وبذلك تستطيع أن تنقذ هذه الإبنة المظلومة , بزواجك منها فلا تتركها ضحية لأم حادة الطبع كثيرة المشاكل ومتعبة . |
||||
10 - 10 - 2012, 07:27 PM | رقم المشاركة : ( 110 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما معنى قول السيد المسيح "إصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم" (لو9:16) ؟ هل المال الذى نقتنيه من الظلم، أو من الخطية عموماً، يمكن أن يقبله الله، أو نصنع به خيراً، أو نكسب به أصدقاء ؟ ليس المقصود بمال الظلم هنا، المال الحرام الذى يقتنيه الإنسان من الظلم أو من أية خطية أخرى. فهذا لا يقبله الله. إن الله لا يقبل مثل هذا المال، ولا تقبله الكنيسة أيضا. وقد قيل فى المزمور "زيت الخاطىء لا يدهن رأسى" (مز5:41). وورد فى سفر التثنيه "لا تُدخل أجرة زانية .. إلى بيت الرب الهك" (تث 18:23). فالله لا يقبل عمل الخير، الذى يأتى عن طريق الشر ... العطايا التى تقدم إلى الكنيسة، تأخذ بركة، وتذكر فى "أولوجية الثمار" أو فى "أوشية القرابين" أمام الله. لذلك فإن هناك عطايا مرفوضة،لا تقبلها الكنيسة، ولا تدخلها إلى بيت الله، إذا عرفت أنها أتت من مصدر خاطىء. وقد شرحت قوانين الرسل هذا الموضوع. إذن ما هو مال الظلم الذى نصنع منه أصدقاء؟ مال الظلم ليس المال الذى تقتنيه من الظلم. إنما هو المال الذى تقع فى خطية الظلم، إن استبقيته معك ... فما معنى هذا؟ ومتى يسمى المال "مال ظلم"؟ لنضرب مثلا: لقد أعطاك الله مالاً، وأعطاك معه وصية أن تدفع العشور. فالعشور ليست ملكك. إنها ملك للرب، ملك للكنيسة وللفقراء. فإذا لم تدفعها تكون قد ظلمت مستحقيها، وسلبتهم إياها باستبقائها معك. هذه العشور التى لم تدفعها لأصحابها، هى مال ظلم تحتفظ به. وكذلك المال الخاص بالبكور والنذور وكل التقدمات المحتجزة لديك. يقول الرب فى سفر ملاخى النبى "أيسلب الإنسان الله؟ فإنكم سلبتمونى. فقلتم بم سلبناك؟ فى العشور والتقدمة" (ملا 8:3). إن استبقيت العشور والنذور والبكور معك، تكون قد ظلمت الفقير واليتيم والأرملة أصحابها. وهم يصرخون إلى الرب من ظلمك لهم. وصرفك هذا المال فى ما يخصك، يحوى ظلماً لبيت الله، الذى كان يجب أن تدفع له هذا المال، الذى هو ملك لله وأولاده، وليس لك. ويمكن أن نقول هذا عن كل مال مكنوز عندك بلا منفعه، بينما يحتاج إليه الفقراء، ويقعون فى مشاكل بسبب احتياجهم. إذن إصنع لك أصدقاء من مال الظلم هذا. إعطه للمحتاجين إليه، وسد به أعوازهم، يصيروا بهذا أصدقاء لك، ويصلوامن أجلك. ويسمع الله دعاءهم، ويبارك مالك (ملا 10:3). فتعطى أكثر وأكثر. |
||||
|