منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 02 - 2014, 04:37 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

المعمودية ووساطة الكنيسة


اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
وبعمل الكنيسة في الكرازة والتعليم، انتشر الإيمان.
وكانت الكنيسة تعمد كل من يؤمن..
الذين آمنوا في يوم الخمسين من اليهود، عمدهم الرسل وكانوا نحو ثلاثة آلاف (أع2: 37-41). وعمدوا أهل السامرة لما آمنوا) (أع8: 12، 16). والخصي الحبشي لما آمن اعتمد (أع8: 37،38).. وسجان فيلبي الذي قال له بولس الرسول (آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك) (أع31:16). هذا (اعتمد في الحال، هو والذي له أجمعون) (أع33:16). وكذلك اعتمدت ليديا بائعة الأرجوان هي وأهل بيتها (أع15:16).
إذن كانت الكنيسة واسطة في نشر الإيمان، وفي تعميد المؤمنين وأهلهم..
هل يجرؤ أحد إذن أن يقول – في غير موضوع الكفارة والفداء – لا وسيط بين الله والناس؟ الكنيسة إذن كان من عملها الكرازة ونشر الإيمان. وكان يقومون أيضا بتعميد المؤمنين. والكتاب كان يسميهم أحيانا (سفراء) (2كو20:5). أو (وكلاء الله) (تي7:1). أو (وكلاء سرائر الله) (1كو1:4) وماذا أيضًا؟
عهد الرب إليهم أيضًا بالتعليم، الذي لم يعهد به لكل أحد.
رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

التعليم ووساطة الكنيسة


اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
بعد أن عهد الرب لتلاميذه بالكرازة والتعميد، قال لهم:
(وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) (مت20:8).
وهكذا عكف الرسل علي (خدمة الكلمة) (أع4:6). الكلمة التي قال عنها القديس يعقوب الرسول (شاء فولدنا بكلمة الحق) (1يع18:1).. الكلمة توصل إلي الإيمان، والإيمان يوصل إلي المعمودية، والمعمودية بها الميلاد الثاني. والأصل هو كلمة التعليم.
وكما قال القديس بولس الرسول عن علاقة المسيح بالكنيسة (لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة) (أف26:5). فالكلمة توصل الإيمان، والإيمان يوصل إلي المعمودية وغسل الماء. وهذا الغسل من الخطايا يؤدي إلي التطهير والتقديس.
وكما أن المعمودية والإيمان لهما علاقة بالخلاص (مر6:16). كذلك كلمة التعليم..
هي التي توصل إلي الإيمان والمعمودية، ومن ثم إلي الخلاص.أو توصل إلي التوبة فالخلاص. هكذا قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف (لاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك. لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1تي16:4).
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

الولادة من الله




اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
إذن الكنيسة تلد الناس بالإيمان والمعمودية.
تلدهم بالروح القدس (من الماء والروح) (يو5:3).
تلدهم لله، فيصرون أبناء الله..
وفي هذا المعني يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلي فليمون (أطلب إليك من أجل ابني أنسيموس، الذي ولدته في قيودي) (فل10).
وبولس الرسول كان بتولًا وهو هنا يقصد الولادة الروحية لأنسيموس.
وبالمثل يقول لأهل كورنثوس:
(وإن كان لكم ربوات من المرشدين، لكن ليس آباء كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل) (1كو15:4)
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

منح الروح القدس


اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
الكنيسة هي الوسيط في منح الروح القدس للمؤمنين المعمدين.
هل يستطيع أحد ان يحيا حياة روحية بدون عمل الروح القدس فيه؟ وإن كان هذا أمرًا حيويا لكل مؤمن، فكيف ينال الروح القدس؟
يقول الكتاب إنه لما علم الرسل أن أهل السامرة قبلوا الإيمان، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا لإعطائهم الروح القدس (حينئذ وضعا الأيادي عليهم، فقبلوا الروح القدس) (أع17:8). وبالمثل حدث لأهل أفسس بعد عمادهم (لما وضع بولس يديه عليهم، حل الروح القدس عليهم) (أع6:19).
ثم صار منح الروح القدس بالمسحة المقدسة)1يو2: 20، 27).
وكيف ينال المؤمن هذه المسحة؟ بواسطة الكنيسة طبعًا، لأنه لا يمسح نفسه.. هل نقول إذن: لا وسيط؟! لقد نلت الروح القدس عن طريق هذا الوسيط..
والمسحة لها تاريخ طويل في العهد القديم، منذ أن أمر الرب موسى بعملها (دهنًا مقدسًا للمسحة) ليمسح بها خيمة الإجتماع والمذابح والأواني (ويقدسها فتكون قدس أقداس)، ويمسح بها هرون وبنيه كهنة (خر 30: 25-30، 40: 9-16). وبالمسحة المقدسة مسح صموئيل الملوك فحل عليهم الروح القدس (1 صم 10: 10، 16: 13).
وهنا يذكرنا بوساطة أخري للكنيسة، وهي إقامة خدام للرب.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

إقامة خدّام الرب

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
لا يمكن أن يبني ملكوت الله بدون خدام للرب. والله عهد بهذا الأمر إلي الكنيسة. خذوا مثلًا لذلك في إقامة برنابا وشاول للخدمة. يقول الكتاب (وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه) (أع2:13).
علي الرغم من هذه الدعوة الإلهية إلا أن ذلك كان لابد أن يمر من خلال القنوات الشرعية، أعني الكنيسة ووضع اليد..
يقول الكتاب (فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلي سلوكية) (أع4:13). فلم يعتبروا مرسلين من الروح القدس، فلا بعد أن نالا وضع اليد من الكنيسة.
نفس الوضع تقريبا نراه بالنسبة إلي تيموثاوس الأسقف.
يقول له القديس بولس الرسول (أذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي) (2تي6:1). إنها موهبة من الله. ولكنها تنال بواسطة، وهي وضع اليد من سلطة كهنوتية في الكنيسة.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

الرعاية والتوبة في الكنيسة


اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
ومع أن البروتستانت يؤمنون بوضع اليد في إقامة الخدام – والقياس مع الفارق – إلا أنهم لا يتكلمون عن الكنيسة كوسيط بين الله والناس (مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ) (إنجيل متى 11: 15؛ متى 13: 9، 43؛ إنجيل مرقس 4: 9، 23؛ مرقس 7: 16؛ إنجيل لوقا 8: 8؛ لوقا 14: 35).
هل ترك الله خرافه بدون رعاة؟! كلا.
يقول الرسول: وإحترزوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي أقتناها بدمه) (أع28:20).
أقامهم الله للاهتمام بأولاده، فهم وكلاؤه.
ولعل من أهم الأمور مصالحتهم مع الله بقيادتهم إلي التوبة. وفي هذا يقول القديس بولس الرسول (وأعطانا خدمة المصالحة.. إذن نسعي كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله) (2 كو 5: 18، 20).
أليست هذه وساطة؟! في عمل صلح بين الله والناس.
ليتنا إذن نقرأ هذا المقال من أوله.. ونري عناصر الوساطة التي تقوم بها الكنيسة.
وكلها وساطة خاصة بالخلاص.
وهكذا يقول الرسول في قيادة الناس إلي التوبة (من رد خاطئًا عن ضلال طريقة يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا) (يع20:5)
وايضًا (وخلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار) (يه23)
كما أن قيادة الناس للإيمان والمعمودية هي للخلاص أيضًا (مر16:16).
والتعليم أيضا هدفه الخلاص كذلك (1تي16:4).
وكذلك باقي الأمور التي تقوم بها الكنيسة.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

الاتجاه إلى الشرق



إننا نبني كنائسنا متجهة إلي الشرق. ونصلي ونحن متجهون إلي الشرق، لأن الشرق يوجه قلوبنا إلي تأملات نعتز بها، حتى أصبح بالنسبة إلينا رمزا. وأيضا من أجل أهمية الشرق في فكر الله كذلك، فإن كان الله قد اهتم به، فلنهتم به نحن أيضا..
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
1) قبل أن يخلق الإنسان، أعد الله الشرق كمصدر للنور. ورأي الله النور أنه حسن وفي لغتنا نقول عن ظهور الشمس أنه شروقها. وأصبحت عبارة تشرق الشمس أي تظهر من الشرق، أي تنير. والشمس خلقت في اليوم الرابع قبل خلق الإنسان في اليوم السادس (تك1).

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
وشروق الشمس رمز للسيد المسيح ونوره. وقد سمي الرب (شمس البر) وقيل (تشرق شمس البر، والشفاء في أجنحتها) (ملاخي2:4).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
2) وقبل خلق الإنسان أيضا، غرس له الله جنة عدن شرقا (تك8:2). ووضعه فيها، وهناك أيضًا كانت شجرة الحياة، وكانت الحياة الأولي للإنسان قبل الخطية، وجنة عدن ترمز إلي الفردوس الذي نتطلع إليه.
وصار اتجاه الإنسان إلي الشرق، يرمز لتطلعه إلي الفردوس الذي حرمته منه الخطية، ويرمز لتطلعه إلي شجرة الحياة.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
3) ونلاحظ أيضا أن السيد المسيح ولد في بلاد الشرق، والمجوس رأوا نجمه في المشرق (مت2:2).
وكان هذا النجم يرمز إلي الإرشاد الإلهي. ولما تبعه المجوس قادهم إلي الرب. ما أجمل هذا التأمل!
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
4) والمسيح الذي ولد في الشرق، ونجمه في المشرق، شبهت أمه العذراء بباب في المشرق (حزقيال 44: 1، 2).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
5) وهكذا نري أن الخلاص قد أتي إلي العالم من المشرق. فالمسيح صلب أيضا في بلاد المشرق، وهناك بذل دمه عن غفران خطايا العالم كله.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
6) وفي المشرق بدأت الديانة والكنيسة. في الشرق أورشليم، مدينة الملك العظيم، وفيه تأسست أول كنيسة في العالم. ومن الشرق امتدت رسالة الإنجيل، إلي العالم كله. وفيه سالت دماء أول شهيد في المسيحية.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
7) كذلك الكتاب المقدس تحدث كثيرا عن أن مجد الله في المشرق.
ففي (أش15:24) (في المشارق مجدوا الرب) وفي سفر حزقيال نبوءة عن مجيء المسيح في مجده من المشرق. يقول (وإذا مجد إله إسرائيل جاء عن طريق المشرق، وصوته كصوت مياه كثير، والأرض أضاءت من مجده) (حز43: 1، 2).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
8) لذلك فإن غالبية اللاهوتيين يقولون:
(إن المجيء الثاني سيكون من المشرق وكما صعد هكذا يأتي) (أع11:1). ففي نبوءة زكريا (14: 3، 4). أن (الرب تقف قدماه في ذلك اليوم علي جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من المشرق).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
9) الكلام عن المشرق جميل وذكرياته حلوة:
في حزقيال (47: 1-9) يتكلم عن (أنهار حياة في المشرق) وفي (2مل13: 17) يتكلم في الشرق عن (سهم خلاص الرب) وفي (أش15:24) (في المشارق مجدوا الله).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
10) إن الذكريات لها في القلب تأثير:
ولها مفعولها الروحي في النفس. ويعجبني أن دانيال النبي حينما تحدي العبادات الوثنية، وصعد إلي عليته ليصلي، فتح الطاقة التي تطل علي أورشليم، وركع وصلي حقًا إن الله موجود في كل مكان، ولكن الاتجاه إلي أورشليم في الشرق كان له معني وتأثير عميق في القلب، والذكريات تعطي القلب أهمية لأمكنة معينة، تثير ذكراها عواطف مقدسة.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
11) إننا لسنا عقلًا صرفا في عبادتنا: فالحواس تعمل، وتتأثر، وتؤثر في مشاعر الروح. ومثال ذلك. أننا نصلي ونرفع نظرنا إلي فوق، بينما الله موجود في كل مكان.. ولكن النظر إلي فوق، يحرك في قلوبنا مشاعر روحية لصلاتنا عمقًا خاصا. كذلك الاتجاه إلي الشرق..
والمسيح نفسه، في أكثر من مناسبة، نظر إلي فوق، مع أن الآب فيه وهو في الآب. ولكن النظر إلي فوق له دلاله خاصة..
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
12) ونحن حينما ننظر إلي الشرق، إنما نتجه إلي المذبح الموجود في الشرق، لأن الذبيحة لها في قلوبنا الروحية، والمسيح فصحنا، كان ذبيحة في الشرق.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
13) وفي المعمودية، بطريقة رمزية أيضا، يتجه المعمد وإشبينه نحو الغرب لجحد الشيطان، ثم يتجهان إلي الشرق لتلاوة قانون الإيمان، وبهذا يشعر أنه في المعمودية ينتقل من الغرب إلي الشرق، أي من الظلمة إلي النور.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
14) ونحن نسأل: لماذا يحارب البروتستانت الشرق بكل ما يحمل من رموز ومن معان روحية وتأملات وذكريات مقدسة، تسندها نصوص من الكتاب المقدس. ولا يوجد في ذلك أي خطأ عقيدي يثير الغيرة المقدسة؟!
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

إكرام الصليب



من الخلافات التي بيننا وبين البروتستانت اكرامنا العجيب للصليب. ومن ذلك رشم الصليب. فهم لا يرشمون ذاتهم بعلامة الصليب قبل الصلاة ولا بعدها قائلين باسم الآب والابن والروح القدس. ولا يرشمون الطعام بعلامة الصليب قبل الأكل ولا يستخدمون الصليب للبركة. ولا في رشم الناس، ولا في رشم الملابس.
ويكتفي البروتستانت بإيمان قلوبهم بالصليب دون استخدامه. وكانوا إلي عهد قريب لا يعلقونه علي الكنائس. وكثير منهم لا يعلقونه علي صدورهم. وكلهم لا يمسكون صليبًا في أيديهم. وهم أيضا لا يحتفلون بأعياد الصليب، ولا بموكب له، ولا يطوفون به بالأناشيد والألحان.
وهم أيضا لا يقبلون الصليب، ولا يأخذون بركته.
وسنحاول الآن أن نشرح لماذا اهتمامنا هذا كله بالصليب. ونري كيف أن رشم الصليب نافع ومفيد وأيضًا موافق لتعليم الكتاب المقدس.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
1) تركيز السيد المسيح علي الصليب:

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
وذلك منذ بدء خدمته، وفي أثناء تعليمه، قبل أن يصلب.
فقد قال (من لا يأخذ صليبه ويتبعني، فلا يستحقني (مت38:10). وقال (إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16)، (مر34:8). وفي حديثه مع الشاب الغني قال له (اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء.. وتعال اتبعني حاملا الصليب). وقال أيضا (من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، لا يقد أن يكون لي تلميذًا) (لو27:14).
2) وقد كان الصليب موضوع كرامة الملاك والرسل:
من الأشياء الجميلة أن الملاك المبشر بالقيامة قال للمريمتين (أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لكنه قد قام كما قال) (مت5:28). وهكذا سماه (يسوع المصلوب) مع أنه كان قد قام. وظل لقب المصلوب لاصقًا به وقد استخدمه آباؤنا الرسل. وركزوا علي صلبه في كرازتهم.
ففي كرازة القديس بطرس، قال لليهود (يسوع الذي صلبتموه أنتم) (أع36:2) والقديس بولس الرسول يركز علي هذه النقطة فيقول (لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا) (1كو23:1)، علي الرغم من أن صلبه هذا كان يعتبر (لليهود عثرة ولليونانيين جهالة).
ويعتبر الرسول أن الصليب جوهر المسيحية فيركز عليه قائلا (لأنني لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا) (1كو2:2). أي أن هذا الصليب هو الأمر الوحيد الذي أريد أن أعرفه.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
3) وهكذا كان الصليب موضع فخر الرسل:
فيقول القديس بولس الرسول (وأما من جهتي، فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح) (غل14:6). وإن سألناه عن السر في هذا يكمل قائلا (هذا الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم) (غل14:6).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
4) ونحن حينما نرشم الصليب، نتذكر كثيرا من المعاني اللاهوتية والروحية المتعلقة به:
نتذكر محبة الله لنا، الذي من أجل خلاصنا، قبل الموت عنا (كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلي طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعا) (أش6:53). حينما نرشم الصليب نتذكر (حمل الله الذي حمل خطايا العالم) (يو1: 29) (1يو2:2).
5) وفي رشمنا للصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب:
إن الذين يأخذون الصليب بمجرد معناه الروحي داخل القلب، دون أية علاقة ظاهرة، لا يظهرون هذه التبعية علنًا، التي نعلنها برشم الصليب، وبحمل الصليب علي صدورنا. وبتقبيل الصليب أمام الكل، وبرشمه علي أيدينا، وبرفعه علي أماكن عبادتنا.
إننا بهذا كله، إنما نعلن إيماننا جهارا، ولا نستحي بصليب المسيح أمام الناس، بل نفتخر به، ونتسمى به. ونعيد له أعيادا.. ونتمسك به.. حتى دون أن نتكلم مجرد مظهرنا يعلن إيماننا.
6) إن الإنسان ليس مجرد روح، أو مجرد عقل، بل له أيضًا حواس جسدية يجب أن تحس الصليب بالطرق السابقة:
كما أنه ليس جميع الناس في مستوي روحي واحد، لا يحتاجون فيه إلي الحواس. إن الحواس تتغذى بكل ما سبق، ولا تقتصر علي ذاتها، بل تنقل تأثراتها إلي العقل وإلي الروح.. وربما العقل لا يتذكر الصليب من تلقاء ذاته، أو يتذكره كثيرا ولكنه عن طريق الحواس، حينما يري الصليب مرسوما أمامه، يتذكر ما يختص بالصليب وبالمصلوب من مشاعر ومن معان روحية ولاهوتية..
وهكذا نعبد الله روحا وعقلا وجسدا. وكل هذا يقوي بعضه بعضا.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
7) ونحن لا نرشم الصليب علي أنفسنا في صمت، إنما نقول معه باسم الآب والابن والروح القدوس:
وبهذا نعلن في كل مرة عقيدتنا بالثالوث القدوس الذي هو إله واحد، إلي الأبد آمين. وهكذا يكون الثالوث في ذهننا باستمرار، الأمر الذي لا يتاح للذين لا يرشمون الصليب مثلنا.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
8) وفي الصليب أيضا نعلن عقيدتي التجسد والفداء:
فنحن إذ نرشم الصليب من فوق إلي تحت، ومن الشمال إلي اليمين، إنما نتذكر أن الله نزل من السماء إلي تحت إلي أرضنا، فنقل الناس من الشمال إلي اليمين، من الظلمة إلي النور، ومن الموت إلي الحياة، وما أكثر التأملات التي تدور بقلوبنا وأفكارنا من رشم علامة الصليب.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
9) وفي رشمنا للصليب تعليم ديني لأولادنا ولغيرهم:
كل من يرشم الصليب، حينما يصلي، وحينما يدخل إلي الكنيسة، وحينما يأكل، وحينما ينام، وفي كل وقت، إنما يتذكر الصليب، وهذا التذكر مفيد روحيا ومطلوب كتابيا. وفيه تعليم الناس، إن المسيح قد صلب وتعليم بالذات لأولادنا الصغار الذين يشبون من صغرهم متعودين علي الصليب.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
10) وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته:
وهذه وصية الرب لنا أن نبشر بموته (الذي لأجل فدائنا) إلي أن يجئ (1كو26:10) ونحن برشم الصليب نتذكر موته كل حين، نظل نتذكره إلي أن يجئ.
ونحن نتذكره كذلك في سر الأفخارستيا. ولكن هذا السر لا يقام في كل وقت بينما الصليب يمكن أن نرشمه في كل وقت، متذكرين موت المسيح عنا..
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
11) وفي رشمنا للصليب، نتذكر أن عقوبة الخطية موت:
لأنه لولا ذلك ما مات المسيح. كنا نحن (أمواتا بالخطايا) (أف5:2). ولكن المسيح مات عنا علي الصليب واعطانا الحياة. وعلي الصليب إذ دفع الثمن قال للآب (يا أبتاه أغفر لهم).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
12) وفي رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا:
نتذكر أن الصليب ذبيحة حب. لأنه (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية) (يو16:3).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
13) ونحن نرشم الصليب لأنه يمنحنا القوة:
القديس بولس الرسول يشعر بقوة الصليب هذه فيقول (به صلب العالم لي، وأنا للعالم) (غل 14:6). ويقول أيضًا (إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة. وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله) (1كو18:1).
لاحظوا هنا أنه لم يقل أن عملية الصليب هي قوة الله، إنما قال إن مجرد (كلمة الصليب) هي قوة الله.
لذلك نحن حينما نرشم علامة الصليب، وحينما نذكر الصليب، ونمتلئ قوة. لأننا نتذكر أن الرب بالصليب داس الموت، ومنح الحياة لكل الناس. وقهر الشيطان وغلبه، ولذلك..
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
14) فنحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه:
كل تعب الشيطان منذ آدم إلي آخِر الدهور، ضاع على الصليب، إذ دفع الرب الثمن، ومحا جميع خطايا الناس بدمه، ممن يؤمنون ويطيعون لذلك فإن الشيطان كلما يرى الصليب يرتعب متذكرًا هزيمته الكبرى وضياع تعبه، فيخزي ويهرب.
وهكذا كان أولاد الله يستخدمون باستمرار علامة الصليب باعتبارها علامة الغلبة والانتصار، أو هى قوة الله. فمن جهتنا نمتلئ قوة من الداخل، أما عن العدو في الخارج فهو يرتعب.
وكما كانت ترفع الحية النحاسية في القديم شفاء للناس وخلاصًا من الموت، هكذا رفع رب المجد على الصليب (يو 14:3)، وهكذا علامة الصليب في مفعولها.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
15) ونحن نرشم علامة الصليب فنأخذ بركته:
كان العالم كله يقع تحت حكم اللعنة بالموت بسبب الخطية. ولكن على الصليب حمل الرب كل لعناتنا لكي يمنحنا بركة المصالحة مع الله (رو10:5). وبركة الحياة الجديدة النقية، وبركة العطية في جسده، وكل نعم العهد الجديد مستمدة من الصليب.
لذلك استخدم رجال الإكليروس هذا الصليب في منح البركة، إشارة إلي أن البركة لا تصدر منهم شخصيًا، إنما من صليب الرب الذي ائتمنهم على استخدامه في منح البركة. ولأنهم يستمدون كهنوتهم من كهنوت هذا المصلوب.
وكل بركات العهد الجديد نابعة من صليب الرب وفاعليته.
16) لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية تستخدم فيها الصليب:
لأنها كلها نابعة من استحقاقات دم المسيح علي الصليب.
فلولا الصليب، ما كنا نستحق أن نقترب إلي الله كأبناء في المعمودية وما كنا نستحق التناول من جسده ودمه في سر الأفخارستيا (1كو26:11). وما كنا نستطيع التمتع ببركات أي سر من أسرار الكنيسة.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
17) ونحن نهتم بالصليب، لنتذكر الشركة التي لنا فيه:
نتذكر قول القديس بولس الرسول (مع المسيح صلبت. فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في) (غل20:2). وقوله أيضا (لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته) (في10:3). وهنا نسأل أنفسنا متي ندخل في شركة آلام الرب ونصلي معه. وهنا نتذكر اللص الذي صلب معه، فاستحق أن يكون في الفردوس معه.
ولعله صار في الفردوس يغني بالأغنية التي قالها القديس بولس فيما بعد (مع المسيح صلبت)…
كل أمنياتنا أن نصعد علي الصليب مع المسيح. ونفتخر بهذا الصليب الذي نذكره الآن كلما تلامس مع حواسنا.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
18) ونحن نكرم الصليب، لأنه موضع سرور الآب:
الآب الذي تقبل المسيح علي الصليب بكل سرور كذبيحة خطية، وكمحرقة أيضا (رائحة سرور للرب) (لا 1: 9، 13، 17). وقال اشعياء النبي في ذلك (أما الرب فسر أن يسحقه بالحزن) (اش10:35).
إن السيد المسيح أرضي الآب بكمال حياته علي الأرض، ولكنه دخل في ملء هذا الارضاء علي الصليب، حيث أطاع حتى الموت، موت الصليب) (في8:2).
ففي كل مرة ننظر إلي الصليب نتذكر كمال الطاعة، وكمال الخضوع لكي نتمثل بالسيد المسيح في طاعته، حتى الموت.
وكما كان الصليب موضع سرور للآب، كان هكذا أيضا بالنسبة إلي الابن المصلوب الذي قيل عنه (من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي) (عب2:12).
وهكذا كان ملء سرور المسيح في صلبه. ليتنا نكون هكذا.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
19) وفي الصليب، نخرج إليه خارج المحلة، حاملين عاره (عب12:13).
بنفس شعورنا في اسبوع الآلام.. ونذكر في ذلك ما قيل عن موسى النبي (حاسبا عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر) (عب26:11). وعار المسيح هو صلبه وآلامه.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
20) نحمل صليب المسيح الذي يذكرنا بمجيئه الثاني:
كما ورد في الإنجيل عن نهاية العالم ومجيء الرب (وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء (أي الصليب). ويبصرون ابن الإنسان آتيا علي سحاب السماء..) (مت30:24). فلنكرم علامة ابن الإنسان علي الأرض، مادمنا نتوقع علامته هذه في السماء في مجيئه العظيم.
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

الأنوار والشموع



الكنيسة الأرثوذكسية تتميز بأنوارها. وتستخدم الشموع في صلواتها، وعند قراءة الإنجيل، وأمام أيقونات القديسين، وعلي المذبح، وأمامه في شرقيته، وفي الهيكل عمومًا وتبقي الكنيسة مضيئة باستمرار. ولها برج عال يسمي المنارة.. والبروتستانتية لا تستخدم شيئا من هذا كله، بكل ما يحوي من رموز.
لذلك سنتعرض في هذا المقال المختصر عن الأنوار في الكنيسة والحكمة فيها، وما تحويه من معان روحية.
1) الكنيسة نفسها لقبت في الكتاب المقدس بلقب منارة. وهذا واضح في سفر الرؤيا. إذ رأي يوحنا الإنجيلى الرب يسوع وسط منائر من ذهب. وكانت (المناير السبع هي السبع الكنائس) (رؤ20:1).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
2) الكنيسة نشبهها بالسماء، علي اعتبار أنها بيت الله أو مسكنه كالسماء. وقد كان هذا هو تقريبا التعبير
الذي أطلق علي أول بيت لله، إذ قال أبونا يعقوب أب الآباء (ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء) (تك17:28).
وفي تشبيه الكنيسة بالسماء، ينبغي أن تضئ فيها الأنوار كالكواكب في السماء.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
3) أو قد تمتد الأنوار في الكنيسة إلي ملائكة السماء، أو الملائكة التي كانت تصعد وتنزل علي السلم الذي رآه أبونا يعقوب في بيت إيل (بيت الله) (تك12:28). والملائكة يمكن أن يرمز إليهم النور، إذ يسمون أيضا بملائكة النور (2كو14:11).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
4) أو قد ترمز أنوار الكنيسة إلي القديسين، الذين يقول لهم الرب (فليضئ نوركم هكذا قدام الناس) (مت16:5). وشبههم في تلك المناسبة بالسراج الذي يوضع علي المنارة (مت15:5). وذكر الإنجيل أيضا أن (الأبرار يضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم ؤ(مت43:13). والقديس يوحنا المعمدان – كمثال – قال عنه السيد المسيح لليهود (كان هو السراج الموقد المنير. وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة) (يو35:5).
ولما كانت الكنيسة مملوءة بالملائكة. وبالقديسين، إذن ينبغي أن يكون مملوءة بالأنوار.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
5) بل ينبغي أن تكون الكنيسة مملوءة بالأنوار، أولا وقبل كل شيء لحلول الله فيها، والله نور (1يو5:1). وقد قال السيد المسيح عن نفسه (أنا نور العالم) (يو12:8).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
6) والكنيسة تضاء بالأنوار، علي مثال خيمة الاجتماع والهيكل وكلاهما كانتا مملؤتين بالأنوار. لا تنطفئ سرجهما أبدأ. وأمر الرب بإضاءة السرج بزيت الزيتون النقي، ويشرف علي هذا الأمر هارون وبنوه كفريضة أبدية. وقال في ذلك (وأنت تأمر بني إسرائيل أن يقدموا إليك زيت زيتون نقي مرضوض نقيًا للضوء لاصعاد السرج دائمًا. في خيمة الاجتماع خارج الحجاب الذي أمام الشهادة، يرتبها هارون وبنوه من المساء إلي الصباح أمام الرب، فريضة دهرية في أجيالهم) (خر27: 20، 21).
هذا أمر إلهي، أصدره الله الذي قال (ليكن نور، فكان نور) في اليوم الأول (ورأي الله النور أنه حسن) (تك1: 3، 4).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
7) والسرج التي تضاء بالزيت، لها معني روحي، لأن الزيت يرمز للروح القدس. وكان يستخدم في المسحة فيحل روح الرب. كما مسح صموئيل داود فحل عليه روح الرب (1صم13:16). وكما يذكر الإنجيل عن المسحة المقدسة (1يو2: 20، 27). وحتى الشموع التي نوقدها في الكنيسة هي أيضا من زيت. والسرج في الكنيسة كانت فتائل تضئ بالزيت لنفس الرمز.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
8) نلاحظ أن الله أمر بعمل منارة في بيته، سواء خيمة الاجتماع أو الهيكل وكانت السرج، والمنارة من الذهب النقي (خر31:25) (خر17:37) (2أي20:4). وكل هذا يدل علي اهتمام الله بالأنوار في بيته.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
9) كانت السرج تضاء باستمرار حسب أمر الرب. وكان إطفاء السرج وعدم الاهتمام بإضاءتها يعتبر خيانة للرب تستحق العقوبة الشديدة. وفي هذا يقول الكتاب (لأن آباءنا خانوا وعملوا الشر في عيني الرب إلهنا، وتركوه.. وأطفأوا السرج، ولم يوقدوا بخورًا… فكان غضب الرب علي يهوذا وأورشليم، وأسلمهم للقلق والدهش) (2أي29: 6، 7)، كل هذا يرينا مدي اهتمام الرب بإضاءة الأنوار في بيته.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
10) ولإضاءة السرج معني روحي عميق خاص، يرمز إلي الاستعداد الدائم والسهر المستمر والاحتفاظ بعمل الروح القدس في القلب ويقول لنا الرب عن هذا الاستعداد (لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة وانت تشبهون أناسًا ينتظرون سيدهم متي يرجع العرس.. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين) (لو12: 35- 37).
وضرب الرب لنا مثلا بالعذارى اللائى كانت مصابيحهن موقدة، بينما الجاهلات انطفأت مصابيحهن (مت25: 1-12).
إن الزيت في المصابيح يرمز إلي عمل الروح القدس في القلب واستمراره موقدًا يرمز إلي السهر الدائم في حفظ القلب مرتبطا بعمل الروح فيه.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
11) وما يقال عن الأفراد يقال عن الكنيسة كلها. ورؤية الناس للنور في الكنيسة يوحي إليهم بواجبهم في أحتفاظهم بالنور داخلهم، وأن تكون مصابيحهم دائما موقدة. ويتذكرون أن الكنيسة من العذارى الحكيمات اللائي احتفظن بمصابيحهن مضيئة.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
12) أما إضاءة الشموع وقت الإنجيل، فهذا بلا شك أفضل من قراءته بدون إضاءة. إن ذلك يذكرنا بقول المزمور (سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي) (مز119). وأيضا يقول المرتل (وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد) (مز 19).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
13) والكنيسة الأولي منذ عصر الرسل كانت مهمته بهذه الأنوار وما تحمله من رموز (ويسجل لنا سفر أعمال الرسل عن العلية التي كان يعظ فيها بولس بعد كسر الخبز أنه (كانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها) (أع20:8).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
14) والشموع التي نضعها أمام صور القديسين، إنما تذكرنا بأنهم كانوا أنوارًا في أجيالهم. وبأنهم كانوا كالشموع، يذوبون لكي (يضئ نوركم هكذا قدام الناس).
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 02 - 2014, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

البخور



البروتستانت لا يستخدمون البخور، ولا المباخر (المجامر) ويعتبرون ذلك من عبادات العهد القديم التي انتهت، لأنها في اعتقادهم كانت مجرد رمز.
ونود هنا أن نستعرض تاريخ البخور قديما وحديثًا.
ونري هل كان رمزا أم عملا روحيا قائما بذاته.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
1) "قال الرب لموسى: وتصنع مذبحا لإيقاد البخور" (خر1:30).
ويقدم الرب لنا هنا ملاحظة جميلة جدا. وهي أن البخور كان يعتبر في حد ذاته ذبيحة يقدمونها علي مذبح يسمي مذبح البخور.
2) وقد أهتم الرب بمذبح البخور اهتماما شديدا، فأمر أن يكون مغشي بالذهب من كل ناحية، وله إكليل من ذهب، ويحمل علي عصوين مغشيين بالذهب. ويوضع قدام الحجاب الذي أمام تابوت العهد (خر30: 3-6). حيث يجتمع الله بموسى.
3) كان يشترط في البخور أن يكون "بخورًا عطرًا".
ويقول الرب في ذلك (ويوقد عليه هارون بخورا عطرا كل صباح) (خر7:30). وكذلك في العشية (بخورا دائما أمام الرب في أجيالكم) (خر8:390).
وقد ذكرت مواد البخور العطرية في (خر34:30). وقيل عن هذا البخور (يكون عندك مقدسًا للرب) (خر37:30). بل قيل أكثر من هذا أنه (قدس أقداس) يكون عندكم (خر36:30). فلا يصنع أحد منه لنفسه.
وقد تكررت عبارة البخور العطر في مواضع كثيرة من الكتاب، كما في (خر25) (خر29:37) (لا12:16). فكان البخور يمثل رائحة زكية عطرة تصعد إلي الرب.
4) قال البعض خطأ أن البخور كان يقدم مع المحرقات، لإزالة رائحتها.
وقد ألغيت الذبائح الحيوانية، فألغي البخور. وهذا الفهم ليس سليمًا، فالبخور كان لونًا من العبادة مستقلا بذاته، وكان له مذبح خاص غير مذبح المحرقة، ولكن له طقس خاص في تقديمه. وكان مقصود لذاته كصلاة، وليس رمزا لشيء، كما سنري.
5) نلاحظ أنه عندما ضرب الرب لشعب بالوباء أوقد هارون رئيس الكهنه البخور بأمر موسى النبي، ليشفع في الناس أمام الله. ولما دخل في وسطهم وبخر انقطع الوباء وقبل الله منه هذا البخور كصلاة (عدد16: 44-48). ونلاحظ هنا أنه لم تقدم ذبيحة عنهم، إنما قدم البخور وحده، ولم يكن من أجل رائحة محرقات، إنما قدم للتكفير عن الشعب، كأنه ذبيحة (عد16: 46، 47).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
6) من أهمية البخور، أنه ما كان يقدمه أحد سوي الكهنة فقط.
وهو هنا يبدو مركز اعلي من الصلاة، لأن الصلاة يقدمها لله أي فرد من الشعب. ونلاحظ أنه لما تجرأ قورح وداثان وابيرام، وقربا بخورًا، انقلبت الأرض وابتعلتهم جميعًا أحياء، هم وكل بيوتهم (عد16: 31، 32). ولم يكن بسبب تقديمهم ذبيحة، وإنما لتقديمهم بخورًا، مع أنهم من سبط لاوي..
7) ومن أهمية البخور، أنه كان يقدم في مجامر من ذهب كما ورد (عب4:9). وكما قيل عن الأربعة والعشرين قسيسًا أنه كانت لهم (جامات من ذهب مملوءة بخورًا) (رؤ8:5).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
8) وقد وردت نبوءة في سفر ملاخى النبي عن استمرار البخور وعدم اقتصاره علي العصر اليهودي.
إذ قال الرب (لأنه من مشرق الشمس إلي مغربها اسمي عظيم بين الأمم. وفي كل مكان يقربون لاسمي بخورا وتقدمة طاهرة) (ملا11:1). وطبعًا العبادة وسط الأمم (فى كل مكان) لم تحدث إلا في العصر المسيحى. وبهذا يكون الرب قد جعل البخور من بنود العبادة المسيحية.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
9) ومن اهتمام الرب بالبخور في العهد الجديد وردود مثالين عنه في سفر الرؤيا وهما:
أ) * قيل عن الأربعة والعشرون قسيسًا (كاهنا)، إن لهم جامات من ذهب مملوءة بخورا هي صلوات القديسين (رؤ8:5).
ب)* يقول القديس يوحنا الرائي (وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح، ومعه مجمرة من ذهب. وأعطي بخورا كثيرا، لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم علي مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله) (رؤ8: 3، 4).
10) تعليقا علي عبارة (صعد دخان البخور مع صلوات القديسين) نقول إن حياة الكنيسة كلها بخور.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
بل أن الكنيسة شبهت في سفر النشيد بالبخور.
وذلك حينما قال عنها الوحي الإلهي (من هذه الطالعة من البرية، كأعمدة من دخان، معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجر) (نش6:3).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
11) ومن المواقف الجميلة أيضا في قصة تاريخ البخور في حياة القديسين:
أن زكريا الكاهن ظهر له ملاك الرب وقفا علي يمين مذبح البخور فيما هو يبخر في دورته (لو1: 8-11). مما يدل علي قدسية هذا الموضع، وقدسية عملية التبخير. واستحقاق هذه المناسبة المقدسة لأن تصحب بالإعلانات الإلهية.
وواضح من قصة نوبة زكريا الكاهن في التبخير، أن رفع البخور كان عملا قائما بذاته، غير مرتبط بتقديم ذبيحة أو محرقة.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
12) من أهمية البخور في المسيحية.
أن اللبان (مادة البخور) كان من الهدايا التي قدمها المجوس للسيد المسيح وكانت رمزا لكهنوته أو اعترافًا من المجوس بكهنوتة، كما كان الذهب رمزا لملكة والمر رمزا لآلامه.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
13) للبخور معان كثيرة تشبع الحواس وتغذي النفس.
وليس جميع الذين يحضرون إلي الكنيسة من المستوي الذي يشترط فيه عمق الروح وعمق التفكير.. فالأطفال
مثلًا، الذي لا يدركون كثيرًا ما يُقال في العظات، وما يسمعونه من القراءات، حتى ما يسمعونه من الصلوات هؤلاء يتأثرون روحيًا بحواسهم من جهة البخور والشموع والأيقونات وتكون كدروس روحية لهم تنقلهم إلي جو روحي. وهكذا الكثير من العاوم، والمؤمنين العاديين غير المتبحرين في العلم والمعرفة وغير الدارسين لكتب اللاهوت.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
فماذا في البخور من معان روحية، ومن تأملات؟
14) أول درس يتلقونه من البخور، هو قول الرب (من أضاع حياته من أجلي يجدها) (مت39:10).
ومثال ذلك حبة البخور التي تحترق وتحترق، حتى تتحول إلي أعمدة معطرة دخان. وتبحث عنها في المجمرة كحبة بخور، فلا تجدها، إذ تكون قد قدمت ذاتها محرقة لله فالمحرقات ليست فقط من الذبائح، وإنما من البخور أيضا، الذي اعتبره الكتاب ذبيحة تقدم علي مذبح البخور، وتعطينا درسا وأي درس.
فما أجمل أن يقدم الإنسان ذاته محرقة للرب. كل تقدمة أخري هي خارج الذات. أما تقدمة الذات فإنها أعظم التقدمات.
وتقدمه الذات يمثلها وضع حبة البخور في النار. وقد قيل عن إلهنا أنه نار آكلة (تث24:4). وقد كان القديسون حبات من البخور وضعت في المجمرة الإلهية فاحترقت بمحبة الله.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
15) والدرس الثاني في البخور هو الصعود إلي فوق باستمرار.
لا يقبل البخور علي نفسه إطلاقا أن يقبع في أسفل، بل هو يرتفع في السماء، ويمتد وينتشر، ولا يتوقف مطلقا في صعوده، وفي انتشاره. وأنت إذا نظرت إلي البخور وتابعته، لابد أن ترفع عينيك إلي فوق إلي السماء، أردت أو لم ترد. هكذا كان البخور باستمرار يجذب حواس الناس إلي فوق. وكأنه سهم يشير إلي السماء باستمرار.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
16) درس آخر للبخور: أنه يمثل الرائحة الزكية:
ولهذا كان الكتاب يشترط فيه أن يكون بخورا عطرا. كل من يشم هذا البخور يتذكر أن حياة الإنسان ينبغي أن تكون عطرة الرائحة أمام الله.
وكما قال الكتاب (لأننا رائحة المسيح الزكية لله..) (يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان) (2كو2: 15، 14).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
17) ومن أجمل ما في البخور من تأملات أنه يذكرنا بالضباب أو السحاب الذي كان الله يظهر فيه.
وكما قال الرب (لأني في السحاب أتراءى علي الغطاء) (غطاء تابوت العهد) (لا2:16). وهكذا وردت في سفر اللاويين عبارة (سحابة بخور) (لا13:16). وقيل عن هارون رئيس الكهنة (يأخذ ملء المجمرة نار عن المذبح من أمام الرب، وملء راحتيه بخورًا عطرًا، ويدخل بهما إلي داخل الحجاب. ويجعل البخور علي النار أمام الرب، فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي علي الشهادة فلا يموت (لا 16: 12، 13).
وكان الله في إرشاد شعبه في العهد القديم، سواء في خيمة الاجتماع، أو في الهيكل، أو في برية سيناء، يظهر للناس في السحاب، أو في الضباب، وكان إرشاده للشعب في برية سيناء، علي هيئة سحابة تظللهم في النهار، تمثل الله وهو يظلل عليهم، فإذا تحركت السحابة يعرفون أن الله يحركهم فيتحركون، وإن وقفت السحابة يقفون) (عدد17:9). وهكذا قيل (وكانت سحابة الرب عليهم نهارًا في ارتحالهم) (عدد34:10).
18) وفي مجيء المسيح إلي مصر، قيل إنه علي سحابة (أش1:19). وكانت السحابة ترمز إلي العذراء، وكانت العذراء رائحة بخور صعدت إلي فوق. وفي مجيء المسيح الثاني سيأتي أيضا علي السحاب (مت30:24). فالسحاب كان يمثل حضور الله في العهدين القديم والجديد.
19) وفي قصة التجلي نجد مثالًا لحضور الرب في السحاب:
لقد قيل إنه بينما كان السيد المسيح يكلم تلاميذه الثلاثة (كانت سحابة تظللهم. فخافوا عندما دخلوا في السحابة. وصار صوت من السحابة قائلًا: هذا هو أبني الحبيب. له اسمعوا) (لو9: 34، 35).
20) وهكذا كان الرب يكلم موسى من السحاب. حينما كلم الرب موسى يقول الكتاب (فصعد موسى إلي الجبل. فغطي السحاب الجبل. وحل مجد الرب علي جبل سيناء، وغطاء السحاب ستة أيام. وفي اليوم السابع دعي موسى من وسط السحاب) (خر24: 15، 16).
وبالمثل حينما كان يكلمهم من خيمة الاجتماع، وكان يغطيها السحاب أو الضباب.
21) نفس الأمر نجده في تدشين هيكل سليمان. يقول الكتاب (وكان لما خرج الكهنة من القدس، أن السحاب ملأ بيت الرب ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب. لأن مجد الرب ملأ البيت. (حينئذ تكلم سليمان: قال الرب أنه يسكن في الضباب...) (1مل12:8).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
22) فالبخور يمثل سحابا أو ضبابا يذكر بحلول الله أو مجد الله.
وفي (مز2:97) من مزامير الساعة التاسعة يقول (السحاب والضباب حوله. ركب علي السحاب وطار. وطار علي أجنحة الرياح).
البخور إذن فيه الكثير من المعاني الروحية لمن يحب أن يستفيد منه وهو لون من العبادة، قائم بذاته، لم يكن مرتبط بالذبائح بحيث يزول بزوالها.
23) وأخيرا نقول انه لا يوجد نص واحد في العهد الجديد يأمر بإلغاء البخور.
(من له أذنان للسمع فليسمع، ما يقوله الروح للكنائس) (رؤ3:2).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظات البابا شنودة الثالث Pope Shenouda III Sermons : اللاهوت المقارن 13
عظات البابا شنودة الثالث Pope Shenouda III Sermons : اللاهوت المقارن 12
البابا شنوده الثالث و هو يرسم قداسه البابا تواضروس الثاني راهب
اللاهوت المقارن.pdf
أسئلة محاضرة اللاهوت المقارن ليوم 3\11 \2009


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024