رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَزِلِ الزَّغَلَ مِنَ الْفِضَّةِ، فَيَخْرُجَ إِنَاءٌ لِلصَّائِغِ [4]. أَزِلِ الشِّرِّيرَ مِنْ قُدَّامِ الْمَلِكِ، فَيُثَبَّتَ كُرْسِيُّهُ بِالْعَدْلِ [5]. تنقية الفضة من الزغل تعطي للصائغ أن يشكل إناءً فضيًا ثمينًا، وإزالة الشر من القلب، تجعل منه هيكلًا لروح الله واهب التقديس. وإزالة المشيرين الأشرار من قدام الملك تثبت عرشه بالبرّ. هذا ما فعله سليمان حيث أدان فعلة الشر من حوله قبل أن يبدأ عمله الملوكي (1 مل 2). هذا أيضًا ما سيحدث في يوم الرب العظيم، حين يأتي ملك الملوك ويحطم إبليس ومملكته، ويلقى به وبجنوده وأتباعه في البحيرة المتقدة نارًا، ليعلن ملكوته السماوي الأبدي، ويتمجد في مختاريه إلى الأبد. بنفس الروح يليق بالكنيسة أن تعزل الخبيث، وتنزع الخميرة الفاسدة لكي لا يفسد العجين كله. هذا أيضًا ما يختبره المؤمن في حياته اليومية، حيث يلزم اقتلاع جذور الشر مع غرس الخير بعمل النعمة الإلهية. وكما يقول المرتل: "حد عن الشر، وافعل الخير وأسكن إلى الأبد" (مز 37: 27). * لماذا قيل: "طوبى للكاملين طريقًا السالكين في شريعة الرب" (مز118: 1)؟ يحدد الكتاب هنا "السالكين" وليس "الذين سلكوا"، السالكين في عمل الخير، ويجدون متعتهم في القيام به... أما الذين يهربون من الشر... فلا يمكن مدحهم إذا استطاعوا أن يتجنبوا الخطية مرة أو مرتين إلا إذا تمكنوا من بترها نهائيًا من حياتهم... فإن كنا نريد الصلاح فلنبدأ بتجنب الشرور... "حد عن الشر واصنع الخير" (مز37: 27) يرسم لنا المزمور طريق الفضيلة... بعلم وفن... فالبعد عن الشر هو بداية الخير... إن طُلبت من البداية كمال الفضيلة لتراجعت قبل أن تبدأ. القديس باسيليوس الكبير |
|