رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثَوابُ التواضُعِ ومَخَافَةِ الربَّ، هُو غِنًى وكَرَامَةٌ وحَيَاةٌ [4]. إذ يتواضع الإنسان ويتقي الله يغرف بفيض من الغنى والكرامة والحياة. فغنى الإنسان لا يعتمد علىما ورثه من أمور مادية، ولا يكتسب منها، وإنما بالتصاقه بالله مصدر الغنى وانفتاح قلبه عليه بالتواضع والمخافة الربانية. * كما أن مصباحًا يضيء حجرة مظلمة هكذا مخافة الرب إذ تخترق قلب إنسان تنيره، معلِّمة إياه كل الفضائل ووصايا الله. أحد آباء البرية القديس أغسطينوس لقد أعطانا الحب الذي هو مثل حبه! لأنه قد صار نموذجًا لنا. لأنه "وضع نفسه وأطاع"، ليس مجرد طاعة فحسب، بل "حتى الموت" (في 2: 8). وإذ ضحّى بحياته لأجلنا علّمنا قائلًا: "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم أنا"، "وبهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حبٌّ بعضًا لبعض" (يو 13: 34-35). * التواضع يجعل الإنسان مسكنًا لله! والأرواح الشريرة مع الشيطان قائدها تُطرَد بعيدًا عن هذا المسكن مع أوجاعها المخجلة، وبذلك يصير الإنسان هيكلًا لله، مقدّسًا، مستنيرًا، مطهَّرًا، غنيًا بالنعمة، مملوءًا بكل رائحةٍ زكية وحنوّ وابتهاج، ويصير الإنسان حاملًا لله (ثيئوفوروس)، بل بالحري يصير إلهًا حسب القول: "أنا قلتُ إنكم آلهة وبنو العليّ كلّكم" (مز 82: 6). القديس برصنوفيوس فردوس الآباء |
|