منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 11 - 2024, 04:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

الضيقات والآلام بالنسبة للمؤمنين هي كالبوطة والكور





الحب والتأديب

"الْبُوطَةُ لِلْفِضَّةِ،
وَالْكُورُ لِلذَّهَبِ،
وَمُمْتَحِنُ الْقُلُوبِ الرَّبُّ"[ع 3]

الضيقات والآلام بالنسبة للمؤمنين هي كالبوطة والكور لتنقية الذهب والفضة. وكما يقول المرتل: "لأنك جربتنا يا الله، مَحصتنا كمحص الفضة، أدخلتنا إلى الشبكة. جعلت ضغطًا على متوننا. ركبت أناسًا على رؤوسنا". (مز 66: 10-12) كما يقول الرب لبيت يعقوب: "هأنذا قد نقيتك وليس بفضةٍ. اخترتك في كورٍ المشقة. من أجل نفسي، من أجل نفسي أفعل، لأنه كيف يُدنس اسمي، وكرامتي لا أعطيها لآخر" (إش 48: 10-11).
يعرف الصائغ درجة الحرارة اللازمة للذهب الذي بين يديه، والمدة التي يسمح بها للذهب في البوطة. وتبقى عيناه متطلعتان إلى الذهب في البوطة، لا ينشغل بشيء آخر، حتى يصبه من البوطة، نقيًا من الشوائب. هكذا لن يسمح الله لنا بالتجارب أكثر مما نحتمل، إنما يعلم تمامًا ما هو لنقاوتنا وبنياننا، وتبقى عيناه وسط الضيق، يهتم بتقديسنا وتنقيتنا من كل شائبة.
* نحن نعلم أنه حتى القديسين يسمح الله أن تسقط أجسادهم تحت سلطان الشيطان وتحل بهم نكبات كثيرة، ذلك من أجل الهفوات (لتأديبهم)، لأن الرحمة الإلهية لا تطيق أن يكون فيهم وسخ أو دنس إلى يوم الإدانة، فينقيهم من كل شائبة، مُقدمًا إياهم إلى الأبدية مثل الذهب أو الفضة المصفّاة، غير محتاجين بعد إلى تنقية، فيقول الله: "وأنقي زغلكِ... وأنزع كل قصديركِ... بعد ذلك تُدعَين مدينة العدل القرية (المدينة) الأمينة" (إش 1: 25-26). وأيضًا كما تُمتحن الفضة في البوطة والذهب في الكور، هكذا يَمتحن الرب القلوب (أم 17: 3). وأيضًا "لأن الذي يحبُّهُ الربُّ يُؤَدّبهُ ويجلد كل ابن يقبلهُ" (عب 12: 6).
الأب سيرينوس
* ما أمجد الآلام! بها نتشبه بموته!
كما يُلقي ممحص الذهب بقطعة الذهب في الفرن لتحتمل النار إلى حين حتى يراها قد تنقت، هكذا يسمح الله بامتحان البشرية بالضيقات حتى تتنقَّى وتحصل على نفعٍ عظيمٍ... فليتنا لا نضطرب ولا نيأس عندما تحل بنا التجارب. لأنه كما أن ممحص الذهب يعلم الزمن الذي ينبغي أن يترك فيه الذهب في الفرن، فيُخرجه في الوقت المعين، ولا يتركه بعد في النار، حتى لا يفسد ولا يحترق، هكذا كم بالأكثر يعلم الله ذلك. فعندما يرانا قد تنقينا بالأكثر، يعتقنا من تجاربنا حتى لا ننطرح ونُطرد بسبب تزايد شرورنا.
عندما يحل بنا أمر ما لم نكن نتوقعه، لا نتذمر ولا تخور قلوبنا، بل نتحمل الله الذي يعرف هذه الأمور بدقةٍ، حتى يمتحن قلوبنا بالنار كيفما يُسر، إذًا يفعل هذا بهدفٍ لفائدة المجربين، لذلك يوصينا الحكيم قائلًا بأن نخضع لله في كل الأمور، لأنه يعرف تمامًا متى يخرجنا من فرن الشر (حكمة يشوع 1:1-2).
نخضع له على الدوام، ونشكره باستمرار، محتملين كل شيءٍ برضا، سواء عندما يمنحنا بركات أو يقدم لنا تأديبات. لأن هذه الأخيرة هي نوع من أنواع البركات.
فالطبيب ليس فقط يسمح لنا بالاستحمام (في الحمامات)... أو الذهاب إلى الحدائق المبهجة، بل وأيضًا عندما يستخدم المشرط والسكين هو طبيب!
والأب ليس فقط عندما يلاطف ابنه، بل وعندما يؤدبه ويعاقبه... هو أب!
وإذ نعلم أن الله أكثر حنوًا من كل الأطباء، فليس لنا أن نستقصي عن معاملته، ولا أن نطلب منه حسابًا عنها، بل ما يحسن في عينيه يفعله. فلا نميز إن كان يعتقنا من التجربة أو يؤدبنا لأنه بكلٍ من الطريقين يود ردنا إلى الصحة، ويجعلنا شركاء معه، وهو يعلم احتياجاتنا المختلفة، وما يناسب كل واحدٍ منا، وكيف، وبأية طريقة يلزمنا أن نخلص.
لنتبعه حيثما يأمرنا، ولا نفكر كثيرًا إن كان يأمرنا أن نسلك طريقًا سهلًا وممهدًا أو طريقًا صعبًا وعرًا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إن كنتَ ذهبًا، فلماذا تخاف النار، فإنه في الكور يحترق الزغل وتخرج أنت نقيًا؟ وإن كنت حنطة، فلماذا تهاب الدرَّاس، مع أنك لا تظهر على ما أنت عليه إلاَّ به حيث يُنتزع عنك "التبن" ويظهر أصلك وشرفك؟
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس بولس | قدّم كشفًا رهيبًا بما قاسى من الضيقات والآلام
"في أيامي (النهار)، التي هي بالنسبة للخطاة ليل، وأما بالنسبة لي فهو نهار
اسم الله عظيم الجلال وكلي القدرة؛ بالنسبة للمؤمنين يكون
في المنّ الآن عذوبة العسل بالنسبة للمؤمنين
التجارب الضيقات والآلام والأمراض


الساعة الآن 09:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024