منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 04:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,659

موازين غش مكرهة الرب والوزن الصحيح رضاه




في مجال العمل

"موازين غش مكرهة الرب،
والوزن الصحيح رضاه" [ع 1]
الترجمة الحرفية للتعبير العبري ba eben shelemak يعني "موازين حجارة"، حيث كانت الحجارة تستخدم في الموازين.
يستهين كثيرون بالغش في الموازين والمقاييس، وهم لا يدرون أنها مكرهة في عينيّ الرب الذي لا يطيق الغش والخداع.
* كل عمل فيه ظلم معيب، حتى في الأمور العامة. فالموازين الغاشة والمقاييس الظالمة تسقط تحت اللعنة. إن كان الغش في السوق أو في العمل يسقط الإنسان تحت العقوبة، فهل يمكن التغاضي عنه إن وجد في وسط تنفيذ واجبات الفضيلة؟!
* ليزن كل أحدٍ كلماته بدون غشٍ أو خداع. "موازين غش مكرهة أمام الرب". لست أقصد ذاك الميزان الذي يزن أمور أخرى. أمام الرب هذا الميزان للكلمات بغيض، الذي يزيف الوقار الحكيم، بينما يمارس الخداع بمكرٍ. يدين الله الإنسان الذي يغش قريبه بظلمٍ غادرٍ. إنه لا يقتني نفعًا من ذكائه الماهر. لأنه ماذا ينفع الإنسان إن اقتنى غنى كل العالم ويخدع نفسه فلا يقتني الحياة الأبدية؟
القديس أمبروسيوس
اختلال موازين الإنسان ومعاييره ومفاهيمه
إن كانت الخطية قد أفسدت موازين الإنسان ومعاييره ومفاهيمه، فإن تجسد حكمة الله قد أعاد للإنسان صدق موازينه ومقاييسه وأوزانه لكي يعطي الإنسان لكل شيءٍ ولكل كائنٍ حقه، فيعطي ما لقيصر لقيصر، وما لله لله (مت 22: 21). صار لنا بعمل الحكمة الإلهية إمكانية إعادة الأمور في موازينها الصادقة مثل:
ا. التوازن بين النفس والجسد. خلق الله للإنسان موازين صادقة ليهتم بكيانه كله، فيعمل بجسده بكل طاقاته وقدراته، كما بنفسه بكل إمكانياتها. تتسلم النفس قيادة الجسد ليسير الإنسان ككل في الطريق الملوكي. لكن الخطية أفقدت الإنسان موازينه، فجعلت من الجسد قائدًا يمتطي النفس ويديرها حسب شهواته الشريرة. اختلَّت الموازين فصار الراكب مركوبًا، والمركوب راكبًا. لذلك جاء حكمة الله متجسدًا، وحمل جسدنا وله نفس كإنسان كامل، لكي فيه يتناغم الجسد مع النفس، ويسلك الاثنان الطريق السماوي.
بتجسده وصلبه وقيامته وصعوده فتح أبواب السماء ليحل الروح القدس في الإنسان بكليته، يفتح كل أبوابه، ليقود النفس والجسد معًا في المراعي السماوية بلا صراع.
ب. اختلَّت موازين الإنسان بالخطية في نظرته للأرض والسماء، فحسبَ الأرض مسكنه كمن يخلد فيها، وتطلع إلى السماء كوهمٍ أو خيالٍ. لم يعد قادرًا أن يدرك "إنما كخيالٍ يتمشى الإنسان" (مز 39: 6)، فإنه يحسب الأرض واقعًا يستحق كل الاهتمام أما السماء والأبديات فأمور ثانوية. على كلٍ مجيء السماوي أصبغ على نظرة المؤمن مسحة سماوية، فيرى وكأن الأرض قد صارت سماءً، يشكر الله على واقعه كإنسان يحيا على الأرض، وقلبه في السماء.
ج. أفقدت الخطية الإنسان موازينه الصادقة ليزن احتياجاته الروحية والنفسية والعقلية والعلمية والاجتماعية... فلا يقدر أن يدرك وحدة الحياة ليوازن بين كل جوانب حياته، ليكون أمينًا في كل شيء، سويًا في شخصيته. أما وقد تجسد خالق النفس والجسد وطبيب الإنسان الفريد، أعاد للحياة وحدتها، ليصير الإنسان ناجحًا في كل شيءٍ، بعمل روح الله القدوس، روح القوة والنصرة، وليس روح الفشل.
د. اختلَّت موازين فكر الإنسان في نظرته لكيانه، فلم يعد قادرًا أن يجلس مع نفسه ليتطلع إلى أعماقه الداخلية، فيكتشف ملكوت الله داخله، ويدرك أن الله خلقه ليقيم منه مسكنًا لروح الله. فقد الإنسان إدراكه لإنسانه الداخلي، فصار يرى في حياته فناء للإنسان الخارجي دون النمو والتجديد لإنسانه الداخلي. لكن بالمسيح يسوع الذي يجتذب نظراتنا نحو الداخل، قائلًا لنا: "ملكوت الله داخلكم" صرنا نترنم مع الرسول بولس: "إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 16).
ه. اختلَّت موازيننا حتى في نظرتنا لله والعالم والجسد وكل خليقة سماوية وأرضية، وجاء مسيحنا الحكمة المتجسد يقدم لنا روحه القدوس ليهبنا موازين جديدة خلالها ندرك الآتي:
* يقترب الله إلينا بالحب، هو أب حتى في تأديباته، يفتح أحضانه لنا.
* الجسد وزنة مقدسة، هبة إلهية، لها قدسيَّتها، سواء جسدنا أو أجساد الآخرين. فلا نتطلع إليها لإشباع شهوات جسدية بل كمقْدس إلهي يُسر به الرب.
* العالم جسر نعبر خلاله إلى أورشليم العليا، نسير عليه بكونه عطية إلهية. نقبل الآلام كمدرسة للفلسفة وطريق للدخول إلى شركة المجد مع مسيحنا المتألم، كما نفرح بكل عطية وبركة تبعث فينا روح الشكر والتسبيح لله.
* الخليقة السماوية بالنسبة لنا هي مجتمع السماء الذي نجد فيه صداقات تدوم أبديًا.
* الخليقة الأرضية هي وزنات نتعامل معها، فننمو في حياة الأمانة، نشارك مسيحنا سمة الأمانة.
و. حوَّلت الخطية الخداع والمكر إلى حكمة بشرية، والأمانة والصدق إلى انغلاق للفكر. هكذا انقلبت الموازين، فصار الحق باطلًا في عينيّ الإنسان، والباطل حقًا! وجاء حكمة الله ليقدم ذاته "الحق" المبذول بالحب خلال الصليب، فيراه اليهود عثرة واليونانيون جهالة (1 كو 1: 23). بالمسيح يسوع ندرك الحكمة الحقيقية.
ز. اختلَّت موازين الإنسان بروح الأنانية حيث يقيم من الأنا ego مركزًا للعالم، يطلب ما هو لنفسه. وقد جاء "الحب" ذاته ليحطم الأنا الذي فيه أنانية قاتلة، ويحيا هو فينا، فينفتح فكرنا ويتسع قلبنا، فنحمل مع مسيحنا إن أمكن جميع الناس.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(أم 11: 1) والوزن الصحيح رضاه
موازين غشّ مكرهة الرّبّ والوزن الصّحيح رضاه
موازين غشّ مكرهة الرّبّ والوزن الصّحيح رضاه
موازين غش مكـرهة الـرب، والوزن الصحيح رضاه" (أمثال 11: 1)
"موازين غش مكـرهة الـرب، والوزن الصحيح رضاه" (أمثال 11: 1)


الساعة الآن 11:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024