رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«الْمَنّ» ليس من نتاج الأرض ولم ينمُ في البرية، بل نزل من السماء. وهكذا ربنا يسوع المسيح، الذي شهد عنه يوحنا المعمدان أنه «الذي يأتي من فوق... الذي يأتي من السماء... الذي أرسله الله» (يو3: 31،34)، فهو - تبارك اسمه - «الإنسان الثاني الرب من السماء» (1كو15: 47). وفى يوحنا 6 نقرأ سبع مرات عن الرب يسوع أنه «النازل من السماء»، وفى ذلك نرى كمال الاتضاع لمن قيل عنه «مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألم به» (عب5: 8). وهو – تبارك اسمه – قَبِل أن ينزل من السماء ليقدِّم نفسه للعالم كالْمَنّ الحقيقي، كان هو «خبز الله» (يو6: 33) أي موضوع فرح ومسرة قلب الآب. كان موضوع شبعه ولذته منذ الأزل (أم8: 30). وإننا نجد وصفًا جميلاًً لهذه الحقيقة في مزمور 78 «فأمر السَّحاب من فوق، وفتح مصاريع السَّماوات، وأَمطَرَ عليهم مَنّاً للأكل، وَبُرَّ السَّماء أعطاهم. أكل الإنسان خُبز الملائكة. أرسل عليهم زادًا للشبع» (مز78: 23-25). فقبل أن تُفتح أبواب السماء، وقبل أن يُمطِر الله الْمَنّ على شعبه الأرضي، كان الْمَنّ عنده، ولكنه أمر السحاب من فوق، وفتح أبواب السماوات ليُمطر الْمَنّ على الأرض، لكي يُشبع الجياع خبزًا (يو6: 35). |
|