كان الملك الثاني الذي ظهر على المسرح هو ”مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ“ (ع٤، ٥). ولقد اُفتُتح السفر بعبارة «وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ» (٢مل١: ١). كان هذا التمرد أحد نتائج حكم أَخْآبَ الشرير. فبعد هزيمة إسرائيل وموت أَخْآبَ على أيدي الأراميين (١مل٢٢: ٣٤-٣٧)، انتهز الموآبيون الفرصة ليكونوا أحرارًا. حتى هذه اللحظة كانوا يُعانون الفاقة بسبب دفع الجزية لملك إسرائيل. كتب ”لموبي“: ”إن طبيعة بلاد موآب وسفوح تلالها الخصبة ومجاري المياه التي تعبر وسطها، كان مناسبًا بشكل بارز لشعب من الرعاة. ومن طبيعة الجزية المفروضة يبدو من المرجح أن كل ثروة الموآبيين كانت في ماشيتهم“. وفي وقت التمرد، كان ”مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ“، الذي يوصف بأنه ”صَاحِبَ مَوَاشٍ“، يُؤَّدي – سنويًا - لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ «مِئَةَ أَلْفِ خَرُوفٍ وَمِئَةَ أَلْفِ كَبْشٍ بِصُوفِهَا» (ع٤). كان ”أَخَزْيَا بْنُ أَخْآبَ“ مشتتًا جدًا بأمور أخرى، ليس أقلها مرضه الشخصي (٢مل٢: ٢)، بحيث لم يهتم بشأن وقف دفع الجزية، لكن ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ لم يكن مستعدًا لأن يكون متسامحًا إلى هذا الحد. وبلا شك كانت خسارة الجزية ذات أثر سلبي على اقتصاد إسرائيل. كما أظهر التاريخ الماضي أن تشدد موآب لم يكن في مصلحة إسرائيل السياسية. لذلك بدأ ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ في بناء تحالف من القوى للتعامل مع الوضع.