في الخدمة إن كل نهضة حقيقية حدثت في تاريخ شعب الله قد اقترنت بالرجوع إلى كلمة الله والخضوع لسلطانها. وعلى قدر احترام القادة والشعب لكلمة الله وطاعتها، على قدر البركة الغزيرة التي أغدقها الرب على شعبه.
فمثلاً، بعد الرجوع من السبي، في أيام نحميا، في النهضة الأخيرة التي حدثت وسط البقيَّة الراجعة، «اجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِلَى السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ وَقَالُوا لِعَزْرَا الْكَاتِبِ أَنْ يَأْتِيَ بِسِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى... فَأَتَى عَزْرَا الْكَاتِبُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَكُلِّ فَاهِمٍ مَا يُسْمَعُ... وَقَرَأَ فِيهَا ... مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ أَمَامَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْفَاهِمِينَ... لأَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ بَكُوا حِينَ سَمِعُوا كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ» (نح8: 1- 9). هل رأينا تعطُّش الشعب لكلمة الله، واحترامهم لها، وخضوعهم لسلطانها، وكيف أنها تلمس الضمير وتُبكِّت وتقود إلى الحزن والتوبة والدموع، كما أنها تقود إلى الفرح والقوة والسجود؟ وهذا ما ينبغي أن نركِّز عليه في الخدمة إذا أردنا نهضة حقيقية، وليست شكلية، وسط شعب الرب.