رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص شاروبيم يعقوب نشأته وتاريخ حياته : ولد في 6 فبراير 1933 بمدينه المنيا بصعيد مصر من والدين مسيحيين ربياه في جو روحي حيث كان جده لامه قمصا كما كان يردد ابونا دائما *كان المتنيح الانبا ديسقورس مطران المنيا الاسبق يتردد كثيرا علي منزل الاسره حيث كان الطفل يوسف يعقوب متعلقا به ومعجبا بشخصه ويفرح كثيرا بوجوده معهم مما كان له تاثير قوي في حياته وارتباطه بالكنيسه ومحبته لها منذ طفولته *داوم منذ صغره علي حضور القداسات والاجتماعات الروحيه ودراسه الكتاب المقدس بعمق حتي صار هو انجيلا معاشا كما وصفه كل من تعامل معه من ابناه ومحبيه *التحق بكليه الهندسه جامعه القاهره حيث كان شعله من النشاط الروحي بين زملاه في الكليه يغرس فيهم محبعه الفضيله والالتصاق بالمسيح وافتقادهم لحضور القداسات والاجتماعات الروحيه وتوبيخ الكسول منهم حتي انه ربح الكثير منهم للمسيح *ولعل سر نجاحه في تلك الفتره هو ايمانه بان له رساله في هذه الحياه ..... فمنذ شبابه المبكر آمن انه يستحيل ان يعيش بهدف اخر غير البحث عن النفوس البعيده عن الله والدخول بها الي حياه الاتحاد مع الله في المسيح يسوع *ويروي ان ابونا شاروبيم قصه رائعه عن محبته للخدمه واهتمامه بتقديم كلمه الحياه للبعيدين والنفوس الضاله *فقد كان يسكن مع مجموعه من الطلبه في منزل به اسره مسيحيه ولكنها للاسف تعيش حياه الاستهتار والصخب والتمسك بالخطيه بصوره عنيفه - مما اثر فيه كشاب غيور يكره الخطيه بكل صورها ويريد كسيده المسيح ان الجميع يخلصون والي معرفه الحق يقبلون *وفي حدود امكانياته في ذلك الوقت اشتري مجموعه من النبذات الروحيه التي تتحدث عن التوبه وعمل النعمه والاهمام بالابديه وقدمها كهديه لتلك الاسره دون ان يتكلم معهم لعلهم ان يفهموا ما هو المقصود من ذلك النبذات *رفضت هذه الاسره النبذات وثارت واعتبرت ان هذا التصرف تدخلا في شئونها وهو ما لا تقبله – وقدمت شكوي ضده لزملائه ولكن ابونا يؤمن انه ليس الغارس شيا ولا الساقي بل الله الذي ينمي . الله يدعو الكل ليتوبوا متغاضيا عن ازمنه الجهل *وكان يعتز جدا بالآيه الجميله التي تقول : - الحكمه تنادي في الخارج . في الشوارع تعطي صوتها . تدعو في رؤوس الاسواق في مداخل الابواب في المدينه تبدي كلامها قائله الي متي ايها الجهال تحبون الجهل والمستهزون يسرون بالاستهزاء والحمقي ينقصون العلم .ارجعوا عند توبيخي ها أنذا أفيض لكم روحي اعلمكم كلماتي (ام 1 : 20 ) *ولم ييأس ابونا وصلي الي الله ليعمل في هذه الاسره بروحه القدوس حتي تكون لها سيره حسنه في حياه التوبه داخل دائره الكنيسه كي لا تموت في خطاياها واستجاب الرب . وفتح قلب الأسره لتفهم أن الرب غير راض علي خطاياهم وتصرفاتهم وانه يريد ان تتوب وترجع اليه وصار البيت بيت طهاره وبيت بركه وبيت قداسه وكان تعليق ابي الحبيب علي هذه القصه لقد علمني الرب وهو انه عندما تذوق النفس حلاوه المسيح . فلن تفتش علي حلاوه اخري *بعد حصوله علي بكالريوس الهندسه عمل بوزاره الري في بلاد كثيره منها ادفو واسيوط وبني سويف والزقازيق .... واخرها مدينه المنصوره وكان في عمله نموذجا للموظف الكفء الامين . ومع شده تمسكه بالفضيله وتعاليم الكنيسه المقدسه وطقوسها . كان يولي عمله المصلحي كل اتقان ورعايه . اذن ان زملائه من غير المسيحيين يشهدون عنه وعن اماناته خلال فتره عمله معهم حتي اليوم *ويحكي احد زملاء ابونا في العمل عن ان هناك موظفا ممن كانوا يعملون تحت رئاسته اخطأ في العمل خطأ يستوجب العقاب وحتي يكون عبره لغيره وسلمه مبلغا من المال يساوي المبلغ الذي تم خصمه منه وافهمه ان هذا المبلغ من حق اولاده ولكن كان لابد من عقابك لان الخطأ في العمل شئ وعمل الرحمه.. شئ اخر وبهذه الصوره الروحيه المثاليه ترك ابونا اثرا طيبا فدي نفس هذا الرجل بل واعطي درسا في الامانه لكل من هم حوله من الزملاء . دعوته للكهنوت : *الدعوه الكهنوتيه شبكه بطرحها الرب الاله راعي الرعاه الاعظم من علو سماه علي الارض كما هي عليه في السما يختار من يختار ويدعو من يريد ... *والكاهن المدعو حقا من الله تجده ممتلئا من روح الاستقامه وسلامه القصد فلا يدخل خلسه ولا ياخذ الدعوه لا اسباب ارضيه او اعتبارات عالميه وابونا شاروبيم عندما نقل الي مدينه المنصوره ليعمل مساعد مدير اعمال بوزاره الري ... لم يترك خدمته بل علي العكس ازداد نشاطا حينما دعاه ابونا انطونيوس يونان اطال الله حياته للخدمه في كنيسه السيده العذراء بتوريل قبل بنائها بالشكل الحالي اذ بدات الخدمه فيها في منزل صغير وكانت تعقد به الاجتماعات الروحيه لشعب حي توريل بالمنصوره ... وانتظم ف خدمه الشباب بالاشتراك مع مجموعه من الخدام الاتقياء ومنهم الاستاذ سمير امين الذي صار فيما بعد القمص ارسانيوس امين كاهن كنيسه مارجرجس بالمنصوره . وكان يعقد اجتماعات اسبوعيا يوم الثلاثاء لدراسه الكتاب المقدس انتظم فيه الكثير من افراد الشعب خاصه الشباب منهم حيث اجتذبهم لهذه الدراسه لما وجدوه فيه عمق روحي وحكمه نازله من فوق وروحانيه منسكبه كالدهن الطيب الدسم والمشبع .. فكان تعليمه عن المسيح مبهجا منطبعا علي سلوكياته وبنفسه كان يفتقد الغائبين ويسال عنهم ويطمن علي الكل . ويصلي لاجلهم وكان يفتقد الاخوه الاصاغر والامين يحدثهم عن الله ومن ملكوت السموات ببساطه المؤمن اتجهت الانظار الي المهندس يوسف يعقوب في المنصوره وخارجها حيث انه كان لا يتاخر عن قبول دعوه الخدمه في اي مكان سواء في الزقازيق او المحله الكبري او القاهره او الاسماعيليه فكان يذهب لتلك البلاد ليقدم كلمه الانجيل المشبعه المحييه لكل نفس بحب واتضاع وارشاد الروح القدس اذ كثيرا ما سمعته يردد الايه التي تقول .. " وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمه الانسانيه المقنع بل ببرهان الروح والقوه لكيلا يكون ايمانكم بحكمه الناس بل بقوه الله " ( 1كو 2 : 5-4 ) ويروي ابونا قصه دعوته للكهنوت .. فقد دعي اولا من المتنيح نيافه الانبا اندراوس اسقف دمياط والمحله السابق ليكون كاهنا علي مذبح كنيسه مارجرجس بالمحله الكبري وبعد ان وافق بعد تردد استوقعه نيافه الاسقف علي اقرار الرسامه .. ولكن ابونا لم يشعر بالراحه الداخليه لتلك الدعوه وصلي كثيرا في مخدعه بروح الخضوع لمشيئه الله لكي يستضئ ذهنه ويعلن الله له ارادته .. فجاه صوت الهي ان يذهب الي كنيسه العذراء بتوريل لحضور عظه الوقت اب اعترافه . دخل اي الكنيسه وكانت كلمات الروح القدس في العظه اياك وهذا الطريق الذي انت سار فيه .. لبس هو طرقك تاني ولا تتسرع ورغم ان هذا الحديث لم يكن يقصد به موضوع الرسامه ولا يقصد به ابونا شاروبيم بل كان الحديث عاما في موضوع روحي جات به هذه الكلمات ولكن ابونا شاروبيم بل كان الحديث عاما في موضوع روحي جاءت به هذه الكلمات ولكن ابونا اعتبر انه هو المقصود بتلك الكلمات وان موعد قبول الدعوه لم يات بعد وان عليه ان يتاني حسب مقاصد الله اذ لكل شئ تحت السموات وقت ... واعتذر لنيافه الانبا اندراوس موضحا له انه غير مستحق لهذه الدعوه بعد ذلك بمده ليست بقليله وجه نيافه الحبر الجليل مثلث الرحمات الانبا فيلبس الدعوه اليه ليكون كاهنا علي مذبح كنيسه الملاك ميخائيل بالمنصوره ولكنه كان يقول ( انا غير مستحق ) وحاول ان يهرب الهروب المنسحق الشاعر بعدم استحقاقه . اقنعه نيافه الانبا فيلبس بقبول الدعوه والسير في طريق التكريس لما راي فيه من اهتماما وتقديرا للنفوس التي مات المسيح لاجلها والتي تاخذ كل وقته وجهده ونشاطه طلب ابونا بعضا من القت للتفكير ورفع صلوات من اجل هذه الدعوه في مخدعه حيث انه كان يشعر بمعظم مسئوليه خدمه الكهنوت وعدم استحقاقه لها وخرج من مقر المطرانيه ليدخل الي مخدعه .. مستاثرا كل فكر لطاعه المسيح في صلوات وتضرعات من اجل ان تستعلن مشيئه الله له في هذا الخميس ذهب الي كنيسه العذراء بتوريل لحضور العظه التي يلقيها ابونا انطونيوس يونان في هذا الموعد كل اسبوع وليتشاور معه في امر الدعوه الكهنوتيه دخل للكنيسه ولم يكن ابونا انطونيوس من يعلم عن امر الدعوه شيئا وكانت العظه بترتيب الهي ... عن الخدمه وفيها قال : لماذا نتواني عن خدمه المسيح .هو يدعوك لا تتاخر ... انت اناء للمسيح اختارك لكي تحمل اسمه .. فالحصاد كثير والفعله قليلون تأمل ابونا شاروبيم كثيرا في تلك الكلمات وشعر بان هناك صوت داخلي لعله صوت الروح كانه يقول له .. لقد اعطاك الله وزنات فلماذا لا تستخدمها واعطاك مواهب فلماذا لا تضمرها ... وكشف ما بداخل قلبه لاب اعترافه والذي تولي نيابه عنه الرد علي الاسقف .... وكانت الرسامه المباركه للمهندس / يوسف يعقوب في يوم الجمعه الموافق 26/5/1973 بيد صاحب النيافه الحبر الجليل مثلث الرحمات الانبا فيلبس باسم القس / شاروبيم يعقوب واذ سيم كاهنا لم ينحرف قط عن رسالته التي امن بها وعاش من اجلها فكان عمله الرعوي يزداد قوه وعمق من يوم الي يوم ومن لحظه الي اخري حتي النفس الاخير وكان يؤمن ان وقت الكاهن اثمن من ان ينشغل في شئ غير العمل الروحي . خدمته المباركه في المنصوره : بعد رسامته كاهنا اهتم جدا بخدمه الافتقاد فبدأ بتجهيز خريطه مساحيه احضرها بنفسه لمدينه المنصوره وخريطه اخري اهداها له المتنيح الاتاذ كامل حنا رئيس جمعيه اصدقاء الكتاب المقدس بالمنصوره . وعن طريق الخرائط امكن تنظيم خدمه الافتقاد فعرف الاحياء والشوارع والمنازل ومن حي الي حي ومن منزل الي منزل ومن اسره الي اسره كان يتجول ويدخل بيوتا ويفتقد البعيدين في زيارات روحيه لافتا انظار الجميع نحو شخص الرب يسوع تاركا الزياره لقياده الروح القدس الذي يبني الكنيسه والنفوس حتي ان نيافه الانبا بيشوي قال عنه يوم الجنازه ان شوارع المنصوره وبيوتها شهدت عن محبته للمسيح جذب الجميع الي الكنيسه من الاطفال الي الشيوخ وكانت الكنيسه دائما ممتلئه بالمصلين وكان الشعب يحضر الي الكنيسه بشغف خاصه في عشيه السبت التي كان يقدم فيها دراسه اسبوعيه لكلمه الله المشبعه فكان حينما يعظ كنا نشعر انه لا يعظ وانما يسوع الذي شهد له الجميع ان " كلمات النعمه كانت تخرج من فمه " ( لو 4 : 11 ) فلم يكن يقدم فكره الخاص او رايه الشخصي وانما كان يقدم راي المسيح في كل ما يقال او يعرض اذ كان دائما يردد الايه التي تقول " ان كان احد يتكلم فكاقوال الله " ( ابط : 11 ) وقد قام احد الاخوه الاحباء من الذين تتلمذوا علي يد ابونا ان ابدا خدمته وحتي نهايتها بعمل احصائيه رائعه للعظات والموضوعات التي قدمها علي مدار ثلاثون عاما في عشيه السبت فكانت عددها 1440 عظه تشتمل علي حياه السيد المسيح وشخصيات من العهد القديم وموضوعات روحيه اخري اول عظه القاها بعد عودته من الاربعين يوما كانت بعنوان " المسيح اعظم من هارون " واخر عظه القاها في يوم السبت 22 / 6 / 2002 قبل نياحته بيومين عن " الروح القدس ومواهبه وثماره في الانسان المسيحي 140 عظه موضوعها تاملات في حياه الرب يسوع بالاضافه الي 21 عظه موضوعها تاملات في كلمات السيد المسيح علي الصليب . 32 عظه موضوعها تاملات في رسائل معلمنا بولس الرسول الي اهل تسالونيكي الاولي والثانيه وفيلبي وافسس وفليمون ورسالتي معلمنا بطرس بالاضافه الي عشره شرائط موضوعها تاملات في رساله معلمنا يعقوب وثلاثه عشر شريط تاملات في رساله معلمنا بولس الي العبرانيين . 300 شريط عظه لموضوعات روحيه متنوعه بالاضافه الي عشرين عظه موضوعها تاملات في انجيل يوحنا و 15 شريط تاملات عن المحبه و 22 شريط عظه موضوعها علامات المجئ الثاني 144 عظه موضوعها تاملات في المزامير و 9 عظات في شخصيه يشوع و 10 عظات تاملات شخصيه ايليا النبي و 10 عظات تاملات في شخصيه سليمان الحكيم و 21 شريط تاملات في حياه ايوب و 10 عظات تاملات في سفر الامثال و 14 شريط تاملات في سفر نشيد الانشاد بالاضافه الي 3 شراط للترانيم الروحيه بصوته و 11 شريط قراءه للاناجيل الاربعه بصوت قداسته . خدمته بالبرازيل : في صيف 1991 علم شعب المنصوره بنبأ سفر ابونا شاروبيم الي البرازيل للخدمه هناك اعترض الجميع علي السفر وترجوا ابونا لكي يعدل عن الخدمه في البرازيل – وكان الشعب يبكي في الاجتماعات والقداسات والشباب تأثر ولا يريده ان يفارقه اوفد قداسه البابا شنوده الثالث في محبته نيافه الحبر الجليل الانبا بطرس للمنصوره ليشرح الهدف من خدمه اقباط المهجر . وسافر ابونا الي البرازيل وخدم هناك كأول كاهن قبطي لخدمه ابناء الكنيسه في البرازيل وصلي لاجله واعطاه الحل والبركه . خدم ابونا في البرازيل لمده عام قابل خلالها الكثير من المتاعب والصعاب ولكنه تحملها بفرح فلم يكن هناك كنيسه فكان يصلي مره في حديقه منزل احد الاقباط ومره في كنيسه صغيره للروم الارثوذكس بجوار دير ساوبنتو الي ان اعطاه الرب كنيسه للسريان الارثوذكس بعدها عاد الي الخدمه في مدينه المنصوره . سجل ابونا ذكريات تلك الرحله بكل تفاصيلها في اخر كتاباته وهو " كتاب خدمه الي البرازيل " وراجع هذا الكتاب وقدمه نيافه الحبر الجليل الانبا بيشوي ووصف تلك الرحله بانها رحله ايمان وبذل وعطاء . رحله خدمه تحمل كلمه باسم الرب يسوع المسيح رحله الي المجهول في صحبه من هو اقوي من الزمان والمكان اي من هو غير مجهول للمؤمنين باسمه . نياحته : كان ابونا ككاهن يتعامل مع الموت في توديع الراحلين من ابناء الكنيسه وكان دائما يتحدث عنه بشهوه الانطلاق حتي اننا في احد المرات كنا نهنئه بعيد السيامه وقلنا له عقبال 100 سنه فكان رده هو انت عايز المسيح يتاخر عليا كل المده دي . وكان حينما يعد يامر ما يقول عباره " ان تاني الرب في مجيئه " سوف نقدم او سوف ندرس . الوداع : في يوم الاثنين 24 يونيو كان موجودا بالكنيسه كعادته لحضور اجتماع الفتيان والشبان الي ان حان موعد العظه باجتماع الجامعيين وكان المتحدث في هذا اليوم هو القمص انطونيوس يونان والذي كان له مكانه خاصه في قلب ابونا ( اب اعترافه ) وتقدم ابونا شاروبيم لحضور العظه وبعدها ظل واقفا علي قدميه يتحدث مع اولاده من الشباب ولكنهم لاحظوا عليه علامات الارهاق والتعب فتقدم اليه القمص اليشع ذكي وطلب منه ان يستريح مع تكليف احد الشباب بتوصيله لمنزله فرفض بشده ولم يغادر الكنيسه الا برفقه ابونا انطونيوس يونان . وبعد وصوله لمنزله بساعات قليله وفي هدوء الملائكه انتقلت نفسه الباره الي السماء وصلي علي جثمانه في يوم الثلاثاء 25 يونيو نيافه الانبا بيشوي مطران كرسي دمياط وكفر الشيخ ودير القديسه دميانه ببلقاس وسكرتير المجمع المقدس والنائب البابوي لايبارشيه الدقهليه واشترك معه ايضا نيافه الانبا بطرس الاسقف العام والانبا متياس اسقف المحله الكبري وحوالي خمسين من الاباء الكهنه والالوف من افراد الشعب الذين جاءوا من انحاء الايبارشيه بل ومن بلاد كثيره ليلقوا نظره الوداع الاخيره علي حبيبهم الذي رحل بل الذي اختطف وداعا يا ابانا الحبيب . لقد جاهدت الجهاد الحسن . اكملت السعي . حفظت الايمان بذلت . حياتك في خدمه الكنيسه . افنيت عمرك في خدمه ابناءك . انرت طريق الخلاص للكثيرين " الذين ردوا كثيرين الي البر كالكواكب الي ابد الدهور " (رؤ 12 : 13 ) وداعا يا ابانا الحبيب ان شيئا ما سوف يبقي يذكرنا دائما بك . سوف نحفظ لك دائما بمكان دافئ بقلوبنا .. ابدا لن ننساك يا ابانا الحبيب ... وداعا ... لقد سبقت الي الابد وتركت في كل قلب ذكري وفي كل قلب صلاه ... قصص كتابه من بستان التائبين اعترافات لص أنا أحد اللصوص العتاه فى الاٍجرام .. لا أتورع عن ارتكاب أى شيئ فى سبيل ىالحصول على المال .. فكرت أنا وعصابتى فى سرقه دير للراهبات بالقرب من بريه شيهيت .. كان الدير عظيما له أسوار عاليه لايمكن اختراقها .. تفتق ذهنى عن خطه هى اننى أتنكر فى زى راهب وأدخل الدير ..كنت أسمع عن راهب اسمه دانيال الاٍسقيطى.. يقولون عنه قديس .. لا أعرف ماذا تعنى كلمه قديس .. المهم أحضرت زى راهب وأخفيت رأسى بشال .. اختبأ زملائى خلف سور الدير وفى المساء قرعت جرس الباب وقلت للراهبه بالبوابه بصوت خافت وأنا اتكئ على عصاى كما يفعل الرهبان .. اخبرى الأم الرئيسه بأنى المسكين دانيال الاٍسقيطى من شيهيت وأطلب المساح بالبقاء بالكنيسه حتى الصباح لأنى لم أتمكن من الوصول لديرى. جاءت الأم الرئيسه والراهبات بفرح وضربن لى المطانيات ظنا منهن اننى القديس العظيم الأنبا دانيال الاٍسقيطى.. أخذن ماء فى مغسل وغسلن رجلى كعاده الرهبان مع الضيوف.. أحضرت الراهبات راهبه عمياء وطلبن منى أن أسمح لها بأن تغسل عينيها من ماء رجلى .. سخرت منهن فى عقلى .. لكنى اصتنعت التواضع وبصوت خفيض سمحت لهن وزياده فى اتقان التمثيليه قمت برشم علامه الصليب على الراهبه العمياء .. وفوجئت مع الراهبات بالراهبه العمياء تنفتح عيناها وتبصر بمجرد ان غسلتهما بماء المغسل .. بدأت الراهبات يصرخن من شده الذهول ويقبلن يدى وقدمى ويقلن ياأبانا القديس دانيال مباركه هى الساعه التى دخلت فيها الينا .. أما أنا فشعرت برعب عظيم وبدأت أصرخ واقول .. ويل لى أنا اللص الحقير فقد جئت لأسرق الدير .. لكن الراهبات اعتقدن ان هذا زياده اتضاع منى وبدأن يقبلن قدمى أكثر فأكثر وأنا اولول وأقول أنا لص .. وبجهد كبير اقنعتهن اننى لص حقير .. وظللت ابكى وظلت الراهبات تبكى معى الى ان لاح ضوء الفجر .. خرجت الى اصدقائى خارج الدير فهجموا على وطلبوا منى ان اقتسم معهم المسروقات ولما لم يجدوا معى اى مسروقات ضربونى وكسروا أسنانى واسالوا دمى وتركونى وحدى خارج الدير ومضوا. تحاملت على نفسى وظللت اسير فى البريه الى ان وصلت للقديس الحقيقى دانيال الاسقيطى وأخبرته بما حدث بدير الراهبات .. وياللعجب وجدته يعرف كل ماحدث لى بذلك الدير .. احنيت رأسى وسقطت على وجهى وقبلت الارض بين يدى القديس العظيم وقدمت للرب التوبه فقبلنى الرب .. وهاأنا الآن راهبا مع القديس العظيم الأنبا دانيال الأٍسقيطى . ++ أنا وابنه الكاهن الوثنى بعد سنوات من حياتى الرهبانيه . دخل الفتور قلبى فكنت أهرب من أب اعترافى ..واهمل ممارساتى الروحيه واتعلل بشتى الحجج والمعاذير حتى لا اشارك اخوتى الصلاه .. ونزلت درحه درجه من قامتى الروحيه . فى النهايه قررت ترك الدير الى العالم ، ودون أن يرانى أحد تسللت من الدير ووصلت للمدينه الصاخبه .. وبعد فتره بحثت عن عمل أعيش منه فوجدت عملا عند كاهن وثنى رحب بى ترحيبا كبيرا بعد أن عرف اننى كنت راهبا مسيحيا.. فى بيت الوثنى اعجبت بابنته ، وراودتنى فكره الزواج بها ..طلبتها من ابيها الكاهن الوثنى ففرح بى جدا ورحب بى على شرط أن بستشير الهه ( يقصد الوثن الذى به شيطان ) .. عاد الرجل يخبرنى ان الهه وافق على الزواج بشرط أن اجحد المسيح .. وافقت فقد كانت ابنه الرجل جميله جدا .. امام الوثن جحدت مسيحى .. وفى الحال رأيت مايشبه الحمامه البيضاء خرجت من فمي واختفت فى الأعالى وأدركت ان هذا هو الروح القدس الذى حل بى فى المعموديه قد فارقني ... حزنت واغتم قلبى لكن كنت احب ابنه الرجل ..ظللت الح على الرجل ليزوجنى ابنته فقد جحدت مسيحى كما أراد .. فعاد وسأل شيطانه فقال له لقد جحد الراهب مسيحه لكنن ارى المسيح مازال يحبه .. زوجه ابنتك بسرعه حتى يفارقه مسيحه .. أخبرنى الرجل بذلك فاستيقظ ضميرى وتبكت وانقلبت علىَِِ أوجاع نفسى وبللت فراشى بدموعى وساخت من الغم عينى حزنا على نفسى التى جحدت المسيح من أجل امرأه ومازال المسيح يحبنى . قبل ضوء الشمس هربت من بيت الرجل الوثنى ورجعت الى الدير وكنت أشعر ان الوفا من الشياطين تعرقل سيرى.. لكنى اتكلت على رحمه مخلصى ومحبته التى تحاصرنى... فى الدير جلست الى أب اعترافى الذى فرح برجوعى .. اعترفت بكل شيئ وأناأبكى بدموع غزيره وبدأ يشجعنى بكلمات معزيه وطلب منى ان نصلى سويا كل يوم .. وكنت اثناء صلاتى اتطلع الى السماء حيث طارت الحمامه البيضاء الجميله من قبل.. بعد فتره رأيت الحمامه ظهرت عاليه جدا ّ .. ففرحت للغايه وأخبرت أبى بما أرى ففرح معى وطلب منى أن نصلى اسبوعا ثانيا وفى نهايته ظهرت الحمامه قريبه منى لكنى لم أستطع الاٍمساك بها .. ولما أخبرت أبى طلب منى أن نصلى أسبوعا ثالثا .. وفى نهايته ظهرت الحمامه فوق رأسى ومن شده فرحى مددت يدى لأمسكها لكنها أسرعت ودخلت فمى .. الى جوفى ومعها سلام الرب يسوع الذى يفوق كل عقل.. ولما أخبرت أبى فرح جدا معى وقال " طوبى للذى غفر اثمه وسترت خطيته.. طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطيه " . ++ آكل لحوم البشر أنا خرستفوس..زعيم قبيله من تلك القبائل التى تأكل لحوم البش.. كنت أسير متباهيا وأنا أضع عظام البشر الذين أكلتهم حول عنقى وفى غطاء رأسى الرهيب وكان جسمى ضخما وقويا. .. كنا نقبض على الضحيه وفى أحد أعياد الأوثان كنا نضعها فى قدر كبير مملوء بالماء المغلى بعد ذبحها وسلخها وحولها المشاعل على الأشجار ونحن نضرب الطبول ونشرب الخمور ونرقص ثم نأكل الانسان المسكين فى النهايه . فى يوم أتى رجل اسمه متياس ليبشرنا بالمسيح ، ولكننا قبضنا عليه وقررنا أكله .. لكنه بمعجزه عجيبه شفى أحد شباب القبيله وكان مشرفا على الموت فعفونا عنه .. وبدأ يبين لنا ضلال طريقنا وحدثنا عن محبه الله وخلاص المسيح .. انفتح قلبى مع كثيرين من قبيلتى وتبنا واعتمدنا وصرنا خليقه جديده فى المسيح. نزعت من رأسى وبيتى كل عظام وجماجم البشر الذين أكلناهم وحولنا المعابد الوثنيه الى كنائس تشهد عن الخلاص العجيب. أثار الملك داكيوس الوثنى اضطهادا عظيما ضد المسيحيين وأرسل جنوده لقتلهم فوقعت فى يدهم وامسكونى.. ضربنى الأمير ضربا اليما تذكرت معه آلام سيدى يسوع المسيح وقلت للأمير القاسى: لولا المسيح لأكلتك وماكنت أنت وجنودك تحسبون شيئا أمامى... تعجب الأمير من هذا الكلام فل يكن يعرف اننا أكله لحوم البشر واستفسر عن معنى ماأقول فحدثته عن عمل المسيح فى أنا وباقى القبيله .. لكن الأمير وجنوده وكانوا نحو ثلاثمائه جندى استهزأوا بى وأخذونى ومعى كثيرين الى الملك داكيوس. فى الطريق فرغ الخبز وكدنا نهلك جوعا لطول المسافه ، فتشجعت وصليت على القليل المتبقى منه .. فبارك الرب فيه كما بارك فى الخمس خبزات والسمكتين .. اندهش الأمير وجنوده من هذه المعجزه التى حدثت أمام أعينهم فآمنوا بالمسيح وصار فى هذا اليوم فرحا عظيما .. وكان الأمير طول الطريق يطلب منى أن اسامحه على مافعل بى وكنت أشدده واعلمه أكثر عن المسيح.. حقا كانت رحله عجيبه .. الى أن وصلنا الى الملك داكيوس الذى ارتعب من ضخامه جسدى .. بدأ الملك اساليبه فى التعذيب حتى اترك مسيحى .. حيسنى أولا فى حجره وحيدا مع امرأتين شريرتين بدأتا فى اغرائى بالخطيه.. صليت الى مسيحى كى يحفظنى من الخطيه .. كلمت المرأتين عن المسيح وعن الدينونه القادمه فعمل الرب فيهما وتابتا وآمنتا ففرحت لنجاتى من الخطيه ونجاتهما ويمانهما بالمسيح .. ثار الملك عندما علم بايمان المرأتين وبأننى لم أسقط فى الخطيه .. أمر بضربى بالسياط الموجعه.. احرقنى فى النار لكن كان الرب ينجينى من فى كل مره الى أن أمر أخيرا بقطع رأسى ... وتتذكرنى الكنيسه المقدسه فى اليوم الثانى من شهر برموده المبارك . ++ بطرس العابد بطرس عديم الرحمه .. كان اسمى أولا .. ولكن نعمه المسيح غيرته .. بل غيرتنى الى بطرس العابد .. ولكن كيف ؟؟ سأرو لك قصتى : كنت غنيا وبخيلا جدا ، لاتعرف الرحمه طريقها الى قلبى ، وكان أكثر الناس كراهيه الى قلبى هم الفقراء. جاءنى أحد الفقراء يوم ما وأنا أقف أمام عمالى وهم يخبزون .. وطلب رغيفا ، فلم ألتفت اليه ونهرته .. ولكن تحت الحاح الفقير امسكت برغيف خارجا لتوه من الفرن الحامى والقيته فى وجه الفقير صارخا فيه ان يبعد .. فأخذ الفقير رغيف الخبز ومضى متألما وشاكرا. فى الليل على فراشى رأيت رؤيا عجيبه.. رأيت كأنى فى الدينونه الأخيره .. وميزانا عظيما يمسكه رئيس الملائكه.. جاءت جماعه وجوهها سوداء رهيبه ووضعوا فى الكفه اليسرى للميزان اعمالى الشريره فمال الميزان بشده للناحيه اليسرى .. فأعمالى الشريره كانت كثيره جدا .. ثم أتت جماعه نورانيه وتحيروا اذ لم يجدوا لى شيئا حسنا يضعونه فى الكقه اليمنى فقال رئيس الملائكه .. ألا يوجد شيئ من الخير صنعه هذا الرجل فى حياته لنضعه له.. حينئذ تقدم ملاك ووضع رغيف الخبز الذى ألقيته فى وجه الفقير فى الكفه اليمنى.. وقال : لم نجد سوى هذا... استيقظت من الرؤيا الرهيبه وصرخت قائلا ويل لك يابطرس عديم الرحمه.. فقد هلكت. اسرعت الى الكنيسه وهناك قدمت توبه أمينه لمسيحى .. فملأنى الرب بحب عجيب للفقراء حتى اننى فتحت أبوابى للفقراء حتى صرت أنا فقيرا ... ولما اشتهرت بين الناس هربت الى بريه القديس أنبا مقار وترهبت هناك ، وقد أكرمنى الله بأن عرفنى يوم انتقالى الى السماء مع فادى الحنون .. وتتذكرنى الكنيسه يوم 25 طوبه وهى تدعونى بطرس العابد . ++ جوز والدم جاءت حفيدتي الصغيرة من مدارس الأحد بالكنيسة وهي بهجة مرحة . جلست بجواري ببراءة وكانت تحبني كثيراً وأنا كذلك . قالت الطفلة : يا جدتي العزيزة ، لقد حكوا لنا اليوم في الكنيسة درساً جميلاً عن الصليب وجعلونا نحفظ آية تقول : ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية . تنهدت بحسرة وقلت لها في عدم إيمان : أنتم الأطفال خطاياكم قليلة أما أنا العجوز فخطاياي كثيرة لا تُعد . قلت ذلك لأن الشك كان يملك قلبي وخطاياي عظيمة ومتنوعة ، فكم سرقت في الميزان من البائعين وأنا شابة ، وكم شتمت أهل زوجي ، وكم من ساعات وأيام أقضيها في أمور كثيرة شريرة وكم من مشاكل مع جيراني وكم من تذمر على الله وعلى الظروف ومرات شربت الخمور ، ومرة في يأسي حاولت الانتحار . تنهدت بحسرة مرة أخرى وأنا أذكر خطاياي كشريط يمر أمام عيني ، وسألتني الطفلة : ماذا حل بك جدتي العزيزة . لم أرد ... غفوت قليلاً ، فرأيت منظراً كأنه رؤيا أو حلم . رأيت نفسي كأني واقفة على جبل عال في أعلاه صليب عظيم وعليه الرب يسوع المسيح مصلوباً ورأيت ملاكاً بهياً واقفاً وهناك قطرات دم نازلة من جرح المسيح . أمسك الملاك بيدي وقادني . رأيت ُ قطرات الدم تجمعت فصارت جدولاً صغيراً ، يتسع رويداً رويداً ، حتى صار نهراً عظيماً ممتلئاً ثم تحول إلى محيط عظيم لا نهاية له من دم المسيح . أوقفني الملاك ، وقال لي هل خطاياكِ كثيرة ، فأجبته نعم ؛ قال : خذي رمالاً من على شاطئ المحيط بقدر خطاياكِ فانحنيت وجمعت في ثوبي حبات من الرمال الكثيرة واعتقدت أنها قدر خطاياي وأمرني الملاك بطرحها في المحيط ففعلت فاختفت الرمال فيه نهائياً . قال الملاك أيهما أعظم ؟ خطاياكِ أم دم المسيح ؟ لا تكوني غير مؤمنة ، واستيقظت من نومي وفاضت دموعي وأنا أقول : سامحني يا ربي . فدمك يطهر من كل خطية . ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ( 1 يو 1 : 17 ) . ++ بركة وصلوات ابونا القديس القمص شاروبيم يعقوب تكون معا جميعنا امين |
29 - 10 - 2012, 01:34 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: عظات أبونا القمص شاروبيم يعقوب
مجهود راااااااااائع وده مش جديد عليك
ربنا يباركك |
||||
30 - 10 - 2012, 11:16 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: عظات أبونا القمص شاروبيم يعقوب
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القداس الالهي للمتنيح القمص شاروبيم يعقوب |
عظات ل أبونا تادرس يعقوب ملطى |
القديس القمص شاروبيم يعقوب |
عرس قانا الجليل - القمص شاروبيم يعقوب |
عظات القمص تادرس يعقوب ملطى |