رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحاباة 20 أَيْضًا مِنْ قَرِيبِهِ يُبْغَضُ الْفَقِيرُ، وَمُحِبُّو الْغَنِيِّ كَثِيرُونَ. 21 مَنْ يَحْتَقِرُ قَرِيبَهُ يُخْطِئُ، وَمَنْ يَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ فَطُوبَى لَهُ. "أيضًا من قريبه يُبغض الفقير، ومحبو الغنى كثيرون" [ع 20]. إذ حلّ الفساد بالإنسان صارت معاييره مادية، يبغض الفقير لمجرد فقره، حتى وإن كان قريبه، ويتملق الغني ويحبه بلا سبب، وإنما لمجرد غناه. لهذا جاءت الوصية الإلهية تدافع عن الفقير المظلوم، وتنهي عن المحاباة للأغنياء. "لا تُحرِّف حق فقيرك في دعواه" (خر 23: 6). "إن كان فيك فقير أحد من إخوتك في أحد أبوابك في أرضك التي يعطيك الرب إلهك، فلا تُقس قلبك، ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير" (تث 15: 7). "لا تظلم أجيرًا مسكينًا وفقيرًا من إخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك في أبوابك" (تث 24: 14). "يقيم المسكين من التراب، يرفع الفقير من المزبلة، للجلوس مع الشرفاء ويملكهم كرسي المجد، لأن للرب أعمدة الأرض، وقد وضع عليها المسكونة" (1 صم 2: 8). "لأنه ينجي الفقير المستغيث والمسكين، إذ لا معين له" (مز 72: 12). "نجوا المسكين والفقير من يد الأشرار، اَنقذوا" (مز 82: 4). "الفقير السالك باستقامته خير من معوج الطريق وهو غني" (أم 28: 6). "الفقير يكرَم من أجل عمله، والغني يكرم لأجل غناه" (سير 10: 33). "تضرُّع الفقير يبلغ إلى أذنيّ الرب، فيجري له القضاء سريعًا" (سي 21: 6). "لا يحابي الوجوه في حكم الفقير، بل يستجيب صلاة المظلوم" (سي 35: 16). "ولا تظلموا الأرملة ولا اليتيم ولا الغريب ولا الفقير، ولا يفكر أحد منكم شرًا على أخيه في قلبكم" (زك 7: 10). "يا إخوتي لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة. فإنه إن دخل إلى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهيّ ودخل أيضًا فقير بلباس وسخ. فنظرتم إلى اللابس اللباس البهيّ وقلتم له اِجلس أنت هنا حسنًا، وقلتم للفقير قف أنت هناك، أو اجلس هنا تحت موطئ قدمي. فهل لا ترتابون في أنفسكم، وتصيرون قضاة أفكارٍ شريرة. اسمعوا يا إخوتي الأحباء، أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه. وأما انتم فأهنتم الفقير. أليس الأغنياء يتسلطون عليكم وهم يجرونكم إلى المحاكم" (يع 2: 1-6). * ما هو النفع الذي يعود عليك بتكريمك (محاباتك) للغني؟ هل لأنه أكثر استعدادًا لإبقاء محبة الآخرين له؟ فنقدم المعروف لمن نتوقع منهم أنهم سيوافوننا عنه. إنه يلزمنا أن نفكر بالأكثر فيما يخص الضعفاء والمحتاجين لأننا بسبب هؤلاء نترجى الجزاء من الرب يسوع، الذي في مثال وليمة العرس (لو 14: 12-13) قدّم لنا صورة عامة للفضيلة. فقد طلب منا أن نقدم أعمالنا بالأكثر لمن ليس في قدرتهم ردها لنا. القديس أمبروسيوس القديس أغسطينوس حسنًا إنني أُضيِّق على الأغنياء، أو بالحري ليس على الأغنياء، بل على الذين يُسيئون استخدام الأموال. فأنا لا أهاجم أشخاصهم بل جشعهم. فالغِنَى شيء، والجشع شيء آخر، وجود فائض شيء والطمع شيء آخر. هل أنت غني؟ أنا لا أمنعك من هذا. كن غنيًا. هل أنت جشع؟ إنني أتوَعَّدك... إنني لن أسكت. هل تهاجمني بسبب هذا؟ إنني مستعد أن يُسْفَك دمي، لكنني أريد أن أمنعك عن أن تخطئ. إنني لا أُكِنُّ لك بغضة، ولا أشنّ عليك حربًا، إنما أريد أمرًا واحدًا، هو نَفْع المستمعين إليَّ. إن الأغنياء هم أولادي، والفقراء أيضًا أولادي. إن رَحمًا واحدًا (المعموديّة) تَمَخَّض بهم بشدة. فالكل هم نسل لمن تَمَخَّض بهم. فإن كنتَ تَكيل الإهانات للفقير، فإنني أَتَوَعَّدك لأن الفقير في هذه الحالة لا تحل به خسارة مثلك. لأنه لا يسقط في الخطأ بل ما يصيبه من خسارة هو مجرد فقدانه المال، أمَّا أنت فكغني تلحق بك الخسارة في روحك. القديس يوحنا ذهبي الفم * حدث مرةًأنّ الوالي قبض على واحدٍ من بلدة أنبا بيمين الأصلية، فذهب كثيرون إلى الشيخ متوسلين إليه أن يتوسط في إطلاق سراحه، فقال لهم: اتركوني ثلاثة أيام ثم أذهب. ثم صلَّى القديس للرب قائلًا: لا تعطني يا رب هذه النعمة (أمام الوالي)، وإلاّ فإنهم لن يَدَعوني أمكث في هذا المكان. ثم ذهب الشيخ ليتشفع عند الوالي الذي أجابه: هل تتشفع أيها الأب من أجل لص؟ ففرح الشيخ لأنه لم يُمنح هذه النعمة. فردوس الآباء كما يقول: [لا نفع للمال إذا كانت النفس فقيرة، ولا ضرر من الفقر إن كانت النفس غنية.] ويُعلّق القديس كيرلس الكبيرعلى المرأتين اللتين تطحنان على الرحى فتُؤخذ الواحدة وتترك الأخرى قائلًا: [يبدو أن هاتين المرأتين تشيران إلى الذين يعيشون في فقر وتعب، فحتى هؤلاء يوجد بينهم اختلاف كبير. البعض منهم يحتملون الفقر بنضوجٍ وقوةٍ في حياة فاضلة، والآخر لهم شخصيّات مختلفة إذ يسلكون بدهاء في حياة شرّيرة دنيئة.] |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عدم المحاباة |
تشبه بالله فى عدم المحاباة. |
المعاناة بسبب المحاباة |
المحاباة هى أقوى أسباب فشل الخدمة |
المحاباة في الخدمة |