رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* يقول ربنا يسوع المسيح: "مستحق طعامه" - ليس لكل واحد على الإطلاق وكيفما اتَّفق، بل الفاعل فقط (مت 10:10)، ويأمر الرسول بولس أن نتعب ونعمل بأيدينا ما هو صالح لكي يكون لنا ما نشارك به المحتاج (أف 4: 28). يتضِّح من هذا أنه يجب علينا أن نعمل باجتهاد، لأنه لا يسوغ لنا أن نتَّخذ العبادة حجَّة للبطالة والهروب من المسئولية. بل علينا أن نجعلها موضوعًا للجهاد والأتعاب الجمَّة، والصبر على المضايق، لكي يتهيَّأ لنا نحن أيضًا أن نقول: "في تعبٍ وكدٍ، في أسهار مرارٍا كثيرة، في جوع وعطش" (2 كو 11: 27). مثل هذا المنهج ينفع لا لإماتة الجسد فقط، بل ولممارسة محبَّة القريب أيضًا، لكي نسند الإخوة المحتاجين، ونقدِّم لهم الكفاف على أيدينا بموجب ما علَّمه الرسول في سفر الأعمال بقوله: "في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون (بأيديكم) وتعضدون الضعفاء" (أع 20: 35). وأيضًا: "بالحري يتعب عاملًا الصالح بيديه، ليكون له أن يعطي من له احتياج" (أف 4: 28). وهكذا تستحق أن تسمع قوله: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المُعدّ لكم منذ إنشاء العالم، لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني..." (مت 25: 34). وما بي حاجة أن أصف لكم جسامة شرّ البطالة في حين أن الرسول أوصى صريحًا بأنه: "إن كان أحد لا يشتغل فلا يأكل" (2 تس 3: 10). فكما أن القوت اليومي ضروري لكل إنسان كذلك ضروري له الكد بحسب طاقته. لم يكتب سليمان عبثًا في مديح المرأة النشيطة: "إنها لم تأكل خبز الكسل" (أم 31: 27). ويقول الرسول أيضًا عن نفسه: "ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحدٍ، بل كنا نشتغل بتعبٍ وكدٍ ليلًا ونهارًا لكي لا نثقل على أحدٍ منكم" (2 تس 3: 8)، مع أنه كان له السلطان كمبشِّر بالإنجيل أن يعيش من الإنجيل (1 كو 9: 4، 14). يجمع الرب بين الكسل والشرّ، إذ قال: "أيها العبد الشرِّير الكسلان (مت 25: 26). على أن سليمان الحكيم لم يثنِ فقط على العامل بما ذكرنا (أم 31: 27)، بل وبَّخ الكسلان، إذ شبَّهه بأدنى الحيوانات قائلًا: "اذهب إلى النملة أيها الكسلان" (أم 6:6). لذا يجب أن نخشى من أن نُوبَّخ نحن كذلك في يوم الدينونة، لأن الذي وهبنا القدرة على العمل، يطلب منَّا أعمالًا تناسب قدرتنا هذه. فإنه قال: "من أودِع كثيرًا يُطالب بأكثر" (لو 12: 48). وبما أن البعض يستنكف من العمل بحجَّة التفرغ للصلوات وترنُّم المزامير، فعلى مثل هؤلاء أن يعلموا أن لكل شيءٍ وقتًا خاصًا به، كما قال الجامعة: لكل أمرٍ أوان (جا 3: 1). يجب علينا العمل قدر الإمكان لنتقاسم الموارد مع الذين يفتقرون إليها... لا عذر للمتكاسل الذي يعيش في البطالة بينما هو قادر على العمل. ليتشبَّه بتلك الأسماك التي تقطع البحار بطريقة عجيبة طلبًا للطعام. القديس باسيليوس الكبير |
|