|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما جاء المسيح إلى العالم في ملء الزمان، ماذا كان موقف العالم تجاهه؟ لقد أظهر الجهل والعداوة نحوه. فنقرأ عن المسيح أنه «كان في العالم، وكوِّن العالم به، ولم يعرفه العالم» (يو1: 10). إن حياته التقوية كشفت شر العالم، فقال «العالم يبغضني لأني أشهد عليه أن أعماله شريرة» (يو7: 7). لقد ظهرت روح العالم حتى في إخوته (يو7: 4). أما المسيح فلم يكن يفكِّر كيف يُظهر نفسه أو يمجِّد نفسه، بل أن ينكر نفسه ويضع نفسه. لقد أظهر العالم كل عداوة نحو مسيح الله في كل رحلة حياته، وبلغت العداوة ذروتها في الصليب، عندما تكتل العالم كله بزعامة الشيطان، وثار ضد ابن الله. لقد رفضوه وأهانوه وقتلوه معلِّقين إيّاه على خشبة. العالم بفئتيه (يهود وأمم) اتفق على صلب المسيح. وعقوبة الصلب تتضمن كل معاني الكراهية والإهانة والتشهيير والتعيير والقسوة واللعنة والنجاسة. فإن «المعلَّق ملعون من الله» (تث21: 23). لقد قصّرَ الرومان الإعدام بالصلب على العبيد عقاباً لأشنع الجرائم وعلى الثوار والمتمردين. وكان المحكوم عليه يحمل صليبه ويعلَّق في عنقه لافته عليها اسمه والجريمة التي ارتكبها، إمعاناً في التشهير به وهو يسير أمام المارة في شوارع المدينة حتى يصل إلى مكان التنفيذ. وقد كتب بيلاطس عنوان المسيح ووضعه فوق الصليب، وكان مكتوباً «يسوع الناصري ملك اليهود». وكان مكتوباً بالعبرانية (لغة الدين)، واليونانية (لغة الفلسفة)، واللاتينية (لغة السياسة والدولة). وكأن العالم كله اشترك في جريمة صلب ابن الله. |
|