منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 10 - 2024, 01:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

”العالم“ كمعوِّق للخدمة أو حياة بلا مستقبل




”العالم“ كمعوِّق للخدمة أو حياة بلا مستقبل


كانت الآية المفضلة لدي رجل الله مودي هي «العالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد» (1يو2: 17). حتي إنه طلب أن يُحفر على قبره: ”وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد“.

عاش مودي بمنطلق هذه الكلمات، فأظهرها عمليًا في حياته، فعاش حرًا من محبة العالم، مكرَّسًا للرب؛ فاختبر بركة الله العظمى علي حياته وخدمته. يذكر لنا رفيق خدمته ”توري“ أنه كان مكرسًا بالتمام لعمل مشيئة الله، فكل أوقية من المائتين وثمانين رطلاً في جسده كانت ملكًا للرب الذي أحبه.

وكان ”هنري فارلي“، أحد أصدقاء مودي المقربين، يحب أن يذكر كيف قال له مرة: ”سوف يرى العالم ما سيفعله الله برجل يسلِّم نفسه له بالتمام“، فرد عليه مودي بالقول: ”حسنًا، سوف أكون أنا بنعمة الله ذلك الرجل“. وبالحق قد كان كذلك.

كتب مودي يقول: ”كل واحد منا يستطيع أن يحب يسوع، ويستطيع أن يصنع شيئًا لشخصه العزيز المبارك. ومهما كان هذا العمل صغيرًا فإنه سيبقى خالدًا. فكتل الحديد تفنى، وأحجار الجرانيت تتلاشى، لكن ما نعمله لأجل المسيح لن يفنى أو يتلاشى. بل سيخلد أكثر من الزمن نفسه“.

مجدًا لله. فكما أن كلمته حية وباقية إلى الأبد، كذلك كل من يصنع مشيئة الله سيثبت إلى الأبد.

ليتنا نجد مؤمنين أكثر يحفرون هذا الشعار «العالم يمضي وشهوته»، لا علي شواهد قبورهم، بل في أذهانهم وقلوبهم؛ فنخدم الرب بكل تكريس دون أن يوقعنا العالم أسرى لواحدة من حبائله.

محبة العالم الحاضر

إنها إرادة الله أبينا أن ينقذنا من العالم الحاضر الشرير. ولذا فقد بذل الرب يسوع نفسه لأجل خطايانا لكي ُننقذ منه (غل1: 4). كما يخبرنا الوحي بكل وضوح: «إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب» (1يو2: 15).

لكننا كثيرًا ما نجد مؤمنين قد تعطّلت خدمتهم بسبب محبتهم للعالم؛ مثل ديماس الذي ترك الرسول بولس وحيدًا، في أمَسِّ الحاجة لخدمته، مدفوعًا بدوافع عالمية محضة «لأنه أحب العالم الحاضر».

كان ديماس خادمًا للرب، رفيقًا لبولس في خدمته، كما يذكر الوحي عنه في فيلمون24، مثله مثل لوقا ومرقس وأرسترخس العاملين معه. وقبلهم أبفراس المأسور معه. ثم يرد ذكره في قائمة الشرف المذكورة في كولوسي4، حيث يفيض قلب الرسول بأرق العبارات عن أبفراس ولوقا، ويوصي بمرقس ويشهد عن أرسترخس. إلا أنه لا يذكر شيئًا عن ديماس، فقط يذكر اسمه دون أي ألقاب أوصفات. كان الرسول أمينًا في توصيل سلامه إلي أخوة كولوسي، وكان أكثر أمانة في أنه لم يخلع علي الخادم غير الأمين ألقابًا لا يستحقها ولم يجزل إليه ثناءً هو ليس بأهلٍ له.
أما النهاية غير السعيدة، فهي أن ديماس توقف عن خدمته، والسبب: محبته للعالم؛ إذ يرد عنه التقرير الأسيف: «ديماس تركني لأنه أحب العالم الحاضر».
 والكلمة المترجمة ”تركني“ تصف الترك في ظروف صعبة، والهجر في وقت الاحتياج، كما تصف جنديًا هاربًا من الخدمة العسكرية. ففي كلمة الله تجد رٍجالاً أمناء قد تجنّدوا لعمل الرب، مثل: أبفرودتس الذي من أجل عمل الرب قارب الموت مخاطرًا بنفسه (في2: 25)، وأرخبس المتجنِّد (فل2)، والذي يحرِّضه الرسول بولس في القائمة السابق ذكرها أن ينظر إلى الخدمة التي قبلها لكي يتمِّمها (كو4: 17). وحتى الأخوات نجد منهن متجندات لعمل الرب، كالمتجندات اللاتي تجنّدن عند باب خيمة الاجتماع (خر38: 8). أما ديماس فقد كان يومًا جنديًا عاملاً مع أفضل جنود عصره - أعني الرسول بولس- ولكنه تخلى عن مهامه المكلَّف بها، وولى الأدبار هاربًا. فيا للعار! ويا للخيانة العظمى! لقد تحالف الجندي مع عدو الله، أوَليست «محبة العالم عداوة لله» (يع4: 4).

ألا ليتنا نحيا حياة الجندية الحقة، مشتركين في احتمال المشقات لأجل سيدنا.

 يبدوأن ديماس لم يرغب في احتمال المشقات. لعله خاف من الآلام التي قد تلحق به نتيجة لرفقته للرسول المسجون، في وقت كان فيه المسيحيون يُضطهدون وكان الجو العام ضد المسيحيين. إنه عكس أنيسيفورس الذي طلب بولس في رومية بأكثر اجتهاد حتى وجده، ومرارًا كثيرة أراحه، ولم يخجل بسلسلته (2تي1: 16). لقد استعفى ديماس، مثل الكثيرين، من حمل الصليب، وفضَّل أن يحيا حياة سهلة.

 أو ربما سعى وراء مصلحة عالمية أو ربح مادي، فذهب إلى تسالونيكي سعيًا وراءه. وقد يسأل سائل: وما الخطأ في أن يسعى المرء وراء لقمة العيش؟ ليت الرب يفتح عيوننا لنعلم أن العالم ليس هو فقط الأمور الشريرة والشهوات والنزوات وكل ما يثير الرغبات الجامحة، بل هو أيضًا كل الأشياء التي تشغلنا عن الله، تلك التي تُشعرنا بالشبع والرضى بالانفصال عنه. هي التي يحذرنا الرسول يوحنا ضدها: «لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم». حتى الأشياء المشروعة التي يمارسها الجميع هي جزء من هذا العالم الذي يحذِّرنا الرسول من محبته، فلا غرابة أن يخبرنا الكتاب أنه عندما يأتي ابن الإنسان، فإن ما يميِّز الناس وقتها أنهم «يأكلون ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون» (لو17: 28).

ما الخطأ في هذه؟ ليس أن هذه الأشياء خاطئة، لكنها مجرد أمور العالم التي يمكنها أن تشغلنا عن الله. إن الحديث الأكثر تداولاً اليوم بين المؤمنين: ماذا عن الغلاء؟ كيف نوفّر أموالاً أكثر؟ هل نشتري أم نبيع؟ بأي الطرق نستثمر أموالنا؟ حتى الذين لم يكونوا يمسون هذه الأشياء قد جرفهم التيار الضاغط من أهل هذا الدهر فشاكلوهم؛ متناسين التحذير الصريح «لا تشاكلوا هذا الدهر» (رو12: 2). ”يشاكل“: أي يشابه أو يطابق باقي الناس. فهل لمن يخدم أن يتثقل بخمار وسُكْر وهموم الحياة؟ أ يليق بمن تجند أن يرتبك بأعمال الحياة؟ كم من مؤمنين قد جعلوا أشغالهم صنمًا لهم يهبونه جُلَّ أيامهم ولياليهم، يمنحونها كل قواهم، ناسين أن تعبهم سوف يذهب سُدى.

أن نهتم بأعمالنا لأننا يجب أن نعمل لنعيش، فهذا أمر مطلوب؛ أما أن نتثقل ونرتبك بها، فهذا ما قد يحرمنا من الجعالة.

إن جاز لنا اليوم أن نمسك بوقًا لنبوِّق به في أذن كل مؤمن، فستكون صرختنا هي: «اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم». وأما في الأذن الأخرى فسنهتف به: «إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما».

 ما تعليقنا الأخير علي ديماس، فيخص معنى اسمه الذي قد يلقي إلينا ضوءًا عن سبب ما آل إليه حاله: إن معني اسمه ”شعبي popular“. ولهذا دلالته، فهو يهتم بأن يكون له رصيده من تأييد الناس وحبهم وموافقتهم ورضاهم. وسؤالنا لمن يهتمون بذلك: أ يمكن أن يعيش المؤمن أمينًا لله وفي الوقت ذاته يتمتع بمحبة العالم؟!

يقول الرب في صلاته للآب: «أنا قد أعطيتهم كلامك (فهل نشهد حقيقة أمام الجميع بهذا الكلام؟ والنتيجة أن) العالم أبغضهم (والسبب) لأنهم ليسوا من العالم، كما أني أنا لست من العالم».

وكم من المؤمنين قد تعطلوا بسبب رغبتهم أن يكونوا كديماس؛ شعبيين. تفاعلت كبرياؤنا مع نداء العالم بما فيه من ”تعظم المعيشة“. والكلمة اليونانية التي يستخدمها يوحنا كان القدامى يستخدمونها لوصف شخص يدعي امتلاك أشياء أو ممتلكات أو أعمال أو منجزات ليست له، لكي يزهو على الآخرين. فكل ما يثير الكبرياء فينا هو من العالم. محاولة التفاخر والتباهي بأي من الإنجازات أو الممتلكات أو النجاحات التي أكرمنا الرب بها، تجعلنا محض عالميين. ولكن يا لغباء من يتفاخر! فأي شيء لنا لم نأخذه؟ وإن كنا قد أخذنا فلماذا نفتخر كأننا لم نأخذ؟

ليتنا نرى العالم بعيني الله، فنرى أنه قد صُلب مع المسيح، وأننا قد صُلبنا أيضًا له. ليتنا نتحقق أن هيئة هذا العالم تزول، وأن العالم يمضي وشهوته. نعم إن من يحب العالم هو أشبه بمن ذهب ليسكن في عقار آيل للسقوط أو بمن وضع ثروته في مصرف يعلم الجميع أنه على وشك الإفلاس. فأي أحمق يفعل هذا؟!
نعم من يحب العالم هو شخص غير حكيم. هو شخص لا مستقبل له.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأنبا أنطونيوس، فلم يبق في العالم، ولو للخدمة
مستقبل العالم (2)
اجتماع سري مدته 60 دقيقة بين «بوتين وترامب» يكتب مستقبل العالم
...ثم انطلقوا للخدمة فى العالم كله
«محلب» لمجلة فرنسية افريقيا هى مستقبل العالم ومصر هى القلب


الساعة الآن 06:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024