رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب العلامة بنتينوس السكندري القمص أثناسيوس فهمي جورج مقدمة إن مدينة الإسكندرية المحبة للمسيح، التي تأسست فيها مدرسة الإسكندرية اللاهوتية الشهيرة، صارت أول كرسي للتعليم المسيحي... وصارت أيضاً معلمة للمسكونة وعقلاً للمسيحية. ونظرة إلى وثائق الفكر المسيحي الأول وإلى التقليد الكنسي المبكر، تجعلنا نقف بإعجاب وتقدير شديدين للآباء الأولين الذين بسموهم الروحي وسيرتهم العطرة وعلو فكرهم المستنير، قدموا أيقونة حية وواقعية لبدايات المسيحية وللكرازة العملية بالإيمان المسيحي الحي. وقد ساعد هذا على أن تتأسس الكنيسة في مصر على إيمان راسخ وطيد أهّلها فيما بعد لان تصمد أمام الوثنية، وأمام الهرطقات والبدع وخطر المعلمين الكذبة، وأمام الاضطهاد والألم. وبين يديك أيها الحبيب في الرب، سيرة العلامة السكندري بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، الفيلسوف والمبشر الذي شرح كلمة الله، وكرز بها في بلاد كثيرة. لاشك أننا في عهد مشرق نرى فيه الاهتمام الكبير بالحضارة القبطية وبالدراسات والبحوث الآبائية، بعد حقب ماضية أنحسر فيها الفكر الآبائي وأعمدة هذا التراث، ولكن شكراً لله الذي أعطى الكنيسة أن يجلس قداسة البابا شنودة الثالث مدير الكلية الإكليركية والمعاهد الدينية وأبو التعليم على كرسي مار مرقس الكاروز، لننعم برعاية الراعي وغزارة معرفة المعلم وغنى أبوة أبو الآباء بطريركنا المحبوب، الذي أثرى التعليم الكنسي المعاصر في فروعه ومجالاته المتنوعة والعديدة بكل مستوياتها. وهذه الدراسة عبارة عن قراءة في التاريخ المبكر لكنيستنا القبطية، خلال سيرة آباء كنيسة الإسكندرية الأوائل وكتاباتهم الغنية، التي هي قصة حياة الكنيسة الأولى، وقد اعتمدت بالأكثر في هذه الدراسة على ما ورد في مجموعة "باترولوجي Patrology "لمؤلفها جونز كواستن Johannes Quasten، كما استعنت بالمقال الوارد بمجلة الكرازة الغراء في عدد 31 مارس 1989 م، عن العلامة بنتينوس صاحب هذه السيرة. ومع تزايد الاهتمام بعلم الباترولوجي، يلزمنا أن نتذوق جمال تراث أدب الآباء الحي، لنتعرف على حقل الحكمة المزين الذي ورثناه كأغلى ميراث يورثه آباء لابنائهم. والقصد من هذه السلسلة الآبائية ІΧΘΥΣ أن نحيا في غنى الكنيسة، غنى الروح وغنى الفكر أيضاً،الذي به نتفهم شخصياتهم ونتعلم فكرهم ونحيا بروحهم وتدبيرهم، متمسكين بالتخم القديم الذي تسلمناه، فنعمل بما تعلمناه، ونسلم ما تسلمناه من جيل وإلى جيل وإلى دهر الدهور...... وإنني أضع هذه السلسلة بين يدي المسيح إلهنا لتكون سبب بركة لكل من يقرأها، راجياً الصلاة من أجلي ومن أجل هذا العمل، ومن أجل إخوتي الخدام الذين لهم تعب فيه، لتشملنا مراحم الرب إلهنا بصلوات أبو النهضة التعليمية صاحب القداسة البابا شنودة الثالث معلم هذا الجيل وشريكه في الخدمة الرسولية أبينا الأسقف المكرم الأنبا بنيامين أسقف كرسي المنوفية والنائب البابوي بالإسكندرية ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين. الصوم الأربعيني الكبير 1992 م. - 1708 ش. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كتاب شرح قانون الإيمان - القديس كيرلس السكندري |
العلامة بنتينوس مديراً لمدرسة الإسكندرية |
خاتمة حياة بنتينوس العلامة |
كتابات بنتينوس العلامة |
القديس العلامة بنتينوس والفيلسوف |