رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظمة الكلمة النبوية لقد تنفس يوحنا الصعداء عندما عبَروا عن السيد ولم يكسروا ساقيه، وتألم كثيراً عندما طعنوه، لكنه رأى في هذا وذاك روعة وعظمة الكلمة النبوية، كما رأى أيضاً سلطان الله المطلق في السيطرة على شر الأشرار لكي لا يفعلوا في النهاية - رغماً عن شرهم الكثير - سوى ما سبقت وعيَّنت يده ومشوراته أن يكون. فلقد جاء جنود الظلم، بجنون الظلم، ليعملوا شيئاً نووا أن يعملوه، وجاءوا وهم لا ينوون أن يعملوا شيئاً آخر إلا أنهم عملوه. لقد جاءوا ليكسروا ساقيه فلم يكسروها، ولم يأتوا ليطعنوه لكنهم طعنوه. لكن يا للعجب: فما لم يعملوه مع أنهم نووا أن يعملوه، لم يعملوه لأن الكتاب قال ذلك. وما عملوه مع أنهم لم ينووا أن يعملوه، عملوه لأن الكتاب أنبأ بذلك. فعندما أعطى الرب موسى شريعة الفصح؛ كيف يأكله بني اسرائيل، قال لهم موصياً «في بيت واحد يؤكل، لا تُخرج من اللحم من البيت إلى خارج وعظماً لا تكسروا منه» (خر12: 46). كما أن داود وهو يسجل لنا عن صلاح الله مع الصدّيق حتى وإن سمح له بضيق يقول «كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب. يحفظ جميع عظامه، واحدٌ منها لا ينكسر» (مز34: 19،20). وكذلك عندما تحدّث الرب لزكريا عن يوم قادم، سيأتي بعد اختطاف الكنيسة، فيه سيفيض الرب على بيت إسرائيل روح النعمة والتضرعات يقول «فينظرون إلىَّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له، ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره، في ذلك اليوم يعظم النوح في أورشليم» (زك12: 10،11). ومن المُلفت للنظر أن يوحنا عندما أشار إلى قول الكتاب بخصوص عدم كسر العظام، قال «ليتم الكتاب القائل»، بينما عندما أشار إلى نبوة الكتاب بخصوص الطعن قال «وأيضاً يقول كتاب آخر»، ولم يَقُل ليتم الكتاب كما قال في الأول، ذلك لأن النبوة لم تتم بعد، فلم يأتِ الوقت الذي فيه ينظر بنو إسرائيل إلى الذي طعنوه، عندما يتم كلام يوحنا أيضاً في سفر الرؤيا، إذ يقول «هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض، نعم آمين» (رؤ1:7). ونلاحظ أيضاً أنه عندما أشار إلى قول زكريا، لم ينقل الكلام حرفياً، فلم يَقُل «ينظرون إلىَّ» بل قال «ينظرون إلى»، لأن المتكلم هناك هو الرب يهوه، المسيح نفسه، أما هنا فالمتكلم هو يوحنا. فيا له من كتاب عجيب! |
|