منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 11:32 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,194

المواهب في كنيسة الله

المواهب في كنيسة الله

نحن مديونون للمسيح رأس الجسد، الذي وعد أن يبني كنيسته (مت16: 18). ها هو يتمم وعده الصادق بمنح الكنيسة عطايا ومواهب، ليس كالملك المنتصر الذي قَبِل العطايا بين الناس (مز68: 18)، بل في جو النعمة، وبسرور الغالب المنتصر، يجود على قياس الهبة بمنح عطاياه السخية لكنيسته التي أحبها ويحبها. أعطى رُسلاً وأنبياء، أعطى مبشرين ورعاة ومعلمين. والثلاثة الأخيرة هي موضوع حديثنا بنعمة الله وذلك من خلال النقاط الأربع التالية:

1- معنى وتعريف الموهبة.
2- الغرض من المواهب.
3- النتائج المرجوّة من خدمة الموهوبين.
4- نظرة على المواهب الدائمة في كنيسة الله.

1- معنى الموهبة
إن كلمة موهبة في اللغة اليونانية ”كاريزما“، وهي القدرة والطاقة الروحية التي يعطيها الروح القدس للفرد، ليكون لها التأثير الإيجابي المؤثِّر والفعال في النفوس، من الناحية العقلية والإرادية والعاطفية. فالموهبة الروحية لا بد أن يكون لها هذا التأثير الثلاثي الفعال على الإنسان.

2- الغرض من المواهب
نرى في المواهب حقيقة هامة من أربعة جوانب تُعبِّر عن الغرض الأساسي من منحها وإعطائها، هي:

أ) أن الموهبة هي تعبير عن شخصية الله وليست تعبيرًا عن الذي يمارسها.
ب) أن الموهبة تعبِّر عن فكر الله ومبادئه وطرقه من جهة الإنسان.
ج) الموهبة تُعبِّر عن سلطان الله والرأس «المسيح» والروح القدس، في إعطاء العطايا والهبات بحسب إرادته ومشيئته وحريته المطلقة.
د) أن ممارسة المواهب يخضع فيها أصحابها للرأس المسيح، لتكون الموهبة ومَن يمارسها تحت إشرافه وتوجيهه وسلطانه ولمجده.

3- النتائج المرجوّة من ممارسة المواهب
لهاتين الموهبتين ”الرعاية والتعليم“ من خلال ممارستهما في كنيسة الله نتيجة حتمية وأكيدة بالنسبة لكنيسة الله، وهي «تكميل القديسين». وما هو المقصود بـ«تكميل القديسين»؟ الكلمة في اللغة اليونانية تعني ”الإصلاح والتأهيل“، وهي مُعبَّر عنها في متى4: 21 بإصلاح الشبكة. وهاتان الموهبتان تؤهِّلان المؤمنين ليكونوا في حالة روحية سليمة وصحيحة، من الناحية التعليمية والسلوكية، لكي تكون لهم الأهلية والقدرة أن يقوموا كأفراد بخدمتهم على الوجه الأكمل. والغرض من ذلك هو «بنيان جسد المسيح». إذًا فخدمة الموهوبين بالرعاية والتعليم هي خدمة ”تأهيلية للقديسين“ حتى يتمكن كل المؤمنين من القيام بخدمتهم الأساسية التي لا يُستثنى منها واحد من المؤمنين، فتكون النتيجة هي «بنيان جسد المسيح».
وعملية البنيان هذه تتم في أربع نواحِ لكنيسة الله، وهذه الجوانب الأربعة هي: وحدانية الإيمان، معرفة ابن الله، الإنسان الكامل، قياس قامة ملء المسيح .

وأما الغرض المباشر لهذه المواهب فهو أمران في منتهى الأهمية:

1- سلبيًا: الوصول بالمؤمنين لحالة تحفظهم من أن يكونوا أطفالاً ”غير ناضجين“ ومضطربين؛ أي يُشبهون موج البحر أو سفينة تدفعها الرياح هنا وهناك، وذلك عندما يكون هناك تأرجح بين الحق والباطل عن طريق فكر وحيلة الذين يقودون كنيسة الله للانحراف عن الحق المسيحي، لأسباب هم يعرفونها جيدًا.

2- إيجابيًا:
أن يتكلم المؤمنون بالصدق ”بالحق“، ويتمسكوا به، ويمارسوه مع بعضهم، ويقوم كل واحد بدوره المرسوم له في الجسد من خدمة ومؤازرة، وبهذا يتم نمو ذاتي للجسد من خلال قيام كل عضو بدوره، بروح الوداعة والاتضاع، وأيضًا المحبة الحقيقية، حتى تصل الكنيسة إلى قياسها ومثالها، الرأس الذي هو المسيح.

4- نظرة على المواهب الدائمة في كنيسة الله
نعود إلى قلب موضوعنا ألا وهو المواهب الدائمة، وخاصةً المواهب المتميِّزة، وهم أصحاب مواهب التبشير والرعاية والتعليم، وذلك بعد انتهاء دور وخدمة أصحاب المواهب التأسيسية: الرسل والأنبياء.

1ـ المبشرون
هم أولئك الذين وضعهم الروح القدس في مقدمة عطايا المسيح، لماذا؟

1] في المقال التالي سنقوم بتعريف هذه الأمور الأربعة

لأنه بناء على نجاح كرازتهم وتبشيرهم بإنجيل المسيح، يأتي دور وخدمة الرعاة والمعلمين لرعاية وتعليم المخلَّصين؛ فلاق بالمبشرين أن يكونوا في مقدمة عطايا المسيح كخدمة دائمة ومستمرة، وهم الذين خدمتهم تشمل العالم أجمع. وهؤلاء المبشرون الموهوبون يتميزون بكونهم:

أ) رجال الإيمان، وذلك من نحو ثقتهم في أن تبشيرهم بإنجيل المسيح لا بد أن يُخلِّص النفوس، إذ يرجعون إلى الرب بالتوبة والإيمان. ولا يوجد مبشر موهوب إلا وتجد له أولادًا في الإيمان في معظم الأماكن التي كرز فيها بإنجيل المسيح.

ب) للمبشرين غيرة وقلب ملتهب لخلاص النفوس، فتجدهم مملوئين رغبة حقيقية وحماسة روحية في ذهابهم لكل مكان، في الأسواق والطرق والمحال والاجتماعات. إنهم الباحثون عن النفوس البشرية لخلاصهم أينما وجدوا.

ج) لا شك أن المبشر تنحصر معظم صلواته في التمخض لأجل خلاص النفوس. فالرسول بولس كمبشر كان يصلي لأن يعرف الملك أغريباس ”شخص المسيح“ ويؤمن به، بل أيضًا جميع الذين يسمعونه وهو يتكلم عن اختبار معرفة المسيح ودعوته (أع26: 29).

د) كما أن المبشر يحتمل عناد المعاندين وتمرد المتمردين وسخرية المستهزئين، إذ هو يحمل في قلبه أحشاء ومحبة يسوع المسيح العطوفة والشفوقة على النفوس، ولهم في ذات الوقت فضيلة الصبر وطول الأناة. وقد يتحملون الكثير من المشقات أو الإهانات، ولكنهم يُسرون ويفرحون إذ إنهم يخدمون المسيح.

و) هم أول الفرحين برجوع الضالين. أليس مكتوبًا «والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معًا» (يو4: 36)؟ فرجوع الخاطئ بالتوبة والإيمان، يمنح المبشر شعورًا بالفرح والافتخار من أجل نعمة الله المخلِّصة. ونعمة الله منحته دورًا في خطة الله الخلاصية لأن يأتي بالمعيَّنين للحياة الأبدية، وإنقاذ نفوس من الوقائد الأبدية. بل إنهم سيكونون إكليله في السماء (1تس2: 19، 20).

هـ) يجب أن نشكر الرب على هذه الفئة من أصحاب موهبة التبشير، وأن نصلي لأجلهم، ولأجل نجاح خدمتهم، وعلينا مسؤولية مؤازرتهم بكل طرق التشجيع والتعضيد المختلفة.

2ـ الرعاة
رغم أن كلمة الرعاة والمعلمين تشير في اللغة اليونانية إلى فئة واحدة من الموهوبين تقوم بممارسة الموهبتين معًا، إلا أن هناك تميزًا بين الموهبة والأخرى، وهذا ما سنتناوله الآن.

أ) إن مشغولية الرعاة الحقيقيين هي قطيع الرب. فإن قلب الراعي شديد العطف والحنو على قطيع المسيح، فهو لا يتضجر منها أبدًا كثقل على كاهله، بل هي موضوع اعتنائه واهتمامه الشديد، بتغذيتهم وإطعامهم كلمة الله.

ب) إن قلب الراعي يتميز بالدفء، حيث يجد فيه قطيع الرب مصدرًا لراحتهم وبث الطمأنينة في نفوسهم، فيلجأون لهذا القلب، واثقين أن لهم فيه نصيبًا من الدفء والراحة، كما وتهدئة نفوسهم ونزع مخاوفهم.

ج) إن الراعي يعرف ظروف وأحوال القطيع، ويسأل عن سلامتها، ويشارك المؤمنين ظروفهم وتجاربهم ومشكلاتهم، سواء كان ذلك من الناحية الروحية أو الأسرية أو الاجتماعية. إنه الصديق الشريك لأولاد الله حيث تقع دائرة خدمته.

د) الراعي الحقيقي يبذل كل الجهد حتى لا يضل واحد من قطيع الرب. لكن ماذا لو ضل أحدهم؟ إن الراعي ذو قلب متسع وعقل متزن حكيم، وبهذا وذاك يعمل على استرداد الجهال والضالين. فهو لا يترك الضال، ولا يقسو على الجاهل، بل يعمل على تشجيع نفوسهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، لمؤازرة وتشديد العزائم الخائرة.

هـ) لا شك أن الرعاة يمتلكون قسطًا كافيًا من التعليم والفكر الإلهي، ويعرفون كيف يطبقونه على أحوال القطيع وظروفهم المختلفة لإرشادهم وقيادتهم، وذلك بحسب كلمة الله.

و) إن الراعي الموهوب، ليس بالضرورة أن يكون متفرغًا لهذه الخدمة، بل قد يكون له عمله الزمني لتغطية احتياجاته الزمنية، وفي الوقت المُتاح يقوم بممارسة موهبته الرعوية، في كنيسة الله، في الدائرة التي يوجد فيها.

3ـ المعلمون
نحن نشكر الرب كثيرًا جدًا لأجل هذه العطية من رأس الكنيسة لجسده، ألا وهم فئة المعلمين الموهوبين. والمعلم هو ذلك الشخص الذي منحه الرب رغبة وشغفًا لأن يكون تلميذًا للمكتوب، فيجِدّ باحثًا ومُنقبًا عن معنى كل كلمة وعبارة، وتحليلها تحليلاً دقيقًا في ضوء النص ووضعه ومغزاه في السفر، فيقدّم للنفوس التعليم النقي لتكميل القديسين. ومن هنا وَجَب أن نذكر بعض ما يتميز به المعلم الموهوب.

أ) يجد المعلم سروره وفرحه في إنارة عقول وأذهان المؤمنين بصورة دقيقة صحيحة وغير غامضة.

ب) للمعلم قدرة خاصة، منحه إياها المسيح بالروح القدس، على توصيل الحق بوضوح شديد، وبإقناع تام للمستمع.

ج) عندما يقدم المعلم التفسير الدقيق والصحيح، يعرف كيف يطبق تعليمه بطريقة صحيحة على نواحي الحياة المختلفة، فيكون هناك التوافق والانسجام الإلهي بين الحق وتطبيقه.

د) إن المعلم له دوره الهام في تحذير شعب الله من التعاليم الضالة والمبادئ الخاطئة والعمل على إنقاذهم منها، وإن كان هذا لا يروق للبعض بحجة أن هذا يمثل طعنًا أو هجومًا على معتقدات الآخرين؛ لكن هذا دور هام للمعلم، كما كان يفعل الرسول بولس في بعض الرسائل، مقدمًا للمؤمنين ترياقًا من التعليم الصحيح ضد سموم التعاليم الضالة.

هـ) التلميذ الحقيقي للمسيح، في أي مكان، يُرحب بكل استنارة يقدمها الرب له من خلال المعلمين الموهوبين. وكم رأينا تلاميذ بحق للمكتوب، يتركون مبادئ وعقائد نشأوا عليها وترعرعوا فيها، لكن كان لكلمة الله المحرّرة سلطانها على النفوس من خلال خدمة هؤلاء المعلمين الموهوبين.

و) نحن في شديد الاحتياج إلى فئة المعلمين الموهوبين، إذ هم قلة في كنيسة الله. فلنطلب من الرب أن يكثِّر من أمثالهم في كنيسته، وعلينا أن نقدِّر خدمتهم، ونعمل على راحتهم وتشجيعهم، لكي يقدموا خدمتهم دون أنين بل بفرح.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تذكَّر كلام الرب مع كنيسة أفسس الكثيرة المواهب
الله هو الذى يملك هذه المواهب
لعل من محبة الله،وتحننه علي صغار المواهب
المواهب التي يمنحها روح الله للإنسان
محبة الله لصغار المواهب


الساعة الآن 06:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024