رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوذا الإنسان بالإنسان الأول دخلت الخطية إلى العالم، واجتاز الموت إلى جميع الناس، وهكذا ملكت الخطية بالموت (رو5)؛ أما في الإنسان الثاني فقد أُبطلت الخطية، وتمت النصرة على الموت، وسُدّدت مطاليب الله من جهتها، وهكذا ملكت النعمة بالبر. لقد قال الله: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تك1)، أي له السلطان والسيادة في الجنة، لكن الإنسان انهزم أمام إبليس وفقد سلطانه، وصارت الأرض هي دائرة سيادة إبليس (أي1: 7). لكن المسيح ربط إبليس في البرية، وانتصر عليه في الصليب، وهكذا استعاد السلطان، من ثم قال لتلاميذه: «دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت28: 18). الإنسان الأول بسقوطه خسر الجنة وخرج منها، وهكذا سارت البشرية من خسارة إلي خسارة، أما الإنسان الثاني فقد استرد الكل. فلقد ذاق المسيح بنعمة الله الموت لأجل كل شيء (عب2: 10)، ليخضع كل شيء له سواء ما في السماوات أو ما علي الأرض، وترجع في توافق وانسجام مع الله، وهذا كله قد وضع أساسه في الصليب «عاملاً الصلح بدم صليبه» (كو1: 20). لقد كان على الإنسان الأول أن يثق في محبة الله، لكنه سمع لقول الحية وفقد تلك الثقة في الله؛ أما الإنسان الثاني فجاء ليعلن ما هو الإيمان. لقد كان على الأرض رئيس الإيمان ومكمله، أي منشئ الإيمان، وكل من يريد أن يعرف ماهية الثقة في الله عليه أن يتفكر في المسيح (عب12: 2). لقد احتمل كل الآلام في طريق الإيمان، وكان سروره إتمام مشيئة الله. عزيزي: إن وعورة طريق الإيمان شديدة لكن تفكيرنا في المسيح يجعلنا نسلكها بالرغم من كل شيء. إن المعصية ظهرت بكل صورها في الإنسان الأول (آدم ونسله) وتعرض الجنس البشري للقضاء مرة تلو الأخرى (الطوفان، سدوم وعمورة، وغيرها)؛ لكن بالإنسان الثاني ظهرت الطاعة بأبهى صوره. لقد قال «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت، وشريعتك في وسط أحشائي» (مز40: 8)، «طعامي أن أفعل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» (يو4: 34)، ومع كونه ابنًا (يأمر فيُطاع)، لكنه تعلم (أو أظهر) الطاعة مما تألم به (عب5: 8)، بل وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 8). لقد أراد الإنسان الأول أن يرفع نفسه ويأخذ مكانًا ليس له فسقط، أما الإنسان الثاني الذي له الحق في كل شيء يُكتب عنه «الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس، وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب. لذلك رفّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (في2: 6 -11). ومع أن الملك والسيادة سيعطيهما الله له، إلا إنه في نهاية الملك الألفي سيسلم الملك لله الآب، ليكون الله الكل في الكل (1كو15: 28). نعم هو المثال الكامل للإنسان الذي بحسب الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هذا القلب الكامل الذي أرضى الله |
أيوب | يقدم لنا صورة مبهجة للإنسان الكامل |
كان «المَنّ» رمزًا جميلاً للإنسان الكامل |
المثال الكامل |
رجل الذي بحسب قلب الله |