منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 11 - 2012, 04:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,393

من أين تأتي العثرة

قداسه البابا

من أين تأتي العثرة

قد تكون العثرة داخلية، من داخل الإنسان.

" من كنز قلبه الشرير تخرج الشرور" (لو 16: 45) فمنه تصعد شهوات وأفكار تزعجه. قد تكون العثرة من حواسه التي تجمع له مناظر وأحاديث تتعبه. قد تكون من رغباته ومسلياته وهواياته، ومن أفكاره وأحاسيسة، ومما خزنه لنفسه في عقله الباطن من صور واخبار وأفكار.. لذلك فهو يبعثر نفسه. وإن لم تأته شهوة من الخارج، يجلبها لنفسه من الداخل، بتصرفه الخاص. حقا "إن أعداء الإنسان أهل بيته" (متى 10: 6). وبيته هو قلبه وفكره..

إن كنت هكذا، فحاول أن تضبط نفسك، كما قال الرسول "مستأسرين كل فكر لطاعة المسيح" (2كو 10: 5)

هناك عثرات من الخارج: من البشر ومن الشياطين:

وفى الخطية الأولى للبشرية، يوجد النوعان معا: وهما عثرة الشيطان لحواء، وعثرة حواء لآدم. والشيطان قد يعثر الناس بطريقة مباشرة، وقد يعثرهم عن طريق البشر، عو طريق خدامه الذين "يغيرون شكلهم كخدام للبر"
(2كو 11: 15)
وهناك عثرات من الشياطين، كالرؤى والأحلام الكاذبة:

فالشيطان كما يقول الكتاب قد "يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2كو 11: 14). ومعروفة القصة التي وردت في البستان، التي ظهر فيها الشيطان بهيئة ملاك لراهب قديس، وقال له "أنا جبرائيل الملاك أرسلنى الله إليك". فأجابه الراهب في اتضاع "لعلك أرسلت إلى غيرى واخطأت الطريق. أما أنا فإنسان خاطئ لا استحق أن يظهر لى ملاك". فتركه الشيطان ومضى..

وقد يظهر شيطان كروح من أرواح البشر المنتقلين:

يقول انا روح فلان (أحد أقربائك أو معاوفك)، ويخبر بأشياء تتعلق بهذا الإنسان أو بيته أو أهله، حتى يصدقه من رأوه. وقد يظهر في صورة أحد القديسين أو السواح، حتى يخدع الناس.

وقد يظهر الشيطان في حلم.

وهناك احلام كثيرة من الشيطان، كما قال القديس الأنبا أنطونيوس عن خبر معين "جاء الشياطين في حلم وأخبرونى". لذلك نصيحتى لك: لا تصدق الأحلام، ولا تجعلها تقودك في حياتك. فليست كل الأحلام من الله، كأحلام دانيال ويوسف الصديق ويوسف النجار، إنما هناك أحلام من الشيطان ليعثر بها الناس، وهناك رؤى من الشيطان.

وأيضاً لا تتبع الأرواح، فقد أضلت كثيرين..

والكتاب يقول "لا تصدقوا كل روح بل إمتحنوا الأرواح هل هي من الله، لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا على العالم" (1يو 4: 1). وهؤلاء مرسلون من الشيطان، وكذلك المسحاء الكذبة، والمسيح الدجال في آخر الزمان، ضد المسيح الذي قال عنه الرسول".. مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2تس 2: 9).

كذلك ميز أفكار الشيطان وحيله..

فقد يحارب بالفكر، وليس فقط بالرؤى والأحلام والأرواح. أما أنت فلا تصدقه، كما يقول الرسول "لئلا يطمع فينا الشيطان، لأننا لا نجهل أفكاره" (2كو2: 11). لذلك لا تتبع كل فكر يأتى إليك، ظانا أنه من روح الله! ولا تقل في جرأة "الروح قال لى". وأصبر على الأفكار، لتعرف هل هي من الله أم لا. واستشر.

إن القديس مقاريوس الكبير جاءه فكر أن يزور الآباء السواح في البرية الجوانية، وهو فكر مقدس كما يبدو. ولكن القديس مقاريوس قال في ذلك "فبقيت مقاتلا هذا الفكر من الله أم لا".. إذن لا تسرع وراء الفكار لتنفذها..

إن الشيطان قدم للمسيح ثلاثة أفكار..

ولكنه رفضها جميعا، ولم يقبل شيئا منها، ورد عليها. فارفض أنت أيضاً كل فكر يأتيك من الشيطان. وتذكر ما قيل على لسانك في المعمودية "أجحدك أيها الشيطان، وكل أفكارك الردية.. وكل جنودك.. وكل بقية نفاقك".

أرفض كل فكر لا ينميك روحيا ولا يبنيك، سواء جاءك من الشيطان أو من الناس.

وكما تهرب من عثرات الشيطان، أهرب من عثرات الناس.

وعثرات الناس منها نوع عام قد يشمل المجتمع كله. ومنها نوع خاص بك أنت بالذات من جهة الأشخاص الذين تختلط بهم، سواء كانت عثرتهم لك ولغيرك، أو لك وحدك. سواء كانوا اعداء أو أصدقاء.

فالعثرة قد تأتى من أعز الأقرباء والأحباء.

وغالبية الشبان الذين يفسدون، إنما يأتيهم الفساد من أصدقائهم الأعزاء جدا الذين لهم تأثير عليهم. وشمشون أتته العثرة من دليلة، وكانت أحب إنسان إلى قلبه. كما أن آخاب الملك أتته العثرة من زوجته إيزابل. ولا ننسى أن أبانا آدم أتته العثرة من حواء. وما أكثر الأطفال في البيوت الذين تأتيهم من والديهم عن كان البيت غير متدين - فيسمعون في البيت الشتائم وكلام الشجار. ويأخذون عن الوالدين كل الطبائع والعادات الخاطئة.

ويعقوب أبو الاباء أتته العثرة من أمه رفقة.

هى التي اوعزت إليه أن يتنكر في زى أخيه عيسو، ويخدع أباه إسحق، ويأخذ البركة منه. وهي التي وضعت الخطة كلها ودبرت كل شيء. . ولما خاف يعقوب من هذه الخديعة وإمكانية إنكشافها قائلا "فأجلب على نفسى لعنة لا بركة "قالت له أمه "لعنتك على يا إبنى. إسمع لقولى فقط.." (تك 27: 8 - 13) وما أسهل ان تأتى العثرة لأبنة من أمها. الأم التي تتلف حياة إبنتها بعد زواجها، وتعمل على خراب بيتها، بالتدخل وفرض رأيها عليها وعلى زوجها.

السيد المسيح جاءته عثرة من تلميذه بطرس، فوبخه.

و المقصود بهذه العثرة نصيحة خاطئة. إذ فيما كان السيد يشرح لتلاميذه إنه ينبغى له أن يذهب إلى أورشليم "ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم".. لم يعجبه بطرس أن معلمه العظيم يسلم نفسه.. "فأخذ بطرس إليه.. وقال له يعجبه بطرس أن معلمه العظيم يسلم نفسه.. "فاخذه بطرس إليه.. وقال له في محبة خاطئة "حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا". فالتفت الرب غليه وقال "إذهب عنى يا شيطان. أنت معثرة لى.." (متى 16: 21 - 23) وهكذا رفض المسيح هذه العثرة من تلميذه وصديقه..

ينبغى أن ترفض العثرات التي تأتيك من أحبائك.

حتى لو كانت تلك العثرة من أقرب اقربائك. فقد قال السيد المسيح".. اعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أبا أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى. ومن احب إبنا أو إبنة اكثر منى، فلا يستحقنى" (متى 10: 36، 37). وإن الحب هو أولا لله، ومن محبته تنبع كل محبة. والطاعة هي اولا لله، ومن طاعته تنبع كل طاعة. حتى طاعة الآباء قال عنها الكتاب "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب فإن هذا حق" (أف 6: 1). هي إذن طاعة لازمة، ولكن "في الرب".

ولذلك يوناثان لم يطع والده شاول في اضطهاده لداود.

بل وبخه على ذلك بقوله "لماذا تخطئ إلى دم برئ بقتل داود بلا سبب" (1صم 19: 5). كان سليمان الملك مع احترامه الشديد لوالدته بثشبع، لم يطعها في وساطتها لأدونيا أخيه" (1مل 2: 19 - 23).

ومن حدود الطاعة، أنه لا تكون فيها عثرة.

من عشرتك مع الناس، ومن خبراتك في الحياة، أصبحت تدرك تماما من أين تأتيك العثرة وبسبب من، فاستفد من هذه الخبرة في أن تحيط نفسك بجو نقى على قدر إمكانك. والذين لا تستطيع أن تبعد عنهم جسديا، إبعد عنهم من جهة الفكر ومنهج الحياة. وكما قال الكتاب "لا تشتركوا في اعمال الظلمة غير المثمرة، بل بالحرى بكتوها" (أف 5 ك 11). فغن لم تستطع ان تبكتها، فعلى الأقل لا تسر في تيارها، ولا تخضع للعثرة.

واحرص أنت نفسك ألا تكون عثرة لغيرك.

حتى لا تقع في مسئولية أمام ضميرك وامام الله، وربما أمام الناس، إنك تسببت في سقوطه أحد..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أين تأتي العثرة لقداسة البابا شنودة الثالث
ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة
عبارة ويلًُُ لمن تأتى منهم العثرة
من أين تأتي العثرة
مفهوم العثرة: 1- ما هي العثرة؟


الساعة الآن 11:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024