رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث ترجع قصة هذا الكتاب إلى ثلاثين عامًا... كان ذلك سنة 1960، وكنت في مغارتى في البحر الفارغ ببرية شيهيت. وكان لدى وقت لأجيب على أسئلة روحية يرسلها إلى بعض أبنائى الروحيين. وفى إحدى المرات، جاءنى خطاب يحوى العديد من الأسئلة، أجبت على أكثر من عشرة منها وبقى هذا الموضوع. فقلت لصاحب الخطاب (ها أنا قد أجبتك على كل أسئلتك. وبقيت الدموع. حاضر يا (فلان).. من عينى الإثنتين..). وحضرت النقاط الخاصة بالموضوع، وبقيت معى.. ثم كانت رسامتي للأسقفية، وألقيت محاضرة عن هذا الموضوع سنة 1964.. أخيرًا عثرت على أوراقه كلها، ورأيت أن أنشرها، لئلا تتوه وسط أوراقي الكثيرة، أو تضيع. يونيو 1990 البابا شنوده الثالث |
30 - 01 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
قمة الدموع أسمى صورة للدموع، هى قول الإنجيل في قصة إقامة لعازر من الموت: (بكى يسوع) (يو 11: 35). إنها اقصر آية في الكتاب المقدس. ولعلها في نفس الوقت من أعمق الآيات في الكتاب المقدس.. ولعلها مثلها في التأثير: بكاء السيد المسيح على أورشليم (لو 19: 41) إنها دموع أعمق من كل تأملاتنا.. فيها الحب، والتأثر، ورقة القلب وحساسيته، والحنو، وربما الحزن أيضًا. وفيها معان أخرى لا أعرفها. من هنا يستطيع أن يصل إلى أعماقها؟! |
||||
30 - 01 - 2014, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
تطويب البكاء * طوب السيد المسيح البكاء. فقال (طوباكم أيها الباكون الآن، لأنكم ستضحكون) (لو 6: 21) (طوبى للحزانى الآن، لأنهم سيتعزون) (متى 5: 4). (متى 5: 4). *وقيل في المزمور (126: 5). الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. *وقيل في سفر الجامعة لسليمان الحكيم: "الذهاب إلى بيت النوح، خير من الذهاب إلى بيت الفرح". "قلب الحكماء في بيت النوح وقلب الجهال في بيت الفرح" (جا7:2،4). وأيضا: "الحزن خير من الضحك. لأنه بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3). مما يدعو إلى الملاحظة أن الكنيسة تدعونا إلى البكاء على خطايانا في كل يوم، في صلاة الهجعة الثانية من صلاة نصف الليل، حيث نقول: "أعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة، كما أعطيت في القديم للمرأة الخاطئة"... "واجعلنى مستحقا أن أبل قدميك اللتين أعتقتائى من طريق الضلالة، وأقدم لك طيبًا فائقًا، وأقتنى لي عمرًا نقيًا بالتوبة". وهكذا تضع أمامنا إنجيل المرأة الخاطئة (لو 7).لنصلية كل يوم في نصف الليل، ونأخذ درسًا من دموعها وتوبتها. ويقف كل منا ليصلى أمام الله ويقول: أعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة، لأ بكى على كبريائى وغضبى وقسوتى ونجاستى، وتقصيرى، وأخطائى باللسان والقلب والفكر.. عدم محبتى لك وللناس، وقلة جديتى في روحياتى، وقلة حرصى على حفظ وصاياك.. واعطنى أيضًا ينابيع دموع كثيرة، لأبكى على عدم محبتى. وإن الله يطلب منا أن نبكى باستمرار، ويقول لنا في سفر يوئيل النبى: "ارجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح" (يؤ 2: 12). ويقول في سفر ملاخى النبى: "مغطين مذبح الرب بالدموع والصراخ" (ملا 2: 13). نحن محتاجون إلى هذه الدموع، طالما نحن على الأرض، يكفى أن ربنا يسوع المسيح قال في تطويباته: "طوباكم الباكون الان.." (لو6: 21).. وعبارة (الآن) تعنى هنا على الأرض. وعبارة "لأنكم تتعزون" تعنى هناك في السماء. لأن الدموع من ثمارها العزاء. |
||||
30 - 01 - 2014, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
أنواع من الدموع ما أكثر أنواع الدموع في الحياة البشر، تختلف بحسب أسبابها. ونذكر هنا من بين هذه الأنواع:
|
||||
30 - 01 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع الصلاة وهى كثيرة جدًا في الكتاب المقدس، وفي سير القديسين، سنذكرها حينما نتحدث بالتفصيل عن دموع القديسين. وسببها الحب، والتأثر، وعمق الصلاة التي تصدر من القلب، مع مشاعر الاشتياق والحنين إلى الله، أو عمق في الطلب. ومن اشهرها دموع داود النبى الذي قال للرب في مزاميره "أنصت إلى دموعي" (مز 119) ومن أمثلتها دموع حنة زوجة ألقانة وقد ورد عن صلاتها أنها (صلت إلى الرب، وبكت بكاء، ونذرت نذرًا" (1 صم 1: 10، 11) وأمثلة الدموع في الصلاة كثيرة جدًا في الكتاب المقدس، وفي سير القديسين أيضًا (أنظر الباب الثالث) هنا في موقع الأنبا تكلا. |
||||
30 - 01 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع الندم والتوبة من أمثلتها في الكتاب: 1-دموع المرأة الخاطئة التي بللت قدمى المسيح بدموعها (لو 7: 38) كانت تبل قدميه بالدموع، وتمسحهما بشعر رأسها. وقال السيد المسيح عنها إنها (غسلت رجلى بالدموع) وأنها أحبت كثيرًا، وغفر لها الكثير. وفضلها الرب على الفريسى الذي يشعر ببره... لم يكن لديها كلام تقوله، أو تجرؤ أن تقوله، فتكلمت دموعها. الإنسان الشاعر بخطاياه، النادم عليها، يخجل أن يتكلم. وتضغط مشاعر الندم والحزن في قلبه، على منابع الدمع في عينيه، فيبكى. ويكون بكاؤه أصدق تعبيرًا من أي كلام. ربما يقول إنسان كلامًا بدون مشاعر، أما البكاء فهو مشاعر بدون كلام.. وهى مشاعر صادقة معبرة. ومن أمثلة دموع التوبة أيضًا: 2-دموع داود النبى في توبته: وهذه ما أعمقها في قوله "تعبت في تنهدي. أعوم كل ليلة سريرى، وبدموعى أبل فراشى" (مز 6: 6) وقوله أيضًا "أبكيت بصوم نفسى جعلت لباسى مسحًا" (مز69: 10،11) "من صوت تنهدى، لصق عظمى بلحمى.. أكلت الرماد مثل الخبز، ومزجت شرابى بالدموع" (مز 102: 5، 9). ولعل من الأمثلة البارزة لدموع الندم والتوبة: 3- دموع بطرس الرسول بعد إنكاره: وفى ذلك يقول عنه الكتاب أنه "خرج إلى خارج، وبكى بكاء مرًا" (متى 26: 72). وهنا نجد البكاء مصحوبًا بمرارة في القلب وفي الدموع ومن أمثلة دموع التوبة أيضًا: 4- دموع الشعب كله في توبة عامة: وعنها يقول يوئيل النبى: "ولكى الآن يقول الرب: ارجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح. مزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم"."ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح، ويقولوا أشفق يا رب على شعبك، ولا تسلم ميراثك للعار" (يوئيل 2: 12، 13، 18). وقد بكى الشعب كله بكاء عظيمًا أيام عزرا الكاهن بسبب خطاياهم. "وصلى عزرا واعترف، وهو باك وساقط أمام بيت الله" (عز 10: 1) وبالمثل يقول القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس موبخًا "لم تنوحوا حتى يرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل" (اكو5: 2). ويقول القديس يعقوب الرسول: "نقول أيديكم أيها الخطاة اكتئبوا، ابكوا، ونوحوا" (يع 4: 8، 9). ويشرح ملاخى النبى هذا الأمر فيقول "مغطين مذبح الرب بالدموع والبكاء والصراخ" (ملا 2: 13). ومن أمثلة البكاء بسبب الخطية: *بكاء الذين طعنوا المسيح، حينما يرونه في مجيئه الثانى. وفى ذلك يوق سفر الرؤيا: هوذا ياتى على السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه وينوح علية جميع قبائل الأرض" (رؤ 1: 7). ولكن النوح في هذا المثال، لا نضعه تحت عنوان التوبة، وقد لا يتصف بالندم أيضا. ربما تكون دموع الحزن والألم والحسرة، بغير أمل... |
||||
30 - 01 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع الفراق ليس سهلا على قلوب ارتبطت بالحب، أن تفترق، وبخاصة لو كان فراقًا بلا عودة إلى اللقاء، على الأقل على هذه الأرض... ولذلك نجد في هذا المجال أمثلة لقديسين وقديسات بكوا، بسبب هذا الفراق، ومن بين هذه الأمثلة: *بكاء أبينا إبراهيم على سارة. وفى ذلك يقول الكتاب بعد موت سارة "فأتي إبراهيم ليندب سارة ويبكى عليها" (تك 23: 2) *كذلك قيل عن مريم أخت لعازر، بعد موته: إنها ذهبت إلى القبر لتبكى هناك" (يو 11: 31) *قد بكت مريم المجدلية عند قبر السيد المسيح. وقيل عنها "أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكى" (يو 20: 11). حتى أن الملاكين قالا "يا امرأة، لماذا تبكين؟". ونفس العبارة قالها لها السيد المسيح (يو 20: 13، 15) *وكانت أرملة نايين تبكى على ابنها الميت. "فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها لا تبكى" (لو 7: 13). *بل أن الشعب كله، بكى، لما قال لهم القديس بولس: لا ترون وجهى بعد.. وهكذا يقول سفر أعمال الرسل "وكان بكاء عظيم من الجميع، ووقعوا على عنق بولس يقبلونه، متوجعين ولاسيما من الكلمة التي قالها إنهم لن يروا وجهه أيضا" (أع 20: 37، 38). لكل هذا أنا أتعجب من بعض الآباء الكهنة أو الشمامسة أو الأراخنة، الذين ينتهرون النساء بعنف، حينما يبكون في جناز!! هذا البكاء شيء طبيعي، ومشاعر إنسانية من الصعب كتمانها.. إنما ينبغي أن يكون في حدود المعقول، ولا يتحول إلى صراخ مستمر يعطل الصلاة في الكنيسة. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع التأثر وتبدو هذه واضحة جدًا، في لقاء يوسف الصديق باخوته وبابيه، بعد سنوات من الفراق. *حينما سمع يوسف اخوته يقولون بعضهم لبعض "حقًا إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع".. يقول الكتاب عن يوسف "فتحول عنهم وبكى" (تك 42: 24). *وأيضا ً حينما أعلن نفسه لهم، يقول الكتاب عنه إنه "صرخ: أخرجوا كل إنسان عنى. فلم يقف أحد عنده حين عرف يوسف اخوته بنفسه. فاطلق صوته بالبكاء.. وقال يوسف لأخوته: أنا يوسف. أحي أبى بعد؟" (تك 45: 1 – 3). *وكذلك حينما التقى بأخيه بنيامين، يقول الكتاب: "ثم وقع على عنق بنيامين أخيه وبكى. وبكى بنيامين على عنقه. وقبل جميع اخوته وبكى عليهم" (تك 45: 14، 15). *وبنفس التأثر، وبنفس البكاء، كان لقاء يوسف الصديق مع أبيه يعقوب.يقول الكتاب في ذلك "فشد يوسف مركبته، وصعد لاستقبال إسرائيل ابيه، إلى جاسان". "ولما ظهر له، وقع على عنقه، وبكى على عنقه زمانًا" (تك 46: 29). إنما مشاعر إنسانية حساسة. *ولعلنا على نفس القياس الإنسانى. نذكر لقاء يعقوب بابنة خاله راحيل. يقول الكتاب في ذلك "وقبل يعقوب راحيل، ورفع صوته وبكى. وأخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها، وأنه إبن رفقة" (تك 29: 11، 12). لقد تأثر أن الرب قد وفقه إلى بيت خاله، وأنه رأى إبنة خاله أمامه بتدبير إلهي. فرفع صوته وبكى.. إنها مشاعر إنسانية. يمكن بها أن يبكى الإنسان تأثرا في حالة اللقاء، كما أيضا في حالة الفراق.. |
||||
30 - 01 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع المشاركة وهى دموع لأجل الآخرين، أو مع الآخرين، وعنها يقول الرسول:".. بكاء مع الباكين" (رو12: 15). ولهذا النوع أيضًا أمثله عديدة في الكتاب المقدس، منها قول القديس يوحنا الإنجيلى: *"وكان كثيرون من اليهود قد جاءوا إلى مرثا ومريم ليعزوهما عن أخيهما" (يو 11:19) ولعل ابرع وأعمق ما قيل في هذه المناسبة: "فلما رآها – أى مريم – تبكى، واليهود الذين جاءوا معها يبكون".. * "بكى يسوع" (يو11: 35). * ولعل من الأمثلة الأخرى في هذا المجال بكاء بنات أورشليم، لما رأين السيد المسيح يساق إلى الصلب، إذ "تبعه جمهور كثير من الشعب، والنساء أيضا اللواتى كن يلطمن ايضًا وينحن علية (لو 23: 27) * "بكى يسوع" (يو 11: 35). *ولعل من الأمثلة الأخرى في هذا المجال بكاء بنات أورشليم، لما رأين السيد المسيح يساق إلى الصلب، إذ "تبعه جمهور كثير من الشعب، والنساء أيضًا اللواتى كن يلطمن أيضًا وينحن عليه (لو 23: 27). *من الأمثلة أيضا بكاء الأمهات على أبنائهن في أية ضيقة. فلما فرغ الماء من هاجر وابنها، طرحت الولد تحت احدى الأشجار، ومضت وجلست مقابله بعيدًا.. وقالت لا انظر موت الولد.. ورفعت صوتها وبكت (تك 22: 15، 16). |
||||
30 - 01 - 2014, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
دموع الفرح ومن أمثلة ذلك، بكاء الشعب عند إعادة بناء الهيكل بعد السبى، في أيام زربابل. ويقول في ذلك سفر عزرا الكاهن: "وكثيرون من الكهنة واللاويين ورؤوس الأباء الشيوخ، الذين راوا البيت الأول، بكوا بصوت عظيم عند تأسيس هذا البيت أمام أعينهم. وكثيرون كانوا يرفعون أصواتهم بالهتاف بفرح. ولم يكن الشعب يميز هتاف الفرح من صوت بكاء الشعب" (عز 3:12:13). |
||||
|