كلمة تحذير ودعوة إلى التّحرير
المؤمن المسيحي الحقيقي يلتزم بتحذيرات كلمة الله ولا يسمح لنفسه بأن يسقط في فخاخ إبليس الّتي منها "علم الغيب" على أنواعه. يقع عدد كبير من الناس في فخّ هذا العلم بسبب جهله وطيب نواياه. لكنّ الكتاب المقدّس لم يتركنا في هذا الموضوع من دون تعليم واضح وإنذار شديد. يقول يوحنّا الرّسول: "أيُّها الأَحِبّاءُ، لا تُصَدِّقوا كُلَّ روحٍ، بَلِ امتَحِنوا الأرواحَ: هلْ هيَ مِنَ الله؟ لأنَّ أنبِياءَ كَذَبةً كَثيرينَ قَد خَرَجوا إلى العالَم" (1يو 4: 1). فالمطلوب من المؤمن بالمسيح أن ينتبه لنفسه لئلاّ يقع فريسة عمل شيطانيّ مُدمّر. أمّا الاستخفاف بالموضوع، وعدم الأخذ بالتحذيرات الواردة في الكتاب المقدّس، فلا يعفي الإنسان من دفع ضريبة عالية عن خياراته الخاطئة. إنّ دراسة ما يُعلّمه الكتاب المقدّس في هذا الموضوع تساعدنا على معرفة أفكار إبليس ودوافعه الهادفة إلى إهلاك الناس. نحن مدعوّون إلى الصّحو والسّهر لئلاّ نؤخذ على حين غرّة من إبليس الّذي يجول كأسد جائع ملتمساً من يبتلعه (1 بط 5: 8). لذلك يجب التسلّح بالإيمان وبكلمة الله في معركتنا الرّوحيّة مع "أجناد الشرّ" (أف 6: 10 -20)، للتخلّص من سلطانها على حياتنا.
أما المتورّط في علم الغيب، فلا بدّ من أن يُلبّي دعوة يعقوب أخي الرّب: "فاخضَعوا للهِ. قاوِموا إِبليسَ فيَهرُبَ مِنكُم. اقتَرِبوا إلى الله فيَقتَرِبَ إِلَيكُم" (يع 4: 7-8). مَنْ زلَّت قدمه في هذه الطريق وصار يُعاني من تَبعات عمله هذا، لا بدّ من أن يبحث عن طريق يقوده إلى الخروج من قبضة إبليس ومن وضعه المأساويّ. الإعتراف بالخطيّة -وتعاطي علم الغيب هو خطيّة إذ هو مناقض للإيمان المسيحيّ الكتابيّ- يقود إلى الخروج منها بالتّوبة، وإلى الشّفاء من آثارها بالغفران الّذي يمنحه المسيح. لقد انتصر المسيح على الشيطان بموته على الصّليب وقيامته من الأموات وهو يغفر الخطايا من أيّ نوع كانت. ولقد أعطى الرّب الّذين يعودون إليه سلطاناً أن يدوسوا الحيّات والعقارب وكلّ قوّة العدوّ فلا يضرّهم شيء (لو 10: 19). مَنْ يؤمن بالمسيح عليه أن يتيقّن أنّ "الشرّير لن يمسّه" (1 يو 5: 18)، وأنّ الله يحمي حياته بعد خروجه من أسْرِ لعبة "معرفة الغيب"، ومن تأثير العيافة والعرافة، فلا يُضرّ (عدد 23: 23). مِن أجمل وعود الرّب لمن يعود إليه: "لا تَخَفْ لأنّي فَدَيتُكَ. دَعَوتُكَ باسمِكَ. أنتَ لي" (إش 43: 1).