12 - 05 - 2012, 12:53 AM | رقم المشاركة : ( 101 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كثرة الكلام كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل ( أم 10: 9 ) «كثرة الكلام» مرض مألوف جدًا يتعلق باللسان. فإذا تكلمت كثيرًا، لا يمكن أن تتفادى الخطأ أبدًا، بل إن الكتاب المقدس يحذرنا من كثرة الكلام حتى في مُخاطبة الله، الأمر الذي يحتاج أكثرنا إلى الانتباه إليه، فنقرأ في جامعة 5: 1- 2 «احفظ قَدَمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهَّال، لأنهم لا يُبالون بِفعل الشر «لا تستعجل فمك ولا يُسرع قلبك إلى نُطق كلام قدام الله، لأن الله في السماوات وأنت على الأرض، فلذلك لتكن كلماتك قليلة». لقد قال لي أحدهم يومًا: "تذكَّر أن الكذب بالكلام ليس خطية أكبر من الكذب بالترنيم". نعم، لقد سمعت أُناسًا يرنمون كلمات التسليم الكامل والتكريس الفائق لله، مثل "سلَّمت قلبي، خصصت حبي ... أنا لك كُلي بجملتي.." وكانوا هم أنفسهم يتهربون من دفع القليل من مالهم لعمل الرب. هذان موقفان متناقضان، فإن لم تكن حقًا مستعدًا لتسليم حياتك للرب، لماذا تقول له ذلك؟! ألا تدري بأنك ستعطي أمامه حسابًا عن كل كلمة قُلتها أو رنمتها في محضره؟ نقرأ في الأصحاح نفسه من سفر الجامعة، ما يُشير إلى أننا سنُسأل عن كل ما نقوله ونرنمه ونصليه، ولا مجال بعد ذلك لأن نقول: «إنه سهوٌ» ( جا 5: 6 )، لأننا سنعطي حسابًا عن كل كلمة خالية من الإخلاص وبعيدة عن التطبيق. ونتابع في جامعة 5: 3 «لأن الحلم يأتي من كثرة الشغل، وقول الجهل من كثرة الكلام»، أو كما جاء في الترجمة التفسيرية: "فكما تُراود الأحلام النائم من كثرة العناء، كذلك أقوال الجاهل تصدر عن الإفراط في الكلام". فكثرة الكلام إذًا هي علامة الجهل، وحديث الجاهل يُعرف من كثرة كلامه من دون الحاجة إلى دليل آخر، حيث أن "أقوال الجهل تصدر عن الإفراط في الكلام". ما هو جذر المشكلة؟ أعتقد أنه يكمن في أن اللسان هو عضو لا يُضبط ( يع 3: 8 ). فكثيرو الكلام لا يضبطون ألسنتهم، وهم كثيرون في مجتمعاتنا المُعاصرة. أ لم تكن يومًا برفقة امرأة أو رجل صدَّع رأسك بكلامه الكثير الذي تخاله لن ينتهِ أبدًا؟ ما هو أصل المشكلة؟ إنه لسان لا يُضبط؛ إن كثرة الكلام دليل أكيد على أن هناك قلبًا مُتعبًا غير منضبط. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:53 AM | رقم المشاركة : ( 102 ) | ||||
† Admin Woman †
|
نعمان العظيم الأبرص وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيمًا عند سيده مرفوع الوجه .. وكان الرجل جبار بأس، أبرص ( 2مل 5: 1 ) في 2ملوك5: 1 نرى حالة نعمان من وجهيها، فمن جهة ظروفه كان «عظيمًا»، «مرفوع الوجه» و«جبار بأس» و”منتصرًا“ ـ أي أنه كان حائزًا لكل ما يتمناه القلب من امتيازات. فكان القائد الأعلى لقوات أرام، وكان حائزًا لثقة الملك واعتباره، وكان يحمل على جبينه إكليل الفوز والنصر. ولكنه كان أبرص. يا لها من وصمة شنيعة على مقامه السامي، وسحابة قاتمة في جو مجده الساطع، فلم يكن ذلك المرض الخبيث عائقًا له عن التمتع بامتيازاته العظيمة فقط، بل كان مُنغِّصًا له ومُذلاً لنفسه، لأن علو منصبه جعل مرضه معروفًا ومشهورًا للناس، وأشعة عظمته كشفت وأوضحت قُبح منظره وتشويهه، فكانت البدلة العسكرية الفاخرة تكسو جسمًا أبرصًا، وإكليل النصر يتوج جبينًا أبرصًا، وبالاختصار نقول إنه لو فرضنا أن أحقر خادم من خَدَم نعمان أُصيب بذلك الداء الخبيث ما كان ليشعر بالمذلة التي شعر بها ذلك القائد العظيم نفسه. وإننا نؤكد أنه كان يتمنى أن يضحي بكل شيء في سبيل حصوله على الشفاء. وفي شخص نعمان نرى صورة الخاطئ في حالته الطبيعية، وهو مضروب من الداخل والخارج بمرض الخطية العديم الشفاء. فقد يكون الإنسان كنعمان مُحاطًا بالغنى والثروة، يتنعم كل يوم مترفهًا، ولكنه خاطئ هالك. وعندما تتفتح عيناه ليرى ذلك، لا يزيده غناه وتنعمه إلا آلامًا وشقاوة داخلية. فهو هالك محتاج إلى خلاص، محتاج إلى بُرء دائه ومحو ذنبه وتطهير ضميره، هذا ما يحتاجه وهذا ما أعدّه الله له. فكما أعد الله مياه الأردن لتطهير نعمان من كل آثار مرضه، هكذا أعدّ دم المسيح الثمين لتطهير الخاطئ من كل ذنب وإعفائه من كل دينونة. وكانت الفتاة الأسيرة المسكينة تعلم سرًا يجهله سيدها بالرغم من عظمته ومقامه؛ كانت تعلم أنه في أرض إسرائيل يمكن لسيدها أن يجد ما يتمناه. كانت تعلم أين توجد النعمة، ومعرفتها هذه ملأت قلبها شوقًا إلى اشتراك سيدها في تلك النعمة، فقالت: «يا ليت سيدي (هناك)» (ع3). وهكذا هو الحال دائمًا فالنعمة تملأ القلب بحب الخير للآخرين، فلم تهتم تلك الفتاة بكونها مسبية من أرض آبائها، وأسيرة في بيت شخص أرامي، ولكنها اهتمت بمرض سيدها واشتاقت لأن ترشده إلى طريق الشفاء. وأين يجد الأبرص شفاءه إلا عند إله إسرائيل؟ |
||||
12 - 05 - 2012, 12:54 AM | رقم المشاركة : ( 103 ) | ||||
† Admin Woman †
|
حيٌّ ليشفع فينا فمِن ثمَّ يقدر أن يخلِّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حيٌ في كل حينٍ ليشفع فيهم ( عب 7: 25 ) تعترض المسيحي في طريق الجهاد أزمنة عصيبة يحتاج إزاءها إلى عون حاضر سريع، وإلى قوة تشجيع يومًا فيومًا طوال الطريق حيث تقف في وجهه تجارب وامتحانات وصعوبات منوَّعة، عليه أن يواجهها جميعًا كجندي ليسوع المسيح. على أن الله في نعمته لم يسدد حاجة نفوسنا من حيث إعداد مخلِّص كريم كشخص ابنه العزيز وحسبْ، بل تنازل وعمل حساب أعوازنا اليومية وسددها في رحمته وغناه. ونقصد بذلك التشجيع المبارك الذي نناله من رثاء وشفاعة ربنا يسوع كاهننا العظيم في السماء. فإنه ـ له المجد ـ بعد أن قدَّم كفارة لخطايانا بدمه على الصليب، جلس في يمين الله ليشفع فينا دائمًا، ويعيننا في طريقنا على الأرض «إذ هو حيٌ في كل حين ليشفع فينا» ( عب 7: 25 ). وما أكمل لياقة شخص ربنا يسوع ابن الله لهذا المركز العجيب والخدمة المباركة! فإذ هو له المجد إنسان حقيقي (كما أنه ـ مبارك اسمه ـ الإله الحقيقي)، فإن في قلبه لشعبه العزيز حنان وعطف القلب الإنساني الكامل، لأنه مرة اجتاز تجارب الطريق لما عبَر برية هذا العالم كرجل الأحزان. أَ فلم يجلس عند بئر السامرة مُتعبًا؟ أَ لم يبكِ على لعازر؟ أوَ لم يتضايق في كل ضيق شعبه؟ حقًا إنه وحده الذي صدق فيه القول: «هو أخذ أسقامنا وحَمَل أمراضنا» ( مت 8: 17 ). وكم كان بديعًا جدًا ذلك الرمز القديم؛ هارون، الذي يرمز إلى مركز ربنا يسوع كرئيس الكهنة العظيم! فثيابه الكهنوتية لها مدلولها وأهميتها. فالأفود مثلاً يرمز إلى بعض وجوه خدمة ربنا المبارك الآن من حيث الشفاعة الدائمة في شعبه العزيز لدى حضرة الله. وكان لهذا الرداء كتفان وصُدرة تتصل به اتصالاً وثيقًا ليس له انفكاك. وكانت أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر منقوشة عليها حتى متى دخل هارون إلى المقادس مرتديًا هذا الرداء المُتقن الرمز، فإنه يدخل حاملاً أسماء الشعب أمام الله بلا انقطاع. هذا رمز ضعيف لشخص كاهننا العظيم. ولئن كان رمزًا صحيحًا صادقًا، إلا أن هارون لم يكن سوى إنسان مائت أصبح اليوم في عِداد الراقدين، فإن ربنا يسوع يحمل أعباء شعبه وأعوازهم المختلفة على كتفيه وعلى قلبه، ويحملها دائمًا أمام الله بفضل قيمته الشخصية وقبوله الخاص في حضرة الله. وإذ هو «يبقى إلى الأبد» فإن كهنوته عديم التغير لا يفشل ولا يبطل. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:55 AM | رقم المشاركة : ( 104 ) | ||||
† Admin Woman †
|
استجابة صلاتين بنو رأوبين والجادّيون ونصف سبط منسى من بني البأس ... انتصروا ... لأنهم صرخوا إلى الله في القتال، فاستجاب لهم لأنهم اتكلوا عليه ( 1أخ 5: 18 - 20) بلا شك أن الصلاة هي أسمى أنواع التعبير عن الاحتياج، وهي بحق حاجة كل مؤمن تقي يلاقي ما يلاقيه فيدفعه هذا إلى استخدام هذا السلاح. وفي سفر أخبار الأيام الأول أمامنا مشهدان للصلاة في أصحاحين متتاليين: ففي 1أخبار4: 10 نرى صلاة يعبيص، ثم في 1أخبار5: 18 نرى صلاة بني رأوبين والجاديين ونصف سبط منسى. فالأولى صلاة فرد، وأما الثانية فصلاة جماعة. الأولى صلاة عامة تخص حياة يعبيص بصفة شخصية، والثانية صلاة نبعت من الضغط ووجود هؤلاء الرجال أمام معركة، بل واحتياجهم إلى قوة الله للانتصار فيها. ونحن بحاجة إلى هذين النوعين من الصلاة، فيلزمنا أن نصلي في الرَحَب كيعبيص، وأن نصلي في الضيق كرجال السبطين ونصف. والرائع أن الله استجاب الصلاتين، فنقرأ في الحالة الأولى «أتاه الله بما سأل»، ونسمع التعبير في الثانية «استجاب (الله) لهم لأنهم اتكلوا عليه». أما عن المشهد الثاني ( 1أخ 5: 18 - 22) فنجد فيه رجال لديهم من المقومات ما يجعلهم لا يفكرون في الصلاة مُطلقًا، وعلى الرغم من ذلك فهم صرخوا إلى الله في القتال. فبالرغم من امتيازاتهم من حيث إنهم بنو بأس، حاملون الأتراس والسيوف، لهم أن يتقدموا ليهاجموا باستخدام سيوفهم، ولهم أن يدافعوا عن أنفسهم بالأتراس إذا انقلب عليهم القتال، بل لهم أن يطاولوا العدو من بعيد بأقواسهم، وهم فوق الكل مُتعلمون القتال، لهم من المهارات القتالية ما يكفيهم لإدارة معركة حربية متكاملة. أضِف إلى ذلك عددهم الكبير: أربعة وأربعون ألفًا وسبع مئة وستون، وعلى الرغم من ذلك فقد ضغط عليهم القتال فصرخوا إلى الله. ولنلاحظ أن يعبيص «دعا الله»، فكان أمامه وقت ليُعبِّر عن احتياجه وعما يريد، بينما أولئك «صرخوا إلى الله»، فالمعركة جعلتهم في احتياج عظيم لله ولتداخله السريع. ونرى نتيجة اتكالهم على الرب أنه استجاب لهم فانتصروا، ثم نهبوا الأعداء، وسَبوا منهم مئة ألفًا، بل سقط قتلى كثيرون في القتال، وما سبب كل هذا إلا «لأن القتال إنما كان من الله». فقد تدخل الله لصالحهم فجدَّد آمالهم وأدار الحرب على أعدائهم، فانتصروا أروع انتصار، وذلك لأنهم شعروا بضعفهم وبخوفهم بالرغم من امتيازاتهم الكثيرة، فصرخوا إلى الله فاستجاب لهم. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:56 AM | رقم المشاركة : ( 105 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المسيح الكل وفي الكل يُقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون ( تث 18: 15 ) مرَّت قرون على هذه الكلمات التي قالها موسى، وبعدها ظهر ذلك ”النبي“ الجليل في مشهد هذا العالم. وفي أحد أيام جسده أُعطيَ لموسى وإيليا أن يشاهداه «على الجبل المقدس» وأن يكونا في صُحبته المجيدة. وكان عجيبًا في تلك الفرصة الفريدة أن يحدث حادث أعاد إلى الأذهان تلك الكلمات التي فاه بها موسى «له تسمعون». إذ نقرأ أنه على أثر اقتراح بطرس الذي قدمه وهو لا يدرك، من حيث صُنع ثلاث مظال «لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة»، وعلى أثر هذا الاقتراح غير الحكيم «إذا سحابةٌ نيِّرة ظلَّلتهم، وصوتٌ من السحابة قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا» (مت17). فلو أن بطرس تذكَّر فقط تلك الكلمات المأثورة «مجدي لا أُعطيه لآخر» ( إش 42: 8 )، وأنه لم يكن قديمًا سوى خيمة (مظلة) واحدة وسحابة واحدة ( تث 31: 15 )، لَمَا تفوَّه بذلك الاقتراح الذي أدَّى في الحال إلى انسحاب الزائرَين السماويَين. حتى إذا ما عاد التلاميذ إلى صحوهم ونظروا حولهم «لم يروا أحدًا إلا يسوع وحده معهم» ( مر 9: 8 ). نفس هذا الدرس تُلقيه علينا رسالة كولوسي، إذ إنها تنذرنا بخطر الخروج عن المسيح والالتجاء إلى فلسفة الناس الفارغة أو الحكمة الإنسانية الباطلة. وإذ كان الرسول بولس يَغار على بقاء مجد الفادي العزيز مصونًا مُكرَّمًا، فإنه أنذر القديسين في كل مكان ( كو 2: 1 )، وحذَّرهم حتى لا يخدعهم أحد بكلام مَلِق (ع4)، ولا يسبيهم أحد بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس (ع8). كما حذرهم من أن يحكم عليهم أحد في أكلٍ أو شربٍ، أو من جهة يوم مقدس إن كان عيدًا أو هلالاً أو سبتًا (ع16)، وألاّ يخسِّرهم أحد الجعالة، راغبًا في التواضع وعبادة الملائكة (ع18)، وألاّ يخضعوا لفرائض حسب تعاليم ووصايا الناس (ع20). فاتقاء لهذا كله قاد روح الله القدوس، الذي عمله أن يمجد المسيح، الرسول بولس لأن يتأمل في شخص الرب كالبارز في كفايته واقتداره، سواء في دائرة الخليقة الواسعة ( كو 1: 15 - 17)، أو في دائرة القيامة (ع18). فهو الذي ستُجرى على يديه مصالحة كل شيء في المستقبل (ع20)، كما سبق وتمت مصالحة الأفراد المؤمنين الآن (ع21). وبهذه الطريقة ألفتَ الرسول أنظار قديسي كولوسي إلى حقيقة أن «المسيح الكل في الكل» ( كو 3: 11 ). |
||||
12 - 05 - 2012, 12:56 AM | رقم المشاركة : ( 106 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أبوك يُجازيك متى صنعت صَدَقة فلا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يُجازيك علانيةً ( مت 6: 3 ، 4) في متى6: 2- 4 يذكر خبير القلوب ثلاثة توجهات مختلفة للإنسان في عمل الصَدَقة: (1) مدح الناس (ع2) (2) الإعجاب بالذات (ع3) (3) رضى وسرور الآب (ع4) إن الذين كان مقصدهم من العطاء الحصول على مدح الناس قد نالوه، ومثلهم أيضًا الذين كانوا مُعجبين بذواتهم، لقد كان هذا هو كل نصيبهم. مساكين هم، فإنهم لا يفرقون كثيرًا عن الحية التي «التراب طعامها». فهل تريد أنت أن يكون نصيبك في حِطام هذا العالم الزائل، أم أنك تريد أن يكون نصيبك شيئًا أفضل، وفي مجال أعظم وأمجد؟ إن كان عملك دافعه مجد الله فلقد رأى هو عملك، وكُتب أمامه سفر تذكرة، وحين يأتي وقت المُجازاة، سيجازيهم الآب الذي يرى في الخفاء. ليتنا نتذكَّر أن ما نحصل عليه من مديح الناس وإعجابهم يمضي، ولكن ما نحصل عليه من الله يبقى إلى الأبد. عزيزي .. لا تَدَع الناس يعرفون ما عملت، وأيضًا لا تعرِّف شمالك ما فعلَت يمينك، وانسَ أنت ما فعلت، لكن الله لن ينسى «لأن الله ليس بظالمٍ حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم» ( عب 6: 109 . وما دام هو لن ينسى، فحبذا لو نسينا نحن. إنني أعتقد أننا سننال المكافأة في ذلك اليوم على ما عملناه حبًا في الرب، ثم لم ننشغل به، بل ونسيناه، إذ إن قلبنا لم يكن على العمل نفسه بل على الرب ( مت 25: 37 - 39). نعم يا سيدنا أعِنا لنخدم بدافع المحبة والولاء لك، وشعارنا: ينبغي أنك أنت تزيد، وأننا نحن ننقص. ألا ليتنا نعيش دائمًا في ضوء هذه الحقيقة المباركة أن الله يرى كل ما نعمله، وأنه عن قريب سيُحضر كل عمل إلى الدينونة على كل خفي إن كان خيرًا أو شرًا ( جا 12: 14 ). وعليه فلنحترص أن نكون مرضيين عنده «لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحدٍ ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا» ( 2كو 5: 9 ، 10). |
||||
12 - 05 - 2012, 12:57 AM | رقم المشاركة : ( 107 ) | ||||
† Admin Woman †
|
يُذلك ويُجرِّبك سار بك الرب إلهك .. لكي يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟ فأذلك وأجاعك وأطعمك المنّ ( تث 8: 2 ، 3) «أذلَّك وأجاعَك» .. ما أقسى هذه الكلمات! أَ يمكن لمَن تمتعوا بكل عناية الله الفائقة أن يُقال عنهم: «أذلك وأجاعَك»! نعم يمكن أن يحدث ذلك مع الوضع في الاعتبار المصدر الذي منه يأتي الإذلال. فهناك فارق كبير بين ما كان يُعانيه الشعب من ذُل أثناء وجودهم في أرض مصر من يد فرعون القاسي، وما يلاقونه من ذل من يد الله المُحب: (1) إن إذلال فرعون هو ذل العبودية والقهر، أما ذاك الذي من يد الله فهو ذُل الأبوّة الحانية الصادرة من قلب مليء بالمحبة والعطف، والذي عبَّر عنه إرميا «فإنه ولو أحزنَ يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لا يُذل من قلبه، ولا يُحزن بني الإنسان» ( مرا 3: 32 ، 33). (2) إن غرض إذلال فرعون للشعب هو تحطيمهم وإفشالهم، أما غرض إذلال الرب فيختلف تمامًا «يُذلك .. لكي يُحسن إليك في آخرتك» ( تث 8: 16 ). (3) إن إذلال فرعون لا حدود له، فلو أمكن لجعلهم في هذا الذل طوال حياتهم، حتى إنه ندم عندما أطلقهم من أرض مصر وأراد أن يُرجعهم مرة أخرى للعبودية والذل ( خر 14: 5 ). أما الرب فهو يُذل بحساب ولغرض معيَّن «يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟» ( تث 8: 2 ). فهناك هدف مُحدد في قصد الرب وهو يُذل شعبه، ولا يمكن أن يُطيل فترة الإذلال طالما استوعب شعبه الدرس الذي يريدهم أن يتعلموه. (4) نتيجة إذلال فرعون هو الصراخ والأنين، حتى إن الرب قال عن شعبه: «إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر، وسمعت صراخهم من أجل مُسخِّريهم. إني علمت أوجاعهم» ( خر 3: 7 ). أما نتيجة إذلال الرب لشعبه هو التمتع بطعام ما أروعه وما أمجده، يقول عنه موسى: «أذلك وأجاعَك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك» ( تث 8: 3 ). أَ كان يحلم الشعب بطعامٍ رائع مثل هذا؟ (5) إن الجائع ولا سيما نتيجة الإذلال يشتهي أي طعام يُقدَّم له، مهما كانت رداءته، لكن الرب في جوده وصلاحه ومحبته يقدم لشعبه وهم يجتازون تحت يديه التأديبية أفخر ما عنده «بُرّ السماء ... خُبز الملائكة» ( مز 78: 24 ، 25)، والذي عرفنا في نور العهد الجديد أنه يُشير إلى الرب يسوع ـ تبارك اسمه ـ الذي هو «خبز الله النازل من السماء» ( يو 6: 32 - 35، 49- 51). |
||||
12 - 05 - 2012, 12:58 AM | رقم المشاركة : ( 108 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الشاب الغني والفرصة الضائعة وفيما هو خارجٌ إلى الطريق، ركض واحدٌ وجثا له وسأله: أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ ( مر 10: 17 ) في هذه الحادثة التي وردت في الأناجيل الثلاثة: متى ومرقس ولوقا، نرى أنه مهما كانت الثروة الأرضية والمزايا الطبيعية حسنة في مكانها الصحيح، إلا أنها ليست فقط غير قادرة على أن تعطي صاحبها حق دخول ملكوت الله، ولكنها أيضًا تقف حائلاً حقيقيًا دون الحصول على البركة. فالطبيعة في أحسن حالاتها لا تدرك حاجتها للمسيح، وليس عندها تقدير صحيح لمجد شخصه الكريم. لقد كانت في هذا الشاب صفات كثيرة ممتازة: لقد كان مملوءًا بحماس الشباب لأنه جاء راكضًا. وكان مستعدًا لأن يعترف بسمو المسيح لأنه بكل خشوع «جثا له». وكان راغبًا في أن يعمل الصلاح لأنه قال: «ماذا أعمل؟». شكله الخارجي يدل على أن صفاته ممتازة، ولقد حفظ الناموس ظاهريًا. لقد كان هناك الكثير من الجمال في صفاته (التي هي من ثمار خليقة الله الجيدة) وكانت هذه موضع تقدير من الرب، ولذلك نقرأ «فنظر إليه يسوع وأحبه». ومع ذلك فكل هذه الصفات الطبيعية المتميزة لم توجِد عنده تقديرًا حقيقيًا لشخص الرب ولمجده. كما لم تُوجِد شعورًا حقيقيًا بحالته وحاجة قلبه. لقد كان يستطيع أن يدرك تميز المسيح كإنسان، ولكنه لم يستطع أن يدرك مجد شخصه كابن الله. وفي إجابة الرب له يتمشى معه من نفس أرضية سؤاله له إنه لا يقر أن الإنسان صالح: «ليس أحدٌ صالحًا إلا واحدٌ وهو الله». لقد كان المسيح صالحًا بحق، وذلك لأنه هو الله. وإذ لم يكن لهذا الشاب شعور بحاجته، لذلك لم يكن سؤاله: ”ماذا ينبغي أن أعمل لأخلُص؟“، ولكن «ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟». فوضعه الطبيعي الممتاز أعماه عن حقيقة أنه خاطئ هالك في حاجة إلى خلاص بالرغم من كل ما يتمتع به من صفات ممتازة. ويكشف الرب الستار عن حقيقة حالته بهذا الطلب: «اذهب بِع كل مالك ... وتعال اتبعني حاملاً الصليب». ولقد أظهر هذا الطلب حقيقة قلبه وأنه يفضِّل المال عن المسيح، وهكذا نقرأ «فاغتم على القول ومضى حزينًا». هذا يبيِّن ما في قلب الإنسان الطبيعي من جهة الله، فالصفات الممتازة ليست دليلاً على حالة القلب الروحية الداخلية. |
||||
12 - 05 - 2012, 12:59 AM | رقم المشاركة : ( 109 ) | ||||
† Admin Woman †
|
زكريا الكاهن فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح. فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف ( لو 1: 11 ، 12) مشهد زكريا وأليصابات يُشبه إلى حد ما مشهد إبراهيم وسارة، وأيضًا مشهد ألقانة وحنة؛ كانوا جميعهم في مركز البر أمام الله، ولكنهم كانوا عقيمين بلا نسل. فقيل عن زكريا وأليصابات «وكانا كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم» ( لو 1: 6 ). ونلاحظ أن الملاك الذي بشَّر زكريا بميلاد يوحنا، لم يصعد في لهيب المذبح نحو السماء، الأمر الذي حدث سابقًا مع ملاك الرب (الذي هو الرب يسوع)، الذي بشَّر منوح بميلاد شمشون ( قض 13: 20 ). ولم يَقُل الملاك لزكريا كما قال الرب يسوع لمنوح: «لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟» ( قض 13: 18 )، ولا نقرأ في حادثة زكريا مثلما قال منوح لامرأته: «نموت موتًا لأننا قد رأينا الله!» ( قض 13: 22 ). ففي مشهد لوقا1 يشغل الملاك مركزه باعتباره خادم واقف أمام الله ( لو 1: 19 ). «لا تخف» .. يا لها من كلمة مطمئنة ومُشجعة قيلت لزكريا (ع13)، وقيلت أيضًا للعذراء (ع30)، وللرعاة ( لو 2: 10 )، وليوسف رجل مريم ( مت 1: 20 ). إن مجيء الفادي يبدد كل خوف. إن رؤية الرعاة للملائكة ملأتهم خوفًا، أما رؤيتهم للمسيح فقد ملأتهم فرحًا وتسبيحًا ( لو 2: 8 - 20). إن زكريا الكاهن مثال لنا عندما نطلب ولا يستجيب الرب لطلبتنا سريعًا، وذلك لكي يدربنا على الخضوع لمشيئته وانتظار توقيته. كما يمثلنا زكريا في فشله، فمع أننا ـ من الكتاب المقدس ـ نعرف الكثير من الحقائق الروحية التي تطمئنا في تجاربنا وآلامنا، لكن كثيرًا ما ننسى ما عرفناه، فلا نستفيد عمليًا واختباريًا. فبكل تأكيد عرف زكريا الكاهن قصة إبراهيم وسارة، وقصة ألقانة وحنة، ومع أن إبراهيم قد صار مُماتًا وتأكد من مُماتية مستودع سارة، لكن القدير أعطاهما إسحاق. وكان على زكريا أن يستفيد عمليًا واختباريًا مما عرفه، وكان عليه ألا يضع العقبات أمام ما سمعه، فيسأل الملاك: «كيف أعلم هذا، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها؟» (ع18). ليساعدنا الرب أن نعيش عمليًا واختباريًا ما نعرفه من مواعيد صادقة أُعطيت لنا. |
||||
12 - 05 - 2012, 01:00 AM | رقم المشاركة : ( 110 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أمرت أن تعولك الأشبال احتاجت وجاعت، وأما طالبوا الرب فلا يعوزهم شيء من الخير ( مز 34: 10 ) لا يترك الله أولاده في عَوَز أو احتياج، بل إنه يعولهم بطرق ووسائل مختلفة، وهذا وعده لنا. ونرى ذلك متمثلاً في إيليا، وكيف اعتنى الله به لمدة ثلاث سنوات ونصف، إذ انقطع المطر ( يع 5: 17 )، وحدثت مجاعة عظيمة في البلاد، وقد تكفَّل الرب به، مستخدمًا سلطانه المطلق، في تطويع الإنسان والمخلوقات العجماء (الطيور) لأمره، ولإعالة إيليا، ونرى ذلك في قول الرب له: 1 ـ أمرت الغربان: قال الرب لإيليا: «انطلق .. واختبئ عند نهر كريث .. فتشرب من النهر. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك» ( 1مل 17: 3 ، 4)، فنجد أن الغربان كانت تحت طوع الله لإعالة إيليا، فكانت تأتي له بخبز ولحم صباحًا ومساءً، وذلك عكس طبيعتها، ولم تتخلف ولو مرة واحدة قرابة سنة ونصف، فكان إيليا عندما يسمع صوتها ويراها، يرى فيها عناية الله ومراحمه، فكان يُسرّ بمجيئها، بل وكان ينتظرها، وفي نهاية المدة المحددة من الرب، نجد أن النهر وهو مصدر المعونة الموثوق به للعيان قد يبس، ولم يذكر الكتاب أن الغربان وهي المصدر غير الموثوق به للعيان قد تخلفت عن إحضار الطعام. 2 ـ أمرت امرأة أرملة: قال الرب لإيليا: «قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك» ( 1مل 17: 9 )، فقام وذهب حسب قول الرب، وهو لا يعلم مَن هي المرأة، وعندما ذهب وجد أنها امرأة فقيرة، وكل ما عندها «ملء كف من الدقيق .. وقليل من الزيت»، والحقيقة أنها تحتاج إلى مَن يعولها هي وابنها، ربما اندهش إيليا وتحيَّر، لكن لم يتركه الرب في حيرته، بل قال لها الرب بفم إيليا: «إن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطرًا على وجه الأرض»، وإن كانت المرأة فقيرة في الزمان، لكنها كانت غنية في الإيمان، «فذهبت وفعلت حسب قول إيليا»، وبهذا أعالت إيليا من مخازن الرب التي لا تفرغ. «وأكلت هي وهو وبيتها أيامًا» قرابة سنتين، حتى افتقد الرب شعبه بالمطر. فهل تخشى من العَوَز أو الاحتياج في زمن الجوع والغلاء؟ اعلم أن مخازن الله لا تفرغ. |
||||