|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي الممارسات الروحية التي يمكن أن تساعد في تحويل التركيز بعيداً عن الذات تدعونا رحلتنا الإيمانية إلى تحويل نظرنا باستمرار من أنفسنا إلى الله وإلى جيراننا المحتاجين. هناك العديد من الممارسات الروحية التي يمكن أن تساعدنا في هذه المهمة المقدسة، وتساعدنا على تنمية حياة تتمحور حول الله بدلاً من التركيز على الذات. أولاً وقبل كل شيء ممارسة الصلاة. عندما ندخل في حوار حقيقي مع الله، ونسكب قلوبنا ونستمع إلى صوته، نصبح بطبيعة الحال أقل تركيزًا على أنفسنا. تقدم المزامير نموذجاً جميلاً للصلاة التي تتجاوز الاهتمام بالذات إلى التسبيح والشكر والشفاعة من أجل الآخرين. عندما نخصص وقتًا للصلاة اليومية، فإننا نوجه حياتنا حول حضور الله ومقاصده (إيمونز وكنيزل، 2005). التأمل في الكتاب المقدس هو أداة قوية أخرى لتحويل تركيزنا. عندما نغمر أنفسنا في كلمة الله، ونسمح لها بتشكيل أفكارنا وأفعالنا، نبدأ في رؤية العالم من خلال عيون الله بدلاً من منظورنا المحدود. يحثنا الرسول بولس الرسول على أن "تبدّلوا بتجديد أذهانكم" (رومية 12: 2)، والمشاركة المنتظمة مع الكتاب المقدس هي مفتاح هذا التحول (أوفويغو وآخرون، 2016، ص 233). يمكن لممارسة الصوم، عندما يتم تناولها بالروح الصحيحة، أن تساعدنا أيضًا في التغلب على التمركز حول الذات. فمن خلال التخلي طوعًا عن شيء نستمتع به لبعض الوقت، نذكّر أنفسنا بأن إشباعنا النهائي لا يأتي من الملذات الدنيوية بل من الله وحده. يمكن للصيام أن يشحذ حواسنا الروحية ويزيد من تعاطفنا مع المحتاجين. خدمة الآخرين هي طريقة ملموسة لتحويل تركيزنا إلى الخارج. عندما نتطوع بوقتنا ومواردنا لمساعدة من هم أقل حظًا، فإننا نتبع مثال المسيح في المحبة الواهبة للذات. هذه الخدمة لا تفيد الآخرين فحسب، بل توسع قلوبنا ومنظورنا أيضًا (غابرييل وآخرون، 2018، ص 85-107). المشاركة في العبادة الجماعية ضرورية لتجاوز التركيز على الذات. عندما نجتمع مع رفاقنا المؤمنين لتسبيح الله وسماع كلمته، نتذكر أننا جزء من شيء أكبر بكثير من أنفسنا - جسد المسيح. تساعد الليتورجيا، بتركيزها على "نحن" بدلاً من "أنا"، على إعادة توجيه ميولنا الفردية.أخيرًا، يمكن لممارسة الامتنان أن تتصدى بقوة للانغماس في الذات. فمن خلال عدّ نعمنا بانتظام والتعبير عن شكرنا لله وللآخرين، ننمي وعيًا متواضعًا بكل ما حصلنا عليه (إيمونز وكنيزل، 2005). تذكّر أن هذه الممارسات ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسائل لانفتاحنا بشكل كامل على نعمة الله المحوّلة. وبينما ننخرط فيها بإخلاص، عسى أن نجد حياتنا متمحورة أكثر فأكثر حول المسيح، عسى أن نعكس نوره لعالم محتاج. |
|