رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يوجد من يتغانى ولا شيء عنده، ومن يتفاقر وعنده غنى جزيل" [ع 7] يتظاهر البعض بالغنى وهم في داخلهم فقراء. هذه هي خطية المجد الباطل وحب العظمة مع الرياء. بينما يوجد أغنياء في أعماقهم يفيضون بالخيرات، وفي تواضعٍ يحسبون أنهم فقراء يحتاجون إلى نعمة الله المستمرة وصلوات الآخرين. يقول الرسول بولس الغني: "كفقراء ونحن نغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء" (2 كو 10: 6) بينما يوبخ الرب ملاك كنيسة اللاودكيين، قائلًا: "لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمي وعريان" (رؤ 3: 16-17). هذا هو عمل طبيعة الإنسان القديم التي ورثناها عن أبينا آدم، مع فقرنا الداخلي نتظاهر كمن هم أغنياء! * مرض الغني هو الكبرياء الخطير. الروح الكبيرة بالحقيقة في وسط الغنى لا تنبطح وتسقط في هذا المرض. الروح أعظم من غناها، وتسمو فوقه، لا باشتهائها له، بل باستخفافها به. عظيم بالحق ذاك الغني الذي لا يظن أنه عظيم بسبب غناه. أما إذا حسب نفسه عظيمًا، يكون بهذا متكبرًا ومُعدمًا...! إنه شحاذ في قلبه (الفارغ). إنه منتفخ وغير ممتلئ. إن شاهدت زقي خمر، زق مملوء، والآخر منفوخ، فإن لهما ذات الحجم وذات الاتساع، لكن ليس فيهما ذات المحتوى. اُنظر إليهما، فلا تقدر أن تميز بينهما، أوْزِنهما فستجد الفارق بينهما. الزق المملوء يصعب تحريكه، والمنفوخ يمكن تحريكه بسهولة... لست أخبركم أن تبددوا ثروتكم بل أن تنقلوها، إذ يوجد كثيرون رفضوا أن يفعلوا هذا، وللأسف الشديد لم يطيعوا، فقدوا ليس فقط غناهم، وإنما بسببه فقدوا أيضًا نفوسهم... ليتواضع (الغني). ليُسر أنه مسيحي أكثر من كونه غنيًا. ليته لا ينتفخ أو يتعالى أو يتجبر. ليهتم بأخيه الفقير، ولا يرفض أن يدعو الفقير أخاه. فوق هذا كله، مهما كان غناه فالمسيح أكثر غنى، وقد أراد أن يكون كل الذين سفك دمه من أجلهم إخوته. القديس أغسطينوس |
|