كان نزول الْمَنّ لأول مرة في «برية سين»، أي ”برية الشوك“، وهناك «تذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى وهارون في البرية. وقال لهما بنو إسرائيل... إنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي يُميتا كل هذا الجمهور بالجوع» (خر16: 1-3).
وعندما قَبِلَ رب المجد أن يتنازل ويأتي إلى أرضنا التي لا تُنبت إلا الشوك والحسك، وعايش ظروف البرية، فإنه في مستهل خدمته الجهارية، أُصعد إلى البرية من الروح ليُجرَّب من إبليس، وكان مع الوحوش، وبعدما صام أربعين يومًا وأربعين ليلة، جاع أخيرًا، ولكنه – له المجد – أظهر كمال الطاعة والخضوع، وكمال الاتكال والاستناد على الله أبيه، ولم تخرج من فمه الطاهر كلمة تذمر واحدة، ولا تمنى أن يوجد في ظروف أخرى. بل إنه رفض أن يتناول الخبز، وأبى أن يأخذ المجد إلا من يد أبيه (مت4: 1-11؛ مر1: 12،13؛ لو4: 1-12).