كان أول استفسار من يَهُورَام إلى يَهُوشَافَاط هو: «مِنْ أَيِّ طَرِيق نَصْعَدُ (ضد ملك موآب)؟» (ع٨). واتفقوا معا على عدم الهجوم من الشمال، الذي كان الطريق الأكثر مباشرة، ولكن «مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةِ أَدُومَ» (ع٨)، أي من الجنوب. تعليقات ”كيل“ مفيدة: ”الطريق الأخير كان أطول بين الاثنين، وتكتنفه الصعوبات والمخاطر، لأن الجيش كان عليه عبور الجبال التي كان من الصعب صعودها. ورغم ذلك قرر يَهُوشَافَاطُ ذلك لصالحه، لأنهم إذا سلكوا الطريق الشمالي، فإنهم سيواجهون الأراميين في راموت جلعاد، وهو ما كان يرغب في تجنبه. وأيضًا لأن المؤابيين، من ثقتهم في عدم إمكانية الوصول إلى حدودهم الجنوبية، لن يتوقعوا أي هجوم من هذا الجانب، وبالتالي، سيُؤخذَون على حين غره، وهكذا ستسهل هزيمتهم“.
كان للخطة ميزة إضافية تتمثل في المرور عبر أراضي الأدوميين، الذين كانوا يخضعون ليهوذا في ذلك الوقت. لم يكن أمام ملك أدوم الوثني خيار سوى السماح للجيشين بالمرور عبر أراضيه، وأيضًا الانضمام إليهما في حملتهما العسكرية ضد المؤابيين. وهكذا لن تتاح لأدوم الفرصة للتمرد على يَهُوشَافَاط، بينما كان منخرطًا في معركة في مكان آخر. لذلك شرع الملوك الثلاثة في الرحلة التي استمرت سبعة أيام (ع٩)، واثقين من أن الظروف كلها في صالحهم. ولكن – للأسف الشديد - لم تكن هناك محاولة للحصول على إرشاد الرب فيما يتعلق بالخطة، وهكذا سرعان ما ستأخذ الأحداث مسارًا مزعجًا. كانت الأفكار والأفعال المشتركة لملك شرير، وملك تقي مرتبك متساهل، وملك وثني، تمهد لكارثة. لم يُدخِلوا الرب في المعادلة إلا عندما بدأت الأمور تسوء . يذكر يعقوب المؤمنين من جميع الأجيال بأن النهج الصحيح لجميع خططهم هو: «أَنْ تَقُولُوا: إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ» (يع٤: ١٥).