قداسة البابا تواضروس الثاني
أشكال الحكمة، وهي:
١- حكمة الكلام “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها.” (أم 25: 11)،
“اجعل يا رب حارسا لفمي. احفظ باب شفتي.” (مز 141: 3).
“فَقَالَ لَهُمْ: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله »” (لو ٢٠: ٢٥).
٢- حكمة الأفعال والتصرف: “ومبارك عقلك، ومباركة أنت، لأنك منعتني اليوم من إتيان الدماء وانتقام يدي لنفسي ” (١ صم ٢٥: ٣٣)
حكمة أبيجايل, في هذا الموقف العظيم الذي ينوء عن تحمله الرجال، فالموقف ينبئ بحدوث معركة وكأن دولة سوف تعلن الحرب على دولة أخرى، والدقائق تمر سريعًا ومطلوب منها أن تتصرف. زوجها في عناده لن يتراجع، وداود النبي مقبل في الطريق مشحونًا بالغضب على هذا الإنسان الذي أهانه وكان ناكرًا للجميل. في هذا الموقف كان نابال بحماقة سوف يدفع ثمن كل قساوة بني إسرائيل الذين تخلوا عن داود وتركوه يقاسى كل هذا المرار في البرية.
قامت أبيجايل بسرعة وأعدت مائتين رغيف خبز, وزقى خمر؛ قربتين كبيرتين مملوءتين من النبيذ الحلو, وخمسة خرفان مهيأة, أي مشوية, لتسد جوع هؤلاء الرجال المعيين. وخمس كيلات من الفريك, ومائة عنقود من الزبيب, كانوا يتركون العنب إلى أن يجف في العنقود, وكم كان حجم العناقيد, كما نسمع عنها حين نزل كالب بن يفنة ويشوع بن نون لتجسس أرض الميعاد, رجعوا حاملين عنقود الزبيب, عنقود العنب على حمالة على أكتافهم أي عصا يحملونها بعنقود ضخم جدًا يتدلى منها
أعدت أبيجايل مائة عنقود زبيب, ومائتين قرص من التين, قرص يملأ صينية كبيرة، مع الخبز والخمر والخراف المهيأة. ووضعتها على الحمير, لنتأمل كم من الحمير في القطيع الذي أعدته ليحمل كل هذا!! تموين ضخم!! وقالت لغلمانها اعبروا قدامى هاأنذا آتية وراءكم, ولم تخبر رجلها نابال.
أحد روافد الحكمة البساطة، البساطة فى الكتاب المقدس نقاوة القلب “سراج الجسد هو العين، فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا، ومتى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما.” (لو 11: 34).