تذكرنا حياة يوحنا بعدد من الدروس التي يمكن تطبيقها في حياتنا. أولاً يجب أن تكون الغيرة من أجل الحق متوازنة دائماً بمحبة للناس. بدون المحبة يمكن أن تتحول هذه الغيرة إلى قسوة وإدانة للآخرين. وبالمقابل فإن المحبة الفائضة التي ينقصها القدرة على تمييز الحق من الخطأ يمكن أن تصبح مجرد مشاعر متدفقة. تعلَّم يوحنا في رحلته إلى النضوج اننا إذا تكلمنا بالحق في محبة، فإننا نحن ومن نتلامس معهم سوف "نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ" (أفسس 4: 15).
ثانياً، إن الثقة والجسارة التي لا تضبطها المحبة والنعمة يمكن أن تتحول سريعاً إلى غرور وكبرياء. الثقة فضيلة رائعة، ولكن بدون الإتضاع يمكن أن تصبح ثقة في النفس مما يقود إلى التفاخر والشعور بالتفرد. وعندما يحدث ذلك، تكون شهادتنا عن نعمة الله ملوثة، ويرى فينا الناس الشخصية التي لا يريدون أن يصبحوا عليها. إن كنا نريد أن نكون شهادة فعالة للمسيح، مثل يوحنا، يجب أن يعكس سلوكنا شغفاً بالحق، ومحبة للناس، ورغبة راسخة في خدمة إلهنا وتمثيله عن طريق إنعكاس تواضعه ونعمته من خلالنا.