منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 06 - 2012, 04:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

سبعة | سابع


ويرمز العدد سبعة في الكتاب المقدس إلى التمام والكمال، فعدد أيام الأسبوع سبعة (تكوين 2: 2) وحذر الله نوحًا قبل الطوفان، ثم قبل نزول المطر بسبعة أيام وعندما أرسل نوح الغراب والحمامة كان ذلك بعد سبعة أيام (تكوين 7: 4 و 8: 10 و 12) وكان عدد الحيوانات الطاهرة التي دخلت الفلك سبعة (تكوين 7: 2) والعاصفة التي جاءت بعد الطوفان ضُبطت في آخر اليوم السادس، وأول يوم أشرق بالصحو كان اليوم السابع، وكذا كان السابع هو الذي استقر فيه الفلك وقُدمّت فيه ذبائح الشكر. وفي حلم فرعون الذي فسَّره يوسف كان عدد البقرات والسنابل سبعة (تكوين 41: 2-7) وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة، وبالسنة السابعة، وكانت سنة اليوبيل سبع سنين سبع مرات، وكانت أعياد الفطير والمظال سبعة أيام وكانت الذبائح فيها سبعة, وكان الدم يرش على المذبح في يوم الكفارة سبع مرات (لاويين 16: 14 و 19) وكانت المنارة ذات سبع فروع, وطاف الكهنة حول أسوار أريحا يضربون بسبعة أبواق, وفي اليوم السابع طافوا سبع مرات, وكتب يوحنا الرائي في سفر الرؤيا إلى سبع كنائس, ورأى سبع منائر وسبعة أرواح وسبعة ختوم وسبعة أبواق وسبعة رعود وسبع جامات وسبع ضربات. وبالاختصار ورد ذكر السبعات أكثر من ست مئة مرة في الكتاب المقدس.


قاموس الكتاب المقدس


رقم 7 سبعة باللغة العربية


وكان البابليون الساميون يطلقون كلمة واحدة على العدد سبعة وعلى كلمة "كل", كما كان العدد سبعة تعبيرًا عن أ'ظم قوة وعن كمال العدد.
أما عن مضاعفات السبعة فلها نصيب مهم: فالعدد 14 مهم في حساب عيد الفصح (خروج 12: 6 و 16) والعدد 49 كان يحدّد اليوبيل ويوم الخمسين وحلول الروح القدس, والعدد 70 كان يشير إلى عدد كبير من الجمهور (خروج 1: 5 و 24: 1 قضاة 1: 7) والعدد 77 كان يظهر الفخامة, ويظهر في كلمات لأمك (تكوين 4: 24) وفي عظمة التقدمات (عزرا 8: 35) أما سبعين مرة سبع مرات فيشير إلى الدوام (متى 18: 22) والعدد سبعة آلاف فقد أشار إلى عظمة العدد أيضاَ (1 ملوك 19: 18 ورومية 11: 4).
أما نصف العدد سبعة فكان يشير إلى الضيق وهو نصف الكمال (رؤيا 11: 11 ودانيال 7: 25).
قاموس الكتاب المقدس
إن العدد "سبعة" من أبرز الأعداد في الكتاب المقدس وأبعدها دلالة . ويرد نحو ستمائة مرة في الكتاب المقدس . وللرقم دلالته العددية أساسًا ، ولكنه لا يخلو في غالبية الأحوال من معنى رمزى . وهناك أدلة واضحة في الكتابات المسمارية على أن البابليين كانوا يعتربونه عدد الكمال . بل إن السومريين – الذين أخذ عنهم البابليون – كانوا يستخدمون العدد "سبعة" مرادفًا لكلمة "الكل" . وكانت الأبراج البابلية المكونة من سبعة طوابق ، تمثل الكون . كما كانوا يستخدمون العدد "سبعة" تعبيرًا عن أكبر قوة وأعظم قدرة . وهكذا وجد طريقه إلى المجال الديني ، ربما منذ منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد ، فكانت العبارة "سبعة آلهة" تعني "جميع الآلهة" ويظن البعض أن ذلك كان مرتبطًا بآلهة السبعة الكواكب التي كانوا يعرفونها . ولو أن البعض الآخر يقولون إن هذا العدد "قد اكتسب معناه الرمزي قبل ذلك بكثير ، فقد كان ذلك مألوفًا عند البابليين والأمم المحيطة بهم ، بل وفي الهند والصين ، وبين الكلت والجرمان. فلا بد أن ذلك نشأ عن حقيقة واقعة ، كانت موضع مشاهدة الجميع ، ولعلها أوجه القمر الأربعة ، التي يستغرق كل منها سبعة أيام تقريبًا . ويمكننا أن نتأمل في مدلول هذا الرقم – في الكتاب المقدس – من أربعة وجوه :

( 1 ) العدد "سبعة" في الطقوس: فالعدد "سبعة" يلعب دورًا بارزًا في الكثير من طقوس العبادة والتطهير حسب الشريعة ، فكان اليوم السابع مقدسًا (تك 2 : 3) ، وكانت هناك سبعة أيام الفطير (خر 34 : 18 إلخ) ، وسبعة أيام عيد المظال (لا 23 : 34) ، والسنة السابعة ، سنة الإبراء (خر 21 : 2 ، تث 15 : 1) وقد بنى بالاق ملك موآب سبعة مذابح ثلاث مرات ، وذبح في كل مرة سبعة ثيران وسبعة كباش (عد 23 : 1 و 14 و 29 ) . وأمرت الشريعة بتقديم سبعة حملان في الكثير من الأعياد (عد 28 : 11 و 19 و 27 ... إلخ) كما كان هارون ينضح الدم سبع مرات في يوم الكفارة في دفعتين (لا 16 : 14 و 19 ) كما يتكرر العدد سبعة في عملية تطهير الأبرص وتطهير بيته (انظر لا 13 : 4 و 21 و 27 و 31 و 50 ، 14 : 7 و 16 و 27 و 51 ) وقد أمر أليشع النبي نعمان السرياني أن يغتسل في نهر الأردن سبع مرات فيطهر (2مل 5 : 10) وفي حالة الولادة تكون الأم نجسة سبعة أيام (لا 12 : 2) ، وفي اليوم التالي للسابع (أي في اليوم الثامن) يُختن الولد (لا 12 : 3) وكان يجب أن يكون الحيوان الطاهر سبعة أيام مع أمه قبل تقديمه ذبيحة للرب (خر 22 : 30 ، لا 22 : 27) ، كما تتكرر مدة "سبعة أيام" ثلاث مرات في عملية تقديس الكهنة (خر 29 : 30 و 35 و 37 ) كما يتكرر العدد سبعة فيما يتعلق بخيمة الشهادة وأوانيها ، فكان للمنارة سبعة سرج (عد 8 : 2 ، زك4 : 2) ، وغير ذلك كثير.

( 2 ) العدد "سبعة" واستخدامه تاريخيًا : يرد العدد "سبعة" كثيرًا في الأحداث التاريخية ، سنذكر البعض من أهمها ، مثل خدمة يعقوب سبع سنوات مرتين لأجل راحيل (تك 29 : 20 و 27 ) وسجد يعقوب لأخيه عيسو سبع مرات (تك 33 : 3) وهناك سبع سنوات الشبع ، وسبع سنوات الجوع ، والسبع البقرات ، والسبع السنابل (تك 41) ، وسبع بنات يثرون (خر 2 : 16) ، وسبعة أيام الوليمة عند زواج شمشون (قض 14 : 12) ، وسبعة الأوتار التى أُوثق بها ، وسبع خصل رأسه (قض 16 : 7 و 19 ) وأبناء يسى السبعة (1صم 16 : 10) ، وأبناء شاول السبعة (2صم 21 : 6) ، وأبناء أيوب السبعة (أيوب 1 : 2 ، 42 : 13).

ودار الكهنة السبعة ومعهم سبعة أبواق الهتاف ، حول أسوار أريحا سبعة أيام ، وفي اليوم السابع داروا سبع مرات (يش 6 : 8-16) وصعد غلام إيليا إلى قمة جبل الكرمل سبع مرات (1مل 18 : 43) وعطس ابن المرأة الشونمية سبع مرات قام بعدها حيًا (2مل 4 : 35) وأمر نبوخذ نصر ملك بابل بأن يُحَمى الأتون "سبعة أضعاف أكثر مما كان معتادًا أن يحمى" (دانيال 3 : 19) وطُرد نبوخذ نصر من بين الناس لإصابته بالجنون ، سبعة أزمنة (دانيال 4 : 16 و 23 و 25 و 32 ) وعاشت حنة النبية سبع سنين مع زوجها (لو 2 : 36) وأشبع الرب أربعة آلالاف بسبع خبزات ، ثم رفعوا سبعة سلال من الكسر (مت 15 : 34-37) وفى المسألة التي قدمها الصدوقيون للرب بخصوص القيامة ، ذكروا سبعة إخوة (مت 22 : 25) وأخرج الرب سبعة شياطين من مريم المجدلية (مرقس 16 : 9 ، لو 8 : 2) وأقام الرسل فى الكنيسة في أورشليم سبعة رجال للخدمة (أع 6 : 3) ، وكان لسكاوا سبعة أبناء (أع 19 : 14).

وفى الكثير من هذه المواضع يحب أن نأخذ العدد بمعناه الحرفي ، ولكنه مع ذلك لا يخلو من معنى رمزي.

( 3 ) العدد "سبعة" واستخدامه للدلالة على الكثرة : كثيرًا ما يستخدم العدد "سبعة" للدلالة على الكثرة أو الشدة .
ويبدو هذا صريحًا في بعض الأحيان ومضمرًا في أحيان أخري.

(أ‌)فنراه واضحًا مثلًا في الانتقام لقايين "سبعة أضعاف" (تك 4 : 15) ، والهروب في "سبع طرق" (تث 28 : 7 و 25 ) ، والنجاة من سبع شدائد (أيوب 5 : 19) ، وتسبيح الرب سبع مرات في النهار (مز 119 : 164) ، و "سبع رجاسات" (أم 26 : 25 ، انظر أيضًا أم 6 : 16) ، "وكلام الرب نقي كفضة مصفاة .. ممحوصة سبع مرات" (مز 12 : 6) ، وكما في : إن أخطأ إليك أخوك .. سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات تائبًا فاغفر له" (لو 17 : 3 و 4 - انظر أيضًا مت 18 : 21) ، وسبعة أرواح شريرة (مت 12 : 45 ، لو 11 : 26 – انظر أيضًا راعوث 4 : 15 ، 1صم 2 : 5 ، مز 79 : 12).

(ب‌) ونراه مضمرًا في تكرار عبارة "صوت الرب" سبع مرات في المزمور التاسع والعشرين ، مما جعل البعض يطلقون عليه "مزمور الرعود السبعة" والأوصاف السبعة لروح الرب (إش 11 : 2) وفي كلتا الحالتين لم يذكر هذا العدد عفوًا ، بل ليشير إلى الكمال المطلق.

ونجد في العهد الجديد الطلبات السبع في الصلاة الربانية (مت 6 : 9-13) ، والأمثال السبعة لملكوت السموات (مت 13) ، والويلات السبعة للفريسيين (مت 23 : 13 و 15 و 16 و 23 و 25 و 27 و 29 ) وأيضًا سبع مرات يقول الرب يسوع المسيح : "أنا هو" في إنجيل يوحنا (يو 6 : 35 ، 8 : 12 ، 10 : 7 و 11 ، 11 : 25 ، 14 : 6 ، 15 : 1) والتلاميذ السبعة على بحيرة طبرية (يو 21 : 2) ويتكرر العدد "سبعة" كثيرًا أيضًا في الرسائل ، فهناك سبعة أنواع من الشدائد (رو 8 : 35) ، وسبع مواهب من الروح القدس (رومية 12 : 6-9) ، وسبع صفات للحكمة التي من فوق (يع 3 : 17) ، وسبع فضائل يجب أن تتوفر في الإيمان (2بط 1 : 5-7) ، وهناك سبعة أشياء في تسبيحتي الشكر والتعظيم للرب (رؤ 5 : 12 ، 7 : 12) ، وسبع فئات من الناس سيحاولون إخفاء أنفسهم من وجه الجالس على العرش (رؤ 6 : 15 و 16 ).

(1) العدد "سبعة" في سفر الرؤيا : يتكرر العدد "سبعة" في سفر الرؤيا بصورة تستلفت النظر ، فنقرأ عن السبع الكنائس : (1 : 4 .. إلخ) ، والسبع المناير الذهبية (1 : 12 .. إلخ) ، والسبعة الكواكب (1 : 16 و 20 ) ، والسبعة الملائكة (1 : 20) ، سبعة مصابيح من نار (4 : 5) ، والسبعة الأرواح (1 : 4 ، 3 : 1 ، 4 : 5) وللسفر سبعة ختوم (5 : 1) ، وخروف قائم له سبعة قرون وسبع أعين (5 : 6) ، وسبعة ملائكة معهم سبعة أبواق (8 : 2) ، وسبعة رعود (10 : 3) ، ووحش له سبعة رؤوس (13 : 1) ، وسبعة ملائكة معهم السبع الضربات الأخيرة ( 15 : 1 ) ، وسبعة جامات ذهبية مملوءة من غضب الله (15 : 7) ، ووحش قرمزى له سبعة رؤوس التي هى سبعة جبال ، وسبعة ملوك (17 : 3 و 9 و 10 ).

وتمتد أهمية العدد "سبعة" إلى العدد "أربعة عشر" (7×2) . فيستخدم العدد "14" رمزيًا فى بعض الحالات ، فكان اليوم الرابع عشر من الشهر هو عيد الفصح (خر 12 : 6 و 16... إلخ) كما كان يقدم أربعة عشر خروفًا في كل يوم من الأيام السبعة لعيد المظال (عد 29 : 13 و 15 ).

كما نلاحظ أن عدد الأجيال من إبراهيم إلى المسيح ، قسمت إلى ثلاثة أقسام كل منها أربعة عشر جيلًا (مت 1 : 17) ، وواضح أن ذلك كان لهدف معين (ولكن لا يبدو أن هناك قصدًا معينًا في أع 27 : 27 ، 2كو 12 : 2، غل 2 : 1) ويجب أن نذكر أن العدد "أربعة عشر" في العبرية والعربية واليونانية ، ويتكون من عددين هما "أربعة" و "عشرة" ولكل منهما مدلوله.

ثم نجد العدد "7×7" في عبارة "سبعة أسابيع" يذكر مرتين في سفر اللاويين (23 : 15 ، 25 : 8).

كما كان العدد "سبعون" (7×10) يستخدم للدلالة على عدد كبير من الناس ، في مواضع كثيرة في العهد القديم : "فجميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون" (تك 46 : 27 ، خر 1 : 5 ، تث 10 : 22) وكان شيوخ إسرائيل "سبعون" (خر 24 : 1 و 9 ، عد 11 : 16 و 24 و 25 ) ، وسبعون ملكًا قطع أدوني بازق أباهم أيديهم وأرجلهم (قض 1 : 7) ، وسبعون ابنًا لجدعون (قض 8 : 30 ، 9 : 2) ، وسبعون ابنًا وحفيدًا لعبدون يركبون على سبعين جحشًا (قض 12 : 14) ، وسبعون ابنًا لأخآب (2مل 10 : 1 و 6 و 7 ) ورأى حزقيال سبعين رجلًا يتعبدون للأوثان (حز 8 : 11).

كما يستخدم العدد "سبعون" للدلالة على الزمن ، فقد بكى المصريون على يعقوب سبعين يومًا (تك 50 : 3) وتنبأ إشعياء عن أن صور ستُنسى سبعين سنة (إش 23 : 15 و 17 ) وتنبأ إرميا بأن شعب إسرائيل سيسبَى سبعين سنة ( إرميا 25 : 11 و 12 - انظر دانيال 9 : 2 ، زك 1 : 12 ، 7 : 5) وتبنأ دانيال بأن سبعين أسبوعًا قضيت على شعبه (دانيال 9 : 24) ويقول موسى إن أيام الإنسان هى سبعون سنة (مز 90 : 10).

كما وجد بنو إسرائيل سبعين نخلة في إيليم (خر 15 : 27 ، عد 33 : 9) وقدموا في أيام حزقيا الملك من المحرقات سبعين ثورًا (2أخ 29 : 32) وقدم كل واحد من رؤوس الأسباط منضحة من فضة وزنها سبعون شاقلًا (عد 7 : 13 .. إلخ).

ونقرأ في العهد الجديد عن سبعين تلميذًا ( لو 10 : 1 و 17 ) وكان اليهود يعتقدون أن هناك سبعين أمة غيرهم يتكلمون سبعين لغة ، تحت رعاية سبعين ملاكًا . ولعلهم بنوا ذلك على ما جاء في الأصحاح العاشر من سفر التكوين . وكان أعضاء السنهدريم اليهودي نحو سبعين شيخًا . وتنسب الترجمة السبعينية إلى سبعين شيخًا قاموا بترجمتها (والأرجح أنهم كانوا اثنين وسبعين) . ولابد أن هذه الأهمية للعدد سبعين ترجع إلى أنه حاصل ضرب 7×10.

ويرد العدد "77" ثلاث مرات ، مرة في حديث لامك : "إنه ينتقم لقايين سبعة أضعاف . وأما للامك فسبعة وسبعين" (تك 4 : 24) والمرة الثانية في تحديد عدد شيوخ سكوت (قض 8 : 24) والمرة الثالثة في تحديد عدد الخراف التي قربها بنو إسرائيل محرقات لإله إسرائيل (عز 8 : 35).

وهناك العدد "7 × 70" ، إذ يسأل بطرس الرب : "كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له ، هل إلي سبع مرات؟" فيقول الرب يسوع : "لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات" (مت 18 : 24) والمعنى الواضح هو أن يكون على استعداد للغفران على الدوام.

كما نجد العدد "7.000" (7 × 1000) في سفر الملوك الأول (19 : 18 ، انظر أيضًا رومية 11 : 4) عن عدد الذين لم يحنوا ركبة لبعل في أيام إيليا ، وهو يدل على الكثرة الكاثرة.

كما يبدو أن لنصف العدد "7" أهمية خاصة (انظر دانيال 7 : 25 ، 9 : 27 ، لو 4 : 25 ، يع 5 : 17 ، رؤ 11 : 2 ، 13 : 5).
* ومن التأملات الروحية حول أن هذا الرقم هو رقم الكمال، فإن 7 = 3+4، أي أن الكمال يمكن لأن الأرض تتحد باتجاهاتها الأربعة، من خلال الثالوث القدوس (الآب والابن والروح القدس).
قديم 12 - 06 - 2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

أُسْبُوع


الكلمة العبرية هي "شَبُوَع" وهي من أصل معناه سبعة وقد استخدم العبرانيون تقسيم الوقت إلى أسابيع في عصر مبكر جدًا في تاريخهم فالخلق تمّ في أسبوع من سبعة أيام (تك 1: 1- 2: 3) وكذلك ورد ذكر الأسبوع كثيرًا في قصة الطوفان (تك 8: 8و10و12). وكانت حفلات الزواج تستغرق سبعة أيام (تك 29: 27و28). وكانت المآتم كذلك تقام لمدة سبعة أيام (تك 50: 10). وكان الأسبوع ذا أهمية بالغة في الشريعة العبرية الطقسية (خروج 12: 15و13: 6و7و22: 30و29: 30و35و37 ولاويين 12: 2و13: 5و14: 8 الخ) ولم يطلق العبرانيون أسماء على أيام الأسبوع فيما عدا اليوم السابع الذي أطلقوا عليه اسم السبت (انظر سَبْت).
وكان العبرانيون يقدسون مدة من الزمن تقسم إلى سبعات من السنين وتختتم بالسنة التي هي سبت السنين (لاويين 25: 3و4) ويعتقد أغلب العلماء أن الكلمة أسبوع المستعملة في دانيال 9: 24- 27 تعني مدة من سبع سنوات.
أما الكلمة اليونانية في العهد الجديد فهي كلمة "سبّاتون" وهي كما هو واضح مشتقة من "سَبْت" وتعني مدة الزمن الممتدة من سبت إلى السبت الآخر (مت 28: 1) وفي القرن الأول الميلادي كان العبرانيون يطلقون أسماء الأعداد على أيام الأسبوع كأول الأسبوع وما شابه ذلك (مت 28: 1وأعمال 20: 7) وكانوا أحيانًا يلقبون اليوم السابق ليوم السبت بيوم الاستعداد (مر 15: 42).
وقد سار البابليون أيضًا على اعتبار الأسبوع وحدة الزمن عندهم، وذلك على حسابهم الزمن لبعض فروضهم وطقوسهم الدينية. وتشير قصة الطوفان عند البابليين عدة مرات إلى دورة من الزمن قوامها سبعة أيام، كما ورد في قصة الطوفان في العهد القديم. أما المصريون فكانوا يحسبون الدورة عشرة أيام. وقد قسم اليونان الشهر إلى ثلاثة أقسام. أما الرومان فكانت دورة الزمن عندهم ثمانية أيام ولكنهم في القرن الثاني الميلادي أخذوا باستخدام أسبوع مكوَّن من سبعة أيام.
قاموس الكتاب المقدس
يظهر تقسيم الزمن إلى أسابيع في الكتب المقدسة في صلته بتجديد يوم السبت (تكوين 2: 1 - 3), وقد اعتاد السوريون أن يحتفلوا بالزواج أسبوعًا (تكوين 29: 27 و 28). وهكذا كانت مدة الجنازة (تكوين 50: 10 و 1 صموئيل 31: 13) فقد كان أسبوع السبعة أيام وحدة لقياس الزمن.
ولم يكن العبرانيون يعرفون أيام الأسبوع بأسماء خاصة, إلا يوم السبت, ويوم الجمعة الذي كانوا يطلقون عليه يوم الاستعداد (مرقس 15: 42) وكانوا يطلقون على الأيام أعدادًا, كاليوم الأول والثاني وهكذا (متى 28: 1).
ولم تكن كل الشعوب تقسم الزمن إلى سبعة أيام, فقد قسمه الرومان إلى ثمانية, وقسم المصريون الشهر إلى ثلاثة أقسام, كل منها عشرة أيام, وذلك قبل بناء الأهرام.
ولم تتسّم الأيام بأسماء إلا في وقت متأخر في أيام الرومان الذين أطلقوا على كل يوم من أيام الأسبوع السبعة اسم كوكب من كواكب السماء.
 
قديم 12 - 06 - 2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

سابق


وردت في عبرانيين 6: 20 ويُراد بها المسيح الذي دخل سابقًا المجد لأجلنا, إلى حضرة الله, إلى ما وراء الحجاب. والسابق هو من يذهب ليجهز المكان أولًا, أو ليقود إليه.
والسابق في ثمر التين هو الباكورة (1 كورنثوس 15: 20 و 23).
كما أن السابق هو من يسبق الحصان أو العربة لتهيئة الطريق أمام عظيمٍ (استير 6: 9).
 
قديم 12 - 06 - 2012, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

سَبْكاي


اسم عبراني ربما كان معناه, "غابة يهوه" وهو أحد أبطال الملك داود المعدودين, ويُطلق عليه اسم مبوناي (2 صموئيل 23: 27) وهو الذي قتل سأف أو سفاي الذي هو أحد أولاد رافا (2 صموئيل 21: 18 و 1 أخبار 11: 29).
 
قديم 12 - 06 - 2012, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

سَبْمَة | سِبْمَة


إحدى مدن الرعي التي وقعت في قرعة رأوبين وجاد (عدد 32: 38) وفي يشوع 13: 9 وردت سِبْمة, ولا ندري كيف استرجعها موآب بعد مدة. وقد كانت مشهورة بكرومها (أشعياء 16: 8 و 9) ويقول جيروم أنها واقعة على مسافة نصف ميل من حشبون, وقد تكون هي سومية الحالية التي تقع على الجانب الغربي من وادي حسبان, على بعد ميلين من حسبان, ولازالت آثار معاصر العنب الحجرية القديمة باقية فيها إلى اليوم. وورد اسم هذه المدينة بصورة "سام" أو "شباء" في عدد 32: 3.
 
قديم 12 - 06 - 2012, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

السَبي


السبي هو حالة الوجود تحت عبودية الأسر, على الأخص في أرض غريبة, وقد اعتاد الكلدانيون أن ينقلوا أهل البلاد التي يفتحونها إلى بلاد أخرى حتى يفقدوا حماسهم الوطني, بعيدًا عن ذكريات الوطن.

ويذكر الكتاب المقدس سببين هامين وقعًا للعبرانيين بسبب الخطيئة والبعد عن الله:
السبي الأول سبي الأسباط العشرة أو مملكة إسرائيل الشمالية:-

ففي عام 842 ق.م. كان ياهو يؤدي الجزية إلى شلمنأَصر ملك آشور, وأثناء حكم تغلث فلاسر (746 - 728 ق.م) بدأ الآشوريون يسبون سكان الأرض. وفي أثناء حكم فقح سبي سبط نفتالي (2 ملوك 15: 29) ثم سبي بقية السكان من الروأبينيين والجاديين ونصف سبط منسى إلى ما بين النهرين (1 أخبار 5: 26) ثم حوصرت مدينة السامرة وسقطت بيد سرجون عام 722 ق.م. وسبي السكان إلى مادي وما بين النهرين (2 ملوك 17: 5 و 6 و 18) أما الباقون في الأرض فقد دفعوا الجزية. وملأ الآشوريين الأرض بغرباء أتوا بهم من بلاد أخرى, فامتلأت الأرض بعبادة أصنام هؤلاء الغرباء.
وبعد أن ردّ الرب سبي الشعب بقي كثيرون من اليهود في الخارج, وكانوا يزورون أورشليم بين آن وآخر (أعمال 2: 8 و 9).

أما السبي الثاني الهام فهو:
سبي يهوذا (سبي بابل):-

وقد سبق أشعياء وتنبأ عن هذا السبي قبل وقوعه بمئة وخمسين عامًا (أشعياء 6: 11 و 12) وتنبأ إرميا أن مدة السبي ستكون سبعين عامًا (25: 1 و 11 و 12).
وقد تم هذا السبي على يد نبوخذناصر في أربع مراحل في عام 605 ق.م 597 ق.م. و587 ق.م. ثم في عام 582 ق.م. (2 أخبار 36: 2 - 7) فأخذ نبوخذ نصر عظماء البلاد ومنهم دانيال ورفاقه, والعمال الفنيين, كما أخذ آنية الهيكل وأخربه بعد ذلك.
وقد وصل اليهود في السبي إلى مراكز محترمة جدًا, فامتلكوا البيوت, وكان لهم الخدم, واشتغلوا بالتجارة (عزرا 2: 65 ودانيال 2: 48 ونحميا 1: 11) وكان كهنتهم يعلمونهم هناك, كما كان حزقيال يتنبأ لهم (عزرا 1: 5 وحزقيال 1: 1) ثم سقطت بابل في عام 539 ق.م. في يد كورش الفارسي, فسمح بعودة اليهود إلى أرضهم, ولكن كثيرين منهم فضلوا البقاء في بابل, فصار اسمهم يهود الشتات.
وعاد بعضهم إلى أرض آبائهم تحت قيادة زربابل (عزرا 2: 2) ثم تحت قيادة عزرا (عزرا 7: 1 - 7) ثم تحت قيادة نحميا (نحميا 7: 5 - 66).
 
قديم 12 - 06 - 2012, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

سَبي الأسباط العشرة | سبي مملكة إسرائيل الشمالية


(1) غزوات شلمنأسر الثاني ملك أشور (860-825 ق.م):

تأسست الإمبراطورية الأشورية في نحو سنة ألفين قبل الميلاد، وبدأ أول احتكاك لها بمملكتي إسرائيل ويهوذا في عهد شلمنأسر الثاني، وهو غير شلمنأسر الرابع المذكور في سفر ملوك الثاني (17، 18)، والذي جاء بعد شلمنأسر الثاني بنحو قرن من الزمان. وكان شلمنأسر الثاني – الذي حكم طويلًا – معاصرًا ليهوشافاط ويهورام وأخزيا ويهواش ملوك يهوذا، ولأخآب وأخزيا ويهورام وياهو ملوك إسرائيل، وكذلك لحزائيل وبنهدد الثاني ملوك أرام في دمشق، ولميشع ملك موآب. ومصادر تاريخه هي ما نقشه في أيامه على صخور أرمينية، والمسلة السوداء التي اكتشفها "لايارد" (Layard) في نمرود، والمحفوظة الآن في المتحف البريطاني، والنصوص المحفورة على الأبواب البرونزية في "بالاوات" والتي اكتشفها "هورموزد رسَّام" في 1878م، ورأى فيها الأبواب الدوارة في قصر شلمنأسر. ونعلم من كل هذه المصادر أنه واجه في السنة السادسة من ملكه، قوات دمشق وحماة وإسرائيل وغيرها، التي تحالفت معًا لمقاومة تقدمه غربًا، ولكنه استأصل هذه القوات تمامًا في موقعه "قرقر" (854 ق.م) وكان هذا الخطر الكاسح قد دفع سورية وإسرائيل إلى التحالف، وهو ما تؤيده القصة الكتابية عن عقد معاهدة بينهما، شجبها نبي الله (1مل 20: 34-43)، أقاموا بعدها ثلاث سنين بدون حرب بين أرام وإسرائيل (1مل 22: 1) ولكن يبدو أن الهزيمة النكراء التي أوقعها بهم شلمنأسر قد قضت على هذا التحالف، لأننا – بعد ذلك – نجد أخآب يتحالف مع يهوشافاط ملك يهوذا – في محاولة فاشلة – لاسترداد مدينة راموت جلعاد من أرام بعد أن أصابتهما الهزيمة، ولكن تلك المحاولة انتهت بقتل أخآب (1مل 22) وفي غزوة أخرى للغرب – لم يسجل الكتاب المقدس عنها شيئًا – أخذ شلمنأسر الجزية من صور وصيدون، ومن "ياهو ملك أرض عمري" – كما كان يطلق على إسرائيل في الآثار الأشورية.

(2) وكان الملك الأشوري التالي الذي زحف بجيوشه إلى الغرب هو "رمّون نيراري" (810-781 ق.م) حفيد شلمنأسر الثاني.

ومع أنه لم يذكر بالاسم في الكتاب المقدس، إلا أننا نلمس وجوده ونفوذه في الأحداث المدونة في سفر الملوك الثاني، فقد كان هو الذي جعل أرام ترخي قبضتها عن إسرائيل في أيام يهوآحاز. فقد فضل شعب إسرائيل أن يخضعوا – اسميًا – لسيادة ملك بعيد في نينوى، عن الخضوع لملك قريب في دمشق يسومهم الاضطهاد. وكان "رمّون نيراري" هو المخلص الذي أعطاه الرب لإسرائيل "فخرجوا من تحت يد الأراميين" (2مل13: 5 و23).

(3) تغلث فلاسر الثالث (745-726 ق.م):

بموت رمّون نيراري في 781 ق.م ضعفت شوكة أشور وقتيًا، وفي نفس الوقت بلغت مملكة يهوذا في أيام عزيا الملك، ومملكة إسرائيل في أيام يربعام الثاني، أوج قوتهما. وفي 745ق.م اغتصب "فول" عرش أشور وحكم باسم تغلث فلاسر الثالث، ويذكر باسمه "فول" في الكتاب المقدس (2مل15: 19، 1أخ5: 26)، ولكنه يُذكر باسمه الثاني "تغلث فلاسر الثالث" على الآثار الأشورية، وأصبح من المؤكد الآن لدى المؤرخين أن الاسمين لشخص واحد.
وكان تغلث فلاسر الثالث من أعظم الملوك في التاريخ، فكان أول من حاول تكوين إمبراطورية على النمط الذي عرفه العالم بقيام الإمبراطورية الرومانية، فلم يكتف بالحصول على الجزية من الملوك والولاة الذين هزمهم، بل أصبحت الأقطار التي غزاها، ولايات في إمبراطوريته عليها مرازبة (ولاة) أشوريون يجمعون الجزية للخزينة الإمبراطورية. ولم يلبث طويلًا بعد اعتلائه العرش، حتى وجه نظره نحو الغرب وبعد حصاره لأرفاد - إلى الشمال من حلب – اجتاحت جحافله سورية. وسار على النهج الأشوري في إجلاء الشعوب المغلوبة، وإحلال غيرهم محلهم. وليس من السهل الجزم بالسبب الذي جعل تغلث فلاسر يحجم عن التحرش بيهوذا. وفي غزوة تالية، وضع منحيم ملك إسرائيل وغيره من الملوك تحت الجزية وهو ما نجده مسجلًا بالتفصيل في سفر الملوك الثاني: "فجاء فول ملك أشور على الأرض فأعطى منحيم لفول ألف وزنة من الفضة لتكون يداه معه، ليثبت المملكة في يده. ووضع منحيم الفضة على إسرائيل على جميع جبابرة البأس ليدفع لملك أشور خمسين شاقل فضة عن كل رجل. فرجع ملك أشور ولم يقم في الأرض" (2مل15: 19 و20).
"وفى أيام فقح (بن رمليا) ملك إسرائيل جاء تغلث فلاسر (وهو نفسه فول) ملك أشور" واستولى على الأجزاء الشمالية من إسرائيل وسبى الشعب إلى أشور (2مل15: 29).
ونقرأ بعد ذلك كيف أن آحاز ملك يهوذا استنجد بالأشوريين لينصروه ضد "ذنبي هاتين الشعلتين المدخنتين" رصين ملك أرام وفقح بن رمليا (إش7: 4) ولكي يضمن معونة الأشوريين "أخذ آحاز الفضة والذهب الموجود في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك أشور هدية" (2مل16: 8) وكان تغلث فلاسر في ذلك الوقت يُعد لحملة جديدة على الغرب، فاجتاح بقواته سورية والأراضي المتاخمة حتى وصل إلى غزة. وفي طريق عودته استولى على السامرة دون أن يدمرها إلى الأرض، وكان الشعب قد اغتال فقح، فأقام الملك الأشوري هوشع، قائد المؤامرة، ملكًا عوضًا عن فقح، تحب سيادة أشور.

(4) شلمنأسر الرابع (727-722 ق.م):

مات تغلث فلاسر الثالث في 727 ق.م وخلفه شلمنأسر الرابع، الذي حكم مدة قصيرة ولم تصل إلينا حولياته، ولكننا نقرأ في سفر الملوك الثاني (17، 18) أن هوشع ملك إسرائيل - اعتمادًا على ملك مصر – ظن أن موت تغلث فلاسر فرصة طيبة لإعلان الاستقلال، ولكنها كانت محاولة فاشلة إذ كانت مملكة إسرائيل قد أوشكت على النهاية. فقد كان الشعب قد استسلم للمظالم والشرور التي وبخهم عليها النبيان هوشع وعاموس فقد تنبأ هوشع بشكل خاص عن انحلال إسرائيل وسقوطها، قائلًا: "السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء، وتُخرب شوامخ آون خطية إسرائيل. يطلع الشوك والحسك على مذابحهم ويقولون للجبال غطينا وللتلال اسقطي علينا" (هو10: 7 و8 – انظر أيضًا عددي 14 و15) ولم تكن نبوات إشعياء وميخا – عن المصير الذي ينتظر السامرة – بأقل صرامة: "ويل لإكليل فخر سكارى أفرايم، وللزهر الذابل جمال بهائه الذي على رأس وادي سمائن المضروبين بالخمر" (إش28: 1)، "كل هذا من أجل إثم يعقوب ومن أجل خطية بيت إسرائيل. ما هو ذنب يعقوب ؟ أليس هو السامرة ؟.. فأجعل السامرة خربة في البرية مغارس للكروم" (ميخا 1: 5 و6) ولم تأت للملك هوشع معونة من مصر، فوقف وحيدًا في مواجهة قوات عاتية، أسرته خارج السامرة، والأرجح أُنه أخذ أسيرًا إلى نينوى، واجتاحت الجيوش الغازية البلاد وعاثوا فيها فسادًا، كما سبق أن أعلن الأنبياء.

(5) سرجون يستولى على السامرة:

وبعد مقاومة عنيفة من المدافعين عن المدينة "زال الحصن من أفرايم" (إش 17: 3) فبعد أن حاصر الأشوريون السامرة ثلاث سنوات، سقطت في أيديهم (2مل17: 5) وقد يخيل إلينا – من رواية الكتاب المقدس – أنها سقطت في يد شلمنأسر، ولكننا نعلم من النقوش الأشورية، أنه قبل استسلام السامرة، كان شلمنأسر قد تنازل عن العرش أو مات، وجلس على عرش أشور سرجون، أحد عظماء ملوك أشور، ولكنه لم يذكر إلا مرة واحدة في الكتاب المقدس (إش 20: 1) ونعلم من النقوش الكثيرة التي خلفها سرجون، والتى اكتشفت في أطلال خورزباد، أنه هو - وليس شلمنأسر - الذي أكمل غزو المملكة المتمردة (إسرائيل) وأجلى سكانها إلى أشور فيقول سرجون في حولياته: "فى بداية حكمي استوليت على مدينة السامرة بمعونة "شماش" (إلهه) الذي ضمن لي النصر.. وأخذت 27.290 أسيرًا من سكانها، كما استوليت على خمسين مركبة ملكية منها.. لقد أعدت الاستيلاء على المدينة، وأسكنت فيها أناسًا من البلاد التي غزوتها بذراعي.. وعينت حاكمًا عليهم وفرضت عليهم الجزية والضرائب كما على الأشوريين". وهذه الحوليات يؤيدها ما جاء في الكتاب المقدس، كما يكمل أحدهما الآخر في هذه النقطة. ويصف المؤرخ الكتابي ما حدث بالقول: "فى السنة التاسعة لهوشع أخذ ملك أشور السامرة وسبى إسرائيل إلى أشور وأسكنهم في حلح وخابور نهر جوازان، وفي مدن مادي.. لأنهم لم يسمعوا لصوت الرب إلههم، بل تجاوزوا عهده وكل ما أمر به موسى عبد الرب فلم يسمعوا ولم يعملوا" (2مل17: 6 و7، 18: 11 و12).

(6) إجلاء سكان السامرة وإحلال غيرهم محلهم:

كما يصف الكتاب المقدس كيف جاء ملك أشور بأقوام من شعوب أخرى وأسكنهم في مدن السامرة: وأتى ملك أشور بقوم من بابل وكوث وعّوا وحماة، وسفروايم، وأسكنهم في مدن السامرة عوضًا عن بني إسرائيل، فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها (2مل17: 24) وتؤيد نقوش سرجون هذه الحقيقة، وهى أنه جاء بغرباء ممن سباهم في حروبه وأسكنهم في السامرة كما يتضح أن ذلك حدث على عدة دفعات. فقد رأينا أن تغلث فلاسر سبق أن أجلى الأسباط الشمالية إلى أشور وأقام عليهم حكامًا من قبله. ونعلم أنه بعد ذلك بزمن، جاء حفيده آسر حدون، ثم ابنه – أشور بانيبال (أسنفر العظيم الشريف) بأناس من الشعوب التي غزاها في الشرق، وأسكنهم في السامرة (عز4: 2 و10) وأمر ملك أشور أن يبعثوا إليهم في بيت إيل بواحد من الكهنة الذين سبق أن سباهم من السامرة، ليعلمهم "قضاء إله الأرض" وقد ذكر عنهم أنهم "كانوا يتقون الرب ويعبدون آلهتهم كعادة الأمم الذين سبوهم من بينهم" (2مل17: 33) والسامريون، الذين نقرأ عنهم في الأناجيل، هم نسل هذا الخليط من اليهود والأمم الذين أسكنهم ملوك أشور في مدن السامرة.

(7) الأسباط العشرة في السبي:

لا يجب أن يتطرق إلى أذهاننا أنه قد تم إجلاء كل سكان المملكة الشمالية (إسرائيل)، إذ لا شك في أنه حدث هنا مثلما حدث عند السبي البابلي، أن "رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين" (2مل25: 12) بل إن الذين تم إجلاؤهم لم يكونوا سوى قسم من الشعب. ولكن المملكة الشمالية – مملكة الأسباط العشرة – كانت قد انتهت وأصبحت مجرد ولاية أشورية، يحكمها وال من قبل ملك أشور. أما عن الجلاء - أي الأسرى الذين نقلوا إلى مدن مادي – فيجب ألا نظن أنهم قد امتصتهم الشعوب الذين استقروا بينهم، بل احتفظوا بتقاليدهم اليهودية وممارساتهم وتماسكهم، وأصبحوا جزءًا من شتات اليهود المنتشرين في كل بلاد الشرق. ومن المحتمل جدًا أنهم اندمجوا – فيما بعد – مع المسبيين من يهوذا، الذين سباهم نبوخذ نصر ملك بابل، وهكذا أصبح أفرايم ويهوذا شعبًا واحدًا – كما لم يحدث من قبل – وأصبح اسم "اليهود" يطلق على الجميع سواء كانوا قبلًا من المملكة الشمالية (إسرائيل) أو من المملكة الجنوبية (يهوذا).
 
قديم 12 - 06 - 2012, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

السَبي البابلي | سبي بابل | سبي المملكة الجنوبية | سبي يهوذا



بينما تعاقبت على المملكة الشمالية عدة أسرات ملكية، ظلت يهوذا وأورشليم مواليتين لبيت داود حتى النهاية، فقد قامت المملكة الجنوبية على أساس أكثر رسوخًا، وصمدت أورشليم بهيكلها وكهنوتها أمام الأعداء الذين أطاحوا بالسامرة، لمدة نحو قرن ونصف بعد سقوط السامرة.

(1) تفكك الإمبراطورية الأشورية:

جاء بعد سرجون الذي أطاح بالسامرة في 722 ق.م ملوك عظام اشتهروا بفتوحاتهم ومبانيهم التي تمثل حضارة عصرهم، فجاء سنحاريب وآسرحدون وأشور بانبيال وبعد أن مات أشور بانبيال في 625ق.م أشرفت الإمبراطورية الأشورية على الانحلال ، فوهنت قبضتها على الناطق الغربية وبدأت شعوبها في التمرد على نينوى، وأخذت عصابات سكيثية في الزحف من المناطق الواقعة بين جبال القوقاز وبحر قزوين، إلى أملاك الإمبراطورية الأشورية حتى حدود فلسطين ومصر. وتنم نبوات إرميا وصفنيا عن أساليبهم الحربية وشراستهم البربرية، ولكنهم رُدّوا على أعقابهم عند الحدود المصرية، ويبدو أنهم عادوا إلى الشمال دون أن يغزوا يهوذا.

(2) سقوط نينوى في 606ق.م:

ثم شرعت هذه الجحافل الشمالية في الزحف نحو نينوى، التي كانت قوتها قد بدأت في الاضمحلال. ويرسم ناحوم النبي صورة للفرح الذي يعم مملكة يهوذا لتوقع سقوط نينوى: "وحي على نينوى.. هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسلام. عيِّدي يا يهوذا أعيادك، أوفي نذورك، فإنه لا يعود يعبر فيك أيضًا المهلك. قد انقرض كله" (ناحوم 1: 1 و15، انظر أيضًا 3: 8-11) واستعاد الماديون استقلالهم وتحالفوا بقيادة ملكهم "سياجزريس" (Cyaxaris) مع الكلدانيين الذين ثاروا بعد ذلك بقيادة نبوبولاسَّار حاكم بابل من قبل أشور
وحشد نبوبولاسَّار كل هذه العناصر تحت رايته، وحاصر عاصمة أشور، فسقطت في يده نينوى عاصمة الفاتحين العظام، والتي وصفها النبي بالقول: "أكثرت تجارك أكثر من نجوم السماء" (نا3: 16) سقطت نينوى في 606ق.م أمام جحافل الماديين والكلدانيين، سقوطًا لم تقم بعده أبدًا، وقامت على أنقاضها الإمبراطورية الكلدانية، التي كان من أبرز ملوكها نبوخذ نصر الذي أشركه أبوه نبوبولاسَّار في الحكم معه.

(3) تمرد نخو فرعون مصر:

ونستطيع أن نفهم جيدًا سبب الفرح الذي عمَّ يهوذا لسقوط نينوى والإمبراطورية الأشورية. لقد نجت أورشليم برحمة الله، عندما اكتسح سنحاريب المناطق المحيطة بها، وأسر منها نحو 200.150 نفسًا، ودمر المدن والحصون، وظلت يهوذا ترزح تحت نير أشور البغيض، فقد بسطت نفوذها ليس على يهوذا فقط، بل على مصر ووادي النيل. وفي 608ق.م تمرد نخو فرعون مصر على أشور وزحف بجيشه شرقًا، ولم تكن به رغبة في المواجهة مع يوشيا ملك يهوذا، ولكن كان لابد له من المرور في أرض يهوذا، فاعترض يوشيا – ولاء منه لأشور – طريق فرعون، فقُتل في معركة مجدو. ويبدو أن فرعون رجع إلى مصر آخذًا معه يهوآحاز بن يوشيا، بعد أن عين أخاه يهوياقيم ملكًا على يهوذا، وفرض جزية باهظة على البلاد.

(4) معركة كركميش في 604ق.م:

لم يرجع نخو عن هدفه في الزحف نحو الشرق، فتقدم بجيشه حتى وصل نهر الفرات، وهناك لقي هزيمة منكرة على يد نبوخذ نصر ملك بابل، في معركة حاسمة في كركميش في 604ق.م. وخرج الكلدانيون من المعركة وهم سادة أسيا الغربية، وانتقلت يهوذا من تحت سيادة أشور، وأصبحت تحت سيادة بابل.

(5) الامبراطورية البابلية الجديدة في عهد نبوخذ نصر، 604 إلى 562 ق.م:

لم يكن ثمة فرق بين قسوة البابليين وقسوة الأشوريين، فيقول حبقوق عن الأمة الكلدانية: "هي هائلة ومخوفة.. خيلها أسرع من النمور وأحد (أشرس) من ذئاب المساء.. وفرسانها يأتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع إلى الأكل" (حب1: 7 و8). وأصبح نبوخذ نصر -بعد معركة كركميش- سيدًا على كل غربي أسيا بما فيها يهوذا. وكان من العبث أن تستنجد يهوذا بمصر، فقد كانت لنبوخذ نصر ذراع طويلة يؤدب بها كل من يخرج على طاعته.
وكانت رسالة إرميا النبي – في تلك الأوقات العصيبة في تاريخ يهوذا هي أن يخضعوا لملك بابل، وأن يصلحوا طرقهم أمام الرب، حتى ينجوا من الغضب الإلهى الذي يتهددهم، فيخبرهم - بأمر الرب - بالدينونة التي ستحل بأورشليم والشعوب المجاورة، على يد الكلدانيين. بل إنه يتنبأ بالمدة التي سيقضونها تحت حكم الكلدانيين: "وتصير كل هذا الأرض خرابًا ودهشًا، وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة" (إرميا 25: 11). وكانت هذه الرسالة غير مقبولة عند الموالين لمصر، الذين كانوا يتكلون على مناعة أورشليم. ولكن إرميا - بتوبيخه القارص، وبأعمال رمزية - أنبأهم بمصير أورشليم، متحملًا في سبيل ذلك الاضطهاد الشديد، بل إن حياته نفسها تعرضت للخطر.

(6) تمرد يهوياقيم وعقابه (608-597ق.م):

خضع يهوياقيم أولًا لنخو فرعون مصر، ثم خضع لنبوخذ نصر، وكان على مثال شعبه من الشر والفساد، إذ يتهمه إرميا بالجشع وسفك الدماء البريئة والظلم والخطف والاغتصاب (إرميا 22: 13-19). وكانت السنة الرابعة ليهوياقيم هي السنة الأولى لنبوخذ نصر (إرميا 25: 1) الذي انتشى بنصره في موقعة كركميش، وأصبحت سطوته ملموسة في العالم الغربي، وأصبح ملك يهوذا الخائن عبدًا للملك نبوخذ نصر، وظل على هذه الحال ثلاث سنوات، تمرد بعدها على نبوخذ نصر، ولم يقف بجانبه أحد من الشعوب المجاورة، "فأرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الأراميين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون، وأرسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به على يد عبيده الأنبياء" (2مل 24: 2).

(7) السبي الأول (606 ق.م):

نقرأ في سفر دانيال "فى السنة الثالثة من ملك يهوياقيم ملك يهوذا، ذهب نبوخذ نصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها" (دانيال 1: 1) وأخذ معه بعض آنية بين الله وبعض أفراد من النسل الملكي وشرفاء يهوذا، وكان من بينهم دانيال النبي ورفقائه.
وتاريخ الجزء الأخير من حياة يهوياقيم يبدو غامضًا ، إذ يذكر سفر الملوك الثاني أن يهوياقيم - بعد أن ملك 11سنة - أضطجع مع آبائه (2مل 24: 5 و6) . ونفهم من ذلك أنه مات ميتة طبيعية، ولكن يبدو مما ذكرناه من سفر دانيال، أن السبي الأول كان يشمل يهوياقيم نفسه، وهو ما يؤكده سفر الأخبار حيث يقول: "عليه صعد نبوخذنصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل" (2أخ 36: 6)، ويضيف سفر الملوك: "ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات، كل ما كان لملك مصر" (2مل 24: 2). وتحسب مدة السبعين سنة من سنة السبي الأول (606ق.م).

(8) حصار أورشليم وسقوطها في أيام يهوياكين في 597 ق.م:

ملك يهوياكين، والذي خلف أباه يهوياقيم ثلاثة شهور فقط - وهي نفس المدة التي ملكها يهوآحاز من قبل - وقد سُبي يهوآحاز إلى مصر، وسُبي يهوياكين إلى بابل. ويصف حزقيال سبيهما في مرثاة رائعة، فيقارنهما بشبلي أسد، ابنى لبوءة - كناية عن إسرائيل - تعلَّم كل منهما افتراس الفريسة وأكل الناس ، ولكنهما كليهما وقعا في حفرة الأمم، ووُضعا في قفص بخزائم لكيلا يُسمع صوتهما بعد ذلك على جبال إسرائيل (حز 19: 1-9).

(9) السبي الثاني (597 ق.م):

جاء نبوخذ نصر بنفسه في أثناء حصار عبيده لأورشليم، فاستسلم له يهوياكين، فأخذ نبوخذ نصر ملك بابل، الملك يهوياكين وأمه وعبيده ورؤساءه وخصيانه وجميع جبابرة البأس "عشرة آلاف مسبي، وجميع الصناع والأقيان. لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض" كما حمل معه "كل خزائن بيت الرب وخزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك، وكسَّر كل آنية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب، كما تكلم الرب.. وجميع أصحاب البأس سبعة آلاف، والصناع والأقيان ألف، وجميع الأبطال أهل الحرب، سباهم ملك بابل إلى بابل. وملَّك ملك بابل متنيا عمه عوضًا عنه وغَّير اسمه إلى صدقيا" (2مل 24: 10-17) وعاش يهوياكين الملك المسكين 37سنة أسيرًا في بابل. ويبدو أنه كان يحظى باحترام وولاء المسبيين الذين عاش بينهم، إلى أن رفع أويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين من السجن (2مل 25: 27-30).
وكان إجلاء الأمراء والصناع والأقيان هو موضوع رؤية إرميا لسلتي التين، اللتين كان في إحداهما تين جيد جدًا، وفي الأخرى تين ردئ جدًا لا يؤكل من رداءته (إرميا 24: 1-3). فالتين الجيد هم المسبيون من يهوذا الذين أُخذوا إلى أرض الكلدانيين للخير، أما التين الردئ فهم الملك صدوقيا والأمراء والباقون في أورشليم الذين كانت تنتظرهم دينونة قاسية حتى يفنوا عن وجه الأرض (إرميا 24: 4-10).

(10) خدمة حزقيال 592-570ق.م:

كان بين المسبيين إلى بابل الذين وضعوا على ضفاف نهر خابور، حزقيال النبي الكاهن. وبعد السبي بخمس سنوات، بدأ يقص رؤياه العجيبة، ويعلن أهميتها للمسبيين عند أنهار بابل. ولم يكن حزقيال ليستطيع أن يعلن للمسبيين - الذين كانت تخيم عليهم الكآبة - أنباء تدمير أورشليم إلا بالرموز والكنايات، إلى اليوم الذي وصلتهم فيه الأخبار المحزنة عن سقوط مملكة يهوذا وخراب المدينة وحرق الهيكل. ولكن لم ينطق حزقيال- لأولئك الأسرى المحطمين البائسين - بالمراثي الحزينة، كالتى نطق بها إرميا - بل بالحري تنبأ لهم بأخبار مفرحة عن إعادة بناء المدينة وقيام المملكة وإعادة تشييد الهيكل العظيم.

(11) خدمة إرميا في أورشليم 597-588ق.م:

رغم سبي زهرة شباب الشعب وشرفائه إلى بابل، ونهب كنوز الهيكل، فإن أورشليم والهيكل كانا مازالا قائمين. وكانت لدى إرميا رسالة للشعب الباقي في الأرض، وكذلك للذين سُبوا إلى بابل. فقد قام نصيحة للمسبيين بأن يخضعوا، مؤكدًا لهم أن العبادات الوثنية البغيضة التي حولهم، يجب أن تجعلهم يرجعون إلى شريعة إلههم، وهكذا يرفعون الحالة الأدبية والروحية في وسطهم: "هكذا قال الرب:.. أعطيهم قلبًا ليعرفوني اني أنا الرب فيكونوا لي شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا لأنهم يرجعون إلىَّ بكل قلوبهم" (إرميا 24: 5 و7). ولم تجد نبواته ومشوراته، عند الباقين في أورشليم، أذانًا صاغية، بل بالحري غرضته للاتهام بالخيانة لشعبه ولله . وكانت أشد تحذيراته وأوقعها تأثيرًا، تلك الصورة الرمزية من وضع الربط والأنيار على عنقه وارسالها "إلى ملك أدوم وإلى ملك موآب، وإلى بني عمون وإلى ملك صور وإلى ملك صيدون" الذين يبدو أنه كانت لديهم فكرة تكوين حلف ضد نبوخذ نصر (إرميا 27: 1-11). كما حث صدقيا الملك على الخضوع لملك بابل، لعل ملك بابل يسمح للمسبيين من يهوذا بالعودة. ولكن صدقيا أضاع هذه الفرصة بتآمره مع فرعون مصر الشاب، "حفرع" (أبريس)، وذلك بتحريض من الحزب الموالي لمصر. وهكذا تمرد صدقيا على ملك بابل (2مل24: 20).

(12) تمرد صدقيا وحصار أورشليم 588-586ق.م:

كانت تلك خطوة جريئة، ولم يكن في طوق نبوخذ نصر أن يقبل مثل هذه الخيانة من أحد أتباعه، فزحف على الفور إلى الغرب، وأوكل إلى نبوزرادان مهمة الاستيلاء على أورشليم، بينما أقام هو قاعدته في ربلة على نهر الأورنت في سورية . وفي تلك الأثناء عبر فرعون مصر مع جيشه الحدود لمعاونة حلفائه، وأجبر الكلدانيين على رفع الحصار عن أورشليم، والالتحام معه في معركة (إرميا 37: 5). وهنا خانته شجاعته، فقفل راجعًا على أعقابه قبل الدخول في معركة، فعاد نبوزرادان بجيشه لمحاصرة أورشليم، وضيَّق عليها الخناق أكثر من قبل.
وفى الفترة التي تنفست فيها أورشليم الصعداء، لانسحاب الكلدانيين، خرج إرميا من المدينة قاصدًا بلدته عناثوث في شأن عائلي (إرميا 37: 11-15)، وأكتُشف خروجه وأتهم بأنه "يقع للكلدانيين"، فقُبض عليه ووضع في السجن في بيت يوناثان الكاتب، وبينما هو في السجن ، استدعاه الملك وسأله: "هل توجد كلمة من قِبل الرب ؟ فقال إرميا (بلا خوف): توجد، فقال إنك تدفع ليد ملك بابل" (إرميا 37: 17). وبأمر من صدقيا الملك تمتع إرميا بعد ذلك بنوع من الحرية. ولكن إذ واصل تحريضه للشعب على الاستسلام، تعاهد أعداؤه على قتله، وألقوا به في جب ماء - ولم يكن به ماء بل وحل - حيث كان معرضًا لخطر الاختناق أو الموت جوعًا. ولكن الملك استدعاه مرة ثانية، ووعده بأنه لن يقتله ولن يسمح لأعدائه بالقضاء عليه، فأشار عليه النبي مرة أخرى بالاستسلام لملك بابل، وسُمح لإرميا بنوع من الحرية.

(13) تدمير أورشليم، والسبي الثالث في 586ق.م:

كانت نهاية المدينة قد اقتربت، ففي السنة الحادية عشرة لصدقيا في 586ق.م في الشهر الرابع، في اليوم التاسع من الشهر، ثُغرت المدينة (إرميا 39: 1 و2) بعد أن أرهقها الحصار والمجاعة. ويبدو أن صدقيا ورجال الحرب لم ينتظروا بالمدينة حتى سقوطها، بل هربوا من المدينة ليلًا "فى طريق جنة الملك من الباب بين السورين"، وساروا شرقًا نحو العربة، ولكن جيش الكلدانيين سعى وراءهم، فأدركوا صدقيا في سهول أريحا، وأخذوه أسيرًا وأحضروه إلى نبوخذنصر في ربلة. فقتل ملك بابل بني صدقيا أمام عينيه، ثم قلعوا عيني صدقيا وقيوه بسلسلتين من نحاس وجاءوا به إلى بابل (2مل25: 4-7). ولم ينج من هذه المرة لا المدينة ولا الهيكل ولا القصر، فقد أحرق نبوزرادان "بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت العظماء، أحرقها بالنار" (2مل25: 9)، كما هدم جنوده أسوار أورشليم. وكل ما نجا من كنوز الهيكل وأمتعته الثمينة، نُقل إلى بابل
لقد كان خراب أورشليم كاملًا. ويعَّبر سفر مراثي إرميا عن مشاعر الحزن والأسى والعار التي جاشت في نفس شاهد عيان لِمَا حاق بالمدينة المقدسة: "أتم الرب غيظه، سكب حمو غضبه، وأشعل نارًا في صهيون فأكلت أسسها. لم تصدق ملوك الأرض وكل سكان المسكونة أن العدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم" (مراثي 4: 11 و12). "ويل لنا لأننا قد أخطأنا. من أجل هذا حزن قلبنا. من أجل هذا أظلمت عيوننا. من أجل جبل صهيون الخرب. الثعالب ماشية فيه" (مراثي5: 16-18). ويلخص إرميا هذه الأحداث بالقول: "فسبى يهوذا من أرضه" (إرميا 52: 27، 2مل 25: 21).

(14) السبي الرابع في 581ق.م:

نقرأ في نبوة إرميا عن الدفعات الثلاث الأخيرة من السبي البابلي. ففي السنة السابعة لنبوخذ نصر ملك بابل (أي في 597ق.م) سبى نبوخذ نصر 3.023 من اليهود، وفي السنة الثامنة عشر (أي في 586ق.م) سبى 832 شخصًا . وفي السنة الثالثة والعشرين (أي في 581ق.م) سبى نبوزرادان رئيس الشرط 745 شخصًا من اليهود. أي أن جملة النفوس أربعة آلاف وست مائة (إرميا 52: 28-30، انظر أيضًا 2مل 24: 14-16).
ويقدر جورج آدم - بناء على ما جاء في سفر الملوك الثاني ونبوة إرميا أن مجموع المسبيين كان يتراوح بين 62.000، 70.000 نسمة. ففي 606 ق.م سُبي أفراد من النسل الملكي وشرفاء يهوذا (دانيال 1: 1-4). وفي 597ق.م سبي الأمراء والشرفاء والصناع والأقيان ولم يترك سوى "مساكين شعب الأرض" (2مل 24: 14). وفي 586 ق.م سُبي "بيقة الشعب الذين بقوا في المدينة" ولكنه أبقى من مساكين الأرض "كرامين وفلاحين" (2مل 25: 12). وفي 581ق.م وهي السنة الثالثة والعشرون لنبوخذ نصر، سبى نبوزرادان رئيس الشرط سبع مئة وخمسًا وأربعين نفسًا (إرميا 52: 30). وهكذا لم يترك سوى مجموعة من مساكين الفلاحين غير المثقفين بلا هيكل ولا قائد وبلا تنظيم، أنهكهم الجوع وأحاط بهم الأعداء من كل جانب. كانوا كمية مهملة، بل صاروا عبئًا على الذين عادوا من السبي وأعادوا بناء الأمة.

(15) جدليا حاكم يهوذا:

عُيِّن جدليا حاكمًا على الباقين في البلاد، فجعل من المصفاة مقرًا لحكمه، ومعه حامية بابلية. وتُرك لإرميا الخيار في الذهاب إلى بابل أو البقاء في يهوذا، ففضل البقاء مع الشعب الذين أُوكل أمرهم لجدليا. وبمقتل جدليا على يد إسماعيل بن نثنيا، من النسل الملكي، بدا وكأن مملكة يهوذا قد انتهت تمامًا، ولن تقوم لها قائمة أبدًا. ورغم مشورة إرميا قررت البقية - بقيادة يوحانان بن قاريح - اللجوء إلى مصر. وأصروا على أخذ إرميا وباروخ بن نيريا معهم . وفي مصر قضى إرميا أيامه الأخيرة. وقد اكتشفت مؤخرًا في جزيرة فيله بالقرب من أسوان في صعيد مصر، مخطوطات تركها أحفاد أولئك اليهود الذين نزلوا إلى مصر. وهي تتكون من مخطوطات بردية بالأرامية تعود إلى تاريخ لا يتجاوز المائة عام بعد موت إرميا. وهي عبارة عن حسابات وعقود وصكوك من أنواع مختلفة، نستدل منها على أنه في القرن الخامس قبل الميلاد، كانت تقيم هناك جالية يهودية تعيش منعزلة، وتعبد "يهوه" لا سواه. وكان لها هيكل ومذبح وذبائح، كما كان يفعل أجدادهم في أورشليم قبل تدمير الهيكل. وتقدم لنا هذه البرديات لمحات عن الظروف الاجتماعية والدينية التي عاشها أولئك اللاجئون.

(16) المسبيون في بابل:

نعرف بعض الأمور عن المسبيين الذين سباهم نبوخذ نصر وأسكنهم على ضفاف أنهار بابل، من نبوات حزقيال ودانيال ومزامير السبي. كما نقرأ في نبوات حجي وزكريا، وفي سفري عزرا ونحميا عن ترميم أسوار أورشليم وإعادة بناء الهيكل، وكشفت لنا الألواح المكتوبة بالخط المسماري والتي اكتشفت في حفائر مدينة "نبُّور" الكثير عن الأحوال الاجتماعية للمسبيين. ونجد بين الأسماء المسجلة في هذه الألواح المسمارية المحفوظة الآن في المتحف العثماني بالقسطنطينية، عددًا من الأسماء اليهودية بين رجال الأعمال في "نُّبور" ترجع إلى أيام أرتحشستا الأول وداريوس الثاني (464-405ق.م). ومما يستلفت النظر أن الكثير من هذه الأسماء هي أسماء نقرأها في سلاسل الأنساب الواردة في أسفار الملوك والأخبار وعزرا ونحميا. ويذكر التلمود أن "نبوّر" هي "كلنة" (تك 10: 10)، وأن نهر خابور في أرض الكلدانيين الذي رأى عنده حزقيال النبي رؤياه، أصبح معروفًا الآن أنه كان قناة ملاحية واسعة لا تبعد كثيرًا عن "نبوّر".

(17) ظهور اليهودية وتطورها:

لا يمكن المغالاة في وصف أثر السبي كعامل في تطور "اليهودية"، فسبي يهوذا (كما يقول دكتور فوكس جاكسون) كان من أهم الأحداث في التاريخ الديني. فبالسبي "ينتهي تاريخ إسرائيل ويبدأ تاريخ اليهود". فإذ وجدوا أنفسهم بين شعوب وثنية، انفصلوا عن نجاسات جيرانهم، وتعلقوا بإيمان الآباء بإله إبراهيم. وإذ تعرضوا للسخرية والاحتقار من الأمم حولهم، تقوقعوا على أنفسهم وكوَّنوا مجتمعات منعزلة، أصبحت طابعًا لهم. لقد أصبحوا بلا وطن، وبلا طقوس، وبلا أساس مادي لحياتهم كشعب، فأدركوا أكثر من ذي قبل أهمية تراثهم الروحي الذي وصل إليهم من العصور الماضية، فبنوا قوميتهم - في محيطهم الجديد - على أساس الدين. لقد شجعهم أنبياؤهم -وبخاصة إرميا وحزقيال - بالكلام عن البركات الروحية التي لهم، وبالوعد بالعودة. فكما كان الأنبياء صريحين في الإنذار بالسبي، كذلك كانوا في التنبؤ بالعودة. فإشعياء بحديثه عن البقية، كما أن ميخا وصفنيا وإرميا وحزقيال وغيرهم، قد أناروا الأفق أمام الأمة بالحديث عن يقين العودة، ليس ليهوذا فقط بل لكل إسرائيل. فستعود جبال السامرة ووديان يهوذا تزهو بكرومها وتينها . بل لقد تنبأ إرميا عن مدة السبي عندما ذكر أن شعوب الأراضي سيخدمون ملك بابل سبعين سنة (إرميا 25: 12، 29: 10). وهكذا لم يجد المسبيون لهم من سند إلا في التمسك بشريعة موسى، فأصبحت الشريعة والمجتمع هما رابطة العقد.

(18) العودة بأمر كورش في 538ق.م:

عندما استولى كورش الفارسي على بابل وقضى على الإمبراطورية البابلية في 539 ق.م. انتعشت آمال المسبيين، فقد كان كورش "الفأس" التي سيسحق بها "يهوه" بابل (إرميا 51: 20). وقد تنبأ إشعياء قائلًا: "(الرب) القائل عن أورشليم ستعمر ولمدن يهوذا ستُبنين وخربها أقيم، القائل للُّجَّة انشفي وأنهارك أجفف . القائل عن كورش راعَّي فكل مسرتي يتمم، ويقول عن أورشليم ستبنى وللهيكل ستؤسس" (إش44: 26-28).

(19) إعادة يناء الهيكل في 536ق.م:

لم تمض سنة على دخول كورش إلى بابل، حتى أصدر مرسومًا بمنح المسبيين الإذن بالعودة وبناء بيت الرب في أورشليم (2أخ 36: 22 و23، عز1: 1-4). كما أخرج آنية الهيكل التي أحضرها نبوخذ نصر إلى بابل وسلَّمها إلى شيشبصر رئيس يهوذا، فأصعدها شيشبصر معه عند "إصعاد السبي من بابل إلى أورشليم" (عز1: 7-11).
ونجد أخبارًا مفصلة عن العودة في سفري عزرا ونحميا وفي نبوتي حجي وزكريا. وقد رجع من المسبيين 42.360 بقيادة شيشبصر علاوة على العبيد. وفي أيام يشوع بن صادوق الكاهن وزربابل بن شألتئيل، بنوا المذبح ووضعوا أساسات الهيكل، ولكن العمل توقف لمقاومة السامريين لعدم الإذن لهم بالمشاركة في البناء. وهنا قام النبيان حجي وزكريا بحث الشعب على استئناف العمل وتشجيعهم بالقول بأن مجد هذا البيت سيكون أعظم من مجده الأول (حجي 2: 9). وأخيرًا في شهر أذار في السنة السادسة لداريوس الملك (515ق.م) تم العمل واحتفلوا بالفصح فيه (عز 6: 15-18).

(20) إصلاحات عزرا ونحميا:

صمت التاريخ المقدس لبضعة عقود من السنين. وفي 458ق.م. شرع عزرا في العودة إلى أورشليم ومعه نحو 1.800 شخص، ووجد أن اليهود الراجعين من السبي قد تحالفوا وتزاوجوا مع شعب الأرض، وأصبحوا في خطر فقدان مميزاتهم القومية بالاختلاط بالوثنيين (عز9). ولكن أمكن تجنب هذا الخطر نتيجة لجهوده وجهود نحميا وأقوال ملاخي النبي. وبعد ذلك بثلاث عشرة سنة (445ق.م) سمع نحميا - ساقي الملك "أرتحشستا" - بحالة الخراب في المدينة المقدسة، مدينة قبور آبائه، فحصل على إذن من الملك لزيارة أورشليم، وأعطاه الملك رسائل توصية للحكام على الطريق وللحراس على غابة الملك. وأخيرًا وصل بسلام إلى أورشليم، واستكشف بنفسه حالة الأسوار، ودعا الشعب للعمل لترميم الخرائب. ورغم كل عداء وافتراء من جانب السامريين، أمكنه أن يرى العمل وقد أكمل وأقيمت الأبواب وامتلأت المدينة بسكانها. وجميع نحميا وعزرا الشعب ليستمع إلى الشريعة حيث قرأوها وفسروها للشعب، وقطعوا عهدًا أن يحفظوا ناموس موسى، وألا يتزاوجوا مع الوثنيين، وأن يحفظوا السبت، وأن يدفعوا ثلث الشاقل كل سنة لخدمة الهيكل ، وأن يقدموا الباكورات والعشور (نح 10: 28-39).

(21) نظريات حديثة عن العودة:

هناك بعض العلماء الذين ينكرون عودة المسبيين في أيام كورش الملك، ويزعمون أن إعادة يناء الهيكل قام بها اليهود الذين بقوا من السبي في يهوذا وفي أورشليم، ويبنون نظريتهم على أساس رفضهم لتاريخية سفري عزرا ونحميا. ولكن ليس بالسفرين من الصعوبات ما يدعو إلى إنكار حقيقة عودة المسبيين، وما عمله كل من عزرا ونحميا. ففيما يتعلق بالعودة نجد أن سياق القصة تؤيده الوثائق التي تحمل طابع الحق التاريخي الذي لا يحتمل جدلًا. كما أن عملًا عظيمًا يحتاج إلى كل هذه الطاقة والمهارة والإيمان، لم يكن ممكنًا أن يقوم به الباقون من الشعب دون معونة قوية من الخارج، فقد عرفنا أنه لم يبق في البلاد سوى الضعفاء والمساكين الذين لا يمكن أن ينتظر منهم القيام بمثل هذا العمل الضخم. كما أن صمت حجي عن موضوع العودة، لا يمكن أن يكون أساسًا سليمًا لإنكار العودة. وكل قصة السبي تؤيد القول بأن اليهود الباقين كانوا في حاجة ماسة إلى العائدين من بابل ليشعلوا فيهم الغيرة والحماس للعمل.

(22) أهمية فترة عزرا ونحميا:

لقد كان لعصر نحميا والفترة التي سبقته مباشرة نتائج حاسمة، كان لها أبعد الأثر في المستقبل. ففي خلال هذه المائة من السنين (كما يقول دكتور "هاي هنتر" Hay Hunter - في كتابه "بعد السبي"): "أصبح تعليم موسى أساس الحياة القومية، كما تحددت الأسفار المقدسة، وتمت صياغة المجتمع اليهودي على الصورة التي لم يطرأ عليها تغيير جذري طيلة القرون التالية. ففي خلال ذلك العهد، ظهرت القوى التي قاومت المسيح، والقوى التي انحازت إليه. فقد رأي ذلك القرن قيام الجماعات التي عرفت فيما بعد بأسماء الفريسيين والصدوقيين، وجماعة الرببيين (المعلمين اليهود)، وتحدد موقف اليهود من الأمم، ودُفع بالكهنوت إلى مركز السلطة العليا، كما بدأ الانفصال السامري".
قاموس الكتاب المقدس
# عرض آخر لنفس المُحتوى:-
حدث السبي البابلي ليهوذا علي يد نبوخذراصر ملك بابل الكلداني. فبينما تعرضت المملكة الشمالية (إسرائيل) للكثير من الانقلابات وقيام أسرات ملكية في تعاقب سريع، ظلت مملكة يهوذا موالية لبيت دواد، وقد ساعد علي ذلك وجود الهيكل والكهنوت في أورشليم عاصمة يهوذا، وقد استمرت مملكة يهوذا نحو 150 سنة بعد القضاء علي المملكة الشمالية – (إسرائيل) علي يد الأشوريين.

1- إنحلال الامبراطورية الأشورية: فبعد سرجون الذي غزا السامرة في 722 ق.م. جلس علي عرش أشور بعض الملوك العظام الذين اشتهروا بفتوحاتهم والمباني الكثيرة التي أقاموها والكتابات والنقوش العديدة التي خلفوها، مثل سنحاريب وآسرحدون وأشور بانيبال. وعندما مات أشور بانيبال في 625 ق.م.، كانت الامبراطورية الأشورية قد أوشكت علي الانحلال، فضعفت قبضتها علي الأقطار الغربية، وبدأت الشعوب الخاضعة للجزية في التمرد وشق عصا الطاعة، فزحفت حجافل السكيثيين – وهم قبائل بدوية من الجنس الآري – من المنطقة المحصورة بين جبال القوقاز وبحر قزوين، علي الامبراطورية الأشورية حتي وصلت إلي فلسطين وحدود مصر. وتلقي نبوات إرميا وصفنيا الضوء علي أسلوبهم في الحرب وطبائعهم الشرسة، ولكن مصر صدتهم، ويبدو أنهم عادوا أدراجهم شمالًا دون أن يحاولوا غزو يهوذا.

2- سقوط نينوي في 606 ق. م.: أطبقت هذه الجحافل الزاحفة من الشمال علي نينوي، وكانت قوة أشور قد بدأت في الاضمحلال في كل ناحية. ويتنبأ النبي ناحوم في " وحي علي نينوي " عن ابتهاج يهوذا بسمع الأخبار المفرحة عن سقوط نينوي القريب " " هوذا علي الجبال قدمًا مبشر مناد بالسلام! ‍عيدي يايهوذا أعيادك أو في نذورك، فإنه لايعود يعبر فيك أيضًا المهلك – قد انقرض كله" (1:5 مع 3:8 – 11)، واستعاد الميديون استقلالهم وتحالفوا بزعامة ملكهم سياجزارس مع الكلدانيين الذين سرعان ما ثاروا بقيادة نبو بولاسار نائب الملك علي بابل، وحشد نبو بولاسار حوله كل هذه القوي المتمردة وحاصر نينوي عاصمة اشور في 606 ق.م. فسقطت نينوي التي كانت قصبة المملوك الاقوياء والفاتحين العظام، والتي أكثرت تجارها أكثر من نجوم السماء ( ناحوم 3:16). سقطت نينوي مرة واحدة ونهائيًا أمام حجافل الميديين والكلدانيين، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك.

3- تمرد فرعون نخو: ولا ريب في أننا نفهم دواعي ابتهاج يهوذا بسقوط نينوي والامبراطورية التي تمثلها. لقد نجت أورشليم برحمة الله من حصار سنحاريب لها قبل ذلك بنحو قرن من الزمان، عندما سبي من البلاد المحيطة بها 150 ,200 من النفوس، ودمر مافيها من مدن وحصون. ولكن نير أشور البغيض استقر علي يهوذا للنهاية، وليس علي يهوذا فحسب، بل وعلي مصر ووادي النيل. وفي 608 ق.م. تمرد فرعون نخو ملك مصر علي سيده ملك أشور، وعزم علي الزحف شرقًا، ولم يكن في نيته أن يحارب يوشيا ملك يهوذا، الذي كان لابد أن يعبر في أرضه، ولكن يوشيا – موالاة لسيده ملك أشور – اعترض طريق المصريين، فقتله فرعون نخو في معركة مجّدو
ويبدو أن فرعون عاد إلي مصر وأخذ معه يهوآحاز بن يوشيا، وأقام عوضًا عنه أخاه يهوياقيم ملكًا علي يهوذا بعد أن غرَّم يهوذا جزية كبيرة (مئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب – 2 مل 23: 31 – 34).

4- هزيمة نخو في كركميش في 604 ق. م.: لم يرجع نخو عن غايته في تكوين امبراطورية شرقية، فسار في طريقه حتي بلغ نهر الفرات حيث تقابل مع الجيوش البابلية بقيادة نبوخذراصر، فهزمه بنوخذراصر هزيمة منكرة في موقعة كركميش في 604 ق.م.، وبذلك أصبح الكلدانيون سادة أسيا الغربية بلا منازع، وأصبحت مملكة يهوذا خاضعة للنفوذ البابلي بعد أن كانت خاضعة للنفوذ الأشوري.

5- الامبراطورية البابلية الجديدة في زمن نبوخذراصر من 604 – 562 ق.م.: ولم يكن هناك فرق كبير بين قسوة طغيان السادة الجدد وطغيان السادة السابقين، حيث يصف حبقوق الامبراطورية الكلدانية بالقول:"الأمة المرة القاحمة .. خليها أسرع من النمور وأحد من ذئاب المساء، وفرسانها ينتشرون، وفرسانها يأتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع إلي الأكل" (حب 1: 7 و8). وبعد موقعة كركميش، أصبح نبوخذراصر سيدًا علي كل أسيا الغربية بما فيها يهوذا، وكان من العبث أن تحاول يهوذا الارتماء في أحضان مصر، وهي تري أن لنبوخذراصر ذراعًا طويلة وقوية يستطيع بها تأديب من يخرج من عبيده عن طاعته.
وكانت رسالة إرميا النبي في هذه الفترة الحرجة من تاريخ يهوذا، وهي أن السبيل الوحيد للنجاة من نقمة الله التي توشك أن تقع علي البلاد والشعب، هو الخضوع والطاعة لملك بابل والإِصلاح الأدبي بعد أن استشري الفساد. ويخبرهم باسم الرب، بالدينونة الوشيكة الوقوع علي يد الكلدانيين علي أوشليم والشعوب المجاورة، بل إنه ينبئهم بمدة خضوعهم للكلدانيين: "وتصير كل هذه الأرض خرابًا ودهشًا وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة" (ارميا 25: 11). ولكن لم تكن رسالة إرميا هذه مقبولة عند أنصار مصر وعند الذين كانوا يعتقدون في مناعة أورشليم. ولكن النبي أعلن مصير أورشليم في عبارات صارمة وتصوير قوي، فأدي رسالته بكل أمانة في مواجهة اضطهادات عنيفه بل والمخاطرة بحياته.

6- تمرد يهوياقيم وعقابه في 608 – 597 ق.م.: كان يهوياقيم – الذي كان خاضعًا أولًا لفرعون نخو، ثم لنبوخذراصر – مثالًا صادقًا لما كان عليه شعبه من فساد وشر، فقد وبخه إرميا علي الطمع وسفك الدم الزكي والاغتصاب والظلم (ارميا 22: 13 – 19). وكانت السنة الرابعة ليهوياقيم هي السنة الأولي لنبوخذراصر، الذي انتشي بنصره في موقعة كركميش، فبسط سطوته علي العالم الغربي، وأصبح ملك يهوذا الذليل خاضعًا لنبوخذراصر، واستمر في ولائه له ثلاث سنوات " ثم عاد فتمرد عليه " ولكنه لم يجد تشجيعًا أو معاونة من الشعوب المجاورة، بل بالحري "أرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الأراميين، وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون، وأرسلهم علي يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الانبياء" (2 مل 24: 2). وتاريخ يهوياقيم بعد ذلك، يحوطه الغموض، فنقرأ في سفر الملوك الثاني، أنه بعد أن ملك احدي عشرة سنة، اضطجع مع آبائه (2 مل 23: 36، 24 : 6) مما نفهم أنه مات موتًا طبيعيًا. ونقرأفي نبوة دانيال ":" أنه في السنة الثالثة من ملك يهوذا ذهب نبوخذاصر ملك بابل إلي أورشليم وحاصرها " وأخذ معه – بالإِضافة إلي آنيه بيت الله – أفرادًا من النسل الملكي ومن أشراف يهوذا، كان منهم دانيال النبي، ويبدو من سفر أخبار الأيام الثاني، أنه كان بينهم أيضًا الملك يهوياقيم نفسه:" عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب (؟) به إلي بابل" (2 اخ 36: 6). ويضيف المؤرخ في سفر الملوك بعد أن سجل موت يهوياقيم، هذه العبارة الهامة:" ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلي نهر الفرات كل ماكان لملك مصر" (2 مل 24: 7).

7- حصار أورشليم واستسلامها في عهد يهوياكين في 597 ق.م. : ملك يهوياكين الذي خلف أباه يهوياقيم، ثلاثة اشهر، وهي نفس المدة التي ملكها عمه يهوآحاز المسكين ( 2 مل 23: 31). وقد سُبي يهوآحاز إلي مصر، أما يهوياكين فقد سُبي إلي بابل، وكانا موضوع المرثاة الرائعة التي أمر الرب حزقيال أن يرفعها علي رؤساء إسرائيل، حيث يشبهما بشبلين ابني لبوءة هي إسرائيل تعلما افتراس الفريسة والتهام الناس، ولكنهما أُخذا في حفرة الأمم ووضعا في قفص بخزائم حتي لايسمع صوتهما بعد علي جبال إسرائيل (حز 19: 1 – 9).

8- السبي الاول في 597 ق.م.: جاء نبوخذنصر بنفسه بينما كان عبيده يحاصرون أورشليم، فاستسلم يهوياكين علي الفور، فأخذ نبوخذنصر يهوياكين وأمه وعبيده ورؤساءه وقواده وجميع جبابرة البأس حتي بلغ عددهم عشرة الآف، " لم يبق إلا مساكين شعب الارض " .. " وأخرج من هناك جميع خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسَّر كل آنية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب كما تكلم الرب " .. وجميع أصحاب البأس سبعة ألآف والصناع والأقيان ألف وجميع الأبطال أهل الحرب سباهم ملك بابل إلي بابل. وملك ملك بابل متنيا عمه عوضًا عنه وغير اسمه إلي صدقيا" (2 مل 24: 10 – 17). وتبدأ مدة السبي البابلي بسبي يهوياكين الملك في 597 ق.م. وقد عاش هذا الملك المسكين مدة 38 سنة في السبي، ويبدو أنه استعاد احترام وولاء المسببين الذين عاش بينهم.
ويشير إرميا إلي سبي الرؤساء والصناع والأقيان، برؤيته التي رأي فيها سلتي التين، في إحدهما تين جيد مثل التين الباكوري، وفي الأخري تين رديء جدًا لايؤكل من رداءته ( إرميا 24: 1 – 3). والتين الجيد إشارة إلي سبي يهوذا الذي أخذ إلي أرض الكلدانيين للخير، أما التين الرديء فإشار إلي صدقيا الملك ورؤسائه وبقية أورشليم الذين ستنصب عليهم دينونات قاسية حتي يفنوا عن وجه الارض.

9- خدمة حزقيال: كان بين المسبيين إلي بابل الذين وضعوا علي ضفاف نهر خابور، النبي الكاهن حزقيال، وفي السنة الخامسة من السبي بدأ يري " رؤي الله العجيبة ويوضح معانيها للمسبيين عند انهار بابل .. ولم يستطع حزقيال أن يكلم المسبيين البائسين والمثقلين بالهموم من جهة مملكة يهوذا التي لم تكن قد انهارت بعد ومن جهة المدينة المقدسة التي لم تكن قد احترقت بعد، لم يستطع ان يكلمهم إلا بالرموز والاستعارات عن دمار المدينة والأمة إلي اليوم الذي وصلتهم فيه أخبار سقوطها بالكامل، فبدأ بعد ذلك يكلمهم لا بالمراثي مثل تلك التي تكلم بها إرميا، بل بالحري بنبوات مفرحة عن المدينة وقد أعيد بناؤها، والمملكة وقد أعيد تأسيسها، وعن هيكل جديد مجيد.

10- خدمة إرميا في أروشليم من 597 – 588 ق. م. : رغم أن زهرة السكان قد سبوا إلي بابل، ونهبت كنوز الهيكل، فإن المدينة والهيكل ظلا قائمين. وكان لدي إرميا رسالة للباقين في البلاد وكذلك للمسبيين في بابل. فقدم نصائحه للمسيبين بالخضوع والاستقرار، وكيف أن العبادات الوثنية البغيضة المحيطة بهم يجب أن تدفعهم للعودة إلي ناموس الههم وهكذا تعمل علي تجديدهم أدبيًا وروحيًا: " هكذا قال الرب .. أعطيهم قلبًا ليعرفوني أني أنا الرب فيكونوا لي شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا لأنهم يرجعون إلَّي بكل قلبهم" (إرميا 24 : 5، 7). اما نبواته "لبقية أورشليم " ونصائحه لهم، فكانت قاسية عرضته للشك في ولائه لشعبه ولإلهه، ولم يكن في تحذيراته ما هو أعمق أثرًا من الربط والآنيار التي أمره الرب أن يصنعها لنفسه ويجعلها علي عنقه ويرسلها إلي ملوك أدوم وموآب وعمون وصور وصيدون الذين يبدو أنهم كانوا يفكرون في تكوين حلف مع صدقيا ضد نبوخذراصر
وقد اضطر الملك صدقيا للخضوع ولكنه ظل يعلل نفسه بأن ملك بابل سيسمح للمسبيين من يهوذا بالعودة، وقد ذهب هو نفسه إلي بابل، ربما بدعوة من سيده ملك بابل (إرميا 51: 59). ولوجود حزب موال لمصر في أورشليم كان يحرض الملك علي التحالف مع مصر، ولوجود فرعون شاب ميال للحرب، علي عرش مصر – هو خفرع (إبريس) – ظن صدقيا أن الفرصة مواتية للحصول علي الاستقلال، فتآمر مع ملك مصر وتمرد علي ملك بابل (2 مل 24: 20).

11- تمرد صدقيا وحصار أورشليم، 588 – 586 ق.م.: لقد كان تمرد صدقيا مغامرة جريئة، ولكن نبوخذراصر لم يكن ليقبل مثل هذا العصيان من أتباعه، فزحف في الحال إلي الغرب، وأوكل إلي نبوزرادن مهمة الأستيلاء علي أورشليم، أما هو نفسه فقد جعل مقر قيادته في ربلة علي نهر الأورنت في سوريا، وفي هذه الأثناء اجتاز فرعون الحدود علي رأس جيشه لنجدة حلفائه، فاضطر الكلدانيون إلي رفع الحصار عن أورشليم لمقابلته في العراء (ارميا 37: 5)، ولكن فرعون خانته شجاعته وأثر السلامة، فرجع بسرعة بدون الدخول في معركة، فعاد بنوزردان إلي حصار أورشليم حصارًا اشدَّ من الحصار الاول.
وفي الفترة القصيرة التي شم فيها المحاصرون أنفاسهم لانسحاب الكلدانيين، خرج إرميا من أورشليم ليذهب إلي موطنه في عناثوث علي بعد نحو اربعة أميال إلي الشمال الشرقي عبر الجبل، لشأن عائلي (ارميا 37: 11 – 15) واكتُِشف رحيله، فقبض عليه واتهم بأنه يقع إلي الكلدانيين، ووضعوه في بيت السجن في بيت يوناثان الكاتب، وبينما هو هناك أرسل الملك صدقيا وأخذه وسأله سرًا، وقال له: "هل توجد كلمة من قبل الرب ؟ " فاجأبه إرميا بدون وجل: "توجد .. إنك تدفع ليد ملك بابل ". وقد تمتع إرميا، بعد ذلك – بتدخل من الملك صدقيا – بقسط أكبر من الحرية. ولكن بسبب مواصلته المناداة في آذان الشعب بضرورة التسليم، تآمر أعداؤو علي قتله، فألقوه في جب موحل لاماء فيه، حيث تعرض لخطر الموت اختناقًا أو جوعًا. ومرة أخري سعي الملك لمقابلة إرميا وأعدَّ إياه سراَّ بانه لن يقتله ولن يدفعه إلي أيدي أعدائه ليقتلوه، فنصحه ارميا مرة اخري بالتسليم، وظل ارميا يتمتع بقسط من الحرية.

12- تدمير أورشليم في 586 ق.م.: لكن المدينة كانت علي وشك أن تلقي مصيرها، " ففي السنة الحاد ية عشرة لصدقيا (586 ق.م.) في الشهر الرابع في تاسع الشهر فتحت المدينة" (ارميا 39: 1 و2 ) فانقض الكلدانيون عليها بعد أن كانت شهور الحصار والجوع قد فعلت فعلها. ويبدو أن صدقيا وكل رجال الحرب لم ينتظروا نهاية الهجوم بل هربوا "ليلًا من المدينة في طريق جنة الملك من الباب بين السورين " وساروا شرقًا في طريق العربة، ولكن جيش الكلدانيين سعر وراءهم " فأدركوا صدقيا في عربات أريحا " فأخذوه أسيرًا وأتوا به إلي نبوخذراصر إلي ربلة فقتل ملك بابل بني صدقيا في ربلة أمام عينيه، وقتل كل أشراف يهوذا، ثم قلع عيني صدقيا. وفي تلك المرة لم تنج المدينة ولا الهيكل ولا القصر " وأحرق (نبوزردان) بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم، وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار" (2 مل 25: 9)، وهدم جنوده ايضا جميع أسوار أورشليم مستديرا. ًوكل كنوز الهيكل وأمتعته الثمينه – التي أفلتت من النهب في المرة الاولي – أخُذت إلي بابل. لقد حاق الدمار الكامل بأورشليم. ويسجل سفر المراثي مدي ماأحس به شاهد عيان، من حزن وعار وندامة علي المسبيين وخراب المدينة المقدسة: "أتم الرب غيظه، سكب حمو غضبه وأشعل نارًا في صهيون فأكلت أسسها. لم تصدق ملوك الارض وكل سكان المسكونة أن العدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم.. ويل لنا لأننا قد أخطأنا. ومن أجل هذا حزن قلبنا. ومن أجل هذه أظلمت عيوننا. ومن أجل جبل صهيون الخرب. الثعالب ماشية فيه" (مراثي 4: 11 و12، 5: 16 – 18).

13- السبي الثاني في 586 ق.م.: يقول النبي إلذي عاصر حصار المدينة وسقوطها: "فسُبي يهوذا من أرضه" (إرميا 52: 27)، ويبدو شيء من الغموض في أعداد المسبيين، فنقرأ في ارميا (52: 28 – 30) عن ثلاث دفعات للسبي، ففي 597 ق.م. سبي 3,023من اليهود، وفي 586 ق. م. سبي نبوخذراصر 832 نفسًا.

14- السبي الثالث في 581 ق.م.: وفي 581 ق.م. سبي نبوزرادان رئيس الشرط 745 نفسًا من اليهود، فتكون جملة النفوس 4,600 (ارميا 52: 30). ونجد في سفر الملوك الثاني (24: 15 و 16) أن نبوخذراصر قد سبي في 597 ق.م. ثمانية الاف. ويقدر دكتور جورج آدم سميث – بعد دراسة كل البيانات – أن أكبر رقم محتمل هو 62,000 – 70,000 من الرجال والنساء والاطفال (أي أقل من النصف السكان). ففي 597 ق.م. أخذ نبوخذراصر الرؤساء والشرفاء والصناع والأقبان تاركًا فقط مساكين شعب الارض (2 مل 24: 14). وفي 586 ق.م. سبي نبوزرادان بقية الشعب الذين تركوا في المدينة، ولكنه أبقي من مساكين الأرض كرامين وفلاحين" (2 مل 25: 12)، ويقول دكتور جورج آدم سميث (في كتابه: "أورشليم" – المجلد الثاني، 268 – 270): "لقد كانوا – كما يذكر الكتاب – مساكين شعب الارض، قد أخذ من بينهم كل إنسان لديه مال أو قوة، مجرد مجموعات من الفلاحين بلاقائد وبلا مركز، مشتتين مكتئبين، يعضهم الجوع بأنيابه، ويحيط بهم الأعداء من كل جانب، غير متعلمين، فريسة سهلة للوثنية التي كانت تحاصرهم. ونحن نقدر صمت الكتاب بخصوصهم، مما جعلنا لانعرف أعداهم علي وجه اليقين لقد كانوا كمية مهملة بالنسبة لمستقبل إسرائيل دينيًا، كانوا بلاحافز، لاحول ولاطول لهم، بل كانوا عبئًا ثقيلًا علي قادة الأمة الذين أعادوا بناءها بعد العودة من بابل ".

15- جدليا حاكم اليهود: أقام نبوخذراصر ملك بابل جدليا بن أخيقام واليًا علي الشعب الذي بقي في أرض يهوذا، وجعل مقره في المصفاة، ومعه حامية من البابليين للحراسة. وكان أمام إرميا أن يختار بين البقاء في أرض يهوذا أو الذهاب إلي بابل، ولكنه فضل البقاء مع بقية الشعب تحت رعاية جدليا. وبمقتل جدليا بيد إسماعيل بن نثنيا من النسل الملكي – الذي نجا بعد ذلك بنفسه وهرب إلي بني عمون – بدا أنه قد باد آخر أثر لمملكة يهوذا. وأخذ يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش الذين معه كل بقية الشعب الذين استردهم من إسماعيل بعد مقتل جدليا، وعزم علي السير إلي مصر – رغم نصيحة إرميا – وصمموا علي أن يأخذوا معهم إرميا وباروخ ( ارميا 43: 1 – 7). وهناك في مصر – وسط مشاهد الاحباط وخيبة الأمل التي كانت تحيط بهم – سجل ارميا لنا المرحلة الأخيرة من سقوط يهوذا.. وقد اكتشفت آثار هامة لسلالة أؤلئك الذين استوطنوا مصر. وتتكون هذه الآثار من برديات بالأرامية وجدت في أسوان، ترجع إلي عصر لا يتجاوز القرن بعد موت إرميا. وهذه الوثائق عبارة عن حسابات وعقود وصكوك عقارية من كل نوع، نعرف منها أنه في القرن الخامس قبل الميلاد كان هناك يهود – منفصلون عن الآخرين كالعهد بهم – يعبدون الرب " يهوه " ولايعبدون معه إلهًا آخر، بل لقد كان لهم معبد ومذبح للمحرقات التي كانوا يقدمونها لله كما فعل آباؤهم في أورشليم قبل تدمير الهيكل. وهذه البرديات تعطينا لمحات – عظيمة القدر – عن الحالة الاجتماعية والاهتمامات الدينية لاولئك المستوطنين.

16- المسبيون في بابل: ونعلم شيئًا عن أحوال المسبين الذين نقلهم نبوخذراصر إلي بابل فأقاموا علي ضفاف أنهارها، من بنوات دانيال ونبوات حزقيال ومزامير السبي. ونعرف من نبوات حجي وزكريا كيف فكروا في إعادة بناء الهيكل وكيف أتموه. والاكتشافات التي أسفر عنها التنقيب في نيبّور، تلقي أمامنا ضوءًا قويًا علي الحالة الاجتماعية للمسبيين. وهناك ألواح بالخط المسماري – محفوظة الآن في المتحف العثماني باستانبول، بين ملفات أعمال شركة موراشو الفنية من أبناء نيبّور في أيام أرتحشستا الأول وداريوس الثاني (464 – 405 ق.م.) – نقرأ فيها عددًا ملحوظًا من الأسماء اليهودية. ومما يسترعي الانتباه أن الكثير من هذه الأسماء أسماء مألوفة لنا من قوائم الأنساب الموجودة في أسفار الملوك والأخبار وعزرا ونحميا. ويستنتج بروفسور هلبرخت (في كتاب: البعثة البابلية – المجلد التاسع – 13 ومابعدها) من فحص هذه الألواح أن عددًا كبيرًا من المسبيين اليهود الذين جاء بهم نبوخذراصر بعد تدمير أورشليم، قد استقروا في نيبّور وماحولها، وهناك أدلة كثيرة علي هذه الحقيقة. وفي هذه الوثائق مايؤيد ماجاء بالتلمود من أن نيبّور هي كلنة (تك 10: 10). ونعلم من النقوش المكتشفة أن " نهر خابور في أرض الكلدانيين " الذي رأي عنده حزقيال رؤياه، كان قناة واسعة صالحة للملاحة لا تبعد كثيرًا عن نيبّور.

17- قيام اليهودية وتطورها: لايمكن المغالاة في تقدير أثر السبي في تطور اليهودية، فكما يقول الدكتور فوكس جاكسون (في التاريخ الكتابي للعبرانيين، 316): "إن السبي هو أحد الأحداث العظيمة في تاريخ الديانة .. فبالسبي أنتهي تاريخ إسرائيل، وبدأ تاريخ اليهود"، فوجودهم في وسط ذلك الخضم من الأمم الوثنية، جعل الجالية اليهودية تبتعد عن كل رجاسات المحيطين بهم، وتلتصق بإيمان آبائهم في إله ابراهيم. ولأنهم كانوا معرضين للازدراء والسخرية من الأمم التي كانت تحتقرهم، كوّنوا دائرة مقفلة علي ذواتهم، وهكذا نشأت عادة الانعزال التي أصبحت من خصائصهم منذ ذلك الوقت. فبعد أن أصبحوا بلا وطن وبلا نظام طقسي وبلا أي أساس مادي لحياتهم كشعب، تعلموا – كما لم يتعلموا من قبل – أن ينظروا بعين التقدير لتراثهم الروحي الذي وصل إليهم من الماضي العريق، فأقاموا هويتهم الوطنية – في محيطهم الجديد – علي أساس ديانتهم، ولقد شجعهم أنبياؤهم، وبخاصة إرميا وحزقيال، وأيدوهم بتأكيد البركات الروحية والوعد بالعودة. لقد كانوا في حاجة إلي مبدأ ثابت دائم لتنظيم كل حياتهم الاجتماعية والعائلية والروحية، وقد دفعت هذه الحاجة قادتهم ومفكريهم إلي الرجوع إلي شريعة موسي والاعتماد عليها، وحل المعلم (الربي) والكاتب في مكانة الكاهن الذي يقدم الذبائح، وشغل المجمع والسبت مركزًا جديدًا في حياة الشعب الدينية. لقد نضجت هذه المباديء اليهودية وغيرها، وبلغت أوجها بعد العودة من السبي، فهو الذي خلق الحاجة إليهما. وبينما كان الأنبياء واضحين في التنبوء بالسبي، فإنهم لم يكونوا أقل وضوحًا في التنبوء بالعودة من السبي. فإشعياء – بأقواله عن " البقية " – وكذلك ميخا وصفنيا وإرميا وحزقيال وغيرهم قد أبهجوا قلوب الشعب – كل منهم في أيامه – برجاء العودة، ليس ليهوذا فقط بل ولإسرائيل أيضًا، فستعود الكروم للازدهار فوق جبال السامرة كما في وديان يهوذا، بل إن إرميا تبنأ بمدة السبي عندما أعلن أن شعوب تلك البلاد ستخدم ملك بابل سبعين سنة (إرميا 25: 12، 29: 10).

18- العودة بتصريح من كورش في 538 ق.م.: تحققت آمال المسبيين باستيلاء كورش ملك فارس علي بابل والقضاء علي الامبراطورية البابلية، لقد كان الفأس التي تنبأ عنها إرميا لسحق بابل. كما تنبأ عنه إشعياء وعن مسيرته الظافرة كمخلص للشعب، " هكذا يقول الرب .. القائل عن أورشليم ستعمر ولمدن يهوذا ستبيين، وخربها أقيم، القائل للجة انشفي، وأنهارك أجفف، القائل عن كورش راعي فكل مسرتي يتمم، ويقول عن أورشليم ستبني وللهيكل ستؤسس" (اش 44: 24 – 28).

19- اعادة بناء الهيكل في 536 ق.م.: في السنة الأولي لدخول كورش إلي بابل، صدر مرسوم بالتصريح للمسبيين بالعودة وبناء بيت الرب في أوشليم (2 اخ 36: 22 و23، عزرا 1: 1 – 4)، كما أخرج آنيه الهيكل – التي أخذها نبوخذراصر من أورشليم ونقلها إلي بابل – وسلمها كورش لشيشبصر رئيس يهوذا، وأحضرها شيشبصر معه عند عودته بالمسبيين من بابل إلي أورشليم.

ونجد أخبار العودة من السبي مفصلة في سفري عزرا ونحميا ونبوتي حجي وزكريا. وقد عاد مع شيشبصر 42,000 من المسبيين فضلًا عن العبيد. وبقيادة يشوع بن يوصاداق الكاهن وزربابل بن شألتئيل، بنو أولًا مذبحا للرب ثم وضعوا أساسات الهيكل. وقد تعطل العمل ثم توقف نهائيا لمعارضة السامريين، لأن بني إسرائيل رفضوا اشراكهم معهم في بناء الهيكل. وفي تلك الأثناء قام حجي وزكريا يحثان الشعب علي استئناف العمل، ووجها اللوم للشعب علي بخلهم، كما تنبأ حجي بالمجد الذي سيكون للهيكل، مما جعلهم يسرعون إلي بناء الهيكل، فتم العمل في شهر أذار في السنة السادسة لداريوس الملك (515 ق.م.). واحتفلوا بالفصح في رحاب المقدس الذي كمل بناؤه (عزرا 6: 15 – 18).

20- جهود عزرا ونحميا في الاصلاح: وتمضي بضعة عقود من السنين، لايذكر الكتاب عنها شيئًا، حتي نأتي إلي عام 458 ق.م. عندما صعد عزرا من بابل إلي أورشليم ومعه 1,800 من المسبيين، فوجد أن اليهود الذين قد عادوا من السبي، قد ارتبطوا بشعب الارض بالزواج، وأصبحوا في خطر فقدان مميزاتهم القومية والذوبان في الشعوب الوثنية (عزرا 9). وقد أمكن دفع هذا الخطر بجهود عزرا ونحميا وأقوال ملاخي. وبعد ذلك بثلاث عشرة سنة (445 ق.م.)، سمع نحميا – ساقي الملك ارتحشستا – بحالة الخراب التي كانت عليها المدينة المقدسة وقبور آبائه، فاستأذن سيده في الذهاب إلي أورشليم، فأذن له الملك وأعطاه رسائل توصية إلي ولاة عبر النهر لكي يجيزوه، وإلي حارس فردوس (غابة) الملك ليعطيه الأخشاب اللازمة للبيت وللأسوار. وهكذا سار الي أورشليم فوصلها بسلام، وقام بفحص الأسوار، ثم استنفر الشعب للعمل وترميم ما انهدم منها. وبالرغم مما تعرضوا له من الاستهزاء والسخرية والمقاومة العنيفة من أعدائهم السامريين، أمكن لنحميا أن يري العمل وقد كمل والأبواب وقد أقيمت والمدينة وقد أزدحمت بالسكان. عندئذ جمع نحميا وعزرا الشعب لسماع كلمات الشريعة. وفي اجتماع مهيب قرأوا الناموس وفسروه للشعب، وبعد ذلك ختم الشعب علي ميثاق يتعهدون فيه بحفظ ناموس موسي، وعدم التزاوج بينهم وبين الأمم، وحفظ يوم السبت وعدم المتاجرة فيه، ودفع ثلث شاقل سنويا لخدمة الهيكل، وتقديم الباكورات والعشور (نح 10: 28 – 39).

21- نظريات حديثة عن العودة: يعترض بعض علماء العصر الحاضر علي رواية هذا التاريخ، فينكرون عودة المسبيين في أيام كورش، ويقولون إن الذين بنوا الهيكل هم اليهود الذين بقوا في اليهودية وفي أورشليم، ويعتنق هذا الرأي بروفسور كوسترز من ليدن ويؤيده بروفسور ه. ب. سميث واخرون، فهم ينكرون تاريخية سفري عزرا ونحميا، ولكن الصعوبات التاريخية الموجودة في السفرين، لاتدعو بالمرة إلي نكران حقيقة " العودة " وما قام به عزرا ونحميا، فالعودة من السبي تؤيدها وثائق تحمل طابع الحق التاريخي مما لايمكن دحضه بمثل هذا الاستخفاف. وعلاوة علي ذلك، فان مشروعًا ضخمًا مثل هذا، يستدعي كل تلك الجهود والمهارات، لايمكن إنجازه بواسطة البقية المسكينة بدون معونة خارجية، ولقد رأينا من قبل مدي عجز البقية التي كانت تتكون من مساكين الأرض. كما أن صمت حجي عن موضوع العودة من السبي لايمكن أن يكون حجة علي ذلك. إن قصة السبي نفسها تدل علي حاجة البقية المسكينة إلي قوة دافعة من يهود بابل الذين امتلأت نفوسهم غيرة وحماسة مما عانوه في السبي.

22- أهمية فترة عزرا ونحميا: لقد كان لعصر نحميا والفترة التي سبقته مباشرة، بالغ الاثُر في مستقبل الأمة، " ففي أثناء تلك المئة السنة، رسخت شريعة موسي كأساس للحياة القومية، وبدأت الخطوات الأولي في تحديد أسفار الكتاب المقدس، وأخذ المجتمع الإِسرائيلي الطابع الذي مميزه في العصور التالية التي طورته دون أن تغيره تعييرًا جذريًا. ففي خلال تلك الفترة أخذ المجتمع اليهودي الصورة التي كان عليها في أيام ربنا يسوع المسيح، فتكونت القوي التي عارضت المسيح وكذلك القوي التي وقفت إلي جانبه، فقد رأي ذلك القرن قيام الأحزاب التي أصبحت بعد ذلك الطوائف المعروفة بالفريسيين والصدوقيين، كما وضُع فيه أساس علماء اليهود (الربيين)، وتحدد موقف اليهود من الأمم، ووضُع الكهنة علي الطريق للسيادة العليا، وحدث الانفصال عن السامريين" (دكتور ب. هاي هنتر في كتابه "ما بعد السبي" – القسم الأول – الفصل السادس عشر).
 
قديم 12 - 06 - 2012, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

بنو السَبي


كلمتان كثيرتان الورود في الكتاب المقدس (انظر عزرا 4: 1) ويقصد بهما المسببون وأولادهم, كما تجد العبارات أن الله رد سبي صهيون (مزمور 126: 1) وارد سبيكم (إرميا 29: 14) وارجع سبيهن (حزقيال 16: 53) وهي تعني رجوع الشعب إلى أرضه. وقد تستعمل كلمة السبي للدلالة على الذل والخذلان, وفي أيوب 42: 10 ردّ الله السبي أيوب بمعنى أنه خلصه من المصائب والارتباك والخسائر التي كان مسبيًا فيها, وجعله يفرح في رضا الله.
ويقال عن المسيح سبي سبيًا (أفسس 4: 8) بمعنى أنه أخضع السبي فأطلق شعبه (غلاطية 4: 24 وعبرانيين 2: 15 و 2 بطرس 2: 19).
 
قديم 12 - 06 - 2012, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قاموس الكتاب المقدس

ستر | أستار


ورد في سفر الخروج وسفر العدد ذكر للأستار, وهي الستائر أو الحجب التي كانت تعلّق على جدران دار الخيمة المصنوعة من الشقق (خروج 27: 9 و 35: 17 وعدد 3: 26 و 4: 26).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قاموس أعلام الكتاب المقدس أ
قاموس أعلام الكتاب المقدس الحرف ( ب )
[أ] من قاموس الكتاب المقدس
قاموس كلمات فى ايات من الكتاب المقدس
حرف (ذ) من قاموس الكتاب المقدس


الساعة الآن 12:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025