26 - 11 - 2015, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 10091 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقر وأعترف أن الله لم يُعطني روح الخوف بل المحبة والقوة والنُصح؛ لذلك فأنا مُتشجع اليوم لأُفعِّل إيماني؛ وأعمل بإمكانية الروح اليوم لأن روح الله عامل في حياتي، مانحاً لي الشجاعة والثقة الإلهية، في اسم يسوع. آمين. |
||||
26 - 11 - 2015, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 10092 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كُن شُجاعاً في تفعيل إيمانك كُن شُجاعاً في تفعيل إيمانك "لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ." (2تيموثاوس 7:1) في كل مرة أدرس شخصيات مُعينة في الكتاب المقدس الذين قد أظهروا جرأة وشجاعة بارزة في مواجهة اعتراضات شرسة أتأثر بهم دائماً. وأحدهم داود، وهو فتى صغير، تحدى بلا خوف وهزم جُليات، الذي وفقاً للكتاب المقدس أرعب إسرائيل كلها، بما في ذلك شاول الملك (1صموئيل 17: 4 – 11). كيف أتت إلى داود الإمكانية لهزيمة جليات؟ فهو لم يكن بالتأكيد الوحيد الذي كان يعرف عن عهد الله مع إسرائيل، ولكنه كان الوحيد في ذلك الوقت الذي فَعَّل إيمانه بجرأة، بناءاً على هذا العهد. فليس كافياً أن تعرف وتؤمن بما قد قاله الله عنك في كلمته، بل يجب أن تتخذ بوعي خطوات عملية، مبنية على هذه المعرفة؛ ويجب أن تكون شُجاعاً لتُفعِّل إيمانك! إن الإيمان هو الإجراء العملي المُضاف إلى كلمة الله التي سمعتها وآمنت بها. وإن لم يكن هناك عملاً، فلا يوجد إذاً إيمان. لأن الإيمان بدون أعمال مُصاحبة له ميت (يعقوب 26:2). فالحياة المسيحية هي المُشاركة في الألوهية، ولكي تكون قادراً على اختبار هذا بالكامل، عليك أن تكون شُجاعاً في تفعيل إيمانك! ويجب أن تُدرك وتستفيد بالإمكانية الديناميكية للروح القدس العاملة فيك. فَهم الرسول بطرس هذا فأمر بجرأة رجلاً كان أعرجاً منذ ولادته أن يقف ويمشي: "... لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!."(أعمال 6:3). وعندما بدا وكأن الرجل لن يستجيب، يقول الكتاب المقدس، أن بطرس، "...َأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ، فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ."(أعمال 3: 7، 8). هذه هي الجرأة الروحية وهي تعمل. ويقول الكتاب المقدس "... الصِّدِّيقُونَ.. َكَشِبْل ثَبِيتٍ (جريء)."(أمثال 1:28)؛ فهناك قوة فوق طبيعية تعمل في حياتك لتُنتج شجاعة إلهية لذلك فمثل بطرس، كُن شُجاعاً لتُفعِّل إيمانك اليوم! وكُن شُجاعاً أن تُخاطب الشيطان والظروف السلبية في اسم يسوع وتتوقع تغييراً. أقر وأعترف أن الله لم يُعطني روح الخوف بل المحبة والقوة والنُصح؛ لذلك فأنا مُتشجع اليوم لأُفعِّل إيماني؛ وأعمل بإمكانية الروح اليوم لأن روح الله عامل في حياتي، مانحاً لي الشجاعة والثقة الإلهية، في اسم يسوع. آمين. |
||||
26 - 11 - 2015, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 10093 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ، " أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ." (نشيد الانشاد3 :5 ) مرة أخرى تماما كما في (نشيد الانشاد2 :7 ) هذه اوقات تغدو فيها المحبة وقد بدت في جمال الانسجام intinacy وبنات اورشليم المشار اليهن بالعذارى في (نشيد الانشاد1 :3 ) "لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى." هن الاصدقاء وهذا هو الوقت الذي تتفرد فيه النفس بحببيها، قمة العطاء، عندما ينسى كل حبيب نفسه مع الآخر وتكون الدنيا لها هو، وله هي، انها لحظة الصفاء، ما يشير إليه الرسول بولس بالقول "ليكن المضطجع طاهراً" وأيضاً ان جسد المرأة ليس لها تسلط عليه بل للرجل، والرجل للمرأة وكأن الزواج عقد يوقعه الطرفان يتبادل كل طرف فيه ملكية الآخر، وليس هذا فحسب بل انني اقدم نفسي لشريك الحياة "نفساً وجسداً وروحاً" ماذا بعد؟ لاشيء لأن كل شيء بكل الرضى أصبح للحبيب حباً "ليكن ينبوعك مباركاً وأفراح بامرأة شبابك الظبية (انثى الظبي = نوع من الغزال) المحبوبة الوعلة (انثى الوعل = تيس الجمل) الزهية. ليروك ثدياها في كل وقت واسكر بمحبتها دائماً" (أمثال 5 :18 ،19 ). |
||||
26 - 11 - 2015, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 10094 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي "فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي." (نشيد الانشاد3 :4 ) تأتي الاشارة الى الام 7 مرات في السفر "بَنُو أُمِّي" (نشيد الانشاد1 :6 ) "بَيْتَ أُمِّي" (نشيد الانشاد3 :4 ) "بِالتَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ" (نشيد الانشاد3 :11 ) "الْوَحِيدَةُ لأُمِّهَا" (نشيد الانشاد6 :9 ) "الْوَحِيدَةُ لأُمِّهَا" (نش8 :1 ) "بَيْتَ أُمِّي،" (نش8 :2 ) "خَطَبَتْ لَكَ أُمُّكَ، هُنَاكَ خَطَبَتْ لَكَ وَالِدَتُكَ." (نش8 :5 ) "فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي." (نشيد الانشاد3 :4 ) هنا تدرك حبيبها الذي عانت ما عانت في سبيل الوصول إليه ولم تكل أو تمل بل واصلت السعى حتى وصلت إليه، مما لاشك انها لم تتحمل الفراق لمجرد ليلة ولم تفكر ان تعطيه او تعطي نفسها فرصة للتفكير أو مراجعة الحسابات أو تقييم المعاملات، كان حبها يتكلم بلغة أفضل من لغة الواقع والمنطق بل كان اسمى من العقل بلغة العقلاء، كان صوت قلبها اعلى من كل صوت، لم يكن ليهدأ لها بالاً أو تسكن نفسها إلا معه ومعه فقط، كأن ليللها لن يشرق صبحه. وهنا تعطى مثلا ومثالاً لكل أمرأة فحبيبها أولاً وقبل كل الشىء، ليس البيت ولا اساسه ولا المال أو الثروة ولا الاهل أو الأصدقاء أو العمل ولا .. ولا .. الخ بل هو فقط كل هذه الأشياء وهؤلاء الاشخاص، بهم أو بدونهم ودعنى اضيف اضافة لعل من يدركها فعلاً وقولاً "ولا الاولاد أو البنات" وعندما وجدته أرادت ان تطلق حباً حبيساً بين جدران قلبها، ولم تعد تسمح له بعد ان يغيب عن عينيها "امسكته ولم ارخه" كأن بها تقول "لا فراق بعد اليوم" وكم سبق الاشارة إلى ذكر الام 7 مرات في السفر ولم يذكر الاب في السفر على الاطلاق نجد ان امها كانت بالنسبة لها "مدرسة الحب" بل ولم تكن مدرسة فقط في الماضي بل لازالت ايضاً في الحاضر حتى تقول عنها "هي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني" ليتنا نعلم ان الحب ميراث أو أعظم من كل ميراث تتناقله الأجيال وتنقله، لكن لا تفكر ماذا اخذت بل ماذا تعطي لأن هذه لغة الحب الصحيحة |
||||
26 - 11 - 2015, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 10095 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجدني الحرس الطائف في المدينة "وجدني الحرس الطائف في المدينة" نشيد 3:3 بعد ان جابت كل الطرقات وطرقت كل الابواب وباءت كل المحاولات بالفشل الذريع، لم تجد العروس ضالتها المنشودة، تحديات كثيرة، قوية وكبيرة، ماذا بعد هل تعود من حيث جاءت تندب حظها، تكتب نشيد رثاء أو قصة وداع ؟؟؟ ولماذا لم تقرع باباً ؟ لأن حبيبها جدير بالثقة وهو فوق كل الشبهات، بحسب الظاهر التحديات أقوي منها لكن المحبة كانت وستظل أقوي من الكل "قوية كالموت..مياه كثيرة لاتستطيع ان تطفئها والسيول لا تقدر ان تغمرها" "لا تسقط ابداً" بمعني لا تفشل مطلقاً. لقد مضي الابن الضال .. لم يبحث ابوه عنه، لكن عاد من حيث ذهب، لكن العروس هنا تضرب مثلا أروع في الحب فهاهي لا تنتظر عودته ولا تحتمل أن يمضي الوقت بدونه، لقد أرادت ان تقول للوقت توقف عن العد، انا اريد أن ازيح كابوس الفراق عن كاهلي، كانت خطواتها تسابق الزمن لأنه لم يمض الليل بعد ولم تترك شارعاً إلا وبحثت فيه، لكنها وللأسف تصطدم بما لم تريد، وتتقابل مع من لا ترغب، لقد سمعت وقع أقدام بشر فظنته ربما يكون بين مجموعة من الرفاق، لكن اذ بهم الحرس أو الغفر الطائف بالمدينة، هل ستقع بأيديهم؟ هل سيقولوا عنها أفكاراً تزعجها؟ هل سايسئوا فهمها؟ ام سيفهموا قصدها؟؟؟ وجدني الحرس الطائف يا لها من مفاجئة غير سعيدة وجدت ما لم تقصد ومالا ترغب قابلته ولقيته |
||||
26 - 11 - 2015, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 10096 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي وَجَدَنِي الْحَرَسُالطَّائِفُفِي الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟ (نشيد 3:3) ظلت تبحث في المدينة كثيراً عن حبيبها، استنفذت طاقة فوق طاقتها لكن لم يثنى عزمها لا شئ ولا احد ولا وقت، لقد برهنت لنفسها ولحبيبها وللمجتمع ان حبيبها أكثر من نفسها، لقد ضربت بكل شئ بلا استثناء عرض الحائط حتي تسترد حبيبها لها مرة اخرى ومن جديد، لم اعرف قط طوال حياتي زوج وزوجة بلا مشاكل، اعتقد ان هذا درب من دروب الخيال، فالقضية الاهم، لن تبقي بأستمرار تجنب المشاكل، وإن وجب هذا، لكن من المحال بل كيف نكون أكبر من المشاكل ولا تكون المشاكل أكبر منا وتكون علاقتنا باستمرار الاهم من كل مهم، فعندما تكون المحبة الحقيقية علي المحك وتثبت انها أقوي من التحديات ستكون "المحبة التي لا تسقط ابداً" (1كو 8:13) فإن كل شئ سيمضي وينتهي حتي الاشخاص لكن لعلنا نتذكر ان المحبة هي الشئ الذي يبقي ولا ينتهي (1كو 13:13) يجب ان ابحث عن حبيبي واكون كمن يبحث عن الكنوز وإذ اجده لا شك، سأكون وجدت من هو اعظم من كل الكنوز مضيت وحدي في الطريق ..... ابحث ليل نهار عن رفيق بل كنت مع كل صباح أرقب ..... من يعطي الحب الحقيقي قــــــد وجدته قـــــــد وجدته ..... قـــــد وجدت ذاك الرفيق ولتتذكر بأستمرار من هو المحب الالصق من الاخ والاهم من النفس الذي يضمن ان تبقي المحبة هي النسيم الذي يعطر كل اجواء حياتك وعلاقتك بــــ "بسوع" |
||||
26 - 11 - 2015, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 10097 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حذاء والدة الرئيس
حذاء والدة الرئيس كان الجندي فلاديمير سبيريدوموفيتش “Vladimir Spiridonovich” يشتاق كثيرًا لزوجته “Maria Ivanovna” لقضاء أجازة قصيرة كان قد حصل عليها في مدينه “لينينغراد” بعد أن أمضي وقتًا طويلاً بعيدًا عنها أثناء خدمته في جيش بلاده في الحرب العالمية الثانية. لكن للأسف، تحوّلت تلك الأشواق إلى صدمة كبيرة بمجرد وصوله، إذ رأى شاحنة عسكرية محمّلة بالجثث ومتوقفة إلى جانب الطريق الرئيسي في المدينة. كانت قوات العدو قد قصفت المدينة عشوائيًا، وسقط العشرات بين قتلى وجرحى، وجرى تجميع الجثث في الشاحنة تمهيدًا لنقلها إلى مقبرة جماعية. وقف الجندي المكلوم أمام الجثث المتكدِّسة حزنًا وتأثُّرًا، لكنه لاحظ أن هناك حذاء في قدم سيدة يشبه حذاء سبق أن اشتراه لزوجته الغالية، فتوجه نحو بيته مسرعًا للاطمئنان عليها. ولما لم يجدها، عاد بسرعة إلى الشاحنة ليتفحص جثة السيّدة. وإذ بها زوجته!! * عزّ على فلاديمير أن تدفن زوجته في مقبرة جماعية، لذلك طلب سحبها من كومة الجثث لنقلها إلى منزله تمهيدًا لدفنها بشكل لائق. ولكن كانت المفاجأة الكبرى أن زوجته لم تمت وبها القليل من نبض الحياة، تتنفس ببطء وصعوبة؛ فحملها إلى المستشفى حيث أجريت لها الإسعافات اللازمة، فاستعادت الحياة من جديد. * وبعد بضعة سنوات، حبلت الزوجة، التي كادت أن تُدفن حيّة، ووضعت طفلاً سمته “فلاديمير بوتين”، ضابط الاستخبارات السوفييتية الأشهر في العالم، ورئيس روسيا الحالي، وهو من صرح بهذه القصة عندما سُئل عن أسباب نجاحه، و شهرته فأوضح: “إنها عوامل كثيرة، إحداها: قدم أمي.” لقد تأثرت جدًا بهذه القصة الحية، التي تبدو وكأنها واحدة من “عجائب القدر”، ولكن مما زاد إعجابي هو مدى تقدير الرئيس الروسي لقدم أمه. * أما بالنسبة لي والكثيرون ممن اختبروا محبة المسيح وخلاصه، لنا الحق أيضًا أن نفتخر بقدمي فادينا: الرب يسوع المسيح، الذي «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ» (أعمال10: 38)، حتى إنه ذهب بإرادته إلى الصليب ليكون الذبيح العظيم الكافي لكل البشرية، وهناك تمَّت فيه النبوة : «ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ» (مزمور22: 16). بل وقَبِلَ المسيح أن يموت وينوب عنا. لقد تجرع الآلام والجراح، ليعطينا الراحة والسماح «الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ» (1بطرس2: 24). وإن كان بوتين له الحق أن يعتز بقدمي أمه، فما أكثر البركات التي نستطيع الحصول عليها عند قدمي المسيح، ومنها: -1- جلسة الحرية والغفران (لوقا7: 36-50) دار حديث بين الرب يسوع وسمعان الفريسي، الذي كان قد دعى المسيح ليأكل في بيته وإذ بامرأة خاطئة جاءت عند قدميه، وهناك ذرفت دموع التوبة والندم على خطاياها، حتى بللت قدميه بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها. فقَبِلَ المسيح توبتها وأسمعها أجمل بشارة «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ» (لوقا7: 48) وصرفها بسلام. * صديقي.. إن كنت تشعر بالألم من مرارة الشر والخطية - أيّا كان نوعها وحجمها - أشجِّعك أن تسرع إلى المسيح معترفًا بخطاياك وهو : «أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1يوحنا1: 9)، فتسمع منه أجمل إعلان «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ». * -2- جلسة التغيير والإيمان (لوقا8: 26-39) كان مجنونًا وخطيرًا جدًا، على نفسه والمجتمع من حوله - إذ كان يسكن فيه قرابة 6000 شيطان - لم تنفع معه القيود البشرية، وكان يجرح نفسه بالحجارة ويسكن القبور، حتى التقاه يسوع وأعطاه الحرية من قيود الشيطان، فتمتع بالبركة والأمان، وعند قدمي المسيح كان : «جَالِسًا وَلاَبِسًا وَعَاقِلاً،». إن قيود الخطية مدمِّرة «الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ» (أمثال5: 22)، والوحيد القادر على التحرير منها هو الرب يسوع : «يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ» (عبرانين7: 25). أخي.. هل إيمانك بالمسيح غيَّر سلوكك وحياتك؟ * -3- جلسة الشكر والعرفان (لوقا17: 11-19) تجاوب المسيح البار مع صراخ عشرة برص مملوئين بالبرص والنجاسة بعد أن طلبوا منه أن يرحمهم ويشفيهم، وبالفعل تحنن عليهم وأمرهم بالذهاب إلى الكاهن «وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا.». فلما أدرك واحد منهم حقيقة طهارته، عاد مسرعًا وانحنى عند قدمي المسيح مقدِّمًا له الشكر والعرفان. أخي، أختي هل تعتاد على تقديم الشكر والحمد لشخص المسيح مهما ضاقت أو وسعت بك ظروف الحياة؟ أعتقد إنك إن بحثت عميقًا في داخلك حتمًا ستكتشف الكثير والكثير جدًا لتشكره عليه وتجد نفسك ترنم بعلو الصوت: “أي شكر يا حبيبي يوفي ديني.. مهما كان أنت أكبر”. * -4- جلسة الشفاء والإحسان (لوقا8: 40-56) يايرس هو رئيس المجمع اليهودي وكان قد سمع بيسوع ومعجزاته الفريدة، ذهب إليه ووقع عند قدمي المسيح - بالرغم من شهرته ومركزه - طالبًا منه أن يتدخَّل ويسرع لشفاء ابنته التي كانت في حال الموت. وكعادته، ذهب المسيح معه إلى بيته، وهناك أقام المسيح ابنته من الموت فعلاً!! * عزيزي القارئ.. عندما نواجه جبال أو تحديات كبيرة في حياتنا – حتى لو وصلت الحالة إلى الموت - يطمئنا الكتاب قائلا: «اسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ» (أمثال18: 10) فهو الذي وعدنا : «ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي» (مزمور50: 15). فإذا كان الله معنا فمن علينا، وإن كان الله نفسه لنا فكيف نسرع إلى أي ملجأ آخر سواء كان: مال، إمكانيات، علاقات،....؟!! * -5- جلسة لكسر طِيْبٍ بأغلى الأثمان (يوحنا12: 1-8) بعد أن أقام المسيح لعازر الميت في معجزة فريدة من نوعها، أدركت مريم قيمة شخصه، فجلست عند قدميه وهناك : «أَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ» (يوحنا12: 3). صديقي: أعدك بإنك بمجرد الإعتياد على الجلوس عند قدمي المسيح ستتعلم أهمية ترتيب أولوياتك فتهتف مع يوحنا المعمدان : «يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ» (يوحنا3: 30). * كانت العلامة لقدم أم الرئيس هي حذائها، أما العلامة في قدمي مخلِّصي المسيح هي: المسامير، فقد احتمل الآلام والجَلْدِ والصلب، ليفدي كل خاطئ شرير، كان مصيره نار جهنم وبئس المصير. فهل تُسرع إليه تائبًا عن كل شرورك وماضيك المرير، فتختبر معه السلام والفرح وحقيقة التحرير؟! * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
27 - 11 - 2015, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 10098 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف استطاع فلك نوح أن يضم مئات من الحيوانات وبعض الحيوانات الضخمة، إن كانت القصة حقيقية؟ القمص داود لمعي - "وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ، فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ، وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحًا" (سفر التكوين 7: 6-9) - صور الإنجيل من إن إتش بي أولًا: ذكر سفر التكوين الأجناس وليس الأنواع من الحيوانات "مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا" (تك 6: 20)، والجنس الواحد قد يحمل مئات من الأنواع التي تخرج منه. ثانيًا: معظم الكائنات الحية تستطيع أن تحيا في الماء أو قد تبقى في صورة البيض، الذي قد يفقس بعد فترات طويلة. ثالثًا: الفلك كما ذكره سفر التكوين ليس صغيرًا على الإطلاق، إنه مدينة عائمة ذو ثلاثة طبقات (تك 6: 15 - 16) ويقدر مساحته الإجمالية 000ر500ر1 قدم مكعب. رابعًا: من المنطقي أن هناك كائنات دخلت الفلك في طورها الأول أو صغيرة الحجم، وكانت تكبر مع الأيام إلى أن انتهى الطوفان وخرجت للحياة الخارجية. |
||||
27 - 11 - 2015, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 10099 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القمص داود لمعي كيف يتحمل الإنسان التجارب، دون أن يشك في محبة الله؟ من المُعتاد حين يتألم الإنسان أن يتوقع تدخُّلًا سريعًا من الله، وإذا لم يجد هذا التدخل بالحل أو الشفاء العاجل يبدأ الشك يتسرَّب إلى قلبه، هل الله موجود؟ هل الله يحبني؟ هل الله يدرك حجم آلامي؟ هل الله يعاقبني على كثرة خطاياي؟! ولكي يتحمَّل الإنسان التجارب بدون تشكك يحتاج إلى: أولًا: التأمل والتركيز على صليب ربنا يسوع: + "لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ" (عب2: 18). + "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ" (1بط3: 18). + "وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رو 5: 8). فالمسيح المتألم يسند كل المتألمين، وإن لم يجدوا إجابة شافية بسؤال: "لماذا؟"، سيجدون إجابة شافية عن: "كيف نحتمل؟" ثانيًا: مراجعة وعود الله: + "... فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يو16: 33). + "طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ" (مت 5: 4). + "فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا" (رو8: 18). + "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ" (اش 63: 9). ثالثًا: التأمل في آلام الآخرين: مَن مِن الآباء والأنبياء والرسل والقديسين لم يتألم؟ هناك من استشهدوا في آلامهم، هناك من تألموا لفقدان أحبائهم، وأغلبهم تعرضوا لأمراض كثيرة ومتاعب بلا حدود. + "كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ" (مز34: 19). + "طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت5: 10). + "وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا" (1بط3: 14). + "فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ" (رؤ7: 14). رابعًا: احسبوه كل فرح: "يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ. اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ" (يع1: 1-5). النظر إلى التجربة على أنها امتحان صبر، يرفع الإنسان ويُزكيه ويجعله في مكانة أعظم، ويدفعه من الباب الضيق والطريق الكرب للحياة الأبدية والأكاليل السماوية، ويجعل الإنسان فرحًا بالرغم من آلامه: "بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ" (لو21: 19)، ويحتاج المتألم أن يُصلّي ويُصلّي حتى تتحول آلامه لا إلى شكوك، بل إلى إيمان؛ ولا إلى تذمر واعتراض، بل إلى شكر وتسبيح وتسليم، هذا هو عمل الصلاة. خامسًا: التوبة والنمو الروحي: التجارب والآلام تحطم أو تعطل أطماع الإنسان وأحلامه الأرضية، ولكنها تدفعه إلى طموحات وأحلام جديدة في النمو الروحي، ونقاوة القلب واكتساب الفضائل والتشبه بالقديسين، وشركة آلام المسيح. والتوبة هي المدخل الوحيد لهذا التغيير في المسار، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالتجارب فرصة لمراجعة النفس، والانسحاق، والانكسار، والتواضع، الذي يجعل الإنسان يجد نعمة، "فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ، مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ" (1بط5: 6، 7). والتجارب هي مدرس لاكتساب الحكمة، والهدوء، والرجاء، والصبر. سادسًا: اللجوء للأسرار الكنسية: المذبح المقدس هو نعم العزاء لكل المجرَّبين، وكما كان قديمًا في حياة الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، يظل عمله مع كل الغرباء عن العالم يطلبون خبزًا سماويًا، ووطنًا سماويًا، فالتناول المستمر يحرر الإنسان من حزنه وشكوكه ويعطيه عزاءً وقوة، والتلمذة لأب الاعتراف، وكشف القلب باستمرار للتحرر من أفكار اليأس والتذمر والغيرة واليأس، فيه نِعم الشفاء الداخلي والانتصار الحقيقي في التجارب. |
||||
27 - 11 - 2015, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 10100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نقبل عصمة الكتاب المقدس مع وجود تناقضات ظاهرة واضحة في أجزاء كثيرة منه؟ القمص داود لمعي هذا الإدعاء، الذي يتناقله البعض لمحاولة الهجوم على الكتاب المقدس ليس له أساس من الصحة، ولكنه يحتاج إلى كثير من التأني والدراسة لاكتشاف الحقيقة والتأكد من أنه لا يوجد أي تعارض بين الآيات أو المفاهيم أو الأحداث. أولًا: الكتاب المقدس كله موحى به من الله " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (2تي3: 16)، وهذا الوحي كتبه وصاغه أنبياء ورسل مسوقين من الروح القدس " لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2بط 1: 21)، وأيضًا "اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ" (مت 24: 35). ثانيًا: قد يكون هذا التعارض الظاهري الذي يلمسه البعض يرجع إلى عدة أسباب: 1- اختلاف الحدث وزمنه من جيل إلى جيل ومن شعب لشعب ومن ظروف لظروف، وكما أن القوانين الوضعية تُقدَّر الاختلافات والظروف، مثلًا: سمح لأبينا آدم الأول أن يأكل من الأشجار والنباتات فقط، ولكن سمح من جيل نوح وما بعده أن يأكل أيضًا من الحيوانات (تك2: 16)، (تك9: 3). 2- قد تكون القصة متشابهة في بعض أحداثها ومختلفة في زمنها أو مكانها لأنها تكررت مع شخص آخر، وهذا يُبطل التناقض، مثل قصة ساكبة الطيب (مر14: 3- 9)، المرأة الخاطئة في بيت الفريسي (لو7: 36 - 50)، مريم في بيت عنيا (مت 26: 6 - 13)، (يو12: 1 - 11). 3- قد يكون المقام الذي قيلت فيه الآية، ضمن سياق معين مختلف جذريًا عن السياق الآخر لآية تبدو معاكسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولهذا من الضروري الرجوع دائماُ إلى وضع هذه الآية وبالأخص ما قبلها من أحداث وآيات ومواقف لفهمها فهمًا صحيحًا، حينئذ يتبدد أي تناقض: + "لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (اف 2: 9). + "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ" (يع 2: 26). الأولى تتكلم عن أعمال الناموس التي بطلت، والثانية تتكلم عن أعمال الجهاد والسلوك المسيحي. 4- قد يكون التناقض ما هو إلا تكامل في الأحداث فحين يذكر أحد الإنجيليين بعض أحداث الصليب يذكر آخر أحداثًا أخرى مُكمِّلة، وحين تضع النصوص الخاصة بحدث واحد جنبًا إلى جنب من السهل أن تتكون الصورة كاملة بلا أدنى تعارض أو تناقض، كما يظهر هذا بالأخص في أحداث الصليب والقيامة، أو في بعض أحداث الأسفار التاريخية في العهد القديم. 5- التركيز على زاوية معينة من موضوع أو حدث لا يعني إطلاقًا أنها الزاوية الوحيدة لهذا الموضوع، فحين نقرأ رسائل بولس الرسول أو رسائل الكاثوليكون نجد أن هناك تركيزًا في كل رسالة على أفكار محددة لاهوتية أو روحية بدون تناقض أو إنكار لبقية الأفكار والأغراض الأخرى. 6- الرجوع إلى المعاني المقصودة لبعض الكلمات أو طريقة حساب بعض الأمور في زمن كتابة كل سفر يُسهِّل علينا استيعاب المعاني بدقة، ونكتشف حينئذ أن بعض هذه المعايير لا يمكن قراءتها وفهمها بمعايير القرن الواحد والعشرين، واختلاف هذه المعايير عبر أجيال الكتاب المقدس، من وقت كتابة التوراة 1500 قبل المسيح إلى كتابة العهد الجديد حتى سنة 100 بعد المسيح. مثلًا: تعداد الناس عادةً يكون بعدد الرجال فقط دون ذكر للنساء والأطفال، أو تعداد بعض اليهود يكون للرجال فوق 20 سنة، وكأنه تعداد لمن يصلح للحرب. |
||||