منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 04 - 2014, 04:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير

الإنجيل، كيف كتب، وكيف وصل إلينا؟


كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
هذا الكتاب هو الجزء الثالث من سلسلة الكتاب المقدس والنقد الحديث، ويتناول بالدراسة والبحث موضوع الإنجيل في جوهره، ويقدم دراسة وافية وشاملة للتعريف بالإنجيل ومعناه ومحتواه وجوهره وإعلان الله فيه ونوع الوحي، ويوضح دور السيد المسيح فيه، ويشرح تعليمه وأقواله وأعماله، كما يوضح العلاقة بين السيد المسيح نفسه والإنجيل والوحي، فهل الإنجيل كتاب نزل عليه من السماء؟ أو هل هو نصوص وآيات قدسيه حملها إليه ملاك من منبع الوحي في السماء؟ أم هو شخص حي نزل من السماء، وشخص حي صعد إلى السماء؟ وماذا كان دور التلاميذ وعملهم بالنسبة للسيد المسيح؟ ولماذا أختارهم؟ وماذا كان توصيفهم بالنسبة للسيد المسيح، وبالنسبة للأنبياء والرسل السابقين؟ ما هو الروح القدس؟ ومن هو الباراقليط؟ ماذا قال عنه السيد المسيح؟ وما هي طبيعته وجوهره؟ وما هو عمله في الكنيسة الأولى، وفى الرسل، وفى الكرازة، وفى الإنجيل؟ كيف حمل الرسل الإنجيل وكرزوا به؟ ومتى فكروا في جمعه وتدوينه؟ ومتى كُتب؟ ولماذا؟ وأين؟ ولمن؟ وما هي الأناجيل المتفقة؟ وما هي أوجه الاتفاق والتميز بينهم؟ وما هي علاقة الأناجيل الأربعة ببعض؟ وما هي علاقتها ببقية أسفار العهد الجديد؟ كيف قُبلت الأناجيل وبقية أسفار العهد الجديد في الكنيسة الأولى بعد تدوينها؟ وكيف تقررت قانونية كل سفر فيها؟ وما هي أراء النقاد؟ وما هي افتراضاتهم ونظرياتهم وأهم آرائهم؟ ما هو موقف الكنيسة في الماضي والحاضر؟ ماذا قال آباء الكنيسة منذ سنة 95 م. إلى نهاية القرن الرابع؟ وكذا كان رأى النقاد في كتاباته هؤلاء الآباء؟
وفى الحقيقة فهذا الموضوع تناوله رجال الكنيسة وعلماؤها، وبصفة خاصة في الغرب، كما تناوله النقاد بمختلف ميولهم واتجاهاتهم وأديانهم، في الغرب والشرق، وهذا الكتاب يقدم خلاصة وأفكار ونظريات جميع الاتجاهات ولكن بروح أباء الكنيسة ومدافعيها القديسين العظماء من أمثال يوستينوس وإيريناؤس وأثناسيوس الرسولى وكيرلس عمود الدين.
رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

الإنجيل ونوع الوحي فيه
كلمة "إنجيل في اللغة اليونانية "إيوا نجليون – euangelion - εύαγγελιον" وتعنى بصورة عامة "الأخبار السارة" أو "البشارة المفرحة" (1) good News. وقد أخذت كما هي تقريبًا في اللاتينية والقبطية "إيفا نجليون – evangelion" وبنفس المعنى ويرادفها في اللغة العبرية "بشارة" أو "بشرى" وقد وردت في العهد القديم ست مرات بمعنى البشارة أو البشرى بأخبار سارة (2) أو المكافأة على أخبار سارة. ويرادفها في اللغة العربية أيضًا "بشارة" كما تنطق أيضًا "إنجيل" (3).
وتعنى كلمة "إنجيل" في العهد الجديد وبصفة خالصة في الأناجيل الأربعة "بشارة الملكوت" (4)، "بشارة ملكوت الله" (5) الذي جاء في شخص المسيح وبشر به:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
"وكان يسوع يطوف كل الجليل ويُعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب" (6)،
"ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم" (7)،
والكلمة المترجمة "بشارة" في هذه الآيات هي "إيوانجليون" أي "إنجيل الملكوت" كما ترجمت بشارة" و "إنجيل" في آية واحدة:
"جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله. فتولوا وآمنوا بالإنجيل" (8).
هذا "الإنجيل" أو هذه "البشارة" هو "إنجيل المسيح" وقد تكررت عبارة "إنجيل المسيح" (9) و"إنجيل ربنا يسوع المسيح" (10) و "إنجيل أبنه" (11) أي ابن الله، 14 مرة في رسائل القديس بولس الرسول في الكلام عن البشارة بالمسيح:
"أنى من أورشليم وما حولها إلى إلليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح" (12)،
"جلت إلى ترواس لأجل إنجيل المسيح" (13)،
"عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح" (14).
وهذا الإنجيل ليس مجرد رسالة حملها المسيح إلى العالم بعد أن نزلت عليه من السماء سواء عن طريق الوحي أو بواسطة ملاك أو في حلم أو في رؤيا أو بوسيلة أخرى كما حدث مع أنبياء العهد القديم "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة" (15)، وإنما هو شخص وعمل وتعليم المسيح نفسه "جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه" (16)، فالمسيح هو ذاته الرسالة، محورها وجوهرها، هدفها وغايتها، كما أنه هو أيضًا حاملها وبعثها ومقدمها إلى العالم، فالإنجيل ليس نصوصًا نزلت على المسيح من السماء، وليس وحيًا أوحى إليه أو رؤيا رآها أو حلمًا حلم به، ولا هو رسالة سمائية نقلت إليه بواسطة ملاك من السماء ولا كان بينه وبين الله وسيط من أي جنس أو نوع، إنما هو شخص المسيح ذاته، عمله وتعليمه، فهو نفسه كلمة الله النازل من السماء، وكلمة الله هو الله الذي نزل من السماء في "ملء الزمان" وحل بين البشر:
"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. كل شيء به كان وبعيره لم يكن شيء مما كان… والكلمة صار (أتخذ) جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا…" (17)،
"ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولودًا من امرأة" (18)،
"الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون مساويًا لله. لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع.." (19)،
"أجاب يسوع وقال لهم هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذي هو أرسله… الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء. لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم… أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلى فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا… كل ما يعطيني الآب فإلى يقبل ومن يقبل إلى لا أخرجه خارجًا. لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني. وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئًا بل أقيمه في اليوم الأخير. لأن هذه مشيئة الذي أرسلني إن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير.. ليس أن أحدًا رأى الآب إلا الذي من الله. هذا قد رأى الآب. الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" (20).
والإنجيل هو أيضًا "البشارة المفرحة" والخبر السار" good News المقدم للعالم كله في شخص المسيح النازل من السماء ليقدم الخلاص والفداء للعالم أجمع ولينقذ البشرية من الهلاك الأبدي:
"هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لم يرسل الله أبنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (21).
"هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (22)،
"هذا هو بالحقيقة المسيح مُخلص العالم" (23)،
"أنا قد جئت نورًا للعالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة… لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم" (24)،
ينبغي أن يكرز بالإنجيل أولًا لجميع الأمم" (25)،
"أذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدان" (26)،
ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم" (27).
والخلاصة هي أن كلمة إنجيل سواء في الأناجيل الأربعة أو في كل العهد الجديد أو في المسيحية بصفة عامة تعنى كما عبر بالروح القدس القديس لوقا الإنجيلي:
"جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويُعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه" (28).
والسيد المسيح يوحد بين ذاته وبين الإنجيل ويعتبر أن ما له هو ما للإنجيل وما للإنجيل هو له، فيقول "من يهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها" (29)، "لأجلى ولأجل الإنجيل" (30). وعندما سكبت امرأة الطيب على رأسه قال: "حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر بما فعلته المرأة تذكارًا لها" (31). الإنجيل هو شخص وعمل وتعليم السيد المسيح، فهو ذاته الرسالة النازلة من السماء وهو أيضًا الرسول الذي قدم الرسالة بذاته وفى ذاته. هو نفسه جوهر هذه الرسالة ومضمونها:
"أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبى أيضًا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه … الذي رآني فقد رأى الآب … أنا في الآب والآب في (32)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

الوحي والسيد المسيح

الإنجيل، كما بيّنا ليس هو رسالة أو نصوص دينية نزلت على المسيح من الماء كما هو الحال في أسفار أنبياء العهد القديم والذين أعلن الله عن ذاته وأرسل رسالاته إلى الأرض بواسطتهم وعن طريقهم وذلك بطرق الوحي المتنوعة مثل الرؤى والأحلام والتكلم مع بعض الأنبياء كموسى "فمًا إلى فم"؛ إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. أما عبدي موسى… فمًا إلى فم أتكلم معه وعيانًا أتكلم معه لا بالألغاز" (33)، "وكلمت الأنبياء وكثرت الرؤى وبيد الأنبياء مثلت أمثالًا" (34)، ومثل إرسال الملائكة برسالات محدده أو عن طريق الوحي بالروح مثلما أوحى الله لنوح ببناء الفلك (36). إنما الإنجيل هو ما عمله وعلمه المسيح ذاته، والمسيح لم تنزل عليه رسالة من السماء بل هو ذاته نزل من السماء، فهو نفسه "كلمة الله الذاتي" و "صورة الله غير المنظور" و "بهاء مجده (الله الآب) ورسم جوهره"، وقد كلمنا الله به وفيه ومن خلاله مباشرة :

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
"الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثًا لكل شيء الذي به أيضًا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (37).
ولن المسيح هو كلمة الله الذاتي النازل من السماء فهو أعظم من الملائكة الذين حملوا رسالات السماء إلى الأنبياء وأعظم من الأنبياء الذين حملوا رسالات السماء إلى البشرية، والفرق بينه وبينهم هو الفرق بين "ابن الله" وخدام الله وعبيده. يقول الكتاب عن الفرق بينه وبين الملائكة:
أنه "أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم. لمن من الملائكة قال قط أنت أبنى أنا اليوم ولدتك. وأيضًا أنا أكون له أبًا وهو يكون لي أبنًا. وأيضًا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله. وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحًا وخدامه لهيب نار. وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور… ثم لمن من الملائكة قال قط أجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطنًا لقدميك. أليس جميعهم أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (38).
فالمسيح هو الأعز وهو الابن، ابن الله، والبكر الذي تسجد له جميع ملائكة الله، والجالس عن يمين الله الآب، بينما الملائكة هم أرواحًا خادمة وساجدة للسيد المسيح.
ويقول الوحي الإلهي عن الفرق بين المسيح والأنبياء في المقارنة بين موسى أعظم أنبياء العهد القديم وبين المسيح "حسب أهلًا لمجد أكثر من موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة أكثر من البيت… وموسى كان أمينًا في كل بيته كخادم شهادة للعتيدان يتكلم به. وأما المسيح فكابن على بيته" (39). موسى خادم في بيت الله وإنما المسيح هو ابن الله وصاحب البيت ذاته..
الفرق بين المسيح وبين الملائكة والأنبياء هو الفرق بين "الابن" و "الوارث" و "صاحب البيت" وبين الخدام والعبيد في ليت الله، بين ابن الله وخدام وعبيد الله. ويبين لنا السيد المسيح نفسه الفرق بينه كابن الله وبين الأنبياء كخدام الله وعبيده في مثل الكرم والكرامين الأردياء:
"كان إنسان رب البيت غرس كرمًا وأحاطه بسياج… وسلمه إلى كرامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذوا أثماره. فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضًا وقتلوا بعضًا قائلًا يهابون أبنى. وأما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه" (40).
السيد المسيح يصف الله الآب هنا ب "صاحب الكرم" ويصف الأنبياء "بالعبيد" وقادة إسرائيل "بالكرامين الأردياء" ويصف نفسه ب "الابن، أبنه، أبنى، الوارث، أي أبن الله".
ولأنه ابن الله بينما الملائكة والأنبياء هم خدام الله وعبيده، فقد وصف نفسه بأنه "الأعظم"، أعظم من الملائكة وأعظم من الأنبياء بل "وربهم" جميعًا؛ فقال إنه "أعظم من يوحنا المعمدان" (41) و "أعظم من يونان" (42) النبي، و"أعظم من سليمان" (43)، و "أعظم من يعقوب" (44)، و "أعظم من إبراهيم" "ورب" إبراهيم "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (45)، و "أعظم من داود" و "رب" داود "وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلًا: ماذا تظنون في المسيح. ابن من هو؟ قالوا ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلًا قال الرب لربى.. فإن كان داود يدعوه ربًا فكيف يكون أبنه؟" (46)، كما وصف نفسه بأنه "أعظم من الهيكل" (47). فهو الأعظم في السماء وعلى الأرض والمسجود له من جميع الخلائق في السماء وعلى الأرض "لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (48). وكان هو رجاء جميع الأنبياء وقد تنبئوا جميعًا عنه في كل أسفارهم "ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب… مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (49)، وجميع الأنبياء اشتهوا أن يروه وأن يسمعوه "أن أنبياء وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا. وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا" (50). وهذا ما أعلنه هو ذاته.
وبالتالي فقد كانت رسالته مختلفة عن جميع الأنبياء، وكان شخصهن هو، هدف وغاية رسالات الأنبياء، وكما كان هو غاية إعلانات السماء والإعلان السمائي الأخير، والذي فيه تجلى الله على الأرض ظهر في الجسد، فقد كان الإنجيل، إنجيله، إنجيل المسيح، هو محور وجوهر وخلاصة وختام الوحي الإلهي والنبوة "فإن شهادة يسوع هي روح النبوة" (51).
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

الإنجيل، جوهره ومضمونه


الإنجيل، كما بينا، ليس هو مجرد نصوص نزلت من السماء، إنما هو شخص وعمل وتعليم المسيح ذاته، والمسيح ليس مجرد نبي نزل عليه وحى من السماء وإنما هو كلمة الله الذاتي الذي نزل من السماء وأتخذ صورة العبد وظهر في الجسد الإنساني في ملء الزمان. كما أن الإنجيل لا يحتوى على مجرد تعاليم أو نواميس أو شرائع وإنما يقدم "بشارة الخلاص الأبدي" لك البشرية في كل العصور والأزمنة، في شخص وعمل المسيح النازل من السماء والإيمان به "كابن الله الوحيد النازل من السماء ليعطى حياة أبدية للعالم". يقول القديس يوحنا الإنجيلي، بالوحي، عن محتوى وجوهر الإنجيل الذي دونه بالروح القدس:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
"وآيات أخرى كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب (الإنجيل بحسب ما كتب يوحنا). وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا أمنتم حياة باسمه" (52).
ويقول عن جوهر ومحور الكرازة الإنجيلية، أو الرسالة المسيحية:
"الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به كل يكون لكم أيضًا شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع أبنه يسوع المسيح" (53).
"وهذه هي وصيته (الله الآب) أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح" (54)،
"بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل أبنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به.فى هذا هي المحبة ليس أننا أحببنا الله بل هو أحبنا وأرسل أبنه كفارة لخطايانا… ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم. من أعترف أن يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه وهو في الله" (55)،
"إن كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم لأن هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يعرف الله فقد جعله كاذبًا لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن أبنه. وهذه الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في أبنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (56)،
"يا أولادي أكتب إليكم هذه لكي لا تخطئوا. وان أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايانا كل العالم أيضًا" (57).
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

آلام المسيح وصلبه وقيامته: جوهر البشارة
كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير


قال السيد المسيح لتلاميذه بعد قيامته: "هذا هو الكلام كلمتكم له وأنا بعد معكم انه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم. وأنتم شهود لذلك"

وهو بهذا يوضح لنا جوهر البشارة الأبدية، الإنجيل الأبدي، الأخبار السارة والتي سبق أن أعلن عنها الوحي الإلهي في جميع أسفار الأنبياء، وهى أنه لابد أن يقدم المسيح ذاته على الصليب ويسفك دمه نيابة عن كل البشرية، من يؤمن به من البشر، يقدم ذاته كفارة عن خطايا العالم وفدية عن الخطاة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ب لتكون له الحياة الأبدية" "فإذ ذلك (المسيح) كان يجب أن يتألم مرارًا كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه، وكما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد الدينونة. هكذا المسيح أيضًا بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه" فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقًا كرسه لنا حديثًا بالحجاب أي جسده" "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة"

مما سبق يؤكد لنا أن جوهر البشارة هو ما قدمه المسيح للعالم، وهذا ما سبق أن تنبأ به وأعلنه أنبياء العهد القديم، وما قدمه المسيح للعالم هو جسده الذي فيه تألم وصلب ومات وقدم كفارة وفداء وخلاص للعالم أجمع، لكل يؤمن. وهذا ما نادت به الكنيسة منذ لحظة ميلادها يوم الخمسين:

"وأما إله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح تممه هكذا. فتوبوا وأرجعوا لتمحى خطاياكم ولكي تأتى أوقات الفرج من عند الرب. ويرسل آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" .

والآيات أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وفيه تقومون وبه أيضًا تخلصون… فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضًا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" "إنجيل الله الذي سبق فوعد به أنبيائه في الكتب المقدسة عن أبنه. الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات… يسوع المسيح ربنا… الله الذي أعبده بروحي في إنجيل أبنه… لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن… لأن فيه معلن بر الله"

"ولكن إن كان إنجيلنا مكتومًا فإنما هو مكتوم في الهالكين الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. فإننا لسنا نكرر بأنفسنا بل بالمسيح يسوع ربًا ولكن بأنفسنا عبيدًا لكم من أجل يسوع. لأن الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لمعرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" "إنه بإعلان عرفني بالسر… سر المسيح… كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح. أن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالإنجيل"

"الذي هو (المسيح) قبل كل شيء وفيه يقوم الكل… لأنه فيه سر، أن يحل كل الملء "ملء اللاهوت" . وأن يصالح به الكل لنفسه عاملًا الصلح بدم صليبه… قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه إن ثبتم على الإيمان متأسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل الذي سمعتوه المكروز به في الخليقة التي تحت السماء"

"مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل"

الإنجيل إذًا هو غنى مجد المسيح صورة الله غير المنظور، نور المسيح الذي يشرق في القلوب قوة الله للخلاص بالمسيح، الخلود والحياة الأبدية في المسيح، عمل الله في المسيح الذي سبق أن وعد به أنبياء في القديم بالروح القدس "الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء الذين تنبأوا عن النعمة بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها"
أنه البشارة بالخلاص الأبدي البشارة المفرحة والخبر السار بالحياة الأبدية في المسيح، بشارة الخلود والحياة الأبدية في المسيح. ويمكن أن نلخص الإنجيل بعبارة واحدة هي: "إنجيل المسيح"،

"وأما أنا فقد آتيت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"

وهكذا كان جوهر ومحور الكرازة المسيحية هو البشارة بالمسيح":

"وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفى البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح"

"وابتدأ من هذا الكتاب (سفر إشعياء) فبشره بيسوع"
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

إعلان الآب في الابن

تبدأ الرسالة إلى العبرانيين بالآيات التالية والتي تلخص جوهر الإعلان في الإنجيل:
"الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في "أبنه" الذي جعله "وارثًا" لك شيء الذي "به" أيضًا "عمل العالمين".
"صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا" "جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرًا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث أسمًا أفضل منهم. لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت أبنى أنا اليوم ولدتك. وأيضًا أنا أكون له أبًا وهو يكون لي أبنًا" (1).
ويبدأ الإنجيل للقديس يوحنا بالآيات التالية التي تعلن عن حقيقة كلمة الله "الكلمة" وتكشف كيف تجسد الكلمة ونزل من السماء وظهر على الأرض وأعلن عن الله الآب في ذاته:
"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه… كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم. كان في العالم وكون العالم به ولم يعرف العالم… والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا… ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا. ونعمة فوق نعمة. لأن الناموسبموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر" (2). وعبارة "هو خبز تعنى "هو الذي أخبر عنه" كما جاءت في كثير من الترجمات العربية الحديثة.

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
ويكشف السيد المسيح عن حقيقة العلاقة بين الآب والابن وجوهر إعلان الإنجيل الذي بذاته وفى ذاته بقوله:
"كل شيء قد دُفع إلى من أبى. وليس أحد يعرف (من هو) (3) الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف (من هو) (3) الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن لهُ. تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا منى. لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيري هين وحملي خفيف" (4).
وقبل صعوده إلى السماء مباشرة قال السيد المسيح لتلاميذه:
"دُفع إلى كل السلطان في السماء وعلى الأرض. فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (5).
هذه الآيات وغيرها توضح لنا الحقائق التالية:
إن الله قد سبق وأعلن عن ذاته في القديم عن طريق وبواسطة الأنبياء مثل موسى وصموئيل وإشعياء وإرمياء وحزقيال وغيرهم إلى ملاخى.
وهؤلاء الأنبياء نزل علهم وحى الله وإعلانه عن ذاته ليس في شكل أو أسلوب واحد وإنما تعامل معهم بأشكال مختلفة وأنواع وطرق كثيرة كالرؤى والأحلام والأمثال والتشبيه والرموز وروح الله الذي كان يحل على النبي ويتكلم بلسانه "وحى داود بن يسى… روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني" (6)، وكذلك الألغاز وإرسال الملائكة، "رسل الله"، واستخدام الطبيعة كالريح والنار والسحاب واستخدام أدوات خيمة الاجتماع الطقسية، الأوريم والتميم، أو بالكتابة المباشرة، الوصايا العشر (7)، أو بمخاطبة النبي "فمًا إلى فم"، كموسى النبي: "إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. أما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتى. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه لا بالألغاز وشبه الرب يعاين" (8)، "وكلمت الأنبياء" وكثرت الرؤى، وبيد الأنبياء مثلت أمثالًا" (9).
وكان هؤلاء الأنبياء لا يقولون ولا يتكلمون إلا بما يأمرهم به الله بالوحي:
"لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به" (10)،
"وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان" (11)،
وكان الله يختار النبي بناء على مشورته الإلهية وعلمه السابق دون أن يكون للنبي أي دخل في هذا الاختيار الإلهي، كما أن كثيرين من الأنبياء لم يروا في أنفسهم الكفاية لهذا الاختيار الإلهي فقال موسى النبي عندما أرسله الله إلى فرعون ليخرج شعبه من مصر: "من أنا حتى أذهب إلى فرعون… فقال (الله) إني أكون معك" (12)، وقال إرميا النبي عندما دعاه الله للنبوة "إني لأعرف أن أتكلم لأني ولد. فقال الرب لا تقل أنى ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب ويتكلم بكل ما آمرك به… ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك" (13)، وقال عاموس النبي "لست أنا نبيًا ولا ابن نبي بل أنا راع وجاني جميز. فأخذني الرب من وراء الضأن وقال لي أذهب وتنبأ لشعبي إسرائيل" (14).
3- وأخيرا كلمنا الله مباشرة وبدون واسطة بذاته، مباشرة، في أبنه، كلمته الذاتي وعقله الناطق، "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في أبنه". وهذا ما أوضحه السيد المسيح، نفسه، في مثل الكرمة والكرامين الأردياء حين قال أن الله الله "الآب" أرسل عبيده الأنبياء إلى بنى إسرائيل فاضطهدوهم "وجلدوا بعضًا ورجموا بعضًا" و "أخيرًا أرسل إليهم أبنه قائلًا يهابون أبنى" (15). وما قاله لنيقوديموس "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد".
4- وابن الله هذا هو كلمة الله، الذي هو الله، صورة الله غير المنظور، بهاء مجده ورسم جوهره، الأعظم من الملائكة والبشر والذي له السيادة والسلطان على جميع المخلوقات ما في السموات. ومن على الأرض ومن تحت الأرض.
5- ولم يكن إنجيله هو وحى نزل عليه من السماء بوسيلة ما مثل بقية الأنبياء وإنما كان هو ذاته النازل من السماء وتعليمه نابع من ذاته لأنه كلمة الله وأعماله نابعة من ذاته، لأن الآب يعمل به "أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل… لأن مهما عمل ذاك (الآب) يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن ويريه ما هو يعمله" (16).
6- ولم يكن الإعلان في الإنجيل هو مجرد رسالة نزلت على المسيح ودونت في كتاب ليقرأُه فئة من الناس، كما هو الحال بالنسبة لأسفار موسى الخمسة أو بقية أسفار العهد القديم، وإنما الإعلان في الإنجيل، الإنجيل ذاته، هو الخير السار والبشارة المفرحة المقدم للعالم أجمع والذي يتلخص فيما قاله الوحي "أنت المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (17)، هو "جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه" (18)، هو الدعوة والكرازة بالمسيح وإلى أقصى الأرض" (18)، هو الإيمان بالمسيح ابن الله لنوال الحياة الأبدية "أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (19)، هو الشهادة "أن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم" (20).
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

إعلان الله في الابن هو الإعلان النهائي

يقول السيد المسيح "فأخيرًا أرسل إليهم ابنه قائلًا يهابون أبنى" (21)، ويقول القديس بولس "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في أبنه"، كان إعلان الله الأخير والنهائي في "أبنه". و "أبنه"، "الابن"، "ابن الله" هو أعظم ممن في السماء ومن على الأرض، فهو "ابن الله الوحيد" الذي من "ذاته" وفى "ذاته"، "صورة الله غير المنظور" (22)، "بهاء مجده ورسم جوهره". بنوة المسيح "الابن" لله "الآب" ليس مجرد بنوة روحية فقط أو بنوة معنوية وإنما هي بنوة حقيقة، فعليه، بنوة إلهية ذاتية لأن الابن مولود من ذات الآب وفى ذاته ولادة ذاتية لا نهائية وغير منفصلة فوق الجنس والحس والإدراك وفى كامل التجريد والتنزيه "أنت أبنى أنا اليوم ولدتك" (23)، ومن ثم فقد وصف الوحي الإلهي "الابن" بالابن الوحيد، الوحيد الجنس "مونوجينيس – Monogenes". الابن من ذات الآب، يقول "لأنى منه" (24)، وفى ذاته "أنا في الآب والآب فيَّ"، والكائن في حضن الآب، أبدًا، بدون انفصال "الذي هو في حضن الآب"، لذا يقول "أنا والآب واحد" (26).

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
هذا الابن نزل من السماء و "صار جسدًا"، "أتخذ جسدًا" "آخذًا صورة عبد" (27) "ظهر في الجسد"، "وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا"، "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر"، والنص اليوناني لعبارة "الابن الوحيد" هو "مونوجينيس ثيؤس – Monogenes Theos" أي "الإله وحيد الجنس" وفى القبطية "مونوجينيس أنّوتى – Monogenes Anoty" أي "وحيد الجنس الإلهي" وفى الترجمة العالمية الحديثة NIV والتي تعتمد على أقدم المخطوطات “God the One and Only" أي "الإله الوحيد" "الإله الوحيد الذي هو في حضن الآب"، "وحيد الجنس الإلهي، الكائن في حضن أبيه". الآب والابن واحد في الذات والجوهر والطبيعة الإلهية.
هذه البنوة وهذه العلاقة بين الآب والابن لا يعرفها ولا يدركها أحد إلا الابن ذاته والذي أعلن "وليس أحد يعرف من هو الآب إلا الابن ولا من هو الابن إلا الآب. ومن أراد الابن أن يعلن له" (28). ويكشف السيد علة ذلك بقوله: "أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني" (29).
والابن كما يقول عن نفسه هو الوارث" (30)، ومن الطبيعي أن الابن يرث أباه، والسيد المسيح، الابن هو الوارث "الذي جعله وارثًا لكل شيء أو كما سبق أن تنبأ داود النبي عنه "اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا وأقاصي الأرض ملك لك" (31)، وكما قال هو ذاته "كل شيء قد دفع إلى من أبى" (32)، "دُفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (33)، "الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يديه" (34)، "لأن الآب لا يدين أحد بل قد أعطى كل الدينونة للابن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (35)، وكما خاطب الآب "مجد أبنك ليمجدك أبنك أيضًا إذ أعطيته سلطان على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته" (36)، ويقول عنه الوحي الإلهي الإنجيل "يسوع وهو عالم أن كل شيء قد دُفع إليه وأنه من عند الله خرج وإلى الله يمضى" (37)، وفى الرسائل "لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات" (38)، "وأخضع كل شيء تحت قدميه" (39)، "لذلك رفعه الله وأعطاه أسمًا فوق كل أسم لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب لمجد الله الآب" (40)، "لأنه إذ أخضع الكل له لم يترك شيئًا غير خاضع له" (41)، "الذي هو في يمين الله وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له" (42). وسبق دانيال النبي أن رآه في رؤيا وتنبأ عن سيادته على كل الشعوب:
"كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان آتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانة سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لن ينقرض" (43).
والابن كما يقول هو ذاته يعمل كل ما يعمله الآب:
"أجابهم يسوع أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل… لأن مهما عمل ذلك فهذا يعمله الابن كذلك لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله" (44).
ومن ثم يقول الوحي "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة" (45)، "فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات الكل به وله قد خلق" (46). فقد خلق الله العالم بكلمته وكلمته هو الابن، السيد المسيح، أو كما يقول الوحي الإلهي "الله خالق الجميع بيسوع المسيح" (47)، "ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (48)، "الذي به أيضًا عمل العالمين" (49) أي أن الله خلق الكون بابنه، كلمته، المسيح. وهو أيضًا، "الابن"، "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته"، فهو مدير الكون ومهندسه ومدبره "الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" (51).
والابن هو كلمة الله، نطق الله الذاتي وعقله الناطق. وكلمة الله هو الله "فلا البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (52). وهو "ملك الملوك ورب الأرباب" (53). وهو "قوة الله وحكمة الله" (54)، المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (55)، "صورة الله غير المنظور"، "بهاء مجده ورسم جوهره". كلمة الله هو نطق الله الذاتي وعقله الناطق يصدر من ذات الله بالولادة وهو في ذات الله أزلًا بدون انفصال لأنه منه وبه وفيه. وكلمة الله، أو نطق الله الذاتي ليس مجرد نطق مثل نطق الإنسان أو لفظ يسرى في الهواء بعد أن يخرج من الفم، أنه صفة ذاتية وجوهرية في الذات الإلهية له كيان، وهو كائن في ذات الآب بدون انفصال "الابن الوحيد الذي هو حضن الآب هو خّبر"، هو "جوهر فردى عاقل… كائن موجود في جوهر الله… متفرد بخاصيته وهو أنه الكائن الوحيد.. العقل المطلق.. يستطيع أن يعبر عن نفسه بكلمة "أنا" لأنه ليس مجرد طاقة أو معنى.. يتصرف كجوهر كامل باستخدام خواص أقنوم الذات في الوجود وأقنوم الحياة في أنه حي" (56)، أو كما قال القديس أثناسيوس الرسولي "الله تام وليس بعادم كلمته… الله لم يكن قط بلا كلمة ولكن لم يزل له الكلمة متولد منه، ليس مثل كلمتنا التي لا قوام لها المهراقة في الهواء. ولكن كلمته ذو قوام حي تام ليس بمفترق منه ولكن ثابت أبدًا فيه لأنه لا موضوع له يكون فيه خارجًا من حيث لا يكون لأنه لا يخلو منه موضوع، فهو كلمته يملأ كل شيء ولا يسعه شيء" (56).
وفى الوقت المحدد لتجسده، في "ملء الزمان" نزل "ابن الله"، "كلمة الله" من السماء وظهر على الأرض، في الجسد، وحل بين البشرية وكشف عن ذات الآب وأعلن عن إرادته وغايته العظيمة للبشر والتي لخصه في آية واحدة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (57). وقد جاء من "عند الآب"، خرج من ذات الآب، هو والآب واحد، وهو في الآب والآب فيه ومن رآه فقد رأى الآب، وأنه سيعود إلى الآب الذي جاء من عنده، جاء منه، وهو كائن فيه، برغم أنه، بلاهوته كان في السماء وعلى الأرض في آن واحد: "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (58):
"ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولودًا من امرأة" (59).
"والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا… الله لم يره أحد قط إلا الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خّبر" (60)، "أخبر عنه"،
"عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كُرز به بين الأمم أؤمن به في العالم رُفع في المجد" (61)،
"أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الأبد إلا بي. لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبى أيضًا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه. قال له فيلبس يا سيد أرنا الآب وكفانا. قال له يسوع أنا معكم زمانًا هذا مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أنى في الآب والآب فى… صدقونى أنى في الآب والآب في. وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها" (62).
"خرجت من عند الآب وآتيت إلى العالم وأيضًا أترك العالم وأعود إلى الآب" (63).
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

إعلان الآب في الابن هو إعلان النسل الآتي

يقول القديس يوحنا الرائي أنه عندما هم بالسجود للملاك الذي كان يقوده في رؤياه قال له الملاك "أنظر لا تفعل. أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. فإن شهادة يسوع هي روح النبوة" (64)، فقد تنبأ جميع أنبياء العهد القديم عن السيد المسيح وكانت كل نبؤاتهم تشير إليه وتتجه نحوه، وقد كان هو قلب وجوهر وروح النبوة باعتباره إعلان الله النهائي والأخير للبشرية الذي جاء مخلصًا غافرًا للخطايا.
يقول بطرس الرسولبالروح القدس "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (65)، ويقول أيضًا أن الأنبياء لم يتنبأوا عن الخلاص بالمسيح فقط، بل "فتشوا وبحثوا عن هذا الخلاص الذي دلهم عليه روح المسيح ذاته الذي كان فيهم:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
"الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم. باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها" (66).
هذه الحقيقة الجوهرية في إعلان العهد القديم أعلنها السيد المسيح لتلاميذه ورسله بأكثر وضوح بعد قيامته فقال لتلميذى عمواس:
"أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم له الأنبياء. أما كان ينبغي أن يتألم المسيح بهذا ويدخل إلى مجده. ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (67).
وقال لتلاميذ جميعًا "هم والذين معهم" (68):
"هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب على في ناموسموسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم" (69).
وهكذا يعلن الملاك والسيد المسيح وتلاميذه كما تشهد كل أسفار العهد القديم أن جميع الأنبياء تنبأوا عن السيد المسيح باعتباره إعلان الله النهائي للبشرية ومخلص العالم أجمع، لمن يؤمن به، ويقول العلامة الإنجليزي وستكوت: أن تعليم البين اليهود يقول أن "الأنبياء يحسبون أنبياء فقط لأنهم تنبأوا عن المسيا" (70).
وقد دعت النبوات المسيح ب "النسل الآتي" و"كوكب يعقوب" و"شيلون" أي الذي يكون له خضوع شعوب و"المسيح" و"ابن داود" و"الغصن" و"عمانوئيل" و"المدير" و"العجيب المشير الإله القدير" و"رئيس السلام" و"مولود العذراء" و"مولود بيت لحم"… الخ وغير ذلك من الألقاب.
ويبدأ الإعلان عن المسيح المنتظر بمجرد خروج آدم وحواء من جنة عدن، فقد خرجا من الفردوس بغواية وحسد إبليس الحية القديمة (71)، ودعى هذا النسل ب "نسل المرأة":
فقال الله للحية "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق رأسك (71) وأنت تسحقين عقبه" (72).
وبتأكيد الوعد الإلهي أن هذا "النسل الموعود" الذي سيسحق رأس الحية، أي إبليس، سيأتي من المرأة، ومن المرأة فقط من دون الرجل، كان لابد أن يولد من عذراء، بكر، بتول، ومن ثم تنبأ إشعياء النبي بنبوته الخالدة:
"ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد أبنًا وتدعوا أسمه عمانوئيل" (73).
وقد أستخدم الوحي الإلهي في هذه الآية الكلمة العبرية "عولماْ" والتي تعنى "فتاة ناضجة" وعذراء كاملة الأنوثة، امرأة في سن الزواج، أو عروس ولكن لم تدخل على عريسها بعد (74). وقد نقلها الوحي في العهد الجديد "عذراء – بارثينوس".
وأكد الوحي في العهد الجديد (الإنجيل) أن السيد المسيح هو هذا النسل الموعود فقال "ولما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولودًا من امرأة" (75)،
"أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى عذراء… وأسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال… ها أنت ستحبلين وتلدين أبنًا وتسمينه يسوع… فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا. فأجاب الملاك وقال لها الروح القدير يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (76).
ثم أختار الله إبراهيم أبو الآباء ليأتي هذا "النسل الموعود" من ذريته وقال له "وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (77)، وأكد له الله أن هذا النسل سيأتي من أبنه إسحق "امرأتك تلد لك أبنًا وتدعوه أسمه إسحق. وأقيم عهدي معه عهدًا أبديًا لنسله من بعده" (78)، ثم أكد الله هذا الوعد لإسحق وقال له نفس ما قاله لأبيه إبراهيم: "وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض" (79)، ومن أبنى إسحق، عيسو ويعقوب أختار الله يعقوب وكرر له نفس الوعد الذي سبق أن وعد به إبراهيم وإسحق وقال له "وتتبارك فيك وفى نسلك جميع قبائل الأرض" (80).
وأكد الوحي الإلهي في العهد الجديد إن "نسل" إبراهيم وإسحق ويعقوب هذا هو السيد المسيح، فقال القديس بطرس الرسول لآلاف اليهود: "والعهد الذي عاهد به إله آبائنا قائلًا لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولًا إذ قام الله فتاة يسوع إذ أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره" (81)، وقال القديس بولس الرسول: "والكتاب إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك جميع الأمم… لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع… وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفى نسله. ولا يقول في الإنسان كأنه عن كثيرين بل كأنه عن واحد وفى نسلك الذي هو المسيح" (82).
وتنبأ بلعام بن بعورن في زمن موسى النبي قائلًا عن هذا النسل الذي وصفه ب "كوكب من يعقوب": "أراه ليس الآن أبصره ولكن ليس قريبًا. يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل فيحطم طرفي موآب ويهلك كل بنى الوغى" (83). وتنبأ يعقوب بأن هذا "النسل الآتي" سيأتي من ذرية ونسل أبنه الرابع يهوذا، من سبط يهوذا، فقال بالروح متنبئًا ليهوذا "لا يزول قضيب من يهوذا أو مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب" (84). وكلمة "شيلون" في العبرية "شيلوه" وتعنى "الذي له"، "الذي له الحكم"، "الذي له الصولجان"، "الذي له السيادة"، وبحسب نص النبوءة تعنى "الذي له.. خضوع شعوب".
هذا الذي سيكون له خضوع شعوب والذي سيأتي في نهاية، أو عند انتهاء الحكم من سبط يهوذا، تنبأ عنه إشعياء النبي بأنه سيكون "راية للشعوب إياه تطلب الأمم عليه مجدًا" (85)، أو كما يوضح الوحي في العهد الجديد معنى هذه النبوءة "ليسود على الأمم عليه سيكون رجاء الأمم" (86)، ومن ثم يتنبأ إشعياء عنه أيضًا: "فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك" (87)، "فيخرج الحق للأمم" (88)، "قد جعلتك نورًا للأمم لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض" (89). وتنبأ حجي النبي بأنه هو "مشتهى كل الأمم"، "وأزلزل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم" (90)، وتنبأ ملاخى النبي بأنه "السيد المطلوب" و"وملاك العهد"؛ "ويأتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود" (91).
وتنبأ حزقيال النبي بأنه ستحدث انقلابات كثيرة حتى يأتي هذا "النسل الآتي" فقال بالروح "منقلبًا منقلبًا أجعله. هذا لا يكون حتى يأتي الذي له الحكم فأعطيه إياه" (92).
وقد جاء السيد المسيح في وقت انتهاء حكم سبط يهوذا الذي تسلم منهم الحكم هيرودس الكبير الذي ولد السيد المسيح في أواخر أيامه والذي قتل أطفال بيت لحم (93). والسيد المسيح وصف نفسه بأنه هو "كوكب يعقوب"، "كوكب الصبح المنير": "أنا يسوع… كوكب الصبح المنير" (94) الذي ينير القلوب كما يقول بطرس الرسول بالروح "ويطلع (يشرق) كوكب الصبح في قلوبكم" (95)، وهو الحاكم الروحي "ملك الملوك ورب الأرباب" (96) الذي جاء من سبط يهوذا لكي يملك على بيت يعقوب الروحي. قال القديس بولس الرسول بالروح "إن ربنا قد طلع من سبط يهوذا" (97) وجاء في سفر الرؤيا أنه "الأسد الذي من سبط يهوذا" (98)، وقال الملاك للعذراء حين بشرها بميلاده "ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد" (99).
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

إعلان الآب في الابن هو إعلان المسيح المُنتَظَر

كلمة "مسيح" في اللغة العبرية هي "ماشيح – Mashiah" من الفعل العبرى "مشح" أي "مسح" وتنطق بالآرامية "ماشيحا" ويقابلها في اللغة العربية "مسيح" ومعناها، في العهد القديم، الممسوح "بالدهن المقدس" the annoited، ونقلت كلمة "ماشيح" إلى اليونانية كما هي ولكن بحروف يونانية "ميسياس – Messias" وعن اليونانية نقلت إلى اللغات الأوربية "ماسيا – Massiah" كما ترجمت الكلمة إلى اليونانية، أيضًا ترجمة فعلية "خريستوس – christos" أي المسيح أو الممسوح annointed، من الفعل اليوناني "خريو – chriw" أي يمسح والذي يقابل الفعل العبرى "مشح" والعربي "مسح"، وفى اللاتينية جاءت "كريستوس – christos" وعنها في اللغات الأوربية "christ".
وكانت عملية المسح تتم في العهد القديم "بالدهن المقدس" الذي كان يصنع من أفخر الأطياب وأفخر أصناف العطارة وزيت الزيتون النقي:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
"وكلم الرب موسى قائلًا: وأنت تأخذ لك أفخر الأطياب. مرًا قاطرًا… وقرفة عطرة… وقصب الزريرة… وسليخة… ومن زيت الزيتون… وتصنعه دهنًا للمسحة. عطر عطارة صنعه العطار دهنًا مقدسًا للمسحة… يكون… يكون هذا لي دهنًا مقدسًا في أجيالكم" (100).
وكان الشخص أو الشيء إلى يدهن بهذا الدهن المقدس يصير مقدسًا، مكرسًا ومخصصًا للرب، وكل ما يمسه يصير مقدسًا:
"وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشاهدة والمائدة كل آنيتها والمنارة وآنيتها. ومذبح البخور ومذبح المحرقة وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها. وتقدسها فتكون قدس أقداس. كل ما مسها يكون مقدسًا" (101).
وكان الكهنة والملوك والأنبياء يدهنون بهذا "الدهن المقدس" ليكونوا مقدسين، مكرسين ومخصصين، للرب:
"وتمسح هرون وبنيه ليكهنوا لي" (102)،
"فأمسحه (شاول) رئيسًا لشعبي…." (103)،
"وآتى رجال يهوذا ومسحوا هناك داود ملكًا على بيت يهوذا" (104)،
وقال الرب لإيليا وأمسح يا هو بن نمشى ملكًا على إسرائيل وامسح إليشع بن شافاط… نبيًا عوضًا عنك" (105).
وكانت عملية المسح تتم بصب الدهن المقدس على رأس الممسوح وكذلك الأواني والأماكن الطقسية المراد مسحها وتقديسها فيصير الإنسان الممسوح مقدسًا ويحل عليه "روح الرب" وتتحول الأواني والأماكن إلى قدس للرب:
"ثم أخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه. ونضح منه على المذبح مرات ومسح المذبح وجميع آنيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها. وصب دهن المسحة على رأس هرون ومسحه لتقديسه" (107)،
"فأخذ صموئيل قرن الدهنة ومسحه (داود) في وسط أخوته وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا" (108)،
وقال صموئيل النبي لشاول بعد مسحه ملكًا "فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم (أى جماعة الأنبياء). وتتحول إلى رجل آخر" (109).
وهكذا دعى الكهنة والأنبياء والملوك ب "مسحاء الرب" (110) ومفردها "مسيح الرب" (111) لأنهم مُسحوا بالدهن المقدس وحل عليهم روح الرب. ولكن الوحي الإلهي في أسفار العهد القديم يؤكد لنا من خلال نبوات جميع الأنبياء أن هؤلاء "المسحاء" جميعًا، سواء من الكهنة أو الأنبياء أو الملوك، كانوا ظلًا ورمزًا "للنسل الآتي" والذي دعى من عصر داود فصاعدًا ب "المسيح"، وكانوا جميعًا متعلقين بهذا المسيح "مسيح المستقبل" الذي سوف يأتي في ملء الزمان" والذي وصفه الوحي في سفر دانيال النبي بـ"المسيح الرئيس" (112) و"قدوس القدويسين" (113) والذي سوف يكون له وظائف الكاهن والنبي والملك؛ الكاهن الكامل والنبي الكامل والملك الكامل.
لم يستطع أحد من البشر في كل العصور والأجيال أن يحقق الكمال في ذاته، يقول الوحي الإلهي "أكل قد زاغوا معًا. فسدوا. ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا وأحد" (114)، وكان لابد أن يأتي هذا "المسيح المنتظر" و"النسل الآتي" ليحقق الكمال في ذاته وينتشل البشرية من خطاياها، ومن ثم فقد كشف الوحي الإلهي للبشرية عن حتمية مجيء هذا "المسيح"، "الكامل" وتنبأ جميع الأنبياء عنه واشتهوا أن يروه وأن يسمعوا صوته (115) كما أعلن السيد المسيح نفسه ذلك.
هذا "انسل الآتي"، " الذي له السيادة" و"المسيح المنتظر"، كوكب يعقوب"، "كوكب الصبح المنير"، أعلن الوحي الإلهي أنه سيأتي من سلالة داود النبي والملك، فقد صار الوعد الإلهي لداود نفسه:
"أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته. هو يبنى بيتًا لأسمى وأنا أثبت مملكته إلى الأبد. أنا أكون له أبًا وهو يكون لي أبنًا. كرسيك يكون ثابتًا إلى الأبد" (116).
وقد تحقق هذا الوعد بعد داود مباشرة في ابنه سليمان الذي بنى الهيكل وجلس على كرسي عرش، داود أبيه. ولكن وعد الله لداود لم يكن مجرد وعد بملك يجلس على عرشه لفترة محدودة من الزمن، بل كان وعدًا بملك أبدى بملك إلى الأبد:
"مرة حلفت بقدسي أنى لا أكذب لداود. نسله إلى الدهر يكون وكرسيه كالشمس أمامي" (117)،
"وأجعل إلى الأبد نسله وكرسيه مثل أيام السموات" (118)،
"يكون أسمه إلى الدهر. قدام الشمس يمتد أسمه ويتباركون به. كل الأمم يطوبونه" (119).
كان وعدًا بملك سمائي، روحاني، أبدى، هو الجالس عن يمين الآب، وهو رب داود نفسه: "قال الرب لربى أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطنًا لقدميك". قال السيد المسيح لرؤساء اليهود "ماذا تظنون في المسيح؟ أبن من هو؟ قالوا له ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلًا: قال الرب لربى أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطنًا لقدميك. فإن كان داود يدعوه بالروح ربًا فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة" (120)
ويقول داود بالروح في المزمور الثاني عن هذا النسل الآتي، المسيح المنتظر، ابن داود، أنه "مسيح الرب"، "الملك الأبدي الممسوح من الله"، "ابن الله"، "الذي له السيادة على الكون":
"لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل قام ملوك الأرض وتأمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه … أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي. إني أخبر من جهة قضاء الرب قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا وأقاصي الأرض ملكًا لك … فالآن أيها الملوك تعقلوا. تأدبوا يا قضاة الأرض. اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعده. اقبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق (121)".
ويقول بالروح في مزمور 45 "أنت أبرع جمالًا من بنى البشر انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله إلى الأبد" ثم يصل إلى الذروة عندما يدعوه بالروح "الله رب العرش":"كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك (122)".
وتصل ذروة النبوءة في سفر أشعياء النبي حين يعلن الوحي الإلهي أن ابن داود هذا، النسل الآتي والمسيح المنتظر، هو "الإله القدير" ذاته ويصفه بأكثر من صفة من صفات الله التي لا يمكن أن يتصف بها غيره:
"لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفيه ويدعى أسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن وإلى الأبد. غيره رب الجنود تصنع هذا (123)".
  رد مع اقتباس
قديم 30 - 04 - 2014, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,278,424

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟

توالي النبوات عن المسيح



وتتوالى النبوات في سفر أشعياء وفى بقية أسفار أنبياء العهد القديم عن هذا المسيح الآتي الذي سيملك على جميع الشعوب بالحق والبر ويدعونه بالذي تطلبه الأمم والمشرع لجميع الشعوب وغصن البر والرب برنا والراعي الواحد، الراعي الصالح :
"ويخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من أصوله … ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى (والد داود) القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ومحله يكون مجدًا" (أشعياء 1:11،10).

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
"وأقطع لكم عهدًا أبديًا مراحم داود الصادقة هوذا قد جعلته شارعًا للشعوب رئيسًا وموصيًا للشعوب" (أشعياء 3:55،4).
"ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجرى حقًا وعدلًا في الأرض في أيامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمنًا وهوذا أسمه الذي يدعونه به الرب برنا" (أرمياء 5:23،6).
"ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها إلى بيت إسرائيل وإلى بيت يهوذا. في تلك الأيام وفى ذلك الزمان أنبت لداود غصن البر فيجرى عدلًا وبرًا في الأرض في تلك الأيام يخلص يهوذا وتسكن أورشليم آمنة وهذا ما تتسمى به الرب برنا" (أرمياء 14:33-16).
"وأقيم عليها راعيًا واحدًا فيرعاها عبدي داود هو يرعاها وهو يكون لها راعيًا. وأنا الرب أكون لهم إلهًا وعبدي داود رئيسًا في وسطهم" (حزقيال 23:24،24).
داود عبدي يكون ملكًا عليهم ويكون لجميعهم راع واحد فيسلكون في أحكامى ويحفظون فرائضي ويعملون بها … وعبدي داود رئيس عليهم إلى الأبد" (حزقيال 24:37،25).
وقد تنبأ ميخا النبي أنه سيولد في بيت لحم على الرغم من أنه الأزلي الموجود قبل كل وجود: "أما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطًا على إسرائيل وخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 2:5).
وتنبأ جميع الأنبياء أن هذا المسيح الآتي، النسل الموعود، لن يأتي كملك جبار بل كراع حنون يرعى قطيعه، شعبه، إلى مياه حية، إلى الحياة الأبدية :
"كراع يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها ويقود المرضعات" (أشعياء 11:40).
"لا يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حر ولا شمس لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع المياه يوردهم" (أشعياء 10:49).
وقد تمت جميع النبوات حرفيًا في السيد المسيح الذي تنبأت النبوءات إنه لابد سيأتي. قالت المرأة السامرية للسيد المسيح: "أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء. قال لها يسوع أنا الذي أكلمك هو" (121)، ولما تبع أندرواس السيد المسيح بناء على شهادة يوحنا المعمدان عنه قال لبطرس أخاه "قد وجدنا مسيا. الذي تفسيره المسيح" (122). وعندما سأل رئيس الكهنة السيد المسيح عند محاكمته "هل أنت المسيح ابن الله؟ قال له يسوع أنت قلت. وأيضًا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء" (123). وهو بذلك يشير إلى ما سبق أن تنبأ به دانيال النبي قائلًا بالروح: "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان آتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته مال ينقرض" (124).
ولما بشر الملاك جبرائيل العذراء مريم بأنها ستحيل وتلد المسيح "الآتي" إلى العالم قال لها: "وها أنت ستحبلين وتلدين أبنًا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيمًا وابن العلى يُدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية… الروح القدس يحل عليك وقوة أعلى تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (125).
ولما أرسل يوحنا المعمدان أثنين من تلاميذه إلى السيد المسيح ليسألاه السؤال الذي انتظرت الإجابة عليه أجيالًا كثيرة: "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟" قال لهما "أذهبا وأخيرًا يوحنا بما تسمعان وتنظران. العمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. وطوبى لمن لا يعثر فيَّ" (126). وهو بهذا يشير إلى ما سبق أن تنبأ به عنه إشعياء النبي "حينئذ تنفتح عيون العمى وآذان الصم تنفتح. حينئذ يقفز الأعرج كالآيل ويترنم لسان الآخرين" (127)، "وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا للأمم لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة" (128).
وفى مجمع الناصرة أعلن أمام الجموع إنه هو "الآتي" الذي تنبأ عنه الأنبياء مستشهدًا بما جاء عنه في سفر إشعياء النبي: "ودخل إلى المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ. فدفع إليه بسفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبًا فيه روح الرب على لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفى المنكسري القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم وجلس… فابتدأ يقول لهم أنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (129).
وعندما أراد السيد المسيح أن يعلن عن هذه الحقيقة لتلاميذه سألهم قائلًا: "من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ قالوا قوم يوحنا المعمدان. وآخرون إيليا. وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء. قال لهم وأنتم من تقولون أنى أنا؟ فأجاب بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحى. فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا. لن لحمًا ودمًا لم يعلن لك لكن أبى الذي في السموات" (130). وفى مناسبة أخرى كرر القديس بطرس إعلان هذه الحقيقة قائلًا: "ونحن أمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي" (131). وقالت له مرثا أخت لعاذر "أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم" (132).
وفى وقت ميلاد المسيح بالجسد من مريم العذراء كان اليهود في حالة انتظار وترقب لاقتراب مجيئه، وذلك بناء على معرفتهم بالنبوات التي تنبأت عنه ودراستهم لها، فقد ظهرت علامات مجيئه بانقطاع الحكم من سبط يهوذا وذلك باستيلاء هيرودس الكبير وأولاده الذين ولد السيد المسيح وصلب في عهدهم، على الحكم تحقيقًا لنبؤة يعقوب لابنه يهوذا "لا يزال قضيب (الحكم) من يهوذا أو مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون (الذي له الحكم والسيادة)" (133)، وكذلك أيضًا تحقيقًا لنبوءة دانيال النبي الذي تنبأ أن المسيح الآتي والذي وصفه ب "المسيح الرئيس" سيأتي ويقطع (أي يصلب) بعد مرور 490 سنة على صدور الأمر لتجديد أورشليم وبنائها" (134)، وكان الأمر قد صدر بذلك سنة 454ق.م" (135) وبناء على ذلك كان اليهود وقت ميلاده يعلمون أنهم يعيشون في الوقت المحدد لميلاده. وبالإضافة إلى ما جاء في النبوات فقد امتلأت كتب اليهود فيما بين ملاخى النبي حوالي 430ق.م. وآخر أنبياء اليهود قبل يوحنا المعمدان وبين السيد المسيح، وهى الفترة المسماة بفترة ما بين العهدين، بالكثير من التقاليد والأقوال التفسيرية وأدب الرؤى عن هذا المسيح الآتي" (136). بل وكان بعض شيوخ اليهود المعاصرين لتلك الفترة قد صار لهم الوعد من الله إنهم أن يموتوا قبل أن يروا "مسيح الرب" الآتي إلى العالم، ومن هؤلاء سمعان الشيخ الذي -كما يقول الكتاب- "كان بارًا تقيًا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحى إليه بالروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب" (137). ولما دخل الطفل يسوع في اليوم الثامن لميلاده إلى الهيكل مع يوسف ومريم العذراء ليختن حسب الناموس، ذهب سمعان بالروح إلى الهيكل وحمل الطفل على ذراعيه "وبارك الله وقال: الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (138). وكان هناك في نفس الوقت "حنة بنت فنوئيل" التي كانت عابدة في الهيكل منذ حوالي أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل، هذه العابدة عندما رأت الطفل الإلهي، الآتي إلى العالم، "في تلك الساعة وقفت تسبح الله وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم" (139).
وقد ظن الشعب عندما ظهر يوحنا المعمدان أنه قد يكون المسيح المنتظر "وإذا كان الشعب ينتظرون ويفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح" (140) وقد أجابهم يوحنا بقوله "أنا أعمدكم بماء للتوبة" (141) ولكن يأتي من هو أقوى منى الذي لست أهلًا أن أحل سيور حذائه" (142). وفى اليوم التالي جاء السيد المسيح إلى يوحنا فأشار إليه قائلًا "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا الذي قلت عنه يأتي بعدى رجل قد صار قدامى لأنه كان قبلي… وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (143).
وكان الرب يسوع المسيح يبرهن على صحة رسالته، في مواقف كثيرة بما سبق أن تنبأ به عنه جميع الأنبياء؛ ومن بين أقواله في ذلك:
"لأنكم لو كنتم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهى التي تشهد لي" (144)،
"لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموسموسى والأنبياء والمزامير" (146)،
"ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (147).
وكان تلاميذه ورسله عندما يبدأون كرازتهم لليهود، خاصة في المجامع يوم السبت، ويدعونها للإيمان به بالروح القدس، يبدأون بإعلان ما سبق وتنبأ به عنه جميع الأنبياء ويفسرونه لهم؛ يقول يكون. إن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات مزمعًا أن ينادى بنور للشمس وللأمم" (148). عندما دونت الأناجيل أشار مدونيها بالروح لكثير من هذه النبوات وطبقوها على حياته وأعماله وأقواله، كانت أشهر عباراتهم التي استخدموها في ذلك؟ "لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل (149)"، "لكي يتم ما قيل بالأنبياء (150)"، "لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي (151)"، "لأنه مكتوب بالنبي (152)"، "حينئذ تم ما قيل بإرمياء النبي القائل (153)"، "لكي يتم الكتاب (154)".
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لقد وصل الإنجيل إلينا فخلُصنا بدم المسيح الكفاري
«الإنجيل» أول كتاب تمت طباعته في العالم
الإنجيل، كيف كتب، وكيف وصل إلينا؟
كيف كُتِبَ الإنجيل؟ وكيف وصل إلينا؟
ما معنى قول الرب في الإنجيل: "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5).. وكيف يمكن تنفيذ ذلك..؟


الساعة الآن 11:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024