29 - 03 - 2014, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 91 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
سفر المكابيين الخامس ويسمى أيضًا "سفر المكابيين العربي الثاني" وقد ظهر بهذا الاسم في نسختيّ باريس ولندن المتعددة للغات، ولكن أي من اليهود أو مختلف الكنائس لم يعترف به كسفر موحى به من الله، وقد كتب في القرن الأول الميلادي بعد خراب الهيكل سنة 70 م.، ويعتمد كاتبه غير المعروف -في مادة كتابه- على سفريّ المكابيين الأول والثاني، إضافة إلى تاريخ يوسيفوس، مع إضافة محددة من عنده. محتويات السفر:يقدم السفر تاريخ اليهود بدءا من حادثة هجوم هليودورس على الهيكل في سنة 186 ق.م. وحتى سنة 6 ق.م. وإن كان في الواقع عبارة عن تلخيص غير دقيق لسفري المكابيين الأول والثاني، ويشمل هذا التلخيص: الأصحاحات (1 -18) باستثناء الإصحاح الثاني عشر، والذي هو إضافة جديدة من عنده، أما الإصحاحات (20 -59) فهي مأخوذة بكاملها عن تاريخ يوسيفيوس، وربما كان السفر في الأصل ينتهي بالأصحاح التاسع عشر. أما عن المفارقات التاريخية، فقد اقتبس الكاتب مادته من أسفار المكابيين الأخرى وتاريخ يوسيفيوس، كما سبق. وهو يسمى جنود روما ومصر: (المقدونيين) ويسمى جبل جرزيم: (إيزابل) ويسمى السامرة "سيبسط" (سبسطية) وشكيم: (نيابولس) " نابلس" أو (نابلوريس) كما يخلط بين اسمى هيرودس وبيلاطس، وتغرى بعض الأخطاء للأسماء اليونانية التي خلعت على بعض المدن المذكورة. الغرض من السفر:كتب السفر لتعزية اليهود في وسط آلامهم، وتشجيعهم على أن يكونوا أمناء للشريعة، ويقدم تعليمًا عن الخلود والدينونة ومجد الأبرار القادم ودينونة الأشرار. لغته الأصلية:يرجح بعض العلماء أن هذا السفر كتب أولا بالعبرية، نقلًا عن مذكرات عبرية، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يوجد أي أصل عربي له، بل وجدت النسخة الأولى له في اليونانية، حيث يتضح منها أنه مترجم عن العبرية، وذلك من خلال بعض الكلمات والمصطلحات الفنية عبرية الأصل، مثل التوراة، والأربعة وعشرون سفرًا، بيت الله، البيت المقدس، أرض البيت المقدس، مدينة البيت المقدس وذلك في حديثه عن الأسفار المقدسة وأورشليم والهيكل. ومع ذلك يرى بعض العلماء الآخرين أن لغة السفر الأصلية هي اليونانية، حيث يستخدم الكاتب الكثير من مصطلحات الفلسفة اليونانية، كما يحمل السفر جميع خصائص الأدب اليوناني الذي عرف في الإسكندرية في مطلع المسيحية. |
||||
29 - 03 - 2014, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 92 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
نشأة الطوائف اليهودية لا شك أن السبب الرئيسي والمباشر لظهور الطوائف اليهودية المختلفة، كان الحضارة الأغريقية (الهلينية) والتي كانت أكبر خطر يهدد اليهود، فكما كانت عبادة الأوثان هي حجر العثرة بالنسبة لليهود على مدار قرون طويلة، هكذا كانت الهيلينية هي المحاولة الجديدة - إن لم نقل الحرب الجديدة - لإضعاف إيمان اليهود بالله. وبانتشار تلك الثقافة بدأ ظهور الصراع بين القديم والحديث، لاسيما وقد كان لتلك الحضارة اتجاهات دينية أيضًا، وبينما ناصر بعض اليهود هذه الحضارة فاتخذوا لهم أسماء يونانية وتعلموا الفلسفة على أيدي فلاسفتها، فإن الآخرين رفضوها - لاسيما سكان فلسطين - إذ رأوا فيها تهديدًا للشريعة وتراث الآباء، فثارت حفيظتهم واتخذوا مواقفًا تتصف بالعنف، إذ كانت الملاعب المتحررة والعبادات الوثنية في الهيكل وترك الطقوس وانصراف الجيل الثاني (الناشئ) إلى تلك المظاهر إيذانا بالخطر. وقد سمى اليهود الذين قاوموا ذلك التأغرق ب الحسيديين Hasidenians أو "حزب التقاة" وهم الذين تفرع عنهم الفريسيين والأسينيين، بينما كان الصدوقيين يمثلون الاتجاه الهلينيى. وقد دافع الحسيديين عن الشريعة والطقوس حتى الموت، وهم الذين ناصروا المكابيين حتى حصلوا على الحرية الدينية، بينما رفضوا مناصرة الاتجاهات السياسية والتوسيعية، التي سار فيها خلفاء المكابيين بعد ذلك. واليك بعض من تلك الطوائف:
|
||||
29 - 03 - 2014, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 93 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
الفريسيين ذكر هذا الحزب لأول مرة خلال حكم يوحنا هركانوس (134 - 104 ق.م) والذي تحالف معهم، فلما سألهم في وليمة أعدها لهم عن ملاحظاتهم على سياسته، ومن ثم طلبوا إليه التخلي عن منصب رئاسة الكهنوت، مكتفيا بالمنصب الإدارى، كما أنكروا عليه أن أمه كانت مأسورة في أيام أنطيوخس مما يجعله بالفعل غير لائق بمنصب الكهنوت. غير أن تلك الملاحظات أثارت استياء هركانوس، وقد انتهز الصدوقيين ذلك فأوعزوا إليه أن يطلب من الفريسيين تأديب القادة المعارضين بالقتل، ولكن الفريسسين رأوا أن يكون العقاب أخف، وبذلك رأى هركانوس أن الفريسيين يعارضونه بالفعل وأنهم يخرجون عن سيطرته، ومن ثم انجاز إلى الصدوقيين. وبدأ الصراع الحقيقي بين الفرقتين منذ ذلك الحين، فالفريسيين استهجنوا الجمع بين الوظيفتين الدينية والمدنية بالنسبة للخلفاء المكابيين، وجاهروا بذلك الانتقاد، بينما استمر المعتدلون منهم في ممارسة حياتهم الدينية بهدوء، قام المعارضون بتأسيس الطائفة الجديدة المسماة بـ"الأسينية" Essens والتي سكنت في "مغارات قمران" بجوار البحر الميت. ولعل ذلك يفسر لنا معنى كلمة فريسي "منفصل" (Separate ones الشخص المنفصل) وأن كان البعض الآخر يرى أن تلك التسمية قد جاءت بسبب ورعهم وتمسكهم بالشريعة، والذي ألزمهم بالانفصال عن الهيلينية، ولذلك فهم خلفاء الحسيديين. ويشهد يوسيفوس بأن الفريسسسن كانوا أكثر تدينًا من الآخرين وأنهم يطبقون الشريعة بدقة وينقذون طقوس التطهير، وبالتالي فقد كانوا حريصين فيما يتعلق بمصادر الطعام، ولهذا لم يكن الفريسي يأكل في "بيت الخاطئ" وأن كان لا يمانع في استضافة الخاطئ، بشرط أن يهبه ثيابًا طاهرة من عنده بدلا من ثيابه، خشية أن تكون غير طاهرة. وقد مارس الفريسيون عبادتهم في المجامع، والتي نشأت إبان فترة السبي حين توقفت الذبيحة، والتي انتشرت على نطاق واسع بحيث كان وجود عشر عائلات كاف لإنشاء مجمع. وأما الصدوقيين فقد تحكموا في الهيكل بأورشليم والخدمات فيه، وذلك خلال الحكم المكابى وحتى العهد الجديد، في حين اهتم الفريسيين في إنشاء ما يسمى بالتعليم الشفاهي وأقوال الربيين، وأفرز ذلك العديد من المدارس والمناهج فيما يتعلق بالتفسير والطقوس وتنفيذ الوصايا، ولعل أشهر مدرستين ظهرتا قبل ميلاد المسيح مباشرة هما مدرسة هلليل Halill والتي كانت أكثر اعتدالًا في التفسيرات، كما عرف هلليل بانحيازه إلى الفقراء وعدم رفض القانون الروماني مادام لا يتعارض مع الشريعة. وأما الأخرى فهي مدرسة شماى (شمعى Shammai) وكان أكثر تشددًا ومعارضة للرومان والذي كان له الضلع الأكبر في قيام حزب الغيورين (زيلوت Zealots) والذين تسببوا في تدمير أورشليم سنة 70 م. وقد سجل التلمود 316 خلافا بين مدرستى هلليل وشمعى. رفض الصدوقيين التقاليد وتعليلات الفريسيين، والتزموا فقط بالأسفار المقدسة وهو نفس المنهج الذي اتخذه اتباع طائفة "القرائين" Karaites في العصور الوسطى، بينما وضع الفريسيون التقليد في مستوى الأسفار المقدسة مُدعين أن ذلك التقليد قد تسلمه موسى من الله بعدما تسلم الشريعة ذاتها، بل تمادوا في ذلك بأن نادوا بأولوية التقليد على الناموس (1). وقد نتج عن ذلك أن الفريسيين في أيام السيد المسيح كانوا معنيين بالتقليد أكثر من الناموس، حتى عاتبهم المسيح قائلًا (وانتم لماذا أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم؟!). هذا وقد بدأت الحركة الفريسية في تقوى وورع، حيث حفظوا أنفسهم من كل نجاسه، واهتموا بالصوم والاغتسال وحفظ السبت، وقد أشار الرب إلى ضرورة اقتران ذلك بالحب الفعلي والقلبي، فإن الأمر قد تحول مع الوقت إلى الزهو والخيلاء والتفاخر على الباقين، بل والأكثر من ذلك: الاتجاه القوى إلى الأمور الشكلية والممارسات الجوفاء، فقد وصل بهم الأمر إلى تعشير (تخصيص العشور) الشبت والنعناع والكمون (متى 23: 23 ولوقا 11: 42) في حين أكلوا حقوق الأيتام والأرامل، كما اهتموا بلبس "التيفيلن" والذي كان يثبت على الجبهة كعلامة تقوى وكذلك بإطالة أهداب الثياب مما كان يجلب لهم المديح والكرامة من عامة الناس، وإطالة الصلوات بنفس الدوافع (راجع متى 23: 5 ومرقس 12: 40 ولوقا 20: 47) وهكذا استبدلوا مجد الله بمجد الناس. كل ذلك وغيره استوجب توبيخ السيد المسيح لهم بسبب ريائهم. ولكن الفريسيين كطائفة لم تُدم بعض الشخصيات النبيلة التقية مثل "نيقوديموس" و"يوسف الرامى" و"غمالائيل" و"شاول الطرسوسي" والذي أصبح بولس الرسول والذي وصفه الفريسية - مذهبه القديم - بأنها أكثر الشيع صرامة (أعمال 26: 5) هذا ويشير دكتور "وليم بابكلى" في تفسيراه ل (لوقا ص 7) أن الفريسيين كانوا ستة أنواع منهم: فريسو الكتف (والذين كانوا يضعون شارة على أكتافهم تميزهم)، والفريسيون المرضوضون (والذين يتعرضون للكدمات والرضوض بسبب إيثارهم المشي مغمضين العينين حفظا للنظر!) ثم الفريسيون المسنمون (والذين يسبرون منحنين لأسفل عازفين عن العالم) والفريسيون الحاسبون (وهم الذين يحسبون كم من الخير صنعوا وكم من الشر) وفريسيو الغد (وهم الذين يؤجلون عمل الخير إلى الغد) وأخيرًا الفريسيزم المحبون (وهم أفضل تلك الأنواع) ويرى "باركلى" أن سمعان الذي دعا المسيح للعشاء معه: كان واحدًا منهم. |
||||
29 - 03 - 2014, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 94 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
الصدوقيين Suddoceat لا شك أن الصدوقية حركة منشقة عن الفريسية، فإن مؤسسها ويدعى "صادوق" (حسب رأى الرابى ناثان/سنة 1000م) كان أحد تلاميذ أنتيجونوس الذي من "مسوكوه" وربما أساء فهم تعاليم معلمه أو أنكرها، فرفض فكرة قيامة الموتى والحياة الأبدية والملائكة والأرواح، ومن ثم قام بتأسيس حزب الصدوقيين، وأن كان البعض يرى أن الصدوقيين هم في الأصل أتباع صادوق رئيس الكهنة في عهد داود، والذي تعاقب نسله على رئاسة الكهنوت في عصر المكابيين وما بعده حيث تأسس هذا الحزب. هذا وقد مثل الصدوقيين الطبقة الأرستقراطية بين اليهود، واحتفظوا بعلاقات قوية مع الحكام، من أجل ضمان استمرارهم في المراكز القايدية وحصولهم على الثروة، لاسيما من وراء رئاسة الكهنوت والقيادات داخل الهيكل، حتى لقد أمسى منصب رئيس الكهنة لعبة سياسية. צדוקים وكما سبق أثناء حديثنا عن الفريسيين فقد كان هناك عداء تقليدي بين الفريقين، غير أنهم اتفقوا في معادتهم للمسيح! حيث وجه إليهم النقد، بسبب قيادتهم الأمة إلى حافة الهاوية. أما المحتوى الديني لهذه الطائفة، فقد اشتمل على التمسك بالأسفار الخمسة للشريعة، وفي المقابل رفض التقليد (الشريعة الشفهية) التي تبناها الفريسيين، ورفضوا - كما سبق في بداية حديثنا عنهم - القيامة والملائكة والدينونة، راجع (مرقس 12: 18 ولوقا 20: 27 وأعمال 23: 8) وأما عن اتجاهاتهم الدينية فقد كانوا يصرون على تنفيذ عقوبة "عين بعين وسن بسن" حرفيا، بينما تساهل الفريسيون في التنفيذ، وفي حالة الشهادة الزور، كان الصدوقيين يرون تنفيذ الحكم في شاهد الزور متى أعدم البرئ، في حين رأى الفريسيين إعدام شاهد الزور بمجرد النطق بحكم موت البرئ، وفي حالة الضرر الذي ينتج عن "ثور أو حمار" طلب الصدوقيين عقاب صاحبه، كما يعاقب أيضًا صاحب العبد لما اقترفه عبده من ضرر، بينما اعتبر الفريسيون العبد مسئولا عن خطأه. كما تساهل الصدوقيين في حق الابنة في الميراث بينما تشدد الفريسيون، وبينما رأى الصدوقيين إمكانية تقديم الذبائح اليومية من العطايا التطوعية، أصر الفريسيين على تقديمها من خزينة الهيكل، وبينما دقق الصدوقيين في مواصفات البقرة الحمراء، سخروا - في المقابل - من مبالغة الفريسيين في طقوس الاغتسال. ورأى الصدوقيين أن الله لا يتدخل مباشرة في أمور الناس، وبالتالي رفضوا فكرة سبق التعيين وأن الخير والشر ينحصران في دائرة إرادة الإنسان الحرة، بينما اعتقد الفريسيون بأن بعض الأفعال هي نتيجة العناية الإلهية بينما البعض الآخر نتيجة إرادة الإنسان الحرة. هذا وبينما كان الفريسيون يقبلون الدخلاء (الوثنيين الراغبين الدخول في اليهودية / متى 23: 15) فإن الصدوقيين رفضوا ذلك. نهاية هذه الطائفة: وبعد أن تأرجحت كفتهم ما بين مناصرة الحاكم لهم وتمييز الفريسيين عليهم، انتهى بهم المطاف إلى أن خذلتهم "سالومى ألكسندره" والتي خلفت زوجها "جنايوس" سنة 76 ق.م. حيث ناصرت الفريسيين ذوى الشعبية الكبيرة عليهم، ثم انتقم هيرودس بعد ذلك من الصدوقيين سنة 37 ق.م. فضعفت سطوتهم. لاسيما بعد أن قلص هيرودس سطوة السنهدريم ونفوذ رئاسة الكهنوت فلم تعد بالوراثة، بل كما يقول يوسيفوس أنه خلال مدة 107 سنة (من زمن هيرودس حتى سقوط أورشليم) قام ما لا يقل عن 28 رئيس كهنة .!! غير أن نفوذهم أخذ في الازدياد بعد أن أصبحت اليهودية ولاية رومانية سنة 6 ق.م. وعادوا ليرأسوا الكهنوت ويصبحون أغلبية في السنهدريم ولكن ما أن دُمر الهيكل سنة 70م وتوقفت الخدمة والكهنوت حتى زال نفوذهم واختفوا من المسرح اليهودي. وللأسف لم يترك الصدوقيين أي تراث لاهوتي أو عقائدي إيجابي، بعكس الفريسيين والذين يُعد اليهود الحاليين امتداد لجذورهم. |
||||
29 - 03 - 2014, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 95 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
الأسينيين بينما التزم الفريسيون باليهودية العامة وتآلفوا معها، فانفصلوا عن النجاسات فقط، فقد اتخذ الأسينيون موقفًا حادًا بانعزالهم عن اليهود بما فيهم الفريسيين أنفسهم، والذين أعلنوا احتجاجهم على ما يحدث في اليهودية بتوقعهم في مغامرات قمران في حياة شبه رهبانية (ديرية). هذه الطائفة التي أطلق عليها كل من يوسيفوس وفيلو وبلينى Pliny اسم الأسينيين، ويرى البعض أن الاسم مأخوذ عن الكلمة الأرامية "هاسياس" والتي تعنى "الأتقياء" بينما يرى البعض الآخر أن الاسم مأخوذ من الكلمة اليونانية "أجيوس" وتعنى "مقدس" ويرى فريق ثالث أن الأسم جاء من الكلمة "آسى" بمعنى "الطبيب" وهناك اقتراحات أخرى مثل "شريف" و"قوى" وغيرها. אִסִּיִים اعتنق الأسينيين نظامًا حياتيًا صارمًا وإن اتصف ببساطة المظهر، فنادوا بضبط النفس والبعد عن اللذات، ورفضوا الزواج في حين قاموا بتربية أطفال الآخرين ولكن بعض المصادر تفيد بأنهم سمحوا بالزواج لمن يريد. وكان الراغب في الانضمام إليهم يأتي بممتلكاته لتصبح جزءا من ممتلكات الجماعة، ثم يمكث فترة اختيار تصل إلى ثلاث سنوات ينضم بعدها رسميا إلى الجماعة بعد أن يؤدى قسم بعدم إفشاء سرها. يبدأ يوم الأسينى في الصباح الباكر بالصلاة، ثم التفرق كل إلى عمله بكل أمانة، ثم ينالون تمامًا حمامًا ليجتمعوا معًا بعد ذلك على مائدة طعام بسيط، وكانوا ينسخون الأسفار المقدسة ويدرسونها، وكانوا يبيعون ويشترون ويتحركون بين الناس في المدن حيث يلاقوا الترحيب، إذ رأى الشعب فيهم برًا يزيد عن الفريسيين والكتبة والصدوقيين. وعن معتقداتهم يقول يوسيفوس أنهم آمنوا بالخلود ولكن دون قيامة الجسد، مما يوحى بارتباط ذلك بالمعتقد الوثني بـ"شر المادة" ولذا ركزوا على التطهير وعدم الزواج، كما يوحى معتقدهم هذا بعلاقة بمذهب "الدوسيتية" والذي نادى بأن يسوع لم يكن له جسد حقيقي، لأن المادة شر ولذا فابن الله لا يكون له جسد حقيقي. ومع ذلك فقد نظروا إلى الصدوقيين نظرة شك معتبرين أنفسهم أنهم الإسرائليين الحقيقيين، ولأن الصدوقيين كانوا مسيطرين على الخدمة الهيكلية فقد اعتبر الأسينيين مجتمعهم المنظم بديلًا للهيكل. وكانوا أكثر الفرق اليهودية كافة التزامًا بتقديس السبت، حتى أنهم أنكروا إنقاذ الحيوان متى سقط في حفرة يوم السبت، في حين تساهل الفريسيون أنفسهم في ذلك (متى 12: 11). وقد بدأ الأسينيين في الانتشار في القرى والمدن من خلال مدارس صغيرة، حيث شجعهم على ذلك علاقتهم الطيبة بهيرودس، فقد سُميت إحدى البوابات في سور المدينة الجنوبي ب (بوابة الأسينيين) كما شغل أحدهم منصبًا في البلاط الملكى، ومنهم من كان قائدًا عند حصار أورشليم سنة 70 م. بل يرجح أن يكون "بار كوكبا" صاحب الانتفاضة الشهيرة، مع الأسينيين، أما عن عددهم فيقول "فيلو" أنهم كانوا في حدود الأربعة الآف، إضافة إلى تجمعات أخرى هنا وهناك، وانهم استقروا في شمال "عين جدي" شمال غرب البحر الميت وهي المنطقة التي سميت "قمران". |
||||
29 - 03 - 2014, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 96 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
جماعات أخرى على نفس نمط الأسينيين אִסִּיִים ظهرت في مصر جماعة "الثيرابيوتا" في الإسكندرية، والتي عاشت حياة شبه رهبانية ويعنى اسمهم "الأساة" أو "المداوين" وقد قدموا للرهبنة في الكنيسة الصورة الأولى للتسبيح والصلوات والعمل اليدوى. إضافة إلى جماعة أخرى عرفت باسم "معاهدى دمشق" اكتشف تاريخها من خلال المخطوطات التي عثر عليها في مجمع عزرا بمصر القديمة، وكانوا من كهنة أورشليم أسسوا حزبًا في دمشق وكان رئيسهم يدعى المعلم البار، بينما التزموا بأسفار الشريعة فقد انتقدوا سياسات الفريسيين. هذا ومن المحتمل أن يكونوا قد عادوا إلى أورشليم بموجب اتفاق من نظرائهم في قمران. |
||||
29 - 03 - 2014, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 97 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
المسيح والأسينيين لم يرد ذكر لتلك الجماعة في أسفار العهد الجديد، وأن كان البعض يرى أن يوحنا المعمدان كان واحدًا منهم، وكان تعليم المسيح معارضًا في كثير من جوانبه لاتجاهات الأسينيين، فبينما اعتزل الأسينيين الخطاة والعشارين، اقترب منهم يسوع وأكل وشرب معهم (متى 11: 9 ولوقا 7: 34) كما عارض السيد المسيح بشدة التزمت في تنفيذ وصايا الناموس، وأتى يسوع في جسد إنسان مادي، وهو ما عارضه الأسينيين الذين اعتبروا المادة شرا، كما سبق القول. ونبهنا السيد المسيح أنه من داخل الإنسان يخرج الشر، وبينما استنكر الأسينيين الخدمة في الهيكل، كان المسيح يأتي إليه في الأعياد وعلم فيه كثيرًا، وأن كان قد استنكر إساءة استخدامة وتنبًا بخرابه، وقد أُطلق عليه: إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة (لوقا 7: 34) وهي الصفات التي سخر منها كثيرًا كل من الفريسيين والصدوقيين والأسينيين هذا وقد أثر الأسينيين كثيرًا على الحياة اليهودية، وقادوا حركة تقشفية نسكية لم تكن معروفة، ولفتوا انتباه الشعب إلى نوع أرقى من الحياة يسمو فوق مستوى الجسد والحياة والمادة. |
||||
29 - 03 - 2014, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 98 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
الغيورين هو الحزب اليهودي المسلح والذي أطلق عليه يوسيفوس لقب "حملة الخناجر"، وربما كان يهوذا الجليلى هو مؤسسه، حيث جعل من "فينحاس بن العازر" مثلًا أعلى لهم، بسبب غيرته للرب ومن حيث مدح الرب لهذه الغيرة، راجع (سفر العدد 25:7 - 13) وقد نادى يهوذا بعدم جواز إعطاء الجزية للرومان، وذلك عندما بدأ الرومان في عمل الإحصاء سنة 6 ق.م. حيث صرح بأن أرض إسرائيل مقدسة، فلا يعطى نتاجها لأي ملك أرضى، بل أن الرب هو فقط المتوج ملكًا لأسرائيل. קנאי هذا وقد ظن غمالائييل الفريسي أن بطرس وبقية الرسل يتبنون حركة كتلك التي تبناها "يهوذا بن ازيكياس Juddas ibn Ezekias" وكذلك تلك التي تبناها ثيوداس (1 أعمال 5: 35 - 39) وبالتالي فلا يجب أن يتخذوا موقفًا منهم بل ليتركونهم ليلاقوا نفس المصير، ولكنه كان مخطئًا في ذلك، مثلما أخطأ ىخرون في ظنهم أن يسوع المسيح كان يؤيد هذه الحركة باختياره سمعان الغيور أحد أعضاءها ليصبح واحدًا من تلاميذه، ولكن الواقع أن سمعان قد نبذ العنف فانضم إلى تلاميذ يسوع، كما أن السيد المسيح أوصى بتقديم الجزية للقيصر، كما أوصى معلمنا بولس بعد ذلك بالخضوع للسلاطين وعدم مقاومة السلطات، راجع (رومية 13: 1، 2 وتيطس 2: 1، 2) وكذلك معلمنا بطرس الرسول (1 بط 2: 12 - 20). هذا وقد تعاطف قطاع كبير من الشعب من حركة الغيورين، نظرًا لكثرة المظالم التي تعرضوا لها من الرومان، وقد قام الغيورين بالكثير من الثورات استخدموا فيها السلاح، والذي كان عبارة عن سيف قصير يحفظونه داخل أكمامهم ثم يندسون بين الآخرين ليفاجئوهم، واستمروا هكذذا حتى استولوا على أورشليم سنة 66م. حيث اضطر الرومان إلى حصار المدينة حتى سنة 70 م. محدثين داخل المدينة خرابًا ودمارًا وويلات لا حصر لها، وجلبوا على الأمة مصائبًا لا حصر لها انتهت بتدمير أورشليم والهيكل وشتات اليهود. أما آخر حصونهم فقد كان "قلعة مسادا والذي سقط سنة 73 م. وبينما نجحت ثورة المكابيين بقيادةمتتيا الكان وهو الغيور، فقد فشلت محاولات الغيورين بل واتت بنتائج عكسية، وجرت الأمة إلى هوة الضياع. هذا ويُعرف هذا الحزب اصطلاحًا بـ"حزب زيلوت". |
||||
29 - 03 - 2014, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 99 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
الهيرودسيين | الهرادسة جماعة شايعت هيرودس الكبير إذ رأت فيه المسيا المنتظر، كما رأوا في حكمه ما يحمى الأمة من جور روما الوثنية، مع أنهم كانوا موالين سياسيا لروما، بل أنهم تبعوا بعض العادات الوثنية مجاملة للرومان ولهيرودس: إلا أنهم عارضوا الخضوع لها. وكان هيرودس قد استقل باليهودية بالاتفاق مع السلطات الرومانية لما كان يربطهم به من صداقة وتقدير. رأى الهيرودسيين في استقلال الأمة ضرورة لعظمتها في المستقبل، ودافعوا عن حكم هيرودس رغم معارضة الفريسيين لذلك لكونه آدوميا، (متى: 22، 15، 16). ولذلك فقد كان عجيبا أن يتفق الحزبان ويتعاونا معا عند سؤالهم للسيد المسيح عن الجزية وأن كان يتوجب عليهم إعطائها للقيصر أم لا؟! ولكن من المؤكد أن كراهيتهم لكل من الرومان والمسيح هي التي جمعتهم. تأسس هذا الحزب في أيام هيرودس الكبير نفسه، واستمر أتباعه تأييد عائلته وتعضيدها من بعده، وفي أيام السيد المسيح كانوا موالين لهيرودس أنتيباس بصفة خاصة. ولم يأن ذكر الهيرودسيين إلا في (متى 22: 15، 16 ومرقس 3: 6 و12: 13). |
||||
29 - 03 - 2014, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مدخل إلى سفري المكابيين الأول والثاني
ربط السفرين أحدهما بالآخر سفر المكابيين الأول سفر المكابيين الثاني - تشامخ أنطيوخس أبيفانيوس 1: 11 - تشامخ أنطيوخس أبيفانيوس 4: 7- ياسون يستولى على رئاسة الكهنوت 4: 7، 8 - الحضارة الهيلينية في أورشليم 1: 12 - 15 - الحضارة الهيلينية في أورشليم 4: 9 - 17- ياسون يمارس وظيفته 4: 18 - 22 - منلاوس رئيسا للكهنة 5: 23 - 50 - حملة أنطيوخس على مصر 1: 16 - 19 - حملة أنطيوخس على مصر 5: 1- تمرد ياسون وموته 5: 2 - 10 - أنطيوخس ينهب الهيكل 1: 22 - أنطيوخس ينهب الهيكل 5: 15 - 22 - أبلونيوس ينشر الهيلينية 1: 30 الخ - أبلونيوس ينشر الهيلينية1: 30 الخ - المكابيون يتركون أورشليم 2: 1 الخ - المكابيون يتركون أورشليم5: 27 - فرض الهيلينية وتدنيس الهيكل 1: 41 - 59 - الشيخ الأثينى يفرض الهيلينية 6: 1 - 9 - قتل الأطفال المختومين مع أمهاتهم 1: 64، 65 - قتل الأطفال المختومين مع أمهاتهم6: 10 - قتل اليهود بسبب حفظ السبت 1: 29 - 38 - حرق اليهود لحفظهم السبت6: 11 - استشهاد بعض اليهود لرفضهم أكل لحم الخنزير 1:62 الخ - متنيا وأبناءه يرفضون الهيلينية 2: 15 - 26 - متنيا يعلن الثورة المقدسة 2: 27 الخ- يهوذا المكابى يخلف أبيه متنيا 2: 49 - 70 - استشهاد ألعازار لرفضه أكل لحم الخنزير 6: 18 - 31 - استشهاد أم وأبنائها السبعة لرفضهم أكل لحم الخنزير 7: 1 - 23 - ثورة يهوذا الناجحة 3: 1 - 9 - يهوذا يهزم أبلونيوس وسارون 3: 10 - 26 - أنطيوخس يفوض ليسياس لإخضاع اليهود 3: 27 الخ - ثورة يهوذا الناجحة 8: 1 - 7 - ليسياس يرسل القواد: بطليموس ونكانور وجرجياس لإخضاع اليهود 3: 38 الخ - تفويض بطليموس ونكانور وجرجياس لإخضاع اليهود - تجار الرقيق يلحقون بالحملة 3: 41 - تجار الرقيق يلحقون بالحملة 8: 10، 11 - احتشاد اليهود 3: 42 - 60 - احتشاد اليهود 8: 12 - 29 - تراجع البعض 3: 55، 56 - إعفاء البعض بحسب الشريعة 8: 12 الخ - هزيمة جرجياس 4: 1 - 25 - هزيمة نكانور 8: 23 ب - 29 - هزيمة طيموتاؤس وبكيديس 8: 30 - هزيمة ليسياس 4: 26 - 35 - - دخول أورشليم 4: 36، 37 - دخول أورشليم 8: 31 الخ - موت أنطيخوس 9: 1 - 28 - تطهير الهيكل 4: 38 - 51 - تطهير الهيكل 10: 1 - 5 - الاحتفال بالتجديد 4: 52 - 61 - الاحتفال بالتجديد 10: 5 الخ - يهوذا يخضع الأدوميون والعمونيين وبنى بيان بقيادة ثيموثاوس 5: 1 - 8 - يهوذا يهزم الأدوميون وطيموتاؤس العمونى 10: 15 الخ - يهوذا يخضع الوثنيين في جلعاد والجليل بقيادة ثيموثاؤس 5: 9 - 54 - جرجياس يهزم يوسف وعزريا خارج يمينا 5: 55 - 62 - - يهوذا يهدم الأدوميون والفلسطينيين 5: 63 - 68 - موت أنطيوخس 6: 1 - 16 - تشامخ أنطيوخس الخامس 6: 18 - يهوذا يهاجم القلعة في أورشليم 6: 18 الخ - - - هزيمة ليسياس 11: 1 - 12 - ليسياس يفاوض للسلام 11: 13 الخ - يهوذا ينتقم من يافا ويمنيا، ويهزم الوثنيون بقيادة طيموتاوس في جلعاد 12: 1 - الخ - ليسياس مع أنطيوخس الخامس يستولون على اليهودية 6: 28 - 54 - ليسياس يعقد معاهدة سلام 6: 55 - 63 - ليسياس مع أنطيوخس الخامس يستولون على اليهودية 13: 1 - الخ - معاهدة سلام 13: 22 - تشامخ ديمتريوس الأول 7: 1 - 4 - تشامخ ديمتريوس الأول 14: 1،2 - تنصيب ألكيمس رئيسا للكهنة بواسطة بكيديس 7: 5 - 22 - إعادة تنصيب ألكيمس رئيسا للكهنة بواسطة بكيديس 14: 3 الخ - مهمة نكانور - محاولته خداع يهوذا والقبض عليه- تهديداته للهيكل - هزيمته وموته 7: 23 - 47 - مهمة نكانور - صداقته ليهوذا ومحاولة خيانته- وتهديداته للهيكل - هزيمته وموته 14: 15 إلى 15: 35 - الاحتفال بالعيد 7: 48 - 50 - الاحتفال بالعيد 15: 36 |
||||
|