1009 - ونحن نسير في دروب الحياة نشعر بالارهاق والتعب ، ونجد الايام تمر بطيئة ً متراخية ونحن ننوء تحت اثقال الحياة . ولكل ٍ منا متاعبه ، ولكل ٍ منا اثقاله . قد تختلف لكن احدا ً لا ينجو منها . يصرخ ايوب في سفره ِ متأوها ً متوجعا ً ويقول : " اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا. ...... إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً ، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ ، فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحْ ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ. " ( ايوب 14 : 1 ، 5 ، 6 ) أجل كل ٍ منا محسوب ٌ بدقة ، وهذه ِ رحمة ٌ من الله ، لأن الحياة قاسية والايام كلها تعب ٌ وشقاء ٌ وعناء . وفي سيره ِ في دروب الحياة يتقدم ، يقترب من محطة الوصول . يتحرك عمره ُ نحو الخروج الى حيث يغوص في الابدية . ومهما حقق من نجاح ووصل الى انتصار ٍ وشهرة فهو يشتهي الراحة ويترجى النهاية . كالأجير ، الاجير الذي يُفلح الارض ويعرق ويتعب ويشقى فيراقب الشمس وهي تتحرك في كبد السماء تدنو نحو الغروب . ويتمنى ان تُسرع فينتهي اليوم وينتهي معه تعبه . هكذا المؤمن الذي يعرف ان في نهاية الحياة حياة ً ابدية . والذي يعاني ويقاسي ايام غربة ٍ صعبة ً جافة ينظر وينتظر ، يطلب ويترجى العودة . يحسب الساعات ويعد الايام والسنين ويتعجل نهايتها لكي يُسر كما يُسر الاجير بانتهاء يومه .
هل تحس بالغربة في ارض التعب ؟ هل تشعر بالرغبة في انتهاء اليوم ؟ تأكد ان الراحة لن توجد الا هناك على الشاطئ حيث ينتظرك الله مادا ً ذراعيه لك ، يمسح دمعك ويجفف عرقك ويُعد لك مكانا ً مريحا ً . في بيته ِ ، بيتك الذي اعده لك ، ووفر به كل وسائل راحتك ، في نهاية اليوم التي حددها لك .