رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«إن كلمة الصليب عند الهالكين جَهالة، وأما عندنا نحن المخلَّصون فهي قوة الله... لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة، ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً: لليهود عثرة ولليونانيين جهالة، وأما للمدعوين: يهوداً ويونانيين، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله. لأن جهالة الله (الصليب) أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس» (1كو1: 18-25). فالصليب هو أٌحجية الله التى لا يدركها الإنسان الطبيعي مطلقاً، ولا عظماء هذا الدهر، لأنهم لو عرفوا لَمَا صلبوا رب المجد (1كو8:2)، ففي الصليب استطاع الله أن يُخرج من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة، تلك كانت أحجية شمشون الذي ترك مركزه كنذير وذهب إلي كروم تمنة في أرض ونصيب الفلسطينيين، تلك الكروم التي ما كان للنذير أن يقترب منها ولا أن يتعامل مع العنب بأي صورة من صوره. وهناك هاجمه شبل أسد وزمجر للقائه (حيث كل قوة العدو) في أرض الفلسطينيين (أعداء شعب الله)، لكن شمشون شق الأسد كشق الجدي وليس في يده شيء (قض6:14)، وعندما عاد بعد أيام ليري رمة الأسد إذا دبر من النحل في جوف الأسد، فكانت أحجيته «من الآكل خرج أُكلاً ومن الجافي حلاوة» (قض14:14). وهكذا علي مدي التاريخ كله، منذ وجود الإنسان في الجنة وحتى نهاية الأزمنة حيث السماء الجديدة والأرض الجديدة، سوف يظل الله يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة، فعلى مرِّ التاريخ كان الشيطان والإنسان يفسدان كل شيء، لكن بعد كل إفساد كان الله يخرج منه خيراً أكثر لمجده ولخير الإنسان، وكان أساس كل ذلك هو الصليب، فالصليب هو تلك الأحجية التي لم يستطع أن يدركها الإنسان، بنفس الأحجية التي لم يستطع أن يدركها الفلسطينيين. فعلى أساس الصليب تعامل الله مع أدم بعد سقوطه. وعلى أساس الصليب تعامل الله مع الإنسان بعد فشله في تدبير الضمير وإغراق الأرض بالطوفان، حيث الفلك الذي أنقذ نوح وحيث المذبح وقوس قزح. وعلى أساس الصليب كان خروج إسرائيل من مصر. وعلى أساس الصليب تكوّنت الكنيسة. بل على نفس الأساس عالج الله فشل إسرائيل والكنيسة تحت المسئولية. وعلى أساس الصليب كانت النصرة علي الموت والشيطان. بل، وأخيراً، على أساس الصليب ستكون الحالة الأبدية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الضمير ليس صوت الله في الإنسان، لأن الضمير يمكن أن يخطئ |
[ هل الضمير هو صوت الله في الإنسان ] |
الصليب هو أساس شركتنا مع الله |
الصليب هو أساس السلام مع الله |
هل الضمير هو صوت الله في الإنسان؟ |