شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
القضاة 21 - تفسير سفر القضاه
آية (1): "ورجال إسرائيل حلفوا في المصفاة قائلين لا يسلم أحد منا ابنته لبنيامين امرأة."
هذا الحلف معناه الحكم بالقضاء على سبط بنيامين تمامًا. وهو قسم خاطئ قطعًا.
آية (2): "وجاء الشعب إلى بيت إبل وأقاموا هناك إلى المساء أمام الله ورفعوا صوتهم وبكوا بكاء عظيما."
بكوا بكاءً عظيمًا = صارت نفوسهم مرة فقد هلك من بنيامين 26.100 وهلك من إسرائيل 40.030. وحتى الـ600 المتبقين من بنيامين لا يستطيعوا الزواج بسبب حلفهم ومعنى هذا اختفاء سبط من إسرائيل نهائيًا.
الآيات (3-9) "و قالوا لماذا يا رب إله إسرائيل حدثت هذه في إسرائيل حتى يفقد اليوم من إسرائيل سبط. وفي الغد بكر الشعب وبنوا هناك مذبحا واصعدوا محرقات وذبائح سلامة. و قال بنو إسرائيل من هو الذي لم يصعد في المجمع من جميع أسباط إسرائيل إلى الرب لانه صار الحلف العظيم على الذي لم يصعد إلى الرب إلى المصفاة قائلًا يمات موتا. و ندم بنو إسرائيل على بنيامين اخيهم وقالوا قد انقطع اليوم سبط واحد من إسرائيل. ماذا نعمل للباقين منهم في امر النساء وقد حلفنا نحن بالرب أن لا نعطيهم من بناتنا نساء.و قالوا اي سبط من أسباط إسرائيل لم يصعد إلى الرب إلى المصفاة وهوذا لم يات إلى المحلة رجل من يابيش جلعاد إلى المجمع. فعد الشعب فلم يكن هناك رجل من سكان يابيش جلعاد."
الآيات (10-12): "فأرسلت الجماعة إلى هناك اثني عشر ألف رجل من بني الباس وأوصوهم قائلين اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال. و هذا ما تعملونه تحرمون كل ذكر وكل امراة عرفت اضطجاع ذكر. فوجدوا من سكان يابيش جلعاد اربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع ذكر وجاءوا بهن إلى المحلة إلى شيلوه التي في ارض كنعان."
هم حذروا كل مدينة لا تشترك في قتال بنيامين. ولكن هذه وحشية أن يقتلوا الرجال مع النساء مع الأطفال ماعدا الفتيات العذارى.
الآيات (13، 14): "وأرسلت الجماعة كلها وكلمت بني بنيامين الذين في صخرة رمون واستدعتهم إلى الصلح. فرجع بنيامين في ذلك الوقت فاعطوهم النساء اللواتي استحيوهن من نساء يابيش جلعاد ولم يكفوهم هكذا."
هم سبق وتساءلوا ماذا نعمل للـ 600 الباقين (آية 7) والآن بعد مذبحة يابيش جلعاد وجدوا الحل بتزويج الـ600 للعذارى المتبقين من يابيش جلعاد لإحياء السبط من جديد.
وهذه الصلة بين يابيش جلعاد وسبط بنيامين تشرح تعاطف أهل يابيش جلعاد مع أجساد شاول الملك وبنيه بعد ذلك، بل ودفاع شاول عن يابيش جلعاد ضد العمونيين (يابيش جلعاد من سبط جاد).
آية (15): "وندم الشعب من اجل بنيامين لأن الرب جعل شقا في أسباط إسرائيل."
كأن إسرائيل كثوب كامل مزَّق منه أحدهم شقًا منه:
ونلاحظ في هذه القصة عدة أخطاء:
1.كبرياء بنيامين إذ لم يُسلمْ أشرار جبعة وقراره بقتال كل الأسباط.
2.كبرياء إسرائيل في قرار الحرب دون استشارة الله.
3.كبرياء إسرائيل في طريقة عقابهم الوحشية ليابيش جلعاد. وقبل ذلك في إفناء سبط بنيامين بأكمله بل قسمهم في عدم زواج بنيامينى ببناتهم. وربما لو سألوا الله لأرشدهم لطرق عديدة يعاقبون بها الأشرار ولا يفنوا سبطًا بأكمله ثم بعد ذلك يندمون.
4.إقامة مذبح غير مذبح خيمة شيلوه آية 4.
5.هذا فضلًا عن تفشى الوثنية والنجاسة في إسرائيل.
الآيات (16-18): "فقال شيوخ الجماعة ماذا نصنع بالباقين في امر النساء لانه قد انقطعت النساء من بنيامين. وقالوا ميراث نجاة لبنيامين ولا يمحى سبط من إسرائيل. و نحن لا نقدر أن نعطيهم نساء من بناتنا لأن بني إسرائيل حلفوا قائلين ملعون من اعطى امراة لبنيامين."
وقالوا ميراث نجاة لبنيامين = إذ يجب أن يكون ورثة للناجين من سبط بنيامين.
الآيات (19-24): "ثم قالوا هوذا عيد الرب في شيلوه من سنة إلى سنة شمالي بيت إبل شرقي الطريق الصاعدة من بيت إبل إلى شكيم وجنوبي لبونه. وأوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى ارض بنيامين. فإذا جاء آباؤهن أو اخوتهن لكي يشكوا إلينا نقول لهم تراءفوا عليهم لأجلنا لأننا لم نأخذ لكل واحد امرأته في الحرب لأنكم انتم لم تعطوهم في الوقت حتى تكونوا قد أثمتم. ففعل هكذا بنو بنيامين واتخذوا نساء حسب عددهم من الراقصات اللواتي اختطفوهن وذهبوا ورجعوا إلى ملكهم وبنوا المدن وسكنوا بها. فسار من هناك بنو إسرائيل في ذلك الوقت كل واحد إلى سبطه وعشيرته وخرجوا من هناك كل واحد إلى ملكه."
لأن القسم الذي أقسموه كان خاطئًا، ها هم يتحايلون ليجدوا طريقة للخروج من المأزق، بأن يخطف الـ200 بنيامينى الذين بلا زوجة 200 فتاة من الراقصات في العيد. ألم يكن من الأفضل الاّ يقسموا أصلًا!! لذلك طلب السيد المسيح أن لا نقسم.
ومعنى قوله في آية 22 فى الوقت = أي أنتم لم تعطوهم بناتكم في الوقت الذي طلبوا فيه بل هم خطفوهم دون إرادتكم، فإذًا أنتم لم تكسروا حلفكم بل هم أخذوا البنات.... وهذا هو التحايلْ.
آية (25): "في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل كل واحد عمل ما حسن في عينيه."
لم يكن ملك في إسرائيل = بهذه العبارة يُختمْ السفر. وكأن غاية السفر أن يشرح أن سبب كل هذا الفساد أنه لا يوجد ملك. وقلب الإنسان يميل للإباحية وللحرية الخاطئة وليعمل حسب هواه بلا ضابط ولكن من يملك المسيح على قلبه لا يفسد بل يعطيه المسيح الملك أن يفهم معنى الحرية الحقيقية.