|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ [5]. يشَّبه الحكيم الجشعين بمن يقيمون أجنحة للثروة، لا لكي تطير بهم إلى الراحة، بل لكي تطير عنهم وتختفي، فلا يجدون ما قد جمعوه. بينما الإنسان القانع والمستخدم العالم حسنًا يحمل جناحي الروح ليطير كما إلى السماء، إذا بالجشع يطير منه كل تعب يديه، ويبقى ملقيًا في العالم في عوزٍ شديدٍ! إذ أُستعبد جيحزي تلميذ إليشع النبي لمحبة المال جرى وراء نعمان السرياني يأخذ منه شيئًا (2 مل 5: 2)، فنال ضعف ما طلبه، لكن التصق به برص نعمان وبنسله أيضًا (2 مل 5: 27). وإذ طمع عخان بن كرمي في رداء شنعاري نفيس ومائتي شاقل فضة ولسان ذهب (يش 7: 21) حلّ غضب الله على الشعب كله بسببه. * لا يمكنك أن تعيش حسب الله، إن كنتَ تحب المال والمسرات الأرضية. القديس أنبا إيسيذورس * إنني أقول لك، يا ابني، إنّ كل عملٍ رديء هو في هذين الأمرين: الزنى ومحبة المال، مع أنّ الزنى رديءٌ جدًّا، وبعد وقتٍ قليل يُشيح الإنسان بوجهه عنه ويشمئز منه بسبب رائحته الكريهة. أما محبة المال فتأتي من التكديس، وعندما تأتي تكون حلوةٌ لك، لأنها شرهة لا تشبع، لأجل هذا يجب أن يختم الإنسان أبواب كنيسة البرية وأبواب الأموات بالخوف من قوات هذا الزمان، لأنه في الحقيقة سيقوم أناسٌ معينون يبحثون ويستقصون عن ميراث الذين يرقدون ناسين هذا المكتوب: "إذا أتى الغِنى فلا تضعوا عليه قلوبكم" (مز 62: 10) LXX، وهذا ما يقول عنه الرسول: "محبة المال أصلٌ لكل الشرور" (1 تي 6: 10). القديس مقاريوس الكبير |
|