|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحداث مرقس 1 المشتركة مع إنجيل لوقا الأيات (مر1: 21-28) + (لو31:4-37). * الأيات (مر 21:1-28) " ثُمَّ دَخَلُوا كَفْرَنَاحُومَ وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ الْمَجْمَعَ فِي السَّبْتِ وَصَارَ يُعَلِّمُ. فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ. وَكَانَ فِي مَجْمَعِهِمْ رَجُلٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ فَصَرَخَ قَائِلًا: "آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ!" فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: "اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ!" فَصَرَعَهُ الرُّوحُ النَّجِسُ وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَخَرَجَ مِنْهُ. فَتَحَيَّرُوا كُلُّهُمْ حَتَّى سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: "مَا هَذَا؟ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ؟ لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ!" فَخَرَجَ خَبَرُهُ لِلْوَقْتِ فِي كُلِّ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالْجَلِيلِ". * الأيات (لو31:4-37): "وَانْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَكَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي السُّبُوتِ. فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ. وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "آهِ مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ". فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: "اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ". فَصَرَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي الْوَسَطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا. فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ: "مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ! لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ". وَخَرَجَ صِيتٌ عَنْهُ إِلَى كُلِّ مَوْضِعٍ فِي الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ". * كفر ناحوم= كفر النياح أو الراحة وجغرافيًا هي في منطقة اسفل من الناصرة لذلك يقول إنحدر. * في السبت = يوم الراحة فالقديس مرقس بدأ معجزات السيد المسيح بهذه المعجزة، وهو يكتب للأمم ليعلن لهم أن السيد المسيح أتى ليعطى الراحة للمتعبين إذ يحررهم من الأرواح النجسة التي سيطرت عليهم زمانًا وأتعبتهم بل استعبدتهم. * كمن له سلطان وليس كالكتبة = كان الكتبة يقولون، الناموس يقول.. أو المعلم فلان يقول، أما السيد المسيح فكان يقول.. أما أنا فأقول كذا وكذا... والكتبة كانت كلماتهم جوفاء بلا قوة، أما المسيح فكلماته كلها قوة وجذابة للنفس. * آه ما لنا ولك يا يسوع الناصرى.. أنا أعرفك = الشياطين عرفت المسيح ولكن ليس كمعرفة الملائكة والقديسين الذين يجدون في معرفته فرحًا وحياة وشركة أبدية "وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (يو3:17). أما الشياطين فتعرفه ديانًا لها يأتى ليهلكها، وترتعب منه. من يفرح بالمسيح هو من إمتلأ قلبه محبة، أما هؤلاء الشياطين فممتلئين كراهية وحقد. هم يعرفون الله لكنها معرفة بلا حب ولا رجاء، يؤمنون ويقشعرون "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!" (يع19:2) وهم يحاولون إبعاد البشر عن الله، والله لا يقبل شهادة هؤلاء، فهم إذا شهدوا يكون بنية خبيثة، فمثلًا هم أقنعوا الفريسيين أن السيد يخرج الشياطين بواسطة بعلزبول، وربما يريدون بشهادتهم إثبات هذه العلاقة. المهم أن السيد المسيح في غنى عن شهادة الأشرار عنه. والسيد المسيح كان لا يريد في البداية الإعلان عن أنه المسيا المنتظر حتى لا تحدث ثورة سياسية إذ يظن الشعب أنه جاء ليحررهم من الرومان. والمسيح رفض شهادة الشياطين. فشهادتهم له هي نوع من الخداع. فهم يريدون إثبات أن لهم علاقة بالمسيح، واليوم يشهدون له وغدًا يهاجمونه فيضللون السامعين. * ولاحظ أن الشيطان لم يحتمل وجود المسيح الذي كان يعلم بسلطان فبدأ يهيج. ولكن الشيطان مهما كانت قوته فهو بلا حول ولا قوة أمام سلطان رب المجد. ولاحظ أنهم عرفوا كثيرًا عن المسيح، لكن الشياطين لم يدركوا أنه الله المتجسد، ولكن الشيطان فزع منه كما تفزع الظلمة من النور. ولاحظ أن السيد المسيح قبل أن يخرج الشياطين من الناس وهزم الشياطين في البرية. فهو إن لم يكن قد هزمه، ما كان يقدر أن يكون له هذا السلطان. فهو هزمه لحسابنا ليحررنا من سلطانه. الأيات (مر35:1-39)+(لو42:4-44). * الأيات (مر35:1-39): "وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ فَتَبِعَهُ سِمْعَانُ وَالَّذِينَ مَعَهُ. وَلَمَّا وَجَدُوهُ قَالُوا لَهُ: "إِنَّ الْجَمِيعَ يَطْلُبُونَكَ". فَقَالَ لَهُمْ: "لِنَذْهَبْ إِلَى الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَكْرِزَ هُنَاكَ أَيْضًا لأَنِّي لِهَذَا خَرَجْتُ". فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ". * الأيات (لو42:4-44): "وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَكَانَ الْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ. فَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ". فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ". * وكان يصلى = هي علاقة النور بالشمس، هي صلة الإبن بأبيه، هي المحبة المتبادلة، وإن كان المسيح يصلى فكم وكم إحتياجنا نحن للصلاة. فبدون الصلاة أي الصلة بالله فلا سلطان لنا على إبليس. ولا حماية من الله لنا بدون علاقتنا بالله. ولاحظ أنه إذ علم بأن الجموع تطلبه ذهب ليكرز ويخرج شياطين، فهو لم يأتى لراحته بل ليريح الناس. لأنى لهذا خرجت = والمسيح لم يكتفى بمدينة واحدة بل هو يريد أن يذهب للجميع. ينبغى لى أن أبشر المدن الأخر = فهو يريد أن الجميع يخلصون. فنحن نرى أن سكان كفرناحوم حاولوا أن يمسكوه ويحتفظوا به لكنه في محبة شرح لهم أنه للكل. يريد أن يحرر الكل من سلطان إبليس. |
12 - 06 - 2014, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتب أبونا الراهب القس بطرس البراموسي
أحداث مرقس 2 المشتركة مع إنجيل لوقا الأيات (مر7:3-12)+(لو17:6-19). * الأيات (مر7:3-12): "فَانْصَرَفَ يَسُوعُ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْبَحْرِ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْجَلِيلِ وَمِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَدُومِيَّةَ وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَالَّذِينَ حَوْلَ صُورَ وَصَيْدَاءَ جَمْعٌ كَثِيرٌ إِذْ سَمِعُوا كَمْ صَنَعَ أَتَوْا إِلَيْهِ. فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ أَنْ تُلاَزِمَهُ سَفِينَةٌ صَغِيرَةٌ لِسَبَبِ الْجَمْعِ كَيْ لاَ يَزْحَمُوهُ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ. وَالأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: "إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!" وَأَوْصَاهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يُظْهِرُوهُ". * الأيات (لو17:6-19): "وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ". * في الأيات السابقة رأينا أن اليهود تشاوروا على السيد ليهلكوه، أما هو كعادته لا يقاوم الشر بالشر، بل إستمر يعلم ويكرز ويشفى. هو تركهم لا عن خوف، بل لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد، وهو يريد قبل أن يُصلب أن يكمل تعليمه وكرازته. وهنا تعليم لناأن نهرب من الشر بقدر الإمكان. * فإنصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر= هذه مقدمة لما سيأتى في (1:4) أن السيد قال تعاليمه عند البحر، أي على شاطئ البحيرة. وكلمة إنصرف تفيد إنسحب في حالة الخطر، في أصلها اليونانى. * وبسبب المعجزات الكثيرة التي كان يصنعها تزاحم الكثير حوله فإضطروا أن تلازمه سفينة، يكون فيها ويعلم الجموع دون أن يزحموه. * طلبوا أن يلمسوه= كان للمسيح أن يشفى المرضى بالأمر، لكنه لمس المرضى، فنحن بشر ماديون نحتاج أن نرى شيئًا ملموسًا (الماء في المعمودية والخبز والخمر في الإفخارستيا) التلامس مع المسيح يشفى الروح والجسد إن كان بإيمان. وطبعًا الشفاء الروحى أهم من الجسدى، بل أن المرض قد يكون وسيلة للشفاء الروحى (بولس وأيوب) ولاحظ هنا أن 1. الذين تبعوا يسوع كانوا من كل مكان. 2. الأسلوب القوى الذي يقدم به مرقس المسيح للرومان. * آيات (مر20:3-21): "فَاجْتَمَعَ أَيْضًا جَمْعٌ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا وَلاَ عَلَى أَكْلِ خُبْزٍ. وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ لأَنَّهُمْ قَالُوا: "إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!". * لاحظ الجمع الذي إكتشف محبته وقدرته على الشفاء وتلذذوا بتعليمه، يجتمعون حوله. ولكن نجد أقاربه يتهمونه بأنه مختل = تعنى الهوس الدينى، وبعد هذا يقول عنه الكتبة أن معه بعلزبول (آيه 22) هؤلاء لأغراضهم الخاصة (الكبرياء والحسد) لم تنفتح عيونهم لمعرفته مثل الشعب الذي لبساطة إيمانه إكتشفوه وأحبوه. وكثيرًا ما تنغلق أعيننا عن رؤية يسوع لأن في القلب أغراض أخرى. ولاحظ أن العلاقة الجسدية لا تعطى معرفة بالمسيح، فأقرباؤه رفضوه " لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ" (يو5:7)، "إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ" (2كو16:5)، "وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ اَلْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ" (مت46:12). فالإيمان وعمل مشيئته يعطى الإنسان أن تنفتح عيناه ويعرفه. وبالمعمودية والتوبة والتناول نثبت في هذه المعرفة وهذه الرؤية. في هذه الآيات نرى الله فاتحًا أحضانه ليقبل الجميع في حب. وهناك من يتهم الله بأنه مختل لأن عين هذا الإنسان هي المغلقة، فأنقياء القلب فقط هم الذين يعاينون الله ويعرفونه. |
||||
12 - 06 - 2014, 01:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتب أبونا الراهب القس بطرس البراموسي
أحداث مرقس 3 المشتركة مع إنجيل لوقا الآيات (مر 21:4-25)+(لو16:8-18). (مثل السراج). * الآيات (مر 21:4-25): "ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: "هَلْ يُؤْتَى بِسِرَاجٍ لِيُوضَعَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ أَوْ تَحْتَ السَّرِيرِ؟ أَلَيْسَ لِيُوضَعَ عَلَى الْمَنَارَةِ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ صَارَ مَكْتُومًا إلاَّ لِيُعْلَنَ. إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ!" وَقَالَ لَهُمُ: "انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ. لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ". * الآيات (لو16:8-18): "وَلَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيُغَطِّيهِ بِإِنَاءٍ أَوْ يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرٍ بَلْ يَضَعُهُ عَلَى مَنَارَةٍ لِيَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْمَعُونَ! لأَنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي يَظُنُّهُ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ". * هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال= مجد المسيح لن يُخفى، بل سيُعرف في كل العالم، وتعاليمه سيعرفها الجميع وستعلن للعالم عن طريق تلاميذه وعن طريقنا نحن إذ نطبق تعاليمه ووصاياه فنكون نورًا للعالم، نكون نورًا إذ يحيا المسيح فينا، والمسيح هو الذي سيظهر فينا، نورًا في أعمالنا وأحاديثنا. حقًا المسيح يطلب أن تكون حياتنا في الخفاء، أي كل صلواتنا وأصوامنا في الخفاء، ولكن معنى هذا أن لا نبحث عن مجد شخصى لنا، بل نبحث عن مجد المسيح في أي عمل نقوم به، ومن يبحث عن مجد المسيح سيجعله المسيح نورًا للعالم لا يمكن أن يختفى. فالسراج = هو كلمة الله (المسيح هو كلمة الله) وهو تعاليم السيد المسيح التي علينا أن ننشرها ولا نخفيها. * المكيال = يستخدم للبيع والشراء (لكيل البذار ويسع كيلة قمح). فما يخفى نور المؤمن هموم المكسب والخسارة وهموم لقمة العيش، والمقاييس البشرية التي تفقد الإنسان إيمانه بالله العامل فوق كل الحدود البشرية " َجَابَهُ فِيلُبُّسُ: "لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا". (يو7:6). والمكيال هو حب المال ونسيان حقوق الله "إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ "(نش2:3). المكيال هو الإنشغال بالعالم وهو المقاييس المادية للعالم التي تخفى كلمة الله. السرير= هو إشارة للكسل والنوم والتراخى، وهذا لا يليق بتلاميذ المسيح "فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ" (نش1:3). * ولاحظ أن هذا المثل يأتى وراء مثل الزارع، فمن يتقبل كلمة الله في قلبه ويكون أرضًا جيدة سيكون نورًا للعالم. ويكون سراجًا متقدًا بزيت النعمة، أي مملوءًا من الروح القدس الذي يلهب قلوب أولاد الله حبًا وغيرة على مجد الله. وما يطفئ هذه النار هو التراخى والكسل أو الأنشغال عن الله بسبب ماديات هذا العالموالمنارة هي إشارة للحق والخدمة، هي الكنيسة. والنور الذي هو المسيح، الذي كان مكتومًا فينا حينئذ سيظهر للعالم كله من خلال الشهادة للحق والأعمال الصالحة التي يراها الناس فيمجدوا أبونا السماوى. كل هذا ليس منا بل من المسيح الذي يحيا فينا، مجده هو الذي سيظهر. والمنارة مرتفعة إشارة لحياة المؤمنين السماوية المرتفعة عن ملذات وشهوات العالم. فيكونوا نورًا للعالم. * ليس شيء خفى لا يُظهر= إذ أخفينا كلمة الله بحياتنا الأرضية وخطايانا ستظهر في حياة آخرين، لكن نكون قد خسرنا فرصة العمل في خدمة المسيح وهي أيضًا ملكوت المسيح الذي بدأ وسط الإثنى عشر ثم إنتشر في العالم كله. * ولا صار مكتومًا= بدأ الملكوت وتعاليم المسيح مكتومة بل وشخص المسيح غير معروف من هو (حتى التلاميذ ما كانوا يعرفون حقيقة المسيح)، كان مخيفًا في البداية، ثم عُرف كل شيء بعد ذلك. * إن كان لأحد أذنان.. = الملكوت سيعلن وسيعرفه من له أذنان وليس كل العالم. وفي لوقا يقول أنظروا كيف تسمعون= فمن يسمع ويريد أن يفهم، وليس له نية أن يعاند ويقاوم، بل له نية أن ينفذ مثل هذا يكون له أذنان للسمع وسيسمع ويفهم ويؤمن، أما من يسمع وهو يريد أن يعاند ويقاوم، أو يسمع دون نية على التنفيذ فهو لن يسمع ولن يفهم، بل الذي يظنه له من معرفة وحكمة عالمية سوف يؤخذ منه. وهنا يضيف معلمنا مرقس: * بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم ويُزاد= بحسب طريقتكم في السماع، لو باستهتار أو بعناد ومقاومة، حينئذ ستكونون كمن بلا أذان، ولن تفهموا شيئًا وستكونون بلا بصيرة. أو لو كان سماعكم بقلوب بسيطة تريد أن تفهم سأعطيكم فهمًا واستنارة. * المنارة = هى الكنيسة. * والسرج = هى الخُدام وهم كل مؤمن ينفذ وصايا المسيح. * من له سيعطى= من كان أمينًا سيزداد دائمًا، هذا للخدام في خدمتهم وللشعب في طريقة حياتهم. * أنظروا ما تسمعون= أي تأملوا هذه التعاليم أولًا وتشبعوا بها في نفوسكم قبل أن تعلموها للآخرين. نفذوا أنتم أولًا هذه التعاليم ثم علموها. * أما من ليس له فالذى عنده سيؤخذ منه= من يهمل في حياته الروحية يزداد فقرًا، من هو ليس أمينًا ويجحد الله مثل اليهود فالذى كان عندهم أُخذ منهم فراحت منهم أورشليم وهيكلهم، وفقدوا حكمتهم وفهمهم للناموس فبعد أن كانوا يفهمون النبوات وينتظرون المسيح، صاروا يجهلون كل شئ. وفي حياتنا الروحية إن رفضنا عمل الله فحتى ما نلناه بالطبيعة من مواهب سيؤخذ منا. لذلك نجد أن بعض البشر يسلكون كحيوانات، بل أقل من الحيوانات (فالشذوذ الجنسى غير معروف وسط معظم الحيوانات). * حقًا.. نرى في هذا المثل.. إما يصير المؤمن نورًا لا يُخفى أو يصير ظلمة. فالله أعطى لكل منا مواهب ووزنات لا ليستمتع بها في ملذاته بل ليشهد بها لله ويمجد إسمه "لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ" (1بط10:4) فإن لم يصنع ويمجد اسم الله فمن العدل أن يحرم من هذه المواهب. الآيات (مر26:4-29) نمو البذار. * " وَقَالَ: "هَكَذَا مَلَكُوتُ اللَّهِ: كَأَنَّ إِنْسَانًا يُلْقِي الْبِذَارَ عَلَى الأَرْضِ وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَالْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ لأَنَّ الأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَوَّلًا نَبَاتًا ثُمَّ سُنْبُلًا ثُمَّ قَمْحًا مَلآنَ فِي السُّنْبُلِ. وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَرُ فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ". * القديس مرقس هو الوحيد الذي يذكر هذا المثل "البذور التي تنمو في السر" وهو مقابل لمثل الخميرة. * ربما إستصعب التلاميذ العمل، وكيف يقدمون نورًا للعالم، لذلك يؤكد لهم السيد هنا أن العمل الكرازى، وعمل الخدمة هو عمل إلهى مستمر، له فاعليته في حياة الآخرين. الكارز أو الخادم يلقى الكلمة في القلوب والله ينميها كيف؟ لا نعرف. هنا الإنسان الذي يلقى البذار على الأرض هو الكارز والخادم (هناك من قال أنه المسيح... ولكن لا يصح أن تقال باقى الكلمات عن المسيح ينام ويقوم ليلًا ونهارًا.. وهو لا يعلم). فالخادم يلقى البذار أي كلمة الله، والله في سرية له عمله الخفى في القلوب التي يقيمها معه بطريقة لا يمكن لنا إدراكها. ويفاجأ الخادم بنمو الملكوت. نحن نجهل طريقة نمو البذار، ولكننا نرى نتائجها وربما بعد مدة. النمو هو عمل الروح القدس في النفس وليس عمل الخادم. فالخادم يجهل كيف تنمو الكلمة. سمعت هذا الإعتراف من أحد خدام الكنيسة الموقرين خارج مصر:. قال في حفل أُقيم في مصر حضره خادم مدارس الأحد الذي كان يخدمه منذ ثلاثين عامًا، قال لخادمه هذا في الحفل... كثيرًا ما زرتنى وإفتقدتنى، وكنت آخذ كلامك بسخرية، وطالما إحتملتنى لعدة سنوات، وإذا حضرت فصل مدارس الأحد كنت أسخر من كل ما أسمعه، وطالما أتعبتك في مناقشات حول صحة الفلسفات الإلحادية. وسافرت للخارج...وهناك وأنا وحدى كانت كلماتك ترن بشدة في أعماقى، وحولتنى تدريجيًا إلى الكنيسة وهناك وصلت لأعلى درجات الخدمة... لقد نمت الكلمات بطريقة سرية، مع أن الخادم نفسه كان يائسًا من إصلاح هذا الشاب الذي كان يظنه في طريقه للإلحاد. " إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي" (1كو7:3). ولكن على الخادم أن يصبر. وفي النهاية سيأتى الملائكة كحاصدين قادمين بالمنجل السماوى يحصدون لحساب ملكوت الله ثمارًا مفرحة. وقد يشير المنجل للحصاد الآن على الأرض، فكل من نمت داخله البذار يخطفه الله ليترك خدمة العالم ويبدأ في خدمة الله وكنيسته، مثل هذا الخادم الذي ذكرنا قصته. * الأرض من ذاتها تاتي بثمر = الأرض إشارة إلى طبيعة البشر بعد أن صارت خليقة جديدة "إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي" (1كو7:3). إلهنا الصالح يجعل قلوبنا ارضًا جيدة تنموا فيها كلمته نموا جيدًا لتأتي بالثمر المطلوب مائة وستون وثلاثون؛ ولإلهنا المجد الدائم إلي الأبد أمين. |
||||
|