منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 11 - 2024, 02:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

موت المسيح والتطهير القضائي (الدم)


موت المسيح والتطهير القضائي (الدم):

لقد صار الإنسان، بسقوطه في الخطية، مُداناً لوجود الخطية فيه، ومذنباً لارتكابه الخطايا والتعديات. وإذ عُرِضت قضية هذا المُدان المذنب أمام الله، والذي لابد أن تُعرض عليه قضية كل مخلوق، فحُكَمه فيها واضح ومعروف؛ وهو الموت. ومَنْ هو أدرى بحكم الله في هذه القضية أكثر من ابن حضنه؛ لذا فمنذ دخوله للعالم، دخل وهو يعرف أنه جاء ليموت، جاء ليسفك دمه، إذ أن إراقة الدم تُرينا الموت ظاهراً، فنفس الكائن أو حياته هي دمه، ولذلك محرم على الإنسان أن يأكل الدم، لأنه بأكله الدم يأكل حياة غيره، والحياة هي ملك الله. فكان الدم يُقدَّم لله دائماً على المذبح، كتكفير عن النفس بنفس، أو عن الحياة بحياة، إقراراً من مقدمه أنه يستوجب الموت قضائياً. إلى أن أتى المسيح ومات عنا وسفك دماه، فصار لنا - روحياً وليس حرفياً - أن نشرب دمه ونأكل جسده، أي نأكل حياته فتجري حياته فينا، وهكذا ننال حياة جديدة بدلاً من التي حُكم عليها بالموت في الصليب.

نعم، منذ أن دخل المسيح إلى العالم كان يعلم أنه لم يأتِ ليقهر الأمراض بقدرته، والرياح العاتية والأمواج العالية بسلطانه، والشياطين بكلمته، والجهل بتعاليمه؛ بل جاء ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه.

يقول عنه الرسول «لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا، لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم تُرِد ولكن هيأت لي جسداً (يمكن من خلاله أن يموت ويُسفك دمه)» (عب10: 4،5).

لكن قد يسأل سائل: أ ليست هذه العقوبة التي أصدرتها محكمة الله على الخطية عقوبة قاسية؟

وأُجيبه بالقول: نعم، إنها أشد وأقسى عقوبة، لكنها العقوبة المناسبة بل والمنطقية جداً على الخطية.

فالخطية باعتبارها الاستقلال عن الذات الإلهية، عندما توجد في كائن له عقل يمكّن صاحبه من الابتكار، وله إرادة هو حرّ في استعمالها، فهي عندئذ تهدد الكون وكل شيء بالتفكك والدمار والانهيار، بل إنها تهديد للذات الإلهية نفسها، بل يمكنني القول إنه إذا تُرِكت الخطية في الكون تمرح، هذا يعني في النهاية نهاية وجود الله، وحاشا.

فإن كنا نتفق على أنه لانتظام أي كيان مادي لابد له من مركز، وهذا واضح في كل الكون: فالخلية لكي تعمل بانتظام لها مركز واحد، والذرة لها مركز واحد، والمجموعة الشمسية لها مركز واحد؛ ولابد للكون ككل من مركز واحد وحيد: هذا المركز هو الواحد الصمد. وهذا يعني أن ترك الخطية في الكائن المفكِّر المريد معناه إيجاد مركز جديد. وإن اتفقنا أنه لابد للكون من سيد واحد هو العزيز الحكيم، فالخطية في كائن مفكر مريد هي إيجاد سيد جديد.

وإن كانت هناك حتمية - لكي يستمر الوجود ولا يتلاشى - من وجود نظام واحد يحكم كل جزئياته؛ فالخطية لابد أن تُمحى تماماً لأن وجودها في كائن مفكر مريد معناه وجود نظام ثاني. ووجودها في ملايين الكائنات المفكرة والمريدة، معناه وجود ملايين الأنظمة (فنحن مِلنا كل واحد إلى طريقه)، وبالتالي فإن ترك الخطية معناه مركز جديد، سيد جديد، نظام، بل قُل ملايين المراكز وملايين الأسياد (مراكز التحكم) وملايين الأنظمة؛ ولذا فالحل الأوحد هو محوها بموت مَنْ يحتويها.

هل تعلم عزيزي القارئ ما هو السرطان؟ وهل تعلم أيضاً ما هو علاج السرطان؟ السرطان ببساطة هو أن خلية واحدة (ولتعلم أن مليون خلية متراصة جنباً إلى جنب تصنع طولاً يساوي 2.5سم) بدأت تخرج عن النظام الذي يحكم بقية الخلايا المجاورة في نفس النسيج، لقد شذّ معدل انقسامها وسرعة نموها، فكوّنت نسيجاً آخر لا يخضع لسلطان الجسد عليه (هذا هو الورم الخبيث)، وإذا تُرِك هذا النسيج سيدمر الجسد كله. ولذا، فلا علاج إلا البتر، القطع، أي موت النسيج السرطاني بدلاً من موت الجسد كله.

هذه هي الخطية، ولذا كان لابد من الموت كعقوبة قضائية، نعم قاسية، لكنها ضرورة حتمية... ولذا مات سيدنا المبارك ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه.

وإذ قد مات سيدنا نيابة عنا - على الرغم من كونه الوحيد الذي خضع لله وسار في فلكه، وهذا ما أهّله ليموت عنا - سقطت عنا الآن كل عقوبة قضائية: فمن جهة الكيان المُدان، دانه الله في موت المسيح، إذ يقول «الله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد» (رو8: 3)، ومن جهة خطايانا التي جعلت صفحاتنا سوداء أمام الله، جعلتنا مُذنبين أمام محكمته العادلة، يقول «الذي أحبنا وقد غسّلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوك وكهنة لله أبيه» (رؤ1: 5،6).

ونتيجة لهذا التطهير القضائي الذي حصلنا عليه بموت المسيح ودمه، لم يَعُد «شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع» (رو8: 1)، وصار لنا الآن «ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع» (عب10: 19)، ولم يَعُد هناك أي خوف من محكمة الله، فلم يَعُد لنا الضمير الشرير، فيقول «مرشوشة قلوبنا (إشارة لرش الدم) من ضمير شرير» (عب10: 22).

وبتعبير قضائي، أقول: لقد شُطبت القضية المرفوعة ضدنا لكوننا نحوي كياناً مُداناً، إذ أن العقوبة، وهى الموت، قد نفّذها المسيح نيابة عنا، ولقد مُحيت صكوك الديون التي كانت علينا لخطايانا وذنوبنا، إذ قد سددها المسيح بسفك دمه عنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع والتطهير
إشعياء والرؤيا والتطهير
طريقة للهروب من الخطيئة والتطهير
الصوم والتطهير
الختان والتطهير


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024