رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكن للأزواج الشباب تنمية العلاقة الحميمة بطريقة ترضي الله إن تنمية العلاقة الحميمة بطريقة تخدم الله هي جانب جميل ومقدس في العلاقة المسيحية. العلاقة الحميمة، بمعناها الكامل، لا تشمل فقط التقارب الجسدي بل تشمل أيضًا العلاقة العاطفية والفكرية والروحية. دعونا نتأمل في كيفية رعاية الأزواج لهذه العلاقة الحميمة المتعددة الأوجه بطريقة تمجد الله. يجب أن ندرك أن العلاقة الحميمة الحقيقية متجذرة في محبة الله. كما يذكرنا القديس يوحنا: "نحن نحب لأنه أحبنا أولاً" (1 يوحنا 4: 19). عندما يؤسس الزوجان علاقتهما على محبة الله، فإنهما يخلقان أساسًا لعلاقة حميمة عميقة وذات معنى. وهذا ينطوي على إعطاء الأولوية لعلاقاتهم الفردية مع الله، لأنه من خلال معرفة الله ومحبته نتعلم أن نحب بعضنا بعضًا حقًا. العلاقة الحميمة الجسدية، في سياق الزواج، هي هبة من الله يجب أن نعتز بها ونحترمها. إن نشيد سليمان يحتفي بشكل جميل بالحب الجسدي بين الزوج والزوجة، ويذكرنا بأن الحياة الجنسية عندما يتم التعبير عنها في إطار تصميم الله تكون طاهرة ومقدسة. لكن على الأزواج أن يتعاملوا مع العلاقة الحميمة الجسدية بوقار واحترام متبادل وضبط النفس. كما ينصح القديس بولس: "على الزوج أن يقوم بواجبه الزوجي تجاه زوجته، وكذلك الزوجة تجاه زوجها" (1 كورنثوس 7:3). هذا العطاء والأخذ المتبادل في العلاقة الحميمة الجسدية يعكس محبة المسيح الواهبة للكنيسة. تتم تنمية الحميمية العاطفية من خلال التواصل المفتوح والصادق والضعف والتعاطف. يجب على الأزواج أن يخلقوا مساحات آمنة حيث يمكنهم مشاركة أعمق أفكارهم ومخاوفهم وأحلامهم دون إصدار أحكام. يشجعنا صاحب المزامير قائلاً: "توكلوا عليه في كل حين يا شعب، اسكبوا قلوبكم إليه لأن الله ملجأنا" (مزمور 62: 8). وبنفس الطريقة، يجب أن يكون الشركاء قادرين على سكب قلوبهم لبعضهم البعض، وهم يعلمون أنهم سيُقابلون بالحب والتفهم. تتضمن الألفة الفكرية مشاركة الأفكار، والانخراط في محادثات هادفة، والنمو معًا في المعرفة والحكمة. يخبرنا سفر الأمثال: "الْحَدِيدُ يَشْحَذُ الْحَدِيدَ، وَالرَّجُلُ يَشْحَذُ الرَّجُلَ الْآخَرَ" (أمثال 27:17). يمكن للأزواج تنمية هذا الجانب من العلاقة الحميمة من خلال دراسة الكتاب المقدس معًا، ومناقشة إيمانهم، وتحدي بعضهم البعض للنمو فكريًا وروحيًا. ربما تكون الألفة الروحية هي أقوى أشكال التقارب التي يمكن أن يختبرها الأزواج. إنها تتضمن مشاركة رحلة الإيمان والصلاة معًا ودعم النمو الروحي لبعضهما البعض. كما قال يسوع: "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَنَا مَعَهُمْ" (متى 18:20). عندما يدعو الأزواج المسيح إلى مركز علاقتهم، فإنهم يخلقون مساحة للتواصل الروحي العميق. تشمل الطرق العملية لتنمية العلاقة الحميمة التي تخدم الله ما يلي: الصلاة المنتظمة وقراءة الكتاب المقدس معًا ممارسة الاستماع الفعال والتواصل التعاطفي الانخراط في أعمال الخدمة لبعضنا البعض المشاركة في العبادة والأنشطة الكنسية احترام حدود وموافقة بعضنا البعض في العلاقة الحميمة الجسدية التماس التوجيه من المرشدين أو المستشارين الروحيين الموثوق بهم عند الحاجة من المهم أن نتذكر أن العلاقة الحميمة هي رحلة وليست وجهة. فهي تتطلب جهدًا مستمرًا وصبرًا ونعمة. قد تكون هناك مواسم تكون فيها بعض جوانب العلاقة الحميمة أكثر صعوبة، ولكن بمساعدة الله والالتزام المتبادل، يمكن للأزواج تعميق علاقتهم باستمرار. أخيرًا، دعونا لا ننسى أن الغرض النهائي من العلاقة الحميمة في العلاقة المسيحية هو أن تعكس محبة الله وتقرب الشريكين إليه. بينما ينمو الزوجان في العلاقة الحميمة مع بعضهما البعض، يجب أن ينموا أيضًا في علاقتهم الحميمة مع الله، لأننا نجد فيه مصدر كل الحب والتواصل. |
|