ما هي الأدلة علي أن المسيح هو الوسيط الوحيد ؟
الأدلة علي ذلك هي :
1 – نص الكتاب الصريح بقوله لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح (1 تي 2 : 5).
2 – قيام المسيح بجميع ما تقتضيه الوساطة فيما يختص بالكفارة والشفاعة علي الأرض وفي السماء وكل ذلك معلن بأجلى بيان في الأسفار المقدسة (1 يو 2 : 1 وعب 7 : 25 و 9 : 12 و 24).
3 – قيام المسيح بما يختص بواسطته إلي درجة الكمال حتي لم يبق وجه لدخول غيره في ذلك وكمال عمل المسيح يلزم ضرورة من سمو شأنه وكمال صفاته (عب 10 : 14 وكو 2 : 10).
4 – كون الخلاص به تاماً لا ريب فيه لكل مؤمن حقيقي وليس بغيره خلاص ولا لأحد من البشر أن يأتي إلي الآب إلا به (يو 14 : 6 واع 4 : 12).
5 – أن لا محل لوسيط آخر بيننا وبين المسيح لأنه صار أخاً لنا ورئيس كهنة أميناً وقادراً أن يرثي لضعفاتنا ويدعو كل واحد للإتيان إليه رأساً (عب 2 : 17 و 4 : 15 ومت 11 : 28) ولأن التوسط بين المسيح والبشر من خواص الروح القدس الذي وحده يقبل بالناس إلي المسيح ويخبرهم روحياً بما للمسيح (يو 16 : 14) فلا ريب أن المسيح هو وسيطنا الوحيد لأنه وحده يقدر أن يتمم كل ما يلزم لمصالحتنا مع الله وله وحده الصفات التي تؤهله لذلك.
والكتاب المقدس يعلمنا أن للروح القدس شركة مهمة في إتمام وساطة المسيح فعلاً ولا يعلمنا أن ليد بشرية مدخلاً في ذلك إلا في التبشير بالمسيح وتعليم الحق في هذا الموضوع المهم. فالروح القدس يعمل في قلب الإنسان ويعلمه ويحثه ويقنعه ويجدده ويقوده إلي المسيح بنور المعلنات الإلهية (يو 15 : 26 و 16 : 13 و 14 واع 5 : 32 و 1كو 12 : 3) وهو معزينا الذي يمكث معنا ويعلمنا ما للمسيح ويبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلي دينونة (يو 14 : 16 و 26 و 15 : 26 و 16 : 7 – 9). فالمسيح هو شفيعنا (1 يو 2 : 1) وهو حي في كل حين ليشفع فينا في السماء (عب 7 : 25 ورو 8 : 34) أما الروح القدس فيعين ضعفاتنا في الصلاة هنا علي الأرض ويعلمنا كيف نصلي ويشفع فينا علي هذا المنوال بأنات لا ينطق بها وبحسب مشيئة الله يشفع في القديسين (رو 8 : 26 و 27) والحاصل أن بالمسيح لنا قدوماً في روح واحد إلي الآب (أف 2 : 18). هذا هو تعليم الأسفار المقدسة في وساطة المسيح وعناية الروح القدس بنا لنوال فائدتها وليس في كل ذلك أدنى إشارة إلي وسيط غير المسيح أو إلي مدخل لأحد من بني جنسنا في تلك الوساطة.