|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثمار الروح القدس
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا اليوم المبارك في كافة قارات العالم بعيد حلول الروح القدس علي الرسل القديسين في اليوم الخمسين من عيد القيامة المجيد . وفي هذه المناسبة المباركة نريد أن نتكلم عن ثمار الروح القدس التي ذكرها معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي أهل غلاطية الإصحاح الخامس قائلاً : "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل23:22:5) . تسع ثمار حلوة للروح القدس يقتنيها الإنسان حينما يتجاوب مع عمل الروح القدس الساكن فيه،ونتكلم عنها بشيء من الاختصار : الثمرة الأولي : المحبة @ أولي هذه الثمار التي تفرح قلب الله هي المحبة. @ والمحبة هي الفضيلة الأولي في المسيحية،يقول معلمنا يوحنا رسول المحبة:"الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو16:4) . @ المحبة في المسيحية تسير في خطين متوازين : محبة الله ومحبة الناس،وتكمل إحداهما الأخرى ، فمحبة الله هي النبع والأساس ومحبة الناس هي الثمرة والبرهان،يقول معلمنا يوحنا الرسول"إن قال أحد إني أحب الله وهو يبغض أخاه فهو كاذب ولنا هذه الوصية منه أن من يحب الله يحب أخاه أيضاً" (يو21:20:4)، ومحبتنا لله أو للناس يجب أن تكون محبة عملية لا نظرية وينصحنا معلمنا يوحنا الرسول قائلاً :"يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو18:3) أي نحب محبة عملية حقيقية وتظهر المحبة العملية الحقيقية لله من الممارسات الآتية : 1 - التردد الدائم علي الكنيسة للعبادة والصلاة وحضور الاجتماعات التعليمية . 2 - قراءة الكتاب المقدس بانتظام والحياة حسب الوصية . 3 - حياة التوبة والاعتراف بالخطايا والذنوب . 4 - التناول المستمر من الأسرار المقدسة،أما المحبة الحقيقية للناس فتظهر في :1_ خدمتهم ، 2_ احتمال ضعفاتهم وهفواتهم ، 3_ مشاركتهم أفراحهم.وأتراحهم.، 4_ عدم ايذائهم ، 5_ عدم حسدهم بل الفرح لخيرهم ونجاحهم،وبهذا نتمم وصية المحبة لله وللقريب . الثمرة الثانية : الفرح لقد خلق الله الإنسان للسعادة والفرح،وضعه في جنة عدن وخلق من أجله كل شيء وأحاطه بكل وسائل الراحة وكان يعيش تحت العناية المباشرة لله وفي شركة عميقة معه حتى يعيش سعيداً،ولم يكدر حياته سوي الخطية وتنفيذ حكم الموت فيه وطرده من الجنة،وجاءت المسيحية لتجعل الإنسان فرحاً فقد قال الرب "جئت لتكون لهم حياة وليكون لكم أفضل" (يو10:10) . والفرح الذي نقصده هو الفرح الروحي وليس أفراح العالم الباطلة . والفرح الروحي له أسبابه الكثيرة منها : أولاً : فرح بالرب يقول الرسول بولس "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا" (في4:4) ، فحينما يكون الإنسان ملتصقاً بالله قريباً منه وله شركة قوية معه يكون سعيداً ويفرح فرحاً لا ينطق به ومجيد . ثانيا : فرح بالخلاص الثمين نفرح بالخلاص كما يفرح المريض بشفائه والمأسور بإطلاقه والسجين بخروجه للحرية ، يقول المرنم"امنحني بهجة خلاصك"، كما يقول"يبتهج قلبي بخلاصك" . أما العذراء مريم فقالت"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو26:1) . ثالثا : فرح بعطايا الرب الثمينة يفرح الإنسان عندما ينعم عليه الله بصحة جيدة وحياة مستقرة وأسرة سعيدة . يفرح بالكنيسة بيت الله وباب السماء ، يفرح بالأسرار المقدسة ووسائط النعمة التي تقوده للخلاص . رابعااً : فرح بالعبادة التي يقدمها لله ويحس بالشركة معه والقرب منه،بقول المرنم"أغني للرب في حياتي أرنم لالهي مادمت موجودا فيلذ له نشيدي وأنا أفرح بالرب" ويقول يعقوب الرسول " أعلي أحد مشقات فليصل.أمسرور أحد فليرتل " (يع13:5) . خامسا : فرح بالعطاء قال الرب يسوع الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ (أع35:20) فالذي يعطي يسعد سعادة روحية لأنه أسعد آخرين وأراحهم وساهم في حل مشاكلهم . يقول الرسول :"المعطي المسرور يحبه الرب" (2كو7:9) . الثمرة الثالثة : السلام أما الثمرة الثالثة من ثمار عمل الروح القدس في حياتنا فهي السلام.وهو عربون الأبدية السعيدة لأن هناك الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد ، السلام شيء ضروري لحياة الناس بدونه لا يستقر مجتمع ولا يهدأ بال . وحينما نتحدث عن السلام نتحدث عنه بعناصره الثلاثة:سلام مع الله ، سلام مع الناس ، سلام مع النفس . أولاً : سلام مع الله حينما خلق الله الإنسان كان يعيش في سلام وشركة عميقة مع الله ، وبالخطية فقد سلامه وشركته مع الله "لا سلام قال الهي للأشرار.لأن الشرير كالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ بل تقذف مياهه حمأة وطينا" (اش 2:57) . ويأتي السلام مع الله من حياة التوبة والرجوع إلي الله ، فالإنسان التائب التقي النقي يتمتع بسلام الهي عميق،يقول الرسول بولس"إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله" (رو1:5) ، وحياة السلام مع الله تأتي من تسليم الحياة بكاملها لله والاتكال عليه والثبات فيه ، يقول القديس أغسطينوس:"يا الهي ستظل نفوسنا قلقة حتى تجد راحتها فيك . ثانياً : سلام مع الناس بأن توجد محبة وتعاون بين الناس وبعضهم ، يسلمون علي بعض ليس بالأيدى فقط بل وبالقلوب والنيات والعواطف الجياشة والمشاعر الفياضة بالحب . الله يفضل الصلح والسلام بين الناس علي العبادة وتقديم الذبائح فيقول:"إذا قدمت قربانك إلي المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت23:5) . إن أردت أن تعيش في سلام مع الناس كن واسع الصدر حليما مثل موسى النبي الذي قيل عنه :"وكان موسى حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض"(عدد3:12) . لا تجعل المشاكل تأتي بسببك أطفأ المشاكل التي تأتي من الآخرين ، حاول أن تحتمل وتغفر ، واعلم أن المحتمل هو الأقوى أما الذي يثور ويغضب ويعيب في الآخرين فهو الأضعف.ينصحنا بولس الرسول قائلا: "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا" (رو2:15) . اقبل الناس كما هم وليس كما تريدهم أنت لأن من الصعب تغيير الطباع وإذا أردت إصلاح العالم فابدأ بنفسك وليس بالآخرين. ثالثا : سلام مع النفس يأتي السلام مع النفس بالتوبة والنقاوة وممارسة وسائط النعمة وعمل الخير ، حينئذ يحس الإنسان أنه أرضي الله وأنه قريب منه فيحس بالاطمئنان والسلام الداخلي ويرتل مع داود النبي"إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي" (مز23) . بالإيمان تري معونة الله قريبة منا فنطمئن ونشعر بالسلام الداخلي، ويدعو لنا معلمنا بولس الرسول بالسلام الداخلي قائلا:"سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (في 7:4) . الثمرة الرابعة : طول الأناة ومن الثمار اليانعة لعمل الروح القدس فينا طول الأناة ، وطول الأناة هو التأني وطول الروح وطول البال وسعة الصدر والحلم والصبر . طويل الأناة يتمثل بالله الذي هو رحيم ورءوف طويل الروح وكثير الرحمة يطيل أناته علينا ويحتمل ضعفاتنا ولا ينتقم سريعاً . كثير من القديسين اقتنوا هذه الفضيلة العظيمة مثل القديس ايسذوروس الذي كان يأخذ كل إنسان شرس الطباع شتاماً ومفترياً ويطيل أناته عليه حتى ينصلح حاله،وسألوه مرة:لماذا تخاف منك الشياطين يا أبانا ؟ ، فقال:لأني منذ صرت راهباًوحتى الآن (أى حوالي 50سنة)لم أدع الغضب يجوز من حلقي إلي فوق ، الصبر وطول الأناة مطلوب في معاملة الناس لكسبهم وحل المشاكل وعدم تطورها،ينصحنا الرب قائلا "بصبركم تقتنون أنفسكم" (مت23:10) . "ومن يصبر الي المنتهي فهذا يخلص" (لو19:21) ويوصينا معلمنا بولس الرسول قائلا " شجعوا صغار النفوس.اسندوا الضعفاء.تأنوا علي الجميع " (1تس14:5) . الثمرة الخامسة : اللطف اللطف ضد العنف،وهو نوع من الوداعة والرقة والبشاشة والشفقة والترفق بالآخرين والبعد عن الخشونة والقسوة . وينصحنا معلمنا بولس الرسول بقوله"كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين" (أف 2:4) ويقول "البسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة" (كو12:3) . الله لطيف بشهادة معلمنا بولس الرسول القائل"حين ظهر لطف الله مخلصنا وإحسانه لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى 4:3) ، الإنسان اللطيف يتشبه بالله في لطفه ومحبته وشفقته وإحسانه . في مثل الابن الضال (لو15) انظروا كم كان الأب لطيفاً مع ابنه الذي رجع ومع ابنه الذي تذمر وغضب حتى كسب الاثنين . الإنسان اللطيف لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ، الإنسان اللطيف يكتشف النقاط البيضاء في الآخرين ويركز عليها ويظهرها ويمتدحها حتى يشجع الناس للسير في طريق الخير مثلما عمل الرب مع المرأة السامرية . الإنسان اللطيف لا يتذمر من العتاب والمواجهة بل يعطى الآخرين فرصة للتعبير عن رأيهم ، فهذا هو الطريق السليم لحل المشاكل والتصالح . الإنسان اللطيف لا يحتقر الضعفاء والفقراء بل يسندهم ويشفق عليهم . بالعنف قد يخسر الإنسان أحباءه ، بينما باللطف يكسب حتى أعدائه . الثمرة السادسة : الصلاح @ الصلاح ثمرة شهية من ثمار الروح القدس العامل فينا . @ والصلاح هو الاستقامة والسلامة من العيوب . @ الإنسان الصالح هو الإنسان المستقيم الملتزم والمؤدي لواجباته على ما يرام . الصلاح نوعان : سلبي وإيجابي . @ الصلاح السلبي هو البعد عن الخطايا والنقائص ، أما الإيجابي فهو عمل الخير والبر وممارسة الفضائل بكافة أنواعها . @ والإنسان الصالح هو الذي يسير علي هذين الخطين المتوازيين . @ الله من أجل محبته للصلاح ورغبته في قيادتنا في طريق الصلاح وضع أمامنا وفينا إمكانيات كثيرة للصلاح مثل : أولاً : خلقنا علي صورته ومثاله في الصلاح والبر والعقل والحكمة،ولما فسدت طبيعتنا بالخطية قام بتجديدها بالفداء والمعمودية . ثانياً : جعلنا هياكل للروح القدس ليعمل فينا ويقودنا في طريق الصلاح "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم" (1كو16:3) وهو يرشدنا إلي جميع الحق ويعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا ، يبكتنا علي كل خطية نرتكبها وعلي كل خير قصرنا في عمله . ثالثاً : أوجد فينا الضمير الذي هو صوت الله في الإنسان ، يحكم ويشرع ويوبخ ويؤنب ويهذب ، يمنع عن الخطأ ويرشد إلي البر ويشجع علي الصلاح والاستقامة . الثمرة السابعة : الإيمان @ الإيمان هو الأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله ، به نرضي الله لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضائه (عب6:11). @ الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري ، هو ضد الشك والارتياب والتزعزع . @ الإيمان هو أحد الفضائل الثلاث الكبرى في المسيحية : الإيمان والرجاء والمحبة (1كو13) الإيمان أولها والمحبة أعظمها . @ الإيمان هو حياة عملية يحياها المؤمن كقول الرسول بولس "أما البار فبالإيمان يحيا" (رو27:1) ، أي يحول الإيمان النظري إلي حياة معاشه وسلوك عملي ولا يفصل بين ما يؤمن به وما يعمله، إيمانه يكون هو الإيمان العامل بالمحبة (غل6:5) أي الإيمان الذي يعبر عن نفسه بالمحبة والعمل الصالح لأن الأعمال هي برهان وثمار الإيمان. @ الإيمان الأرثوذكسي معناه الإيمان المستقيم الصحيح،ولكي يكون الإنسان كاملاً يجب أن يتحلى بأرثوذكسية الإيمان وأرثوذكسية السيرة أي إيمان مستقيم وسيرة مستقيمة تمجد الله . وللإيمان المستقيم ثمار حلوة نافعة مثل الصلاة المقبولة وحياة التسليم الكامل لمشيئة الله المعتنى بنا،وحياة الشكر والرضا في كل ظروف الحياة،وطاعة الوصية الالهية ما دمنا نؤمن أنها كلمة الله لخلاصنا . الثمرة الثامنة : الوداعة @ والوداعة هي السكون والهدوء والبعد عن العنف والنرفزة وعلو الصوت تشبها بالمسيح الذي لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته . @ الرجل الوديع هو الرجل الطيب الهاديء دمث الأخلاق . @ طوب السيد المسيح الوداعة في عظته علي الجبل حين قال "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"(مت5:5) ، يرثون الأرض هنا أي يكسبون محبة الكل وقلوب الكل ويعيشون في سلام وأمان حسب قول المزمور "الودعاء يرثون الأرض ويتلذذون بكثرة السلام" (مز11:37) ثم يرثون السماء في الأبدية كقول المزمور "أنا أؤمن أن أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء" (مز13:27). ولأهمية الوداعة دعانا الرب أن نتعلمها منه شخصياً فنعيش سعداء ، قال "تعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت29:11) . وللإنسان الوديع صفات كثيرة منها : 1 - الوديع طيب مسالم. 2 - الوديع هاديء بشوش . 3 - الوديع صوته خفيض وهادىء . 4 - الوديع سهل التعامل مع الناس . 5 - الوديع لا يتذمر ولا يتضجر . 6 - الوديع محتمل . 7 - الوديع لا يحتد ولا يتهيج بل يجاوب الجواب اللين والجواب اللين يصرف الغضب . 8 - الوديع يكون كالنسيم الهادىء الذي لا يحدث عاصفة ولا زوبعة ولا توتر ولا اصطدام ، بل تنساب حياته في هدوء وسلام مع نفسه ومع الآخرين أيضا . الثمرة التاسعة : التعفف @ الثمرة الحلوة الأخيرة التي ذكرها الرسول بولس هي التعفف . @ التعفف هو العفة والطهارة والنزاهة والأمانة . @ التعفف يشمل : عفة اللسان وعفة الجسد وعفة الحواس وعفة الفكر والقلب وعفة اليد . @ عفة اللسان : هي ألا يتلفظ بكلمة بطالة من أي نوع ، لا شتيمة ولا كذب ولا حلفان ولا تهكم ولا إدانة ولا نميمة ولا أي خطية من خطايا اللسان . @ اللسان العفيف صاحبه مؤدب مهذب يزن كل كلمة قبل أن ينطق بها ويتقن أدب الحوار والتخاطب مع الآخرين . @ عفة القلب والفكر هي العفة الداخلية التي يبنى عليها كل تعفف من الخارج قال الحكيم "فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة (أم23:4( . @ عفة القلب والفكر هي عفة المشاعر والعواطف والأحاسيس والمقاصد والنيات والرغبات . @ أما عفة الجسد فهي بعده عن كل شهوة جسدية رديئة،وشهوات الجسد تشمل شهوة الأكل والشرب والراحة والمتعة والزنا وسائر الملذات الجسدية . @ عفة الجسد تشمل الحشمة وعفة الملبس والعفة في المشي والجلوس والكلام . @ الإنسان العفيف هو الذي يبتعد عن كل العثرات والمثيرات التي تثير الجسد وتهيجه وويل لمن تأتي بسببه العثرات . @ عفة الحواس تشمل عفة النظر والسمع واللمس والشم والتذوق وكلها مطلوبة للإنسان الذي يريد أن يحيا حياة التعفف ، لأن الحواس هي مداخل القلب والفكر،وصيانتها تصون القلب والفكر والجسد من خطايا النجاسة . @ عفة اليد أيضا مطلوبة وتعنى الأمانة وعدم السرقة والاختلاس وقبول الرشوة وملامسة الأجساد بغرض نجس أو ضرب الآخرين وإيذائهم أو تقديم ما يضرهم ويدمر حياتهم مثل الخمور والمخدرات والمكيفات بسائر أنواعها . هذه بعض ثمار الروح القدس كما علمها لنا الكتاب المقدس نرجو أن تكون هذه الثمار واضحة في حياتنا حتى يتمجد الله فينا وبنا . |
06 - 10 - 2012, 07:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
أعمال الروح القدس فى العهد القديم والعهد الجديد
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد من أعز وأكبر أعيادها وهو عيد العنصرة أو حلول الروح القدس . والروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث القدوس ، ومعني كلمة أقنوم صفة ذاتية يقوم عليها الكيان الإلهى ، فنحن المسيحيين نؤمن بإله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم أو الصفات الذاتية وهذه الصفات هي صفة الوجود وصفة الحياة وصفة الحكمة والنطق ، فالله تبارك اسمه كائن بذاته حي بروحه ناطق بكلمته وهذا هو التثليث الذي نؤمن به في الله الواحد الذي لا نشرك به أحداً ، وللروح القدس أعمال كثيرة ذكرها الكتاب المقدس بعهديه : العهد القديم والعهد الجديد . في العهد القديم : أولاً : كان الروح القدس يعمل في الخلق : نقرأ في الإصحاح الأول من سفر التكوين عند بدء خلقة العالم "كانت الأرض خربة وخالية وعلي وجه الغمر ظلمة وروح الرب يرف علي وجه المياه " (تك2:1) ثم خلق الله النور وبقية المخلوقات الأخرى . إن حركة رفرفة الروح القدس أي روح الله علي المياه كانت للخلق وتعمير الأرض و إنارتها . يقول المرنم ترسل روحك فتخلق (المخلوقات) وتجدد وجه الأرض (مز30:104) . كما يقول " بكلمة الرب صنعت السماوات وبنسمة فمه (الروح القدس) كل جنودها " (مز6:33) ويقول أيوب الصديق:"روح الرب صنعتني ونسمة القدير أحيتني " (أى 4:33( . ثانيا : كان الروح القدس يعمل في سيامات الكهنة وتكريس الملوك : @ فعند سيامة هارون صب موسى من دهن المسحة على رأس هارون ومسحه لتقديسه (لا12:8) ، فحل عليه الروح القدس وصار رئيس كهنة . @ كذلك يشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى يديه عليه (تث9:34) . @ وعندما كرس صموئيل النبي شاول ملكاً أخذ صموئيل قنينة الدهن وصب علي رأسه وقال له يحل عليك روح الرب فتتنبأ وتتحول إلي رجل آخر ، وكان عندما أدار شاول كتفه لكي يذهب من عند صموئيل أن الرب أعطاه قلباً آخر (1صم10:1:10) نتيجة حلول الروح القدس عليه ومباركته له. @ كذلك عند تكريس داود ملكاً أخذ صموئيل النبي قرن الدهن ومسحه في وسط أخوته وحل روح الرب على داود من الآن فصاعداً (1صم13:16) . ثالثا : الروح القدس يعمل في تكريس الهياكل والمذابح : فنقرأ في سفر اللاويين " ثم أخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه،ونضح منه على المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع آنيته " (لا10:8) وهكذا نحن ندشن المذابح وأوانيها بدهن الميرون المقدس فيحل عليها الروح القدس ويقدسها فتصبح مقدسة ومكرسة لخدمة الرب ولا تستخدم في أي غرض آخر رابعا : الروح القدس يعطي الحكمة والفهم : قال الرب :قد دعوت بصلئيل بن أورى وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات (خر1:31) ونرى إشعياء النبي يدعو الروح القدس بسبع صفات فيقول متنبئاً عن السيد المسيح "يخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم .روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب " (إش2:1:11) . والرب يسوع نفسه لما دخل مجمع الناصرة وأخذ سفر إشعياء ليقرأ وجد الموضع الذي كان مكتوباً فيه:"روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين.أرسلني لأشفى المنكسرى القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة (لو19:17:4) ، وكل من يمتليء بالروح القدس يمتليء حكمة وفهماً ومعرفة ومخافة الرب فيسلك سلوكاً روحياً ويخدم خدمة مثمرة لأن روح الله يقوده ويرشده فتظهر في حياته ثمار الروح القدس المباركة التي تكلم عنها معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي أهل غلاطيه قائلًا:"وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف (غل22:5) إنها تسع ثمار أو فضائل هامة جدا ولازمة لكل مؤمن سائر في طريق الملكوت . خامسا : الروح القدس هو الذي كتب الكتاب المقدس بعهديه: فيقول معلمنا بولس الرسول "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ليكون انسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " (2تى 16:3) ، ويقول معلمنا بطرس الرسول: " لم تأت نبوة قط بمشيئة إانسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط21:1) . أما في العهد الجديد فالروح القدس يعمل في الكنيسة من خلال الأسرار المقدسة ويعطينا البركات والمواهب الروحية : @ في سر المعمودية : يعطينا الميلاد الثاني الروحاني من الماء والروح. @ في سر الميرون : يسكن فينا فنصبح هياكل مقدسة ومساكن طاهرة للروح القدس . @ في سر التوبة والاعتراف : يمنحنا غفران الخطايا التي اعترفنا بها أمام الله في حضرة الكاهن وكيل أسرار الله،وذلك عندما نسمع من فمه الحل والغفران بالسلطان المعطي له من الله . @ في سر الإفخارستيا : يحول الخبز والخمر إلي جسد ودم عمانوئيل إلهنا وعندما نتناول منه باستحقاق نثبت فيه وننال عربون الحياة الأبدية السعيدة . @ في سر مسحة المرضى : ننال الشفاء النفسي والجسدي . @ في سر الزواج : يحل الروح القدس علي العروسين ويوحدهما فيصيران جسداً واحداً وروحاً واحداً وقلباً واحداً وفكراً واحداً ان أطاعا وصايا الله واستجابا لتوجيهات الروح القدس . @ في سر الكهنوت : ينال المشرطن نعمة وحكمة وقوة ليقوم بأعمال وظيفته خير قيام . والروح القدس هو الذي يعطي للخدام مواهب الخدمة المتعددة لأجل بنيان الكنيسة ، فإنه لواحد يعطى كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ومعجزات ، هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء (1كو11:8:12) لأجل بنيان الخدمة وتكميل القديسين . @ الروح القدس أيضا يرشد الخدام إلى أماكن خدمتهم ، فقد أرشد فيلبس المبشر إلي مكان الخصى الحبشي فذهب إليه وعلمه وعمده (أع8) ، كما أرشد بطرس الرسول ليذهب إلى كرنيليوس الروماني فذهب إليه وعلمه وعمده (أع10) ، الروح القدس أفرز برنابا وشاول للخدمة القوية المثمرة ، فبينما المؤمنون في أنطاكية يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما (أع3:2:13) . وهكذا نري الروح القدس روح الله يعمل في الكون كله بصفة عامة وفي الكنيسة المقدسة بصفة خاصة ، يبارك ويقدس ويساعد ويرشد ويوجه وطوبى للإنسان الذي يسمع نداءات الروح القدس ويعمل حسب إرشاداته فيسير في الطريق المضمون المؤدى إلي الحياة الأبدية . |
||||
06 - 10 - 2012, 07:40 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
أعمال الروح القدس في العهد القديم
لأنه روح الله الأزلي الأبدي الحي المحي . أولا : عمله في الخليقة : نقرأ في أول إصحاح في أول سفر من أسفار الكتاب المقدس وهو سفر التكوين الذي يتكلم في بدايته عن خلقة العالم . نقرأ هذه الآيات (في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلي وجه الغمر ظلمة وروح الله - أي الروح القدس – يرف علي وجه المياه وقال الله ليكن نور فكان نور) (تك3:1:1) . الروح القدس يرف والرفرفة تعني الحركة استعداداً للخلق وصنع الحياة علي الأرض حتى تعمر وتثمر،ويقول المرنم مخاطباً الله "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز30:104) . هكذا في المعمودية يرف روح الله القدوس علي مياهها حينما يستدعيه الكاهن المصلى فيقدس الماء ويعطيه قوة الخلق والميلاد الثاني من الماء والروح ، وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي تلميذه تيطس:"حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه علينا بغني يسوع المسيح مخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية" (تي7:4:3) . وعن الروح القدس الخالق يقول المرنم في المزمور الثالث والثلاثين:"بكلمة الرب صنعت السماوات وبنسمة فيه كل جنودها" (مز6:33) ونسمة فيه هو الروح القدس روح الله الحي المحيي . ثانيا : الروح القدس يملأ المدبرين حكمة ليقوموا بواجبهم في خدمة الشعب خير قيام : فنقرا في سفر العدد أن الرب أمر موسى أن يختار سبعين شيخاً من الشعب ليساعدوه في تدبير الشعب وحل مشاكلهم،وأمره أن يحضرهم عند خيمة الإجتماع ، ولما حضروا مع موسى "نزل الرب في سحابة وتكلم معه وأخذ من الروح الذي عليه وجعل علي السبعين رجلاً ، فلما حل عليهم الروح القدس تنبأوا" (عدد25:11) وإمتلأوا حكمة ونعمة لخدمة الشعب . كذلك حدث مع يشوع بن نون تلميذ موسى النبي ، فنقرأ في سفر التثنية "ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى يديه عليه "فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كما أوصى الرب موسى" (تث 9:34) . ونفس الشيء حدث عند سيامة هارون وبنيه كهنة لخدمة الشعب وتقديم الذبائح أمام الله "صب موسى من دهن المسحة علي رأس هارون ومسحه لتقديسه،ثم قدم موسى بنى هارون وألبسهم أقمصة ونطقهم بمناطق وشد عليهم قلانس كما أمر الرب موسى" (لا13:12:8) . وعند تكريس داود ملكاً "اخذ صموئيل قرن الزيت ومسحه في وسط أخوته وحل روح الله علي داود من ذلك اليوم فصاعدا" (1صم 13:16) . وأصبح داود بفضل عمل الروح القدس فيه وقيادته له من أعظم الملوك وأشهرهم إلى جانب أنه أصبح نبياً لله قال كل مزاميره بالروح القدس كما شهد عنه الرب يسوع قائلاً:"فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً قال الرب لربى اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئا لقدميك" (مت43:22) ، (مز1:110( . وهذا ما يحدث حتى الآن في سيامة رتب الكهنوت في الكنيسة المقدسة يضع رئيس الكهنة يده علي المتقدم للكهنوت ويصلى صلوات ويعمل رشومات فيحل عليه الروح القدس ويعطيه نعمة الكهنوت لتدبير الشعب وخدمة الكنيسة المقدسة . ثالثاً : الروح القدس يعطى للخدام الحكمة والمعرفة لتدبير خدمة الله وبيته المقدس : فنقرأ عن بصلئيل بن أورى أن الرب كلم موسى قائلاً:"قد دعوت بصلئيل بن أورى وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب ويعمل في كل صنعة لصنع خيمة الاجتماع وكل آنيتها" (خر7:1:31( . أما إشعياء النبي فيطلق علي الروح القدس سبعة اسماء هي : @ روح الله @ روح الحكمة @ روح الفهم @ روح المشورة . @ روح القوة.@ روح المعرفة @ روح مخافة الرب.(إش2:11). والسبعة عدد كامل أي أن الروح القدس له عمل كامل وشامل في حياة الإنسان الذي يطيعه، وكما يقول معلمنا يوحنا الرسول"وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء"(1يو20:2) . وكما قال الرب يسوع "لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه" (لو12:12)،كما قال أيضاً "أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) ، والروح القدس حينما يحل علي الإنسان يعطيه روحاً جديداً وقلباً جديداً وحياة مقدسة روحانية تهتم بالسمائيات وتسعى نحوها ، قال الرب علي لسان حزقيال النبي "وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديداً في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها (حز27:26:36) . رابعا : الروح القدس يحل ويقدس الكنائس والمذابح عند تدشينها : فقد أخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن (خيمة الاجتماع) وكل ما فيها وقدسه ونضح منه علي المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع آنيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها (لا 10:8) . وهذا ما يحدث حتى الآن في تدشين الكنائس والمذابح الجديدة ، يأخذ رئيس الكهنة دهن الميرون المقدس ويسكب منه علي المذبح وهو يرشم بعض الرشومات ويصلي بعض الصلوات فيحل الروح القدس ويقدس المذبح ويصير جاهزاً للصلاة وتقديم الذبيحة غير الدموية عليه . خامسا : الروح القدس هو روح العطاء . فحينما امتلأ داود النبي من الروح القدس جعله يعطي بكثرة وسخاء وقد أعطي كل ثروة بيته لبناء بيت الرب ولعمل الأواني والأدوات الأخرى وقال "وأنا بكل قوتي هيأت لبيت إلهي الذهب لما هو من الذهب والفضة لما هو من فضة وحجارة للترصيع.ولأني سررت ببيت الهي فما هو خاص بي من ذهب وفضة قد دفعته لبيت الهي" (1أى 4:2:29) وقال"لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك" (1أى 14:29) طالباً من الله أن يقبل عطاياه وتقدماته . سادسا : الروح القدس هو روح السلام : فقد حل الروح القدس علي عماساى رأس الثوالث فقال نحن لك يا داود ومعك نحن يا ابن يسى.سلام سلام لك ولمساعديك لأن الهك معينك (1أى18:12) . والذي يمتليء بالروح القدس يتمتع بمسحة من السلام الإلهى فيعيش في سلام مع نفسه وسلام مع ربه وسلام مع كل الناس وبذلك يأخذ عربون الملكوت وهو علي الأرض ويصير ابناً حقيقياً لله القائل:"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت9:5) . سابعاً : الروح القدس هو الذي كتب الكتاب المقدس كله بعهديه القديم والجديد : قال معلمنا بولس الرسول "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ليكون انسان الله كاملا متأهباً لكل عمل صالح"(2تى 16:3) . وقال معلمنا بطرس الرسول "لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط21:1). لقد كتب الكتاب المقدس علي مدي 1500سنة واشترك في كتابته كثيرون من ثقافات مختلفة وأماكن متباعدة وبيئات متباينة ولكنك حينما تقرأ تحس بالترابط الذي فيه وتحس أن روحه واحدة وليس فيه تناقض أو نشاذ والسبب هو أن كاتبه واحد هو الروح القدس ومعلمه واحد هو الروح القدس كما قال معلمنا بولس الرسول "لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس"(1كو13:2)وقال "وكلامي وكرازتى لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله" (1كو5:4:2( . "وهذه الأمور جميعها كتبت بالروح القدس لإنذارنا نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور"(1كو11:10) . هذا قليل من كثير من أعمال الروح القدس كما علمها لنا الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد . |
||||
06 - 10 - 2012, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
مواهب الروح القدس ولإلهنا المجد الدائم الي الأبد آمينتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا اليوم المبارك في كافة قارات العالم بعيد حلول الروح القدس علي الرسل القديسين في اليوم الخمسين من عيد القيامة المجيد . فالروح القدس الذي يعمل في الكنيسة بقوة منذ حلوله علي الرسل القديسين في اليوم الخمسين أي في مثل هذا اليوم من سنة 34م.، يوزع ثماره الروحية ومواهبه المقدسة علي المؤمنين بحسب استعداد كل واحد منهم وقامته الروحية وذلك لبناء الإنسان نفسه ولمنفعة الآخرين وخدمتهم . وفي هذه المناسبة الهامة نتكلم بنعمة الله عن مواهب الروح القدس للمؤمنين والتي ذكرها معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولي إلى كنيسة كورنثوس الإصحاح الثاني عشر ، ففي هذا الإصحاح ذكر قائمتين من مواهب وأعمال الروح القدس في الكنيسة قوام كل منهما تسع مواهب . يقول"فإنه لواحد يعطي الروح القدس كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة (1كو10:8:12) وفي آخر الأصحاح يورد القائمة الأخرى من مواهب وأعمال الروح القدس في الكنيسة قائلاً "وضع الله أناساً في الكنيسة أولاً رسلاً ثانياً أنبياء ثالثاً معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء ، أعواناً ، تدابير وأنواع ألسنة ، ثم يختم هذه المجموعة من المواهب بمسك الختام وهو المحبة قائلاً "جدوا للمواهب الحسنى وأيضا أريكم طريقاً أفضل" (1كو31:12) أي طريق المحبة لله والناس وهي أفضل وأنفع المواهب الروحية وأعظمها ، لذلك أفرد للحديث عن المحبة إصحاحاً كاملاً هو الإصحاح الثالث عشر كله . ونحاول في عجالة أن نتكلم عن بعض هذه المواهب الروحية العظمى والثمينة التي ينعم بها الروح القدس علي المؤمنين لبناء الكنيسة ومنفعة الناس أجمعين : أولاً : كلام حكمة الحكمة والإفراز من أفضل الفضائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان ويطلبها من الله بلجاجة حسب وصية الرسول يعقوب"من تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له" (يع5:1) والحكمة التي ينالها الإنسان من الله بالصلاة والتضرع تكون"حكمة طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وأثمارا صالحة عديمة الريب والرياء" (يع17:3) كما يقول معلمنا يعقوب الرسول . والحكمة الحقيقية تظهر في أعمال الإنسان وتصرفاته كما يقول معلمنا يعقوب الرسول"من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة" (يع13:3) أي يتحلى في سلوكه بالتصرف الجيد الممتزج بالحكمة الوديعة والوداعة الحكيمة . قال القديس العظيم الأنبا أنطونيوس:الإفراز (الحكمة) هو الذي يعلم الإنسان كيف يسير في الطريق المستقيم الملوكي وكيف يحيد عن الطريق الوعرة ، الإفراز هو عين النفس وسراجها ، بالإفراز يفهم الإنسان الأمور ويميز جيدها من رديئها . ثانياً : كلام علم قال الرب يسوع لتلاميذه "أما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) . فالروح القدس يعلم ويرشد ويفتح الذهن والقلب لكافة العلوم النافعة للإنسان نفسه وللآخرين . ما أحسن وما أعظم العلم مع التقوى ، ما أعظم العالم المتدين ورجل الدين العالم . العالم كله يجرى الآن وراء العلم والتكنولوجيا الحديثة لتقدم وتطور الإنسان . ونحن نعرف أن العلم الصحيح لا يتعارض مع الدين الصحيح . العالم يتجه الآن ناحية التخصصات الدقيقة في الطب والهندسة وغيرها من العلوم النافعة جرياً وراء معرفة أعمق وأفيد لكل الناس ، ومتى كان الإنسان أميناً ومجتهداً في بحثه وعلمه يكشف له الروح القدس أعماقاً أبعد وأفيد سواء في العلم الديني أو العالمي من أجل خير ومنفعة الإنسانية جمعاء . ثالثاً: إيمان فالإيمان هو الأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله وبه نكسب رضى الله حسب قول الرسول بولس"بدون إيمان لا يمكن إرضائه" (عب6:11) والإيمان هو أحد الفضائل الكبرى في المسيحية حسب قول الرسول بولس "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة" (1كو13) والإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري، الإيمان هو حياة عملية يحياها الإنسان المتدين حسب قول الرسول"أما البار فبالإيمان يحيا" (رو17:1) . أردأ شيء أن يفصل الإنسان بين الإيمان والأعمال "لأن كل ما ليس من الإيمان فهو خطية" (رو23:14) . الروح القدس يهب الإنسان إيماناً عالي المستوى فلا يتوقف عند الإيمان النظري بوجود الله بل يتعداه إلي الإيمان العملي أو الإيمان العامل بالمحبة (غل6:5) الذي يشمل الحياة كلها ويتغلب علي التحديات التي يواجهها ويكون له ثماره الحلوة مثل الصلاة المقبولة وحياة التسليم والرضا والشكر وطاعة الوصية الإلهية الي حد الاستشهاد إذا لزم الأمر . رابعاً : مواهب شفاء كان الرب يسوع أثناء خدمته يطوف في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب (مت23:4) . ولما أرسل تلاميذه للخدمة والكرازة قال لهم "اشفوا مرضى طهروا برص أقيموا موتى اخرجوا شياطين مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا" (مت8:10) ، وحتى الآن يعطى الروح القدس لبعض المؤمنين مواهب شفاء وإخراج شياطين كبرهان على صحة الديانة وقوتها،لأن هذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين ويتكلمون بألسنة جديدة..ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون (مر18:17:16) . لكن مثل هذه المواهب تحتاج إلي إتضاع وحكمة وإفراز في استخدامها حتى لا يصاب صاحبها بضربات يمينية أو يسارية تهدد حياته الروحية . خامساً : عمل قوات من أمثلة عمل القوات التي عملها الرب يسوع إقامة الموتى ، فقد أقام موتى كثيرين كذلك أخرج شياطين مردة معاندين ، ومن أمثلة هذه القوات والآيات أن بطرس الرسول أمات حنانيا وسفيرة زوجته عندما كذبا علي الروح القدس (أع5) وضرب بولس الرسول عليم الساحر بالعمى (أع13) . وكان الله يصنع علي يدي بولس قوات غير المعتادة (أي معجزات عجيبة خارقة للعادة) حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل ومآزر إلى المرضي فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة (أع12:11:19) . وقد قال لأهل غلاطية "الله الذي يمنحكم الروح القدس ويعمل فيكم قوات (غل5:3) . سادساً : نبوة النبوة تعني أحيانا التنبؤ بما في المستقبل كما فعل النبي أغابوس حينما تنبأ بالروح القدس أن جوعاً عظيماً كان عتيداً أن يصير علي جميع المسكونة وقد تحققت نبوءته وحدث هذا الجوع في عهد كلوديوس قيصر (أع28:11) . ونفس هذا النبي تنبأ عن بعض الاضطهادات التي كان سيلاقيها بولس الرسول "فأخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال : هذا يقوله الروح القدس أن الرجل الذي له هذه المنطقة سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه الي أيدي الأمم (أع11:21) وقد تحققت هذه النبوة بعد ذلك بقليل (أع36:27:21) . وفي عصر الرسل كان يوجد أنبياء كثيرون غير أغابوس (أع27:11) . كذلك كان لفيلبس المبشر أحد الشمامسة السبعة " أربع بنات عذارى كن يتنبأن " (أع9:21) ، كذلك تدل كلمة النبوة في العهد الجديد إلي قوة إعلان الحق الالهى أثناء الوعظ والإرشاد وتفسير الكتاب المقدس بفهم وعمق واستخراج المعاني والتأملات العميقة النافعة منه ، كل ذلك مع المعونة الالهية التي تعطي للمتكلم أو الواعظ التي تقود السامعين إلي الإيمان والتوبة والسلوك الروحي الصحيح في كافة نواحي الحياة . سابعاً : تمييز الأرواح كثر مدعو النبوة في الكنيسة الأولي وأحدثوا بلبلة كثيرة بين المؤمنين لذلك أعطي الروح القدس بعض المؤمنين موهبة تمييز الأرواح أي قوة ملاحظة وفهم ومعرفة من يتكلم بإلهام الروح القدس ومن يتكلم من نفسه أو بإيحاء من الأرواح الشريرة مدعياً النبوة كذباً ، نصح معلمنا يوحنا الرسول المؤمنين قائلاً : "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم " (1يو1:4) ، لذلك لزم أن يهب الروح القدس لبعض المؤمنين قوة إفراز لتمييز الملهمين بالحق من المدعين الإلهام باطلاً ، كذلك يوصينا معلمنا بولس الرسول قائلاً "امتحنوا كل الأشياء وتمسكوا بالحسن" (1تس21:5). كما يوصي مؤمني كورنثوس قائلاً "أما الأنبياء فليتكلم اثنان أو ثلاثة (في الاجتماع الواحد) وليحكم الآخرون (1كو29:14) ممن لهم موهبة تمييز الأرواح . ثامناً : أنواع ألسنة موهبة التكلم بألسنة هي قوة يعطيها الروح القدس لإنسان بها يقدر أن يتكلم بلغة لم يتعلمها قبلاً ، كما حدث مع الآباء الرسل في يوم الخمسين حيث "امتلأ الجميع من الروح القدس وأبتدأوا يتكلمون بألسنة أخري كما أعطاهم الروح أن ينطقوا (أع3:2) والألسنة التي نطقوا بها كانت لغات حية مثل اليونانية واللاتينية والقبطية والعربية وغيرها ، مما جعل السامعين يتحيرون قائلين ما عسي أن يكون هذا ..كيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها..إننا نسمعهم يتكلمون بألسنتنا (بلغاتنا) بعظائم الله (أع12:8:2) وقد استعملها الآباء الرسل في الكرازة بالإنجيل عندما خرجوا إلي العالم أجمع ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر15:16) وأي رسول منهم وهو أصلاً يهودي شبه أمي لا يتكلم سوى الآرامية أي العبرية الدارجة حينما ذهب إلي أي شعب آخر وكلمهم بلغتهم بطريقة صحيحة نطقاً وقواعد وهو لم يتعلمها قبل ذلك شد انتباههم وإعجابهم واستمعوا إلي كلامه بإمعان ولما وثقوا من صحته واقتنعوا به آمنوا واعتمدوا . تاسعاً : ترجمة ألسنة كما أعطي الروح القدس بعض المؤمنين موهبة التكلم بألسنة أعطي البعض الآخر موهبة ترجمة الألسنة،فيترجمون للسامعين ما يقوله أصحاب الألسنة حتى يفهم السامعون ويستفيدون حتى تنال الكنيسة بنياناً (1كو5:14) . موهبة ترجمة الألسنة هي التي تحكم موهبة الألسنة وتجعلها تبنى السامعين ، لذلك يقول الرسول"وإن لم يوجد مترجم فليصمت في الكنيسة" (1كو28:14) . وفي العصر الرسولى كانت موهبة ترجمة الألسنة هي صمام الأمان لموهبة الألسنة لذلك كان الرسل يحتمون أنه في حالة استعمال الألسنة يجب أن يكون هناك مترجم حتى يستطيع السامعون أن يعرفوا أن المتكلم يتكلم بلغة حقيقية ذات معان وأن الروح القدس أعطاها له لينفع بها الآخرين . وحتى الآن نرى أن الترجمة نافعة للخدمة،فإذا زارنا ضيف أجنبي لا يعرف لغتنا ولا نعرف لغته وأراد أن يلقي كلمة في اجتماع أو يعمل حواراً فلابد من مترجم يجيد اللغتين حتى يكون اللقاء مثمراً ومفيداً . وننتهز هذه الفرصة لنهنىء أبناء كنيستنا المحبوبة في كل مكان بعيد حلول الروح القدس راجين أن يعيده الله علي الجميع بالخير والبركات. . |
||||
06 - 10 - 2012, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
بركات الامتلاء بالروح القدس إذا امتلأنا بالروح القدس سننال بركات وفوائد كثيرة منها :قال معلمنا بولس الرسول "لا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة ، بل امتلئوا بالروح" (أف18:5( والترجمة الدقيقة لعبارة "امتلئوا بالروح" هي "دعوا الروح يملأكم ويقصد هنا الروح القدس. على أساس أن الروح القدس ساكن فينا منذ أخذنا نعمة المعمودية وسر الميرون المقدس وأصبحنا هياكل الله وروح الله ساكن فينا "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كو19:6) ، "احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2تى14:1) . والمطلوب منا أن نعطى الروح القدس الساكن فينا فرصة ليعمل وينتشر ويملأنا بنعمته وعمله الإلهي،ينتشر في كياننا طولاً وعرضاً وعلواً وعمقاً (أف18:3) ، أي في كل الإتجاهات،ولا يظل محصوراً محبوساً في داخلنا بدون عمل . المطلوب منا أن نضرم أو نشعل موهبة الروح القدس التي فينا بممارسة وسائط النعمة والخلاص،ونزيل من أمامه العوائق كالخطايا والأخطاء وسلبيات الحياة،حتى نشتعل بلهيب نار الروح القدس ونصبح روحيين بدرجة عالية ونصل إلي "الإنسان الكامل ، إلى قياس قامة ملء المسيح"(أف13:4) . الامتلاء بالروح القدس معناه أن يصير الروح القدس مالئاً كل كيان الإنسان وينفذ إلى كل الخلايا والذرات مثل شحنة كهربية دخلت ونفذت إلى كل خلية وذرة في كيان الإنسان حتى تخترق مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ (عب13:4) . الامتلاء بالروح القدس،هو أن يصل الإنسان إلى حالة أن يصير عمل الروح القدس شاغلاً كل فراغ الروح والقلب بحيث لا يصبح للإنسان اهتمامات جسدانية أو عالمية وإنما تصير كلها اهتمامات روحية . الامتلاء بالروح القدس ، هو أن يمتلىء قلب الإنسان بالروح القدس امتلاء كامل وأن يملك الروح القدس قلب الإنسان امتلاكاً كاملاً مثل الإسفنجة المغموسة في الماء ، فالماء يحاصرها من كل جهة ناحية "لأن محبة المسيح تحاصرنا" (2كو14:5) وتصبح الإسفنجة مشبعة بالماء تماما . الامتلاء بالروح القدس ، هو أن نسلم أجسادنا لقيادة أرواحنا ، ونسلم أرواحنا لقيادة الروح القدس ، فنصل إلى درجة عالية من الروحانية،بحيث يرتفع كل شيء فينا إلى مستوى الروح ، حتى الجسد يتروحَن ، فالإحساسات والمشاعر والعواطف والوجدان والأهداف والممارسات تتروحن؛أي تشحن بقوة روحية ، بحيث تتنقى وتتقدس وتطرد العواطف والمشاعر الرديئة والشهوات الجسدانية الأرضية ويحدث صلح بين الجسد والروح ، حينما يخضع الجسد لأوامر الروح ، وينتهي الصراع التقليدي بينهما ، والذي قال عنه معلمنا بولس الرسول "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد.لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد،وهذان يقاوم أحدهما الآخر ولكن الذين هم للمسيح يسوع قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات ، إن كنا نعيش بالروح،فلنسلك أيضا بحسب الروح" (غلا16:5،17،24،25) . وأمامنا في الإنجيل نماذج عالية تشجعنا علي الإمتلاء بالروح القدس ، فالسيد المسيح مثلنا الأعلى مكتوب عنه أنه "كان ينمو ويتقوى بالروح،ممتلئاً حكمة ، وكانت حكمة الله عليه" (لو40:2)، ولما حل عليه الروح القدس في نهر الأردن"رجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس ، وكان يقتاد بالروح في البرية" (لو1:4) . زكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان امتلأ من الروح القدس (لو67:1( . يوحنا المعمدان نفسه امتلأ بالروح القدس من بطن أمه وسجد للسيد المسيح سجوداً روحانياً (لو41:1-44) . الآباء الرسل حينما حل عليهم الروح القدس في يوم الخمسين "امتلأ الجميع من الروح القدس ، وابتدئوا يتكلمون بألسنة أخري (بلغات أخري) كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" (أع4:2) . نقرأ في رسالة القديس بولس الرسول إلي أهل أفسس عن غنى المسيح الذي لا يستقصى (أف8:3) ، والتأييد بالقوة بروحه في الإنسان الباطن (أف16:3) ، والامتلاء إلى كل ملء الله (أف19:3)،كذلك نقرأ عن قامة ملء المسيح (أف13:4) ، كما نقرأ نصيحة أو وصية معلمنا بولس الرسول لنا "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة،بل امتلئوا بالروح" (أف18:5) ، فمن يسكر بالخمر فإنه يكسر الجزء الأول من الوصية،ومن يهمل في الامتلاء بالروح القدس ويبقي بدون امتلاء،يكون كاسراً لبقية الوصايا ، كمن يكسر وصية وجوب الصلاة أو الصوم أو العطاء أو المحبة،ويخسر خسارة كبيرة ويكون مجرماً في كل الوصايا،كما قال معلمنا يعقوب الرسول "من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة،فقد صار مجرماً في الكل" (يع10:2) . إن روح الله القدوس يسعى لكي يملأ قلوبنا بقوته ونعمته ويغرس فينا عطشاً للامتلاء ، إنه يشتاق أن يملأ الأوانى الخزفية،وهو لا يهدأ حتى يملأنا بالغيرة والحماس لحياة الامتلاء . وعلينا أن نتجاوب معه ونعطيه الفرصة أن يعمل فينا بقوة حتى يجعلنا روحانيين ، فلا نقاومه كاليهود (أع51:7) ، ولا نحزنه بأعمالنا الشريرة (أف30:4) ، ولا نطفئه (1تس19:5) بخطايانا وعدم استماعنا لصوت همساته الحانية الرقيقة في داخلنا أن نعيش حياة التوبة والالتصاق بالله والسيرة المستقيمة المقدسة . فوائد الامتلاء بالروح القدس 1 - الامتلاء بالروح القدس يثبتنا أكثر في المسيح : إن هدف حلول الروح القدس هو أن يشهد للمسيح ويساعدنا نحن أيضا في الشهادة للمسيح،كما قال بفمه الطاهر "ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب ، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق ، فهو يشهد لي،وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء " (يو26:15،27) . الروح القدس يجعلنا نعرف سر المسيح، وقيمة عمله الخلاصى لنا قال الرب "أما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) ، وحينما نعرف كل شيء عن المسيح نحبه أكثر ونلتصق به ونثبت فيه أكثر ، خصوصا أنه يلح علينا كثيراً جداً أن نثبت فيه لأجل منفعتنا نحن ، يقول: "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" (يو4:15). "الذي يثبت فيَّ وأنا فيه ، هذا يأتي بثمر كثير،لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو5:15) . " إن ثبتم فيَّ وثبت كلامي فيكم،تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يو7:15) . " أثبتوا في محبتى" (يو9:15) . "كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" (يو11:15) . الروح القدس بعمله القوي يحفر في أعماقنا صورة المسيح الحي الممجد،كما يقول الرسول بولس "ونحن جميعا ناظرين مجد الرب يسوع بوجه مكشوف كما في مرآة ، نتغير إلي تلك الصورة عينها من مجد إلي مجد كما من الرب الروح" (2كو18:3) ، أي تتغير صورتنا لتكون مثل صورة المسيح،كما يشتهي معلمنا بولس الرسول لأجلنا قائلاً "يا أولادي الذين أتمخض بكم إلي أن يتصور فيكم المسيح" (غل19:4) . الامتلاء بالروح القدس يجعلنا نمتليء بيسوع في داخلنا . نمتليء من معرفته،ونتأصل في محبته فنعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي نمتليء إلي كل ملء الله (أف17:3-19) ونثبت في المسيح أكثر حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول"ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله الذي ختمنا أيضا وأعطي عربون الروح في قلوبنا" (2كو21:1) . 2 - الامتلاء بالروح القدس يملأ الإنسان بالفرح والسلام : بعد حلول الروح القدس علي الكنيسة الأولي في يوم الخمسين كانت حياتهم مملوءة بالفرح والابتهاج "كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله" (أع46:2) ، "وأما التلاميذ فكانوا ممتلئين من الفرح والروح القدس" (أع52:13) ، ويصلي معلمنا بولس لأولاده في روما قائلاً "وليملأكم إله الرجاء كل فرح وسلام في الإيمان،لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" (رو13:15) . وبعد أن كلم الرب يسوع تلاميذه عن عمل الروح القدس في حياتهم بعد صعوده،قال لهم "كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" (يو11:15) ، فالروح القدس يملأ النفس التي تخضع للمسيح وتثبت فيه بالفرح والسلام ، ليكون فرحها كاملاً (يو24:16). يقول القديس الأنبا أنطونيوس "حينما يسكن الروح القدس في نفوس المؤمنين المطيعين للمسيح ، يهبهم راحة ويجعل نير المسيح حلواً لهم ولا يخافون من شيء.لأن فرح الروح القدس يهب لعقولهم سلاماً ، وبهذا الفرح تغلب النفس جميع أعدائها وتنتصر عليهم وتدوس مشورتهم تحت قدميها،ويكمل عليها قول نحميا النبي "لأن فرح الرب هو قوتكم" (نح10:8( . 3 - الامتلاء بالروح يثمر كل ثمر الروح : "أما ثمر الروح فهو محبة.فرح.سلام.طول أناة.لطف.صلاح.إيمان.وداعة.تعفف" (غل22:5( . أول ثمرة هي المحبة،لأن الروح القدس هو روح الله أي روح المحبة،لأن الله محبة،ومحبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس (رو5:5) ، فمن الطبيعي أن تكون أولي ثمراته هي المحبة . وفرح الروح القدس يتميز بالفرح والسلام العميق في النفس ، مع هدوء وثقة شديدة في الرب.وقد علمنا الآباء القديسين أن وجود السلام والهدوء في النفس رغم الشدائد والأعاصير هو علامة سكني الروح القدس في النفس.يقول الأنبا أنطونيوس"حينما يحل الروح القدس في النفس تمتلىء تعزية وسلاماً " . كل ثمر الروح هو صفات وفضائل السيد المسيح التي عاش بها علي الأرض ، وحينما نمتليء بالروح نثمر ثمر الروح أي تظهر حياة يسوع فينا،وكما قال معلمنا بولس الرسول "لكي تظهر حياة يسوع في جسدنا المائت" (2كو11:4) ، وهكذا "يقودنا الله في موكب نصرته في المسيح كل حين،ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2كو14:2) . 4 - الامتلاء بالروح القدس يملأنا بالقوة الروحية : قال الرب لتلاميذه"ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض" (أع8:1) ، وكان قد سبق وأوصاهم قائلاً "أقيموا في أورشليم إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لو9:24) . فامتلاء الإنسان بالروح القدس يعطيه قوة روحية فائقة ، تمكنه من العبادة بالروح والسلوك بالروح والخدمة المؤثرة والشهادة للمسيح بكل شجاعة،كما يعمل في السامعين لإقناعهم،يقول معلمنا بولس الرسول: "وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة،لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله" (1كو4:2) ، ونري في يوم الخمسين خطاباً بسيطاً قصيراً لمعلمنا بطرس الرسول أمام الجموع التي احتشدت لتري أعجوبة حلول الروح القدس ، فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل:ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة ؟ ، فقال لهم بطرس : "توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا،وأنضم في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس" (أع2) . بعد حلول الروح القدس علي الرسل ، تحولت حياتهم من الضعف واليأس والخوف ، إلي القوة والشجاعة ، "امتلأ الجميع من الروح القدس ، وكانوا يتكلمون بكلاك الله بمجاهرة وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع" (أع31:3) . وسفر أعمال الرسل كله هو تسجيل لمظاهر قوة الروح القدس التي ظهرت علي الآباء الرسل وأفراد الكنيسة الأولي ، في خدمتهم وشهادتهم للمسيح واحتمالهم الاضطهاد من أجل المسيح . إن من يقرأ سفر أعمال الرسل بقلب منفتح،يلمس بوضوح القوة الفائقة التي تنتج من الامتلاء بالروح القدس ، لأنه روح القوة . يقول معلمنا بولس الرسول"الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تي7:1) ، وهذه القوة ليست للرسل فقط بل لكل مؤمن يطلبها بإلحاح"لكي يعطيكم الله بحسب غني مجده ، أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" (أف16:3( . كيف نمتلىء بالروح القدس ؟ 1 - الصلاة والعبادة : أهم وسيلة من وسائل الامتلاء بالروح القدس هي الصلاة والعبادة ، ففي الصلاة تتقابل أرواحنا مع روح الله،لأن الصلاة هي عمل من أعمال الروح القدس فينا "فإننا لا نعرف ما نصلي لأجله كما ينبغي ، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات (تنهدات) لا ينطق بها لأنه يعين ضعفاتنا.وبحسب مشيئة الله يشفع في القديسين" (رو26:8) . فإذا واظبنا علي الصلاة بأمانة امتلأنا من الروح القدس. السيد المسيح له المجد ، وهو غير محتاج للصلاة ، كان يقضى الليالي الطويلة في الصلاة (لو12:6) ، لكي يعطينا النموذج الصالح للإنسان الكامل الممتلىء من الروح القدس والذي ينقاد بالروح القدس ويسلك بالروح فلا يكمل شهوة الجسد . يحثنا السيد المسيح علي الصلاة قائلا"كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً "(يو23:16،24) وما هو الفرح الكامل ؟ هو الامتلاء من الروح القدس"لأن فرح الرب هو قوتكم" (نح10:8) . في المزمور الخمسين نصلي قائلين "قلباً نقياً اخلق في يا الله،وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي.لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني.امنحني بهجة خلاصك وبروح مدبر (الروح القدس) عضدني"،وفي آخر مزامير صلاة باكر نقول"علمني يا رب أن أصنع مشيئتك لأنك أنت هو الهي.روحك القدوس فليهدني إلي سبل الاستقامة" . نصلي صلاة الساعة الثالثة تذكاراً دائماً ويومياً لحادثة حلول الروح القدس علي الرسل في يوم الخمسين . في الإنجيل نذكر وعد السيد المسيح للرسل بإرسال الروح القدس عليهم ، فنردد قول الرب"ومتي جاء المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي.فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) . وفي القطع نطلب بإلحاح أن لا ينزع الله روحه عنا ، بل يجدد عمله وينشط تأثيراته فينا حتى نسلك بالروح . نقول في القطعة الأولي"روحك القدوس يا رب الذي أرسلته علي تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في وقت الساعة الثالثة ، هذا لا تنزعه منا أيها الصالح،لكن جدده في أحشائنا.قلباً نقياً اخلق في يا الله،وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي،لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني وفي القطعة الثانية نقول"أيها الرب الذي أرسلت روح قدسك علي تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في الساعة الثالثة ، هذا لا تنزعه منا أيها الصالح ، لكن نسألك أن تجدده في أحشائنا يا ربنا يسوع المسيح ابن الله الكلمة.روحاً مستقيماً ومحيياً.روح النبوة والعفة.روح القداسة والعدالة والتدبير ، أيها القادر علي كل شيء" . وفي القطعة الرابعة نقول "أيها الملك السمائى المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والماليء الكل.كنز الصالحات ومعطي الحياة هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا" . وفي تحليل الساعة الثالثة نقول "يا إله كل الرأفات ورب كل عزاء، الذي عزانا بعزاء روحه القدوس.نشكرك لأنك أقمتنا للصلاة في هذه الساعة الثالثة المقدسة التي أفضت فيها نعمة روحك القدوس بغني علي تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين مثل ألسنة نار.نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر.اقبل إليك صلواتنا ، واغفر خطايانا ، وأرسل علينا نعمة روحك القدوس ، وطهرنا من كل دنس الجسد والروح،وانقلنا إلي سيرة روحانية لكي نسعى بالروح ولا نكمل شهوة الجسد" . 2 - التوبة : ومن أهم وسائل الامتلاء بالروح القدس ، فحص الضمير.ومراجعة النفس.والندم علي الخطايا السابقة والتوبة الصادقة والاعتراف الأمين علي الكاهن والعزم الأكيد علي تجديد السيرة والسير مع الله والالتصاق به . 3 - القراءة في الكتاب المقدس والكتب الروحية : لأنها تعطي الإنسان شحنة روحية وطاقة داخلية للحياة النقية الطاهرة والسلوك حسب مشيئة الله كما يحق لإنجيل المسيح . 4 - التأمل : أي التأمل في شخص السيد المسيح،وسير القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة ، حسب وصية الرسول "انظروا إلي نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13) . 5 - التناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين : كل إنسان لابد أن يأكل ليحيا ، وحياة الجسد تقوم بالغذاء الجسدي وإن لم يأكل يموت . كذلك أرواحنا لابد أن تتناول من الطعام الروحاني لكي تحيا . قال الرب يسوع"من يأكل من هذا الخبز يحيا إلي الأبد والخبز الذي أعطيه هو جسدي.من يأكل جسدي ويشرب دمي ، فله الحياة الأبدية.فالذي يأكلني يحيا بي.الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة في أنفسكم "كما قال "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه" (يو6) . كما نتغذي بالطعام الجسدي باستمرار لحياة أجسادنا ، علينا أن نتناول من الطعام الروحي الذي هو جسد المسيح ودمه الأقدسين باستمرار لحياة أرواحنا وضمان عدم ضعفها أو ذبولها،ولا نكتفي بالتناول في المناسبات فقط . بالمعمودية نغتسل ونتطهر من خطايانا الأصلية أو الجدية ، وبالتناول نغتسل ونتطهر من خطايانا الفعلية اليومية.لأن "دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية" (1يو7:1) . ويقول الكاهن في الاعتراف الأخير بالقداس "يعطي عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه" . وعن القديسين في السماء ، قال أحد الشيوخ ليوحنا الرائي "هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة،وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الحمل" (رؤ14:7) . وحينما يطهر القلب بالعبادة والتوبة والتناول من الأسرار المقدسة ووسائط النعمة والخلاص ، يسر الروح القدس أن يملأه ويسكن فيه،ويصبح بحق هيكلا للروح القدس. آمين . |
||||
|