|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد مات يسوع فعلاً وكان كل تلاميذه المخلصين قد هربوا إذ ملأ الخوف قلوبهم، وكان هذا تتميماً للنبوة «اضرب الراعي فتتبدد الغنم». ولقد كان تصور اليهود، بل ومنتهى أمانيهم، أن يُدفن المسيح بلا كرامة مع المذنبين، وتعلوه رجمة من الحجارة، وينتهي كل شيء. لكن عين الله الساهرة ويمينه العلية رتبت شيئاً آخر، بل إن مشورة الله المحتومة كانت قد خططت ذلك الأمر وسجلته في التوراة التي بين أيدي اليهود أنفسهم. ففي نفس أصحاح آلام المسيح، أعني إشعياء 53، ترد هذه النبوة «جُعل مع الأشرار قبره (لكن) مع غني عند موته (لأنه) لم يفعل ظُلماً ولا وُجِد في فمه غش». ولذلك فلقد تقدم أحد أثرياء اليهود واسمه يوسف الرامي تلميذ ليسوع في خفية، لم نسمع عنه من قبل، ولا سمعنا عنه بعد ذلك، تقدم إلى بيلاطس وطلب أن يُعطى جسد يسوع فأذن له. والأرجح أنه هو لم يفكر ولا فكر سواه في نبوة إشعياء، وبدا وكأن الأمر محض صدفة. شأنه شأن كل ما تم في ذلك اليوم العصيب بأحداثه السريعة المتلاحقة. وكان لهذا الأمر، بالإضافة إلى أنه كان إتماماً للنبوة، له أهمية مزدوجة: الأولى لإكرام جسد المسيح القدوس «لن تدع تقيك يرى فساداً»، وثانيا: ليمكن إعلان حقيقة القيامة، والتي تُعتبر مع موت المسيح ركناً أساسياً في الإنجيل الذي آمنا به. |
|