منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 02 - 2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 91 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

احسب حساب النفقة للأبدية

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
إذن اعرف يا أخي أين أنت. واهتم بخلاص نفسك.
إن لك نفسًا واحدة لا تملك غيرها. إن ربحتها ربحت كل شيء. وإن خسرتها خسرت كل شيء. لأنه ماذا يمكن أن تأخذ من العالم عوضًا عن نفسك؟ وهوذا الرب يقول عبارته الخالدة:
ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه. (متى26:16)..
اجلس إذن إلى نفسك. وافحص حياتك جيدًا: هل أنت سائر في الطريق أم لا؟ وهل تحرص على أبديتك، أم قد ضيعت نفسك.. وضاعت أيامك التي كان ينبغي أن تستخدمها في معرفة الله، وفي محبته، وفي النمو الروحي، حتى تدرك الغاية التي من أجلها أدركك المسيح..
يا أخي؟ أن الطريق طويل قدامك، وأنت لم تبدأ بعد. الطريق يبدأ بالمخافة، لأن "بدء الحكمة مخافة الله" (أم10:9). والمخافة بالتدريج تقود إلى المحبة.. ولكنك إلى الآن لم تصل إلى مخافة الله، لأنك مازلت تكسر وصاياه.. فمتى تصل إلى المحبة إذن؟!
و أنت لا تستطيع أن تصل إلى الله، إلا إذا كنت تسلك حسب الروح. وإن سلكت حسب الروح، ستظهر ثمار الروح في حياتك.
وثمار الروح منهج طويل، شرحه بولس الرسول.
فقال "وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف" (غل22:5). والمحبة التي هي أولى هذه الثمار، شرحها الرسول بالتفصيل في (1كو13)، ووضع لها حوالي أربع عشرة علامة. فهل وصلت إلى شيء منها..؟
ثم ماذا عن الصلاة وتفاصيلها؟ وماذا عن الهذيذ والتأمل وكل الوسائط الروحية..؟ وماذا عن حروب الشياطين وكيفية الانتصار عليها..
أما الآن فكل ما أنصحك به، هو أن تبدأ بالخطوة الأولى في العلاقة مع الله، لأنه إن لم تبدأ بأول خطوة فكيف تصل؟!
و نقطة البدء في علاقتك مع الله، هي التوبة.
بها تصطلح مع الله وترجع إليه.أي تنتقل من خارج الدائرة إلى داخلها. ثم تحملك النعمة وتعبر بك درجات الطريق. وهكذا تنتقل من خطوة التوبة، إلى النقاوة، إلى القداسة، إلى الكمال النسبي، إلى النمو في هذا الكمال.. أتريد أن تبدأ الطريق وتخطو إلى التوبة. ضع أمامك هذه القاعدة: اقتن محبة الله لتطرد منك محبة الخطية.
  رد مع اقتباس
قديم 01 - 02 - 2014, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 92 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

اقتن محبة الله لتطرد منك محبة الخطية

الإنسان لا يستطيع أن يعيش في فراغ عاطفي.
فهو إما أن يملأ قلبه بمحبة الله، أو أن يمتلئ هذا القلب بمحبة العالم والجسد.
"ومحبة العالم عداوة لله" (يع4: 4).
نقطة أخرى، وهي أن محبة الله أقوى وأعمق من أية محبة أخرى، لذلك إن أدخلتها في قلبك، فإنها حتمًا ستطرد كل الشهوات الأخرى منه، وصدق ذلك القديس الذي قال:
التوبة هي استبدال شهوة بشهوة.
أي بعد أن كنت تشتهي العالم والجسد والخطية، أصبحت كل شهواتك روحية، مركزة في الله والحياة معه. فلا يكن قلبك إذن خاليًا من حب الله وملكوته، لئلا تسكنه محبة الخطية. وأحفظ هذا الميزان سليمًا داخل قلبك. لا تجعل كفة العالم ترجح بتأثيرات كثيرة من النظر والسمع والقراءة والخلطة المعثرة.. إنما استخدم بكل قوة جميع الوسائط الروحية المتاحة لك، التي تعمق محبة الله في عقلك.

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
وثق أن الخطية لا تستطيع أن تدخل قلبًا يحب الله.
ولا نقصد بالإنسان الذي يحب الله، مجرد ممارسته للوسائط الروحية كالصلاة والصوم والقراءة الروحية وحضور الكنيسة والاعتراف والتناول. وإنما يهمنا قبل كل شيء أن تكون هذه الوسائط الروحية نابعة من حب داخلي في القلب.
فالدين هو الحب: حب الله، وحب للخير، وحب للغير.
وإن لم يوجد هذا الحب، يفتر القلب، ويفقد الشعلة الروحية التي تسلمها من روح الله يوم عرفه. وقد يتطور الفتور إلى خطية، مهما كانت لهذا الإنسان خدمة في الكنيسة، ومهما كان طاقة من النشاط والحركة. (عن محاضرة بعنوان "الحب وليس الممارسات" ألقيت في الكاتدرائية الكبرى يوم الجمعة 11-11-1977).
بدون محبة الله داخلك، لا تستطيع أن تتوب.
وإن تركت الخطية، لا يكون تركًا حقيقيًا عن نقاوة قلب. وإنما قد تكون مجرد إجراءات خارجية لصلح شكلي مع الله، ويخاف أن تدخله الخطية إلى جهنم، فلكي يتقي الله وعقوباته، يدخل في الدين. ويسمى هذه "تقوى" أي اتقاء لله وغضبه..
وبهذا الخوف، قد يبعد عن الخطية بالعمل، ولكن لا تبعد الخطية عن قلبه.
ويظل القلب مقلقلًا، لليمين ولليسار، ولا يستقر إلا بالحب.
التوبة إذن، هي تحويل مشاعر القلب بالحب نحو الله. وكل الممارسات الروحية كالصلاة والصوم لا تكون قائمة بذاتها، إنما ملتصقة بهذا الحب. فالصلاة بغير حب الله، ليست هي صلاة بالحقيقة. وكذلك الصوم. وكذلك حضور الكنيسة والتناول.
فأنت تصلي وتقول "عطشت نفسي إليك"، "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز62)، "محبوب هو أسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز119).
وأنت تقرأ في الكتاب وتقول "وجدت كلامك كالشهد فأكلته".
وأنت تذهب إلى الكنيسة وتقول "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز83: 1).
بهذه المشاعر تجد لذة في التوبة. وتوبتك تستمر وتستقر.
أما إن لم يوجد فيك هذا الحب، فحتى إن تركت الخطية، ما أسهل أن تحاربك لترجع إليها.. لماذا، لأنك لم تجد في الحياة مع الله شبعك. لم تجد في حياة التوبة ما يملأ قلبك، وما يملأ عواطفك ومشاعرك، وما يحفظك من التماس الحب في الخارج.
أنا أعرف أنك تريد التوبة، ولولا ذلك ما كان هذا الكتاب بين يديك الآن.. بل ربما تظن أنك بدأت التوبة فعلًا، من أجل أنك تمارس وسائط روحية، ومع ذلك فأنت:
تصلي وتصوم.. ولا تشعر أن محبة الخطية قد فارقتك!
فلماذا؟.. كلنا نؤمن بفوائد الوسائط الروحية، ولكن على شرط أن تمارسها بطريقة روحية.. فإن كنت تصلي وتصوم وتقرأ الكتاب، وتجد في ذلك شبعًا روحيًا، ولذة وتعزية وفرحًا، ويقودك كل هذا إلى تعميق محبتك لله.. إذن فأنت سائر على الدرب. ومن سار على الدرب وصل.
إن لم تعش في التوبة بهذا الحب، تكون تائهًا..
لا بد إذن أن تقتني محبة الله، التي تستطع أن تطرد من قلبك محبة الخطية.
لا بد أن تعرف المسيح، لكي تستطيع أن تترك الجرة عند البئر (يو4).
فإن لم يكن لك هذا الحب، أطلبه في صلاتك بكل لجاجة.. هي صلاة تقولها في كل وقت، من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن عمق أعماقك:
أعطني يا رب أن أحبك..
أنزع محبة الخطية من قلبي، وأعطني محبتك..
وابحث عن كل الوسائط التي تساعدك على محبة الله..
ليست كل قراءة تنفعك. ولكن هناك قراءات روحية تؤثر كثيرًا في قلبك، وتمس مشاعرك الروحية. وهناك أماكن مقدسة تؤثر فيك، وأشخاص محبون لله، تراهم فتحب الله مثلهم.. بكل هذا وأمثاله، التصق بكل قوتك.
وابعد عن كل شيء، به تبعد محبة الله عن قلبك.
كن حريصًا على هذه المحبة كل الحرص. لأنها هي التي تطرد منك محبة الخطية.بل كلما زادت محبة الله فيك، حينئذ ينفر قلبك من الخطية، ويشمئز منها، ويندم على أيامه الأولى التي عاشها في الخطية. وبهذا يكون الله قد وهبه قلبًا جديدًا.. قلبًا يحب الله، غير القلب القديم تمامًا.
وفي هذا القلب المحب لله، تعبد الله بفرح، ولا تجد صعوبة في حفظ وصاياه.
بل تغنى مع يوحنا الحبيب قائلًا:
هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة (1يو5: 3). ولماذا ليست ثقيلة؟ لأنك تعيش فيها بفرح، بحب، من غير صراع داخلي يشبعك. إذ لا تجد ناموسًا آخر في أعضائك، يحارب ناموس ذهنك، ويسبيك إلى ناموس الخطية" (رو7: 23).
الإنسان الذي يحب الله، يجد لذة في تنفيذ وصاياه.
ويجد لذة في عمل ما يرضيه. ولا يسمح لنفسه أبدًا أن يغضبه. كإنسان يحب أباه وأمه، ويجد لذة في إرضائهما، وكسب بركتهما ورضائهما، ولا يسمح لنفسه أن يغصبهما في شيء.
إن وصلت إلى هذا الشعور، يمكنك أن تتوب بسهولة.
ولكن بدون محبة الله، تجد التوبة صعبة وثقيلة. ولا تشعر برغبة في ترك الخطية، إذ لا توجد محبة أعمق تحل محلها.
ابحث إذن عن هذه المحبة الأعمق. واسلك في كل الوسائط التي توصلك إليها. وحينئذ لا يمكن أن تجد التوبة صعبة، ولن تجد الوصية ثقيلة.
ولكن متى تجد التوبة صعبة والوصية ثقيلة؟
تجدها كذلك إن كانت محبة الله ليست كاملة في قلبك، أو لم تصل إلى شيء منها بعد.. وأيضًا عندما تكون محبتك للخير غير كاملة، أو لم تصل إليها بعد.. ولذلك فأنت حينما تحاول أن تتوب، تصارع محبة مضادة في داخلك. وتضغط على إرادتك، وعلى قلبك وعواطفك.. وتحاول أن تهرب من صور أثيمة راسخة في عقلك الباطن وفي ذاكرتك، تشدك إلى أسفل، بعيدًا عن الله.
ولكنك إذا أحببت الله، حينئذ لا تستطيع أن تخطئ، والشرير لا يمسك (1يو3: 9، 5: 18).
وحينئذ لا تكون الوصية ثقيلة، بل تكون الخطية ثقيلة.
الخطية هي التي تصير صعبة، مهما حاول العدو أن يضغط على إرادتك، تقاوم وترفض أن تخطئ، وتقول من كل قلبك "كيف أخطئ، وأفعل هذا الشر العظيم أمام الله؟!" (تك 39: 9).
وتجد وصية الرب مفرحة، ومضيئة تنير العينين (مز 19).
وتصبح التوبة سهلة عليك، وتصل منها إلى نقاوة القلب.
ولكن لعلك تسأل: كيف يمكنني أن أصل إلى محبة الله هذه، التي تطرد مني محبة الخطية؟..
هناك وسائل توصلك إلى محبة الله، منها:
اقرأ كثيرًا في سير القديسين الذين أحبوا الله من كل قلوبهم، وبذلوا كل شيء من أجله. وخسروا كل الأشياء من أجل فضل معرفته، لكي يوجدوا فيه..
واقرأ كتبًا كثيرة عميقة عن الفضيلة، لكي تثير محبة الخير في قلبك، فتترك ما أنت فيه..
واقرأ قصص التوبة والرجوع إلى الله، فهي مؤثرة جدًا ونافعة لك..
وتذكر الموت والدينونة والملكوت الأبدي، لكي تشعر بتفاهة الخطايا التي تحاربك، بل وتفاهة العلم كله..
وتذكر كم أحبك الله طول حياتك وأحسن أليك. فإن هذه الذكريات الحلوة تثير فيك مشاعر الحب والعرفان بالجميل من نحو الله. فتحبه لأنه أحبك قبلًا..
وماذا أقول؟ ليتك تقلب هذه الصفحات من الكتاب، وتعيد قراءة ما كتب فيه عن دوافع التوبة..
ومع ذلك فلكي تصل إلى التوبة، عليك أن تصارع مع الله، ليعطيك محبته، أو ليعطيك قلبًا جديدًا يحبه.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:16 PM   رقم المشاركة : ( 93 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

صارع مع الله وخذ منه معونة

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

أنت تريد أن تتوب، وتنتصر على خطاياك، حسنًا تفعل. ولكن ضع أمامك هذه القاعدة الهامة، وهي:

النصرة على الخطية ليست مجرد عمل بشري.

1- أولًا: لأن الخطية قوية، لها هذه القوة التي بها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26). فهل هذه الخطية التي أسقطت آدم وشمشون وداود وسليمان، تستطيع أن تحاربها بمفردك، بدون معونة إلهية؟! محال..

2- هذه الخطية قد أخذت سلطانًا عليك، حينما أسقطتك من قبل.

3- إنها لا تقتصر على الحرب الخارجية، إذ تجد لها أيضًا استجابة في داخلك، تجعل الحرب مزدوجة.

4- هذا هو تعليم الكتاب القائل "إن لم يحرس الرب المدينة، فباطل هو سهر الحارس" (مز127: 1). بل هذا قول المسيح نفسه: بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا (يو15: 5).
5- كل عمل تعمله بمفردك، دون أن يشترك الله معك، غالبًا ما تفشل فيه. وحتى إن نجحت ستنسبه إلى نفسك، ويحاربك المجد الباطل، معتقدًا أنك بقوتك قد انتصرت. والمعروف أن الاتضاع هو من أقوى الأسلحة التي ينهزم بها الشياطين. وقد استخدمه القديس الأنبا أنطونيوس، حينما كان يقول لهم "أنا أضعف من أن أقاتل أصغركم". ثم يصرخ إلى الرب قائلًا "أنقذني يا رب من هؤلاء الذين يظنون أنني شيء"..

6- وقد أثبتت خبراتك الماضية، فشلك في التوبة بمجهودك.

كم مرة حاولت أن تقوم وسقطت مرة أخرى. كم مرة عاهدت الله على التوبة، ووعدته وعودًا، وقلت في تصميم لن أفعل هذه الخطية مرة أخرى. بل أحيانًا كنت تستنزل الويلات على نفسك وتقول: أمرضني يا رب إن فعلت هذه مرة أخرى. كنت تقول هذا، كما لو كان الأمر في يدك وفي إمكانك. ونصيحتي لك، بدلًا من أن تقول: أعدك يا رب أن أتوب.

الأجدر بك أن تقول للرب: توبني يا رب فأتوب (أر31: 18).

أطلب منه التوبة كعطية صالحة من عنده، لأنه هو نفسه وعد بهذا، وقال "أعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم.. وأجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي" (حز36: 26،27) ).. فتمسك بوعده المقدس هذا، واطلب منه أن يمنحك هذه التوبة، ويعطيك القلب الجديد، ويجعلك تسلك في وصاياه..

وهذا ما تعلمنا إياه الكنيسة في صلوات الساعات.

ألسنا نقول في المزمور الخمسين "انضح عليّ بزوفاك فأطهر، واغسلني فأبيض أكثر من الثلج". إذن الله هو الذي يغسلك فتبيض، ولست أنت القادر على غسل نفسك.. وفي كثير من المزامير نقول: خلصني يا رب. احفظني. علمني طرقك.. وفي صلاة الساعة الثالثة نقول "طهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا"، "طهرنا من دنس الجسد والروح. وانقلنا إلى سيرة روحانية، لكي نسمى بالروح ولا نكمل شهوة الجسد".. وهذا ما نقوله أيضًا في القداس الإلهي:

طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا..

ونكرر هذه العبارة في القداس أكثر من مرة.. إذن فنحن نتعلم من الكنيسة أن التوبة والطهارة والنقاوة، ليست مجرد نتيجة مجهود منا، إنما نحن أيضًا نطلبها من الله في صلواتنا..

وكأن الإنسان يقول لله: أنا عاجز يا رب عن تطهير نفسي. فقم أنت بهذا العمل حسب سابق وعدك.. "قم أيها الرب الإله.." "قم يا رب خلصني يا إلهي..".

وهنا تظهر أهمية الصلاة في الوصول إلى التوبة
مار اسحق ركز عليها وحدها، لدرجة إنه قال: من كان يظن أن له طريقًا آخر للتوبة غير الصلاة، فهو مخدوع من الشياطين.

أما أنت فعلى الأقل في كل جهادك، لا تكن معتمدًا على قوتك، ولا على ذكائك، ولا على إرادتك وتداريبك، فأنت وحدك بدون معونة من الله، لن تصل إلى التوبة بمجهودك الخاص. قل له يا رب أنا محتاج إليك، وبدونك لا أستطيع شيئًا.

الإرادة حاضرة عندي. ولكن أن أفعل الحسنى لست أجد.

"الشر الذي لست أريده إياه أفعل" (رو7: 18، 19) "ضللت مثل الخروف الضال، فاطلب عبدك" (مز119). ألست أنت القائل "أنا أرعى غنمي وأربضها -يقول السيد الرب- وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح" (حز34: 15، 16). هوذا أنا هذا الضال الكسير والجريح، فاطلبني واستردني وأعصبني..

أنا يا رب وصلت إلى حالة من الضعف والعجز، لست أستطيع فيها أن أعدك بأن أتوب. وإن وعدتك قد أخلف وعدي.

لست أعدك، إنما أطلب وعدًا منك بأن تخلصني من الخطية.

ألست أنت القائل "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم" (متى11، 8). نعم يا رب أنا محتاج أن تريحني من هذا الحمل الثقيل. ألم تقل إن "أبن الإنسان جاء يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو19: 10). إنني أنا المحتاج إلى هذا الخلاص منك..

ليس فقط الخلاص من الدينونة، إنما الخلاص من الخطية ذاتها.

لقد أسموك "يسوع" أي المخلص، لأنك تخلص شعبك من خطاياهم (متى1: 21). خلصني إذن من خطاياي. ليتني أسمع منك قولك المعزي "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم – يقول الرب – أصنع الخلاص علانية" (مز11).

هكذا تعلم يا أخي الصراع مع الله لأجل التوبة.

صارع مثل غريق وجد أمامه قارب نجاة. صارع مثل يعقوب الذي قال للرب "لا أطلقك إن لم تباركني" (تك32: 26). قل له: أنا يا رب جربت نفسي، وعرفت ضعفها وعجزها أمام الخطية. بقي أن تتدخل أنت.

لا تلمني يا رب من أجل ضعفي. إنما أنقذني من هذا الضعف.

بدلًا من أن تدينني لأني نجس، طهرني من هذه النجاسة.. أنت قد أعطيتني وصايا لكي أنفذها، فأعطني أيضًا القوة التي أنفذ بها هذه الوصايا. أعطني المقاومة التي أقاوم بها الشيطان. وأعطني محبتك التي تطرد من قلبي محبة الخطية.

وأثبت يا أخي في صلاتك، فهي طريقة مضمونة إلى التوبة.


  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:17 PM   رقم المشاركة : ( 94 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الصلاة طريقة مضمونة لطلب التوبة

فالإنسان الذي يعرف الصلاة القوية، لا يعرف الهزيمة مطلقًا.
والإنسان الذي يُدخل الرب في قتالاته وحروبه، لا يمكن أن ينهزم أبدًا.
صارع إذن مع الله. خذ منه القوة، والسلاح الروحي الذي تحارب به، خذ منه الوعود الإلهية، والقلب الجديد والروح النقية. خذ منه الإرادة والعزيمة. خذ الإيمان الذي تحارب به، والثقة في أنك ستغلب.
ثق أنك إن انتصرت في صلاتك، ستنجح في ميادين القتال كلها. إن نجحت في صراعك مع الله، لن تقدر عليك أيه قوة على الأرض، بل تتمتع بالعبارة الجميلة التي قالها الرب لأرميا الصغير: يحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب.
أنا معك -يقول الرب- لأنقذك (أر1: 19). وحينئذ "يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات. وأما أنت فلا يقتربون إليك.." (مز90).. حقًا إن "الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون" (خر14: 14)..
يقاتل عنكم في حروبكم الخارجية. ويقاتل عنكم في حروبكم الداخلية، في القلب والفكر. لذلك في كل حروبك الروحية، ضع أمامك هذه القاعدة إن الحرب للرب. الحرب للرب..(1صم17: 47).

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
وليس للرب مانع أن يخلص بالكثير وبالقليل" (1صم14: 6).
لذلك لما حارب الشعب عماليق، لم يكن هو الذي يحاربه بل الرب. وهكذا قيل "للرب حرب مع عماليق" (خر17: 16).. كذلك كل الخطايا التي تهزمك، للرب حرب معها. هو الذي يغلبها فيك ولست أنت، لأنه قال "أنا قد غلبت العالم" (يو16: 33).
انتصارك الروحي إذن، هو عن طريق الرب وحده. ولن تصل إلى التوبة، ولن تنتصر على خطية واحدة، إلا عن طريق الرب. فتقول مع داود "قوتي هو الرب وقد صار لي خلاصًا" (مز117). وتقول مع بولس الرسول: "يعظم إنتصارنا بالذي أحبنا" (رو8: 37).
إذن ليس انتصانا بعزيمتنا أو باتكالنا على ذواتنا، إنما بهذا الذي أحبنا، ومن محبته لنا، يقيمنا من سقطتنا بقوته، "ويقودنا في موكب نصرته" (2كو2: 14). إن الله دائمًا-كما يقول الرسول "يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1كو15: 57).
فلا تتحول عنه إذن، مركزًا كل جهودك للتوبة في ذاتك، إنما خذ القوة منه لكي تتوب. واهتف مع معلمنا بولس قائلًا: أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في4: 13).
في المسيح إذن، في قوته ومعونته، تستطيع كل شيء. وخارج المسيح لا تستطيع شيئًا. إذن صارع معه أولًا، قبل صراعك مع الخطية، مثلما صارع يعقوب مع الله قبل أن يذهب لمقابلة عيسو. فلما غلب مع الله، أصبح عيسو خفيفًا في حمله.. أتقول ليعقوب اذهب أولًا إلى عيسو. يجيبك: هذا الشخص لا يقدر عليه إلا الله. إذن أنا أذهب إلى الله أولًا، وآخذه معي لمقابلة عيسو.. هكذا تفعل مع الخطية..
بكل أتضاع قلب، قل أنا أضعف من هذه الحرب.
"أنا أضعف من أن أقاتل أصغرهم" كما قال القديس الأنبا أنطونيوس. وإن قال باراق قائد الجيش: إنه لن يذهب إلى الحرب ما لم تذهب معه دبورة النبية (قض4: 8)..فأنت أيضًا لن تقوى على الخطية بمفردك ما لم يحارب الله معك. قل من أنا حتى أقف أمام الشياطين وحدي؟! أنا لست كفؤًا لهذا القتال. وأنت يا رب نصرتي. تعال واغلب العالم في قلبي كما غلبته من قبل..
أنت تعرف يا رب كل شيء. تعرف ضعفي وهزيمتي.
تعرف أني لا أملك إرادة ولا قوة ولا عزيمة. بل أحيانًا لا أملك مجرد الرغبة في التوبة. ولا أعرف أن أحارب، ولا أصمد على تجارب العدو. وباختصار لست أعرف كيف أتوب. وإن عرفت لا أقوى. وإن قويت مرة أنهزم مرات.
انتشلني كشعلة من النار مثل يهوشع (زك3: 2).
هذا الذي من أجل توبته، وقف ملاك الرب ضد الشيطان الذي يقاومه، وقال له: لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب. أليس هذا شعلة منتشلة من النار..؟ وانتشله الملاك من النار، وألبسه ثيابًا مزخرفة (زك3: 1- 5).
إن الله يحب هذا الصراع معه. والذين صارعوا معه، في الصلاة والطلبة، أخذوا منه قوة.. ولكن.. قد يقول إنسان: صليت كثيرًا ولم أتب.
لا يا أخي، فكل صلاة توافق مشيئة الله لابد تستجاب. والصلاة من أجل التوبة توافق مشيئة الله، ولكن:
1- ربما تكون فعلًا قد صليت. ولكن ليست الصلاة الخارجة من عمق القلب، التي تصارع مع الله برغبة صادقة في هذه التوبة، وبدالة الابن عند أبيه..
2- أو ربما تكون قد صليت، ولم تثبت في صلاتك. إنما قلت كلامًا، ومللت بسرعة! ولم تكن لك طول الأناة في الصلاة.. الصلاة التي تطلب، وتنتظر الرب في إيمان. الصلاة التي تتميز بالجهاد والإصرار واللجاجة والإلحاح.. مثلما طلب إيليا من الرب. وكرر الصلاة مرات، حتى نال الاستجابة في سابع مرة (1مل18: 44). وانظر إلى يعقوب إنه صارع الرب "حتى طلوع الفجر" (تك32: 24). أي طول الليل ولم يمل..
3- أو ربما صلاتك في غير إيمان، وفي غير انسحاق قلب.
4- أو ربما الاستجابة السريعة ليست في صالحك، كما قال القديس باسيليوس.
أحيانًا يتأخر الله علينا في استجابة الطلبة، لكي نعرف قيمتها. لأن الأشياء التي ننالها بسهولة، قد نفقدها بسهولة.
فيشاء الله أن تذل بالخطية بعض الوقت، حتى تعرف قيمة الخروج منها. وإذا أنعم عليك بالتوبة تشعر بفرح أعظم، وتحرص عليها بكل قوتك، لأنك لم تحصل عليها إلا بكل صعوبة وبعد وقت.. وحينئذ تكون في توبتك أكثر تدقيقًا، وأكثر حرصًا وخوفًا من السقوط..
5- أو ربما تأخير التوبة، سببه أن الله يريد أن يعرف مدى جديتك في طلب التوبة، ومدى ثباتك في الطلبة.
6- وقد يكون تأخير الاستجابة بسببك.. فأنت الذي لا تريد.. حقًا تطلب بفمك، أما قلبك فلا يريد. وأنت الذي تضع معطلات للتوبة. ويناسبك قول الكتاب "إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب3: 7).
لذلك لا تطلب المعونة، بينما تنام وتتراخى.
فعمل الله من أجلك، ليس تشجيعًا لك على التهاون والكسل، اتكالًا على عمل الله! الله يريدك أن تعمل معه. هو يعمل لتوبتك، وأنت تشترك معه. هو يقدم لك المعونة، وأنت لا تضع المعطلات بإرادتك، ولا تترك أبوابك مفتوحة للخطية.. وباختصار أدخل بكل إمكانياتك- مهما كانت ضئيلة- في شركة مع الروح القدس (2كو13: 14).
قدم رغبتك أولًا، وقد استسلامك لعمل الله فيك. وقدم ما تستطيعه من عمل.
ومع ذلك لا تتضايق. لقد خلص الله كثيرين لا قدرة لهم على عمل شيء..
هناك أشخاص لم يعملوا شيئًا: نازفة الدم مست هدب ثوبه في إيمان. وصاحب اليد اليابسة، قال له الرب مد يدك فمدها. والمولود أعمى طلب إليه أن يغتسل في بركة سلوام فذهب واغتسل (يو9: 7).
ولكن غير هؤلاء من لم يستطيعوا أن يعملوا شيئًا، مثل المفلوج الذي دلوه من السقف (مر2: 4). ومثل الجريح الذي حمله السامري الصالح، وكان ملقى على الطريق ما بين حي وميت (لو10: 30). ومثل مريض بيت حسدا، الذي استمر ثماني وثلاثين سنة عاجزًا عن الوصول إلى الشفاء (يو5:5). وكذلك كل أصحاب العاهات المستعصية..
ماذا فعل هؤلاء، من أمثال المفلوج وأشباهه؟ لا شيء.
وبالمثل كل الموتى الذين أقامهم السيد المسيح..
أكان باستطاعة الميت أن يفعل شيئًا، ليتخلص من الموت؟! كلا. بلا شك. والخاطئ يعتبر ميتًا.. ميتًا بالخطية (أف2: 5). له سم أنه حي، وهو ميت (رؤ3: 1). إن كان لا يستطيع شيئًا، فالمسيح قادر أن يقيمه.
لذلك لا تيأس ولا تقلق. إن كل هذه الأمثلة في رموزها تعطينا فكرة عن أن: الله يبحث عن خلاص الخطاة، الذين يقدرون والذين لا يقدرون.
الذي يقدر كالابن الضال، الذي يستطيع أن يرجع إلى بيت أبيه. والذي لا يقدر مثل الخروف الضال والدرهم المفقود. وقد ورد ذكر الثلاثة في أصحاح واحد (لو15). وللرب في غير القادرين شرط واحد، وهو أنهم لا يقاومون عمله لخلاصهم..
ومن أمثلة الذين لا يقدرون "العاقر التي لم تلد" (أش5: 1). وكانت رمزًا للنفس العقيمة التي لا تعطي ثمرًا للروح. وقد جعلها الله مخصبة أكثر من ذات البنين..
بل هناك أشخاص خلصهم الله دون أن يطلبوا..
مثال لوط الذي قبل الرب شفاعة إبراهيم فيه، فأخرجه من سدوم، بينما لوط نفسه لم يطلب.. ولما أخبره الملاكان بأن سدوم ستحترق كان متباطئًا في الخروج. ويقول الكتاب في ذلك "كان الملاكان يعجلان لوطًا.. ولما توانى، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة" (تك19: 15، 16).
إن عبارة "لشفقة الرب عليه" عبارة معزيه ولا شك.
الله الذي أشفق على كل هؤلاء، هو أيضًا فليشفق عليك، وليمنحك التوبة من عنده، ويقودك إليها، وينزع منك قلب الحجر ويعطيك قلبًا جديدًا (حز36: 26).
مبارك هو الرب في كل أعماله محبته، وفي سعيه لخلاص الكل..
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:20 PM   رقم المشاركة : ( 95 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

ثمار تليق بالتوبة

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
إن القديس يوحنا المعمدان الذي نادى قائلًا "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" (متى 3: 2). نادى مع هذه العبارة قائلًا "اصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة" (متى 3: 8، لو 3: 8).
وهذا ما فعله القديس بولس الرسول أيضًا الذي كان ينادى جميع الذين كانوا في كورة اليهودية ثم الأمم "أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله، عاملين أعمالًا تليق بالتوبة" (أع 26: 20).
التوبة إذن ليست مجرد عمل قلبي، إنما هناك أعمال وأثمار تليق بها وتدل عليها. وكما قال الكتاب "من ثمارهم تعرفونهم" (متى 7: 26، 20).
فما هي هذه الثمار التي تدل على أن الإنسان تائب؟
نود أن نتناولها في هذه الصفحات واحدة فواحدة، لكيما يختبر بها كل إنسان نفسه: هل هو تائب أم لا؟ ويعرف بها مدى صدق توبته..
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:21 PM   رقم المشاركة : ( 96 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الاعتراف بالخطأ

والاعتراف بالخطأ، يشمل أربع نقاط هامة وهى:
  1. الاعتراف بالخطأ على الله في الصلاة
  2. الاعتراف على الأب الكاهن
  3. الاعتراف على مَنْ أذنبت إليه
  4. اعترافك بينك وبين نفسك أنك أخطأت
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:22 PM   رقم المشاركة : ( 97 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الاعتراف بالخطأ على الله في الصلاة

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
ذلك لأن الخطية موجهة أصلًا إلى الله، كما اعترف داود النبي في المزمور الخمسين قائلًا للرب "لك وحدك أخطأت" (مز50). ومثل اعتراف دانيال النبي "أخطأنا وأثمنا، وعملنا الشر قدامك، وتمردنا وحدنا عن وصاياك" (دا9: 5). ومثل اعتراف نحميا قائلًا "أنا وبيتي قد أخطأنا. لقد أفسدنا أمامك، ولم نحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أمرت بها موسى عبدك" (نح 1: 6، 7). وهكذا أيضًا اعترف عزرا الكاتب (عز9: 6).
أنت أخطأت إلى الله. إلى قلبه الحنون، وإلى عظمته.
أخطأت إلى القلب المحب العطوف الذي تولاك بالعناية والرعاية والحب والستر، فبعدت عن محبته، ودنست هيكله المقدس الذي هو أنت. وأحببت العالم أكثر منه.. وتهاونت بعظمته وكسرت وصاياه. ولهذا قال ناثان لداود "لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه" (2صم 12: 9).
عجيب: يخجلون من أب الاعتراف، ولا يخجلون من الله!
وبنفس الوضع يخجل الإنسان من أن يرتكب خطية أمام الناس، ولا يخجل من ارتكابها أمام الله! وقد خجل داود من عدم خجله في ارتكابه الخطية أمام الله، لذلك قال له "لك وحدك أخطأت. والشر قدامك صنعت" (مز 50). وهكذا قال دانيال "عملنا الشر قدامك".. ومع ذلك أحالنا الله إلى من نخجل منه.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:24 PM   رقم المشاركة : ( 98 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الاعتراف على الأب الكاهن

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
باعتباره وكيلًا لله أو خادمًا له، وليس بصفته الشخصية. فالذي يعترف عليه إنما يعترف على الله في سمع الكاهن. ويذكرنا هذا بقول يشوع بن نون لعخان بن كرمي "اعترف لله وأخبرني ماذا فعلت. لا تخف عنى" (يش 7: 9).
والاعتراف على الكاهن معروف في العهدين القديم والجديد.
كل الذين تقدموا إلى معمودية التوبة من يوحنا المعمدان الكاهن "إعتمدوا منه في الأردن، معترفين بخطاياهم" (متى 3: 6). والخاطئ في العهد القديم، كان حسب الشريعة "يقر بما قد أخطأ به، ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه" (لا 5: 5، 6). وفي العهد الجديد "كان كثير من الذين آمنوا، يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أع 19: 18).
ويعترف المخطئ على الكاهن، لينال الحل والسماح بالتناول.
والخجل أمام الأب الكاهن في الاعتراف، مفيد يساعد على عدم معاودة الخطية. لأن الخوف من خجل الاعتراف يجعله لا يرتكب الخطية مرة أخرى.. إلى أن يرتقى روحيًا فيتعود الخجل من الله الذي يراه ويسمعه أثناء خطيئته. كما أن التناول مع خجل الاعتراف، يذكرنا بأكل خروف الفصح على أعشاب مرة (خر12: 8).
ويجب امتزاج الاعتراف بالتوبة، وقد سمى سر التوبة.
إنه ليس تصفيه لحساب قديم، للبدء في فتح حساب جديد! إنما هو توبة، والاعتراف إحدى علاماتها. والاعتراف هو أن يكشف الإنسان ذاته، ويدين ذاته. لذلك يحتاج إلى اتضاع وانسحاق، وخشوع أيضًا. ولهذا لا يجوز أن يكون مجرد حكايات يحكيها المعترف للأب الكاهن. كما لا يجوز فيه أن يبرر المعترف ذاته، أو يدافع عن نفسه، أو يلصق مسئولية أخطائه بالآخرين، أو يحول الاعتراف إلى شكوى..! ففي كل هذا يكون الاعتراف قد خرج عن معناه كعلامة للتوبة، وجزء من عناصرها..
تحدثنا عن الاعتراف على الله والأب الكاهن. ننتقل إلى النوع الثالث.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:25 PM   رقم المشاركة : ( 99 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الاعتراف على مَنْ أذنبت إليه
كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

وذلك لكي ترضى قلبه من جهتك وتصالحه، عملًا بقول الرب "أترك قربانك قدام المذبح، واذهب أولًا اصطلح مع أخيك" (متى5: 24). وهكذا تقول له "أخطأت إليك في كذا وكذا، فاغفر لي". وهو يغفر لك عملًا بقول الكتاب "إن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم، ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلًا: أنا تائب، فاغفر له" (لو17: 4).
يبقى النوع الرابع من الاعتراف، وهو: اعترافك بينك وبين نفسك أنك أخطأت.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2014, 12:26 PM   رقم المشاركة : ( 100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

اعترافك بينك وبين نفسك أنك أخطأت

وهذا هو المصدر لكل الاعترافات الثلاثة التي ذكرناها، ويسبقها في الزمن. لأنه إن لم تعترف داخل نفسك أنك أخطأت، فعلى أي شيء إذن ستعترف على الله، أو على الأب الكاهن؟! وكيف تعترف على من أذنبت إليه، إن كنت لا تشعر أنك أذنبت في شيء.. إذن لابد أن تحاسب نفسك، وتشعر في أعماقك باقتناع كامل أنك أخطأت. لأنه بدون هذا لا تكون توبة ولا يكون اعتراف. وقد قال القديس مقاريوس الكبير:
أحكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك.
وقال أب رهبان جبل نتريا للقديس البابا ثاؤفيلس "صدقني يا أبى لا يوجد أعظم من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء"..
إذن لابد أن تدين نفسك أولًا داخل قلبك. وهذا سيدفعك أن تدين نفسك أمام الله، وأن تدين نفسك أمام الأب الكاهن.
والذي لا يدين نفسه، لا يمكنه أن يتوب.
العشار أدان نفسه. حكم على نفسه أنه خاطئ. لذلك أمكنه أن يقف في الهيكل بخشوع يقدم توبة، ويطلب مغفرة، ويخرج مبررًا (لو18: 13). أما الفريسي الذي لم يكن يدين نفسه في شيء، فلم يجد في حياته خطأ يقدم عنه توبة، أو يطلب عنه مغفرة!!

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
إن الذي يشعر أنه سليم تمامًا، هل من المعقول أن يسعى إلى الطبيب أو يطلب شفاء؟ هكذا من الناحية الروحية: لا يطلب التوبة إلا من يعترف بأخطائه.
لما كان داود لا يحس بخطيئته، لم يقدم توبة..
لقد أخطأ داود، ووسط دوامة الخطيئة، ما كان يفكر مطلقًا فيما قد فعله. لذلك لم يقدم ندمًا ولا توبة. واضطر الأمر أن يرسل الله له ناثان النبي، الذي كشف له ثقل خطيئته وبشاعتها. فاعترف داود أنه أخطأ (2صم 12: 13). ومن ذلك الوقت فقط بدأت قصة توبته.
وأيوب أيضًا ما كان يعرف أنه محارب بالبر الذاتي.
لذلك دخل في جدل طويل مع أصحابه الثلاثة، بل كثرت شكواه من الله نفسه، وقال له "في علمك أنني لست مذنبًا، ولا منقذ من يدك" (أى 10: 7). "لأنه يعرف طريقي. إذا جربني أخرج كالذهب" (أى 23: 10). وهكذا كان أيوب بارًا في عيني نفسه" (أى 32: 1). واحتاج الأمر أن يرسل له الله أليهو بن برخئيل البوزى ليكشف له نفسه، بل أن يكلمه الله ويشرح له..إلى أن وصل أيوب أخيرًا إلى انسحاق النفس، وقال للرب "ها أنا حقير، فماذا أجاوبك. وضعت يدي على فمي" (أى 40: 4). وقال أيضًا "قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقى لم أعرفها" (أى 42: 3).
أكثر أمرين يمنعان الاعتراف والتوبة، الأعذار والبر الذاتي.
كأن يعتذر الإنسان بضعفه، أو بضعف الطبيعة البشرية عمومًا، أو بشدة الحروب الخارجية، أو بأنه ارتكب الخطية عن جهل أو نسيان، أو كان فيها ضحية لغيره. أو يلصق المسئولية بغيره: فيتهم الكنيسة بعدم رعايتها له، أو يتهم أب اعترافه بعدم الاهتمام، أو يعاتب الله نفسه لأنه لم يرسل معونة..
أما التائب الحقيقي، فلا يتهم إلا نفسه، حاملًا عار خطيئته بنفسه. ويقف أمام الله كمذنب لا يبرر ذاته، كما حدث للص اليمين الذي اعترف قائلًا "نحن بعدل جوزينا، لأننا ننال استحقاق ما فعلنا" (لو 23: 41).
إن الأعذار تحاول أن تغطى على الخطية، أو تخفف ثقلها.
أما البر الذاتي فهو أخطر، لأنه ينكر وجود الخطية.
إنه أخط رمن الأعذار التي تعترف بوجود الخطية، وإنما تحاول أن تهرب من مسئولياتها، أو تقلل منها. أما البر الذاتي، فلا يرى أن شيئًا خاطئًا قد حدث منه. لذلك وبخ الرب الفريسيين "الواثقين بأنفسهم إنهم أبرار" (لو 18: 9). وقال إنه "لم يأت ليدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (متى 9: 13). حقًا هؤلاء الذين يرون ذواتهم أبرارًا، ونفوسهم جميلة في أعينهم.. ربما ينطبق عليهم قول الكتاب "يوجد بار يبيد في بره" (جا 7: 15). هؤلاء بعيدون تمامًا عن التوبة.
وإن واجهتهم بأخطائهم، يجادلون كثيرًا، ولا يعترفون.
إن السماء لا تفرح بتسعة وتسعين (بارًا) من أمثلة هؤلاء، الذين يرون أنهم "لا يحتاجون إلى توبة" (لو 15: 7). بل تفرح بالخاطئ المنسحق في توبته، معترفًا بأخطائه.
الأخطاء التي يعترف بها، هي التي يتوب عنها ويطلب مغفرة.
إننا نندم فقط على الخطايا التي نعرفها ونعترف بها. ونحتاج أيضًا أن نندم على الخطايا التي سوف نعرفها عن ماضينا، حينما يكشفها الله لنا فيما بعد، أو التي تتكشف لنا من خلال قراءاتنا الروحية وما نسمعه من العظات ومن أفواه المرشدين والآباء. فنبدأ أن نتوب عنها. وهكذا ننمو في توبتنا، وننمو في اعترافنا بأخطائنا.
مقاييسنا الروحية تصبح أكثر حساسية، وموازيننا تصبح أكثر دقه.
فلا نعرف فقط أخطاءنا، إنما بالأكثر نشعر بثقل هذه الخطايا وبشاعتها. إن داود النبي لما عرف عمق خطيئته، صار له عُمق في التوبة، وعمق في انسحاق القلب وتذلله أمام الله.. لذلك علينا أن نتعمق في الفهم الروحي لنعرف حالتنا تمامًا.
وجائز أن فضائلنا التي نفتخر بها الآن، نبكى بسببها فيما بعذر.
نبكى على ضآلتها وتفاهتها وضعف مستواها، كلما تتسع أمامنا الآفاق الروحية والرؤية الروحية.. ونبكى أيضًا على افتخارنا بهذه الفضائل..
المهم أن تكون لنا المعرفة الحقيقية، سواء بأخطائنا أو نقائصنا.
وبالاعتراف يستحق الإنسان المغفرة..
وذلك حسب قول القديس يوحنا الرسول "إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم" (1يو 1: 8، 9).
والاعتراف ليس هو مجرد كلمة: أخطأت.
لقد قال عخان بن كرمي هذه الكلمة بعد فوات الفرصة (يش 7: 20). إذ ظل بعيدًا عن الاعتراف طول الوقت، إلى أن أشار الرب إليه بالاسم. فاضطر أن يعترف. ولم ينل سماحًا، بل رجمته كل الجماعة.
ويهوذا الإسخريوطي قال: أخطأت (متى 27: 4)، ومات هالكًا.
وفرعون -عن سياسة، وليس عن توبة- قال: أخطأت (خر 9: 27). وكررها مرة أخرى فقال لموسى وهرون "أخطأت إلى الرب إلهكما وإليكما. والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط" (خز 10: 16). ومع ذلك هلك فرعون، لأن قلبه لم يكن تائبًا..
الاعتراف الذي نقصده، هو النابع من التوبة.
هو علامة من علامات التوبة، وعنصر من عناصرها. أما الاعتراف بغير توبة، فلا يفيد شيئًا.
ما دمنا إذن في الجسد، ومادامت أمامنا فرصة للتوبة، قبل أن يغلق الباب، فلنفحص إذن ذواتنا، ولندرك خطايانا، ونعترف بها، مقدمين بذلك توبة.. وهكذا تتغطى الخطية بدم المسيح، وننال عنها حلًا. كما ننال أيضًا حلًا عن طريق الإرشاد الروحي للسير في الطريق السليم.
والاعتراف الممزوج بالتوبة فيه ترك للخطية وندم عليها.
ومن علامات التوبة أيضًا: الخجل والخزي.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب حياة التواضع والوداعة لقداسة البابا شنودة الثالث علاقة التواضع بالصلاة
تأملات فى حياة القديس أنطونيوس كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة داود النبى كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة الفضيلة والبر كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 10:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025