المسيحي والشبع والحياة فى المسيح.
بقلم الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ المسيح ثباتنا وحياتنا ... السيد المسيح هو شجرة الحياة التى لا يموت أكلوها. فيه لنا شبع وأرتواء ونماء وحياة أبدية. من يعرف الله ويحبه ويحيا معه ويتناول من الاسرار المقدسة بانسحاق وتوبة وأستحقاق وإيمان يشبع ويحيا سعيد، فها هي المرأة السامرية تابت إرتوت فعلاً بعد أن آمنت بالمسيح بل وذهبت تبشر بالمسيح مخلص العالم. وان كان ما نأكله وما نشربه يتحول فينا الي لحم ودم ويعطي أستمرارية للحياة فكم بالحري يعمل فينا سر القربان الأقدس ويهبنا ثبات وحياة أبدية { من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير. لان جسدي ماكل حق و دمي مشرب حق. من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. كما ارسلني الاب الحي وانا حي بالاب فمن ياكلني فهو يحيا بي.} ( يو54:6-57). فما أحوجنا يا أحبائي للتناول من الأسرار المقدسة والثبات فى المسيح لا لبر أو أستحقاق فينا بل لحاجتنا القوية للخلاص والثبات والحياة بالمسيح يسوع المشبع بكلامه ومحبته وباسراره المقدسة. هو لا يخيب رجاء من يقبل إليه. لكن علينا أن نقبل إليه ونؤمن ونصدق، ونتقدم اليه بإشتياق، ويصير هو سيد لحياتنا.
+ المسيح خبر الحياة .. وها هو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء { فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة، من يقبل إلي،ّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي، فلا يعطش أبدًا} (يو 35:6). لقد اشبع الألاف بخمس خبزات وسمكتين. وهو كائن معنا فى كل حين لاسيما فى سر الأفخارستيا. هو يعطي الشبع الروحي، فهو لا يسد الإحساس بالجوع فقط، بل ويحرر الجسد من الهلاك ويعيد تشكيل كل الكائن الحي بأكمله إلى حياة أبدية. ويصير الإنسان الذي خلقه ليحيا إلى الأبد سائدًا على الموت فهو يعطي حياة ونعمة ننالهما بواسطة جسده المقدس ودمه الطاهر، أننا لسنا نقتات بالخبز الذي من السماء، أي المسيح، هو يقوتنا إلى حياةٍ أبديةٍ، بواسطة زاد وعمل الروح القدس العامل فى الأسرار والذي يسكب فينا شركة الله، ويمحو الموت الذي حلّ بنا من اللعنة القديمة. والحياة التي في الجسد والدم سببها إتحاد لاهوت المسيح بناسوته. فالسيد المسيح تجسد ليعطي ويبذل جسده الحي ليكون بذرة الخليقة الجديدة، نأكل جسده لنتحد به ونثبت فيه ونأخذ قوة وحياة أبدية.
+ الحياة الأبدية في المسيح يسوع... السيد المسيح هو الخبز النازل من السماء لكل من يتناول منه ويؤمن به ويثبت فيه ويثمر به ينال الحياة الأبدية فهو حي ومحيي والحياة موجودة في شخصه. وذلك لأن "أنا هو" المحيي أي الكيان الإلهي إتخذ بالخبز الذي هو جسده البشري فصار خبزاً حياً، من يأكله تكون حياة لروحه، وحتى إن مات جسده يكمل حياته التي بدأها على الأرض فى السماء كملائكة الله حتى يقوم الجسد فى اليوم الأخير جسدا روحاني نوراني ممجد على مثال جسد القيامة الذى لربنا ومخلصنا يسوع { تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.}( يو 28:5-29). بدون هذا الخبز المحيي تموت الروح حتى وإن كان الجسد حياً لكن من يريد هذه الحياة عليه أن يؤمن ويحيا الإيمان العامل بالمحبة. وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تأكل هذا الخبز الحي الذي هو جسد المسيح. الخطية مفعولها في الإنسان هو الموت والتناول من جسد المسيح ودمه هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية. مثل من عنده مرض بسرطان الدم فيحتاج بصفة مستمرة لعملية نقل دم طاهر اليه وهذا ما يفعله فينا دم المسيح الثمين انه يعطي لنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. أما في السماء والحياة الأبدية فسيكون الإتحاد الكامل بالمسيح هو حياتنا وفرحنا وشبعنا.